دلائل وجود نسخ من التوراة والإنجيل مطابقة للقرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


أين التوراة والإنجيل وزبور داوود الغير محرفين يا مسلمين ؟ وهل أوتي المسيح أصلا كتابا يدعى الإنجيل ؟ واقع المخطوطات يثبت عدم وجود هذه الكتب الخرافية إلا في مخيلة شيوخكم الذين اضطرهم الواقع المرير لاقتباس واعتراف القرآن بمصداقية كتاب
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) سورة آل عمران
مليء بالخرافات والتناقضات والأخطاء العلمية والتاريخية...وعدم اقتناع أغلب الناس بنبوءاته المزعومة عن النبي محمد
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) سورة البقرة
إلى الزعم بتحريفه نصيا ووجود نسخ أخرى من التوراة والإنجيل والزبور اختفت آثارها من على وجه الأرض فجأة بدون سابق إنذار ! هكذا ينظر أغلب الغير مؤمنين للأمور في ظل غياب الدليل المادي الذي يثبت العكس ويسكت اتهامات الإعلام المعادي والمنتقد للإسلام وحتى بعدما تم التوضيح في مقال
إثبات صحة الرواية القرآنية خارج نطاق الموروث التاريخي البشري
استحالة نفي وجود نسخ مختلفة من التوراة والإنجيل عما يسمى بالكتاب المقدس عمليا ومنطقيا وإثبات عدم سقوط القرآن في أخطاء العهدين القديم والجديد التي لا تعد ولا تحصى في مقال
هل بالفعل يحتوي القرآن على قصص خرافية ؟
فسيظل المغالطون مصرون على نفي وجود هذه النسخ في غياب الدليل المادي الذي لا يعترفون بسواه لكن فقط عندما يتعلق الأمر بالطعن في الإسلام وتكذيب القرآن الذي لا يجدون أدنى حرج في نسبه لكتب مسيحية من وحي مخيلتهم لا توجد لها ولو إشارة تاريخية بسيطة !
لكن ماذا لو أثبتنا لهم من قلب الكتاب الذي يستشهدون به لإدانة الإسلام اقتباس نصوصه من مصدر مطابق للقرآن وأظهرنا لهم بالدليل كيف تمت عملية التحريف النصي ؟ 
أول ملاحظة في ما يسمى بالكتاب المقدس بعهديه هو كثرة الاختلافات والتناقضات التي نلمسها أحيانا في نفس القصص بل وفي نفس السياقات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اعتماد المؤلف أو المؤلفين على أكثر من مصدر فإن كان الاختلاف وليد السهو وضعف التركيز في البعض الحالات وإسقاط أحداث معاصرة على النصوص في حالات أخرى فإنه يكون في العديد من الأحيان نتاج تعارض المصادر المقتبس منها كما هو الشأن مع عدد كبير من تناقضات الكتاب المقدس الصارخة التي نلمسها من أول إصحاح في سفر التكوين وأبرز وأوضح مثال ذكر خلق الليل والنهار في كل من اليوم الأول
سفر التكوين إصحاح 1
1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ. 2 وَكَانَتِ الارْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. 4 وَرَاى اللهُ النُّورَ انَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا.
واليوم الرابع من الخلق
سفر التكوين إصحاح 1
14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ انْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لايَاتٍ وَاوْقَاتٍ وَايَّامٍ وَسِنِينٍ. 15 وَتَكُونَ انْوَارا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الاصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ 18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما رَابِعا.
طبعا مهما بلغ سوء التأليف والنسيان فلن يصلا بكاتب السفر لدرجة ارتكاب هذا الخطأ والتناقض الفاحش في نفس السياق ومنذ الصفحة الأولى من الكتاب وإنما هو نتيجة حتمية للمزج بين مصدرين مختلفين ومتضاربين... ولتقريب الفكرة أكثر سأضرب المثل بتناقض مشابه من كتب التفسير المذهبية التي زعمت نجاة وهلاك زوجة نوح في نفس التفسير
تفسير الجلالين
فيحملهما في السفينة { وأهلك } أي زوجته وأولاده { إلا من سبق عليه القول } أي منهم بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة
بسبب اعتماد مصدرين مختلفين أحدهما يزعم نجاة وصلاح امرأة نوح
سفر التكوين إصحاح 7
13 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَاةُ نُوحٍ وَثَلاثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ الَى الْفُلْكِ
والثاني يؤكد العكس
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) سورة التحريم
اللادينيون يعتبرون سفر التكوين مجرد اقتباس لأساطير بلاد النهرين وهم محقون في ذلك بدرجة كبيرة فالمتأمل في بعض تفاصيل قصة التكوين اليهودية
سفر التكوين إصحاح 1
2 وَكَانَتِ الارْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 5 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا. 6 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». 7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذَلِكَ. 8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَانِيا. 9 وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ الَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 10 وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ ارْضا وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارا. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا. 14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ انْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لايَاتٍ وَاوْقَاتٍ وَايَّامٍ وَسِنِينٍ. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الاصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 19  وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما رَابِعا.
سيجدها مجرد تجسيد لتفاصيل وتسلسل قصة الخلق السومرية التي زعمت انبثاق كل شيء من الماء وانفصال السماء والأرض عن بعضهما البعض قبل ظهور القمر والشمس بغض النظر عن اختلاف بعض التفاصيل الثانوية
في البدء كانت الإلهة (نمو) لوحدها ، وهي المياه الأولى التي إنبثق منها كل شيء ، ثم أنجبت ولداً ذكراً (آن) إله السماء ، وأنثى (كي) آلِهة الأرض ، وكانا ملتصقين ببعضهما وغير منفصلين عن أمهما نمو ، وحدث آن تزوج (أن) من أخته ( كي) وأنجبا إله الهواء (أنليل) والذي بقوته الجسدية حرر إلتصاق أمه وأبوه عن بعضهما فصار ابوه السماء وأمه صارت الأرض ، ثم أنجب أنليل (نانا) إله القمر ، والذي بدوره أنجب (أوتو) إله الشمس 
ووفقا لهذا التسلسل والتفاصيل الذي أضافها مؤلف السفر فقد جاء خلق الشمس والقمر متأخرا شيئا ما وهو استلزم وضعه في اليوم الرابع من التكوين اليهودي لكن بما أنه قام بتقسيم مراحل الخلق إلى أيام أرضية بمساءها وصباحها فقد اضطر لذكر فصل النور عن الظلام وخلق الليل والنهار منذ اليوم الأول
سفر التكوين إصحاح 1
4 وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا.
لاستحالة تحديد الأيام في منطقه البدائي من دون ليل ونهار...لنجد انفسنا أمام السؤال الأهم ما الذي أجبر كاتب سفر التكوين على اعتماد فكرة خلق السماوات والأرض في ستة أيام ؟ 
سفر التكوين إصحاح 1 
31  وَرَاى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَاذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما سَادِسا.
ومن أين جاء أصلا بهذه الفكرة المتعارضة جملة وتفصيلا مع رواية الخلق السومرية التي اعتمد تفاصيلها في المقام الأول ؟ منطقيا لو كان مصدر سفر التكوين الوحيد هو أساطير بلاد الرافدين لما كانت هناك حاجة لإضافة ما يتعارض مع نصوصه ولأحتفظ اليهود بنفس صيغة القصة الأصلية مع بعض التغييرات الطفيفة كما مع حدث مع أسطورة الخلق البابلية وبقية أساطير بلاد ما بين النهرين المستمدة جميعها من الرواية السومرية وهو ما يثبت وجود مصدر ديني ثاني ألزم إضافة فكرة خلق السماوات والأرض في ستة أيام
ولفهم واستيعاب الحالة أكثر وجب العودة لنصوص القرآن التي أعطت لمحة عن مخترعي النصوص البشرية المنسوبة للتوراة الذين وصفتهم بالأميين بمعنى الجهلة بمحتوى كتاب الله والذين كانوا يعتمدون في تقصي المعلومات في المقام الأول على الظن
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ (79) سورة البقرة 
وهو ما يعطي فكرة واضحة عن الظروف التي نشأ فيها التناخ الذي تم تأليفه من طرف أناس كانوا يجهلون المحتوى العام للتوراة ويعتمدون في الأساس على قصص الخلق المتعارفة في مجتمعهم المعاصر (بلاد الرافدين) مع إضافة بعض القصص والمعلومات والأصداء التوراتية التي كانت متداولة ومعلومة لدى عامة الناس ومن بينها فكرة خلق السماوات والأرض في ستة أيام
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (59) سورة الفرقان
وهو ما ألزم كاتب سفر التكوين على إقحامها في قصة الخلق والذي اعتقد بجهله ومنطقه الساذج أنها نفس أيامنا الأرضية بليلها ونهارها وصباحها ومساءها
سفر التكوين إصحاح 1
5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا.
وهو ما أجبره على ذكر فصل الظلمة والنور ونشأة الليل والنهار منذ اليوم الأول وأيضا في اليوم الرابع الذي خلق فيه القمر والشمر حسب الرواية السومرية المعتمدة وهو ما تسبب في التناقض السالف الذكر...الظاهرة التي سنلمسها في مختلف مواضع الكتاب المقدس بدأ من قصة النبي نوح وندم الإله المزعوم على خلق الإنسان وإصراره على إهلاك كل نفس حية على وجه الأرض
سفر التكوين إصحاح 6
5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».
وفي نفس الوقت حرصة على تنجيه نوح وأولاده
8 وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9 هذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10 وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14 اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ.
لإعادة إعمار الأرض من جديد واستمرار الجنس البشري وباقي الدواب التي أمر بإبادتها !
 19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 20 مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا.
والسبب بطبيعة الحال هو الاقتباس من قصة الخلق السومرية البابلية المصممة على مقاس أكثر من إله والتي لعب فيها بعضهم دور المنقذ ضد رغبة بقية الآلهة المصممين على إهلاك الجنس البشري
عكس عمر نوح المزعوم مثلا
سفر التكوين إصحاح 9
28 وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
الذي لا نجد له حس ولا أثر في قصص بلاد الرافضين...بل في نصوص القرآن بلفظ قد يوحي بنفس المدة
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) سورة العنْكبوت
بغض النظر هل الاستثناء متصل أو منفصل للدلالة على خمسين عاما زائدة فوق الألف سنة...طبعا لو سألنا أصحاب النظرة الأحادية أي النصين مقتبس من الآخر سيرمون بمقولتهم الجاهزة بدون تردد أن مؤلف القرآن قام بالاقتباس الأعمى كالببغاء لنفس الأخطاء التي اقتبسها اليهود من الرواية السومرية البابلية أو التفاصيل التي أضافوها من عندهم
رغم كونهم هم المرددون بشكل سطحي لنفس المغالطات المستهلكة الفاقدة لعين الموضوعية والإنصاف...وأننا لو وضعنا النصين أمام من ينظر للأمور بحياد مطلق ولا يجعل من التسلسل الزمني الحكم الوحيد في المقارنة فسيخلص إلى اقتباس النص اليهودي من القرآن أو بالأحرى من مصدر آخر مطابق للقرآن لسبب بسيط وهو ضعف احتمالية سوء فهم المؤلف الافتراضي للقرآن وخلطه بين مدتي عمر نوح ومكوثه في قومه المذكورتين بوضوح تام في نفس الجملة
سفر التكوين إصحاح 9
28 وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
حيث لا يوجد عاقل سيختلف في كون مدة المكوث في النص هي 650 سنة وليست 950...في المقابل من المرجح بل من الجد وارد أن يتم فهم العبارة القرآنية بشكل خاطئ على أنها عمر النبي نوح وبالأخص إن تم إسقاط كلمة فيهم
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
وهو ما سيتجلى بشكل أوضح عند الاطلاع على باقي الاختلافات التي تنفرد بها القصة القرآنية كفساد امرأة نوح السالف الذكر...أو هلاك ابنه المجهول في الرواية اليهودية
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) سورة هود
وبالأخص النظرة العامة للطوفان على أنه مجرد عقاب محلي مخصص لعصاة القوم
فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) سورة الأَعراف
من دون المؤمنين
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) سورة هود
لا يختلف في شيء عن العقوبات الظرفية لباقي الأمم كدمار قوم لوط المذكور أيضا في سفر التكوين
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) سورة ق
بعد الحرص الشديد على دعوتهم إلى التوبة والإيمان
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) سورة نوح
والأهم من ذلك كله أن نوح كان رسولا لهداية الناس وإنقاذهم من العذاب المحتمل
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) سورة نوح
وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا مع الفكرة العامة لبقي النسخ التي صورت الطوفان كعقاب إلهي محتوم للتخلص من البشر وأن نوح مجرد شخص صالح أشفقوا عليه وقرروا إنقاذه وعائلته من دون البقية لإعادة إعمار الأرض من جديد
ليبقى السؤال المطروح من أين جاء القرآن بهذه الأفكار والتفاصيل المنفردة والمختلفة عن النسخة التقليدية المتواترة بين مختلف حضارات المنطقة ؟ لماذا لم يسقط في نفس الخطأ العلمي الشائع آنذاك بالزعم بعالمية الطوفان الذي يوجد أكثر من دليل على حدوثه تاريخيا في نطاق جغرافي واسع باعتراف اللادينيين
قد يقول قائل أن السبب هو تجسيد القرآن للطفرتين العلمية والفكرية لزمانه التي قامت بتصحيح الجوانب الخرافية للقصص السابقة...لكن المشكلة أن حتى الروايات المنسوبة للإسلام التي ألفت قرون من بعده قد تبنت نفس أخطاء الرواية البابلية اليهودية التي حاولت إسقاطها على القرآن...وحتى إن حاول البعض إقناع النفس أنها مجرد تفاصيل تمت إضافتها من وحي الخيال فكيف يمكن تفسير وجود نفس حالات التناقضات الناتجة عن اختلاف المصادر المقتبس منها حتى في قصص الأنبياء المنسلخة عن أساطير بابل وسومر...وكمثال واضح الزعم بإنجاب النبي إبراهيم لإسماعيل قبل إسحاق
سفر التكوين إصحاح 17
17 فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْنًا. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ». 16 كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.
سفر التكوين إصحاح 21
5 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.
لنتفاجأ بوصف إسحاق بوحيد إبراهيم في نفس السفر !
سفر التكوين إصحاح 22
1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!» فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2 فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».
البعض حاول تفسير الأمر بعدم تواجد إسماعيل مع إبراهيم بسبب هجرته مع والدته إلى أرض فاران أو أن القصد وحيد إبراهيم من زوجته سارة لكن لو اعتمدنا حرفية النص بدون تعسف وتحيز للفكرة المسبقة فسنخلص إلى حقيقة واحدة وهي كون إسحاق بكر إبراهيم بكل بساطة...والذي إن بدا للوهلة الأولى مجرد سوء تعبير أو قراءة شاذة ناتجة عن السهو وإغفال مؤلف النص لشخصية إسماعيل...فسرعان ما سنجد ما يعززها بشكل واضح وصريح في نصوص القرآن التي توحي قراءتها المتجردة المتجاهلة لإسماعيل عند الحديث عن ذرية إبراهيم في أكثر من موضع
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) سورة الأَنعام
أن إسحاق هو بالفعل بكر إبراهيم الذي لم يسبق له الإنجاب من قبله
قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) سورة الحجر
باستثناء نص وحيد في سورة إبراهيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
تم تقديم ما يكفي من الأدلة في مقال
على تحريف محتواه الأصلي بنسبة شبه مؤكدة وتبديل اسم يعقوب بإسماعيل
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
لنجد أنفسنا أمام نفس حالة تناقض سفر التكوين الناتج عن اعتماد مصدرين متعارضين رغم ندرة التحريف النصي في المصاحف الموروثة (الشبه منعدم) مقارنة بتناقضات الكتاب المقدس التي لا تعد ولا تحصى...فإن كانت فكرة أبوة إبراهيم لإسماعيل معلومة الأصل والمصدر فتبقى علامة الاستفهام الكبرى بخصوص مصدر بكورة إسحاق سواء في القرآن وبالخصوص في سفر التكوين ؟؟؟ والتي لا يوجد لها من تفسير منطقي سوى وجود مصدر أكثر قدم منهما معا...وهنا لا ينفع الزعم بتبني القرآن لفكرة بكورة إسحاق انطلاقا من النص الشاذ الذي وصفه بوحيد إبراهيم (الذي لم يسبق أن فهم على هذا النحو على حد علمنا) والذي لم نكن بدورنا لنستنتج دلالته الحقيقية من دون إدراكنا لمسألة بكورة إسحاق من القرآن...وتجاهل القرآن للفكرة الشائعة والأكثر شعبية والتي تم تفصيلها في مجموعة من النصوص القطعية في بنوة وبكورة إسماعيل
سفر التكوين إصحاح 17
23 فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَهُ، وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ، وَجَمِيعَ الْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ. 26 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ.
وبالتالي وجب الكف عن تبني نفس السردية المستهلكة التي تسلم باقتباس القرآن من المصادر المتعارفة وتتجاهل باقي الاحتمالات الممكنة...واعتماد الحياد المطلق عند المقارنة بين نصوص القرآن والكتاب المقدس كما هو الشأن بالنسبة لهوية أخت موسى الكبرى التي جعلت في المنابر المنتقدة للإسلام من أشهر المواد الدسمة للجزم ببشرية القرآن واتهامه بالخلط بينها وبين أم المسيح...والتي عندما تعرض في إطار اصطفائي  ومتحيز يدعي جهل القرآن بشخصية أخت موسى فقد تبدو ذات حجية دامغة على بشرية القرآن
لكن بقليل من التعمق سيتجلى مدى حجم المغالطة وسعيها لتضليل الناس عن التفاصيل الفارقة كذكر القرآن الصريح لأخت موسى الكبرى
 إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ (40) سورة طه
الدال على عدم خلطه بين الشخصيتين...فعندما تنظر لنبرة الثقة في أقوال طارحي الشبهة يخيل لك أن اسم مريم يملأ نصوص التناخ وأنها من الشخصيات المحورية مثل موسى وهارون وليست مجرد شخصية جد ثانوية مذكورة بشكل موجز في مواضع معدودة على رؤوس الأصابع من جد المحتمل أن تكون قد أضيفت في مراحل جد متأخرة في غياب المخطوطات الكاملة للتناخ قبل القرن الرابع الميلادي عكس ما يزعمون
وبالأخص عندما نكتشف في بداية قصة موسى في سفر الخروج نفس الصيغة القرآنية المكتفية باسمي موسى وفرعون والمتجاهلة لأسماء والدة وأخت موسى وامرأت فرعون التي تم استبدالها بابنة فرعون
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) سورة القصص
حيث يلاحظ تجاهل أسماء نفس الأطراف بالإضافة لاسم والد موسى رغم حرص كاتب السفر على ذكر بقية الأسماء كجده المزعوم لاوي
سفر الخروج إصحاح 2
1 وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، 2 فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا. وَلَمَّا رَأَتْهُ أَنَّهُ حَسَنٌ، خَبَّأَتْهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. 3 وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ. 4 وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 5 فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ. 6 وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِي. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ». 7 فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» 8 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ9 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ. 10 وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ». 11 وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ
حيث يلاحظ مدى التشابه الكبير مع القصص القرآني
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) سورة القصص
وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ
 إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ (40) سورة طه
فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟»
الدال على الاعتماد بنسبة كبيرة على نفس المصدر المطابق للقرآن مع بعض التفاصيل الإضافية كاسم جد موسى المأخوذ من سفر التكوين
سفر التكوين إصحاح
 34 وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: «الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «لاَوِيَ».
وهو ما يثبت جهل الكاتب الأصلي للسفر بأسماء والدي وأخت موسى التي كان بالإمكان إضافتها كالآتي
وَذَهَبَ عَمْرَامُ ابْن قَهَاتَ وَأَخَذَ يُوكَابَدَ بِنْتَ لاَوِي ، فَحَبِلَت يُوكَابَدُ وَوَلَدَتِ ابْنًا...وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مَرْيَمُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ.
مثلما قام بتعريف ملك مصر باسم فرعون في إطار نفس السياق
سفر الخروج إصحاح 1
18 فدعا ملك مصر القابلتين وقال لهما: «لماذا فعلتما هذا الأمر واستحييتما الأولاد؟» 19 فقالت القابلتان لفرعون: «إن النساء العبرانيات لسن كالمصريات، فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة».
وهو ما يوحي بعدم وجود هذه الأسماء في النسخة الأصلية من القصة وإضافتها في مراحل لاحقة...وما يزيد في تأكيد الطرح الغياب التام لوالدي موسى في تتمة القصة واقتصار ذكر اسميهما المزعومين بشكل موجز في النصوص المخصصة لشجرة الأنساب التي يلاحظ تجاهلها لاسم مريم في تتمة سفر الخروج 
سفر الخروج إصحاح 6
20 وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً.
الذي يزيد في تأكيد جهل الكتبة الأوائل للسفر بهذا الاسم واعتبار أخت موسى الكبرى مجرد شخصية ثانوية لا تستحق الذكر والتسمية...ليظهر اسم مريم فجأة بدون سابق إنذار في موضع وحيد في سفر الخروج في إطار غريب يصفها بالنبية ويكتفي بذكر أخوتها لهارون من دون موسى ! والذي للمفارقة هو نفس النص الذي زعموا اقتباس القرآن منه !
دون أن يسألوا أنفسهم لماذا وصفت بأخت هارون وليس أخت موسى الشخصية المحورية في القصة !؟ لتختفي مجددا عن أهم أحداث القصة سواء في سفر الخروج أو سفر اللاويين قبل أن تظهر في سفر العدد في أحد القصص القصيرة
سفر العدد إصحاح 12
1 وتكلمت مريم وهارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها، لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية.
أعقبه ذكر موجز لوفاتها في تتمة السفر
سفر العدد إصحاح 20
1 وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ، الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا، إِلَى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَأَقَامَ الشَّعْبُ فِي قَادَشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ.
مع إضافتها في شجرة الأنساب عكس سفر الخروج
سفر العدد إصحاح 26
59 وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاَوِي الَّتِي وُلِدَتْ لِلاَوِي فِي مِصْرَ، فَوَلَدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.
لاحظوا لفظ أختهما في آخر الجملة التي تبدو زيادة بدون معنى لبديهية الأمر من خلال ما سبقها...والذي يظهر حرص الكاتب على ترسيخ فكرة حديثة وغريبة على النصوص الأصلية...وبأن مصدر الفكرة هو النص الشاذ في سفر الخروج...تصوروا أن أول نص قام بتعريف اسم أخت موسى الكبرى لم يشر لأخوتها لموسى !
سفر الخروج إصحاح 15
20 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21 وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».
والأعجب من ذلك أنه وصفها بالنبية ! رغم عدم وجود أي دليل في نصوص التناخ على هذه النبوءة المزعومة مثل الدلائل على نبوءة هارون
سفر الخروج إصحاح 7
1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ. 2 أَنْتَ تَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ، وَهَارُونُ أَخُوكَ يُكَلِّمُ فِرْعَوْنَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ.
مما اضطر اليهود لاختراع قصة خارج نطاق النصوص تزعم تسمية مريم بالنبية لتنبئها بإنجاب أمها لمخلص شعب إسرائيل وأن السبب في وصفها بأخت هارون بدل أخت موسى هو حدوث النبوءة قبل ولادة هذا الأخير !
لكن في الواقع أنه لا يوجد في سفر الخروج ما يثبت أن مريم المذكورة في الإصحاح 15 هي نفسها أخت موسى الكبرى المذكورة في بداية السفر...لو لم يتم تدارك الأمر في سفر العدد...وأن أقرب النساء لتسمية مريم النبية هي أم المسيح
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (58) سورة مريم
وهو ما يوحي باقتباس الوصف من قصة هذه الأخيرة وإسقاطه على أخت موسى الكبرى سواء عن عمد لنفي صفة النبوءة والصلاح عن أم المسيح
وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) سورة النساء
أو عن جهل بخلط هوية أخت هارون الكبرى الغير شقيقة من الأم (شأنها شأن موسى)
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي (150) سورة الأَعراف
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي (94) سورة طه
كما سبق التوضيح
مع أخته الصغرى الغير شقيقة من أبيهما عمران الذي تبين في آخر المطاف أنه لقب من ألقاب إسرائيل الدال على طول تعميره في الأرض
وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ (11) أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ (37) سورة فاطر
كما سبق التفصيل في مقال
وأن إسرائيل كان من أبناء نوح الذين حملوا معه في الفلك المشحون
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ (3) سورة الإسراء
وليس نبي الله يعقوب...الكذبة التي سنلمس جذورها في نصوص التناخ من خلال ما أسفرت عنه من تخبط وتناقضات...كالتناقض الصارخ بين أمر الإله بإلغاء اسم يعقوب وتبديله باسم إسرائيل
سفر التكوين إصحاح 35
10 وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ اسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ اسْرَائِيلَ
واستمرار استعمال نفس الإله المزعوم لاسم يعقوب عند سرده لمختلف أطوار القصة بما في ذلك اللحظات الأخيرة من حياته التي قام فيها بتوصية أبنائه !
سفر التكوين إصحاح 49
33 وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.
تماما مثلما جاء في القرآن
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ (133) سورة البقرة
وهو ما يثبت تطابق مصدر القرآن والتناخ في هذه النقطة...عكس مسألة تبديل اسم يعقوب لإسرائيل التي لا نجد لها حس ولا أثر في نصوص القرآن...لنجد أنفسنا أمام السؤال المحير هل قام مؤلف أو مؤلفو القرآن المفترضين بتغيير هوية إسرائيل ونقله لزمن الطوفان من وحي خيالهم...رغم عدم منطقية السعي لمخلفة جمهور اليهود والنصارى الذين سعوا لإقناعهم بدينهم الجديد بدون سبب ! أم أن القرآن قام بتصديق أحد المصادر المفقودة في زمننا المعاصر ؟ الجواب في التناخ الذي يوحي تضارب معلوماته في المسألة بفرض الفكرة على النصوص المقتبسة من التوراة الأصلية في الغالب بسبب الاستنتاج الخاطئ الذي وقع فيه أيضا فئة من أتباع القرآن لخلطهم بين أبناء يعقوب وبني إسرائيل بسبب تزامن إقامتهم بمصر وتطابق عدد أسباط بني إسرائيل
وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا (160) سورة الأَعراف
مع عدة أبناء يعقوب
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا (5) سورة يوسف
وهو ما نلمسه في تعارض النصوص المتحدثة عن مدة مكوث بني إسرائيل في مصر التي تمت إضافتها لإيهام الناس بطول الأمد بين أولاد يعقوب وبني إسرائيل في زمن موسى
سفر الخروج إصحاح 1
6 وَمَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ اخْوَتِهِ وَجَمِيعُ ذَلِكَ الْجِيلِ. 7 وَامَّا بَنُو اسْرَائِيلَ فَاثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمُوا وَكَثُرُوا كَثِيرا جِدّا وَامْتَلاتِ الارْضُ مِنْهُمْ.
التي من جهة تزعم بداية استعباد المصريين لهم في زمن فرعون موسى
سفر الخروج إصحاح 1
8 ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 9 فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو اسْرَائِيلَ شَعْبٌ اكْثَرُ وَاعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلا يَنْمُوا فَيَكُونَ اذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ انَّهُمْ يَنْضَمُّونَ الَى اعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الارْضِ». 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِاثْقَالِهِمْ
ومن جهة أخرى تدعي استعبادهم طيلة مدة إقامتهم بمصر !
سفر التكوين إصحاح 15
13 فَقَالَ لابْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينا انَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبا فِي ارْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ ارْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.
المختلف فيها أصلا !
سفر الخروج إصحاح 12
40 وَامَّا اقَامَةُ بَنِي اسْرَائِيلَ الَّتِي اقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ ارْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.
مما يدل على كونها مجرد اجتهادات وترقيعات بشرية لا تستند على مصدر ثابت كما هو الشأن مع نبأ أصحاب الكهف
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) سورة الكهف
تمت إضافتها بشكل عشوائي في الغالب بعد ملاحظة الناس لثغرات القصة واستحالة أن يكون قهات جد موسى المزعوم
سفر الخروج إصحاح 6
18 وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. 20 وَاخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى.
من شرذمة المهاجرين القادمين من أرض كنعان !
سفر التكوين إصحاح 46
8 وَهَذِهِ اسْمَاءُ بَنِي اسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا الَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. 11 وَبَنُو لاوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي.
وهو ما تسبب في تناقض الأعمار المفترضة
سفر الخروج إصحاح 6
18 وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ قَهَاتَ مِئَةً وَثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 20 وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً.
سفر التثنية إصحاح 34 
وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ.
133+137+120=390
مع مدة المكوث المقترحة
سفر الخروج إصحاح 12
40 وَامَّا اقَامَةُ بَنِي اسْرَائِيلَ الَّتِي اقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ ارْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.
ثم بدأ نساخ التناخ يقحمون شيئا فشيئا اسم إسرائيل إلى جانب يعقوب بالذات في النصوص المتحدثة عن ذريته (بني إسرائيل المفترضين) كما يتجلى بكل وضوح على سبيل المثال في قول
سفر التكوين إصحاح 49
1 وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. 2 اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ: 
الذي تبدو فيه العبارة الأخيرة مجرد حشو وتكرار بدون معنى ولا إضافة لفرض اسم إسرائيل إلى جانب يعقوب...كان بالإمكان تركيبه بطريقة أقل ركاكة
اجْتَمِعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى أَبِيكُمْ إِسْرَائِيلَ
وفي الغالب عندما بدأ الناس يتساءلون عن سبب غياب اسم إسرائيل في المراحل الأولى من قصة يعقوب واقتصاره على الجزء المخصص لأبنائه...تم اختراع وإضافة قصة من وحي الخيال تروي تفاصيل تبديل الاسم قبيل النصوص التي ورد فيها اسم إسرائيل
سفر التكوين إصحاح 35
6 فَاتَى يَعْقُوبُ الَى لُوزَ الَّتِي فِي ارْضِ كَنْعَانَ (وَهِيَ بَيْتُ ايلَ) هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ. 7 وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا وَدَعَا الْمَكَانَ «ايلَ بَيْتِ ايلَ» لانَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ اخِيهِ. 8 وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ ايلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ فَدَعَا اسْمَهَا «الُّونَ بَاكُوتَ». 9 وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ ايْضا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ ارَامَ وَبَارَكَهُ. 10 وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ اسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ اسْرَائِيلَ.
دون الأخذ بعين الاعتبار تناقض الأمر الإلهي المزعوم مع استمرار استعمال اسم يعقوب في مختلف مواضع الكتاب المقدس...ليضطروا للسقوط في تناقض آخر أشد فظاعة غالبا بسبب سؤال الناس عن سبب تسمية يعقوب بإسرائيل فقاموا بحشو قصة أخرى في نفس السفر بتفاصيل مختلفة تعطي دلالة للتسمية
سفر التكوين إصحاح 32
22 ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَاخَذَ امْرَاتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَاوْلادَهُ الاحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23 اخَذَهُمْ وَاجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَاجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ انْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَاى انَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «اطْلِقْنِي لانَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لا اطْلِقُكَ انْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27 فَسَالَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ اسْرَائِيلَ لانَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
وهو ما يجلي بكل وضوح أنها مجرد فكرة دخيلة تم فرضها بالتدريج على نصوص التناخ الذي لم يكتفي مؤلفيه بنسب هوية إسرائيل ليعقوب بل جعلوا له أيضا أخا توأما يدعى عيسو !
سفر التكوين إصحاح 25
24 فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ25 فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ».
