القرآن جزء من الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



يعتقد العديد من الناس أن القرآن كتاب شامل ومستقل لا يحتاج العودة لما سبقه من رسائل سماوية لإدراك بعض الحقائق وقد بنيت هذه القناعة بالخصوص على مقارنته بالكتاب المقدس لليهود والمسيحيين الشامل حسب طريقة صياغته وزعم كتابه على مجموع كتابات أنبياء بني إسرائيل بشكل متسلسل يكمل بعضه البعض حيث لن نجد تفاصيل قصة آدم في مزامير داوود وقصة نوح في سفر أيوب وعودة إلى قصة موسى في الأناجيل المسيحية الخ وبناء على هذه المعطيات أصبح الاعتقاد السائد أن القرآن عبارة عن نسخة جديدة ومختلفة شاملة لقصص التوراة والإنجيل الخ تمت صياغتها بأسلوب يناسب لسان العرب
لكن هذا الاعتقاد اصطدم بواقع إيجاز وإبهام ذكر بعض الأقوام والأفراد في نصوص القرآن التي دفعت الأوائل إلى حل الإشكال بما نسبوه للرسول من روايات مبينة ومفصلة لما تم إيجازه في القرآن على حد زعمهم
والتي تعد غالبيتها في حقيقة الأمر مجرد عودة لتفاصيل قصص العهدين القديم والجديد لملإ فراغ ما استشكل عليهم إدراكه من نصوص القرآن...والتي أصبحت تتخذ حجة على كل منكر للموروث متشبث بالقرآن سواء من طرف حراس السنة أو حتى من غير المسلمين الذين من مصلحتهم أن تستمر الأمور على وضعها الحالي بطرح أسئلة تعجيزية على شاكلة من هو أبو لهب ؟ من هم أصحاب الفيل من دون العودة للسيرة والأحاديث ؟
ورغم محاولات واجتهادات البعض لتقديم الأجوبة كربط أصحاب الفيل بقوم لوط بناء على مصطلح وحيد لا يكفي للجزم وبلوغ درجة اليقين
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) سورة الحجر
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) سورة الفيل
أو الزعم بأن أبو لهب هو فرعون رغم عدم استقامة الأمر قرآنيا
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) سورة المسد
وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (11) سورة التحريم
فهناك حالات يستحيل تحديد هوية أصحابها لذكرها بشكل موجز يستحيل معه الاجتهاد
وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48) سورة ص
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) سورة الأنبياء
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) سورة الفرقان
أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) سورة الدخان
وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) سورة ق
وحتى لو بحثنا في المرويات التي يتخذون عجز القرآنيين في الأمثلة السابقة حجية لها فسنجدها عاجزة عن تقديم الخبر اليقين والمفصل في جميع الحالات بدون استثناء...وبالأخص تلك الغائبة عن كتب اليهود والمسيحيين
وبالتالي وجب تجنب السقوط في الفخ واختراع أشياء مشكوك في صحتها أو لا علاقة لها بالنصوص للإثبات عدم وجود أنباء ناقصة ومبهمة في القرآن بدل البحث عن السبب الحقيقي والحكمة من ذكرها بشكل موجز في كتاب الله الذي يمكننا تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء جزء مخصص للدين والشريعة والعبادة شامل لكل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية الذي يعد الجزء الأهم الذي يستلزم تبيان كل شيء
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
جزء مخصص لسيرة النبي محمد ومجتمع البعثة
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) سورة الأنبياء
وجزء مخصص لقصص الشخصيات والأنبياء السابقين
هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي (24) سورة الأنبياء
الذي يعد مجرد قصص للعبرة
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (111) سورة يوسف
غير ملزمة في جميع تفاصيلها للمؤمنين في كل زمان ومكان شأنها شأن تفاصيل السيرة المحمدية التي إن كانت ملزمة بالنسبة لمجتمعه المعاصر
وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا (53) سورة الأحزاب
فإنها تدخل في إطار الجزء الثالث المخصص لقصص الأنبياء بالنسبة للأمم اللاحقة أي ذكر ذكر من قبلهم وليس ذكر من معهم...والذين لن يغير في شيء من إيمانهم أو معرفتهم بما يلزمهم من الدين والشريعة إن نزعنا من القرآن سورتي الفيل والمسد وغيرها من الأسماء الموجزة للأفراد والأقوام والدليل تصريح القرآن نفسه بتجاهله لقصص العديد من الأنبياء
وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ (164) سورة النساء
والأقوام المنذرة
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) سورة الفرقان
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (9) سورة إِبراهيم
التي حتما قد ورد ذكرها في الرسائل السابقة دون يطلعها الحكيم الخبير لنا ولمجتمع البعثة في القرآن لحكمة معينة...ولو ألقينا نظرة على أكثر القصص التي تم التركيز عليها في كتاب الله كعاد وثمود ومدين وقومي نوح ولوط فسنلاحظ أنها كانت أكثر القصص شهرة وشعبية في محيط مجتمع البعثة وبالأخص بالنسبة لقوم الرسول المخاطبين في السواد الأعظم من سور ما قبل الهجرة التي تم فيها التركيز على هذه القصص من خلال ما تم تواتره من أنباء من الفرق الناجية
فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ (116) سورة هود
عن أسباب هلاك القرى المجاورة
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى (27) سورة الأَحقاف
فجاء القرآن لتأكيد هذه القصص والأنباء
وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ (38) سورة العنْكبوت
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) سورة الصافات
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا (40) سورة الفرقان
 وتذكير المكذبين بمصير من سبقهم في الكفر والطغيان
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) سورة فصلت
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) سورة محمد
حتى لا تكون لهم حجة على الله في يوم الحساب
وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) سورة طه
في المقابل سنجد قرى أخرى تم ذكر هلاكها بشكل موجز دون الخوض في التفاصيل كأصحاب الرس وقوم إبراهيم  وقوم تبع النبي الذي تحول بقدرة قادر إلى ملك من ملوك اليمن في كتب الموروث !
وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) سورة الحج
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)  وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) سورة ق
ربما بسبب عدم شيوع تفاصيل هذه القصص بشكل كبير واقتصار ذكرى هلاكها عند البعض فقط أو بسبب بعدها الجغرافي الذي لا يسمح باطلاع أغلب القوم على أثار هلاكها كما هو الشأن مع قرية النبي إبراهيم الذي قدم مهاجر من خارج الأرض المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
لكن الهدف من هذه القصص ليس مجرد التذكير وتكرار ما كان يعلمه قوم الرسول بهدف الإنذار بل قامت بتزويدهم بتفاصيل إضافية خارجة عن نطاق علمهم
 تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ (49) سورة هود
طبعا المقصود هنا ليس قصة نوح في حد ذاتها التي كانت خطوطها العريضة معلومة بالنسبة إليهم
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) سورة يس
بل التفاصيل الغائبة عن موروثهم كمعلومة كفر وغرق أحد أبناء نوح
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) سورة هود
والتي كانت آية لهم ولأهل الكتاب تشهد على صدق نبوءة محمد بتصديق القرآن لما جاء في الرسائل السابقة
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) سورة طه
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) سورة الشعراء
وبالتالي ليس شرطا إن تتم إعادة سرد جميع قصص الأنبياء من الألف إلى الياء فكيفي ذكر بعض الإشارات والتفاصيل
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) سورة آل عمران
لإثبات تصديق القرآن لما سبقه من كتاب
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) سورة يونس
في مسائل غائبة عن الأميين
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) سورة الأَعراف
الذين كان يلزمهم العودة للتوراة والإنجيل الحقيقيان المعاصران لزمن التنزيل لمعرفة التفاصيل الكاملة لهذه القصص كالعلاقة بين المثل المضروب من طرف الملائكة واستغفار النبي داوود
إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) سورة ص
وهو ما يثبت أن القرآن مكمل لما سبقه من الكتاب وليس كتاب مستقل عنه بشكل كلي كما يتجلى بكل وضوح في قول
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (31) سورة فاطر
الذي وصف القرآن بأنه جزء من الكتاب وليس كل الكتاب الشامل لمختلف الرسائل السماوية
فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (213) سورة البقرة
فسواء نزلت التوراة والإنجيل الحقيقيان وغيرها من الرسائل بصيغة شبيهة بالقرآن أو كانت مكملة لبعضها بنفس صياغة العهدين القديم والجديد باقتصار كل جزء على سيرة نبيه المبلغ وأن القرآن جاء ليعيد صياغتها جميعا للأميين الذين لم يكن لديهم إطلاع كامل لقصصها
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سورة سبأ
فيبقى القرآن في جميع الأحوال الجزء الخاتم والمكمل لنفس الكتاب الذي يمكن اعتباره التحديث الأخير للكتاب الذي قام بإكمال جميع تفاصيل الدين
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) سورة المائدة
وإعادة سرد أهم وأشهر قصص الأنبياء
نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) سورة القصص
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) سورة مريم
لتكون آية لمن عاصر زمن التنزيل وعبرة للأمم اللاحقة دون الحاجة للعودة للتحديثات السابقة من الكتاب كالتوراة والإنجيل اللذان لم يعد هناك جدوى من استمرار حفظهما بعد تنزيل النسخة الخاتمة الشاملة لكل ما يحتاجه الناس من شرائع وأحكام وقصص للعبرة إلى يوم الدين...البعض قد يتساءل كيف يمكن اعتبار رسائل الله كتابا واحد وقد وصفت بالكتب في أكثر من نص 
كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ (285) سورة البقرة
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم
وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ (136) سورة النساء
دون الأخذ بعين الاعتبار احتمالية وجود خطأ في النسخ وورود مصطلح الكتاب بدون ألف في المصاحف الأولى قبل مرحلة التشكيل في العديد من المواضع
ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ (2) سورة البقرة
وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (44) سورة البقرة
بما في ذلك النصوص التي ورد فيها مصطلح الكتب
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا (136) سورة النساء
وأن يكون النطق الصحيح في حقيقة الأمر هو
كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ (285) سورة البقرة
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم
وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ (136) سورة النساء
وأن استعمال مصطلح الكتاب في نفس السياق للإشارة إلى كل من القرآن وما سبقه من رسائل 
آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ (136) سورة النساء
لا يعني بالضرورة حديث الرحمن عن كتابين مختلفين بل عن جنس الكتاب الذي يشار به إلى الصيغة المكتوبة للوحي لدلالة الأسماء المعرفة في لسان القرآن على جنس الأشياء وليس بالضرورة على عمومها وكافتها كما سبق التوضيح في مقال
وهو ما يثبته ذكر الرسائل السماوية السابقة بصيغة المفرد بدل قول والكتب التي أنزلت من قبل
وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ (136) سورة النساء
في إشارة إلى انتمائها إلى نفس الكتاب
وحتى لو وضعنا هذه الاحتمالية جنبنا وسلمنا بصحة القراءة الموروثة فلا يوجد ما يمنع من وصف أجزاء نفس الكتاب بالكتب كما يتجلى بكل وضوح في قول
رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) سورة البينة
الذي وصف أجزاء نفس الرسالة السماوية بالكتب بصيغة الجمع
فخلاصة القول أن القرآن كتاب كامل وشامل فيما يخص المسائل العقائدية والدينية ومختلف تفاصيل الشريعة لكن بالنسبة لبعض الأنباء الغيبية وقصص الأنبياء فيبقى كتابا مكملا يستلزم العودة لما سبقه للإحاطة بكامل الحقائق والتفاصيل...وهي ليست دعوى للعودة والاعتماد المطلق على ما يسمى بالكتاب المقدس الذي طالته جميع أنواع التحريف والتبديل بل تمت إعادة صياغته بطرق لا تمت للواقع في العديد من خطوطه العريضة بل هي دعوى للاكتفاء في زمننا الحالي بما لدينا من أنباء في القرآن والذي لا يمنعنا في نفس الوقت من استخلاص العديد من الحقائق بواسطة الاستنتاج سواء من خلال ربط النصوص القرآنية ببعضها كما رأينا في أكثر من حالة
أو حتى الاستعانة بما وافق القرآن من باقي النصوص الدينية
والتي أظهرت لنا بعض الحقائق التي يصعب استنتاجها من دون ربط القرآن بهذه الكتب كحقيقة انتماء الجن للملائكة في الأصل واقتصار أمر السجود لآدم عليهم من دون باقي الملائكة 
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) سورة الحجر
كما تم التفصيل في مقال
بل يمكن الاستعانة حتى بالآيات العددية المكتشفة حديثا في كتاب الله للإحاطة ببعض الحقائق الغائبة عن من سبقنا من أمم كما هو الشأن مع شخصية إسرائيل المحيرة
لكن بالرغم من ذلك فستظل بعض الأنباء غائبة عن علمنا من دون الاطلاع على محتوى النسخ السابقة من الكتاب...ليبقى السؤال المطروح هو بإمكاننا في يوم من الأيام العثور على هذه النسخ للاطلاع على كامل الكتاب و الإحاطة بمختلف قصص الأنبياء بشكل أعم وأشمل ؟ هذا ما سنناقشه في المقال المقبل بحول الله
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات

  1. السلام عليكم..
    بناءً على هذا المقال وماسبقه من المقالات...اتساءل اذا كان بالفعل القرآن جزء من احكامه مشروطة بالزمن والعصر الذي انزل فيه، ما الاحكام التي من الممكن تطبيقها اذن! ما هو الحد بين احكام تلك الفترة المعاصرة لنزول القرآن واحكام التي صالحه كما يقولون"لكل زمان ومكان".
    هل العشر الآيات المعروفة تكوّن الخط الفاصل والأهم في كل العصور أو على الأقل الفترة الراهنه لنقل؟...
    ثم هل تعتقد أنه من الممكن معرفة سمات الرسول محمد وقومه وتلك الظروف بدقة من خلال القرآن؟..
    وارغب بالحقيقة أن تؤكد لي استنتاجك فيما يتعلّق بأن القرآن نزل في الحجاز محض وهم؟!

    ردحذف
  2. وعليكم السلام
    لا أعتقد أنه يوجد إشكال في التمييز بين الأحكام العامة الصالحة لكل زمان ومكان
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (135) سورة النساء
    والأحكام النسبية التي يمكن تعديلها مع تغير ظروف المجتمعات
    فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (282) سورة البقرة
    بالنسبة لمسألة بعثة النبي محمد في جنوب الحجاز أعتقد أنه تم تقديم ما يكفي من الدلائل للحسم في الموضوع وجعله ضرب من الخيال وعدم العودة إليه مجددا...نفس الشيء بالنسبة لقوم الرسول الذين تم توضيح هويتهم ومعتقداتهم بشكل واضح في كتاب الله
    ويبقى العلم للله سبحانه وتعالى

    ردحذف
    الردود
    1. هناك اذن "احكام نسبية" و"احكام عامة" ماهو المعيار الذي يمكننا به التفريق بينهما؟.

      حذف
  3. ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء و هدى و رحمة لقوم يؤمنون ) ( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ) ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) ( أفلا يتدبرون القرءان و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته و ليتذكر أولوا الألباب )
    بالتدبر يا أخي ستجد بتوفيق الله أن البيان و التفصيل في القرءان لأي شيء ( و قل رب زدني علما ) ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ( و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) لكن التدبر كما بينه الله و ليس كما تهوى أنفسنا . فلا يوجد عمل اسمه تدبر شيء من الآيات بل ( ليدبروا ءاياته ) إما أن تدبر كل الآيات و إلا فلا يسمى تدبر ( أفلا يتدبرون القرءان ) القرءان و ليس بضعا من السور. يجب أن تمر بالكلمة أو الآية بالقرءان كله و بالآيات كلها و إلا لست تتدبر ( فتعالى الله الملك الحق و لا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه و قل رب زدني علما ) ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه و قرءانه فإذا قرءناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه )
    و كيف تقول أن هناك ءايات تصلح في زمن البعثة فقط و يمكن تعديلها ( و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم ) ( و اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته و لن تجد من دونه ملتحدا و اصبر نفسك

    ردحذف
    الردود
    1. طيب من هم أصحاب الرأس
      كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) سورة ق
      من هو رسولهم وتفاصيل قصتهم وهلالكهم ؟ هل من العدل أن نطبق هذا الحكم في زمن لم يعد يضل فيه النساء ؟
      وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (282) سورة البقرة
      لا يكفي الإدعاء بل وجب الإثبات حتى نلزم كتاب الله بأشياء غير موجودة في نصوصه فتصبح حجة علينا وعليه

      حذف
    2. ايات تصلح في زمن البعثة فقط " يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما"
      ومثلا" يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون" وكثيرة الايات ز

      حذف
    3. بعضها خاص بزمن وشخص النبي والبعض الآخر يبقى نسبيا حسب الظروف فإن صادف ووجد المؤمنون أنفسهم في معركة بنفس أدوات القتال المستخدمة في زمن البعثة فلا يوجد ما يمنع سريان نفس القاعدة
      والله تعالى أعلم

      حذف

  4. سلام عليكم اكتشفت كتاب الكنزا ربا بفضل مقالكم هذا. كتاب عجيب فيه ايات تقشعر منه الجلود.هل لديك موارد اخرى تنصح بها لمعرفة الله و تيسير فهم القرآن كمدونتكم مثلا.لأنني اجد القرآن صعبا صراحة و اجد نفسي كثيرا ما اصارع بعض الآيات و المعضلات التى لا اجد لها حلا.

    مثلا من او ما يبدأ به القرآن هو تصنيف الناس أو مقدمة لمفهوم الهداية المؤمنون، الكافرون و المنافقون و لا ارى كيف يمكن للشخص معرفة نفسه انه مومن و بيقين خصوصا عندما نقرأ من قوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ…

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام
      كما ذكرت في المقال فالقرآن كتاب شامل وكامل فيما يخص المسائل الأساسية كالدين والعقيدة ولا يحتاج مصادر وسيطة لتبيان آياته كل ما أقوم به في هذا المنبر هو توضيح كيفية التدبر المقتصرة على نصوص القرآن نفسه باستثناء بعض الجوانب التي يمكن فيها الاستعانة بمصادر خارجية كمسألة قصص الأنبياء كما تم التوضيح في المقال...ومن القواعد الرئيسية في تدبر الكتاب إن لم تكن الأبرز والتي سبق التطرق إليها في أكثر من مناسبة هي ضرورة التعامل من النصوص القرآنية بشكل شامل وعدم الاكتفاء بظاهر بعض النصوص حينها ستتجلى الحقيقة بكل وضوح
      إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) سورة الحجرات
      إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) سورة الأَنْفال

      حذف
    2. احسنت استاذ مسلم تحياتي لك

      حذف
    3. شكرا على مرورك الكريم أخي الفاضل

      حذف
  5. استاذ مسلم سؤالي هو هل الانبياء مثل ابراهيم واسرائيل وموسى وعيسى ساميين وهل قولك بان الانبياء عاشوا قبل التاريخ البشري يتعارض مع كون الساميين ظهروا حسب علم الاثار منذ 6000 عام

    ردحذف
    الردود
    1. لا يوجد شيء اسمه ساميون في علم الأثار بل هو مصطلح ديني يهودي نسب مجموعة من الأمم لسام بن نوح الذي لا يوجد أي دليل قطعي على كونه شخصية حقيقية

      حذف
    2. استاذ مسلم اقصد ساميين بمعنى متحدثي اللغات السامية وليس شخصية سام ابن نوح الخرافية يقول علم الاثار ان المتحدثين باللغات السامية ظهروا قبل 6000 عام فهل ابراهيم واسرائيل وموسى وعيسى هم متحدثين باللغات السامية ام لا

      حذف
    3. لا يمكننا الجزم في غياب الخبر اليقين والتاريخ الدقيق لظهور اللغات السامية لكن في الغالب ستكون لغات أم شبيهة وقريبة منها كما يتضح في الأسلوب القرآني الذي يصعب الإحتفاظ به لو كانت الترجمة من لغات مختلفة كثيرا
      والله تعالى أعلم

      حذف
  6. السلام عليكم أخ مسلم،جزاكم الله خيرا
    عندي سؤال بخصوص هته الآيات عن تحرش إمرأة العزيز بيوسف عليه السلام :

    ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29))(سورة يوسف)

    لم أفهم لماذا قال يوسف إن هذا من كيدها،مع أنه من المفروض أنه مادام قميصه قُدَّ من دبر فهي الكاذبة كما قال الشاهد من أهلها،فهل من المعقول أن يكون هناك تحريف لهته الآية وإستبدال قدِّ القميص من القُبل بقدِّه من الدبر،لأنه من كيدها أن تقُدَّ قميصه من قُبل حتى يكون دليلا عليه في محاكمته ولا أرى كيدها في قد القميص من دُبره مادامت سوف تتهم بالكذب عليه،فما رأيك

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام أخي الفاضل
      القائل ليس نبي الله يوسف بل العزيز
      فَلَمَّا 👈رَأَى قَمِيصَهُ👉 قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) سورة يوسف
      ردا على مسرحيتها
      قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) سورة يوسف

      حذف
    2. أشكرك أخي الكريم على توضيحك،
      لقد حسبت أن الآية تعود لحديث يوسف عليه السلام مع نفسه،والآن أدركت أنه لو كان حديثا داخليا لكان أسرَّها في نفسه،ولكن (قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ)يوسف (28) تدل على الجهر بهذا القول،وأيضا بعد ردك بحثت في التفاسير فوجدت أنهم نسبوا هذا القول للشاهد! ولكن الظاهر أنه قول العزيزكما تفضلت، لأنه عند إتمام باقي الآية يظهر أنه فَصَلَ بينهما : (قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ)يوسف (29)

      حذف
    3. أخي الكريم لا أريد التعليق خارج الموضوع ولكن لم أجد أن خاصية الرد مفعلة في مقالاتك عن الصلاة،
      حيث يتحجج أصحاب المذاهب في أن كيفية الصلاة غير مذكورة في القرآن،ولكن ربما يجب أن نبحث أكثر في كتاب الله لمعرفة كيفية تأديتها،
      مثلا في سورة الكوثر : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3))
      أظن أن (إنحر) هي (إنحنِ) حيث حرف الراء مكان حرف النون ،إنحنِ أو إنحنِي من الإنحناء يعني الركوع ، الإنحناء شكرا لله على كثرة الذرية التي أعطاها للنبي (الكوثر من الكثرة وليس نهر أو حوض في الجنة!) والأبتر الذي لا ذرية له،فالله أنعم على النبي بالذرية الكثيرة وأمره بالإنحناء شكرا في الصلاة ،ومنه نتصور حركة الإنحناء أنه ركوع لقوله تعالى :(وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(55)سورة المائدة
      والإنحناء شكرا منتشر في ثقافة بعض الشعوب خاصة الآسيوية، فمن الأولى الإنحناء لله في الصلاة والزكاة فما رأيك أخي مسلم؟

      حذف
    4. كما سبق لي التنبيه في أكثر من مناسبة بل واعتبرها من القواعد الرئيسية التي لا يجب الحياد عنها إن أردنا الإلزام بالتدبر الثابت والسليم لكتاب الله أنه لا يجب في أي حال من الأحوال إعتماد كلمات ومصطلحات لغتنا المتداولة إن لم ترد في كتاب الله لأننا سندخل في دائرة الإفتراض والظن الذي لا يغني من الحق شيئا لعدم يقيننا بشكل تام سواء من زمن ظهورها وانتماءها للسان القوم الذين نزل عليهم القرآن أو كتبت فيه أقدم المصاحف...فلو كان الأمر متعلق بحركة مستحبة في الصلاة لتم تفصيلها بكل وضوح مثل الخرور الذي تكرر في عدة مواضع لا تدع مجال للشك في دلالته على السقوط من الأعلى إلى الأسفل
      فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ (26) سورة النحل
      مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ 👈فَلَمَّا خَرَّ (14) سورة سبأ
      حتى ندرك معنى الخرور أثناء الصلاة
      فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) سورة ص
      بل تم توضيح حتى مفهوم الأذقان
      إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ (8) سورة يس
      حتى نقوم بالحركة على أدق وأكمل وجه
      يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) سورة الإسراء
      فمن وجهة نظرني أن نكتفي اثناء الصلاة بما هو ثابت في الكتاب ولا بأس من القيام بحركات أخرى كالإنحناء في ظروف معينة شريطة أن لا يكون الأمر مجرد إسقاط وتقليد لبقايا الصلاة الموروثة
      ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى

      حذف
    5. جزاكم الله خيرا أخ مسلم على ردك وسعة صدرك،
      فعلا يجب التشبث بالقاعدة الأساسية وهي تصحيح القرآن بلغة القرآن،وعدم التشتت بالبحث عن مصطلحات من لغتنا الحالية.
      أحاول فقط البحث عن كيفية الركوع،وأتفق معك عن الخرور في السجود، ولكن يوجد خرور في الركوع :(فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) سورة ص (24) ،وخرور فالسجود : (إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا) سورة الإسراء(107)،ولم أتوصل للفرق بينهما، كما أن الخرور للأذقان،يعني أن الوجه يكون مرتفعا عن الأرض تقريبا،ولكن في الآية: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)سورة الفتح (29) يدل على منطقة في الوجه يظهر فيها أثر من كثرة وضعها على الأرض ولا أظن أنها الذقن مادام أغلبيته مخفي بلحية والله أعلم

      حذف
    6. لقد سبق لي شرح هذه النقطة أخي الكريم وأن السجود والركوع ليستا بحركتين بل حالتين نفسيتين مثل الخشوع والقنوات يتم التعبير عنهما بالخرور أرضا وتظهر آثارهما في وجه الإنسان
      سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (29) سورة الفتح
      مثلما تظهر آثار الغضب والعدوان في وجوه الكفرة
      وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا (72) سورة الحج
      أو آثار النعيم في وجه أصحاب الجنة
      تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) سورة المطففين
      والله تعالى أعلم

      حذف
    7. أشكرك أخي مسلم على ردك، وأضم صوتي للإخوة الذين طالبوك بكتابة موضوع عن القدر،كما أنني أريد أن أعلق على بعض مواضيعك في المدونة ولكن خاصية التعليق غير مفعلة فيها

      حذف
    8. لا شكر على واجب أخي الفاضل
      سأحاول تفعيل خاصية التعليق في جميع المقالات لكن الأمر سيتطلب بعض الوقت لكثرة المقالات...بالنسبة لموضوع القدر فقد قمت بتأجيله لارتباطه بمحور التفاسير الرمزية وأعدك بالتطرق إليه عند العودة لهذا الأخير بإذن الله
      تحية طيبة

      حذف
  7. استاذ مسلم ما حقيقة الشخصيات المذكورة في كتب اليهود مثل شيث وانوخ وعابر وجدعون وشمشون وحزقيال واشعياء

    ردحذف
    الردود
    1. الحقيقة لا يعلمها إلا الله ولا يمكن التأكد منها إلا بالإطلاع على النسخة الحقيقية من التوراة إن وفقنا الله للعثور عليها في يوم من الأيام

      حذف
  8. تحية طيبة الأخ مسلم بدون مذاهب
    لدي سؤال قمت بطرحه على مقال لك بعنوان:
    علامات الساعة أم علامات هلاك قوم الرسول ؟
    أعتذر لأنني أعلم تماماً كم مشغول حضرتك بمقالات و أعمال و مشاريع كثيرة.. و أرجو الإجابة إذا ما سنحت لك الفرصة في ذلك

    ردحذف

إرسال تعليق