هل بالفعل يحتوي القرآن على قصص خرافية ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من أكثر الأشياء التي ينتقدها اللادينيون في فكرة الدين اعتمادها على روايات أحادية المصدر والرؤية يستحيل إثبات صحتها على أرض الواقع على حد زعمهم وإلغاءها لباقي الاحتمالات الممكنة لكن تبقى مشكلة أصحاب هذا الاعتراض هي اعتمادهم على نفس المبدأ في محاولتهم لإثبات بشرية الأديان وكمثال عندما يصرون على فكرة اقتباس الأديان من بعضها البعض ويلغون باقي الاحتمالات الممكنة وحجتهم في ذلك اشتراكها في العديد من القصص الخرافية التي نجد بعضها كطوفان نوح حتى في المعتقدات الوثنية القديمة
وبالتالي فبما أن القرآن يحتوي على مثل هذه القصص الخرافية على حد اعتقادهم فيستحيل أن يكون من عند الله بل يقوم بعضهم بالترديد الحرفي لنفس مقولة أسلافهم في التكذيب أن القرآن مجرد أساطير الأولين
حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) سورة الأَنعام
متهمين النبي محمد بالاقتباس بالخصوص من اليهود الذين اقتبسوا بدورهم نفس الخرافات من الوثنيين
حتى يتسنى لهم محاسبة القرآن بأخطاء  الكتاب المقدس بعهديه سواء العلمية منها أو التاريخية أو تعاليمه اللاأخلاقية الخ وفي الحقيقية لو أمعنا قليلا في هذا الطرح سنجده بدون معنى لعدم جدوى اتخاذ تشابه قصص القرآن مع كتب وروايات يعتبرها المؤمنون بالقرآن نسخ مشوهة ومحرفة لقصص الأنبياء الحقيقية حجة على كتاب الله وبالأخص بعدما تم التوضيح في مقال
إثبات صحة الرواية القرآنية خارج نطاق الموروث التاريخي البشري
استحالة نفي وجود نسخ مخالفة من التوراة والإنجيل عن ما يسمى بالكتاب المقدس سواء من الناحية المنطقية أو العملية
لو سألنا أي شخص مسيحي غير مؤمن بنبوءة الرسول محمد عن مصدر القرآن فسيجيبك بدون تردد أنه مقتبس من كتابه المقدس ولو سألنا اليهودي سيردد نفس الاتهام ويضيف أن المسيحية بدروها مقتبسة من دينه المقدس ولو سألنا اللاديني سيؤكد نفس ما قاله اليهودي ويضيف أن اليهودية بدورها مقتبسة من الأساطير السومرية والبابلية وهكذا دواليك...بطبيعة الحال من السهولة الرمي بالاتهامات العاطفية بدون دلائل مادية قاطعة لكن شتان بين الادعاء وإثبات الادعاء على أرض الواقع بلغة الحجة والبرهان 
فلإثبات اقتباس القرآن من خرافات من سبقه فوجب إثبات اقتباسه للتفاصيل التي جعلت من هذه القصص خرافات من المنظورين العلمي والمنطقي وليس الاستشهاد بتكراره لنفس القصص وبالأخص عندما يكون التكرار بصيغة مختلفة
والبداية بقصة آدم أكثر قصة يستشهد بها اللادينيون على تعارض ما يسمى بالأديان الإبراهيمية مع العلم لذكرها الصريح لخلق آدم المباشر من الأرض وزوجته من ضلعه بنصوص صريحة
سفر التكوين إصحاح 2
وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً. 21  فَاوْقَعَ الرَّبُّ الالَهُ سُبَاتا عَلَى ادَمَ فَنَامَ فَاخَذَ وَاحِدَةً مِنْ اضْلاعِهِ وَمَلَا مَكَانَهَا لَحْما. 22  وَبَنَى الرَّبُّ الالَهُ الضِّلْعَ الَّتِي اخَذَهَا مِنْ ادَمَ امْرَاةً وَاحْضَرَهَا الَى ادَمَ.
ليس لها من حل سوى إنكار حرفية النصوص والزعم برمزيتها الحل الوسط الذي لجأت إليه بعض المذاهب اليهودية والمسيحية الحديثة للخروج من المأزق 
أو الرفض الكلي للعلم والعيش في عالم وهمي يؤمن بنظرية المؤامرة وأن كل ما توصل إليه الإنسان من مكتشفات علمية ما هو إلا صناعة شيطانية لخداع المؤمنين وتشكيكهم في الدين
 نصوص انتقلت للأديان الأرضية الواحد تلو الآخر إلى أن وصلت إلى مذاهب المنتسبة للإسلام في شكل أحاديث منسوبة للرسول محمد
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: خلق الله آدم في صورته وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن 
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
باستثناء القرآن الذي لم يشر لا لخلق آدم المباشر من تراب الأرض ولا لخلق زوجته من ضلعه بل أن النص القرآني أقرب لفكرة تطور الأحياء من فكرة الخلق المباشر
مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) سورة نوح

من المظاهر الخرافية لقصة آدم اليهودية العقاب الإلهي لكل من الحية والمرأة بسبب لإغوائهم لآدم
سفر التكوين إصحاح 3
14 فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْحَيَّةِ: «لانَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ انْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَابا تَاكُلِينَ كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكِ. 16 وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 
الذي بغض النظر عن عدم منطقية وعدل إسقاطه على عامة جنسي المرأة والحية بسبب خطأ فرد واحد فإنه يشكل معضلة كبيرة لفقدانه أبسط مقومات المنطق والقبول العقلي باختصار نصوص لا يمكن أن تنطوي إلا على من عاش في الحقبة الزمنية التي كتبت فيها هذه النصوص ليبقى السؤال المطروح هنا لماذا لم يقتبس القرآن مثل هذه الأخطاء الفادحة التي أضافت الطابع الخرافي للقصة شأنها شأن عالمية طوفان نوح ثاني قصة يستشهد بها منتقدي الأديان على بشرية هذه الأخيرة
سفر التكوين إصحاح 6
12 وَرَاى اللهُ الارْضَ فَاذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ اذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ افْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الارْضِ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ اتَتْ امَامِي لانَّ الارْضَ امْتَلَاتْ ظُلْما مِنْهُمْ. فَهَا انَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الارْضِ. 14 اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15 وَهَكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعا عَرْضُهُ وَثَلاثِينَ ذِرَاعا ارْتِفَاعُهُ. 16 وَتَصْنَعُ كَوّا لِلْفُلْكِ وَتُكَمِّلُهُ الَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17 فَهَا انَا اتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الارْضِ لِاهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الارْضِ يَمُوتُ.
لما تطرحه من إشكاليات علمية على رأسها استحالة تجميع جميع أصناف مخلوقات كوكب الأرض التي تبلغ بالملايين في سفينة طولها 30 ذراعا وعرضها 50 دون الحديث عن حاجياتهم الغذائية لمدة 40 يوم ودون الحديث عن الدلائل العلمية التي تنفي إمكانية حدوث مثل هذه الكارثة في يوم من الأيام الخ أخطاء لم تذكر في القرآن الذي أكد اقتصار الإنذار والعقاب على قوم نوح 
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا (25) سورة نوح
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (64) سورة الأعراف
باستثناء بعض النصوص التي يعتمد عليها المؤمنون بعالمية الطوفان في القرآن أولها دعوة النبي نوح بهلاك جميع كفار الأرض
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) سورة نوح
الذين لم يأخذ دعاتها بعين الاعتبار نسبية مصطلح الأرض في لغة القرآن المتغير المعنى حسب السياق وعدم دلالته بالضرورة على كافة كوكب الأرض وأنه قد يطلق على بلد معين كمصر
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (4) سورة القصص
فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي (80) سورة يوسف
أو منطقة خاصة كبلدة أو قرية الرسول محمد
وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا (76) سورة الإسراء
وأن الأرض التي دعي نبي الله نوح على كفارها ما هي في حقيقة الأمر سوى البقعة الأرضية التي قام بإنذار أهلها لاستحالة كفر الأمم الغير منذرة برسالة لم تصلهم من الأساس
وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
 وهو ما تعززه عدة نصوص قرآنية تنفي بشدة تعذيب الأمم الغافلة التي لم يأتيها نذير
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) سورة الإسراء
بل وتصفه بالظلم
ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) سورة الأنعام
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) سورة الشعراء
فما بالك بإهلاك جميع قرى وأمم الأرض بسبب ذنوب قوم واحد ؟
ونفس الملاحظة تنطبق على أحد أكثر النصوص التي يستشهد بها على عالمية الطوفان
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) سورة الصافات
تفسير الطبري
وَقَوْله : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّته هُمْ الْبَاقِينَ } يَقُول : وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّة نُوح هُمْ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْأَرْض بَعْد مَهْلك قَوْمه , وَذَلِكَ أَنَّ النَّاس كُلّهمْ مِنْ بَعْد مَهْلك نُوح إِلَى الْيَوْم إِنَّمَا هُمْ ذُرِّيَّة نُوح , فَالْعَجَم وَالْعَرَب أَوْلَاد سَام بْن نُوح , وَالتُّرْك وَالصَّقَالِبَة وَالْخَزَر أَوْلَاد يَافِث بْن نُوح , وَالسُّودَان أَوْلَاد حَام بْن نُوح , وَبِذَلِكَ جَاءَتْ الْآثَار , وَقَالَتْ الْعُلَمَاء .
بقاء مرتبط بنفس دعوة نوح بانقطاع نسل كفار قومه 
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) سورة نوح
بمعنى أن ذرية نوح كانوا هم الباقين في قومه ولا علاقة للأمر ببقية أمم الأرض الغافلة اللهم إذا افترضنا أن قوم نوح كانوا هم البشر الوحيدين على وجه الأرض حينها وحتى في هذه الحالة فلا يوجد ما يوجب حدوث طوفان عالمي مهلك لجميع مخلوقات كوكب الأرض 
لكن يبقى أكثر نص يستشهد به على عالمية الطوفان هو قول
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (40) سورة هود
حيث يزعم البعض أن المقصود جميع مخلوقات كوكب الأرض دون الأخذ بعين الاعتبار أن عبارة من كل لا تعني بالضرورة العموم المطلق في لغة القرآن وأن السياق من يحدد نوع العموم كقول
وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ (112) سورة النحل
الذي لا يعني كل مكان في الكرة الأرضية أو قول
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ (16) سورة النمل
الذي لا يعني إتيان النبي سليمان وقومه كل شيء في الوجود أو قول
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (69) سورة النحل
الذي لا يعني أكل النحل من كل ثمار البسيطة والأمثلة كثيرة بل أن سياق قصة نوح نفسه هو أول من ينفي العموم المطلق باستثنائه للمخلوقات البحرية الغير قابلة للغرق من الأساس وبالتالي لا يمكن الجزم أن المقصود جميع مخلوقات كوكب الأرض ويبقى الاحتمال الأقرب للواقع والحقائق الواردة في النصوص التي تؤكد اقتصار العذاب على قوم نوح أن الرحمن أمر بحمل أزواج الحيوانات التي سيحتاجها الناجون من الطوفان في حياتهم اليومية كالأنعام والخيل والكلاب الخ 
وتبقى قصة النبي موسى بالذات أكثر ما يستشهد به منتقدي الأديان لتطابق المظاهر الخرافية للقصة على حد زعمهم واعتقادهم في نصوص الديانات المتبنية لها بما في ذلك القرآن الذي أسهب بشكل كبير ومتكرر في ذكر تفاصيلها أكثر من أية قصة أخرى من قصص الأنبياء السابقين تفاصيل قد تبدو للوهلة الأولى موافقة لما يعتبر أخطاء علمية وتاريخية وكوارث أخلاقية في العهد القديم أولها تعارض الدلائل التاريخية مع أحداث القصة في الزمن الذي نسبت إليه في العهد القديم شأنها شأن مملكة داوود وسليمان متجاهلين كالعادة براءة القرآن من التواريخ وأسماء الأماكن والشخصيات المذكورة في التراث اليهودي المسيحي وأن ثقافة بني إسرائيل سواء في حقبة الملكين داوود وسليمان أو حقبة النبي موسى لم تكن بالضرورة عبرية ويهودية الخطأ الفادح الذي يقترفه أغلب الباحثين في المجال الذين يعتبرون عدم وجود آثار عبرية في أرض النيل (إن افترضنا جدلا أنها مصر المقصودة في القرآن) دليلا على عدم مرور شعب إسرائيل بها شأنه شأن غياب الدلائل على أحداث القصة الغائبة في النقوش المصرية كأن المنهزم سيدون معطيات هزيمته وإذلاله على يد شعب من العبيد الأجانب وعجز آلهتهم المقدسة أمام الواحد القهار وآياته الخارقة التي تعتبر عند العديد مجرد قصص من وحي الخيال وبالأخص عند ربطها بتفاصيل خرافية لا أساس لها على أرض الواقع كاستحالة بعث البشر للحياة في الجماد وتحويله إلى مخلوق حي كما فعل سحرة فرعون في الرواية اليهودية
سفر الخروج إصحاح 7 
10 فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ الَى فِرْعَوْنَ وَفَعَلا هَكَذَا كَمَا امَرَ الرَّبُّ. طَرَحَ هَارُونُ عَصَاهُ امَامَ فِرْعَوْنَ وَامَامَ عَبِيدِهِ فَصَارَتْ ثُعْبَانا. 11 فَدَعَا فِرْعَوْنُ ايْضا الْحُكَمَاءَ وَالسَّحَرَةَ فَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ ايْضا بِسِحْرِهِمْ كَذَلِكَ. 12 طَرَحُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ فَصَارَتِ الْعِصِيُّ ثَعَابِينَ. وَلَكِنْ عَصَا هَارُونَ ابْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ.
