بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من هم الصابئون ؟ طائفة ذكرت بإيجاز في ثلاثة مواضع قرآنية يصعب من خلال ظاهرها تحديد هويتهم بشكل واضح ودقيق دون إطلاع ودراسة معمقة في كتاب الله...من الناحية التاريخية ارتبط اسمهم بطائفة المندائيين المتواجدين في بلاد الرافدين
لكن هل يمكننا الثقة في التاريخ البشري المليء بالتزوير والتزييف والمغالطات بخصوص طائفة اختلف المؤرخون أصلا في أصولها الحقيقية ؟
ما أدرانا هل المندائيون هم فعلا أتباع الطائفة المذكورة في القرآن وأنهم لم ينسبوا أنفسهم إليها في وقت من الأوقات من أجل التقية من الغزاة العرب مؤسسي الدين المذهبي الذي لا يعترف قاموسه سوى بأهل الكتاب من اليهود والنصارى كدميين يمكنهم العيش بأمن وأمان في ما يسمى بدولة الخلافة
في زمن القوة وتطبيق ما يسمى بآية السيف على كل من يتبنى معتقدات وثنية أو مجهولة
كما توحي الشواهد والآثار التاريخية
في المقابل هناك بعض الاجتهادات الحديثة التي جعلت من الصابئين صفة شاملة لجميع أمم الأرض من دون أهل التوراة والإنجيل والقرآن
والتي لو بحثنا قليلا فسنجدها مجرد ترديد لاصطلاحات ومفاهيم السلف في الموضوع التي قامت بتعريف الصابئ بالمنحرف والتارك للملة الأم
الصفة التي لا يمكن أن تنطبق في أي حال من الأحوال على الغالبية الساحقة من سكان الأرض المتبعة لدين النشأة والذين لم يكونوا في يوم من الأيام هم ولا آباؤهم على ملة الإسلام حتى يعتبروا خارجين ومنحرفين عنها ! مثلما لا يمكن وصف من ارتد عن دين الله الأوحد الشامل لكل ما أوحي به للأنبياء
قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) سورة آل عمران
ورفض أحد الرسائل السماوية
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) سورة النساء
وبالأخص الرسالة الخاتمة
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) سورة النساء
بالصالح المؤمن بالله واليوم والآخر !!!
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) سورة البقرة
وقد سبق التوضيح في مقال
إلى مدى بطلان فكرة إيمان وصلاح الرافضين طواعية الإيمان بإحدى الرسائل السماوية ومناقضتها لأوضح النصوص
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا (47) سورة النساء
وكيف أخذت أسماء مثل الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين مع مرور الزمن طابعا قوميا وطائفيا أكثر منه عقائديا كما سبق الشرح في مقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) سورة النساء
وبعيدا عن كل هذه التكلفات التي ما أنزل الله بها من سلطان...وإن أردنا الاكتفاء بكتاب الله كمصدر وحيد فلن نجد أي تصريح واضح بخصوص هوية الصابئين...لكن في المقابل يمكننا تقصي الحقيقة من خلال بعض المعطيات الواردة في النصوص التي ذكرت الصابئين في سياق سورة الحج ضمن مختلف الطوائف المختلفة في العقيدة في مجتمع البعثة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (17) سورة الحج
والتي خلافا لطائفتي المجوس والذين أشركوا فقد تم ذكرهم ضمن الطوائف القابلة للإيمان والعمل الصالح كالذين هادوا والنصارى
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) سورة البقرة
الوصف الذي لا يمكن أن ينطبق إلا على الأمم التي أوتيت الكتاب الذي يسمح لها بتمييز الصالح من الطالح والإيمان الحق من الإيمان الباطل
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
من خلال دراسة كتاب الله
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سورة سبأ
الذي يهدي إلى الإيمان
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) سورة الأَنعام
والدين الخالص
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) سورة الزمر
والعمل الصالح حسب المعيار الإلهي
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) سورة الأَعراف
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) سورة النحل
