هل بالفعل مريم العذراء و مريم أخت النبي هارون شخصيتين مختلفتين ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من أكبر الأخطاء التي إرتكبها مخترعي المذاهب إعتمادهم الشبه مطلق على التراث اليهودي و المسيحي في تحديد سيرة الأنبياء لدرجة أنهم كانوا يقومون بعرض آيات القرآن على النصوص اليهودية المسيحية ثم لي عنق الآيات لتتطابق معها عوض عرض هذه الأخيرة على القرآن للتأكد من صحتها
و من أبرز الأمثلة على هذا النهج الذي أوقع القرآن في شبهات هو في غنى عنها محاولة لي عنق الآية التي تخبرنا أن مريم العذراء كانت أخت لشخص يدعى هارون
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)  سورة مريم
فبدأوا بنسج الأكاذيب لإثبات أن القرآن لم يخطأ و يخلط بين هوية مريم العذراء و مريم أخت النبيان هارون و موسى التي ذكرت في العهد القديم اليهودي
تفسير بن كثير
{ يا أخت هارون } أي يا شبيهة هارون في العبادة،
{ يا أخت هارون } أي أخي موسى وكانت من نسله، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، للمضري: يا أخا مضر، وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون قال السهيلي: هارون رجل من عباد بني إسرائيل المجتهدين كانت مريم تشبه به في اجتهادها، ليس بهارون أخي موسى بن عمران، فإن بينهما من الدهر الطويل والقرون الماضية والأمم الخالية ما قد عرفه الناس ، فكانت تقاس به في الزهادة والعبادة. وقد كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم. كما قال الإمام أحمد، عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى نجران، فقالوا: أرأيت ما تقرأون { يا أخت هارون } وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: (ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم)
تبريرات و ترقيعات سخيفة و تخمينات شخصية لا تمت للعلم بصفة كل هذا لتتوافق الآية مع ما عرفه الناس أو بعبارة أصح ما عرفه اليهود والمسيحيون وهذا ما سيؤكده التفسير التالي كذلك
تفسير الجلالين
{ إذ قالت امرأة عمران } حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت الله
حين أخذوا إسم حنة من الرواية المسيحية و جعلوها زوجة عمران متجاهلين حقيقة أن إسم أب مريم العذراء و زوج حنة في الرواية المسيحية هو يهوياقيم و ليس عمران
يهوياقيم
يهوياقيم أو يوياقيم (بالعبرية: יְהוֹיָקִים) بمعنى "الذي رفعه يهوه". هو والد مريم العذراء وزوج حنة بحسب الاعتقاد المسيحي.
الذي في حقيقة الأمر مجرد لقب للمسيح نفسه الذي رفعه الله و ليس إسما لجده المزعوم حقيقة لا تخفى على أحد 
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)  سورة النساء
فيهوياقيم و حنة مجرد شخصيتان مخترعتان لصنع نسب مزور ليسوع المسيحي حتى أننا لا نجد إجماع عليهما لدى جميع الطوائف المسيحية 
و بالتالي لا يمكن أخذ الحقيقية من روايات كاذبة و لصقها بالإسلام لأنهم إن حاولوا إيجاد حل ترقيعي لأخوة هارون لمريم فلن يستطيعوا إيجاد حل لأبوة عمران لمريم التي لم تذكر سوى في القرآن
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)  سورة التحريم
 لأن حسب كل من الروايات اليهودية و المسيحية فلا وجود سوى لعمران واحد في التاريخ و هو أب كل من موسى و هارون و مريم و زوجته تدعى يوكابد و ليس حنة
سفر الخروج إصحاح 6
20 وَاخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعا وَثَلاثِينَ سَنَةً. 
فهم يأخذون حقائقهم من كتب تدعي أن موسى و هارون أولاد زواج محرم 
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ (23) سورة النساء
فالسليم والمنطقي هو أخذ الحقيقة كما جاءت في نصوص القرآن بلا زيادة ولا نقصان والذي عند التمعن بدقة في آياته لا نجد أي سبب منطقي لذكر أخوة مريم العذراء لهارون وبنوتها لعمران سوى تأكيد حقيقة أنها بالفعل نفس مريم أخت النبي هارون من أبيهما عمران  وليست شخصية أخرى ولدت بعدها بقرون طويلة وللتأكد من ذلك وجب عرض نصوص العهد القديم على القرآن و ليس العكس في محاولة لإستخراج بقايا  الحقيقية وسط مستنقع من الكذب والتزييف والبداية من هذا النص
سفر الخروج إصحاح 6
20 وَاخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعا وَثَلاثِينَ سَنَةً. 
الذي لم يذكر إنجاب يوكابد أم موسى لمريم وإكتفى بذكر موسى وهارون فقط  في إشارة واضحة إلى أن عمران لم ينجب مريم مع أم موسى وهارون بل مع إمرأة أخرى فرغم إعادة كتابتهم للنصوص بصيغة مختلفة عن التوراة الأصلية وإدخال الأكاذيب عليها فإنهم يسقطون في السهو وتخونهم بعض العبارات التي تظهر بعض الحقائق التي حاولوا إخفائها وطمسها عن الناس
و قد قام القرآن بالتركيز بالذات على مثل هذه الفلتات مصدقا ومؤكدا لما جاء فيها وكمثال عندما أخبر أن أم مريم الحقيقية لم يسبق لها أن أنجبت ذكرا قبلها
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)  سورة آل عمران
العديد إعتقد أن هذه الآية تشير إلى تفضيل الذكر على الأنثى لكنها في الحقيقة تريد إيصال معلومة لا علاقة لها بمرتبة المرأة  في القرآن مقارنة مع الرجل  بل نقلت لنا بالحرف ردة فعل زوجة عمران التي كانت تنتظر الذكر كونها لم ترزق به من قبل مما يؤكد أن أخوة مريم لهارون كانت من الأب فقط وأنها ليست إبنة يوكابد أم موسى و هارون فجاءت هذه الآية مصدقة للمعلومة الي ذكرت في نص العهد القديم السالف الذكر
ومرة أخرى ستخون مخترعي العهد القديم العبارات  وتسقط منهم سهوا معلومة أن مريم كانت أخت هارون فقط تماما مثل ما جاء في القرآن
سفر الخروج إصحاح 15
20 فَاخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ اخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 
 يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)  سورة مريم
فالمنطقي أن يذكر لنا كل من العهد القديم وكذلك القرآن أخوتها لموسى أهم شخصية دينية في تلك الحقبة وليس هارون بإستثناء إذا كانت بالفعل ليست أخت موسى مما يحيلنا إلى حقيقة أخرى أخفاها التراث اليهودي أن موسى ليس إبن عمران وإنما الأخ الغير شقيق لهارون من الأم فقط وهذا ما ستؤكده  الآيات مرة أخرى 
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)  سورة الأعراف
قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)  سورة طه
فهارون كان ينادي موسى بإبن أم أي إبن أمي في إشارة واضحة أنه أخوه من الأم فقط مما يوحي أن أم موسى قد تزوجت عمران بعد وفاة أب موسى في غالب الظن فأنجبت معه هارون ثم تزوج عمران إمرأة أخرى أنجب معها مريم التي لا تربطها أية قرابة دم مع موسى
هناك دليل أخر يمر عليه الناس مرور الكرام في كتاب الله يؤكد قرب مريم العذراء الزمني ليس فقط من موسى وهارون بل حتى من النبي يعقوب حيث تؤكد الآيات أن كفيلها زكريا كان ينتمي لعائلة يعقوب
 فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)  سورة آل عمران
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)  سورة مريم
كون مصطلح آلِ في القران يشير إلى العائلة المعاصرة للشخص المذكور أو بعده بزمن قليل و على سبيل المثال آل موسى و آل هارون اللذين لم يعد لهما وجود في عصر الملك طالوت 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)  سورة البقرة
عكس عبارة بني التي تدل على الذرية البعيدة مثل بني آدم و بني إسرائيل والتي لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا وسنجد في قصة لوط التأكيد على أن عبارة آل تدل بالفعل على العائلة و الأهل
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)  سورة القمر
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)  سورة الأعراف
فكيف يدعوا زكريا بوريث يرث عائلة تبعد عنه بقرون طويلة حسب الموروث اليهودي المسيحي والسني وقد زاد هذا الأخير الطين بلة حين إدعى بالإضافة لوجود شخصيتين لمريم وجود شخصيتين لكل من عمران و كذلك لهارون في بعض التفاسير ! هذا ما يحدث عندما يحاول المرأ الجمع بين الشيء ونقيضه والخلط بين القرآن وموروث اليهود والمسيحيين الذين كفروا وغيروا نصوص كتبهم قبل كفرهم بالقرآن 
فمريم العذراء هي نفسها مريم أخت النبي هارون الحقيقية التي يحاول اليهود والمسيحيون إخفائها بشتى الطرق لدرجة أنهم قاموا بترجمة نفس الإسم مَريم إلى كل من ماري و مِريم Miriam Mary 
و من أجل ذلك قاموا بعكس ترتيب مواليد كل من موسى وهارون ومريم فجعلوا مريم هي الأكبر سنا وقاموا بنسب هويتها لأخت موسى الكبرى التي لم تكن هي الأخرى إبنت عمران 
 إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)  سورة طه
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)  سورة القصص
ثم يليها هارون ثم موسى 
لكن الحقيقية ان موسى هو الأكبر سنا يليه هارون ثم مريم العذراء التي ليست أخت موسى وهو ما يتجلى بوضوح في قول هارون
 قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)  سورة طه
فهل يعقل أن يجر موسى أخاه الأكبر بهذه الطريقة !؟ 
لكن يبقى السؤال المطروح هنا ما هي المدة الزمنية الفاصلة بين النبيين موسى وعيسى ؟ لا أحد يدري فلا أحد يعلم المدة الزمنية الفاصلة بين إنجاب عمران لهارون وولادة مريم العذراء فمن يدري فقد يكون عمران مجرد لقب يشير للتعمير الطويل والمعجز فوق الأرض
 وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)  سورة فاطر
مما يؤكد أن المسيحيين الذين جاؤوا بعد بعثة المسيح الحقيقية بقرون طويلة و إتبعوا اليهود في كذبتهم لا يعلمون أي شيء عن تفاصيل حياة إلههم المزعوم