وهو ما نفاه القرآن الذي أكد أن الأمر كان مجرد خدعة بصرية
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) سورة طه
وأنه لا يمكن مقارنة آيات وقدرة الخالق
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) سورة طه
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) سورة الأعراف
بخدع السحرة
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) سورة طه
وهو ما يثبت أن النبي محمد لم يكن مجرد مقتبس ومردد أعمى للمعتقدات الخرافية التي كانت سائدة في زمانه
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) سورة النجم
تفاصيل واختلافات ذات أهمية قصوى يمر عليها دعاة المغالطة مرور الكرام لتمرير أفكارهم الجاهزة ابهدف نسب أخطاء كتاب العهد القديم لمنزل القرآن الذي اعتبر قتل النفس البشرية ولو كانت كافرة أو منتمية لأعداء المسلمين ذنبا من عمل الشيطان 
فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) سورة القصص
 عكس النسخة اليهودية لموسى الذي تعامل فيها مع الأمر بشكل عادي حيث كان هاجسه الوحيد هو عدم اكتشاف جريمته
سفر الخروج إصحاح 2
11 وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الايَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى انَّهُ خَرَجَ الَى اخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي اثْقَالِهِمْ فَرَاى رَجُلا مِصْرِيّا يَضْرِبُ رَجُلا عِبْرَانِيّا مِنْ اخْوَتِهِ 12 فَالْتَفَتَ الَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَاى انْ لَيْسَ احَدٌ فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. 13 ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَاذَا رَجُلانِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» 14 فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسا وَقَاضِيا عَلَيْنَا؟ امُفْتَكِرٌ انْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟» فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقّا قَدْ عُرِفَ الامْرُ!» 
نص مجسد لنظرة اليهود للنفس الغير إسرائيلية الذي يتجلى بشكل أوضح في قصة قتل الإله المزعومة لأبكار المصريين بسبب جرم آباءهم الذي لا دخل لهم فيه
سفر الخروج إصحاح 11
4 وَقَالَ مُوسَى: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ انِّي نَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ اخْرُجُ فِي وَسَطِ مِصْرَ 5 فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِي ارْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ الَى بِكْرِ الْجَارِيَةِ الَّتِي خَلْفَ الرَّحَى وَكُلُّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. 
القصة التي تثير اشمئزاز منتقدي الأديان الإبراهيمية وتثبت عنصرية وحقارة الإله على حد وصفهم
والمفارقة أنهم يلجؤون لنفس أسلوب محاسبة العامة بأخطاء الخاصة عندما يحاسبون القرآن بأخطاء غيره ويتجاهلون نفي القرآن لهذه الخرافة اليهودية وتأكيده على وجود تسع آيات فقط
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ (12) سورة النمل
آخرها آية الرجز الذي كشف عن آل فرعون عند استجابتهم لأمر الرحمن
لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) سورة الأعراف
بالإضافة لعشرات القصص والتشريعات اللاأخلاقية المنسوبة لنبي الله موسى التي تجسد أبشع صور الاحتلال والاستغلال
سفر التثنية إصحاح 20
10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12 وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15 هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. 16 وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 
سفر العدد إصحاح 31
 15 وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16 إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18 لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. 
والتي لا نجد لها حس ولا أثر في كتاب الله العظيم رغم إسهابه الكبير في ذكر مختلف تفاصيل قصة النبي موسى في أكثر من سورة والمفارقة أن النبي محمد قد اتهم بنفس هذه التهم بسبب ما نسب له في كتب السيرة والحديث المنسوبة للإسلام...ليبقى السؤال المطروح لماذا لم يعزز هذه الأفكار ويعطيها شرعية دينية أكبر بجعلها مثلا يقتدى به من خلال نسبها للنبي موسى كما فعل اليهود ؟
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (111) سورة يوسف
أسئلة غائبة عن قاموس أحادي الرؤية فلا غرابة أن يقوموا بتجاهل الفرق الشاسع بين مبدأ العدل في القرآن والكتاب المقدس المتجلي في العديد من النصوص الذي سبق التطرق إليه بالتفصيل في مقال
مبدأ العدل بين الإسلام و بقية الأديان 
ويكلفوا أنفسهم عناء البحث للتأكد من تأييد القرآن لهذه القصص ليخرجوا علينا بمقولتهم الشهيرة القرآن مجرد اقتباس وترديد لخرافات وجرائم وعنصرية النصوص اليهودية والدليل تجسيده لفكرة شعب الله المختار
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) سورة البقرة
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) سورة الدخان
رغم عدم ورود عبارة شعب الله من الأساس في القرآن وأن التفضيل في الحياة الدنيا
وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ (71) سورة النحل
لا يعني بالضرورة الأفضلية عند الله
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ (13) سورة الحجرات
ليبقى السؤال المطروح لكل من يتهم القرآن بالاقتباس لماذا قام القرآن بتجاهل وحذف كل ما يتعارض من العلم والمنطق والأخلاق من قصص اليهود والمسيحيين في زمن لم تظهر فيه بعد عيوب هذه النصوص ؟ لماذا لم يقتبس صفات الضعف المنسوبة للإله مثل الحزن والندم والتأسف
سفر التكوين إصحاح 6
5 وَرَاى الرَّبُّ انَّ شَرَّ الانْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الارْضِ وَانَّ كُلَّ تَصَوُّرِ افْكَارِ قَلْبِهِ انَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ.
والغيرة
سفر التثنية إصحاح 5
9 لا تَسْجُدْ لهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ
والتعب
سفر التكوين إصحاح 2
2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لانَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقا. 
بل وعارض ونفى ذلك 
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ (33) سورة الأحقاق
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) سورة ق
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) سورة الفرقان
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا (57) سورة هود
ومع ذلك هناك من يصر على ربط نصوص القرآن بأخطاء الكتاب المقدس كفكرة خلق السماوات والأرض في ستة أيام التي أكدت نصوص سفر التكوين أنها كانت نفس أيامنا الأرضية بصباحها ومساءها
سفر التكوين إصحاح 1
1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا. 7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذَلِكَ. 8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَانِيا. 12 فَاخْرَجَتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا كَجِنْسِهِ وَشَجَرا يَعْمَلُ ثَمَرا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الاصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما رَابِعا. 22  وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلا: «اثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلاي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الارْضِ». 23  وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما خَامِسا. 30  وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الارْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الارْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ اعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ اخْضَرَ طَعَاما». وَكَانَ كَذَلِكَ. 31 وَرَاى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَاذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما سَادِسا.
رغم عدم ورود أية إشارة قرآنية توحي بأن أيام الخلق الستة كانت أيام أرضية وليست حقب زمانية لكن بالنسبة للمنطق منتقدي القرآن العاطفي فبما أن القرآن قد ذكر نفس معلومة خلق السماوات والأرض في ستة أيام الواردة في النصوص اليهودية الأقدم منه فإنه حتما اقتبسها من هذه الأخيرة وأن عدم ذكر القرآن لتفاصيلها الخرافية المنافية للعلم كخلق الأشجار والنبات قبل ظهور نور الشمس
سفر التكوين إصحاح 1
12 فَاخْرَجَتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا كَجِنْسِهِ وَشَجَرا يَعْمَلُ ثَمَرا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الاصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما رَابِعا.
 وظهور الماء قبل اليابسة
سفر التكوين إصحاح 1
7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذَلِكَ. 8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَانِيا. 9 وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ الَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا. 
مجرد صدفة ورغبة في الاختصار من طرف مؤلف القرآن الذي من شدة حظه أن لا تصادف رغبته في اقتباس التفاصيل إلا في نصوص الكتاب المقدس التي لم يثبت العلم خطأها كما هو الشأن مثلا مع مدة اليوم عند الله في الدار الآخرة 
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) سورة الحج
رسالة بطرس الثانية إصحاح 3
وَلَكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هَذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَنَّ يَوْماً وَاحِداً عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، 
بينما المنطق الطبيعي والمحايد يفرض حقيقة أنه عندما يتطابق كتابان في بعض النقاط ويختلفان في أخرى أن يكون هناك احتمال كبير لوجود مصدر ثالث (التوراة والإنجيل الأصليان) لكن هذا الخيار غير مطروح بالمرة بل مرفوض بشدة لأنه لا يعطي مصداقية للقرآن فحسب بل يبرئ حتى التوراة والإنجيل مما نسب لهما من خرافات وأحكام بشرية وهذا ما يحرص أعداء الدين ومنتقديه على طمسه بشتى الطرق الممكنة 
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات

إرسال تعليق