من أسوء مظاهر التدبر القرآني أو بالأحرى الجدال الديني أن يتم الإصرار على النصوص المؤيدة لفكرة معينة (ظاهريا) وتجاهل ما يعارضها من بينات الكتاب...الظاهرة التي بالإضافة لعدم إضافتها لأية إفادة علمية أو عقائدية فإنها توحي بتناقض وتعارض نصوص القرآن فيما بينها وتطعن في أساس كتاب الله في آخر المطاف
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
وهذا حال دعاة فكرة عدم تكفير القرآن لمن رفض الرسالة المحمدية من أهل الكتاب الذين ينطلقون من مجموعة من القناعات الخاطئة التي يصعب التوفيق بينها وبين صريح النصوص عندما يتجلى تناقضهما للعيان وبدل السعي للبحث عن مكن الخلل وتصحيح الأخطاء يصر العديد من الباحثين على التشبث بنفس القناعات والأفكار المسبقة وهو ما يخلص بهم في آخر المطاف إلى نتائج لا تمت بصلة إلى واقع النصوص التي يشير كل شيء فيها إلى كفر كل من رفض الإيمان بالرسالة الخاتمة من أهل الكتاب
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) سورة النساء
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) سورة البقرة
باستثناء بعض النصوص التي يجدون في ظاهرها سبيلا لعرض أنصاف الحقائق لإقناع أتباعهم بضحد حجج دعاة تكفير الملل الغير إسلامية كنص سورة البقرة الذي منهم من يستشهد به على حجية الإيمان بجميع الرسل وعدم التفريق بينهم بزعمه اقتصار حكمه على المؤمنين بالرسالة الخاتمة
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) سورة البقرة
وعدم إلزامه لأتباع الرسائل السابقة الذين وصفهم بالمؤمنين رغم عدم إيمانهم بالرسالة الخاتمة حسب قراءته لقول
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران
فهل بالفعل وصف القرآن من رفض الإيمان بالرسالة الخاتمة بالمؤمنين ؟ أم أنها مجرد قراءة متسرعة متجاهلة للنصوص الأكثر تفصيلا وحسما في مسألة ؟ والتي حتى بدون العودة إليها فيكفي وصف إيمانهم بالرسالة الخاتمة بأنه خير لهم
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (110) سورة آل عمران
لإدراك بطلان الفكرة من أساسها وأن المقصود بإيمان أهل الكتاب هو إيمانهم برسالة القرآن
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ (110) سورة آل عمران
كما يتجلى بوضوح في النصوص الأكثر تفصيلا وبيانا سواء في سياق نفس السورة
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ (199) سورة آل عمران
أو في السياق العام للقرآن
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا (160) لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (162) سورة النساء
وفي نفس الوقت اقتران فسقهم بالكفر بالرسالة الخاتمة
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) سورة البقرة
وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران
لكن هناك من يسعى لإقناعنا بأن الفاسقين الذين يفرقون بين الله ورسله
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) سورة النساء
والذين وصفهم القرآن بالمشاقين
قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (137) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) سورة البقرة
هم المؤمنون والسبب إغفال المعطى البالغ الأهمية التي سبق التطرق إليه في مقال
وضرورة التمييز بين وصف القرآن للعقائد الحقيقية للأفراد والأقوام
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (74) سورة الأَنْفال
وبين تسمياتهم الطائفية المتعارفة في زمن البعثة المحمدية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ (136) سورة النساء
كتسمية أهل الكتاب التي ظلت ملازمة لأفراد مجتمع الذين هادوا والنصارى الذين لم ينخرطوا في مجتمع المؤمنين
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا (72) سورة الأَنْفال
حتى بعد إيمانهم بالرسالة الخاتمة
بالإضافة لإيمان صاحب القراءة المسبق بفكرة تبديل نصي التوراة والإنجيل قبل تنزيل القرآن والذي دفعه لالتماس العذر لمن لم يؤمن منهم بالقرآن بسبب غياب الحجة الكافية للتكفير وهو ما يتعارض مع صريح النصوص التي لم تكن لتدعوا للحكم وإقامة كتب طالها التدخل البشري
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68) سورة المائدة
وبالأخص مع تأكيدها على بيان الحجة البالغة والدليل الدامغ على نبوءة الرسول الأمي في نص التوراة والإنجيل المعاصرين لزمن تنزيل القرآن
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) سورة الأَعراف
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) سورة البقرة
في المقابل هناك من أدرك استحالة طمس هذه الحقائق وتجاهل الكم الهائل من النصوص التكفيرية لرافضي الرسالة الخاتمة من أهل الكتاب فلجأ إلى حل وسط بجعل كفرهم بالقرآن مجرد كفر ثانوي (غير مخرج من الملة وغير مدخل للنار) لا يدخل في إطار ما وصفه بالكفر الأكبر المتمثل في عدم الإيمان بوجود خالق حاكم للكون حسب معاييره المختلقة
الادعاء الذي لا يمت بصلة لحقيقة النصوص القرآنية التي لم تقم من الأساس بالتطرق لعقيدة إنكار وجود الله التي لم تكن أصلا شائعة في مجتمع البعثة المحمدية الذي اقتصرت عبادات طوائفه الدينية بما في ذلك من وصفهم بأصحاب الكفر الأكبر على عبادة نفس إله أهل الكتاب
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى (3) سورة الزمر
والإيمان بخلقه للأشياء
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) سورة الزخرف
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) سورة العنْكبوت
وإن كان هناك كفر أكبر مستلزم للعذاب في كتاب الله فهو الكفر بأحد أنبياءه المرسلين الذي يعد في نفس الوقت كفرا بالإله المرسل
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) سورة النساء
بالإضافة للشرك بالله
إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) سورة النساء
المتمثل في عقائد من يصفونهم بأهل الكتاب
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) سورة التوبة
التي سعوا لنفي كفر أصحابها بنفس مصطلح الكفر الأصغر من خلال الزعم بعدم تعميم القرآن لصفة الكفر على كل من يقول إن الله ثالث ثلاثة واعتبار عقيدة الثليث مجرد كفر ثانوي لا يستلزم العذاب بحجة ورود عبارة منهم في قول
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) سورة المائدة
بدل عبارة ليمسنهم
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
التي تستثني طائفة منهم من الكفر الأعمق المستلزم للعذاب حسب وصف بعضهم
دون تحديد الكفر المستلزم للعذاب الذي يفوق عقيدة الثليث ؟ ودون تفسير سبب ارتباط الكفر المستلزم للعذاب بالانتهاء عن قول إن الله ثالث ثلاثة ؟
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) سورة المائدة
ودون الالتفات للنصوص التي تصف عبادة المسيح بالشرك
وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) سورة التوبة
الذي لا يوجد ما هو أعظم وأكبر منه
إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) سورة النساء
والتي تنفي نفيا قاطعا استثناء فئة من القائلين بعقيدة الثليث من العذاب الأليم مما يدل أن المقصود بقول الذين كفروا منهم
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) سورة المائدة
الذين استمروا وأصروا على عقيدة الثليث التي تم وصفها بالكفر
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ (73) سورة المائدة
ولم ينتهوا عما أمروا به
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) سورة المائدة
وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) سورة الجن
لكن هناك من يجعل قراءته الظنية لنص وحيد حكما على العديد من النصوص القطعية بل وينتقي من السياق ما يناسبه ويتجاهل ما يعارضه كما هو الشأن مع اعتماده على قول
كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) سورة آل عمران
الذي ربطه بالنص الذي من قبله
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) سورة آل عمران
لحصر مفهوم ابتغاء غير الإسلام في المرتدين عن الرسالة الخاتمة
مع إغفال ارتباطه بما قبله من نصوص التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المقصود هم رافضي الرسالة الخاتمة من أهل الكتاب
وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) سورة آل عمران
بل حتى قول
كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) سورة آل عمران
لا يخص بالضرورة أتباع الرسالة المحمدية وينطبق أيضا على أهل الكتاب الذين كانوا مؤمنين قبل البعثة المحمدية وشهدوا أن الرسول حق عند بعثته
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) سورة البقرة
وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) سورة آل عمران
والذين يعد كفرهم به ارتدادا عن إسلامهم السابق
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
بل يبدو هذا الاحتمال هو الأقرب للواقع لتطابقه سواء مع السياق الخاص الذي ذكر فيه أو السياق العام لسورة آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) سورة آل عمران
لكن أكثر ما يؤسف في الأمر هو وصف صاحب الطرح لمن يخالفه الرأي بالمتعصبين وتجار الدين اعتمادا على قراءته المبنية على الاصطفاء من الأساس
ويبقى نص سورة البقرة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) سورة البقرة
من أبرز الأساس التي يستند عليه دعاة الفكرة لترسيخها بين الناس من خلال الزعم بعدم إلزام القرآن للطوائف المذكورة فيه من دون المؤمنين بالإيمان بالرسالة الخاتمة لعدم تمييزهم بين الذين هادوا والنصارى والصابئين كأسماء طوائف وأقوام لا يغير إيمان أفرادها بالرسالة الخاتمة في استمرار انتمائهم لهذه الطوائف وبين العقائد الفعلية لهذه الطوائف التي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن توصف بالإيمان بالله في حالة كفرها بالرسالة الخاتمة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا (62) سورة البقرة
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) سورة النساء
وانطلاقا من هذه القناعة الخاطئة تم الخروج بقراءة جديدة لم تكتفي بواصف رافضي الرسالة الخاتمة من الذين هادوا والنصارى بالمسلمين بل زعمت وجود مسلمين من جميع ملل الأرض الذين تم نسبهم للصابئين الذين قام تعريفهم بالخارجين عن شريعة التوراة والإنجيل والقرآن
ومن بينهم المجوس والذين اشركوا الذين لم ينتبه لذكرهم بشكل منفصل عن الصابئين في نص سورة الحج
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) سورة الحج
لكن الأغرب من ذلك أنه زعم بوجود مسلمين حتى في الذين أشركوا رغم تعريفه للإسلام بالإيمان بوحدانية الله !
كأنه لم يرد في القرآن قول
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) سورة الزمر
كما زعم بأن الله تعالى جعل ملل مختلفة لنفس الدين كأن الرحمن لم يأمر بالعكس في كتابه المبين
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) سورة الأَنعام
وأن لا وجود سوى للمسلمين والمجرمين
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) سورة القلم
كأن النصوص لم تشر في أكثر من موضع إلى الغافلين
ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) سورة الأَنعام
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف
الحلقة المفقودة في مثل هذه الأبحاث التي دفعت أصحابها لتبرئة الملل الكفرية بدل تبرئة الأفراد الغافلين من أتباعها
وتبقى أقرب هذه القراءات لواقع النصوص القرآنية القراءة التي تزعم عدم إلزام أهل الكتاب بالعمل بشريعة القرآن لكن بشرط الإيمان بنبوءة الرسول الخاتم الذي وجد فيها صاحبها الطرح الحل الوسط للتوفيق بين النصوص التكفيرية لرافضي الرسالة الخاتمة وتلك التي تصف أهل الكتاب بالمؤمنين
والسبب هنا أيضا يعود إلى الخلط بين أسماء الطوائف والعقائد الحقيقية للأفراد الذي غاب عن صاحب الفكرة مثلما غابت عنه أيضا مثل هذه النصوص
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) سورة الأَعراف
التي لم تحصر الإيمان في الرسول بل دعت لإتباع رسالته بما تحويه من حلال وحرام لأن الغاية من إرسال الرسائل هي تبليغ الرسالات من أجل العمل بها والحكم فيما اختلف في سابقاتها
فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ (213) سورة البقرة
تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ (64) سورة النحل
وليس مجرد الإيمان بنبوءة مبلغها الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبالخصوص في في ظل إيمان صاحب الطرح بتحريف كتب وشرائع اليهود والنصارى
تتعدد القراءات لكنها تصب في اتجاه واحد نفي كفر ما قام القرآن بتكفيره والذي بلغ عند البعض أقصى درجات الغلو والتناقض
ودائما باعتماد نفس القراءة الخاطئة لقول
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران
التي حتى لو افترضنا جدالا حديثها عن النصارى الذين لم يؤمنوا بالقرآن فبالتأكيد أنها تتحدث عن الموحدين منهم وليس من قالوا
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) سورة المائدة
القول الذي لم يجد من سبيل لنفيه عن المسيحيين سوى الزعم بعدم قولهم لذلك وأنهم يقولون باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد الادعاء الذي بالإضافة لعدم تأييده من طرف النصوص المسيحية الرسمية التي لم تصف الأب والابن وروح القدس بالإله الواحد
متى إصحاح 28
19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
فإنه يجعل القرآن بدون بشعور محل شبهة لتعزيزه لمزاعم المسيحيين ومنتقدي الإسلام بجهل القرآن بالعقيدة المسيحية لأنك عندما تدعي أن المقصود بأهل الكتاب في القرآن هم المسيحيون لتضفي عليهم صفة الإيمان
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران
تم تقوم تبرئ نفس أهل الكتاب من اتهام القرآن لهم بجعل الله ثالث ثلاثة وباتهامه لهم بأنهم يعتبرون المسيح ولد الله
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ (171) سورة النساء
فإنك تقوم تلقائيا بتخطيء القرآن واتهامه بشكل غير مباشر بالجهل بعقائد المسيحيين الذين حتى ولو كانوا كانوا يزعمون عبادة إله واحد فإنهم يعبدون ثالثة آلهة في على أرض الواقع ويقولون أن الله هو المسيح الكافي للحكم على عقيدتهم بالكفر والشرك
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) سورة المائدة
والذي فيه سبيل نفيه قام هنا أيضا بتكرار نفس المغالطة المنطقية المدينة للقرآن بزعمه بعدم قول المسيحيين أن المسيح هو الله وإنما كلمة الله ليكذب المسيحيين أنفسهم الذي لا ينفون في أي حال من الأحوال صفة الألوهية عن المسيح
يبرر رفض المسيحيين للدين الإسلامي بحجة تشويه الدين السلفي له وهو ما يبدو صحيح مبدئيا لكن ما لا يقبله عقل ولا منطق هو أن يقوم بإسقاط الأقوال المخاطبة لشخص النبي
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى (111) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) سورة البقرة
على الفكر السلفي الذي لم يظهر إلا بعد قرون من وفاته لمدح عقائد المسيحيين التي تدعو على حد وصفه للسلام والمحبة والتي تجعلهم لا يرضون على الدين السلفي الذي يرون فيه دين الكراهية والقتل (لن ترضى عنك اليهود والنصارى) لأنهم يريدون من المسلمين الدخول لجنة المسيحين (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) كأن النبي محمد كان على نفس المذهب السلفي وليس مسلما حنفيا على ملة إبراهيم التي كان يرفضها اليهود والنصارى
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) سورة البقرة
بغيا وظلما
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (109) سورة البقرة
فلا عجب إذن أن يقوم بنفي كفر الفاسقين
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) سورة البقرة
لنفي صفة الكفر عن أهل الكتاب
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران
وهذه هي معضلة مثل القراءات المتكلفة التي في سعيها لمحاربة دين بشري واحد (المذهب السلفي) تقوم بتبرئة باقي الأديان البشرية والدفاع عنها رغم نشأتها من نفس الأصل الفاسد الذي نشأ منه الدين السلفي...والأسوأ من ذلك أن تقوم بتشجيع أتباع هذه الأديان على بقاء أديانهم الفاسدة وعدم اتباع دين الله الحق الذي لم ينزل إلا لإظهاره على هذه الأديان بالذات
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا (28) سورة الفتح
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) سورة الصف
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) سورة التوبة
وهو ما يصب في مصلحة دعاة فكرة وحدة الأديان
بدل السعي لفهم ودراسة النصوص حق الدراسة لأدرك المراد منها في حقيقة الأمر والسبب من وراء والتكفير والإدانة الشديدة لمن رفض الرسالة الخاتمة من أهل الكتاب في زمن البعثة
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) سورة البقرة
والذين تم إسقاط هويتهم وعقائدهم بكل جهل على المسيحيين ويهود اليوم (الذين لا يمكن إدانتهم بنفس النصوص) من طرف أغلب دعاة هذه الفكرة لاعتمادهم على التاريخ الخاطئ لنفس الموروث الذي يقومون بنقده ليل نهار...القراءات التي لا تزيد فحسب موقف السلفيين ومنتقدي الإسلام قوة وحجية بل تدين وتسيء حتى لمنهج القرآنيين بتعزيز نفس الصورة التي يرسمها منتقديه بأنه مجرد محاولة يائسة للتجميل والترقيع في نظر الغير مسلمين وأداة للعمالة للغرب والصهيونية في نظر السلفيين
وفي الأخير يبقى المتضرر الوحيد هو دين الله العظيم البريء من هذه الأفكار والقراءات التي ليست الحل لنفي كفر الأمم الغافلة في زمننا المعاصر
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
احسنت اخي مسلم بارك الله فيك وهداك لما يحبه ويرضاه
ردحذفتحية طيبة أخي الفاضل وشكرا على مرورك الكريم
حذفوأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم
سلام أخي الكريم
ردحذفهناك العديد من النقاط الموفقة برأيي في مقالك لكن لدي بعض الملاحظات حول نقاط ارى انها جزء من الموضوع لكنك استبعدتها.
اولا معنى كفر وامن ثم اهمية الايمان بالملائكة وعلاقته بالايمان والكفر بالله.
أنا ارى ان كفر ضد شكر وليست ضد آمن. لكن الايمان شرط لتحقق الشكر فلا شرك بدون ايمان وبالتالي من لم يؤمن لا يمكن ان يشكر.
لاحظ ان من معاني كفر ستر وغطى: كفَر الزّارعُ البذرَ بالتراب
فالكافر هو من لا يشكر او ما نسميه في بعض المناطق ناكر الجميل. نحن نرى الانسان الذي ينكر جميل انسان اخر ويطعنه ولا يبالي الا بالاستغلال على انه انسان سيء. فكيف بمن ينكر فضل الله عليه كمن يقول إنما اوتيته على علم عندي (انا البطل) ولن انفق على غيري ولا يعترف بان كل ما لديه هو فضل من الله سواء اكان مالا او معرفة او ذكاء الخ فلا ينفق ولا يساعد ولا يهمه إلا ما يظنه مصلحته (يظن لان مصلحته الحقيقية هي حسن الآخرة).
اما الايمان فأنا أرى ان معنى آمن حُرّف وبات يعني " الإعتقاد بوجود". اما الايمان في القرآن فلا علاقة له بذلك. فالايمان برسول الله هو تصديق ما يقوله (رسالته) وأنه مرسل من عند الله وبالتالي تتوجب الطاعة والعمل بمقتضى الرسالة. والايمان بالكتاب (الكتاب الصحيح طبعا) تصديق محتواه وان المحتوى من عند الله وبالتالي ان الاوامر والنواهي من عند الخالق. والايمان بالملائكة ليس الاعتقاد بان هناك مخلوقات اسمها ملائكة اعتقادا يكاد لا يقدم ولا يؤخر شيئا في حياتنا. بل الايمان بالملائكة هو تصديق ما يرسلونه إلينا (في دماغنا وافكارنا). تخيل معي انك في مجتمع لنقل اوروبا لا تعرف شيئا عن الدين لا الاسلام ولا غيره. طلب منك رئيسك في العمل بأن تقوم بعمل ما. فإذا بك تحس بأن هكذا عمل عمل سيء ويجب ألا تقوم به. إحساسك بال " لا تفعل" قد لا يكون فكرة عارضة من نفسك وانما تدخل للملائكة بافكارك من خلال الدماغ. حتى وإن لم يكن لديك اي فكرة عما اذا كان هذا من الملائكة او لا إن كنت نفسأ حسنة هناك احتمال كبير انك سترفض القيام بالعمل وهناك نفوس تتجاهل كليا لا تكترث لفكرة ال " لا يجب أن افعل ذلك" وهناك ما بين ذلك مثلا البعض ليس مستعدا لتضحية كبيرة وهناك من لا يرفض ان كان السوء صغيرا. (هناك ايضا ايات في القرآن عن الاستماع الى الجن وفكرة اتباع الخطوات سأناقشها ان شاء الله عندما اجد الوقت)
لاحظ انه ليس في القرآن ايمان بالرحمن او ايمان بالرب بل الايمان بالله لان الموضوع موضوع الوهية اوامر ونواهي.
ثانيا كيف تتلقى الملائكة الأوامر وما الذي يجعلهم ينفذونها؟
ردحذفالملائكة ليسوا مسيرين كما أوهمونا لكنهم ينفذون الاوامر من خشية الله (وعلمهم وادراكهم يختلف عن ادراكنا) وهم يؤمنون بالله غيبا.
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) الرعد
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر
الاية من سورة غافر تقول ان حملة العرش ومن حوله يؤمنون بالله ويستغفرون للذين آمنوا. فكيف يؤمن حملة العرش؟ أنا تحليلي انا حملة العرش يتلقون اوامر وهم يؤمنون ان هذه الاوامر من عند الله فينفذونها. وأظن ان الامر نفسه ينطبق على سائر الملائكة يتلقون اوامرأ. إن كان الروح (ليس مهما ان ان الروح فعلا الوسيط تبقى الفكرة نفسها) مثلا هو من يرسل الاوامر للملائكة فالملائكة يؤمنون بالروح وبالتالي بان الاوامر التي تصلهم من عند الله والا لما نفذوا ولفعلوا ما يحلو لهم.
سجود الملائكة لآدم لا علاقة له بالانبطاح المادي والملائكة من طاقة وليسوا مما نسميه المادة لكنه يعني خدمة آدم فالملائكة المأمورين في سورة البقرة وغيرها كانت مهمتهم القيام بأعمل لخدمة آدم (وذريته). ومن ضمن أعمال الملائكة اخراجنا من الظلمات الى النور ومن يكفر بهم أو يتجاهلهم (" او بيعملهم بلوك Block بدماغه ما بده يسمع حتى يضل مرتاح باله " ) يبقى في الظلمات.
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) الأحزاب
والملأ الأعلى هم من يدير الكثير من الأمور والأوامر تنتقل تنازليا من إلى من إلى .. حتى تصل إلى الإنسان. (لاحظ ان الملأ هنا يتوافق معناها مع الملإ من قوم نوح وغيره من الانبياء والذين اصحاب النفوذ والسلطة)
فالملائكة ليسوا للزينة والقران يخبرنا عنهم لا للحكايات ويخبرنا عن الايمان بالملائكة لكي نعي بوجود الملائكة وندركهم (بعقلنا) (كذلك الأمر بالنسبة للجن وابليس الهدف من الاخبار عن ابليس ان يكون لدينا وعي بوجوده وكيفية عمله والا لافترض الانسان ان كل فكرة تخطر بباله هي من نفسه. أما كلمة مبين في " عدو مبين" فتحليلي هو ان شياطين الجن هم (كما يقال باللغة الانجليزية) الفيل داخل الغرفة امام اعيننا لكنا نكاد لا نلاحظه
آيات الإيمان بالملائكة:
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (136) النساء
نسيت ان اذكر في موضوع الكفر والشكر ان اول نعمة علينا من نعم الله الحياة والوجود. الانسان يكره الموت ويكره فكرة ان ينعدم وحتى فكرة ان تكون للحياة في الجنة نهاية فهي فكرة منفرة. فأضعف الايمان ان نشكر الله على نعمة الحياة. وهذا ما فهمته من الاية ٢٨ من سورة البقرة
ردحذفكَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
وعليكم السلام أخي الفاضل
حذفشكرا على المداخلة والتوضيح لكنني لا أرى لمفهومي الإيمان والكفر اللذان سبق لي التطرق إليها في مقالات سابقة
المفهوم العام للإيمان
http://onlycoran.blogspot.com/2015/03/blog-post_19.html
المفهوم العام للكفر
http://onlycoran.blogspot.com/2015/03/blog-post_54.html
تأثير في محور الموضوع الذي تم تخصيصه لمسألة كفر وإيمان رافضي رسالة القرآن...حتى أني أشرت إلى نقطة الأقوام الغافلة باختصار شديد رغم ارتباطها الوثيق بالموضوع تجنبا للإطالة والحياد عن صلب الموضوع
بالنسبة لمفهوم الكفر ففي رأيي أنه ببساطة إنكار حقيقة معينة كإنكار الشركاء لعبادة المشركين لهم يوم القيامة
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) سورة مريم
ولا أعتقد أن للطاغوت جميل على أحد حتى يعتبر الكفر به إنكار للجميل
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ (256) سورة البقرة
فالكفر هو بباسطة إنكار حقيقة معينة والإيمان هو التصديق بها بغض النظر عن مسألة الطاعة والعمل بالرسالة الخ
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) سورة يوسف
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ 👈أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (158) سورة الأَنعام
وخلافا لما ذكرت فقد وردت عبارة الإيمان بالرب في أكثر من نص قرآني
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) سورة الأَعراف
فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) سورة الجن
إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا (193) سورة آل عمران
فالإيمان درجات فعلى سبيل المثال إيمان الكفار والمشركين بالله يعتبر إيمان جزئي وغير مطلق لإنكارهم للعديد من صفات الله وقدراته ورسائله الخ لذلك لا يعتبر على أرض الواقع إيمانا بالله لأنه إيمان ناقص لا يليق بقدره وجلاله
فالإيمان ليس هو الطاعة وتنفيذ الأوامر أخي الكريم بل هو التصديق بحقيقة معينة
ملاحظة مصطلح الملأ الأعلى لم يطلق على الملائكة بل على أهل النار من الكفار
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ 👈تَخَاصُمُ👉 أَهْلِ النَّارِ (64) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ 👈يَخْتَصِمُونَ (69) سورة ص
المصطلح الذي تكرر مرة وحيدة في سورة الصافات
لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) سورة الصافات
والذي تم تفسيره بمحاولة استماع شياطين الجن للملائكة والذي أراه في حقيقة الأمر محاولة للاستماع مباشرة لأنباء الناس في المستقبل
تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سورة سبأ
لأنه كما جاء في سورة ص فالملأ الأعلى هو وصف لأهل المستقبل بالنسبة لأهل الحاضر كون زمان ومكان المستقبل يعد سماء بالنسبة لأهل الحاضر...ولو كان الأمر مجرد محاولة لسماع حديث الملائكة فيمكن للملائكة التواصل بطريقة تخفى عن الجن
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
نعم.
حذفلكن في خصوص الجن هناك آيات اخرى في سورة الجن وص والملك والصافات:
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) الجن
وأنا ارى ان الاية العاشرة لها علاقة بالتاسعة اي انهم يتساءلون ان كان عزل من في الارض (الجن بالدرجة الاولى) فيه خير ام شر لهم.
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) الملك
ورجوم تعني الابعاد
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) الصافات
أما بالنسبة لايات سورة التي ذكرتها فانت لم تكمل السياق:
مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)
ال "إذ" في إذ قال ربك تفيد التزامن وانا أرى انه تزامن مع يختصمون ولهذا فهمت الاختصام (وليس التخاصم) على انه الجدل في موضوع الخليفة الذي سيسفك الدماء حسب ظنهم.
وتسمية عليا أنا اراها مقابلة للدنيا فنحن نعيش في السماء الدنيا (كل النجوم والمجرات في السماء الدنيا. من سورة الملك).
اما تحليلك ان ملأ هو اصحاب النار في المستقبل فهو يتعارض مع استخدامات ملأ مع فرعون ونوح الخ. في كل تلك الحالات الملأ هو أصحاب السلطة والنفوذ. ثم اني أرى ان الله صمم الكون واللغة بحيث ان يكون هناك تطابق بين العلو ( الدنو) المادي المكاني والمعنوي. انظر مثلا الى عروش الملوك او منصات الخطاب في تاريخ الانسان. انظر الى ان الحياة الدنيا هي دنيا بالمعنيين مكانيا في السماء الدنيا وفي القيمة. وانا أجد صعوبة في فهم فكرة أن يقال ملأ أعلى عن اصحاب النار احقر الناس.
وهناك سؤال: كيف سمع ابليس امر السجود الموجه للملائكة؟
أما بالنسبة لما قلته عن ان الملائكة يغيرون اللغة فهو غير منطقي. غير منطقي ان ينصاع الملائكة للجن. حتى بين الناس هذا لا يحدث. تخيل ان مجلس شيوخ اميركا يغير من لغة حواره كي يمنع الافراد من عامة الشعب في الطريق من التنصت فهم لا يفعلون ذلك انما يضعون حراسة ويمنعون الافراد من الوصول باي شكل من الاشكال إلى مكان الاجتماع. حتى بين الدول اميركا لن تغير لغة اجتماعاتها العليا انصياعا لدول ضعيفة بل تفعل ما بوسها لمنع اي استماع من اساسه (بما فيه الاستماع الآلي)
لم أقم بتجاهل تتمة السياق بل قمت بتوضيح ارتباط وصف الملأ الأعلى بأهل النار الذي يغني عن الاعتماد على تتمة السياق الذي سبق لي توضيح خطأ الاستشهاد به في ردي على أحد الأبحاث التي استند صاحبها على نفس القراءة
حذفhttp://onlycoran.blogspot.com/2021/03/blog-post.html
تقول أنك فهمت الأمر على أنه اختصام وليس تخاصم...لكن يبقى السؤال هل هناك أصلا في لغة القرآن مصطلح الاختصام أو فعل تخاصم ؟ أم أن فعل اختصم هو من يدل التخاصم في حقيقة الأمر كما هو الحال مع أصاحب النار ؟
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ 👈تَخَاصُمُ👉 أَهْلِ النَّارِ (64) سورة ص
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا 👈يَخْتَصِمُونَ👉 (96) سورة الشعراء
كما أن قول
مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) سورة ص
الذي ورد بصيغة الماضي جاء كتعقيب على ما قيل وليس على ما سيقال كما هو الشأن مع النصوص التي وردت بنفس الصيغة والتي جاءت كتعقيب على ما سبقها من أنباء
وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) سورة آل عمران
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا (46) سورة القصص
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ (49) سورة هود
كما أن الملائكة لم تجادل وتخاصم ربها بل طرحت اعتراضها بخصوص استخلاف البشر لها من باب التساؤل...والذي لا أدري ما علاقته بسياق سورة ص الذي اقتصر فيه الحديث على موضوع عصيان إبليس ؟ مع العلم أن المعلومة لم ترد حتى نزول سورة البقرة في مرحلة ما بعد الهجرة وبالتالي من الجد مستبعد أن يشار إليها في سورة ص التي نزلت قبلها بسنوات
وكما هو معلوم فإن لغة القرآن تحوي العديد من الألفاظ المختلفة الدلالة ومن بينها مصطلح الدنو الذي من بين مفاهيمه مفهوم القرب
ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا (108) سورة المائدة
الذي لا علاقة له بالعلو والذي أراه هو المقصود في مصطلح السماء الدنيا التي تبقى مجرد تسمية نسبية من وجهة نظر الإنسان تشير إلى الجزء المرئي والأقرب من السماء بالنسبة إليه لأنه على أرض الواقع لا يوجد شيء ثابت اسمه سماء والذي يبقى مجرد وصف لما فوق الأرض الذي يدب عليها الإنسان
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ 👈فَوْقَهُمْ👉 كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) سورة ق
الذي لا يعتبر نفسه منتميا إلي السماء
مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ 👈إِلَى👉 السَّمَاءِ (15) سورة الحج
ونفس الشيء بالنسبة لمصطلح الملأ الذي ليس مشروطا أن يتطابق معناه في جميع المواضع رغم عدم رؤيتي لوجود تعارض لدلالة اللفظ على العلو سواء كان مكانيا أو متعلقا بالأفراد
مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ 👈عَالِيًا👉 مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) سورة الدخان
بالنسبة للملائكة فقد ذكرت مصطلح التواصل الشامل لجميع أنواع الخطاب كالوحي والتخاطر ولم أشر قط إلى اللغة واللسان الذي تدرك الملائكة جميع أشكاله لمخاطبتها لجميع الأمم بمختلف ألسنتها وبالتالي لا أرى وجه الشبه بين الملائكة وبين مجلس الشيوخ الذين لا يفقه أغلبهم سوى الإنجليزية التي لا يستطيعون التواصل من دونها
الرجم لا يعني الإبعاد بل الاستصغار والإذلال
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا 👈فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) سورة ص
فَاخْرُجْ 👈إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) سورة الأعراف
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا 👈مَدْحُورًا (18) سورة الأعراف
لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا👉 وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) سورة الصافات
وَجَعَلْنَاهَا 👈رَجْمًا👉 لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) الملك
وفي اعتقادي أن اللفظ الصحيح هو رجما وليس رجوما بمعنى أن السماء هي من جعلت مكان لإذلال الشياطين وليس النجوم من تقوم برجم الشياطين كما زعم السلف...أما بخصوص سورة الجن فأوفقك الرأي بخصوص ارتباط الآيتين التاسعة والعاشرة لكن ليس للدلالة على عزل الجن في الأرض بل للإشارة لعدم علمهم بغيب البشر في المستقبل المرتبط بمحاولة استراقهم للسمع
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (9) سورة الأَحقاف
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) سورة الجن
والله تعالى أعلم
لم اقل ان الملائكة اختصموا مع ربهم (وهذا الوزن لا يحتاج اصلا الى جار ومجرور). أنا افهم ايات سورة البقرة على انها موجز لما حصل. فالسورة تخبرنا قال وقالوا هذا لا يعني ان هذا كل ما حدث وان الملائكة لم يتحاوروا فيما بينهم وهو ما فهمته على انه الاختصام في سورة ص التي كررت القصة ما عدا الجزء المتعلق بجعل الخليفة ورد الملائكة الاول (قبل الكلام عن نفخ الروح والسجود). فانا ارى ان " اذ يختصمون" جاءت كتلخيص للجزء الاول من القصة من اجل ان نفهم ان الاية التالية استكمال (وان الاعتراض كان على الاستخلاف قبل ان يُخبروا بنفخ الروح على سبيل المثال).
حذفعلى اي اساس تفترض ان اي آية لا بد ان تفهم حصرا من الايات التي سبقتها بالنزول (هذا لو افترضنا ان نعلم الترتيب). وما العبرة من ذلك؟ القران متداخل ومترابط . هل تحاول ان تفهم اول اية نزلت بنفسها؟ والثانية حصرا من نفسها والتي سبقتها وهكذا دواليك؟ اما بالنسبة لمن عاش ايام الرسول فهذا ينطبق عليهم وكان مطلوبا منهم التدبر حين النزول وبعد اكتمال النزول وهم بشر وليس لديهم قدرات خارقة عقلية لفهم كل محتوى القرآن كما يظن البعض وعلمهم كان محدودا في الكثير من النواحي وان كان لديهم علم افضل من علمنا في نواح اخرى مثل طبيعة المجتمع الذي عاشوا فيه ومن سبقهم الخ.
بالنسبة لاية سورة ق :
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ق
فهذه الاية تتكلم عن سماء الأرض اي الغلاف الجوي
لم يكن غرضي تشبيه الملائكة بمجلس الشيوخ انما طرحك لفكرة ان يتكلف الملائكة في اختيار لغة تواصلهم من اجل تفادي الجن فالاحرى ان يمنع الأقوى (الملائكة) الاضعف من الاستماع وليس ان يتفادوهم كما لو ان الجن يخضعون الملائكة وعملهم لشروط.
بالنسبة للغة الملائكة انا ايضا لم اكن اتكلم عن لغة بالمعنى الانساني لكن ارى ان الملائكة والجن لهم تكوين متشابه مما يسمح للجن بفهم الاوامر التي يتلقاها الملائكة والتي تنتقل بينهم. لنقل مثلا ان الملائكة والجن يستخدمون لغات كهربائية في حين ان الانسان يستخدم الصوت. فهما اختارالملائكة من لغة فان اللغة التي يختارونها محكومة بتكوينهم وطالما كان تكوين الجن شبيها لتكوين الملائكة كما فهمت فلن تكون لغة الملائكة غير قابلة للاختراق من الجن.
اما بالنسبة لتحليلك للملأ الأعلى فأنا اتفق معك (وكنت متفقا منذ اول تعليق لي, ربما لم اكن واضحا او أسأت فهمي) على ان الجن كانوا يريدون معرفة انباء المستقبل لكني لا أتفق معك ان الملأ الأعلى اهل النار الذين ليسوا في النار الان وان السماوات هي حالات مستقبلية وليست مكانية الان.
حتى لو افترضنا هناك اناس في النار كيف لهؤلاء ان يخبروا الجن بالغيب؟ انا ارى ان كل اوامر الله في الكون تبدأ من أعلى المخلوقات إلى الأسفل (مرتبة وكذلك في المكان ) اي ان من هم فوق الملائكة يتلقون اوامر وينقلونها للملائكة وهكذا دواليك. إذا كان هناك أوامر متعلقة بالأرض فإن هذه الأوامر تحتاج لوقت كي يصل تنفيذها الى الارض فهناك مسافي كبيرة مكانية بين السماء العليا والأرض وكذلك مسافة زمنية لقطع المسافة المكانية. هذا يعني انه لو استطاع الجن الاستماع الى ما يدور في السماء العليا فهم سيحصلون على معلومات عن المستقبل قيد التنفيذ او لم يبدأ تنفيذها (سواء اكانت اوامر عن الارض او حتى عن ما بعد يوم القيامة). فما يفعله بعض الملائكة على الأرض الآن هو تنفيذ لأوامر بدأت في الماضي. (قد تكون هذه الفكرة مرتبطة بمفهوم لكني لن أدخل في ذلك)
تفاديا للاطالة لن اذكر لماذا اظن انه لا احد في النار الآن ولكن يمكنني ان افعل ذلك في تعليق اخر ان اردت.
هذا تحليلي والله أعلم.
لماذا لا أتفق معك في ان السماومات هي حالات زمنية ليست مترابطة مكانيا؟ لعدة اسباب.
حذفأولا كلمة " طباقا" في سورة الملك. وبالمناسبة الاية في سورة الطلاق التي تخبرنا ان للارض سبع سماوات تدعم فكرة ان التطابق مكاني (هندسي ان اردت) مثل تطابق سموات الأرض .
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)
والايات التي تتكلم عن اتساع السموات تدعم ايضا ان السماوات هي طبقات مكانية.
ثانيا: الاية في سورة الرحمن (والواضح انها لا تتكلم عن الغلاف الجوي) ما يكون معنى "تنفذوا من اقطار السموات" لوكانت السموات ابعادا مستقلة و قفز عبر الزمن. ففكرة زيارة المستقبل (لا اعني رؤية المستقبل) فكرة متناقضة.
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)
ثالثا: هل تظن ان الملائكة والروح يتنقلون فقط في السماء الدنيا التي تحتوي النجوم والمجرات؟
رابعا: كيف للملائكة ان يعودوا في الزمن و يأتوا من المستقبل يغيروا امورا في الحاضر دون تعديل المستقبل. الملائكة جزء من المخلوقات وهم كسائر الكون خاضعون للقانون التي وضعها الله في تصميم الكون. وان كانت السماء الثانية المستقبل فأي مستقبل منهم هناك عدد خيالي من المستقبلات؟ والماضي في السماء الاولى كان مستقبلا في الماضي وهذا يجعل من السماء الثانية تحتوي على نسخة طبق الاصل عن السماء الأولى ما عدا البداية حسب تعريفك للسماء. وان قلت ان السماء الثانية تحتوي على ما سيحدث في نهاية السماء الاولى (كيف نعرف النهاية؟ الساعة؟) فهذا يعني ان الثانية ليست موجدة في حين وجود الاولى ولا تحتوي على المستقبل في السماء الاولى والا سيكون هناك بعثان البعث بعد موتنا والبعث في السماء الثانية خلال وجود السماء الاولى ونحن احياء والآن مثلا. انا ارى ان فرضية ان تكون السموات ابعادا اخرى منفصلة ستدخلنا في متاهات وتناقضات لا مخرج منها.
خامسا: لو سلمنا ان البعث ليس دفعة واحدة وان هناك ناس في النار الان فهذا يعني انهم دخلوا النار في الماضي (وانا اتكلم عن الدخول وليس عن الأوامر الموجهة إلى الملائكة بإدخالهم). الحقيقة انه لا معنى لمفهوم مستقبل وماضي ان لم نكن نتكلم عن ازمنة غير مرتبطة مثلا ان نقول ان كل سماء لها خط زمني لا علاقة له بخط الزمن في الاخرى خطان لا يلتقيان. ان كان في السماء الثانية زمن لا علاقة (زمنية) له بالزمن في السماء الاولى فما معنى ان السماء الثانية فيها المستقبل؟
تصحيح للحملة ما قبل الأخير من الفقرة الأخيرة: لا معنى لمفهوم مستقل وماضي ان *كنا* نتكلم...
حذفبالمناسبة لم اقل اني فهمت على انه اختصام وليس تخاصم. آية اهل النار من سورة ص فيها " تخاصم" اما آية الملأ الأعلى ففيها يختصمون (مصدره اختصام)
ردحذفاما بالنسبة لتعليقي الاول حول الكفر والايمان والشكر فهناك بعض التفاصيل والتساؤلات التي لم اذكرها وهي من الاسباب التي جعلتني اقول ان كفر ضد شكر وليس ضد آمن (لكن عدم الايمان يعني تلقائيا عدم الشكر وبالتالي الكفر) بالإضافة الى الآيات التالية وغيرها بالاضافة الى كل الايات التي تحث على الشكر .
ردحذفقَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) النمل
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) لقمان
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ *الْكَافِرِينَ* (19) ... وَتِلْكَ *نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا* عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) الشعراء
وأنا ارى ان الشكر عمل وليس اقوال.
أما التساؤلات وراء تحليلي لشكر وكفر وايمان فمنها:
ما العبرة من ان نؤمن او لا إن كان الموضوع معرفيا/عقائديا بحتا؟ ولماذا علينا ان الانسان الكافر بالله على انه انسان سيء ان كان الأمر عقائديا فحسب؟ هل من الممكن ان نعمل الصالحات دون الايمان بالله؟ لطالما كنت اميل لأن اجيب بلا لكني اجد صعوبة في ان اتخيل ما يدور في رأس الملحد مثلا الذي نفترض (وقد يكون الافتراض صحيحا) انه أشفق على الفقير وتصدق (هل هذا ممكن ام لا بد ان يكون يرائي او ان يقوم بالعمل من اجل شيء اخر). هل من الممكن ان هذا الشخص مؤمن وتصدق لوجه الله دون ان يدرك ذلك وبالتالي فهو ليس ملحدا؟ هل يمكن ان تكون شفقته هي تلبية لرسالة الملائكة في دماغه وبالتالي ان يكون آمن بالملائكة دون ان يعي ذلك وبالنتيجة آمن بالله؟ (وهنا كان تحليلي ان الايمان بالملائكة والرسل والكتب هو تصديق انهم مرسلون من الله وتصديق رسالتهم وليس تصديق بوجودهم)
ليس لنا ان نحكم على الناس من الكافر ومن المؤمن لكني أرى انه من المهم فهم المقصود ثم انه من المهم ان نميز بين حقيقة ما يقول الانسان (بما فيه ما يقوله عن نفسه وما هو )وبين ما يلفظ او ينطق. فقد يكون بعض الذين يقولون عن انفسهم ملحدين لا علاقة لهم بالالحاد وان اعمالهم واعمال دماغهم التي تحكم اعمالهم (هل يطيعون الشيطان ام الملائكة. بالمناسبة اعتقد ان خطوات الشيطان في الدماغ وهي الاسترسال في الحديث مع الجن وافكارهم التي غالبا ترتبط بالفحشاء والسوء وايجاد المبررات). اود الاشارة الى انني وضعت تعليقا يخص فعل قال (وسمع) على مقالك عن النبي سليمان منذ بضعة أيام. أرجو أن تقرأه.
http://onlycoran.blogspot.com/2016/07/blog-post_29.html
نسيت اكمال جملة بين قوسين في احد التعليقات اعلاه.
ردحذف(قد تكون هذه الفكرة مرتبطة بمفهوم *تدبير وتنزّل الأمر* لكني لن أدخل في ذلك)
يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة
) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الطلاق
وهذا ما جعلني اقتنع اكثر بأن الملأ الاعلى وما (قد يكون) فوقهم اي الروح مثلا هم من يديرون وهم من ينفذون اوامر الله على المخلوقات. فالله فطر السموات أي اوجدهن وهذا من عند الله مباشر لكن ضمن السموات معظم ان لم يكن كل ما يفعله الله يفعله من خلال المخلوقات التي جعل لها قوانين, وبالدرجة الأولى الروح والملائكة. والله أعلم
اعتقدت أننا أنهينا النقاش حول مسألة الإيمان والكفر بعض عرضي لمثل هذه النصوص
حذففَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ (256) سورة البقرة
فهل الكفر بالطاغوت يعدم عدم شكر ؟؟؟ هذه لوحدها تحسم الموضوع...الحقيقة تؤخذ من جميع النصوص بدون استثناء وليس من بعضها الإيمان بالله يعد شكرا لله وبالتالي فمن الطبيعي أن يعد الكفر بالله جحودا له ونقيضا للشكر لكن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال دلالة مصطلح الإيمان على الشكر
لا أحد يقول أن قوم الرسول كانوا أصحاب قدرات عقلية خارقة لكن اتقانهم للغة التي نزل بها القرآن
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إِبراهيم
وارتباط النصوص القرآنية بأحداث واقعهم المعاش يجعلهم أقرب الناس فهما للنص القرآني الذي كان ميسرا
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
ومبينا لهم
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (16) سورة الحج
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) سورة الحجر
والمسألة ليست مسألة افتراض فواضح النصوص يثبت نزول سورة ص في المراحل الأولى من البعثة المحمدية
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) سورة ص
قبل سورة البقرة التي نزلت في مرحلة متأخرة عند نشأة مجتمع المؤمنين بعد مرحلة الهجرة وبدأ مرحلة القتال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (104) سورة البقرة
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ (191) سورة البقرة
إن كانت أول سورة على سبيل المثال هي
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) سورة الإِخلَاص
فيمكن فهمها من ذاتها وقول
مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) سورة ص
يثبت فهم الرسول لأنه أصبح على علم بالمسألة بعدما أوحي إليه في ما قبلها وليس ما سيوحى إليه من بعدها بسنوات ؟؟؟ وأصلا لا يوجد ما يوحى من الأساس لعدم ورود مسألة جدال الملائكة في بينهم في سورة البقرة مجرد استنتاج شخصي
(هذا لا يعني ان هذا كل ما حدث وان الملائكة لم يتحاوروا فيما بينهم)
وفي نفس الوقت لا يثبت تحاورهم...والقاعدة في أي بحث علمي هي الدليل المادي...وحتى لو افترضت جدلا نزول سورة البقرة قبل سورة ص فإن ذلك لا يثبت حدوث هذا الجدال...لأن قول ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون جاء كتعقيب على معلومة ذكرت في الكتاب وليس على استنتاج لم يحدث إلا بعد نزول نفس القول...فما تدعيه هنا غير منطقي بالمرة
ثم لماذا سيخصم الملائكة في مسألة لا يد لهم فيها بالقبول أو الرفض ؟ كل ما قاموا به هو إبداء ملاحظة ووجهة نظر لا غير
يختصمون مصدره تخاصم في لغتنا الحالية لكن ما يهمنا هو لغة القرآن الذي لم يرد في أي نص من نصوصه مصطلح الاختصام وكما وضحت في رد سابق فقد وصف تخاصم أهل النار
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ 👈تَخَاصُمُ👉 أَهْلِ النَّارِ (64) سورة ص
بالتخاصم
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا 👈يَخْتَصِمُونَ👉 (96) سورة الشعراء
(لماذا لا أتفق معك في ان السماومات هي حالات زمنية ليست مترابطة مكانيا؟)
حذفأين ذكرت ذلك حتى توافقني أو تخالفني ؟ لقد تحدثت عن جنس السماء المعرف بالألف واللام الذي يطلق على كل ما يعلو الأرض التي ينتمي إليها المخاطبون سواء تعلق الأمر بالغلاف الجوي أو الكسف الساقطة
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا (92) سورة الإسراء
والتي تشمل حتى زمان ومكان الآخرة
وَ👈فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ 👈وَمَا تُوعَدُونَ (22) سورة الذاريات
لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ (40) سورة الأَعراف
فبدل سؤالي عما استشكل عليك فهمه من الفكرة قمت بالرد على أشياء لم أتطرق إليها من الأساس ولم أدعيها في يوم الأيام
(لو سلمنا ان البعث ليس دفعة واحدة...مثلا ان نقول ان كل سماء لها خط زمني لا علاقة له بخط الزمن في الاخرى خطان لا يلتقيان....حتى لو افترضنا هناك اناس في النار كيف لهؤلاء ان يخبروا الجن بالغيب؟)
وهذا بالضبط بما يعرف بمغالطة رجل القش
الملك اسم صفة وليس اسم مخلوق حتى يكون له تكوين معين ويطلق على مخلوقات مختلفة في القدرات
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ (1) سورة فاطر
والجن الذين كانوا في الأصل من الملائكة ليسوا هم حملة العرش وحملة العرش ليسوا خزنة جهنم وليسوا ملائكة الموت وليسوا نفس المكلفين بتبليغ الرسالات الخ ولا يوجد أي دليل قرآني على تشابه تكوين الجن مع بقية فصائل الملائكة...سؤال هل لا يستطيع علام الغيوب أن يخلق صنف الملائكة المكلف بنقل انباء الغيب بقدرات تمنع غيرهم من الإنصات إليهم ؟ من الأكثر تكلفا أن يتم تغيير طريقة التواصل لمنع الاستماع أو تكليف النفس بملاحقة السامعين ؟ على العموم لن أطيل في هذه النقطة الثانوية في ظل بيان بقية الأدلة
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
سأقوم بالتعقيب بإذن الله على تعليقك في موضوع سليمان عندما يسمح الوقت فلا يمكنني مناقشة عدة أشياء دفعة واحدة
" والقاعدة في أي بحث علمي هي الدليل المادي." القرآن يخبرك احيانا ببعض التفاصيل ويترك لك الاستنباط وإعادة تركيب السيناريو الحقيقي فلا أرى لماذا تعترض على استنباطي انه كان هناك حوارا بين الملائكة.
حذف" يختصمون مصدره تخاصم في لغتنا الحالية" غير صحيح سواء في لغتنا الحالية أم القديمة. يختصمون (وزن افتعل) مصدره اختصام ويتخاصمون (وزن تفاعل) مصدره تخاصم
"أين ذكرت ذلك حتى توافقني أو تخالفني ؟ لقد تحدثت عن جنس السماء المعرف بالألف واللام الذي يطلق على كل ما يعلو الأرض التي ينتمي إليها المخاطبون سواء تعلق الأمر بالغلاف الجوي أو الكسف الساقطة"
كنت أرد على أحد تعليقاتك السابقة وربما أسأت فهمك.
" لأنه كما جاء في سورة ص فالملأ الأعلى هو وصف لأهل المستقبل بالنسبة لأهل الحاضر كون زمان ومكان المستقبل يعد سماء بالنسبة لأهل الحاضر."
أعتقد أنني وضحت بما فيه الكافية الأسباب المنطقية التي تنفي استنباطك لشيء لا وجود له سواء في سورة ص أو سورة البقرة
حذف(غير صحيح سواء في لغتنا الحالية أم القديمة)
وما أدراك بقواعد اللغة القديمة وباعتمادها أصلا على نفس الأوزان ؟ البينة تؤخذ من كتاب الله الذي ورد فيه فعل اختصم 6 مرات
قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ (28) سورة ق
فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) سورة النمل
بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) سورة ص
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) سورة الشعراء
وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) سورة آل عمران
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (19) سورة الحج
مقابل غياب تام لفعل تخاصم في نصوص القرآن شأنه شأن لفظ اختصام...في المقابل تم ذكر التخاصم مرة وحيدة في سياق مرتبط بفعل اختصم
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ 👈تَخَاصُمُ👉 أَهْلِ النَّارِ (64) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ 👈يَخْتَصِمُونَ (69) سورة ص
وما يزيد في تأكيد الارتباط وصف جدال نفس اهل النار بالاختصام وليس بالتخاصم في مواضع أخرى
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) سورة الشعراء
مما يدل على دلالة فعل اختصم على التخاصم
والله تعالى أعلم
يعني هناك ما بين فئة المسلمين والمجرمين فئة الغافلين فهل هؤلاء الغافلين معذورن وليسوا كفارا
ردحذفلا يمكن للإنسان أن يكفر
حذفوَمَنْ 👈يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ👉 فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة
بما يجهله
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا 👈مَا كُنْتَ تَدْرِي👉 مَا الْكِتَابُ 👈وَلَا الْإِيمَانُ👉 (52) سورة الشورى
ولمزيد من التفاصيل يمكن العودة لمقال
مصير الغير مؤمنين في الإسلام
http://onlycoran.blogspot.com/2015/03/blog-post_26.html
والله تعالى أعلم