وهو ما يلزم اتباع الصابئين لأحد الكتب السماوية الصحيحة مثل التوراة والإنجيل والقرآن في زمن البعثة وليس كتاب كنزا ربه الذي يعتمده المندائيون منذ قرون والذي اختلط فيه الحق بالباطل كما يتبين عند دراسة نصوصه
عندما يذكر أهل الكتاب أو الذين أوتوا الكتاب فإن أول ما يتبادر إلى الأدهان هم أهل الإنجيل المعرفين بالنصارى وأهل التوراة الذين تم تعريفهم بكل من الذين هادوا واليهود في كتاب الله بناء على نصوص قرآنية مبينة لا تقبل الجدل
وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ (30) سورة التوبة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ (65) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا (67) سورة آل عمران
وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ (43) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ (47) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (66) سورة المائدة
بالإضافة لأهل القرآن
وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ (186) سورة آل عمران
الذي يعود السبب الرئيسي لعدم وصفهم بأهل الكتاب أو الذين أوتوا الكتاب في الغالبية الساحقة من النصوص لتمييزهم عن باقي الطوائف الكتابية المتحدث عنها في أغلب المواضع بصيغة الغائب كونهم هم المخاطبين في المقام الأول في نصوص القرآن
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) سورة آل عمران
تمام مثلما نجد ندرة في ذكر اسم محمد مقارنة بأسماء أغلب الأنبياء لنفس السبب...وأيضا لحداثة عهد المجتمع المتبع للرسول محمد وعدم اعتماده لأهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب كتسميتين طائفتين كما سبق التوضيح في المقال أعلاه...هذا ما كنت أعتقد حتى وقت قريب...لكن لو نظرنا للأمور بنظرة أشمل فلن نجد في كتاب الله ما ينفي وجود طائفة كتابية رابعة في مجتمع البعثة لم تتم مخاطبتها ولا الإسهاب في الحديث عنها وعن كتابها...لأنه من القواعد الرئيسية في صياغة القرآن التي سبق التطرق إليها في أكثر مناسبة هي جزئية الخطاب والقصص القرآني
وتركيزه في سياق النصوص المتحدثة أو المخاطبة لمجتمع البعثة على الأقوام أو الطوائف المعاشرة للرسول محمد أو التي لديها معه احتكاك مباشر حسب التسلسل الزمني للتنزيل كما يتجلى بكل وضوح في مثل هذا القول الذي اختص بالخطاب أهل المدينة التي كان يقطن فيها الرسول من دون أهل الجوار
وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ (101) سورة التوبة
حيث سنلاحظ على سبيل المثال في سورة ما قبل الهجرة تركيز شبه كلي على قوم الرسول
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) سورة الفرقان
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) سورة فصلت
الأميون الغافلون
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) سورة يس
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سورة سبأ
يقابله غياب كلي لخطاب أهل الكتاب الذين اكتفي بالحديث عنهم بصيغة الغائب
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ (47) سورة العنْكبوت
على خلاف سور ما بعد الهجرة أو بالأحرى سوى ما بعد فتح المسجد الحرام والاستقرار به التي تحول فيها الخطاب إليهم بنسبة كبيرة
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) سورة آل عمران
عندما أصبحوا على عشرة واحتكاك بالرسول محمد
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ (75) سورة آل عمران
وأتباعه المؤمنين
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) سورة آل عمران
وبالضبط أهل التوراة والإنجيل
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (68) سورة المائدة
وبالتالي فمبدئيا إن كانت هناك طوائف كتابية أخرى على غير اتصال مباشر بالنبي محمد أثناء فترة التنزيل فلن نجد لهم أي خطاب مباشر في كتاب الله ولن يشار إليهم في حالة ذكرهم إلا بشكل موجز ونادر كما هو الشأن في مرحلة ما قبل الهجرة التي على الرغم من شمولها لعشرات السور فلم يذكر فيها لفظ النصارى إطلاقا...ولو افترضنا جدلا تنزيل جميع سور القرآن في نفس الفترة فلم نكن لنعلم شيئا من دون بينات ما بعد الهجرة عن هوية اتباع المسيح وأنهم كانوا يدعون نصارى
وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (30) سورة التوبة
وأنهم كانوا من أهل كتاب
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ (113) سورة البقرة
وأصحاب الإنجيل
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ (65) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا (67) سورة آل عمران
وسينحصر تعريفنا لأهل الكتاب في بني إسرائيل بشكل عام
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (16) سورة الجاثية
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) سورة الشعراء
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ (46) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (47) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (49) سورة العنْكبوت
مع بعض الإشارات إلى شمولهم للذين هادوا
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) سورة الأَنعام
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118) سورة النحل
اللذين تدل تسميتهم على كونهم أتباع النبي موسى
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ (156) سورة الأَعراف
قبل أن يأتي الخبر اليقين بأنهم أهل التوراة عند احتكاك النبي المباشر بهم الذي فرض تنزيل النصوص المخاطبة لهم والمستشهدة عليهم بكتابهم المخصص
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا (6) سورة الجمعة
والتي أصبحنا ندرك على ضوئها هوية أهل الكتاب المتحدث عنهم سواء تعلق الأمر بالذين هادوا
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) سورة البقرة
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) سورة آل عمران
أو النصارى
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ (171) سورة النساء
أوكلاهما معا
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68) سورة المائدة
على خلاف المراحل الأولى التي تم فيها التحدث عن مختلف الطوائف الكتابية بصفة عامة
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ (46) سورة العنْكبوت
وبالتالي لو كان الصابئون متواجدون في نفس محيط اليهود والنصارى لشملهم الخطاب القرآني
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ...مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا صَابِئِيََّا
ومثلما لم نكن لنعلم هوية الكتابيين المتحدث عنهم في مثل هذه النصوص
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (36) سورة الرعد
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
من دون سور ما بعد الهجرة
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ (160) لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (162) سورة النساء
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) سورة المائدة
فاحتمال جد وارد إن لم يكن شبه مؤكد أن تشمل نفس النصوص مؤمني طائفة الصابئين أيضا
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) سورة البقرة
لنصل إلى السؤال الأهم والمحير إن كان الصابئون من أهل الكتاب بشكل شبه مؤكد فما هي هوية كتابهم المخصص الذي ورثوه عن آبائهم ؟ بمعادلة بسيطة لو قمنا بحساب عدد الكتب السماوية المذكورة في القرآن ونسبها للطوائف الواردة في نصوصه فسنخلص إلى وجود أربع كتب لأربع طوائف وبما أن هوية كل من أهل القرآن والتوراة والإنجيل معلومة ولا نقاش فيها فيستبقى لدينا خيار وحيد بالنسبة للصابئين الذين سيصيرون في هذه الحالة هم أهل كتاب موسى الوارد في أكثر من نص قرآني
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً (17) سورة هود
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا (12) سورة الأَحقاف
والذي ارتبط أيضا بفئة من قوم الرسول الأميين (الكهنة في الغالب) التي كانت تحتكره ولا تبدي منه إلا القليل لعامة القوم
وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) سورة الأَنعام
وسيصبح الصابئون في هذه الحالة من الطوائف الإسرائيلية أيضا إلى جانب كل من الذين هادوا والنصارى المنشقين عنهم في زمن المسيح
كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) سورة الصف
ونستطيع تشبيه حالتهم بعقيدة السامريين المعاصرين المكتفين بالكتابات المنسوبة للنبي موسى (بغض النظر عن صحتها) والرافضين لباقي الأسفار المنسوبة للأنبياء في التناخ
أما الأميون فسيصرين في هذه الفرضية الطائفة الإسرائيلية الرابعة المنشقة بنسبة كبيرة عن الصابئين الذين ورثوا عنهم كتاب موسى وليس من الذين هادوا المتبعين لباقي رسالات الأنبياء من بعد كليم الله
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا (44) سورة المائدة
الوضعية التي تتجسد بأدق الوصف في قول الرحمن
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) سورة المؤمنون
لكن كما رأينا مرار وتكرار فالمظاهر تكون في العديد من الأحيان خادعة وقد تقودنا إلى سبل لا تمت بصلة للحقيقة إن لم يكن هناك تدقيق وتمحيص في كل جزئية من كتاب الله الذي ذكرت فيه معلومة بالغة الأهمية في سياق سورة الأنعام التي اختصت بالخطاب قوم الرسول
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) سورة الأَنعام
والتي توحي للوهلة الأولى بعدم تنزيل الكتاب من قبلهم سوى على طائفتين فقط
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ (157) سورة الأَنعام
لكن هنا أيضا قد تكون المظاهر خادعة ولو تأملنا قليلا فسنلاحظ أن الرحمن لم يقم سوى بالرد على زعم قوم الرسول قبل تنزيل القرآن بأنهم سيكونون أهدى ممن وصفوهم بالأولين في حالة تنزيل الذكر عليهم
وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) سورة الصافات
والذي يبقى مجرد ذكر لوجهة نظرهم المعبرة عن تعريفهم لأهل الذكر
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) سورة النحل
الذي إن كان مقتصرا على طائفتين فقط فلن تذكر البقية...لنجد أنفسنا أمام أكثر من فرضية وأول احتمال سيتبادر للأدهان بطبيعة الحال أن المقصود هم أهل التوراة الإنجيل بسبب ما تم تلقيننا منذ قرون بواسطة مختلف الموروثات البشرية
الاحتمال الثاني أن يكون المقصود ما أنزل خصيصا على آباء الأميين في شخص كل من الذين هادوا الطائفة الإسرائيلية الأم التي أوتيت كتاب موسى قبل أن تجعله إلى جانب كتابات الأنبياء اللاحقين جزء من التوراة كما رأينا...بالإضافة للصائبين المنشقين عنهم والمكتفين بكتاب موسى...والذين انفصل عنهم الأميون بدورهم في مرحلة لاحقة...وبالتالي فمن الطبيعي أن يقتصر الحديث عنهما في ما أسموه بأساطير الأولين
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) سورة المؤمنون
من دون النصارى المنفصلين عن الذين هادوا في مرحلة المسيح المتأخرة...والذين لا تربطهم أية صلة بالأميين
لكن ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ثم اغفاله بسبب البرمجة المتجذرة منذ قرون على الإيمان بمعتقدات معينة تمنع من رؤية أوضح الواضحات في كتاب الله والتسليم بأن المقصود من الصحف الأولى التي استشهد ببينتها لقوم الرسول
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) سورة طه
هما التوراة والإنجيل حصرا ؟
رغم استعمال نفس المصطلح للدلالة لنفس القوم في نفس المرحلة تقريبا على كل من صحف موسى الدالة كتاب موسى بالإضافة لصحف إبراهيم
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) سورة الأَعلى
التي كنت أسلم حتى وقت قريب أنها كانت مفقودة في زمن التنزيل...دون التساؤل عن الحكمة من الاستشهاد بكتاب مفقود وببينته المزعومة على مطابقته للقرآن لمجتمع لا يمكنه التأكد من الأمر !
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) سورة النجم
أم لم ينبأ...أي أنه أخبر بما في صحف إبراهيم...وهو ما فهمه حتى المفسرون الأوائل
مما يدل على إطلاع فئة من الناس في مجتمع البعثة على كتاب إبراهيم المفقود في زمننا المعاصر...وإخبارهم عن تصديقه للقرآن لأنه لا معنى للشهادة على مصداقية القرآن بكتاب مفقود لا يمكن التأكد منها على أرض الواقع من خلال شهود معاصرين...فلو نظرنا إلى سور ما قبل الهجرة سنجد ذكر وحيد لمصطلحي التوراة والإنجيل في سياق الحديث عن تاريخ أهل الكتاب من بني إسرائيل وإلزامهم باتباع النبي الأمي
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ (157) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا (160) سورة الأَعراف
يقابله استشهاد بصحف إبراهيم مرتين وكتاب موسى في مجموعة من المواضع في الخطاب المخصص لقوم الرسول...وليس من باب الصدفة أن نجد تركيز القرآن الأكبر على قصتي موسى و إبراهيم بالذات من بين باقي قصص الأنبياء سواء في سور ما قبل الهجرة أو في كافة القرآن الذي تجسده كثرة تكرار اسميهما في كتاب الله مقارنة بباقي الأنبياء 136 مرة بالنسبة لموسى و 69 مرة بالنسبة لإبراهيم مقابل 43 مرة فقط لنوح ثالث أكثر اسم نبي مذكور في القرآن...وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحضور الكبير للشخصيتين في ثقافة البيئة التي نشأ فيها الرسول وتذكير المتلقي بأكثر القصص والشخصيات شيوعا في محيطه المطلع على كتاب موسى ولو بشكل جزئي وحتى كامل بالنسبة للمحتكرين
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا (91) سورة الأَنعام
والذين كانوا على علم تام بما أوتي موسى من قبل
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ (48) سورة القصص
بغض النظر عن مسألة شكهم وكفرهم برسالته
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) سورة فصلت
ونفس الشيء بالنسبة لكتاب إبراهيم الذي قد يكون الكتاب الأكثر شيوعا وتجدرا في المنطقة حتى أكثر من التوراة والإنجيل نظرا لقدمه عكس ما توحي المظاهر...بواسطة بني إبراهيم الصابئين الذين تم التأكيد على تواجدهم في زمن البعثة
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ (129) سورة البقرة
والتي يمكن اعتبارهم من منظور قوم الرسول الطائفة الأولى التي أنزل عليها الكتاب في منطقة الأرض المباركة
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ (97) سورة آل عمران
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) سورة إِبراهيم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (126) سورة البقرة
قبل أن يرث بنو إسرائيل كل من الأرض
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا (137) سورة الأَعراف
والكتاب في زمن النبي موسى
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) سورة غافر
ويصيرون الطائفة الكتابية الثانية التي انشق منها النصارى وهو ما قد يغير نظرتنا للعديد من المعطيات والنصوص التي قد يكون فيها الخطاب موجه في المقام الأول للصابئين ذرية إبراهيم وورثة كتابه
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ (129) سورة البقرة
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (36) سورة الرعد
فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) سورة الأَنعام
وعلى ضوء هذا المستجد الذي يغير المشهد كليا وتجنبا للإطالة سأقوم بتخصيص مقال إضافي لتعديل وتصحيح بعض التصورات السابقة وإعطاء صورة كملة عن دور الصابئين في متجمع البعثة وسيرة النبي محمد
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
السلام عليك أخي هل من الممكن أن تنشر مقال حول دلائل نبوة محمد من القرأن بعيدا عن الدلائل التراتية اللتي في الاصل تتبت عدم نبوة محمد عليه السلام
ردحذفوعليكم السلام أخي الفاضل
حذفلم يسبق لي عرض مقال مخصص في الموضوع لكثرة الأدلة وتنوعها والتي سبق التطرق للعديد منها في مختلف المقالات السابقة...النبوءات طريقة صياغة القرآن حفظ الذكر مسايرة القرآن للتطور العلمي والأخلاقي...ويكفي أن تلقي نظرة على قسم العلوم القرآنية
تحية طيبة أخي الكريم و شكراً لمقالاتك التي توضح يوماً بعد يوم حقائق السيرة النبوية و من عاشروه وقتها.
ردحذفلدي سؤال ربما خارج إطار المقال و هو: هل تؤمن بمرور البشرية بعدة دورات حياتية قبل الآن، و هل ينتمي القرآن أو الأنبياء إلى دورتنا الحالية أم دورة سابقة ؟
علماً أنه بدأت تظهر أدلة و إثباتات كثيرة في الوقت الحاضر على أنه كانت توجد حضارات متقدمة قبل البشر الحاليين و التي يبلغ أعمارها عشرات آلاف السنين...
لا شكر على واجب أخي الفاضل
ردحذفلا يوجد خبر يقين لكن الشيء الأكيد أن القرآن نزل في بيئة بدائية من جميع الجوانب شأنها شأن محيط أغلب الشخصيات والأنبياء السابقين كما يتجلى بكل وضوح في مختلف النصوص...في غياب أدنى إشارة إلى نوع من الحضارة المتقدمة باستثناء الجن الذين توحي قدراتهم
المذكورة في كتاب الله على بلوغهم درجة متطورة من العلم
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40) سورة النمل
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
تحياتي
اوه! بالفعل؟ هل يمكنك ذكر مايميز "البيئة البدائية"؟ ربما بمعرفة خصائصها نستطيع حصر-على الأقل- فترتها الزمنية. هل هي قبل الميلاد؟ هل فترة ماقبل التاريخ؟ ام متى؟
حذفوهناك الكثير من الحقائق التي تحتاج للفهم في القرآن. لحصرها و"تدبرها". كما أنني إلى الآن علّقت موضوع (مكان نشأت القرآن او تنزيله بالأصح) أنني حتى الآن لم اصل لشيء..أنه معلّق.
لاتتوقف اتابعك من سنوات ومهتم بجهودك. ان معرفة القرآن ضرورة. في هذا الوقت بالذات لسبب ما..حتى أنا نفسي لا أعلمه لكني اشعر به.
لقد سبق لي عرض عدد منها في مختلف المقالات...مثل هذه الأوصاف
حذفوَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) } سورة النحل
قد تنطبق على أية حقبة زمنية سواء قبل أو بعد الميلاد...وهو ما ساعد كتاب السيرة على نسب الأحداث لمطلع القرن السابع
وقد سبق لي عرض تصوري بخصوص زمن البعثة (على الأقل في الوقت الراهن) بناء على مجموعة من المعطيات في مقال
https://onlycoran.blogspot.com/2021/07/blog-post_21.html
وتبقى الأبحاث مستمرة إلى حين بلوغ النبأ اليقين بإذن الله
تحية طيبة وشكرا على التفاعل والمتابعة
استاذ مسلم ما حقيقة الادعاء بان النبي داوود لديه كتاب يدعى الزبور
ردحذفالأمر ليس مجرد ادعاء بل معلومة مذكورة بشكل صريح في القرآن
حذفوَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (163) سورة النساء
وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (55) سورة الإسراء
لكن خلافا للمفهوم المتوارث فالزبور ليس اسم حصري وخاص بكتاب داوود بل وصف عام مرادف للكتاب
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) سورة القمر
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا (49) سورة الكهف
شامل لما أوتي باقي الأنبياء
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) سورة الشعراء
جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) سورة فاطر
والله تعالى أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم هل زرادشت نبي حقيقي أم نبي مزيف وما رأيك في كون جزيرة سيناء هي أرض المبعث النبوي بارك الله فيك و جزاك خيراً
ردحذفوعليكم السلام أخي الفاضل
حذفنعم من شبه المؤكد بعثة النبي محمد قرب طور سيناء
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) سورة المؤمنون
الذي كان يقع غرب قريته
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) سورة القصص
لكن لا يوجد أدنى دليل على كون سيناء القرآن هي نفسها سيناء الموروث
بالنسبة لزرادشت فلم أطلع بما فيه الكفاية في ما نسب له من كتابات للحكم على مسألة نبوءته من عدمها
استاذ مسلم ما صحة ادعاءات السلفيين بان سور القرآن تحتوي على ايات مكية وايات مدنية في نفس الوقت مثل سورة التوبة تعتبر مدنية الا الايتين 128 و 129 فمكيتان
ردحذفلقد سبق لي توضيح وجهة نظري في هذه المسألة في أكثر من مناسبة وبوجود سور ما قبل ومع بعد الهجرة لكن ليس بالتصور السلفي الذي قام بتقسيم السور
حذفاستاذ مسلم لدي سؤال بخصوص الايات العددية هل تكرار كلمة قل 332 بنفس مرات كلمة قالوا خاطئ لانك قلت ان هناك خطأ في كتابة الآية (ولا تقف ما ليس لك به علم)
ردحذف