لا نجد له ولو إشارة في القرآن
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) سورة هود
والذي إن بدا للبعض مجرد إغفال ناتج عن الجهل بتفاصيل الكتاب المقدس وأن مؤلف القرآن لم تصله أصداء عن عيسو الأقل شهرة من يعقوب...فسرعان ما ستسقط الفكرة عند بيان تبني القرآن هنا أيضا لفكرة مختلفة ومستقلة كليا بإيحائه في أكثر من نص بأن يعقوب كان شقيق إسحاق الأصغر 
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (84) سورة الأنعام
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) سورة مريم
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (27) سورة العنكبوت
وليس ولده
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) سورة هود
ويزيد في تأكيد تصديقه لأحد المصادر المختلفة عن التناخ الذي اضطر كتابه لاختراع شخصية عيسو لملأ فراغ الأخ الأكبر إسحاق في ما تم تواتره من قصص وأصداء توراتية بدأ من تسمية يعقوب الدالة على التعقب الذي لا يمكن أن يكون إلا بين الإخوة المتقاربين في السن
ليبقى السؤال المحير لماذا قاموا بتبديل شخصية إسحاق بعيسو وجعل إسحاق والد يعقوب ! ببساطة بسبب جهلهم اللغوي وخلطهم بين المعاني المشتركة لنفس اللفظ ووقعوهم في نفس الخطأ الذي وقع فيه عدد من متدبري القرآن بخلطهم بين الأبوة العرقية والأبوة المعنوية بمفهوم الإرشاد والسلفية الدينية
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) سورة الأحزاب
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (78) سورة الحج
في خطاب يعقوب لبينه
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) سورة البقرة
وهو ما يثبت وجود نفس المقولة في التوراة الأصلية...والذي رسخ فهمها الخاطئ فكرة إنجاب إسحاق ليعقوب التي هيمنت على نقيضتها وفرضت تبديل شخصية إسحاق بعيسو
البعض قد يتهمني بالتكلف خصوصا المتشبثين بالفكرة التقليدية لاقتباس القرآن من الكتاب المقدس...ويغض النظر عن جل ما تم عرضه ويدعي أنها مجرد اجتهادات شخصية متحيزة للفكرة المسبقة بحتمية وجود نسخ من التوراة والإنجيل مطابقة للقرآن...لا تمثل بالضرورة وجهة نظر كاتب أو كتاب القرآن...لكن عندما نكتشف في باطن القرآن نفسه مجموعة من الدلالات العددية الواضحة المعالم وضعت خصيصا لتعزيز نفس الأفكار المخالفة لثوابت الكتاب المقدس وأن تتم صياغة القصص والسور والجمل ووضعها في ترتيب معين لتثبت لنا على سبيل المثال العلاقة الواضحة بين نوح وإسرائيل
والرابط الصريح بين إسرائيل ومريم
وأن يتم التأكيد على أخوة مريم للنبي هارون
فلم يعد هناك مجال للمكابرة والتشكيك في تبني القرآن لسردية مختلفة كليا عن السردية اليهودية المسيحية لا يوجد لها من تفسير منطقي سوى تصديق القرآن لكتب لم يعد لها وجود في زمننا المعاصر...لعدم منطقية السعي لإقناع جمهور أهل الكتاب المعاصرين لزمن القرآن بتحريف قصص أشهر شخصياتهم بصيغة تجعلها تبدو ضربا من الجنون والخيال...بعد قيامه بالتأكيد على صحة صيغتها التوراتية والإنجيلية المعاصرة لزمن ظهور القرآن !!!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ (47) سورة النساء
الحقيقة التي أدركها بعض المستشرقين المعاصرين الذين زعموا استلهام القرآن من إنجيل العبرانيين المفقود...دون الحديث عن اتهامهم له بالاقتباس مما يصفه المسيحيون بالأناجيل الغير القانونية التي تتقاطع مع القرآن في بعض التفاصيل الغائبة عن الأناجيل الأربعة كقصة ولادة مريم
حدث في اليوم الثالث من المسير تعبت مريم في الصحراء بسبب حرارة الشمس الشديدة جدا فقالت ليوسف : وقد رأت نخلة دعني أرتاح قليلا في ظل هذه النخلة فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار النخلة وأنزلها  عن دابتها وألقت مريم نظرها إلى رأس النخلة وقد جلست وإذا رأته ممتلئا ثمرا قالت ليوسف : أريد إن كان ذلك ممكنا في الحصول على بعض ثمار النخلة فقال لها يوسف : استغرب كيف يمكنك الكلام هكذا فأنت ترين كم سعف النخلة مرتفعا أما أنا فقلق جدا بسبب الماء لأن جلودنا جفت الآن وليس لنا شيئا لنشرب منه نحن وأبقارنا عندها قال الطفل يسوع الذي كان في ذراعي العذراء مريم أمه للنخلة : أيتها النخلة إحني أغصانك وأطعمي أمي من ثمارك فأحنت النخلة على الفور لصوته رأسها حتى قدمي مريم وجمعوا
التي زعموا اقتباسها بدورها من الرواية البوذية
لكن بقليل من التمعن سنلاحظ الآتي تقاطع القرآن مع الرواية البوذية واختلافه مع الإنجيل المنحول في مسألة تواجد خطيب الأم
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) سورة مريم
توجهت مايا في رحلة لزيارة والديها. في طريقها شاهدت بستان جميل من لومبيني. فخرجت فترة من الوقت لكسر السفر فبدأت بالتجول ثم جاءت تحت شجرة سال كبيرة.
تعبت مريم في الصحراء بسبب حرارة الشمس الشديدة جدا فقالت ليوسف : وقد رأت نخلة دعني أرتاح قليلا في ظل هذه النخلة فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار النخلة 
تقاطعه مع الإنجيل المنحول واختلافه مع الرواية البوذية في جنس الشجرة
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ (23) سورة مريم
فخرجت فترة من الوقت لكسر السفر فبدأت بالتجول ثم جاءت تحت شجرة سال كبيرة
وقد رأت نخلة دعني أرتاح قليلا في ظل هذه النخلة فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار النخلة 
واختلافه مع الروايتين معا في تفاصيل الإمساك بالجدع الذي امسكت به الأم قبل إنجاب الولد في الرواية البوذية وأمسكت به بأمر من المولود في القرآن بينما انحنى لها في النص المنحول بأمر مباشر من يسوع دون أن تقوم بلمسه
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) سورة مريم
 ما إن وصلت هناك حتى شعرت بآلام الولادة. فأمسكت بأحد فروع شجرة السال فأنجبت الطفل
عندها قال الطفل يسوع الذي كان في ذراعي العذراء مريم أمه للنخلة : أيتها النخلة إحني أغصانك وأطعمي أمي من ثمارك فأحنت النخلة على الفور لصوته رأسها حتى قدمي مريم وجمعوا
وهو ما ينفي نفيا قطعا فرضية أن يكون الإنجيل المنحول همزة وصل بين القرآن والسردية البوذية ويثبت حتمية وجود مصدر آخر مفقود احتفظ فيه بنفس فكرة غياب خطيب الزوج الواردة في النص البوذي والمخالفة للإنجيل المنحول وفي نفس الوقت قام بتبني نفس جنس الشجرة الوارد في النص المنحول والمتغير في النص البوذي وبالنظر إلى اختلاف القرآن عن الروايتين معا في مسألة الجدع فمن المرجح أن يكون هذا المصدر (الإنجيل الأصلي) سابق للبوذية نفسها وأن يكون المسيح عيسى بن مريم أقدم بكثير من الحقبة المنسوب إليها شأنه شأن جل الأنبياء كما سبق التوضيح في مقال
اللادينيون ينطلقون دوما من فكرتهم المسبقة وتحيزهم العاطفي بحتمية اقتباس الأديان الإبراهيمية من الحضارات الوثنية الأقدم آثارا ويرفضون النظر ولو للحظة إلى الاحتمالية الجد واردة بأن يكون العكس هو الصحيح وأن الوثنيين من حولوا الأنبياء إلى آلهة
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا (80) سورة آل عمران
كما هو الشأن مع براهما إله الهندوس
وأن يكون النصف إله البابلي أونيس الذي يظهر في شكل بشر مغطى بسمكة
مجرد تجسيد للبوث النبي يونس في بطن الحوت
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) سورة الصافات
ونفس الشيء بالنسبة للملائكة
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) سورة سبأ
كمثال بارز الإله الوثني مولك الإله المرعب المرتبط بالنار لدرجة جعل تمثاله على شكل فرن كبير تلقى فيه القرابين البشرية
والذي تم النهي عن عبادته في نصوص التناخ
سفر اللاويين إصحاح 18
 وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلاَّ تُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.
ألا يذكركم ذلك بشيء ؟ ألا يذكركم اسم مولك باسم مالك خازن جهنم في النص القرآني ؟
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) سورة الزخرف
ألا يجسد الفرن الناري الذي كان تلقى فيه القرابين البشرية نفس فكرة جهنم ؟
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) سورة البقرة
ألا يجسد الرعب الشديد من الإله مولك لدرجة تقديم الأطفال (أعز ما لدى الإنسان) كقرابين نفس درجة الخوف والهاجس من الخلود في نار جهنم ؟
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) سورة المعارج
فمولك ببساطة هو النطق الكنعاني للفظ ملك
اسم كنعاني معناه "ملك" (لا 18: 21) مولوك (أع 7: 43) ويُسَمَّى ملكوم أي ملككم (1 مل 11: 5؛ صف 1: 5) هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. يقول الربيون أن ضمنه كان من نحاس جالسًا على عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه إكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون في التجويف نارًا حامية جدًا حتى إذا بلغت حرارة الذراعين إلى الحمرة وضعوا عليها الذبيحة فاحترقت عاجلًا.
الذي هو نفس اللفظ الوارد في النسخة الأقدم من المصاحف الخالية من التشكيل قبل إضافة الألف
وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ (77) سورة الزخرف
ويتحول لفظ ملك المشير لجنس الخازن المخاطب إلى اسم فرد يدعى مالك !
وهنا وجب التوقف عند نقطة بالغة الأهمية وهي غياب فكرة وجود ملائكة الجحيم في الموروث اليهود والمسيحي الذي تلعب فيه الشياطين دور خزنة النار...وهو ما يلغي احتمالية أن يكون الكتاب المقدس أو غيره من المصادر اليهودية المسيحية المتعارفة صلة الوصل بين الإله مولوك وملك جهنم...أتدرون ماذا يعني ذلك ؟ أن هناك نص كنعاني سباق لكتابة التناخ وردت فيه نفس القصة القرآنية التي تحول فيها مولوك (ملك) مع مرور الزمن من خازن نار الجحيم إلى إله يرمز للنار في الحياة الدنيا...ليبقى السؤال المطروح لدعاة سبق الوثنية عن التوحيد من الأقرب للواقع أن يستمد لفظ الملائكة من اسم إله وثني مجهول المصدر يرمز للتعذيب بالنار دون أن ترتبط الملائكة بعذاب النار في أي نص من النصوص الدينية قبل ظهور القرآن ؟ أو يكون اسم مولوك مستمد من لفظ ملك في سياق الحديث عن الملك الخاص بنار جهنم ؟
فما دامت الإيديولوجيات والمعتقدات المسبقة هي الحاكمة في مجال البحث التاريخي للأديان فلن نصل أبدا إلى الحقيقية وسيظل الباحثون في تخبط و ترقيع دائمين للتوفيق بين السردية اللادينية وما يعترضها من حقائق صارخة تدعو من لديه ذرة إنصاف وأمانة علمية إلى الاعتراف بالحقيقة
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم