بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
متى بعث و عاش الرسول محمد ؟ قد يبدوا هذا السؤال غريبا شيئ ما بالنسبة للبعض كون زمن بعثة الرسول محمد من الحقائق الأكثر تسليما في الدين و التاريخ الإسلامي إن لم نقل التاريخ العالمي و من الأشياء القليلة التي لم يتم الطعن و التشكيك فيها نظرا لإرتباطها بكم هائل من الأحداث و الشخصيات الموثقة تاريخيا و بالأخص لعدم وجود دلائل صريحة في القرآن تنفي بعثة الرسول في أواخر القرن السادس الميلادي
لكن لو أخذنا الموضوع من ناحية علمية و منطقية فسنجد أنفسنا أمام سؤال بالغ الأهمية هل عدم وجود دلائل تنفي حقيقة معينة كافي للتسليم بصحتها ؟ بطبيعة الحال لا خصوصا أن الحقائق التاريخية المادية لم تقدم لنا أي دليل صريح على أن أحد الأنبياء من نوح إلى محمد شخصيات حقيقية فما بالك أن نسلم بعيش أحدها في زمن محدد
كل ما لدينا هو مجموعة من المرويات من مصدر واحد فقط تتحدث عن شخصية لا نتوفر على أي دليل مادي حقيقي يثبت وجودها وهي نفس حالة جميع الأنبياء و أبرزهم عيسى بن مريم الذي يعتقد أغلب الناس أن الزمان الذي نسبت إليه فترة عيشه و بعثته من المسلمات التاريخية التي لا تمس و مع ذلك نجد القرآن ينفي ذلك و يؤكد أنه حفيد عمران و إبن أخت النبي هارون اللذان عاشا قرون طويلة قبل ذلك حسب نفس المصادر كما سبقت الإشارة في موضوع
لذلك لا يمكننا الثقة في مثل هذه الروايات و لو كانت بالآلاف بل يجب الإعتماد على القرآن في المقام الأول كأهم و أوثق مرجع لكل بحث تاريخي متعلق بالرسول محمد
في الحقيقة من الصعب تحديد الحقبة الزمنية التي عاش فيها الرسول إنطلاقا من النص القرآني لوحده الشيء الأكيد أنها تزامنت مع تواجد الرومان بمنطقة الشرق الأوسط
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم
الذي قدرت بدايته في منتصف القرن الأول قبل الميلاد مما يجعل إحتمال عيش و بعثة الرسول محمد قبل تلك الفترة جد مستبعد
و بالتالي يمكننا حصر الحقبة الزمنية المحتملة لبعثة الرسول محمد من العام 40 قبل الميلاد إلى 684 ميلادية تاريخ ظهور أول العملات النقدية الموثقة لإيمان البعض برسالته
و يبقى أبرز ما يثير الإنتباه عند مقارنة نصوص القرآن بما جاء في السيرة و الأحاديث و التفاسير السنية الإحساس بأننا أمام كتاب إنتزعت عدد كبير من صفحاته و أن هناك حلقة مفقودة لا يمكن تجاهلها مهما حاول تاريخ المذاهب
و أول ما يثير الإنتباه هو الإختلاف الشاسع بين لغة القرآن الأصلية و اللغة المعاصرة لمن وصفوهم بعلماء السلف مؤسسي عصر المذاهب و التدوين و الروايات حيث إعترف عدد كبير منهم ممن عاشوا في فترة ما بين القرن الأول والثالث الهجري بوجود كلمات دخيلة في القرآن على ما أسموه حينها بلغة العرب و من بينهم ابن عباس وابن جيد و وهب بن منبه و الشافعي ابي عبيدة معمر بن المثني و ابي عبيدا لقاسم بن سلام
فهل يعقل أن تتغير اللغة لهذه الدرجة في أقل مائة عام ؟ هل الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية حفظ القرآن ممن لقبوا بالصحابة نسوا حفظ لغته ؟ كيف يعقل أن لغة السلف التي شرح بها القرآن و دونت بها الأحاديث بقيت محفوظة و لم تتغير لمدة ثلاثة عشر قرنا بينما لغة القرآن لم تحفظ في أقل من قرن واحد ! مع العلم أنه كان أكثر القرون تدينا بالنسبة للمسلمين حسب رواياتهم
صحيح البخاري
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ
و الأغرب من ذلك وجود عدة كلمات إعتبروها دخيلة من لغات أقوام أخرى كالإثيوبية والفارسية واليونانية و الرومانية والهندية والسريانية والعبرية والنبطية والقبطية والتركية والزنجية والبربرية ألخ
و قد حاولوا إقناعنا أن القرآن نزل بلغة فيها كلمات دخيلة و مجهولة بالنسبة لقوم الرسول قرآن يفهم بعض كلماته الإثيوبيون أكثر من ممن نزل بلسانهم ؟
و الأكثر غرابة أن كفار قوم الرسول لم يعترضوا إطلاقا على وجود هذه الكلمات الدخيلة في القرآن وهذا يبدوا مستحيلا بالنسبة لقوم كانوا يتصيدون أشباه الفرص للطعن في أي شيء يتيح الفرصة للتشكيك في كتاب الله كما سبقت الإشارة في موضوع
و لقالوا إذا لولا بينت آياته
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت
فهذه الآية تنفي تماما وجود لغة دخيلة على لسان قوم الرسول في القرآن و تصدق ما جاء في الآية
فهذه الآية تنفي تماما وجود لغة دخيلة على لسان قوم الرسول في القرآن و تصدق ما جاء في الآية
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) سورة إبراهيم
فالإحتمال الأقرب للواقع أن هؤلاء العلماء كانوا تحت سلطة سياسية حاولت تشكيل إمبراطورية بإسم الدين و الإسلام في مطلع القرن السابع الميلادي فكلفت مجموعة من العلماء بدراسة القرآن و توفيق آياته مع مصالحهم السياسية فإصطدموا بلغته القديمة المغايرة للغتهم المعاصرة مما يؤكد أن القرآن أقدم بكثير مما نتصور
من الأشياء المثيرة للريبة أيضا عدم وجود شواهد تاريخية تؤكد وجود نسخ من التوراة و الإنجيل بما يسمى باللغة العربية المعاصرة للقرن الاول الهجري حيث أكدت عدة شواهد طلب المسلمين الفاتحين أثناء تلك الفترة من اليهود و المسيحيين بترجمة كتبهم إلى العربية مما يؤكد عدم توفر الفاتحين الأوائل على هذه الكتب و عدم معاشرتهم لليهود و المسيحيين قبل فتح هذه الدول
ترجمة الكتاب المقدس للغة العربية
عام 639 تقريباً، طلب القائد العربي عمر بن سعد ابن أبي وقاص من البطريرك السرياني الأرثوذكسي يوحنا أن يضع ترجمة الإنجيل في اللغة العربية
عام 675 تقريباً في أسبانيا في إشبيلية، قام الأسقف يوحنا بترجمة الكتاب المقدس
687 تقريباً قام حنين بن اسحق الكتاب المقدس بترجمة السبعينية اليونانية وهي مفقودة
693 تقريباً قام العالم اليهودي سعيد الفيوم بترجمة أسفار التوراة الخمسة وأشعيا
693 تقريباً قام الحفص ابن ألبر القوط بترجمة المزامير بأسلوب شعري.
و هو ما يبدو غريبا على أناس يفترض أنهم ينحدرون من مجتمع الرسول الذي كان مليئا باليهود و النصارى الذين كانوا يتحدثون نفس لغتهم
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) سورة المائدة
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) سورة آل عمران
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) سورة الشعراء
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
بماذا كان الرسول يتلوا القرآن على اليهود و النصارى و بماذا كان يحكم بينهم هل باليونانية أم بالسريانية أم العبرية ؟ أم بلسان قومه و لسان نفس المنطقة التي ينتمي لها هؤلاء فالتوراة و الإنجيل الأصليان كانا بنفس لغة القرآن أو جد قريبان منها لأن الرسول محمد عاش و ترعرع في نفس المنطقة التي عاش فيها جل الأنبياء السابقين كما سبق التوضيح في موضوع
و بالتالي فلم تكن بحاجة للترجمة ليفهمها أتباعه الحقيقيين الذي كانوا يعلمون كل كبيرة و صغيرة عن التوراة و الإنجيل اللذان أمرهم القرآن بالإيمان بهما
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) سورة النساء
هذا علاوة على العدد الكبير من أهل الكتاب الذين أمنوا و إتبعوا رسالة محمد
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) سورة العنكبوت
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) سورة الرعد
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
مما يؤكد نشأة الجيل الأول في ثقافة التوراة و الإنجيل و علمهم التام بنصوصهما و عدم جدوى البحث عن ترجمات لهما في لغات و بلدان أخرى
فما قام به سلف المذاهب خلال القرن الأول الهجري هو ترجمة نسخ مترجمة و محرفة إلى لغات أخرى منذ قرون طويلة مما يؤكد جهلهم التام بنصوص اليهود و المسيحين آنذاك بينما التوراة و الإنجيل اللذان تحدث عنهما القرآن فقد كانا مفقودين في تلك الحقبة و منذ مدة طويلة و الدليل على ذلك عدم تحريفهما زمن نزول القرآن على الأقل من ناحية النصوص
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) سورة المائدة
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) سورة المائدة
و قد سبق التطرق لهذه الحقيقة بالتفصيل في موضوع
بينما التوراة و الإنجيل اللذان إعتمد عليهما سلف المذاهب هما نفسهما المتواجدان بين أيدينا حاليا و الملقبان بالكتاب المقدس المليء بالأخطاء و الفواحش و الكوارث و بالأخص العهد القديم
و يبقى السؤال المطروح هل يعقل أن تحدث كل هذه التغيرات العقائدية و التاريخية في أقل من مائة عام ؟ مما يحيلنا إلى سؤال أخر لا يقل حيرة عن سابقيه أين إختفت نصوص التوراة و الإنجيل الحقيقية التي ذكرت في القرآن لماذا لم يعد لها لا حس و لا أثر رغم أنها كانت موجودة حتى القرن السابع لو إعتمدنا على فرضية أن القرآن نزل بالفعل في تلك الحقبة ؟ لماذا لم يحتفظ علماء السلف الأوائل بنسخ التوراة و الإنجيل الصحيحة لإثبات مطابقتها للقرآن قبل أن يضطروا لطلب ترجمتها من أقوام و بلغات أخرى ؟!
لماذا عندما نقرأ نصوص القرآن نشعر أن الزمن يعود بها لفترات غابرة من التاريخ لا تنطبق على المجتمعين اليهودي و المسيحي في للقرن السابع الميلادي فوصف اليهود و النصارى و عبادتهم في القرآن لا يمت بأي صلة لأي فترة من الفترات الموثقة عند أتباع العقيدتين المسيحية و اليهودية و لعل أبرز مثال على ذلك ذكر عبادة اليهود لعزير و إعتباره إبنا لله
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) سورة التوبة
و كذلك قولهم أن يد الله مغلولة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) سورة المائدة
بالإضافة لعبادة النصارى لمريم العذراء كأقنوم من أقانيم الثالوث النصراني
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) سورة المائدة
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) سورة المائدة
و الذي ألغي لاحقا من طرف المسيحيين و تم تعويضه بأقنوم روح القدس كما سبقت الإشارة في موضوع
المسيحية ليست هي النصرانية
مما جعل اليهود و المسيحيين يتهمون القرآن بإفتراء الكذب على معتقداتهم لكن يبقى أكثر مثال مثير للريبة هو إيحاء القرآن بأن اليهود و النصارى كانوا يعتمدون نفس التقويم الزمني للمؤمنين الأوائل الذي يشمل الأشهر الحرم الأربعة
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) سورة التوبة
حقيقية تتجلى بوضوح في سورة التوبة شريطة قراءتها بعيون الحياد بعيدا عن أفكار التراث المضلة حيث سيتجلى بوضوح أن هوية الكفار المشركين المخاطبين في سياقها هم اليهود و النصارى
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) سورة التوبةفَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) سورة التوبة
و بالتالي نستنج أن اليهود و النصارى هم من كانوا يحلون الأشهر الحرم عاما و يحرمونها عاما
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
مما يؤكد إعتمادهم على نفس تقويم المؤمنين حقيقة مزعجة تدعوا لإعادة النظر بشكل كلي في تاريخ الأديان الحالية بدون إستثناء
فكل هذه الشواهد تؤكد وجود حقبة زمنية جد طويلة بين بعثة الرسول و نزول القرآن و بين بداية الإسلام السياسي فترة تغيرت خلالها اللغة كثيرا و فقدت الكتب السماوية السابقة و بعبارة أصح هناك ثقب أسود كبير و طويل بين فترة نزول القرآن و فترة الخلفاء و هذا التغييب و التزوير التاريخي لا يمكن أن يقف ورائه سوى قوة و إمبراطورية ذات سلطة كبيرة على جل أقطار المنطقة مثل الإمبراطورية الرومانية فلو دققنا قليلا في السياق القرآني سنجد أن الله تعالى وعد المؤمنين بقتال قوم أولي شديد
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16) سورة الفتح
وصف لا ينطبق عند تمحيص مختلف نصوص القرآن إلا على الرومان
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) سورة الروم
نعم هذه الآيات تتحدث عن قتال المؤمنين للروم و ليس لحرب الروم مع الفرس كما صور لنا تراث المذاهب الذي قام بتزوير التاريخ من خلال تحريفه للكلم عن مواضعه و تغيير نطق الكلمات فهل غُلِبَتِ الرُّومُ أم غَلَبَتِ الرُّومُ ؟ و هل مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ أم سَيُغْلِبَونَ ؟
و يبقى تغيير تشكيل النصوص من بين أساليبهم لزييف الحقائق و قلبها رأسا على عقب و قد سبق التطرق للمشاكل التي طرحها إضافة التشكيل لنصوص القرآن الأصلية في موضوع
لكنهم نسوا و بالأحرى أنساهم الله تعالى تغير لفظ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ الذي أشار لإنتصارهم في الحرب الأولى إلى غُلْبِهِمْ الذي يشار به إلى الهزيمة و هذا المعطى قد يقلب رأسا على عقب كل ما جاء في السيرة و التصور العام لسير الأحداث و المناطق لذي إرتبطت بالبعثة المحمدية فهل يعقل أن تصف الآية إنتصار المشركين و لو كانوا من الذين أوتوا الكتاب بنصر الله الذي يفرح عباده المؤمنين ؟ هل يعقل أن تغفل الآية عن ذكر الفرس كطرف ثاني في المعارك لو كانوا بالفعل هم المقصودين في الآيات و تحصر الخطاب على الروم و المؤمنين ؟ فهذه الآيات نزلت لتبشر المؤمنين بعد هزيمتهم على يد الرومان بإنتصار قادم في بضع سنين و هو ما يوحي أن سورة الروم كانت من أواخر ما نزل من القرآن الكريم حيث تزامنت فترة نزولها مع ظهور خصم و عدو المؤمنين الجديد الذي بدأ يزعجه إنتشار الإسلام بعد الفتح
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) سورة النصر
من الأكثر الأسئلة التي حيرت العديد ممن درسوا القرآن عدم ذكره للمسيحية ؟ لأنه كما سبق التوضيح في الموضوع أعلاه فإن المسيحية ليست هي النصرانية لعدة أسباب أبرزها أن هذه الأخيرة كانت مجرد ملة خاصة ببني إسرائيل عكس المسيحية الموجهة لجميع الأمم
المسيحية التي نشأت في أحضان الإمبراطورية الرومانية في أحد أكثر المفارقات التاريخية غرابة و ريبة في نفس الوقت حين سمحت الإمبراطورية بتحويل دين خاص بطائفة من بني إسرائيل إلى الدين الرسمي للإمبراطورية ؟
إستطاع التاريخ المسيحي الروماني إقناع العالم أن المسيح ولد و عاش في زمن الرومان و صلب على أيديهم قبل أن يأخذ أتباعه المشعل و ينشروا ديانته في أقطار الإمبراطورية رغم الصعوبات و الإضطهاد و القتل الذي تعرضوا له لكن ماذا لو كانت هذه مجرد مسرحية لخداع العالم ؟ فلو كانت كلمة المسيحية بمثل هذه الحجة و الإقناع لدرجة عجز جبروت الإمبراطورية الرومانية أمامها لماذا إقتصرت رسالتها على الإمبراطورية الرومانية فقط و لم تمتد لبلدان أخرى كبلاد فارس أو بلدان الشمال الأروبي التي إعتنقت المسيحية لاحقا بحد السيف
إستطاع التاريخ المسيحي الروماني إقناع العالم أن المسيح ولد و عاش في زمن الرومان و صلب على أيديهم قبل أن يأخذ أتباعه المشعل و ينشروا ديانته في أقطار الإمبراطورية رغم الصعوبات و الإضطهاد و القتل الذي تعرضوا له لكن ماذا لو كانت هذه مجرد مسرحية لخداع العالم ؟ فلو كانت كلمة المسيحية بمثل هذه الحجة و الإقناع لدرجة عجز جبروت الإمبراطورية الرومانية أمامها لماذا إقتصرت رسالتها على الإمبراطورية الرومانية فقط و لم تمتد لبلدان أخرى كبلاد فارس أو بلدان الشمال الأروبي التي إعتنقت المسيحية لاحقا بحد السيف
فكل المؤشرات توحي أن المسيحية دين من صنع روما بعد نزول القرآن على يد مواطنها اليهودي الأصل شاوول الطرسوسي الملقب ببولس الرسول و الذي حولته لدين عالمي شبيه بالإسلام لتحارب به إنتشار رسالة محمد في إمبراطوريتها و تحافظ به في نفس الوقت على أهم ثوابت ديانتها الوثنية السابقة في قالب ديني جديد مما يعود بنا إلى بداية الألفية الأولى تقريبا
هناك نقطة أخرى تثير الريبة و هي تزامن نفس الحقبة الزمنية تقريبا مع حدوث كارثة مدينة بومبي التي يرى فيها العديد عقابا إلهيا شبيها بعذاب الأقوام المذكورة في الكتب السماوية خصوصا أنها كانت مدينة الفاحشة و الفساد بإمتياز
وكانت تعتبر بومبي عاصمة الرذيلة حيث واشتهرت هذه المدينة بتجارة الدعارة، وكانت يوجد بها بيوت للدعارة في كل مكان، وتنتشر غرف صغيرة لممارسة الرذيلة لا يوجد بها سوى فراش. كان أهل بومبي يمارسون الرذيلة والشذوذ حتى مع الحيوانات، بعلانية أمام الأطفال وفي كل مكان تقريبا. أهل "بومبي" كانوا يرسمون الصور الإباحية على جدران منازلهم أمام الأطفال والنساء والكبار، حتى إن الباحثين اليوم يعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة
لكننا عندما نعود إلى القرآن نجد أن الله لا يهلك أي قوم حتى يبعث إليهم رسوله
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) سورة الشعراء
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) سورة الشعراء
مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) سورة الإسراء
فإذا كان هلاك بومباي إلهي و هذا ما يبدو بالفعل فمن هو الرسول الذي أرسل إلى الرومان في تلك الحقبة من هو الرسول الوحيد الذي إقترن زمان بعثته في نصوص القرآن بالرومان غير الرسول محمد ؟ من هو الرسول الوحيد الذي بعث للناس كافة و لم تقتصر رسالته على بني إسرائيل غير الرسول محمد ؟ فهناك من يقول أن الرسول الذي بعث للرومان هو عيسى بين مريم لكن الله لم يأمره بدعوة الرومان بل بني إسرائيل بشاهدة أناجيلهم
إنجيل متى الإصحاح 15
21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24 فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26 فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27 فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
فكيف يعاقبهم على معصية رسول لم يبعث إليهم ؟ فالمرجح أن رسالة محمد وصلت و إنتشرت في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية و عندما إستشعر الرومان بخطرها قاموا بإنشاء دين مشابه يحتفظ لهم بجميع مصالحهم و تقاليدهم دين لا يعتمد على شريعة الأنبياء و لا يحرم الخباءث دين سماوي ظاهريا و وثني باطنيا و في نفس الوقت قاموا بإضطهاد المسلمين و منع رسالتهم من الظهور و الإنتشار و إجلائهم من خارج الإمبراطورية و في نفس الوقت حرصوا على القضاء على بقايا الطوائف المسلمة من النصارى و الذين هادوا و إتلاف كتبهم و بعد تقسيم الإمبراطورية و إنهيار روما الغربية و تراجع قوة روما الشرقية في أواخر القرن السادس الميلادي و بداية القرن السابع ظهر تيار سياسي قبائلي أنشأ إمبراطورية على أنقاض الإمبراطوريتين الفارسية و البيزنطية الشبه منهارتين بسبب الحروب الطويلة بينهما و هنا ظهر للوجود التاريخ الإسلامي المتعارف إسلام الدولة و ليس إسلام الأفراد و بما أن التاريخ يكتبه المنتصرون فقد سعوا إلى ربط نسب النبي محمد إلى رموزهم عن طريق سيرة كاذبة إدعت أنهم كانوا أصحاب النبي وأقاربه و أهله
تبقى هذه مجرد فرضية قد تصح و قد تخطئ بنيتها على ما هو متوفر حاليا من الدلائل و المعطيات و تبقى أقرب للواقع من السيرة الكاذبة التي تدعي أن الرسول بعث و عاش في بداية القرن السابع الميلادي في جنوب الحجاز و في نفس الوقت تعتبر دعوة لكل باحث عن الحقيقة للبحث حسب إمكانياته المتاحة لتبيان و لو جزء من الحقيقة المطموسة منذ قرون و التي ستظهر عاجلا أم أجلا بإذن الله
بومبي والله أعلم هي مدينة لوط لأن لوط ترك ابراهيم واتجه غربا وتلك المدينة فيها جميع اوصاف قوم لوط .والله أعلم .
ردحذفالشرق الأوسط منطقة بحق عجيبة ولا أنفك اتأمل ماحدث فيها من أحداث جوهرية ومختلفة ومؤثرة بالإضافة للتزيف العميق والهندسة المخيفة التي طالت الجميع من المثقفين وصولاً للرأس الأعلى ربما… ومنذ زمن.
ردحذفتحية طيبة وشكرا على مرورك الكريم وستجد المزيد من التفاصيل بخصوص موضوع زمن البعثة المحمدية والأنبياء بصفة عامة في مقال
ردحذفتساؤلات بخصوص حقبة الأنبياء الزمنية ؟
http://onlycoran.blogspot.com/2021/07/blog-post_21.html