بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لماذا يوجد اختلاف في فهم القرآن ؟ هل المشكلة في القرآن كما يدعي منتقدي الإسلام أم المشكلة في قراءة الناس التي لا تعتمد النهج والأدوات السليمة لتقصي الحقيقة ؟ في الحقيقة الأسباب عديدة وغالبيتها الساحقة تعود لسوء قراءة الإنسان للنص الديني وعدم سعيه لتصحيح أخطائه وتشبثه بقناعاته المسبقة لكن في بعض الأحيان قد يكون المشكل في ظاهر النصوص نفسها كما هو الشأن مع الآية 39 من سورة إبراهيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
التي تعد في نظري السبب الرئيسي في الاختلاف الكبير بين الباحثين في مسألتي أبوة إبراهيم لإسماعيل وأبوة إسحاق ليعقوب في القرآن والتي أحدثت شرخا حتى بين منكري الموروث أنفسهم وجعلت العديد منهم يتشبثون بنفس موقف المورث في المسألة
تأتى الآية المحكمة فى قوله جل وعلا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ )(إبراهيم(39 ). أى أبناء ابراهيم إثنان فقط لا ثالث لهما ، وهما اسماعيل ثم اسحاق
والتي اعتبرت في نظرهم من الآيات المحكمة والحاكمة على كل ما يتعارض مع ظاهرها من نصوص...لكن قبل الخوض في محتوى الآية دعنا نفترض ولو للحظة عدم وجودها في نصوص القرآن لنرى إلى ما سيخلص إليه الأمر وهل هناك ما يوحي بأبوة إبراهيم لإسماعيل وأبوة إسحاق ليعقوب في كتاب الله من دونها ؟
مما لا شك فيه أن لأفكار الموروث المسبقة تأثير كبير في قراءة وتدبر الناس للنصوص القرآنية وبالأخص عندما يتم تعزيزها بنصوص يوحي ظاهرها بتأييد نفس الأفكار كما هو الشأن مع فكرة أبوة النبي إسحاق ليعقوب التي ذكرت بكل وضوح في سياق سورة البقرة
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (133) سورة البقرة
وهو ما ساهم في حجب الرؤية عن تعارض ظاهر هذا القول مع خمسة مواضع قرآنية توحي جميعها بوهب يعقوب كولد مباشر للنبي إبراهيم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
وبالأخص نص سورة هود ليس فقط لربطه بوضوح تبشير امرأة إبراهيم بيعقوب بمسألة الإنجاب
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) سورة هود
بل بالأخص لتأكيده على علم النبي إبراهيم وامرأته بحتمية مجيء يعقوب إلى الحياة قبل ابتلاء إبراهيم في إسحاق الذي ثبت أنه هو الغلام الحليم الذي صار نبيا من الصالحين بعد نجاته من الذبح
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) سورة الصافات
وهو ما ينفي فكرة أبوة إسحاق ليعقوب من أساسها لعدم جدوى الابتلاء في هذه الحالة
ولمزيد من التفاصيل يمكن العودة لمقال
لتتضح الرؤية ويتبين أن الخلل في قراءتنا المشبعة بأفكار الموروث التي منعتنا من الانتباه إلى كون الوهب المتعلق بالإنجاب يكون للوالد وليس للجد
وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) سورة ص
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى (90) سورة الأنبياء
وإلى عدم ذكر القرآن لوهب يعقوب لإسحاق في أي نص من نصوصه...وهنا تكمن الأهمية القصوى لأسلوب التكرار القرآني التي سبقت الإشارة إليها في مقال
وإلى دوره الكبير في حفظ الذكر الذي تم فقدانه في باقي المرويات الدينية
سفر التكوين إصحاح 25
21 وَصَلَّى اسْحَاقُ الَى الرَّبِّ لاجْلِ امْرَاتِهِ لانَّهَا كَانَتْ عَاقِرا فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَاتُهُ. 22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا 25 فَخَرَجَ الاوَّلُ احْمَرَ كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ فَدَعُوا اسْمَهُ عِيسُوَ. 26 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ اخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ.
وتصحيح الأخطاء البشرية المنسوبة لكلام وكتاب الله بتأكيده على صحة ومصداقية المعلومة من خلال تكرارها في سياقات ومواضع مختلفة عكس لو تم ذكرها مرة وحيدة حيث سيظل الشك يراود الناس حول المعلومتين معا دون القدرة على ترجيح كفة إحداهما على الأخرى بل ستعطى الأولوية للفكرة التي يطغى عليها طابع الموروث لتأثيره الشديد في أفكارنا المسبقة...وبالأخص عندما نلمس التناسق والتناغم الكبيرين بين النصوص المكررة لتأكيد وتثبيت نفس الحقائق بدقة شديدة أولا بذكر جعل إسحاق ويعقوب نبيين كمعلومة إضافية على معلومة وهبهما لإبراهيم
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
حتى لا يتم ربط الوهب بمسألة النبوءة كما هو الشأن في حالات أخرى
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) سورة مريم
لتتكرر نفس المعلومة بصيغة أكثر تفصيلا في سورة العنكبوت لتأكد ارتباط الوهب بالذرية
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
ولتتقاطع المعلومات المذكورة في النصوص الأربعة بما فيها نص سورة الأنعام الذي ورد فيه مفهوم الصلاح بصيغة الهداية مع سياق سورة الصافات وتحيلنا إلى دعوة النبي إبراهيم بالولد الصالح في نصها
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) سورة الصافات
لتأكد ارتباط الهبة بدعوة إبراهيم بالإنجاب وشمولها ليعقوب كذلك الذي وصف بالنافلة (الزيادة في العطاء) الحقيقة التي تم تأكيدها بما لا يدع مجالا للشك في نص سورة هود
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) سورة الصافات
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) سورة هود
حتى لا يتم الزعم بأنه حفيد إبراهيم كما جاء في مختلف الموروثات الدينية...وهو ما ينهي الجدل ولا يدع مجالا للشك في كون الخلل في نص سورة البقرة أو بالأحرى في قراءتنا له
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (133) سورة البقرة
حيث تم اختزال المشكل في ذكر أبوة إسحاق ليعقوب بعد الحسم في مسألة أخوتهما...لنجد أنفسنا أمام احتمالين لا ثالث لهما إما أن تكون للأبوة دلالة معنوية مرتبطة بالعقيدة أو المساهمة في التربية الخ أو أن يكون الأمر مجرد خطأ كتابي كما زعم بعض المفسرين الذين ادعوا اقتصار لفظ الأبوة على النبي إبراهيم
وقرأ الحسن ويحيى بن يعمر والجحدري وأبو رجاء العطاردي { وإله أبيك }
أو لما لا يكون اللفظ الصحيح هو آبائنا
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
الذي يضع حلا للمشكلة بنسبه البنوة لأبناء يعقوب بدل والدهم
لكن في الحقيقة أن الإشكال لا يقتصر على ذكر نص سورة البقرة لأبوة إسحاق ليعقوب فحسب بل في ذكره بالخصوص لأبوة إسماعيل ليعقوب التي كانت سببا رئيسيا في ظهور قراءة أبيك
وَقَرَأَ بَعْض الْمُتَقَدِّمِينَ : " وَإِلَه أَبِيك إبْرَاهِيم " ظَنًّا مِنْهُ أَنَّ إسْمَاعِيل إذْ كَانَ عَمًّا لِيَعْقُوب , فَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون فِيمَنْ تَرْجَمَ بِهِ عَنْ الْآبَاء وَدَاخِلًا فِي عِدَادهمْ .
في المقابل البعض الآخر زعم شمول مصطلح الأب للعم بدون أدنى دليل
{ ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق } ، وهذا من باب التغليب لأن إسماعيل عمه، قال النحاس: والعرب تسمي العم أباً نقله القرطبي ،
الادعاء الذي أصبح مرفوضا عند العديد من الباحثين الذين توصلوا لقناعة عدم أخوة إسماعيل لإسحاق مما دفع بعضهم إلى اعتبار ذكر أبوة إسماعيل ليعقوب دليلا على زواج إسحاق من ابنة إسماعيل الذي سيصبح في هذه الحالة جدا وأبا ليعقوب من الأم الادعاء الذي سرعان ما سينهار عند اكتشاف حقيقة أخوة إسحاق ليعقوب اللهم إن كان يعقوب هو من تزوج ابنة إسماعيل و اعتبر أب الزوجة في هذه الحالة أبا للزوج أيضا لتتجلى هنا أيضا أهمية التكرار الذي سيكشف لنا خطأ جميع هذه الاحتمالات وعلى رأسها قراءة آبائنا
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِنا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
والأهم من ذلك عدم ارتباط أبوة إسماعيل ليعقوب بالقرابة من الأساس وبالضبط سياق سورة يوسف الذي تجاهل أبوة إسماعيل لأبناء يعقوب من خلال النبي يوسف في موضعين مختلفين
وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ (6) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (38) سورة يوسف
لأنه إن كان العم أبا فيستلزم أن يكون عم الوالد أبا أيضا وإن كان إسماعيل جدا ليعقوب فسيلزم أن يكون أبا لابن حفيده أيضا وإن كان أبا لزوجة يعقوب فيستلزم أن يكون أبا لأولاد ابنته أيضا باستثناء إن كان يوسف قد انجب من امرأة أخرى غير بنت إسماعيل
قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ (59) سورة يوسف
على افتراض زواج هذه الأخيرة من يعقوب والذي يدخل في إطار دائرة الظن الذي لا يغني من الحق شيئا والذي يبقى احتمال ضئيل وغير معزز بأي دليل صريح وقطعي شأنه شان وصف والد الزوجة أو الأخ الكبر بالأب وبالأخص في ظل إيحاء التوقيت الذي ولد فيه إسحاق
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) سورة الحجر
وحتى تسمية يعقوب نفسها التي تشير إلى تعقب الأخ الأكبر بعدم وجود فاصل زمني كبير بينه وبين يعقوب حتى يصير في مرتبة الأب...وبالتالي فمن الجد المستبعد أن تكون للقرابة ولا حتى للتربية علاقة بصفة الأبوة في نص سورة البقرة لكن في نفس الوقت لا يمكن الجزم بأن اللفظ الصحيح هو أبيك بل يبدو التعبير غير سليم وغير دقيق لغويا حيث كان يستلزم ذكر ألوهية الرحمن لإسماعيل وإسحاق بشكل منفصل عن ألوهيته لإبراهيم الأب
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ وَإلَهَ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
بناء على طريقة صياغة الحالات المشابهة في لغة القرآن
فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) سورة طه
بما في ذلك نفس النص المعني بالأمر الذي ذكر ألوهية الله ليعقوب بشكل منفصل عن ألوهيته الآباء
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (133) سورة البقرة
للفصل بين إبراهيم كأب وبين إسماعيل وإسحاق حتى لا تنسب الأبوة لهما أيضا ولو وردت بصيغة المفرد
الثاني : على مذهب سيبويه أن يكون { أبيك} جمع سلامة، حكى سيبويه أب وأبون وأبين،
أصلا ما الداعي لذكر أبناء يعقوب لإسحاق وإسماعيل إن لم تشملهم صفة الأبوة ؟ وبالأخص إسماعيل الذي لا تربطهم به أية صلة كما سبق التوضيح في سياق سورة يوسف
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (38) سورة يوسف
لكن لو وضعنا جميع هذه القراءات المتكلفة جانبا واعتمدنا حرفية النص بدون زيادة ولا نقصان
قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (133) سورة البقرة
وبحثنا في باقي سياقات القرآن فسنكتشف أن حل الإشكال أبسط بكثير مما نتصور فقط يجب الثقة في تبيان الرحمن لكل شيء في كتابه المفصل
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
بما في ذلك المفهوم العقائدي لمصطلح الأب الذي وصف به النبي إبراهيم في سياق سورة الحج والذي اعتبر فيه أبا في الملة لجميع المسلمين
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (78) سورة الحج
والحديث هنا ليس فقط عن ذريته المسلمة بل عن كل من يحمل تسمية المسلمين
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (78) سورة الحج
كما سيتجلى بشكل أوضح في وصف أزواج النبي بأمهات المؤمنين
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) سورة الأحزاب
رغم أنه يوجد من المؤمنين من يكبرهم سنا
المعنى المتماشي والأنسب مع السياق الذي ورودت فيه أبوة إسماعيل وإسحاق ليعقوب لارتباطه شأنه شأن النصين السالفين بالجانب العقائدي
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) سورة البقرة
والذي أشير فيه بمصطلح الآباء إلى الأسلاف العقائديين أو المرشدين في الملة الذين ساهموا في تربية وإرشاد النبي يعقوب عقائديا بما في ذلك شقيقه الأكبر إسحاق مع احتمال أن يكون هناك فاصل زمني بين نبوءتي إسحاق ويعقوب وأنه لم تتم بعثة يعقوب حتى وفاة أخيه أو انتهاء رسالته ليكون بمثابة خليفته في مسألة النبوءة وهو ما يتجلى في ترتيب تسلسل نزول الوحي على الأنبياء الأربعة
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (163) سورة النساء
حيث نلاحظ ورود اسم يعقوب مباشرة بعد أسماء الأنبياء الثلاثة الذين وصفوا بآبائه في نص سورة البقرة
ونفس الارتباط العقائدي نلمسه في السياقات المتحدثة عن أبوة إسحاق ليوسف
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ (6) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ (38) سورة يوسف
النصوص التي توحي بعدم تأثير إسماعيل عقائديا على النبي يوسف عكس عمه إسحاق وحتى جده إبراهيم الذي حتى إن لم يعاصره في محياه فإنه بالتأكيد كان متأثرا برسالته وما جاء في صحيفته
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) سورة الأَعلى
فكما نرى بعد الدراسة والتدقيق في مختلف النصوص القرآنية فلا وجود لأدنى دليل ولا حتى إشارة للأبوة البيولوجية لإبراهيم لإسماعيل ولإسحاق ليعقوب باستثناء الآية 39 من سورة إبراهيم التي تركت من ورائها أكثر من علامة استفهام ؟ أولها عدم وجود أي سبب منطقي لعدم ذكر إسماعيل (إن كان ولده) ضمن الذرية التي وهبها الرحمن لنبيه إبراهيم بعد هجرته من أرضه الأم إلى الأرض المباركة
وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنْكبوت
وما زاد الطين البلة ذكر إسماعيل في نفس السياقات بشكل منفصل مع أنبياء آخرين !
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) سورة مريم
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) سورة الأنبياء
وبالأخص في نص سورة الأنعام الذي تم فيه تصنيف إسماعيل مع ذرية النبي نوح في نفس السياق الذي ذكرت هبة إسحاق ويعقوب لإبراهيم كولدين !
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا (86) سورة الأنعام
لنتفاجأ في سورة إبراهيم بذكر وهب إسماعيل لإبراهيم على الكبر إلى جانب إسحاق
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
الذي لا يتعارض ظاهره مع النصوص السالفة الذكر فحسب بل حتى مع النصوص التي ذكرت تعجب إبراهيم وامرأته من فكرة إنجابه على الكبر عند البشرى بإسحاق
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) سورة هود
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) سورة الحجر
والتي تنفي إنجابه لإسماعيل على الكبر قبل إسحاق بل وتنفي إنجابه لإسماعيل من الأساس...لأنه إن كان إسماعيل بكر إبراهيم الذي أنجبه على الكبر بعد اعتزاله لقومه وفي نفس الوقت كان نبيا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) سورة مريم
من الصالحين
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) سورة الأنبياء
مثل إسحاق ويعقوب فيستلزم ذكره إلى جانبهم في مثل هذه النصوص
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ
مثلما تم الحرص على ذكره إلى جانبهم كنبي معاصر ومعاشر ومرتبط بهم في أربعة مواضع مختلفة
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (163) سورة النساء
قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (136) سورة البقرة
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى (140) سورة البقرة
قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (84) سورة آل عمران
الحقيقة التي خلص إليها عدد لا يستهان به من الباحثين الذين أدركوا استحالة أن يكون إسماعيل ولد النبي إبراهيم والذين انتهى بهم المطاف إلى الإجماع على عدم ارتباط الوهب بمسألة الإنجاب في الآية 39 من سورة إبراهيم دون أن يدركوا أن الإشكال الأكبر ليس في ذكر إسماعيل في نصها بل تبقى علامة الاستفهام الكبرى في عدم ذكر النبي يعقوب إلى جانب إسماعيل وإسحاق ؟ لأنه سواء كان المقصود وهب النبوءة في إشارة إلى الأنبياء الذين ساعدوا إبراهيم في حياته أو وهب البنوة وأن إسماعيل كان ابنا بالتبني لإبراهيم كما زعم البعض فيستلزم ذكر يعقوب في كلتا الحالتين لانتمائه لذرية إبراهيم سواء كان ولده أو حفيده ولكونه نبيا من الصالحين وهو ما يوحي لو نظرنا للأمور بواقعية وحياد باستبدال اسم يعقوب بإسماعيل وأن النص الأصلي كان كالآتي
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ
وبالأخص عندما نلاحظ انتهاء الجملة بعبارة إن ربي سميع الدعاء التي تحلينا مباشرة إلى دعوة إبراهيم في سورة الصافات المتعلقة بالإنجاب
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) سورة الصافات
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
وليس لدعاء آخر بوهبه أنبياء مساعدين لم يأتي ذكره في نصوص القرآن كما كان الشأن مع دعاء وهب هارون لموسى
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) سورة طه
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) سورة مريم
والذي حتى لو افترضنا وجوده فسيظل إشكال عدم ذكر يعقوب مطروحا...فهل هي مجرد صدفة أن يتم ذكر وهب إسحاق ويعقوب لإبراهيم وذكر وهب إسماعيل وإسحاق دون أن يذكر وهب الثلاثة معا ولو في نص وحيد ؟ هل هي مجرد صدفة أن لا يتكرر ذكر وهب إسماعيل لإبراهيم في أي نص آخر من نصوص المصاحف ؟
وما يزيد الأمر ريبة في ذكر وهب إسماعيل لإبراهيم على الكبر ذكر رفع إبراهيم وإسماعيل للقواعد في نص سورة البقرة
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) سورة البقرة
لاستبعاد رفع النبي إبراهيم للقواعد في شيخوخته التي زعم وهب إسماعيل له خلالها في النص المعني بالأمر وانتظاره لعدة عقود بعد هجرته في شبابه من قريته الأم إلى الأرض المباركة
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
حيث يتواجد بيت الله المبارك
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) سورة آل عمران
بدل القيام برفع القواعد مباشرة بعد الهجرة إليه في عز شبابه وهو ما يوحيه نص سورة الحج الذي أخبر أن المهمة الرئيسية التي أرسل من أجلها إبراهيم إلى المسجد الحرام هي تطهير بيت الله المحرم
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) سورة الحج
المهمة التي ساهم فيها نبي الله إسماعيل أيضا
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) سورة البقرة
وهو ما يوحي بأن إسماعيل كان في حقيقة الأمر من نفس جيل وعمر إبراهيم ولوط تقريبا وليس من جيل إسحاق ويعقوب وهو ما يفسر غيابهما عن المشهد عند تطهير إبراهيم وإسماعيل للبيت ورفعهما لقواعده
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) سورة البقرة
لكن بمجرد أن نضع اسم يعقوب بدل إسماعيل حتى يعود نفس التناغم والتناسق مع بقية النصوص المتعلقة بالموضوع
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) سورة الصافات
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) سورة الحجر
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) سورة هود
بما في ذلك السياق الذي ورد فيه الذي اختص بالذكر ذرية إبراهيم بالذات
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنْكبوت
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) سورة إِبراهيم
والذي خلافا لما يعتقد العديد فقد استعمل فيه مصطلح من ذريتي للدلالة على كافة الذرية وليس جزء منها وخير دليل الآية 40 التي لا أعتقد أن المقصود فيها دعوة إبراهيم بإقامة جزء من ذريته فقط للصلاة ! وبالأخص في سياق سورة البقرة حيث يتضح جليا أن المقصود بالسؤال عموم ذرية إبراهيم بما فيها الظالمين
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) سورة البقرة
الحقيقة التي ستكشف أيضا سوء استدلال السلف بالمصطلح على سكن النبي إسماعيل في المسجد الحرام من دون بقية ذرية إبراهيم
{ ربنا إني أسكنت من ذريتي } أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر
وحتى لو اعتمادنا على علم العدديات فإننا سنتحصل على تماثل عددي بين إسمي إسحاق ويعقوب في حالة استبدال اسم إسماعيل بيعقوب في نص سورة إبراهيم حيث سيتماثل اسم إسحاق المذكور 17 مرة في القرآن مع اسم يعقوب المذكور في النسخة الحالية من المصاحف 16 مرة مع العلم أن العدد 17 هو من دلنا على أسرار شخصية إسرائيل في كتاب الله كما سبق التوضيح في مقال
لكن رغم كل ذلك فلا أستطيع الجزم يقينا بحدوث التحريف في نص سورة إبراهيم رغم إيحاء كل المعطيات التي بين أيدينا بذلك...فما دمنا لا نتقن لغة القرآن وقواعدها ومصطلحاتها ودلالاتها العددية بشكل مطلق فلا يمكن الحسم في هذه المسألة الشديدة الحساسية والخطورة والتي لا تحتمل الخطأ...فقط أعرض الأمر الذي ترددت كثيرا في طرحه من باب البحث عن الحقيقة التي لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال طرح التساؤلات وعرض الإشكالات وليس بالتكتم على ما يبدو أخطاء بشرية منسوبة لكلام الله والذي قد يعد كتمانا لبينات الكتاب
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) سورة البقرة
لأنه لا يمكن التصحيح إن لم نكن صادقين مع النفس ومدركين إلى أي مدى بلغ التحريف والتبديل ؟ وما دمنا قد قبلنا بفكرة وجود اختلافات
سورة البقرة
رواية ورش : {9} وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ
رواية حفص : {9} وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
وأخطاء في التشكيل
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
ووجود اختلاف
سورة البقرة
رواية ورش : {164} وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ
رواية حفص : {165} وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ
وتبديل
فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) سورة الشعراء
فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطُّوْرِ الْعَظِيمِ (63) سورة الشعراء
وزيادة
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) سورة الأَنعام
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِ مَا يَلْبِسُونَ (9) سورة الأَنعام
ونقصان حتى في الحروف
سورة الكهف
رواية حفص : {36} لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا
رواية ورش : {35} لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهُمَا مُنْقَلَبًا
بل وحتى في الكلمات
سورة الحديد
رواية ورش : {23} وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
رواية حفص : {24} وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
فما الذي يمنع حدوث الأمر مع الأسماء ؟ فقط الفكرة عندما تكون جديدة وغير مألوفة تكون صعبة التقبل...رغم كون الظاهرة وخلافا لما يعتقده العديد كانت محل جدل منذ المراحل الأولى لنشأة الدين السلفي وفي أي حال من الأحوال وليدة ثورة نقد الموروث في زمننا المعاصر حيث لم يقتصر التشكيك على رسم الكلمات
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ (23) سورة الإسراء
قوله تعالى { وقضى} أي أمر وألزم وأوجب. قال ابن عباس والحسن وقتادة : وليس هذا قضاء حكم بل هو قضاء أمر. وفي مصحف ابن مسعود { ووصى} وهي قراءة أصحابه وقراءة ابن عباس أيضا وعلي وغيرهما، وكذلك عند أبي بن كعب. قال ابن عباس : إنما هو { ووصى ربك} فالتصقت إحدى الواوين فقرئت { وقضى ربك} إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد. وقال الضحاك : تصحفت على قوم { وصى بقضي} حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف
بل تم الزعم حتى بإضافة كلمات لم تكن موجودة في القرآن
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) سورة الليل
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وَأَبِي الدَّرْدَاء : أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ ذَلِكَ " وَالذَّكَر وَالْأُنْثَى " وَيَأْثُرهُ أَبُو الدَّرْدَاء عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر الْخَبَر بِذَلِكَ : 28993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي إِسْحَاق قَالَ : فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه : " وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَار إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَر وَالْأُنْثَى
واستبدال أخرى
قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا (36) سورة يوسف
{ أَعْصِر خَمْرًا } أَيْ إِنِّي أَرَى فِي نَوْمِي أَنِّي أَعْصِر عِنَبًا . وَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ . 14748 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ أَبِي سَلَمَة الصَّائِغ , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بَشِير الْأَنْصَارِيّ , عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة قَالَ فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود : " إِنِّي أَرَانِي أَعْصِر عِنَبًا "
بل تم الزعم حتى بحذف الجمل والأسماء
في مصادر أهل السنة
أخرج الحافظ ابن عَسَاكِر الشافعيّ بإسناده عن أبي سَعيدٍ الخُدريّ قال نزلت هذه الآية: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ علی رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ في علی بن أبي طالبٍ. وأخرج ابن مردويه عن ابن مَسْعُود، قال: كنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلّي الله عليه وآله: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ إنَّ عَلِيَّاً مَوْلَي المُؤْمِنِينَ. وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ ووَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
طبعا لست هنا بصدد تأييد هذه الادعاءات الغير معززة بأي دليل علمي فقط أعرض الأمور من باب التوضيح حتى لا يتم تصوير السعي لتصحيح أخطاء المصاحف على أنه طعن غير مسبوق في القرآن...لأننا لو نظرنا للأمور بحياد ومنطقية فلا يوجد فرق كبير بين تبديل اسم يعقوب بإسماعيل وبين تبديل اسم الله في اللغات القديمة إل
إل أو إيل حسب اللغة القديمة في السامية وترجمته في العادة إله و(بالعبرية: אל): كلمة سامية شمالية غربية وأيضا اسم يترجم إلى إله أو الله
بلفظ آل الذي يشير إلى العائلة والأهل
إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) سورة آل عمران
في نص سورة الصافات
سورة الصافات
رواية ورش : {130} سَلَامٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ
رواية حفص : {130} سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ
ما دام المعنى قد انقلب رأسا على عقب وتغير كليا وما دام ذلك ينفي عصمة المصاحف التي بين أيدينا
وما دامت هناك قناعة بتسخير الرحمن لسبل مثل أسلوب التكرار في كتابه العظيم لحماية وحفظ الذكر وكشف الزيادات البشرية في حالات تبديل اللفظ أو زيادة و نقصان الحروف فيجب الثقة في نفس هذه السبل عندما تدلنا على حدوث تغيير في الأسماء
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (40) سورة إِبراهيم
فقط وجب التشبث بقناعة حفظ الذكر في الكتاب وحتمية تصحيح الأخطاء والوصول إلى المعنى الصحيح للنصوص
البعض قد يتساءل لماذا المجازفة في أمور ثانوية كتبديل أسماء الأنبياء في ظل الصعوبة الشديدة لتبديل نصوص القرآن بدل محاولة فرض الأحكام الأساسية للدين السلفي كما هو الشأن مع ما يسمى بآية الرجم
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
التي لم يستطيعوا دسها في المصاحف واكتفوا بالزعم بانتمائها للقرآن حكما بعد نسخها لفظا...دون أن يدركوا الأهمية القصوى لتثبيت فكرة أبوة إبراهيم لإسماعيل التي يقوم عليها أساس شخصية محمد بن عبد الله والصحابة والخلفاء الخ والتي من دونها فسينهار الرابط بين النبي إبراهيم وبين العرب المنسوبين لنسل إبراهيم وإسماعيل بدون أدنى دليل...وبالتالي ينهار أساس كتب السيرة والحديث بما في ذلك النبوءات المنسوبة للنبي محمد في نصوص اليهود والمسيحيين التي سبق التطرق إليها في مقال
لذلك كان أمر تثبيت الفكرة في القرآن الذي يشير كل شيء في نصوصه إلى عدم إنجاب إبراهيم لإسماعيل مسألة حياة أو موت ولو أحدث الأمر اعتراض وضجة كبيرين...ومن يدري فربما لم تأتي قصة حرق عثمان للمصاحف من فراغ وإنما استمدت من واقعة حقيقية تم فيها التخلص من جميع المصاحف القديمة لفرض القراءة الحالية التي نجحت بالفعل بشكل كبير في إقناع الناس بأبوة إبراهيم لإسماعيل
ليبقى السؤال المطروح هل نملك الشجاعة الكافية للحديث عن مثل هذه الأشياء ونكون صرحاء مع النفس ؟ أم سنتسمر في النظر للأمور من باب العاطفة ولا نتحرك ونسعى للتصحيح إلا عندما تطرح الأمور من باب الطعن من طرف منتقدي الإسلام ؟
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأخي الكريم هل تعتقد أن من نجح في تبديل اسم يعقوب بإسماعيل في حالة حدوث الأمر سيعجز عن عكس ترتيب اسمي إسماعيل وإسحاق في نفس الجملة ؟ والذي يبقى بنفس أهمية تبديل اسم يعقوب بإسماعيل لأن الناس كانت سترتاب لو جاء اسم إسماعيل بعد إسحاق ومنهم من سيعتقد أن إسحاق هو البكر وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا مع الرواية اليهودية التي كان الهدف من الأساس هو فرضها على القرآن...دون إغفال احتمالية أن يكون التبديل وعكس الأسماء قد حدث أثناء ترجمة القرآن من نسخة اكثر قدما
حذفصدقني لقد خطرت ببالي جميع الاحتمالات التي تفضلت بها ولم أقم بنشر الفكرة التي كانت تراودني منذ مدة حتى درست الموضوع من جميع الجوانب بما في ذلك احتمالية عدم إنجاب يعقوب لحظة دعاء إبراهيم الفكرة لم تقنعني صراحة لعدم وجود أي سبب منطقي لذكر حمد إبراهيم على وهبه ابنا بالتبني بدل ذكر حمده عند اكتمال دعوته بوهبه ابنا ثاني من صلبه...دون الحديث عن المعطيات القرآنية النافية لفكرة وهب إسماعيل لإبراهيم على الكبر التي تم التطرق إليها في المقال
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفلم أزل شيئا...لو قمت بإزالة التعليق لما ظهر اسمك ولا الجملة التي كتبتها من الأساس
حذفآسف لقد أخطأت حذفته دون قصد
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفآسف لقد أخطأت حذفته دون قصد
حذفلقد قرأت مقالتك و أنا معك تماما في ما ذهبت إليه بقي الإشارة إلى الآية التّي تتحدّث عن بشارة المسيح بالنّبيّ الخاتم أحمد وليس محمّد فهناك إحتمال قويّ أنّ إسم الرّسول قد حرّف أيضا خصوصا إذا قلنا أنّ لقمان الّذي أنزلت سورة كاملة بإسمه هو والد الرّسول الخاتم أحمد حيث تتحدّث السّورة عن وعظ لقمان لإبنه بعدم الشّرك بالله و بالإحسان للوالدين و إقام الصّلاة و الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر و الصّبر على ما أصابه فمن هو إبن لقمان و ما الّذي أصابه و لماذا أنزل الله سورة كاملة بإسم لقمان مثل سورة مريم فمريم
ردحذفهي امّ المسيح علية السّلام و بالمثل لقمان هو والد الرّسول الخانم أحمد
كما تمت الإشارة في المقال فإن أسلوب التكرار هو من دلنا على تحريف نص سورة إبراهيم الوحيد في القرآن كله الذي ذكر وهب إسماعيل للنبي إبراهيم
حذفوَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (39) سورة إِبراهيم
مقابل أربعة نصوص تم فيها ذرك وهب يعقوب لإبراهيم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
الذي للمفارقة هو نفس عدد مرات ذكر اسم محمد في القرآن الذي يقابله ذكر وحيد لاسم أحمد في سورة الصف وبالتالي إن كان هناك تحريف وتبديل فسيكون في الموضع الذي ذكر فيه اسم أحمد وليس العكس...والحقيقية أني لا أرى ما يدعو لتحريف اسم محمد وتبديله بأحمد القريب منه لفظا ومعنى بل أرى أن محمد كان اسم ثاني (لقب) للنبي أحمد كما كان الشأن مع شخصيات أخرى
إل ياسين إلياس
يونس ذا النون
إدريس اليسع
إسرائيل عمران
دون إغفال احتمالية حديث المسيح عن نبي آخر غير محمد فتقارب الأسماء لا يدل بالضرورة على حملها من طرف نفس الشخص وهاروت وماروت خير مثال
أما بخصوص لقمان فيستحيل أن يكون والد الرسول الذي قيل له
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
https://www.facebook.com/groups/144350193785638/permalink/158261179061206/
ردحذفالسلام عليكم ،كتاب الله لم يحرف إنما حرفت التفاسير وما كفر محمد ولاكن شياطين الإنس بعد موت محمد كفرو وحرفو ليس الكتاب ولاكن ما يقال عنه السنة أو كتب السلف وأنها وحي ثاني إنما هي افتراء وبهتان
ردحذففتركو المتشابهات لأن علمها عند الله
يصل الله بها من يشاء
ومن أراد أن يمشي في الطريق الصحيح ما عليه إلا بالايات المحكمات
اللتي فيها منفعة لكم وهذا هو السبيل الوحيد الى الله أما من أمراض القلوب اللذين يتبعون المتشابهات فستسلكهم في سبل الشيطان وبعد ذالك ستكفرون بالكتاب كله
وعليكم السلام
حذفأول شيء عندما تقول كتاب الله لم يحرف فيجب أن تحدد لنا ما هو تعريفك لكتاب الله هل هو ورش أم حفص أم قالون أو غيرهم الذي يختلف كل واحد منهم عن الآخرين في العديد من المواضع ؟؟؟ ثانيا عندما تأمرنا بعدم اتباع المتشابه فيجب تحديد مفهوم المتاشبه بدل ترديد نفس دعوى التراث التي تنتقده بأن الله أنزل نصوص تبدوا خاطئة على المؤمن التسليم بها ولو بدى له تناقضها مع بقية النصوص والتي تبقى دعوى لنبذ العقل واتباع النقل المناقضة لجوهر القرآن والمتماشية مع محدودية الأديان البشرية...لأنك حتى لو نجحت في إقناع المؤمنين بعدم التطرق لمثل هذه الأشياء من باب البحث عن الحقيقة القرآنية وتصحيح المصاحف فكيف السبيل لمنع الغير المسلمين من الحديث عنها واسغلالها لضرب اساس عقيدة المؤمنين...كيف سيكون الرد حينها أنها من الأشياء التي نتبعها بدون أن نعقلها دون القدرة على الخوض فيها ؟؟؟؟
على هذا الصعيد هل من الممكن ان تكون الآية الاخيرة من سورة نوح عليه السلام مختلفة {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ "بَيْتِيَ" "مُؤْمِنًا" وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا}
ردحذفويكون بدال {بَيْتِيَ} تكون {بَيۡتِكَ}!
نفس دعوة ابراهيم عليه السلام
{وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ "رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا" وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (36) رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ "بَيۡتِكَ" ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ}
دعوة بجعل البيت الحرام أمن للناس
{مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
لكون هناك اختلاف فالاولى تعني الأمن والثانية تعني الإيمان وهذا ما قد يشير الى ان بيت الله الحرام متواجد من عهد نبي الله نوح عليه السلام
نظريا احتمال تواجد البيت منذ زمن النبي نوح جد وارد...لكن لا أعتقد أنه هو المقصود في خاتمة سورة نوح التي لا يستقيم سياقها مع مفهوم الامن وطلب المغرفة لمن دخل البيت آمنا الذي ينفي أصلا أمن جميع الداخلين
ردحذفوَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا (97) سورة آل عمران
وعدم منطقية حصر الاستغفار في الآمنين عكس لو تعلق الأمر بالإيمان العقائدي أو حتى السلوكي بمفهوم من دخل بيتي مسالما...كما أن صفة الأمن كانت نتاج دعوة النبي إبراهيم وليس ما قبله
والله تعالى أعلم