هل الرسول محمد من ذرية نبي الله إسماعيل ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من المسلمات الدينية التاريخية عند أصحاب المذاهب زعمهم بإنحدار النبي محمد من سلالة نبي الله إسماعيل الذي نسبوا له نسل كل الجنس العربي حيث تم تلقيننا منذ نعومة أظافرنا على فكرة أن العرب هم أبناء إسماعيل و أن اليهود أبناء يعقوب إبن إسحاق هم أبناء عمومتهم دون التساؤل من أين أتت هذه الفكرة و هل تتطابق مع الواقع القرآني ؟
و في الحقيقة تبقى هذه الفكرة بعيدة كل البعد عن الواقع القرآني الذي يوحي أن إسماعيل ليس أصلا ولدا لنبي الله إبراهيم كما سبقت الإشارة في موضوع
هل بالفعل إسماعيل هو ولد إبراهيم
مثلما يؤكد أن اليهود لا يمثلون عامة سلالة شعب إسرائيل كما سبقت الإشارة في موضوع
اليهود ليسوا شعب الأنبياء
و أن إسرائيل ليس هو نبي الله يعقوب 
النبي يعقوب ليس إسرائيل
بإختصار هذه الفكرة مبنية على مجموعة من المغالطات التاريخية و الدينية لكن يبقى السؤال المطروح من أين نشأت هذه الفكرة ؟ 
عند العودة للمصادر التاريخية القديمة نجد أنفسنا أمام هذه المخطوطة التي تعطينا ملامح عن أصل هذه الفكرة
سبيوس أسقف أرمينيا 660 م 
يبدأ الأسقف تسجيله للأحداث بقصة إجتماع مابين اليهود اللاجئيين و الإسمعاليين في الأرض العربية بعد إستعادة الدولة البيزنطية لحمص  عام 628 م 
لقد إرتحلوا إلى  الصحراء(اليهود) ونزلوا للأرض  العربية بين أبناء إسماعيل ,طلبا في مساعدتهم,وأوضحوا لهم أنهم أقربائهم طبقا لما يقولة الكتاب المقدس,ولقد كان الإسماعليين على أتم الإستعداد لقبول هذه القرابة الوثيقة,ولكن اليهود لم يستطيعوا إقناع جماهير الناس لإن عبادتهم كانت مختلفة ,وفي هذا الوقت كان هناك إسماعيلي يدعى محمد  و كان تاجرا ,ولقد قدم نفسة لهم كما لو أنة مدفوع بأمر من الرب و كواعظ للطريق الحق وقال لهم أنه يعرف عن رب إبراهيم ولقد كان مطلعا جدا ويعرف قصة موسى بشكل جيد جدا,ولقد أخبرهم أن ألأمر قد جاء من السماء  ليتحدوا تحت إمرة رجل واحد وتحت قانون واحد وليتخلوا عن الطوائف الدينية العبثية والعودة للأله الحي الذي كشف عن نفسة لأبراهيم. (محمد قال لهم) أن الرب قد حرم عليهم أكل لحم الحيوان الميت, وشرب الخمر والكذب والزنى ولقد أضاف أن الرب أورث هذة الأرض لأبراهيم وذريتة من بعده للأبد,والرب تصرف طبقا لوعده ومنحهم هذه الأرض حينما كان يحب إسرائيل,رد اليهود (الأن أنتم أبناء إبراهيم ونسله . فقط أحب رب إبراهيم,وإذهب واستولي على الأرض التي أعطاها الرب لأبيك إبراهيم ولن يستطيع أحد مقاومتك في نضالك لأن الرب معك). كل أبناء إسرائيل إنضموا إليهم (قبائل إسماعيل) وقد كونوا جيش عظيم ثم أرسلوا مجموعة من السفراء لإمبراطور اليونانيين وقالوا له "لقد أورث الرب لإبراهيم هذة الأرض ولذريتة من بعده ولقد ملكت أرضنا بمافيه الكفاية ,تخلى عنها بسلام ولن نغزوا أراضيك وإلا سنستعيد ما سلبتة مننا بالقوة".
فبغض النظر عن هوية محمد المذكور هنا هل هو نفسه محمد القرآن أم شخص آخر إنتهز شخصية خاتم النبيين الشيء الأكيد أنه ظهر في الوقت المناسب لخدمة مصالح اليهود كأنه كان مدفوعا منهم و ليس من عند الرب حيث إستطاعوا بفضله توحيد جل القبائل العربية تحت راية دين واحد و بالتالي حشد جيش كبير لتحقيق أهدافهم السياسية و قد كانت حجة اليهود لإقناع العرب بموالاتهم إختلاق ذريعة القرابة العرقية و محاولة إقناعهم أنهم ينحذرون جميعا من سلالة إسماعيل  
لكن هل كانت هذه وجهة نظر اليهود قبل ذلك ؟ بطبيعة الحال لا و القرآن خير شاهد على ذلك حيث كانوا يعتبرون إسماعيل يهوديا مثلهم زمن نزول القرآن 
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)  سورة البقرة
و أصلا كانوا أشد الناس عداوة للنبي محمد و أتباعه
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)  سورة المائدة
طبيعي فهناك العديد من الإشارات القرآنية التي تؤكد أن كتاب الله نزل بمدة طويلة قبل الزمن الذي نسبوا إليه بعثة الرسول محمد و قبل الأحداث المذكورة أعلاه كما سبقت الإشارة في موضوع
متى بعث الرسول محمد ؟
زمن كانت لا تزال فيه التوراة الحقيقية التي أنزلها الله تعالى على بني إسرائيل حاضرة
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)  سورة المائدة
حيث كان يأمر الله تعالى أتباعها بالحكم بها
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)  سورة المائدة 
و قد سبق التطرق لهذه النقطة بالتفصيل في موضوع
هل كانت التوراة والإنجيل محرفة في زمن الرسول محمد ؟
أما ما يسمى حاليا بالعهد القديم فيبقى مجرد كتاب يتألف جزء كبير منه من وحي شياطين الجن و الإنس الذي لجأ إليه اليهود بعد رفضهم لرسالة محمد و رميهم للتوراة الحقيقية وراء ظهورهم
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)  سورة البقرة
و قد سبق التطرق إلى هذه الحقيقة بالتفصيل في موضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
فطبيعي أن يضيفوا لاحقا كل ما يلائم أهوائهم و يخدم مصالحهم 
فعند الإطلاع على شخصية إسماعيل في العهد القديم نجدها قد عدلت على مقاس الشعب العربي آنذاك 
شعب كبير جدا
سفر التكوين إصحاح 16
10 وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلا يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 
 و متوحش و متمرد على خصومه 
سفر التكوين إصحاح 16
11 وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «هَا انْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْنا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ اسْمَاعِيلَ لانَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12 وَانَّهُ يَكُونُ انْسَانا وَحْشِيّا يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَامَامَ جَمِيعِ اخْوَتِهِ يَسْكُنُ».
 الذين تم تصويرهم آنذاك على أنهم خصوم اليهود كالبيزنطيين و الفرس و الإغريق ألخ لكن الأهم من هذا كله أنه خاضع كليا للشعب اليهودي 
سفر التكوين إصحاح 16
8 وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ ايْنَ اتَيْتِ وَالَى ايْنَ تَذْهَبِين؟». فَقَالَتْ: «انَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاتِي سَارَايَ». 9 فَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي الَى مَوْلاتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 
الذي تبقى له الأفضلية الدائمة لأنه إبن إبراهيم الشرعي و ليس إبن جارية مثل الشعب العربي الذي خلق من أجل خدمة الشعب اليهودي 
بطبيعة الحال أصبحت هذه الفكرة حقيقية مسلمة سواء عند اليهود أنفسهم و التي لا يزال رجال دينهم يرددونها و يبنون عليها نبوءاتهم 
و حتى عند المسيحيين الذين يسعون بكل قوتهم لإثبات عدم بركة نسل إسماعيل 
الموعد بـإسحق أم بـإسماعيل ؟
ولكن بعض الكتاب من الأخوة المسلمين أخذوا بعض الآيات من أحاديث الله مع إبراهيم وهاجر واقتلعوها من جذورها وقطعوها عمّا قبلها وما بعدها وأخرجوها عن سياقها وقرينتها وموضوعها الأصلي ليوحوا بأنَّ هناك بركة لإسماعيل وهذه البركة تعني نبوة قادمة في نبي من غير بني إسرائيل!!‏
 فقالوا تعليقا على قول الله لإبراهيم في (تكوين12/1-3) أنَّ إبراهيم الذي هو بطريرك التوحيد والأب المشترك لكلٍّ من اليهود والمسيحيّين والمسلمين، أنجب من خلال ابنه الثاني إسحق كل الأنبياء الإسرائيليين مثل يعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان ويسوع. وكان مجيء هؤلاء الأنبياء هو الإتمام الجزئي لوعد الله هذا. ويتضمّن هذا الوعد أيضًا الإسلام الذي يؤمن بهؤلاء الأنبياء ويُقدّرهم.
و بطبيعة بلع أصحاب المذاهب الطعم و سقطوا في الفخ فأصبحوا يدافعون بكل قوتهم عن أحقية ذرية إسماعيل في النبوءة بل و نسبوا هوية الذبيح في قصة إبراهيم لإسماعيل رغم عدم ذكر النصوص القرآنية لذلك و تأكيدها على أنه إسحاق
و مرة أخرى يتجلى بوضوح تأتثير اليهود الكبير على تراث المذاهب و تزييفهم الكبير لجل الحقائق التاريخية على الأقل المتعلقة بالجانب الديني

تعليقات

  1. سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام من ذرية هارون عليه السلام
    https://baca-mecca.blogspot.com/2021/09/blog-post_21.html

    ردحذف

إرسال تعليق