بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من أسوء مظاهر استغلال الدين تسخيره كأداة لخدمة الأهداف السياسية ومن أسوء مظاهر تفسير النصوص محاولة إخراجها من سياقها الحقيقي ونسبها لسياقات لا تمت إليها بصلة...ومن أشهر الأمثلة على هذه الظاهرة المؤسفة ما يسمى بنبوءة زوال إسرائيل
النبوءة التي أصبحت على لسان عدد من رجال الدين الذين أجمعوا على حتمية زوال دولة إسرائيل سنة 2022 ميلادية وهو ما يتجلى في نبرة الثقة التي نلمسها في أقوالهم التي وصلت لدرجة جعل الله عرضة لأيمانهم
النبوءة التي أصبحت على لسان عدد من رجال الدين الذين أجمعوا على حتمية زوال دولة إسرائيل سنة 2022 ميلادية وهو ما يتجلى في نبرة الثقة التي نلمسها في أقوالهم التي وصلت لدرجة جعل الله عرضة لأيمانهم
وبغض النظر عن مدى تكلف واصطفائية حساباتهم العددية وعدم خضوعها لقواعد ثابتة وواضحة المعالم
فستتجلى أول بوادر التدليس والكذب من خلال الاكتفاء بالزعم بوجود نبوءة توراتية في نصوص العهد القديم تخبر بزوال دولة اليهود بعد 76 عام من نشأتها دون تقديم الدليل المادي والنص الصريح لهذه النبوءة المزعومة في أسفار التناخ التي لم تعد تخفى على أحد مما يؤكد فبركة القصة التي تزعم علم اليهود المسبق بالمدة الفاصلة بين نشأة وزوال دولتهم
وتبقى مشكلة مثل هذه الأفهام المستحدثة ضربها بعرض الحائط لتفاسير سلف المذاهب الذين يفترض أنهم أقرب الناس للرسول محمد والجيل الأول من المؤمنين في معتقد أصحاب المذاهب الذي ينتمي إليه أغلب دعاة هذه الفرضية وعلى رأسهم مخترعها (الفلسطيني) بسام جرار والذين كان لهم رأي مختلف في هذا الخصوص بنسب أغلبهم لوعدي سورة الإسراء لأحداث سابقة لبعثة النبي محمد
تفسير بن كثير
وقد اختلف المفسرون في هؤلاء المسلطين عليهم من هم؟ فعن ابن عباس وقتادة: أنه جالوت وجنوده سلط عليهم أولاً ثم أديلوا عليه بعد ذلك؛ وقتل داود جالوت، ولهذا قال: { ثم رددنا لكم الكرة عليهم } الآية. وعن سعيد بن جبير وعن غيره أنه بختنصر ملك بابل. وقد أخبر اللّه عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلط اللّه عليهم عدّوهم فاستباح بيضتهم، وسلك خلال بيوتهم، وأذلهم وقهرهم، جزاء وفاقاً
{ فإذا جاء وعد الآخرة } قال مجاهد: بعث عليهم بختنصر في الآخرة، كما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. وقوله: { عبادا لنا } قال ابن عباس وقتادة: بعث اللّه عليهم جالوت، أخرجه ابن أبي حاتم، وفي العجائب للكرماني: قيل هم سنحاريب وجنوده. وقيل: العمالقة، وقيل: قوم مؤمنون أي الكرة الآخرة، أي إذا أفسدتم الكرة الثانية وجاء أعداؤكم { ليسوءوا وجوهكم } : أي يهينوكم ويقهروكم، { فإذا جاء وعد الآخرة } قال مجاهد: بعث عليهم بختنصر في الآخرة، كما أخرجه عنه ابن أبي حاتم.
تفسير الجلالين
{ فإذا جاء وعد } المرة { الآخرة } بعثناهم { ليسوءوا وجوهكم } يحزنوكم بالقتل والسبي حزنا يظهر في وجوهكم { وليدخلوا المسجد } بيت المقدس فيخربوه { كما دخلوه } وخربوه { أول مرة وليتبروا } يهلكوا { ما علوْا } غلبوا عليه { تتبيرا } هلاكا وقد أفسدوا ثانيا بقتل يحيى فبعث عليهم بختنصر فقتل منهم ألوفا وسبى ذريتهم وخرب بيت المقدس
فإذا كانت هذه التفاسير مجرد اجتهادات بشرية يمكنها الخطأ بهذا الشكل الكبير كما يؤكد بعض رجال الدين المذهبيين المعاصرين فلماذا تمت إحاطتها بهالة من القدسية ومهاجمة كل من يطعن في مصداقيتها ؟ أم أن الأمر بالمزاج والاصطفائية ؟ وتبقى أكبر مشكلة في هذه النبوءة هي ارتباط الوعدين معا بدخول نفس القوم على بني إسرائيل
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) سورة الإسراء
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) سورة الإسراء
مما يلزم أن يكون نفس القوم الذين يفترض أنهم سينتصرون على اليهود ويدخلون القدس سنة 2022 ميلادية قد سبق لهم هزيمتهم والدخول عليهم في المسجد الأقصى في وقت من الأوقات...وهنا سيتبادر إلى أدهان العديد أن الدخول الأول كان في عهد عمر بن الخطاب في ما سمي بالفتوحات الإسلامية لكن المشكلة أن المسيحيين هم من كانوا يحكمون بيت المقدس آنذاك وليس اليهود الذين اعتبر هذا الدخول بالنسبة إليهم تحريرا من اضطهاد البيزنطيين الذي وصل لمنعهم من الصلاة عند حائط المبكى كما تؤكد الشهادات التاريخية
مما دفع ببعض المدافعين عن هذه النبوءة إلى الترقيع والزعم بأن الإفساد الأول كان ليهود المدينة الذين حاربوا الرسول والمؤمنين في روايات السيرة المنسوبة للنبي محمد رغم تأكيد النصوص على علاقة الوعدين معا بدخول نفس القوم لنفس المسجد
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (7) سورة الإسراء
وبالتالي حتى لو سلمنا بانطباق هذه النبوءة على اليهود ودخول المؤمنين لبيت المقدس فإن المنطق والواقع يحتمان أننا لا زلنا في مرحلة الإفساد الأول لليهود يليه انتصار ودخول المؤمنين للمسجد الأقصى ثم يليه دخول وإفساد ثاني لليهود وهذه المرة سيكنون أكثر نفيرا من المؤمنين
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) سورة الإسراء
و هو ما لا ينطبق في أي حال من الأحوال على الوضعية الحالية ليهود إسرائيل الذين لا يصلون حتى لخمسة بالمئة من ساكنة الدول الإسلامية المجاورة وللأسف يقوم دعاة مثل النظريات بالتركيز على الأرقام وتجاهل مثل هذه المعطيات الواضحة وضوح الشمس...ومن أهم المعطيات التي يتم غض الطرف عنها استخدام لفظ بني إسرائيل الأكثر شمولية بدل اليهود
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) سورة الإسراء
الاختلاف الذي يمر عليه أغلبية الناس مرور الكرام خصوصا أن أغلب اليهود المعاصرين ينحدرون من سلالة مملكة الغير منتمية لعرق بني إسرائيل من الأساس
يهود أشكناز
يهود أشكناز
اليهود الأشكناز (بالعبرية: אַשְׁכֲּנָזִים) هم اليهود الذين ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية،
و يعتبر الأشكناز هم غالبية اليهود المعاصرين، حوالي 74% من يهود العالم هم يهود أشكناز، وحسب إحصائية أخرى حوالي 75% من يهود العالم هم من الأشكناز.
و بالتالي كان يستلزم أن يأتي النص القرآني المعروف بدقته الشديدة في وصف الأشياء كالآتي
وَقَضَيْنَا إِلَى اليَهُودِ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
وَقَضَيْنَا إِلَى اليَهُودِ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
و المفارقة العجيبة أننا لو قمنا بإحصاء نسل إسرائيل في المنطقة لوجدنا نسبته في الدول الإسلامية المحيطة بإسرائيل أعلى من هذه الأخيرة وهو ما يضعنا أمام سؤال محير من المقصود ببني إسرائيل في سورة الإسراء في حقيقية الأمر هل اليهود أم أتباع رسالة النبي محمد
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) سورة النمل
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) سورة النمل
ماذا لو كانت هذه النبوءة تخص أتباع رسالة القرآن من بني إسرائيل وأن القوم أولي البأس الشديد الذين بعثوا عليهم هم الغزاة الأوروبيين الذين دخلوا عليهم في أكثر من مرة خصوصا في ظل تأكيد القرآن على تكرر الأمر كلما أفسد بنو إسرائيل
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) سورة الإسراء
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) سورة الإسراء
فكما نرى فيمكن تفسير هذه النبوءة بأكثر من وجه وباحتمالات أقرب بكثير للمنطق والواقع من ربطها بشعب الخزر وبالأخص بربطها بما يسمى حاليا بالمسجد الأقصى الذي لم يكن له وجود أصلا في زمن البعثة المحمدية
ليبقى السؤال المطروح لهؤلاء كيف ستكون ردة فعلهم عند حلول العام 2023 دون زوال دولة إسرائيل وسلطة المؤمنين على الأرض ؟ هل سيعترفون بخطئهم بعد فوات الأوان ويعلنون أمام الملأ أنهم كانوا يبيعون الوهم للناس ويتقولون على الله بغير علم ؟ أم سيدسون رؤوسهم في التراب ويتركوا كتاب الله عرضة للطعن والتشكيك أكثر مما هو عليه نصرة لمللهم وإيديولوجياتهم التي ساهمت بشكل مباشر ولاتزال في الارتداد وفقدان الثقة في دين وكتاب الله...وحتى إن لم تساهم هذه النبوءة الكاذبة في الارتداد فستساهم في فقدان الثقة في ظاهرة الآيات العددية للقرآن التي تعد من أقوى وأعظم آيات الكتاب في زمننا المعاصر...بتأييدها لدعوى الطاعنين الذين يقومون بالتركيز في أطروحاتهم النقدية على مثل هذه النماذج المتحيزة للطعن في الظاهرة بشكل عام كما تم التوضيح في مقال
ليبقى السؤال المطروح لهؤلاء كيف ستكون ردة فعلهم عند حلول العام 2023 دون زوال دولة إسرائيل وسلطة المؤمنين على الأرض ؟ هل سيعترفون بخطئهم بعد فوات الأوان ويعلنون أمام الملأ أنهم كانوا يبيعون الوهم للناس ويتقولون على الله بغير علم ؟ أم سيدسون رؤوسهم في التراب ويتركوا كتاب الله عرضة للطعن والتشكيك أكثر مما هو عليه نصرة لمللهم وإيديولوجياتهم التي ساهمت بشكل مباشر ولاتزال في الارتداد وفقدان الثقة في دين وكتاب الله...وحتى إن لم تساهم هذه النبوءة الكاذبة في الارتداد فستساهم في فقدان الثقة في ظاهرة الآيات العددية للقرآن التي تعد من أقوى وأعظم آيات الكتاب في زمننا المعاصر...بتأييدها لدعوى الطاعنين الذين يقومون بالتركيز في أطروحاتهم النقدية على مثل هذه النماذج المتحيزة للطعن في الظاهرة بشكل عام كما تم التوضيح في مقال
وهو ما نلمسه في نبوءة زوال إسرائيل القائمة على الاصطفائية في المقام الأول كما يتجلى في مزاجية الحسابات المعتمدة لتحديد التواريخ والتي في سبيل الحصول على العدد 1443 تم بدء الحساب من كلمة وآتينا حتى تكتمل العدة في كلمة لفيفا
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) سورة الإسراء
رغم أن المنطق يفرض بداية ونهاية الحساب من جملة فإذا جاء وعد الآخرة
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ (104) سورة الإسراء
أو النصين اللذان وردت فيهما
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) سورة الإسراء
أو على الأقل البدأ من نص النبوءة
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) سورة الإسراء
لكن بما أن الاحتمالات الثلاثة لم تحقق المراد فتعالوا نرقع ونصطفي بين النصوص والروايات ونفضل ورش على حفص رغم كون هذه الأخيرة الأكثر تداولا ومصداقية وتوافقا مع الآيات العددية كما سبق التوضيح
حتى نتحصل على الأعداد المنشودة بدون أية ضوابط علمية ثابتة وواضحة المعالم
فبعيدا عن مثل هذه التكلفات التي ما أنزل الله بها من سلطان وإن أردنا بالفعل إدراك حقيقة هذه النبوءة الربانية فعلينا نسيان كل ما جاء في موروثاتنا المليئة بالمغالطات والالتزام بحرفية النص القرآني وحقائقه المفصلة في الكتاب لتحديد هوية بني إسرائيل المخاطبين في النبوءة الذي يعد المفتاح الرئيسي لفهم هذه الأخيرة وكما سبقت التوضيح في مقال
فبعيدا عن مثل هذه التكلفات التي ما أنزل الله بها من سلطان وإن أردنا بالفعل إدراك حقيقة هذه النبوءة الربانية فعلينا نسيان كل ما جاء في موروثاتنا المليئة بالمغالطات والالتزام بحرفية النص القرآني وحقائقه المفصلة في الكتاب لتحديد هوية بني إسرائيل المخاطبين في النبوءة الذي يعد المفتاح الرئيسي لفهم هذه الأخيرة وكما سبقت التوضيح في مقال
فإن أسماء الأمم والأقوام لا تعني بالضرورة العموم عكس ما هو متعارف في لغتنا الموروثة بل هوية المخاطبين في النصوص المتغيرة حسب السياق
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (51) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) سورة المائدة
وبالنظر إلى نص النبوءة
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) سورة الإسراء
فإن المقصود ببني إسرائيل الذين أوتوا الكتاب منهم وبالضبط كتاب موسى
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) سورة الإسراء
أي أتباع رسالة النبي موسى الملقبين بالذين هادوا
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (62) سورة البقرة
اللقب المستمد من الذين هادوا إلى الله مع النبيان موسى وهارون بعد عبادة العجل
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ (156) سورة الأعراف
إلى هنا تبدو الأمور قريبة من التعريف المذهبي الذي قام بحصر هوية بني إسرائيل في طائفة اليهود الذين لا خلاف في كونهم أهل التوراة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ (65) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا (67) سورة آل عمران
سواء كانت تسمية اليهود مرادفة للذين هادوا أو كانوا مجرد طائفة منهم
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا (44) سورة المائدة
لكن في المقابل سنجد إخفاق كلي لكتب التراث في تحديد هوية القوم الذين سلطوا عليهم والذين من خلال الوصف القرآني يتضح أنهم كانوا مؤمنين صالحين أولي باس شديد
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (5) سورة الإسراء
تماما مثلما وصف المؤمنون المجاهدون في كل التوراة والإنجيل والقرآن
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ (111) سورة التوبة
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (29) سورة الفتح
ففي بعض الأحيان تكون الحقيقة أبسط بكثير مما نتصور...فلنتفكر قليلا من هو الخصم المؤمن الذي ظل في صراع عقائدي مع كفار الذين هادوا في عصر الأنبياء ؟ ببساطة الذين آمنوا من بني إسرائيل أنفسهم
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ (93) سورة يونس
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) سورة النمل
الذين ظلوا متشبثين ومتبعين لرسائل وأنبياء الله وفي صراع دائم مع أعداءهم من الكفار
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) سورة المائدة
وهذا النص بالذات يعطينا فكرة عن الحقبتين الزمنيتين المفترضتين لإفساد بني إسرائيل ودخول المؤمنين عليهم حيث أوهمنا التاريخ اليهودي المفبرك ومن سار على خطاه أن حرب وصراع مؤمني بني إسرائيل بقيادة الملك جالوت المعرف في العهد القديم بشاوول كانت ضد الفلسطينيين بقيادة جالوت المعرف بجليات
سفر صاموئيل إصحاح 17
2 وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ, وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 3 وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَا وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَاكَ, وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ. 4 فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ, مِنْ جَتَّ, طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ,
سفر صاموئيل إصحاح 17
2 وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ, وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 3 وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَا وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَاكَ, وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ. 4 فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ, مِنْ جَتَّ, طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ,
لكن كيف يمكن الثقة في كتاب يدعي وجود بشر طوله ستة أذرع وينسب قصة طالوت لشخص آخر يفترض أنه عاش قبله بقرون يدعى جدعون ؟
سفر القضاة إصحاح 7
4 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «لَمْ يَزَلِ الشَّعْبُ كَثِيراً. انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُنَقِّيَهُمْ لَكَ هُنَاكَ. وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هَذَا يَذْهَبُ مَعَكَ فَهُوَ يَذْهَبُ مَعَكَ. وَكُلُّ مَنْ أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هَذَا لاَ يَذْهَبُ مَعَكَ فَهُوَ لاَ يَذْهَبُ». 5 فَنَزَلَ بِالشَّعْبِ إِلَى الْمَاءِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «كُلُّ مَنْ يَلَغُ بِلِسَانِهِ مِنَ الْمَاءِ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ فَأَوْقِفْهُ وَحْدَهُ. وَكَذَا كُلُّ مَنْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلشُّرْبِ». 6 وَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ وَلَغُوا بِيَدِهِمْ إِلَى فَمِهِمْ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُلٍ. وَأَمَّا بَاقِي الشَّعْبِ جَمِيعاً فَجَثُوا عَلَى رُكَبِهِمْ لِشُرْبِ الْمَاءِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ وَلَغُوا أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ. وَأَمَّا سَائِرُ الشَّعْبِ فَلْيَذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ».
سفر القضاة إصحاح 7
4 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «لَمْ يَزَلِ الشَّعْبُ كَثِيراً. انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُنَقِّيَهُمْ لَكَ هُنَاكَ. وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هَذَا يَذْهَبُ مَعَكَ فَهُوَ يَذْهَبُ مَعَكَ. وَكُلُّ مَنْ أَقُولُ لَكَ عَنْهُ: هَذَا لاَ يَذْهَبُ مَعَكَ فَهُوَ لاَ يَذْهَبُ». 5 فَنَزَلَ بِالشَّعْبِ إِلَى الْمَاءِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «كُلُّ مَنْ يَلَغُ بِلِسَانِهِ مِنَ الْمَاءِ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ فَأَوْقِفْهُ وَحْدَهُ. وَكَذَا كُلُّ مَنْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلشُّرْبِ». 6 وَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ وَلَغُوا بِيَدِهِمْ إِلَى فَمِهِمْ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُلٍ. وَأَمَّا بَاقِي الشَّعْبِ جَمِيعاً فَجَثُوا عَلَى رُكَبِهِمْ لِشُرْبِ الْمَاءِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ وَلَغُوا أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ. وَأَمَّا سَائِرُ الشَّعْبِ فَلْيَذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ».
حيث تحولت المعركة التي يفترض أنها كانت ضد الفلسطينيين إلى قتال ضد شعب مدين ! ليبقى السؤال المطروح في ظل هذا التزييف الصارخ للحقائق هل كانت المعركة أصلا ضد الفلسطينيين أم ضد كفار بني إسرائيل ؟ فلو أمعنا النظر في اسم جالوت سنجده على وزن طالوت نفسه
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ (249) سورة البقرة
نفس الملاحظة بالنسبة لهاروت وماروت وريثي ملك بني إسرائيل من بعد سليمان
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
الذين حولهما خطأ في التشكيل إلى ملائكة
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
مما يوحي بأن اسم جالوت كان اسم لقائد أو ملك إسرائيلي قام بطرد واضطهاد مؤمني زمانه
وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا (246) سورة البقرة
وما يزيد في تأكيد هذا الطرح ذكر النص لإخراج مؤمني بني إسرائيل من أبناءهم مما يعني أن الإخراج لم يشمل عامة بني إسرائيل بل فقط الفئة التي عارضت السلطة الدينية أو نظام الحكم إن جاز التعبير على خلاف لو تعلق الأمر بالغازي الأجنبي الذي لم يكن ليستثني أحد من الشعب بل حتى طلب الملأ الإسرائيلي بملك مبعوث من عند الله
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ (246) سورة البقرة
يوحي بأنهم كانوا فئة معارضة ورافضة لحكم ملك البلاد...وبالتالي فاحتمال كبير أن يكون الإفساد الأول لبني إسرائيل في زمن طالوت الذي بعثه الله تعالى هو ومن آمن معه
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا (247) سورة البقرة
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (5) سورة الإسراء
لينهوا إفساد الكفار في الأرض المباركة ويعيدوا المستضعفين إلى ديارهم
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (4) سورة الإسراء
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ (251) سورة البقرة
في عصر الملوك الصالحين سلميان وأبيه داود خليفة طالوت الذي قتل جالوت قبل أن ينتشر الفساد مرة أخرى في الحقبة التي بعث فيها عيسى بن مريم الذي توحي المعطيات القرآنية ببعثه بعد ملك سليمان كما تم التوضيح في مقال
توضيح بخصوص التسلسل الزمني لأنبياء بني إسرائيل
ليحتدم الصراع العقائدي من جديد بين بني إسرائيل في زمن بعثته المباركة التي تشير المؤشرات أنها كانت مرحلة الوعد الثاني
توضيح بخصوص التسلسل الزمني لأنبياء بني إسرائيل
ليحتدم الصراع العقائدي من جديد بين بني إسرائيل في زمن بعثته المباركة التي تشير المؤشرات أنها كانت مرحلة الوعد الثاني
قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) سورة الصف
صحيح أن النصوص القرآنية لم تشر إلى القتال العسكري بين الذين هادوا والنصارى ولا لإخراج المؤمنين من ديارهم كما حدث في زمن طالوت لكن هناك بعض الإشارة التي توحي بحدوثه على أرض الواقع كثناء نصوص الإنجيل على المقاتلين في سبيل الله
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ (111) سورة التوبة
ودعوة المقاتلين المؤمنين في زمن النبي محمد إلى التأسي بموقف الحواريين والتذكير بتأييد الرحمن لهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) سورة الصف
وحتى قول أصبحوا ظاهرين الذي يوحي بقلة عدد المؤمنين مقارنة بالكفار قبل بعثة المسيح يعزز ما جاء في سورة الإسراء بخصوص كثرة عدد مفسدي بني إسرائيل أثناء الإفساد الثاني
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) سورة الإسراء
لكن مع ذلك لا يمكن الجزم بشيء في غياب النصوص القطعية في الأمر خصوص أن إفساد كفار الذين هادوا وقتلهم قد استمر بعد ذلك كما تم التوضيح في نفس المقال...لنجد أنفسنا أمام احتمال آخر أن تكون نهاية الإفساد الثاني ودخول المسجد في زمن النبي محمد الذي يعترضه عدم ذكر نصوص القرآن لا من قريب ولا من بعيد لأي صراع حول المسجد الأقصى الذي لم يذكر بالاسم سوى مرة وحيدة في القرآن مما يوحي بثانويته مقارنة بالمسجد الحرام الذي كان أحد أولويات صراع المؤمنين مع الكفار
وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ (191) وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ (217) سورة البقرة
لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) سورة الفتح
ويحيلنا في نفس الوقت إلى السؤال الأهم من هو المسجد الوارد في نبوءة سورة الإسراء المسجد الأقصى أم المسجد الحرام ؟ وهل كان المسجد الأقصى أصلا وصفا لأحد القرى المأهولة أم مجرد وصف للمنطقة المباركة التي كلم فيها الرحمن نبيه موسى ؟
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) سورة القصص
فمن البديهي إذا أن يكون الدخول الموعود في الوعدين معا إلى المسجد الحرام وليس لما يوصف حاليا بالمسجد الأقصى
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (7) سورة الإسراء
يبقى السؤال فقط هل كان الدخول الثاني في زمن البعثة المحمدية
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) سورة الفتح
ولماذا يذكر أصلا في القرآن لو كان أمرا مقضيا قبل نزوله ؟ احتمال يبدو للوهلة ضعيفا كون المسجد الحرام كانت تحت سيطرة الأميين منكري البعث والرسائل السماوية
قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) سورة المؤمنون
التي كانوا يصفونها بأساطير الأولين
التي كانوا يصفونها بأساطير الأولين
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) سورة الفرقان
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً (35) سورة الأنفال
عكس الوعد الأول الذي يفترض دخول المؤمنين فيه على الذين هادوا كما سبقت الإشارة لكن في العديد من الأحيان تكون المظاهر خادعة خصوصا عندما تكون مشبعة بأفكار التراث المسبقة التي تحجب رؤية الحقائق كعدم أمية قوم الرسول محمد بشكل مطلق وإطلاع فئة منهم على كتاب موسى كما سبق التوضيح في مقال
هل كان قوم الرسول أميون أم أهل كتاب ؟
وكما يتجلى بوضوح في قول
هل كان قوم الرسول أميون أم أهل كتاب ؟
وكما يتجلى بوضوح في قول
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ (91) سورة الأنعام
وبطبيعة الحال إذا علمنا أن قوم الرسول قد ورثوا كتاب موسى أبا عن جد من آباءهم الأولين ممن كفروا برسالة النبي موسى
لتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) سورة القصص
فإنهم يصبحون معنيين بالنبوءة أيضا وبالأخص عندما ندرك أنها ذكرت في كتاب موسى بالذات
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) سورة الإسراء
وبالخصوص عندما يتم الربط في نفس السياق بين الإفساد والشرك بالله الذي كان جريمة قوم النبي محمد الأولى
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) سورة الإسراء
ولمزيد من التفاصيل عن إسرائيلية قوم محمد وعلاقتهم بقوم موسى يمكن العودة إلى مقال
قرآن بني إسرائيل
وهو ما يغير نظرتنا مرة أخرى لهوية جالوت وقومه وينفي انتماءهم للذين هادوا وأنهم كانوا من الأجيال الإسرائيلية الأولى التي أنكرت رسالة النبي موسى وحاربت أتبعها والأسلاف الحقيقيين لأميي البعثة المحمدية
قرآن بني إسرائيل
وهو ما يغير نظرتنا مرة أخرى لهوية جالوت وقومه وينفي انتماءهم للذين هادوا وأنهم كانوا من الأجيال الإسرائيلية الأولى التي أنكرت رسالة النبي موسى وحاربت أتبعها والأسلاف الحقيقيين لأميي البعثة المحمدية
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) سورة الإسراء
وما يزيد في تعزيز هذا الطرح عدم ورود أي ذكر للذين هادوا ولا النصارى في سورة الإسراء التي تركز فيها الخطاب على أميي البعثة المحمدية منكري البعث وعبدة الملائكة المعترضين على بشرية الأنبياء ومن بينهم قوم الرسول الذين حاولوا إخراجه من قريته
وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) سورة الإسراء
مما يوحي أنهم هو المعنيون بالنبوءة التي تحققت لاحقا عند فتح بكة
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) سورة الفتح
ويستبعد فرضية اليهود
الشيء الأكيد أن لا علاقة للأمر بما يحدث حاليا في منطقة الشرق الأوسط وإن كان هنالك تشابه في بعض النقاط
الشيء الأكيد أن لا علاقة للأمر بما يحدث حاليا في منطقة الشرق الأوسط وإن كان هنالك تشابه في بعض النقاط
وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) سورة الإسراء
فلسعي اليهود لتحقيق نبوءات كتابهم المحرف المزعومة المستمدة أصلا من أحداث ونبوءات سابقة كالإتيان ببني إسرائيل إلى الأرض المقدسة قبيل بعثة خاتم النبيين الذي رفضه اليهود
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ (102) سورة البقرة
والذي جعلوه مرتبطا ببعثة مسيح اليهودية المنتظر الشخصية الوهمية التي استبدلوا بها كلا من المسيح الحقيقي وخاتم النبيين وللأسف فقد انتقلت العديد من مثل هذه النبوءة اليهودية وحتى المسيحية إلى التراث المنسوب للإسلام لتصير أداة لدفع المؤمنين لتحقيق نبوءات اليهود على أرض الواقع
فيجب التصدي وفضح مثل هذه النبوءات الكاذبة المنسوب للإسلام وبالأخص تلك المنسوبة للقرآن قبل حلول التواريخ المنسوب إليها حتى تكون لدينا مصداقية أمام الآخرين وليس بعد فوات الأوان وانعدام الخيارات
فيجب التصدي وفضح مثل هذه النبوءات الكاذبة المنسوب للإسلام وبالأخص تلك المنسوبة للقرآن قبل حلول التواريخ المنسوب إليها حتى تكون لدينا مصداقية أمام الآخرين وليس بعد فوات الأوان وانعدام الخيارات
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم