هل قرآن المذاهب هو نفس القرآن الذي أنزل على محمد ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


لا يختلف إثنان في كون ما يسمى بالمذاهب الإسلامية رغم شكرها و إتباعها لنصوص غير كتاب الله فإن جميعا تتفق على الإيمان بنفس القرآن على الأقل هذا ما يبدو ظاهريا لكن هل هذا الإيمان الموحد و النقطة المشتركة تتجسد على أرض الواقع أم أنه مجرد شعار و وسيلة لذر الرماد في العيون لإيهام أتباعهم أنهم يؤمنون بالقرآن
يعتقد غالبية الناس أن أصحاب المذاهب يؤمنون بنفس القرآن المتعارف بين الناس الذي يتلون آياته ليل نهار في صلواتهم لكن ما يجهله الأغلبية أن هذه المذاهب تؤمن بوجود آيات منقوصة في المصحف الحالي فالشيعة مثلا يزعمون أن هناك آيات محذوفة من القرآن و أن الصحابة قد حذفوا عبارة آل محمد من العديد من النصوص القرآنية أشهرها على الإطلاق آية
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)  سورة آل عمران
التي زعموا أنها كانت كالآتي قبل الحذف المزعوم 
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ وَ آلَ مُحَمَدَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)  سورة آل عمران
كما يدعي هذا الشيخ الشيعي
و ليت الأمر يتوقف عند الكلمات فقط بل ستدفعهم جرأتهم و تقديسهم لأصنامهم البشرية لإختراع سورة شيطانية و نسبها للقرآن و إدعاء حذفها من طرف السنيين بطبيعة الحال
سورة الولاية
لكن المحزن في الأمر هو عتاب و تكفير و إستهزاء السنيين منهم و هم لا يقلون عنهم جرما و سوء إن لم يكونوا أكثر كيف لا و هم يحكمون بآيات محذوفة من القرآن على حد زعمهم كآية الرجم التي زعموا نسخها نصا من سورة الأحزاب و بقاء حكمها 
آية الرجم
آية الرجم يعرفها علماء السنة بأنها آية من القرآن نسخ لفظها وبقي حكمها، بينما ينكر ثبوت لفظها: الخوارج وبعض المعتزلة وبعض الشيعة، وخالفوا بذلك مذهب جمهور أهل السنة والجماعة. كما إن طائفة من الخوارج، وبعض المعتزلة: أنكروا حد الرجم. وقد ورد ذكر هذه الآية التي كانت قبل النسخ ضمن سورة الأحزاب بلفظ هو: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم». قرأها الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رفعها الله مع ما رفع من القرآن، مع بقاء الحكم. وقد روى هذا عدد من الصحابة، ووافقهم الآخرون ولم ينكروا عليهم، وقد وردت شواهد كثيرة عن الصحابة والتابعين والعلماء في كتب التفسير والحديث وأصول الفقه وفروعه وكلها تدل على أن هذه الآية منسوخة لفظا لاحكما، فهي بعد النسخ ليست من الآيات التي تعبدنا الله بتلاوتها أما حكم الرجم الذي دلت عليه فلم ينسخ بل هو باق وثابت ومؤكد بالسنة والإجماع.
خطة جهنمية لنسب أحكام لم ينزل بها الله من سلطان لكتابه  دون الحاجة لتبرير غيابها في النصوص القرآنية من خلال آيات شبح يعتبرونها جزء من القرآن ! فهل هناك منطق سيقبل نسخ لفظ الاية و بقاء حكمها و ما الحكمة في ذلك ؟ و طبعا كحال كل كذاب أشر فإنها أقواله تفضحه خصوصا عندما يكون جاهل بمعاني أبسط الكلمات القرآنية كوصف الزوجين بالشيخ والشيخة مع العمل أن هذا المصطلح جاء مقتصرا في لسان القرآن على الطاعنين في السن 
قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)  سورة يوسف
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)  سورة القصص
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)  سورة هود
و تتجلى هذه الكذبة بشكل أوضح في الاية الأخيرة التي تظهر أن لقب الزوج في لسان القرآن هو البعل و ليس الشيخ كما يتبين في مختلف الآيات
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)  سورة البقرة
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)  سورة النساء
و من الآيات الضائعة أيضا
صحيح مسلم
 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن
و هناك أمثلة أخرى  بل و سور زعم أنها كانت في القرآن
سورة الخلع
اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك َللّهُمّ
سورة الحفد
إيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ
و بطبيعة الحال كما يسخر و يكفر السنة الشيعة يقوم الشيعة بالمثل و لا يرى أي منهما أنهم في الجرم و الكفر و الإفتراء مجتمعون 
فإن كان هؤلاء الكفرة قد وجدوا ضالتهم في أكذوبة الآيات المنسوخة لفظا و الباقية حكما لفرض أحكامهم على القرآن فإنهم في المقابل قد قاموا بعكس الآية لإلغاء آيات و أحكام الله الحقيقية الثابتة في النصوص من خلال إدعاء وجود آيات منسوخة حكما و باقية لفظا و هنا نتساءل ما الفائدة من بقاء آيات منسوخة حكما في نصوص القرآن ؟ و قد سبق و تطرقت لهذه النقطة بالتفصيل في موضوع
هل هناك آيات منسوخة في القرآن ؟
و هذا جدول للآيات المنسوخة على حد زعمهم 
جدول للآيات المنسوخة والناسخة
رغم أن هناك بعض شيوخهم الذين يزعمون وجود أكثر من 300 آية منسوخة يعني بصريح العبارة هذه الآيات لم تعد من دين الله و تقرأ فقط لجمع الحسنات ! 
و تبقى أبرز ملاحظة عند الإطلاع على هذا الجدول هي جعل الآية الخامسة من سورة التوبة أو ما يسمى بآية السيف التي تأمر بقتل  المشركين حيث ما وجدوا ناسخة للسواد الأعظم من الآيات التي زعم نسخها و بعبارة أصح تم نسخ جميع آيات التسامح و المودة بقتال و حرب متواصلة مع كل شعوب هذه الأرض الغير مسلمة ؟ ثم يأتي من يشتكي من وصف الآخرين للإسلام بالإرهاب و مذهبه هو أكبر مروج للإرهاب و الجريمة و قاتل كل رحمة ة تسامح في كتاب الله لأننا عندما ندقق سواء في الآيات المنسوخة لفظا أو حكما عند السنيين فسنجد أن جلها تهدف لفرض تشريع الإجرام من رجم و قتل و حرب بإسم الدين
قد يعتقد البعض أن الإختلاف يقتصر على النقطتين السالفتي الذكر لكن المشكل أعمق من ذلك بكثير و أكثر خطورة و له عدة أوجه من بينها التلاعب بلغة القرآن نفسها و تغيير معنى الكلمات القرآنية لإعطائها معنى غير المعنى الحقيقي الذي نزلت به وعلى سبيل المثال تفسير الجزية بالضريبة و تفسير قطع يد السارق ببترها و تفسير الرجم برمي الحجارة ألخ و قد سبق و تطرقت لخطورة سوء فهم المفردات القرآنية و مدى مساهمة ذلك في تغيير أحكام الله في عدة مواضيع من بينها
مفهوم الرجم الحقيقي في القرآن
هل أمر القرآن ببتر يد السارق ؟
هل قام القرآن بالتمييز بين المسلم و الغير مسلم في القصاص ؟
و يتجلى هذا الإختلاف بشكل أكبر عند الإطلاع على نسخ القرآن المترجمة للغات الأخرى 
و يبقى أخطر وجه من أوجه التحريف و الإختلاف على الإطلاق هو علم تفسير القرآن الذي علاوة على تلاعبه بمختلف المفردات القرآنية فإنه أخرج الغالبية الساحقة من نصوص القرآن عن سياقها الحقيقي و ربطها بمجموعة قصص و شخصيات خرافية أو لا تمت لها بصلة فأصبح الناس مجبرون على قبولها  كجزء لا يتجزء من القصص القرآني فأصبح كل شخص يقرأ القرآن مبرمج على قبول أن أبرهة الحبشي و قومه هم أصحاب الفيل و أن أبو بكر هو صاحب محمد في الغار و أن عائشة هي المقصودة بقصة الإفك و أن الروم قد قاتلوا الفرس في سورة الروم ألخ حتى أننا نجد مصاحف مصحوبة بمثل هذه التفاسير 
فللأسف الناس تقرأ قرآنا آخر و لا تشعر بذلك تعمل و تطبق أحكام قرآن آخر و لا تدرك ذلك و الأخطر من ذلك أنها ممنوعة منع كليا من محاولة فهم القرآن بطريقة مغايرة تحت حجة عدم مخالفة فهم السلف فحان وقت الإستيقاظ و محاسبة هؤلاء الشياطين الذين تلاعبوا بكلام الله و أضلوا الناس عن كتاب ربهم و إحتكروه لأنفسهم لقرون طويلة 

تعليقات