بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إلى أي مدى بلغ التحريف والزيادات البشرية في المصاحف الموروثة ؟ في الحقيقة من الصعب الإجابة على هذا السؤال بشكل دقيق في غياب البينة والخبر اليقين من كتاب الرحمن الذي اكتفى بالتأكيد على حفظ الذكر
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) سورة الحجر
بمعنى الحقيقة الإلهية الموجودة في القرآن
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) سورة ص
الذي تمت صياغة نصوصه بطريقة تجعله يحمي نفسه من كل تدخل وإضافة بشرية كما سبق التوضيح بالتفصيل في مقال
الذي إن تم فيه إثبات صحة ومصداقية محتوى المصاحف الموروث بشكل شبه كلي بما في ذلك عدد السور وترتيبها...إلا أن ذلك لا ينفي وجود أخطاء وإضافات بشرية تستلزم التصحيح والتي لا ندري في حقيقة الأمر إلى أي حد بلغت
قبل عقود قليلة كان أغلب المؤمنين يؤمنون بسبب التعتيم الإعلامي بالعصمة المطلقة للمصاحف الموروثة وتطابق كل حرف من حروفها قبل أن يصطدموا بواقع الاختلافات ليس فقط في الحروف بل حتى في ترتيب وعدد الآيات
سورة الزخرف
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية ورش : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
التي زعم رجال الدين أنها مجرد تنوع في نفس الوحي الإلهي قبل أن يصدمهم الإعلام مرة أخرى بأخطاء المصاحف المشتركة في التشكيل
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم
فبدأ الناس شيئا فشيئا بالاقتناع وتقبل الفكرة مع التشبث بقناعة عصمة الحروف والكلمات عكس التشكيل الذي يبقى مجرد إضافة من وحي البشر شأنه شأن ما يسمى بالآيات
ليصطدموا بواقع الأخطاء
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) سورة العنْكبوت
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَاةُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) سورة العنْكبوت
والاختلافات حتى في الحروف
سورة الشورى
رواية ورش : {28} وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
رواية حفص : {30} وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
بل وحتى في الكلمات نفسها
سورة الحديد
رواية ورش : {23} وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
رواية حفص : {24} وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
لتتغير القناعة مرة أخرى ويتم الاعتراف بوجود أخطاء حتى في أقدم المصاحف الغير مشكلة مع التأكيد على عدم تجاوز هذه الأخطاء لبعض الحروف وبعض الكلمات مثل من هو...لكن الحقيقة أن العاطفة هي من تدفعنا في كل مرة لتهوين الأمر قدر الإمكان وأنه كلما امتدت الأخطاء لما هو أكبر إلا وحاولنا إقناع أنفسنا بعدم تجاورها لما هو أبعد دون أدنى دليل لنصطدم في كل مناسبة بعكس توقعاتنا كما كان الشأن مع احتمالية استبدال اسم يعقوب بإسماعيل في نص سورة إبراهيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) سورة إِبراهيم
التي تشير جل المعطيات القرآنية التي بين أيدينا إلى حدوثه بالفعل كما سبق التوضيح في مقال
ويبقى البحث العلمي المحايد هي السبيل الوحيد لتصحيح الأخطاء التي لا يمكن إدراك حجمها الحقيقي إلا من خلال الدراسة المتجردة من العواطف التي قادتنا بفضل الله في البحث السابق إلى القراءة الصحيحة لنصيب الأولاد في حدود الميراث
التي بقدر ما أزالت اللبس عما كان يعتبره منتقدي الإسلام أحد أوضح الأخطاء الحسابية في القرآن بقدر ما طرحت إشكالا أشد استعصاء وخطورة بعدما ثبت خطأ زعم القراءة السلفية بدلالة عبارة للذكر مثل حظ الأنثيين على وراثة الذكر لضعف الأنثى في جميع الحالات
{ يوصيكم } يأمركم { الله في } شأن { أولادكم } بما يذكر { للذكر } منهم { مثل حظ } نصيب { الأنثيين } إذا اجتمعنا معه فله نصف المال ولهما النصف فإن كان معه واحدة فلها الثلث وله الثلثان وإن انفرد جاز المال
واقتصار العبارة على حالة مقابلة الذكر الواحد للأنثيين فقط
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (11) سورة النساء
وعدم شمولها لحالتي مقابلة الذكر الواحد للأنثى الواحدة أو ما فوق الأنثيين اللتان تتغير فيهما النسبة
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ (11) سورة النساء
لنصطدم باستعمال نفس عبارة للذكر مثل حظ الأنثيين التي وردت في الآية 11 في الآية 176 أيضا
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (11) سورة النساء
وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
ليس للدلالة على نفس المفهوم الذي تم التوصل إليه في البحث السابق بل لتأييد نفس القراءة السلفية التي تبين خطأها...من خلال استعمال عبارة إن كانوا رجالا ونساء
وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
التي لم ترد في الآية 11 بصيغة إن كانوا أولادا رجالا ونساء أو ذكورا وإناثا...والتي لا تدع مجالا للشك في كون المقصود هو بالفعل نفس المفهوم السلفي الذي تسبب في نسب أكثر من خطأ حسابي لكتاب الله العظيم
عائلة متكونة من أربع فتيات وأب وأم وزوجة تم حصولهم على ورث مكون من ٣٠٠ ألف ريال .
الحل :
الأربع الإناث يأخذون الثلث 2/3
الأب يأخذ السدس 1/6
الأم تأخذ السدس 1/6
الزوجة تأخذ الثمن 1/8
1 - الأربع إناث 300×2/3 = 200 الف
2 - الأب 300×1/6 = 50 الف
3 - الأم 300×1/6 = 50 الف
4 - الزوجة 300×1/8 = 37.500
نجمع الإناث الأربع والأب والأم مجموع الورث = 300 الف !
السؤال :
كيف نعطي الزوجة حقها من الورث والورث تم توزيعها !
وهو ما قد يدفع البعض إلى التسليم بصحة القراءة السلفية وقبول حل العول رغم عدم منطقية الفكرة من أساسها
طبعا تتبعت أقوال المدافعين بان عمر حل هذا المسألة بمسألة العول والعول هو أن يقوم بنقص كل حصة من حصص الورث بمعنى لن يطبق كلام القرآن حرفيا القرآن قال أن الإناث الأربع يحصلون على الثلث في مسألة العول لن يحصلوا على الثلث بل اقل يعني مخالفة القرآن وهذا الاختراع ليس له أساس لا من القرآن ولا من السنة وعلى كل حال هذا الإشكال هو أثبت بشرية القرآن.
لاستبعادهم الكلي لاحتمالية أن يكون الخطأ في نص الآية 176 التي لو كان هذا إشكالها الوحيد لكان هناك مجال لتقبل الأمر ومناقشة الفكرة... لكن في الحقيقة أن إشكال ورود لفظ للذكر مثل حظ الأنثيين بمفهومه السلفي في الآية 176 كان بمثابة القشة التي قصمت ظهرت البعير وسلطت الضوء على باقي المشاكل الظاهرة في نص نفس الآية وأبرزها اكتفاءها بذكر حصتي الأختين والأخت الواحدة في حالة عدم وجود إخوة ذكور
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ (176) سورة النساء
وانتقالها مباشرة للحديث عن نصيب النساء في حالة وجود الإخوة الذكور
وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
دون التطرق للحالة التي يكون فيها أكثر من أختين والتي ذكرت في الآية 11 بالنسبة للبنات
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ (11) سورة النساء
والأغرب من ذلك أنه تم استعمال نفس مصطلح الاثنتين بالنسبة للأخوات
فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ (176) سورة النساء
الحلقة الناقصة في تركة البنات في حالة عدم وجود الذكور لو افترضنا صحة القراءة السلفية
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وِإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ...وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
مع إعطاء الاثنتين (بالنسبة للأخوات) نفس حصة النساء فوق اثنتين (بالنسبة للبنات)
فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ (176) سورة النساء
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ (11) سورة النساء
الحلقة الناقصة في تركة الأخوات في حالة عدم وجود الذكور
وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ...
وهو ما يوحي بصياغة الآية 176 لحل إشكال عدم ذكر الآية 11 لنصيب الأنثيين أو بالأحرى لحل إشكال القراءة السلفية لها...حتى يتم الاستناد على نسبة الأختين في الآية 176 لتحديد نصيب البنتين في الآية 11
{ فلهن ثلثا ما ترك} لو كان المراد ما قالوه لقال فلهما ثلثا ما ترك: وإنما استفيد كون الثلثين للبنتين من حكم الأختين في الآية الأخيرة، فإنه تعالى حكم فيها للأختين بالثلثين. وإذا ورث الأختان الثلثين فلأن يرث البنتان الثلثين بالطريق الأولى،
وفي نفس الوقت الاستناد على نصيب البنات فوق اثنتين في الآية 11 لتحديد نسبة الأخوات فوق اثنتين في الآية 176 في حالة عدم وجود الذكر
{ فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك} ، أي فإن كان لمن يموت كلالة أختان فرض لهما الثلثان وكذا ما زاد على الأختين في حكمهما، ومن ههنا أخذ الجماعة حكم البنتين كما استفيد حكم الأخوات من البنات في قوله: { فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك}
بهدف إقناع الناس بدلالة كل من مصطلح الأنثيين ومصطلح النساء فوق اثنتين على نفس المعنى ! ليحل الإشكال ويتم التسليم طيلة القرون الماضية بحل المسألة من فوق سبع سماوات
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ (11) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
دون التساؤل هل يليق هذا الأسلوب الشبيه بترقيع البشر عند اكتشافهم لأخطائهم...بأسلوب العليم الحكيم الذي عهدنا دقته الشديدة في تبيان الأمور في مختلف المواضع القرآنية بأبسط وأوضح العبارات
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً أَكْثَرْ مِنْ وَاحِدةِِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ...يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً أَكْثَرْ مِنْ وَاحِدةِِ فَلَهُنَّ الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
فلو وردت عبارة نساء فوق اثنتين في الآيتين معا
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ (11) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176)
لكان هناك مجال للزعم بشمول اللفظ لحالة الأنثيين أيضا...رغم عدم استقامة الوصف لغويا
وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (212) سورة البقرة
لكن أن يتم استبدال اللفظ في الآية 176 بنفس العبارة الناقصة في الآية 11 (حسب القراءة السلفية) والزعم بدلالة كلا اللفظين على نفس المعنى فإن ذلك يطرح أكثر من علامة استفهام ؟
وهو ما يحلينا إلى مزيد من الملاحظات والتساؤلات وأبرزها ما السبب في ورود ما يسمى بآية الكلالة في سياق جد متأخر عن الموضع التي تم فيه تفصيل حدود الميراث بأدق التفاصيل وبصيغة توحي بانتهاء وحسم الموضوع ؟
يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) سورة النساء
كأن العلي العظيم وحشاه قد غفل عن ذكر أحد التفاصيل في مكانها المخصص قبل أن يقوم بتدارك الموقف في موضع آخر بعد سؤاله من طرف العباد !؟
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ (176) سورة النساء
ليبقى السؤال المطروح هل لم يكن عالم الغيب على علم مسبق بسؤال الناس في الموضوع ؟ فلماذا انتظر حتى يسأل في الأمر بدل تفصيله مع باقي حالات الميراث في سياقه المخصص !؟ لكن الأعجب من ذلك أنه قد قام بالفعل بتفصيل حكم الكلالة في الموضع المخصص لحدود الميراث
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ (12) سورة النساء
ليعود حسب الآية 176 ويفتي في نفس الحالة بحكم مختلف جملة وتفصيلا !؟
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
بعدما استفتاه الناس
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ (176) سورة النساء
في ما قام بتوضيحه من قبل !؟
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ (12) سورة النساء
والذي اعتبر توضيحا ناقصا قد يؤدي إلى تضليل الناس !؟
يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) سورة النساء
لأن الله وحشاه لم يوضح كلامه جيدا في الآية 12 (حسب منطق السلف) ويقول بصريح العبارة
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمِّهِ
كما زعموا
فإن الآية التي أشار إليها السائل الكريم هي قول الله تبارك وتعالى: وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ [ سورة النساء: 12].
فالمقصود بالإخوة هنا الإخوة لأم، ونقل القرطبي الإجماع على ذلك، وقال: وكان سعد بن أبي وقاص يقرأ: وله أخ أو أخت من أمه. والإخوة للأم هم الذين يستوي نصيب ذكرهم وأنثاهم، ففردهم له السدس بغض النظر عن جنسه، وجمعهم له الثلث بالتساوي لا فرق بين ذكر وأنثى، ولهذا قال تعالى: فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ [سورة النساء: 12].
أما الآية الأخرى، فهي قوله: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [سورة النساء: 176].
فالمراد بالإخوة هنا إخوة العصبة، الأشقاء أولاً، فإن لم يكونوا فإن الإخوة لأب يحلون محلهم، وميراث هؤلاء عند اجتماعهم وفي حالة انفراد بعضهم هو ما بينته الآية الكريمة.
مثلما قام بتوضيحه في مواضع أخرى
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ (59) سورة يوسف
والمشكل الأعظم أنه لم يتدارك الأمر حسب منطقهم حتى في الآية 176 ويقول
قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ مِنْ أَبِيهِ
التي يفترض تبيانها لما استشكل فهمه على السائلين في الآية الأولى !؟ ويترك مهمة تبيان الأمر لرجال الدين بعد أن زادت الآية 176 الطين بلة بإيحائها بتعارض وتناقض نصوص القرآن...ادعاء قد ينفع مع من يؤمن بتبيان السنة للقرآن أو من يعتمد العاطفة في نظرته للأشياء لكن من الصعب أن يقنع من يؤمن بتبيان القرآن لكل شيء في الدين والشريعة
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
والذي سيبدو له وجود تناقض صارخ بين الآيتين وتكرار لنفس الحد بحكمين مختلفين جملة وتفصيلا وأنه لا يوجد أي سبب منطقي يدعوا للاكتفاء بذكر نصيب الإخوة من الأم من دون باقي الإخوة في المكان المخصص لتفصيل تركة الأقارب ثم العودة لذكر نصيب بقية الإخوة في آخر السورة وأن الأولية يجب أن تعطى أصلا لنصيب الإخوة الأشقاء (الحالة الأكثر شيوعا) الذي كان يستلزم ذكره منذ البداية وليس لنصيب الإخوة من الأم...دون الحديث عن عدم منطقية التباين الشاسع بين حصة الإخوة في الآية الأولى التي لا تتجاوز السدس للفرد الواحد وبين حصتهم في الآية الثانية التي تتراوح بين نصف ومجموع التركة للفرد الواحد...الإشكالات التي دفعت بعض الأبحاث الحديثة إلى التبرؤ من تفسير الإخوة الغير الأشقاء ومحاولة معالجة الأمر بربط الاختلاف بين الآيتين بمسألة وجود الأزواج في حالة الكلالة في الآية 12 وعدم وجودهم في الآية 176
في أقصى تجليات المفارقة والكيل بمكيالين لقيامها بنفس ما لامت عليه القراءة السلفية بإضافة ما لم يذكر في كتاب الله والنيابة عن الرحمن في توضيح كلامه المبين والذي كان بإمكانه صياغة الحكمين في نفس الموضع بأبسط وأوضح الطرق لو تعلق الأمر بالفعل بالأزواج
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ إِنْ كَانَ لَهُ زَوْجٌ فإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجٌ وَوَرِثَتْهُ أُخْتُهُ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
مثلما فعل في الحالات المماثلة
وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ (11) سورة النساء
أو على الأقل في الآية 176 التي يفترض أنها نزلت خصيصا للتطرق لحالة عدم وجود الأزواج في الكلالة
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
بدل ذكر الأولاد الذي يعد عدم وجودهم في حالة الكلالة من البديهيات
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (176) سورة النساء
الإشكال التي حاول صاحب الطرح معالجته من خلال الزعم بدلالة فعل هلك على موت أفراد عائلة الموروث من زوج وأبوين وأبناء باستثناء الإخوة !
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ (176) سورة النساء
والذي بغض النظر عن عدم استقامته لغويا وإلا لما كانت الحاجة على سبيل المثال لذكر مهلك الأهل في قول
ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) سورة النمل
لو كان مصطلح الهلاك لوحده يدل على موت أهل الهالك...فإنه سيجعل من ذكر عدم وجود الولد في نفس الجملة
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (176) سورة النساء
حشوا وزيادة بدون معنى ولا فائدة لدلالة مصطلح الهلاك حسب ادعائه على هلاك الولد...وهو ما يحيلنا إلى سؤال آخر لا يقل حيرة عن سابقيه لماذا تم ذكر معلومة عدم وجود الولد في نص الآية 176 من الأساس ؟ ألا يفترض أن يدرك القارئ عدم وجود الولد بمجرد ذكر مصطلح الكلالة ؟ ألم ينشأ مصطلح الكلالة من الأساس للدلالة على حالة عدم وجود الولد ؟ ألا يوحي ذلك بسعي الآية لشرح مفهوم الكلالة لمن يجهله ؟
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ (176) سورة النساء
وبصياغة الآية لأناس كان لديهم استشكال واختلاف في مدلول المصطلح في الآية 12 ؟
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ (12) سورة النساء
وليس لمجتمع البعثة الذين كان مصطلح الكلالة جزء لا يتجزأ من لغتهم ؟
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إِبراهيم
ألا تصب كل هذه الدلائل في اتجاه نفس الفكرة المزعجة التي توحي بتأليف الآية 176 من طرف البشر بهدف تبديل حد الله المنصوص في الآية 12 ؟ وأن الآية 176 قد وضعت في الأصل لنسخ وإلغاء حكم الكلالة في الآية 12 وحل ما استشكل فهمه فيها وليس لسن حكم منفصل عنه قبل أن يتم التراجع عن الأمر لاحقا (ربما لكثرة الشكوك والاعتراضات لعدم منطقية الفكرة) ويقع الإجماع في مرحلة لاحقة على حل الإخوة الأشقاء والغير أشقاء ؟ نفس الشيء بالنسبة لتعريف الكلالة نفسها الذي على ما يبدو من ظاهر الآية أنه كان مقتصرا على الأولاد فقط
قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (176) سورة النساء
وإلا لتم ذكر الآباء أيضا
قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَأَبَوَيْنِ
قبل أن يتم التراجع عنه ودمج الأبوين في مرحلة لاحقة
رغم تأكيد وراثتهم مع الإخوة
وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ (11) سورة النساء
اللذين لم يشر لوراثهم إلى جانب الأولاد والأزواج وهو ما يوحي بدلالة مصطلح الكلالة في حقيقة الأمر على حالة عدم وجود الزوج والولد
من الأمور المثيرة للشك أيضا وضع الآية في آخر سورة النساء والذي يوحي باقتباس الفكرة من الآية الأخيرة من سورة المزمل الناسخة حسب اعتقاد السلف
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) سورة المزمل
للحكم المذكور في بداية السورة
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) سورة المزمل
والاعتقاد بأن تكرار نفس الصيغة في سورة أخرى لن يدخل الشك في مصداقية الآية...كما يبدو اقتباس الفكرة أيضا من الآية 127 من سورة النساء
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) سورة النساء
التي قامت باستئناف الحديث في موضوع يتامى النساء الذي تم التطرق إليه في بداية السورة
وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4) وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا (6) سورة النساء
وهو ما لا يدعوا للشك والاعتراض على استئناف موضوع الميراث أو بالأحرى موضوع الكلالة في سياق متأخر من السورة بعد استفتاء الناس للرسول
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ (127) سورة النساء
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ (176) سورة النساء
لكن المشكلة في حالة الميراث أنه لا يمكن استئناف ما تم الفصل فيه بأدق التفاصيل
فهل هي مجرد صدفة أن يدعي السلف أن الآية 176 من سورة النساء هي آخر ما أنزل من القرآن ؟
روى البراء بن عازب قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة. وآخر آية نزلت خاتمة سورة النساء " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة "
أم أنها مجرد ذريعة لتبرير عدم وجودها في القرآن في مرحلة ما وإعطاء شرعية لآية أضيفت بعد اكتمال نزول القرآن ؟ ألا يزيد ذلك في تأكيد احتمالية ارتباط قصة حرق عثمان للمصاحف بحادثة حقيقية تم فيها التخلص من المصاحف الأصلية الخالية من النصوص التي تمت إضافتها أو تبدليها ؟
أدرك حجم الصدمة ومدى صعوبة تقبل الأمر دون غلق الباب أمام احتمالية صحة الآية ووجود تفسير منطقي لهذه الملاحظات المطروحة من باب التساؤل والبحث عن الحقيقة وليس من باب الجزم...لكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل المعطيات التي بين أيدينا والسكوت على الأمر إن كان هناك ولو ذرة شك في وجود آية بشرية دخيلة على كتاب الله
طبعا هناك من سيرى في الأمر صدق مزاعم وتوقعات المدافعين عن الموروث بأن هدف منكري السنة الحقيقي هو الطعن في القرآن وأن انكارهم وطعنهم في الحديث مجرد مقدمة وسبيل للوصول إلى هدفهم المبطن...كأن منكري السنة من صنعوا هذه المشاكل والتناقضات التي لا حصر ولا حل لها وليس تفاسير وقراءات الموروث ؟ وكأن الناس والطاعنين في دين وكتاب الله سينتظرون القرآنيين ليظهروا لهم ما هو بادي للعيان
فالحقيقة التي لا مفر منها أنه تم تحريف نص المصاحف التي بين أيدينا وأننا نكتشف يوما بعدا مدى حجم الضرر الذي ألحقه السلف بخاتمة الرسالات التي لا يتعارض تحريف نصوصها الموروثة مع حفظ ذكر الرحمن ضمن نفس النصوص من خلال حفظ الصياغة الأصلية للقرآن الأول التي نستطيع بواسطتها كشف وتصحيح كل دس وتحريف بشري كما تمت الإشارة في مقال
والتي لا يعد هناك مجال للتشكيك في مصداقيتها بعد اكتشاف الآيات العددية القائمة ليس فقط على عدد السور وترتيبها في المصاحف الموروثة بل حتى على عدد الآيات وتوزيعها في السور بما في ذلك عدد آيات سورة النساء الشامل لما يسمى بآية الكالة
لهذا السبب لا يمكننا الجزم بشيء قبل إتقاننا بشكل مطلق لجميع الدلالات اللغوية والعددية لكتاب الله وهل تدل الآيات العددية المرتبطة بآيات السور بالفعل على حفظ ومصداقية هذه الأخيرة رغم علمنا بعدم وجودها من الأساس في المصاحف القديمة
أما أن الهدف الحقيقي من مثل هذه الآيات هو إظهار الجانب الغيبي من القرآن وعلم علام الغيوب ليس فقط بكيفية تقسيم البشر للسور القرآنية في مراحل لاحقة بل حتى للرواية القرآنية الأكثر تداولا عند اكتشاف الآيات العددية
عدد آيات القرآن برواية حفص عن عاصم في مصر والسعودية وهي قد تكون الأكثر انتشارا اليوم بين السنة والشيعة 6236
على خلاف باقي الروايات التي لا تسمح بتحقيق جميع الآيات العددية لاختلاف عدد آياتها
عدد آيات القرآن بروايتي قالون وورش المتداولتين في شمال أفريقيا 6213 وفقا لموقع ن الإسلامي
رغم كون جميع الروايات في حقيقة الأمر مجرد اختراع من اجتهاد البشر الذين إن كان بضعهم قد جعل آية الكلالة في الترتيب 176 من سورة النساء
يَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِي ٱلۡكَلَٰلَةِۚ إِنِ ٱمۡرُؤٌاْ هَلَكَ لَيۡسَ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَهُۥٓ أُخۡتٞ فَلَهَا نِصۡفُ مَا تَرَكَۚ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمۡ يَكُن لَّهَا وَلَدٞۚ فَإِن كَانَتَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَۚ وَإِن كَانُوٓاْ إِخۡوَةٗ رِّجَالٗا وَنِسَآءٗ فَلِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۗ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ أَن تَضِلُّواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ (176) سورة النساء
فإن البعض الآخر قد جعلها في الترتيب 175
يَسْتَفْتُونَكَۖ قُلِ اِ۬للَّهُ يُفْتِيكُمْ فِے اِ۬لْكَلَٰلَةِۖ إِنِ اِ۪مْرُؤٌاْ هَلَكَ لَيْسَ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَهُۥٓ أُخْتٞ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَۖ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٞۖ فَإِن كَانَتَا اَ۪ثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا اَ۬لثُّلُثَٰنِ مِمَّا تَرَكَۖ وَإِن كَانُوٓاْ إِخْوَةٗ رِّجَالاٗ وَنِسَآءٗ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اِ۬لُانثَيَيْنِۖ يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ لَكُمُۥٓ أَن تَضِلُّواْۖ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَےْءٍ عَلِيمٞۖ (175) سورة النساء
ويبقى السؤال المطروح بعد الاطلاع هذه المعطيات ما هي قسمة الميراث الحقيقية في كتاب الله ؟ وهو ما سأحاول التطرق إليه بالتفصيل في قادم المقالات بإذن الله
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفعندما نتحدث عن السلف فإننا لا نتحدث بالضرورة عن نفس الجيل ونفس الحقبة الزمنية...وبالتالي عندما تقول استشكل على السلف فإنك تتحدث عن العصر العباسي في حقيقة الأمر وليس على ما سبقه من أمم وأجيال حيث يكفي الاطلاع على ما يسمى بمصحف عثمان لإدراك التطور والاختلاف اللغوي الشاسع بين الحقبتين...وبما أننا نجد آية الكلالة في أقدم المصاحف فإنها بالتأكيد سابقة للعصر العباسي...كما لا يمكننا غض النظر عن المشاكل الواضحة للآية وتعارضها البين مع الآية 11 لمجرد استخدامها لعبارة أن تضلوا...بل وجب مناقشة الأسئلة والملاحظات المطروحة في المقال وإعطاء أجوبة وتفسير منطقي لها حتى يكون هناك مجال لنفي بشرية الآية
حذفعلى العموم شكرا على التفاعل ودمت بود
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالجوب في قول
حذفبَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا
بمعنى أن مسالة الإيمان بيد الله تعالى حتى في حالة تسيير الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى...كما تدل تتمة الجملة
أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا
المعنى الذي تكرر بصيغة مشابهة في سورة الأنعام
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا 👈مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ👉 وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) سورة الأَنعام
والله تعالى أعلم
ويبقى السؤال الحقيقي هل يوجد أصلا ما يدعوا لتغيير نص الآية ؟
أنا محمد الأنور اقرأ رسالتي النهاية في علم المواريث ورسالتي النهاية في علم المواريث دراسة مقارنة على موقع سماش ووردز، وكتبي مجانية، هدانا الله لما يحب ويرضى
ردحذفالأخ bobo مصيب في المثال الذي قدم، فالآية ينقصها جواب الافتراض ﴿وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانࣰا سُیِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ���������� بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِیعًاۗ.... ﴾ [الرعد ٣١]، وما قلت أنه جواب لا يستقيم مع آيات أخرى مشابهة، ولو أن المعنى عندك قد تم.
ردحذففهناك نوع يأتي فيه الجواب مبتدأ بحرف اللام :
﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوۡا۟ �������� لَكَفَّرۡنَا عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأَدۡخَلۡنَـٰهُمۡ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ﴾ [المائدة ٦٥]
﴿قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِی مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِ �������� لَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [الأنعام ٥٨]
﴿أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِی �������� لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [الزمر ٥٧]
وهناك نوع آخر، يبتدأ الجواب فيه بالفاء :
﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ �������� فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّاۗ.... ﴾ [البقرة ١٦٧]
﴿فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ �������� فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [الشعراء ١٠٢]
﴿أَوۡ تَقُولَ حِینَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِی كَرَّةࣰ �������� فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [الزمر ٥٨]
فأين تتمة آية الرعد؟؟؟؟
مثال آخر عن النقصان، الذي تعرض له النص الأصلي، وهذه المرة مع سورة النور :
ردحذف﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ ���� وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِیمٌ﴾ [النور ١٠]
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ ���� وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النور ٢٠]
على عكس شقيقاتها في سور أخرى (لاحظ معي حرف اللام في بداية الجواب)
﴿ثُمَّ تَوَلَّیۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ �������� لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ﴾ [البقرة ٦٤]
﴿....وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ �������� لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنَ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾ [النساء ٨٣]
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكَ وَرَحۡمَتُهُۥ �������� لَهَمَّت طَّاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ أَن یُضِلُّوكَ وَمَا یُضِلُّونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡۖ.... ﴾ [النساء ١١٣]
والمصيبة أنه في نفس سورة النور، هناك آيتين أخرتين كاملتين
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ �������� لَمَسَّكُمۡ فِی مَاۤ أَفَضۡتُمۡ فِیهِ عَذَابٌ عَظِیمٌ﴾ [النور ١٤]
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ وَمَن یَتَّبِعۡ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ �������� مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ﴾ [النور ٢١]
شكرا على التفاعل والمداخلة ونظرا للأهمية البالغة للموضوع فسأقوم بتأجيل الرد على ما تفضلت به من أمثلة وتخصيص مقال إضافي لمسألة تحريف المصاحف لوضع النقاط على الحروف على جميع جوانب الموضوع
حذفبغض النظر عن المشاكل الواضحة في الآية 176 التي عرضتها في المقال وقمت بتجاهلها وعلى رأسها عدم ذكر حصة الأخوات فوق اثنتين...فإنك سقطت في تناقض صارخ بين تبنيك لمفهوم عبارة للذكر مثل حظ الأنثيين السلفي في الآية 176 ورفضك له في الآية 11
ردحذفhttps://youtu.be/vUeaOhxNVBs?t=472
لا يوجد أي مشكلة في الآية 176
ردحذفالمشكلة في سوء فهم معنى الكلالة
و إن كان للمتوفى أكثر من أختين
تأخذ الزوجة حصتها الأولية الربع ( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ )
و الباقي (4/3) لإخوته
فإن كانوا إخوة رجالا و نساء ( فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ )
أي يقتسمون ثلاث أرباع (4/3) التركة تحت قاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين مهما كان عدد الذكور و الإناث
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف