التكلف في تعريف الرسول والنبي

  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



بعد انشغالي في الآونة الأخيرة بمختلف المواضيع التي فرضتها المستجدات...ونظرا لخطورة الأمر واستمرار تفشيه في مختلف المنابر فقد قررت العودة لاستكمال محور القراءات الباطنية التي ابتلينا بها في زمننا المعاصر والتي كما سبق التوضيح في المقالات السابقة
فقد ظهرت في الآونة الأخيرة فئة من الباحثين تعتمد منهج جديد رافض لصريح النصوص القرآنية ساعيا لإقناع الناس بأن ظاهرها الذي لا اختلاف في غالبيته الساحقة مجرد جهل وتحريف التراثيين للمعنى الباطن أو المحرف للنصوص الأمر الذي إن بدى للبعض غير ذا أهمية قصوى وتأثير كبير في مسائل مثل معجزات الأنبياء
فسرعان ما ستتجلى مدى خطورته عندما يمتد لمواضيع أكثر حساسية كالتشكيك في المفهوم المتعارف لمصطلحي النبي والرسول والزعم بعدم اقتصارهما على الشخصيات الموحى لها بالرسائل والكتب السماوية وشمولهما لأفراد معينين في المجتمع في كل زمان ومكان وأن المواضع التي ورد فيها مصطلحي الرسول والنبي في غالبية النصوص القرآنية تتحدث بصفة عامة ولا تخاطب أو تتحدث بالضرورة عن شخص معين
وكعادة مثل هذه الادعاءات التي تجعل من الفكرة المسبقة والنتيجة المعلومة غاية البحث وتتخذ من الجدالات المطروحة مجرد وسيلة لبلوغ الهدف المنشود وتعجيز الأفكار المعارضة فإنها تقوم بإغفال العديد من الاحتمالات وتمر مرور الكرام أمام الأجوبة المنطقية على اعتراضاتها التي تكون في أغلب الأحيان بعيدة كل البعد عن المنطق وواقع النصوص لاعتمادها في الأصل على قواعد لا أساس لها في كتاب الله كقاعدة اللاترادف التي سبق توضيح بطلانها في أكثر من مناسبة
والتي للمفارقة يتم خرقها والحياد عنها من طرف نفس دعاتها عند الضرورة والحاجة كاستشهاد صاحب المقطع بكل من لفظي النبيين والأنبياء للدلالة على نفس المعنى في قولي
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ  (21) سورة آل عمران
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (112) سورة آل عمران
باعتبار كلا اللفظين جمع لنفس كلمة نبي
لتعود للاعتماد على نفس قاعدتها لنفي ترادف لفظي الآخر والخاتم لخدمة فكرتها المبتغاة بعدم دلالة هذا الأخير على الخاتمة وانتهاء عصر الأنبياء مع الرسول محمد
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) سورة الأحزاب
وزعمها بأن المصلح الأنسب في هذه الحالة هو آخر النبيين وأن الله وصف نفسه بالآخر وليس بالخاتم
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ (3) سورة الحديد
ولم يصف اليوم الآخر باليوم الخاتم
مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (177) سورة البقرة
دون النظر إلى ما يعترض 
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) سورة البقرة
وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) سورة الأَعراف
رؤيتها وقاعدتها المسلمة
ودون النظر إلى باقي استعمالات مصلح الختم في كتاب الله التي تشير بالفعل إلى انتهاء الأشياء أو انتهاء وظائفها كما هو الشأن بالنسبة لنطق الإنسان يوم الحساب
هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) سورة المرسلات
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) سورة يس
بل دون النظر حتى للاختلاف الواضح بين مفهوم الخاتمة والأخروية التي لا تشير بالضرورة إلى انتهاء الأشياء وأنه لا يجوز في أي حال من الأحوال وصف اليوم الآخر الأبدي والمستمر
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) سورة ق
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (57) سورة النساء
باليوم الخاتم ولا مقابلة الختم بالأولوية
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ (3) سورة الحديد
بل بالبدء
هُوَ الْبَادِئُ وَالْخَاتِمُ
نفس الشيء بالنسبة لمسألة الضمائر التي أصبحت من أبرز السبل للطعن في ظاهر النصوص والتشكيك في أوضح الواضحات من طرف عدد من دعاة اللاترادف وربانية لغة القرآن والتي مثلما اتخذت كحجة رئيسية للدعوة لعبادة أرباب دون الله ونسب أقوال الله لغيره بدعوى استحالة حديث الله عن نفسه بصيغة الغائب 
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (153) سورة الأَنعام
كما سبق التوضيح في مقال
فقد اعتمدت هنا أيضا للزعم بحديث محمد عن نبي ورسول آخر لعدم استقامة حديثه عن نفسه بصيغة الغائب في مثل هذه النصوص
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) سورة التوبة
وأنه كان يستلزم قول
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَكَ وَيَقُولُونَ أَنْتَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أُؤْمِنُ بِاللهِ وَأُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَي لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
متجاهلة النصوص القطعية في حديث القرآن عن فرد واحد معرف في كتب الأولين
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) سورة الأَعراف
منتمي لطائفة معينة
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) سورة الجمعة
وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ (75) سورة آل عمران
مرتبط بأحداث محصورة بالزمان والمكان
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) سورة التحريم
متحدث عن نفسه بصيغة الغائب
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) سورة الأَعراف
دون الحديث عن خلطها بين خطاب الرسول للناس الغير وارد في القرآن وبين أمر الله للرسول بأن يقول للناس واختياره لمصطلحي الرسول والنبي من باب التوقير وتبيان المرتبة والمكانة
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) سورة الأحزاب
وانطلاقا من هذه القواعد الظنية والقراءات السطحية والمتسرعة يتم بناء أفكار شديدة الخطورة تفتح الباب على مصرعيه لامتحان صفتي النبي والرسول التي اختص بها الرحمن من اصطفى من عباده الأخيار
وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) سورة ص
وكما رأينا في ما سبق فإن نهج صاحبة الطرح يعتمد بالأساس على نقطتين أساسيتين إلباس ما يعارض أفكارها ثوب الموروث بهدف التسفيه مع طرح بعض الأسئلة الجدلية أو بالأحرى التعجيزية حتى تتم إدانته ووضعه في مصاف الافتراءات البشرية  ثم اللجوء لمغالطة رجل القش بإدانة أقوال السلف والمدافعين عن الموروث بأشياء لم يذكروها من الأساس كزعمها بتناقض أقوالهم بخصوص محلية وعالمية الخطاب القرآني
كأن أحدهم خرج في يوم من الأيام وزعم بصلاحية جميع آيات القرآن بدون استثناء لكل زمان ومكان وكأنها لا تدرك أن مجرد إيمانهم بوجود آيات منسوخة في القرآن ينفي إيمانهم بالصلاحية المطلقة لجميع النصوص القرآن...بل أن هناك من يزعم حتى ممن يعتمدون نفس مدرستها ويشاطرونها جزء من أفكارها بعدم صلاحية جميع نصوص القرآن لكل زمان ومكان واقتصار حكمها بعضها على ظرف وفترات معينة
والذي لا يتعارض مع إيمانهم بصلاحية باقي النصوص لكل زمان ومكان في حالات أخرى
وهو ما يثبت أن المسألة ليست أبيض وأسود مطلقين وإنما وجهات نظر بشرية قابلة للصواب والخطأ لا يجب قياس الأمور عليها بغض النظر عن معتقد ومنهج قائلها بل وجب تقصي الحقيقية بشكل محايد ومتجرد من النصوص القرآنية وليس جعل التدبر القرآني عبارة عن جدال دائم مع أقوال السلف والمدافعين عن الموروث التي يستحيل منطقيا وعمليا أن تكون خاطئة في جميع الحالات...وأن السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هو هل بالفعل جميع أقوال وأحكام القرآن صالحة لكل زمان ومكان وهل الخطاب القرآني موجه من الأساس لغير مجتمع البعثة ؟ حتى لا نلزم كتاب الله بأشياء غير منطقية ونجعل من الأحكام الظرفية قاعدة شاملة كون نفس المنطق الذي يفرض سريان النصوص المخاطبة لشخصي النبي والرسول على كل زمان ومكان يفرض أيضا سريان الأشياء المنهى عنها كعبادة الملائكة الإناث
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) سورة الإسراء
في زمان لم يعد فيه حس ولا آثر لها...ونفس المنطق الذي يفرض تطبيق الأحكام المقتصرة على الرسول والنبي في زمننا الحالي يفرض تطبيق حكم تنصيف شهادة المرأة
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (282) سورة البقرة
على المرأة المتعلمة والواعية في مجتمعنا المعاصر...وبالتي فليس شرطا أن يسري حكم كل قول أو نهي أو أمر قرآني على كل زمان ومكان لأن الهدف أصلا من الأحكام الدينية هو الإصلاح وإنهاء جميع ظواهر الفساد لا أن يضل الوضع نسخة طبقة الأصل من مجتمع البعثة بحجة عدم موت بعض النصوص والأحكام القرآنية التي تبقى في جميع الأحوال قصص للعبرة
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (111) سورة يوسف
التي حاولت صاحبة الطرح نفيها عن النصوص التي تدور في فلك الرسول والنبي والتي بالرغم من تخصيصها لشخصه بالذات فإنه لا يمكن تجاهل العبر المستخلصة منها وأن تخصيص الخطاب والحديث لشخص النبي أو الرسول في بعض النصوص
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا (54) سورة الأحزاب
لا يعني بالضرورة عدم سريان الحكم على غيره أو حتى على عموم الناس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ (28) سورة النور
وأن نفس المنطق الذي يفرض احترام وتوقير النبي أو الرسول
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) سورة الحجرات 
نظرا لخلقه ومكانته العظمى عند الله
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم
يلزم التعامل بنفس الاحترام مع أهل التقوى ومن صلح من أولياء الأمر في كل زمان ومكان...ونفس المنطق الذي فرض على نساء النبي تجنب أفعال معينة حفاظا على سمعته العظيمة في المجتمع الذي كان يعد إسوته الأولى
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) سورة الأحزاب 
يلزم تجنب نفس الأفعال عندما تكون مرتبطة بسمعة أولياء الله الصالحين في كل زمان ومكان وهو نملسه في واقعنا المعاش التي تختلف فيه نظرة المجتمع إلى نفس الأفعال قياسا على سمعة مقترفيها ومقربيهم وهو ما قامت بالتأكيد عليه بنفسها من خلال تفسيرها على سبيل المثال للقول الذي زعمت تخصيصه لشخص النبي
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) سورة الأَنْفال
الذي يدعو لإعطاء فرص للسجناء للتوبة في كل زمان ومكان التفسير الذي يعبر في حقيقة الأمر عن العبرة المستخلصة من الآية على افترض تخصيصها لشخص النبي من دون الناس
والذي يبقى رأيا خاطئا مبني على التسرع وعدم الدراسة والإلمام التام بسياقات القرآن الذي يعد فيه كل أمر لشخص النبي أو الرسول
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) سورة الأَنعام
أمرا ملزما لجميع المؤمنين بدون استثناء
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) سورة النساء
وبالتالي فلا فرق في إلزام المؤمنين بالطاعة بين توجيه الأمر للرسول أو جعله وساطة آمرة للمؤمنين أو توجيه الأمر بشكل مباشر للمؤمنين 
وبدل البحث بموضوعية عن أسباب اختلاف وتنوع الخطاب القرآني كما سبق التوضيح  بشروحات واحتمالات أقرب بكثير لواقع النصوص في مقال
يتم تسخير التنوع والاختلاف لخدمة أفكار لا علاقة لها بالواقع والزعم بعدم دلالة صفتي النبي والرسول على شخص بعينه كل هذا ليتم إيقناع الناس بالفكرة التي أصبح يروج لها بشدة من طرف فئة من المتدبرين الجدد التي تزعم بعدم أهمية الإيمان بنبوءة الرسول محمد في إسلامهم المقترح رغم كونها من الشروط الأساسية
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) سورة الأَعراف 
الفارقة بين الكفر والإيمان
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) سورة النساء
كما سبق التوضيح بأدق التفاصيل في مناسبات سابقة
تختلف السبل وتبقى الغاية واحدة إيهام الناس بعدم إلزام الإسلام والقرآن بالإيمان بالنبي محمد حيث قامت صاحبة الطرح بوضع مجموعة من الخطوات لتطويع النصوص القرآنية لخدمة الفكرة وأولها التأكيد على أن العبرة في العمل الصالح وليس في الإيمان المجرد منه ودائما باعتماد نفس مغالطة وضع المتلقي بين خياري الفكرة المبتغاة والخيار الأسواء منها لجعلها مقبولة في نظره وأن العمل بجوهر القرآن دون الإيمان بمبلغه خير من الإيمان به دون العمل بجوهر الرسالة مع الحرص على مغالطة المشاهد بأن الإيمان الملزم بمبلغي الرسائل الذي يعد في حقيقة الأمر إيمان بما جاؤوا به من بينات
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ (41) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (91) قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (137) سورة البقرة
يعد تقديسا لشخصهم
كأنه لا يوجد خيار ثالث يشمل كل من الإيمان والعمل الصالح
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) سورة البقرة
ويجعل من كل واحد منهما من دون الآخر بدون جدوى يوم القيامة
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (158) سورة الأَنعام
وكأن هناك من يدعي أن الإيمان وحده دون العمل الصالح كاف لدخول الجنة !
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) سورة النساء
وكأنها لم تؤكد بعظمة لسانها في أحد مقاطعها السابقة بغض النظر عن تعريفها للإيمان بأن لا معنى للعمل الصالح من دون الإيمان !!!
الخطوة الثانية الزعم باستحالة أن يكون النبي محمد رسولا عالميا شاملا لجميع الأمم المنذرة برسالة القرآن إلى يوم البعث لإيهام الناس باقتصار نبوءته على مجتمعه المعاصر وعدم إلزامها لباقي أمم الأرض استنادا على قراءتها المتكلفة لبعض النصوص كقول لكل أمة رسول أو لقد بعثنا في كل أمة رسول الذي زعمت نفيه اشتراك أكثر من أمة في رسول واحد واقتصار دعوة كل رسول على أمته حصريا
وهنا تكمن معضلة التدبر السطحي لكلام الله الذي يأخذ ما يريد من النصوص دون النظر إلى فحوى السياق الذي يبقى الفيصل في تحديد المفهوم الحقيقي للمقولة والمغزى المراد منها والذي يدل ورودها في سياق الحديث عن هلاك الأمم المنذرة
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) سورة النحل
على حديثها عن الأمم المهلكة حصريا وبحتمية بعثة الرسول ليحل العذاب ويبلغ اجل الأمة
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) سورة يونس
كما ورد بصيغ أخرى أكثر وضوح
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) سورة الشعراء
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) سورة الإسراء
وان لا علاقة للأمر بدعوى تخصيص رسول خاص لكل أمة المتعارضة مع مضمون القرآن لو اعتمدنا تعريف الأمة المرتبط بالاجتماع على نفس النهج والعقيدة
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) سورة هود
والذي يخبرنا على سبيل المثال ببعثة النبي موسى لكل من آل فرعون
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (103) سورة الأَعراف
وقومه من بني إسرائيل في نفس الوقت
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (5) سورة إِبراهيم
بل أن قوم موسى أنفسهم تفرقوا إلى أمم ليصبح موسى رسولا لاثنى عشرة أمة في آن واحد
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (160) سورة الأَعراف
دون الحديث عن النبي محمد الذي بعث لأكثر من أمة
وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ (20) سورة آل عمران
بما في ذلك أمة الجن
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) سورة الأَحقاف
وحتى لو أخذنا بعين الاعتبار نسبية المصطلح وتغير مفهومه حسب السياق ودلالته في العموم على الاشتراك في قاسم مشترك كالإنذار من طرف نفس النبي أو نفس الرسالة الذي يجعل من الأمم المختلفة أمة واحدة في سياق زماني ومكاني محدد  فإن ذلك يجعل ليس فقط جميع الأمم المعاصرة للنبي محمد أمة واحدة بل جميع الأمم المنذرة بالكتاب الذي أنزل عليه إلى يوم البعث
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
نفس الشيء بالنسبة لقول
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إِبراهيم
الذي لم ترد فيه أداة الحصر لنفي إمكانية تبليغ الرسالة لغير قوم الرسول بلسان آخر كما زعمت
بل لتوضيح عدم مخاطبة الرسول لقومه بغير لسانهم بهدف تيسير الرسالة
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
لانتماء القول لسور ما قبل الهجرة التي خصص فيها الخطاب القرآني لقوم الرسول
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) سورة الزخرف
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) سورة الأَنعام
والذي نستطيع تشبيهه بقول
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ (64) سورة النحل 
الذي  ورد بصيغة الحصر في سياق الحديث عن دور والرسول والرسالة في الحكم في ما اختلف فيه في الأمم السابقة
لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ (63) سورة النحل 
والذي لا يعني في أي حال من الأحوال اقتصار دور الرسول وغاية الرسالة على تبيان ما اختلف فيه في الرسائل السابقة
والهدف من كل هذه القراءات المتكلفة تمهيد الطريق للخطوة الثالثة التي تسعى لمحاولة إقناع المتلقي بعدم مخاطبة القرآن لرسول أو نبي خاص يدعى محمد بل لكياني الرسول والنبي اللذان قد ينطبقان على أي سلطة أو أي شخص في كل زمان ومكان وحجتها في ذلك عدم مخاطبة القرآن لشخص يدعى محمد
ودائما باعتماد نفس مغالطات منتقدي الإسلام والمشككين في وجود شخصية محمد الذين يقرنون ندرة أو غياب اسم النبي المخاطب في النصوص بأسماء الأنبياء المتحدث عنهم بصيغة الغائب
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) سورة الحجر
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (2) سورة الإسراء
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ (46) سورة المائدة
وكأن النصوص لم تختص بالخطاب والحديث شخصية النبي الأمي بالذات الطاغية على مختلف سياقات القرآن
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف 
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) سورة يس
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) سورة السجدة
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) سورة القصص
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) سورة النحل
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ (94) سورة يونس
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ (2) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا (11) سورة الجمعة
والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه هو نفسه محمد
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ (158) سورة الأَعراف
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ (29) سورة الفتح
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ (75) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (144) سورة آل عمران
لتجد ضالتها في تعريف النبي بالسلطة التشريعية سواء كان كيان أو شخص غير مبعوث بالضرورة من عند الله...وحجتها في ذلك ذكر مصطلح بالحق عند الحديث عن الأنبياء بصف عامة
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) سورة البقرة
عكس عند الحديث عن أنبياء الله
فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) سورة البقرة
دون النظر في إلى سياق الحالتين وحديث الرحمن عن نفس الجريمة المقترفة من نفس الطائفة
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) سورة البقرة
لتخرج علينا بفهم غريب يجزم بإمكانية قتل الأنبياء بالحق !
متناسية أقوالها السابقة واستخدامها لنفس مصطلح بغير حق إلى جانب الأفعال التي ليس فيها أدنى حق وقول السرقة بغير حق
فبمثل هذا التكلف الذي يسعى لتبديل أوضح الأشياء يمكن الزعم بإمكانية وجود آلهة مع الله بحجة قول لا برهان له به
 وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون
الذي يفتح الباب على مصراعيه لمن في قلبه مرض للزعم بوجود آلهة عليها برهان ! وحتى لو افترضنا جدلا صحة هذه القراءة وزعمها أن المقصود بالقتل بالحق هو خلع ومحاكمة النبي الظالم فاحتمال أن يكون الحديث عن الأنبياء الكذبة الذين لا يوجد ما يمنع تسميتهم بالأنبياء تعبيرا عن وجه نظرهم وأتباعهم مثلما سميت المعبودات الوثنية بالآلهة في أكثر من نص قرآني رغم كونها ليست كذلك
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) سورة يس
وبالخصوص أن القول موجه لليهود الذين لديهم تشريع ينص بقتل الأنبياء الكذبة حسب ما جاء في نصوصهم
سفر التثنية إصحاح 18
20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.
ولتعزيز الفكرة ضربت بعض الأمثلة من بينها الزعم بدلالة قول
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) سورة التحريم
على سعي الحكام لإرضاء مقربيهم ومستشريهم الذين صاروا هم الأزواج وأن لا علاقة للأمر بنساء شخص معين
ضاربة بعرض الحائط أوضح الواضحات في تتمة السياق المرتبط ارتباطا وثيقا بعلاقة النبي محمد مع نسائه
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) سورة التحريم
ونفس الملاحظة بالنسبة لزعمها بدلالة نساء النبي في قول
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) سورة الأحزاب
على موظفي السلطة التشريعية
والتي نسيت أن توضح للمشاهد ما علاقة الموظفين بملازمة البيوت وعدم التبرج ! وكيف للموظفين أن يوصفوا بأهل البيت !!!
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) سورة الأحزاب
باختصار قرآن مختلف لا علاقة له بقرآن المسلمين صار فيه كل شخص مبلغ للحق رسولا لله ولو لم يكن مبعوثا من عنده بما في ذلك صاحبة القناة
التي سيتبين مدى تضارب أقوالها ومواقفها التي تجسد الفرق بين عصمة رسل الله الحقيقيين ومحدودية اجتهادات الإنسان الداعي إلى الله من دون وحي القابلة للخطأ كاستشهادها بورود مصطلح الرسول في نفس الأمر الإلهي الموجه لموسى وهارون بكل من صيغتي المفرد
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) سورة الشعراء
والمثنى
فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (47) سورة طه 
 للزعم بدلالته على كيان مستمر إلى يوم الدين وليس على فرد واحد
دون أن تسأل نفسها ولو للحظة كيف لنفس القول الذي ورد في نفس الظرف أن تتغير مصطلحاته ؟ وهنا تتجلى مدى أهمية مسألة عدم توقيف رسم المصاحف واختلاف خط النساخ الذي سبق التطرق إليه في أكثر من مناسبة آخرها
ومدى تأثيرها في العديد من القراءات الحديثة وضرورة توحيد المصاحف وتصحيح الأخطاء والاختلافات لقطع الطريق أمام مثل هذه القراءات التي تسعى لتسخير كل صغيرة وكبيرة لخدمة فكرتها المسبقة وهدفها الأسمى بإلغاء إلزام الإيمان بالرسالة الخاتمة ومبلغها واعتبار كل من يعمل بجوهرها ولو لم يكن مؤمنا بالمصدر الإلهي لهذه التعاليم رسولا لله !
والذي يعد من أخطر المنعرجات في ما يصفه دعاته بالقراءات الحديثة والعقلانية للقرآن...أولا لدعوته الغير مباشرة لقطع الصلة بالله بجعل العبرة في العمل وليس في الإيمان والمساواة بين عمل الملحد المنكر والكاره لفكرة وجود الله مع عمل المؤمن الذي يسعى من خلال كل عمل إلى التقرب من الله
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) سورة الإِنْسان
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ (207) سورة البقرة
الهدف الأسمى للدين
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) سورة الأَنعام
ثانيا لعدم إلزامه الحكم بتعاليم القرآن والتي حتى صادف تطبيقها في عدد المجتمعات في زمننا المعاصر حسب زعمها فإن ذلك لا يضمن عدم تغير الوضع لنسبية القوانين والمبادئ الأخلاقية عند الإنسان وتغيرها حسب الظروف والمصالح عكس حكم الله الثابت والملزم في كل زمان ومكان
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) سورة المائدة
والأعجب من كل ذلك أن نفس صاحبة المقطع هي من عادت وأقرت بعظمة لسانها بالأهمية القصوى للإيمان بالرسالة الخاتمة واعترافها بنسبية الأخلاق خارج الحكم القرآني وبأمية الغالبية الساحقة من أمم الأرض وضرورة هدايتهم إلى رسالة القرآن بالذات وأنه لا يجوز في أي حال من الأحوال محاسبتهم أو محاربتهم أو مقاومتهم وإن اقترفوا أفظع الجرائم حتى نوضح لهم معيار الأخلاق القرآني حسب فهمها للنصوص في أقصى درجات الانفصام والتناقض !
وصدقوا أو لا تصدقوا أن نفس صاحبة هذا القول من عادت وأدانت جرائم الصهاينة ودعت لمقاومتهم وقتالهم
رغم كونهم من الأميين في منطقها لإيمانهم واتباعهم لمعايير أخلاق إله التناخ الذي وصفته برب الصهاينة ومؤكدة في نفس الوقت على التأثير السلبي للأحكام الغير إسلامية كتعاليم الكتاب المقدس على أفعال اليهود والمسيحيين مقارنة بالقرآن !!!
نفس المرأة التي كانت تؤيد وصف الغرب للإسلام المذهبي بالإجرام والإرهاب وتدين قتل اليهود والمدنيين الأبرياء والتفجيرات الانتحارية
وتكفر الجماعات السلفية مثل داعش وإخوتها
هي من تتبنى نفس الخطاب والسردية السلفية التي تصف جماعة حماس المجسدة لكل ما سلف ذكره بالمؤمنين الأبطال رغم حكمهم بضد القرآن
صحيح البخاري
 وعَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنْهَما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه.
وتعتبر جرائمها في حق المدنيين وخرقها للقوانين القرآنية والدولية دفاعا مبرر وردا بالمثل !!! 
ليبقى السؤال المطروح لاتباع هؤلاء والمعجبين بزخرف أقوالهم هل هذه أقوال ومواقف أناس لديهم قناعة ثابتة في أفكار معينة أم أنهم يتبعون فقط ما تستجد به اللحظة من الأفكار والأيديولوجيات الأكثر شعبية وآخر الصحيات في مجال التدبر إن جاز الوصف ؟ هل يؤمنون أصلا بكل ما يقولون أم يستغلون جهل العباد ليضلوا الناس بغير علم ؟ وللأسف عندما يفتح المجال لمثل هذه الهرطقات بدون أدنى ضوابط ولا حدود فالأمر قد يصل إلى ذات الإلهية كما سأوضح في قادم المقالات بإذن الله
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات

  1. لا تدافع عن الصہاینۃ حماس اخطأت لکن کا تعاون بین الجہاد و الضحیۃ


    ردحذف
    الردود
    1. متى دافعت عنهم ؟؟؟ لم أقم سوى بعرض وجهات نظر الطرف المنتقد المتناقضة التي تارة تتبنى الإسلام السلفي المتطرف وتارة أخرى الإسلام الكيوت المغالي في السلم والتسامح...هل رأيتني يوما أدعو لعدم قتال ومقاومة ومعاقبة الأمم الغافلة بحجة جهلهم بمعيار الأخلاق القرآني ؟؟؟ هل هذا كل ما بدا لك في الموضوع ! تركت كل النقاط الخطيرة التي تمس جوهر الإسلام والقرآن للتتفاعل مع نقطة جد ثانوية...لمن يجب أن تعطى الأولوية ؟

      حذف
    2. يأخي اناموافقك في كل ماقلته عدا نقطة حماس وانا أرى تدبراتك الأعلى مستوى في كل المتدبرين لكن في الجانب السياسي يجانبك الصواب وشكرا

      حذف
    3. جانبني الصواب في ماذا ؟ لم أتطرق أصلا للجانب السياسي حتى تتهمني بالخطأ هذا ليس من اختصاص المدونة...كل ما قمت به هو كشف تناقض وجهات نظر الطرف المنتقد في المقال التي تارة تكفر الفكر الذي تتبناه حماس وتارة تصفهم بالمقاومين الأبطال حسب الضرورة والحاجة...إن كنت تقصد اتهامي لحماس بخرق القوانين القرآنية والدولية فهو أمر ثابت وعمالتهم المفترضة لإسرائيل (الجد واردة) لا تغير من الأمر شيئا بل تزيده سوء...فعلى سبيل المثال إيران رغم كونها الطرف المعتدى عليه من طرف إسرائيل في الأزمة الأخيرة إلا أنهم قاموا بإعلام المجتمع الدولي قبل الرد العسكري رغم كونه حق مشروع...الأمر ليس لعبة هناك قوانين واتفاقيات سلام وجب احترامها والإعلام عند النية في خرقها أو إنهائها وهو ما نص عليه القرآن أيضا
      وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) سورة الأَنْفال

      حذف
  2. يا أخي الكيان الصهيوني قبل عملية طوفان الأقصى يحاصر قطاع غزة ويقتل الفلسطنيين يوميا وقام بعشرات المجازر نعم حركة حماس والفصائل الفلسطنية خرقت القوانيين القرآنية لا نقاش في هذا لكن من عدم الانصاف مساواة الجلاد والضحية وشكرا

    ردحذف
    الردود
    1. يا عزيزي ما دخل جرائم إسرائيل في الموضوع ومتى ساويت بين الطرفين ؟ ومن هو الجلاد وما هي الضحية ألم تدعي أن حماس عميلة لإسرائيل فكيف تكون ضحية وهي من قدم الشعب الفلسطيني لإسرائيل فوق طابق من ذهب ؟؟؟ لقد أخطأت العنوان هذه مدونة دينية ليس من اختصاصها الفصل في المسائل السياسية بل المساهمة في كشف الحقيقة القرآنية والدفاع عن الدين الإسلامي وفضح افتراءات المنتسبين إليه والمتحدثين باسمه...ومن الطبيعي أن أنتقد حماس وأخواتها وبالاخص في الوقت الراهن الذي يوجد فيه شبه إجماع حتى من طرف القرآنيين أنفسهم على تصويرهم كرمز إسلامي للجهاد والإصلاح في الأرض...فلا تنتظر مني ركوب الموجة والتحيز وتبرير الجريمة بالجريمة الذي بالمناسبة هو نفس منطق الصهاينة...ولا التسليم بالسردية العربية التي تطمس الحقائق وتحاول تصوير الصراع على أنه ظلم وعدوان مستمر من طرف واحد...وقد سبق وأبديت وجهة نظري في الموضوع التي يمكنك مناقشتها في المقال المخصص
      https://onlycoran.blogspot.com/2023/12/blog-post.html
      فالمرجو الإلتزام بصلب الموضوع
      وشكرا

      حذف
    2. توضيح أخي العزيز انا لم ادعي عمالة حماس لاسرائيل كان عندي عطل في الهاتف فحدث خطأ في الكتابة كنت اقصد لاتساوي بين الجلاد والضحية وانا لم اخطأ في العنوان انااتابع مدونتك منذ سنتين وقرأت معظم مقالاتك وكنت سأعلق في مقالةتسخير الدين لخدمة السياسة لكن حدث عطل في الانترنت و ارجو ان يتسع صدرك للنقد والاختلاف اخي العزيز وجهة نظري انا اجرام الكيان الصهيوني اكبر بكثير من حركة حماس اما صلب الموضوع فانا متفق مع ماقلته لهذا لم اعلق وارجو منك فتح قناة على اليوتيوب ان كان في الامكان وجزاك الله خيرا على الجهود المبذولة

      حذف
    3. شكرا على التوضيح والإقتراح أخي الكريم وسأنظر إلى مسألة اليوتوب بإذن الله عندما تسمح الظروف...إن كنت من المتابعين القدامى للمدونة فستدرك أنني دائم الإنفتاح على مختلف الآراء وأدعوا داوما إلى النقد وعدم التسليم بما أنشره لكن شريطة أن يكون نقدا بناء وأن لا أتهم بأشياء لم أقلها...ولحد الساعة لم أستوعب الفكرة التي تريد إيصالها وما علاقة جرائم إسرائيل التي لا تتحدث باسم الإسلام ولا تنسب افعالها للقرآن بنقدي لحماس ؟
      على العموم شكرا على التفاعل والمتابعة ودمت بود
      تحياتي

      حذف

إرسال تعليق