هل من حقنا تكفير من لم يؤمن بالقرآن في زمننا المعاصر ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


بعد أن بلغت رسالة القرآن مشارق الأرض ومغاربها وأصبح كتاب الله متاح في جميع بقاع الأرض تقريبا يرى البعض أنه لم تعد هناك حجة وعذر لمن أنكر الحق المبين ورفض آيات الله البينات خصوصا إذا كانت فكرة التكفير مرتبطة من الأساس في الروايات المنسوبة للإسلام بمجرد السماع عن النبي محمد
صحيح مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ 
بمعنى أن أي شخص سمع فقط بوجود نبي يدعي محمد دون دراسة قرآنه وادرك آياته البينات فإنه مجبر على الإيمان به وإلا سيصير كافرا مستوجب عذاب جهنم مستحل الدم في حالات معينة عند أصحاب الآراء المتطرفة وهو ما تم تجسيده في الرسائل المنسوبة للنبي محمد في كتب التراث لملوك زمانه التي اكتفت بالدعوة لاعتناق الإسلام 
صحيح البخاري
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ . سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى . أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ
بدل الدعوة لدراسة نصوص القرآن للتعرف وفهم الدين الإسلامي على أصح وجه قبل الحكم على رافضه بالكفر وعلى الرغم من ربط بعض الآراء مسألة التكفير بإقامة الحجة وإيصال الرسالة بشكل صحيح فقد ضلت الفكرة الطاغية هي كفر كل من لم يؤمن برسالة القرآن وبالأخص اليهود والمسيحيين الذين يرفضون وينكرون حسب اعتقادهم شهادة كتبهم التي لا تقبل الجدل على نبوءة الرسول محمد 
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) سورة البقرة
والتي تبقى فكرة خاطئة وبعيدة كل البعد عن واقع النصوص كما سبق التوضيح في مقال
هل تنبأ الكتاب المقدس عن النبي محمد ؟
كونها بنيت على الخطأ التاريخي الكبير الذي يزعم أن ما يعرف بالعهدين القديم والجديد هما التوراة والإنجيل المعصران لزمن تنزيل القرآن اللذان تم الإسهاب في الحديث عنهما في نصوصه
فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) سورة آل عمران
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ (47) سورة المائدة
واللذان احتويا على النبوءات الحقيقة للنبي الأمي
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) سورة الأَعراف
وهو ما ينفي وجود أي نوع من أنواع حجية نبوءة الرسول محمد في نصوص اليهود والمسيحيين التي بين أيدينا ويسقط فكرة تكفيرهم انطلاقا مما جاء في كتبهم لنجد أنفسنا أمام السؤال الصعب والجوهري هل القرآن كاف لإقامة الحجة بشكل قاطع على غير المؤمنين حتى دون الحاجة للاحتكام إلى نصوصهم الدينية ؟ نظريا الجواب نعم لكن عمليا الأمر أعقد بكثير مما نتصور لأن أول خطأ يقع فيه مكفري من لم يؤمن برسالة القرآن هو عدم تقديم هذا الأخير كمصدر ديني وحيد وشامل للدين والتاريخ الإسلامي بل هناك جزء كبير وإن لم يكن الجزء الأكبر المتمثل في ما يسمى بالسيرة والأحاديث النبوية الكفيل ليس فقط بتنفير الناس عن الدين الإسلامي من خلال تعاليمه المعاكسة والمناقضة لتعاليم القرآن بل حتى إلى دفع المؤمنين أنفسهم إلى الارتداد عن الدين الإسلامي وبالأخص عندما تكون ردة فعل عدد كبير من الدعاة المذهبيين عند بيان تعارض القرآن وكتب التراث هي تصديق ما جاء في هذا الأخيرة ومحاولة إخضاع القرآن لها
ليبقى السؤال المطروح هل من العدل أن نصف بالكفر من أعرض عن الإسلام بسبب الصورة الخاطئة والمتناقضة التي تقدم له منذ البداية عن من طرف الدعاة المذهبين والتي تمنعه من مجرد التفكير في دراسة النصوص ؟ هل يجوز تكفير من رفض الإسلام بسبب الروايات المنسوبة للرسول محمد التي أصبحت مصدر إحراج ونفور حتى من المؤمنين أنفسهم ؟ قد يقول قائل أن الحق بين وأن من يبحث عن الحقيقة سيجدها بالتأكيد وسيكتشف من تلقاء نفسه اقتصار دين الله على ما جاء في القرآن كما حدث مع العديد ممن اعتنقوا الإسلام رغم عدم كونه سببا كافيا للحكم بالكفر على من لم يوفق في التوصل إلى الحقيقة في ظل الكم الهائل من التضليل والمغالطات المحيطة بها...لكن ما يجهله هؤلاء أن القرآن الذي ندعوا به الناس إلى دين الله وبالأحرى غير العرب ليس هو نفس القرآن المنزل من رب العالمين بل ترجمة ناقصة ومختلفة في العديد من المواضع تعكس سوء قراءة السلف المذهبي للنصوص والكلمات القرآنية والتي لا تظهر مدى خطورتها وبعدها عن النص القرآني إلا عند ترجمتها إلى اللغات الأخرى
فعلى سبيل المثال عندما يقرأ المؤمن المتقن للغة العربية في كتاب الله فعل أثخن المبهم في لغتنا الموروثة 
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (67) سورة الأَنْفال
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ (4) سورة محمد
فإنه قد يميل بدافع منطقي أو حتى عاطفي إلى المعنى الأكثر سلما وتسامحا...وحتى في حالة الاطلاع على تفاسير السلف للكلمة التي تزعم دعوة القرآن لقتل الأسرى
تفسير الجلالين
{ حتى إذا أثخنتموهم } أكثرتم فيهم القتل
تفسير الجلالين
{ ما كان لنبي أن تكون } بالتاء والياء { له أسرى حتى يثخن في الأرض } يبالغ في قتل الكفار 
فإنه سيتبرأ من هذه التفاسير الغير معصومة بالنسبة إليه على خلاف المكتفي بترجمة النص القرآني إلى لغته الأم الذي تم إيهامه بتنزيل القرآن بنفس لغتنا الحالية (اللغة العربية) بناء على سوء تعريف عربية القرآن
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) سورة يوسف
كما سبق التوضيح في مقال
مفهوم عربية القرآن
والذي سيعتبر كل كلمة في نسخته المترجمة تجسيد لحقيقة النص القرآني وهو ما سيزيد في ترسيخ قناعته المسبقة بدعوة الدين الإسلامي إلى الدموية والإرهاب وبالأخص عندما تكون الترجمة بصورة أكثر سوء
It is not for a prophet to have captives [of war] until he inflicts a massacre [upon Allah 's enemies] in the land
So when you meet those who disbelieve [in battle], strike [their] necks until, when you have inflicted slaughter upon them,
حيث ستبدوا له النصوص كما لو نزلت كالآتي
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا ذَبَحْتُوهُمْ
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يَرْتَكِبَ مَجْزَرَةً فِي الْأَرْضِ
فهل هذا هو دين الرحمة الذي نلوم ونلعن من يرفض إتباعه ؟ بدل لوم كل من يتحمل المسؤولية في إيصال كلام الله بهذه الطريقة المتعارضة مع صريح النصوص التي توحي بأن معنى الإثخان هو التمكن بتوضيحها لكيفية التعامل مع أسرى العدو عند التمكن منهم
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) سورة محمد 
ونهيها عن أخذ الأسرى قبل التمكن في الأرض
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (67) سورة الأَنْفال
وهو ما تؤكده تتمة السياق التي توحي بهجوم وأسر فئة من المؤمنين لطائفة من الكفار لنهب أموالهم قبل المعركة
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) سورة الأَنْفال
فهذا هو الفرق بين من ليس لديه خيار سوى اعتماد الترجمة التي بين يديه وبين من يتقن اللغة العربية القريبة بشكل كبير من لغة القرآن التي تمكنه من إدراك المعاني الحقيقية للكلمات القرآنية واكتشاف ما تم طمسه في الموروث والتفاسير السلفية وبالأخص في المعاني المشتركة في نفس الألفاظ عندما يتم حشوها في غير سياقها المخصص كما هو الشأن بالنسبة لكلمة مؤمن التي بالرغم من إشارتها في العديد من النصوص إلى الإيمان العقائدي
وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ (221) سورة البقرة
فإنها تشمل أيضا مفهوم الأمن والأمان المتجلي في جعلها اسم من أسماء الله الحسنى 
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ (23) سورة الحشر
باعتراف مفسري السلف
تفسير بن كثير
{ المؤمن} قال ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم
تفسير الطبري
وَقَوْله : { الْمُؤْمِن } يَعْنِي بِالْمُؤْمِنِ : الَّذِي يُؤَمِّن خَلْقه مِنْ ظُلْمه .
والذي أشير به في سياق سورة النساء إلى الأفراد المسالمين (من ألقى السلم) من الأقوام المحاربة للمؤمنين
فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ (91) فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا (94) سورة النساء
نصوص تجلي مدى قيمة النفس البشرية في الدين الإسلامي بغض النظر عن هويتها العقائدية وتلعن كل من سولت له نفسه استباحة دماء المدنيين والأفراد المسالمين وهو ما يستحيل استنتاجه في ترجمات القرآن بسبب ترجمة المعاني المشتركة في اللفظ إلى مصطلحات مختلفة في كل من اللفظ والمعنى وبالتالي ستصير مفاهيم السلف
تفسير بن كثير
{ ومن يقتل مؤمناً متعمداً } الآية، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم والآيات والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً فمن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء)، وفي حديث آخر: (لزوال الدنيا أهون عند اللّه من قتل رجل مسلم)، وفي الحديث الآخر: (لو اجتمع أهل السموات والأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم اللّه في النار)، وفي الحديث الآخر: (من أعان على قتل المسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه)
عند من لا يجيد اللغة العربية قرآنا منزلا يقوم بالتمييز بين أنفس البشر بناء على عقائدهم
Whoso slayeth a believer of set purpose, his reward is Hell for ever. Allah is wroth against him and He hath cursed him and prepared for him an awful doom.  
رغم بعدها الشديد عن تعاليم القرآن الحقيقية
Whoso slayeth a peaceful of set purpose, his reward is Hell for ever. Allah is wroth against him and He hath cursed him and prepared for him an awful doom.  
والروايات المنسوبة للرسول محمد لا تزيد الطين إلا بلة
من أكثر الأشياء نقدا في الدين الإسلامي بسبب ما نسب إليه من روايات نكاح الصغيرة الذي لم تكتفي كتب التراث بنسبه للنبي محمد بل حاولت فرضه حتى على النص القرآني نفسه بنسبه للائي لم يحض في قول
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطَّلَاق
تفسير الجلالين
( واللائي ) بهمزة وياء وبلا ياء في الموضعين ( يئسن من المحيض ) بمعنى الحيض ( من نسائكم إن ارتبتم ) شككتم في عدتهن ( فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) لصغرهن فعدتهن ثلاثة أشهر
العبارة التي تشير في حقيقة الأمر إلى انقطاع الدورة الشهرية عند بداية الحمل المرحلة التي وصفت قرآنيا بالحمل الخفيف
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) سورة الأَعراف
والتي جعل الرحمن أجلها عند وضع الحمل
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطَّلَاق
ماذا فعل المترجمون ؟ أضافوا عبارة [also for] لنسب عدة الثلاثة أشهر للائي لم يحضن
And those who no longer expect menstruation among your women - if you doubt, then their period is three months, and [also for] those who have not menstruated. And for those who are pregnant, their term is until they give birth. And whoever fears Allah - He will make for him of his matter ease.
ليصير النص في أعين القارئ الغير عربي كالآتي
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَلِللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ أَيْضََا وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
فكيف له أن يشك ولو للحظة في أن المقصود غير الصغيرات ؟
تخيلوا ردة فعل من عرضت عليه ترجمة كواكب أترابا
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) سورة النبأ
And full-breasted [companions] of equal age
وَصَاحِبَاتِِ ذَوَاتِي صُّدُورِِ كَامِلَةِِ ومِنْ نَفْسِ الأَعْمَارِ
والنظرة التي سيأخذها عن القرآن والإسلام ؟
فلماذا الغضب والعتاب عندما يعبر البعض عن الصورة التي ترسمونها لهم عن الإسلام ؟
فلا يجب إضافة كلمات لا وجود لها في النص الأصلي القرآن
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) سورة الصافات
كعبارة [on the earth]
And We made his descendants those remaining [on the earth]
لنسب فكرة عالمية الطوفان لكتاب الله
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ فِي الأَرْضِ (77) سورة الصافات
الفكرة التي تسببت في ارتداد ولادينية العديد
أو [in two] في قول
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) سورة القمر
The Hour has come near, and the moon has split [in two]
لإقناع القارئ بانقسام القمر إلى جزئين في زمن البعثة المحمدية 
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ إِلَى جُزْأَينِ
لتأييد ما جاء في الروايات الحدث الذي لم يشهده أحد في مختلف بقاع العالم سوى كفار قريش حسب ما جاء في كتب التراث
فتوقفوا رجاء عن إضافة عبارات توضيحية لكلام الله المبين ولا حتى عبارات مثل [reflected] في قول
And made the moon therein a [reflected] light and made the sun a burning lamp?
للإشارة لا نعاكس ضوء الشمس على القمر وإثبات إعجاز القرآن اتركوا للقارئ الحكم بنفسه قبل أن يكتشف زياداتكم في النصوص ويفقد الثقة في مصداقية ترجمات القرآن
وتبقى مجرد أمثلة بسيطة من بين العديد والتي تجعل ترجمات القرآن الحالية أبعد ما يكون عن حقيقة النص القرآني في العديد من المواضع لكن الأمور تصبح أكثر خطورة عندما تمتد لأسماء الأنبياء وتنسب للقرآن شخصيات لم ترد في نصوصه كما هو الشأن مع اسم يسوع (jesus) الذي تم وضعه مكان اسم عيسى في العديد من الترجمات شأنه شأن اسم ماري الذي استبدلوا به اسم مريم
And remember when the angels said: O Mary! Lo! Allah giveth thee glad tidings of a word from him, whose name is the Messiah, Jesus, son of Mary
الاختلاف الذي إن بدى بدون أهمية وتأثير كبير بالنسبة للبعض فإنه سيعتبر لمن لديه دراية بمحتوى العهدين والقديم والجديد دليلا حاسما لرفض رسالة القرآن بسبب تصديقها لشخصية بنيت سيرتها في العهد الجديد على مجموعة من القصص المفبركة لتصديق نبوءات لا وجود لها على أرض الواقع وكمثال قصة قتل أطفال بيت لحم الغير موثقة تاريخيا
إنجيل متى إصحاح 2
16 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18 «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
التي تمت فبركتها لإقناع الناس بتنبؤ العهد القديم بيسوع الناصري  
سفر إرميا إصحاح 31
15 هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ].
والذي سيدرك كل من اطلع على سياقها الكامل أنها نبوءة عن سبي وعودة اليهود (أبناء راحيل زوجة يعقوب حسب العهد القديم) من أرض بابل في حقيقة الأمر 
سفر إرميا إصحاح 31
16 هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [امْنَعِي صَوْتَكِ عَنِ الْبُكَاءِ وَعَيْنَيْكِ عَنِ الدُّمُوعِ لأَنَّهُ يُوجَدُ جَزَاءٌ لِعَمَلِكِ يَقُولُ الرَّبُّ. فَيَرْجِعُونَ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ. 17 وَيُوجَدُ رَجَاءٌ لِآخِرَتِكِ يَقُولُ الرَّبُّ]. فَيَرْجِعُ الأَبْنَاءُ إِلَى تُخُمِهِمْ.   
وأن لا علاقة للنص بحقبة يسوع الناصري من الأساس ولمزيد من التفاصيل والأمثلة يمكن العودة لمقال
فكيف السبيل لإقناع اليهود ولكل من لديه دراية ودراسة لمثل هذه النصوص بحجية القرآن في ظل إصرار المترجمين على كون المسيح المذكور في نصوصه هو نفس الشخصية الجوهرية في العهد الجديد...على الأقل لا تترجموا الأسماء واحتفظوا بنطقها الصحيح مثلما لم تترجموا اسم الله إلى God
And remember when the angels said: O Mariem ! Lo! Allah giveth thee glad tidings of a word from him, whose name is the Messiah, Issa, son of Mariem
حتى تتركوا للباحثين عن الحقيقية فرصة لإدراك اختلاف شخصيتي عيسى ويسوع الذي يبتدئ من الاسم لأنكم  عندما تترجمون اسم مريم لماري فإنكم تزعمون أنها نفس ماري أم يسوع الذي عاش في زمن الرومان 
And mention in the Book ˹O Prophet, the story of˺ Mary when she withdrew from her family to a place in the east,
وأنها في نفس الوقت أخت هارون
sister of Aaron!1 Your father was not an indecent man, nor was your mother unchaste.”
وابنت عمران
There is˺ also ˹the example of˺ Mary, the daughter of ’Imrân, who guarded her chastity, so We breathed into her ˹womb˺ through Our angel ˹Gabriel˺.1 She testified to the words of her Lord and His Scriptures, and was one of the ˹sincerely˺ devout.
نفس اسم والد النبيان هارون وموسى حسب العهد القديم
And Amram took him Jochebed his father's sister to wife; and she bare him Aaron and Moses: and the years of the life of Amram were an hundred and thirty and seven years. 
وحتى حسب الروايات المنسوبة للرسول
صحيح مسلم
وعن ابْنِ عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ. كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ
فإنكم تعززون شبهة وتهمة التباس القرآن وخلطه بين الشخصيات والحقب والزمنية وروايات التراث لا تزيد الطين إلا بلة
فخلاصة القول أننا أبعد ما يكون عن تقديم الصورة الحقيقية والخالصة للقرآن والإسلام حتى يتسنى لنا الحكم على رافضها بالكفر وحتى في حالة التخلي عن المرويات والتفاسير السلفية فسيظل المشكل قائما لاختلاف مناهج وقراءات منكري السنة وبعد عدد كبير منها عن واقع النصوص في العديد من المواضع وتشبث البعض الآخر بنفس أخطاء الموروث الذي يدعون إنكاره...وهنا تمكن المعضلة والصعوبة والحاجة الماسة للتوحد على نفس النهج والقراءة إن أردنا يأخذ الناس مأخذ الجد فكرة وجود إسلام من دون حديث وسنة...وأن نقدم للعالم أقرب نسخة ممكنة من كتاب الله ودينه الحق
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات