ترجمة القرآن إلى اللغة العربية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


لماذا لا يترجم القرآن إلى اللغة العربية ؟ سؤال قد يبدو شديد الغرابة للعديد بسبب إيمانهم بمغالطة أن ما يسمى باللغة العربية وليدة العصر العباسي هي نفسها لغة القرآن الأصلية
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) سورة الشعراء
فبغض النظر عن مفهوم عربية القرآن الحقيقي الذي سبق التطرق إليه في مقال
عربية القرآن
وهل بالفعل كان يطلق على لغة قوم الرسول تسمية اللغة العربية أم لا فإن ذلك لا يغير شيئا من حقيقة اختلافها عن ما اصطلح عليه لاحقا باللغة العربية في زمن سلف المذاهب والتي تبقى مجرد نسخة حديثة ومعدلة من لغة القرآن...طبيعي فاللغة في تطور مستمر ولا توجد لغة بقيت على نفس قواعدها ومصطلحاتها لمئات السنين وهو ما يجيب عن التساؤل الذي طرح في أكثر من مناسبة إن كان القرآن رسالة عالمية موجهة لجميع أقوام الأرض فلماذا نزل بلغة قوم واحد
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ (4) سورة إِبراهيم
وليس بجميع لغات العالم ؟ لكن ما يجهله هؤلاء أنه حتى لو كتب القرآن بجميع لغات العالم المعاصرة لزمن تنزيله فبالتأكيد سيأتي الزمن التي تتغير فيه هذه اللغات وتتولد منها لغات جديدة كما حدث على سبيل المثال مع اللغة اللاتينية أم أغلب اللغات الأوروبية الحديثة وبالتالي سيكون لزاما ترجمة القرآن في مرحلة لاحقة سواء كان بالعربية أو باللاتينية إلى كل من الإيطالية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية الخ
فترجمة النص الإلهي ضرورة محتومة لا مفر منها وهو ما تم بالفعل في الغالبية الساحقة من لغات العالم باستثناء لغة أهل القرآن في أحد أعجب المفارقات ! وبالأخص في ظل استشكال العديد من المصطلحات القرآنية على القارئ البسيط والذي يبقى العائق الأكبر في تدبر وفهم كتاب الله على أحسن وجه ومن الأسباب الرئيسية لنفور الناس من قراءة ودراسة كتاب ربهم وتفضيلهم للواسطة البشرية لفهم كلام الله المبين
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) سورة يس
ولعل أكبر شاهد على حاجة الناس لترجمة القرآن إلى اللغة العربية الحديثة إن جاز التعبير هو نشأة ما يسمى بعلم التفسير الذي يعد في حقيقة الأمر محاولة لترجمة القرآن بغض النظر عن المسميات التي لم توضع إلا لذر الرماد في العيون عن هذه الحقيقية التي تجليها تسمية إمام المفسرين بترجمان القرآن
عبد الله بن عباس
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، صحابي جليل، وابن عم النبي محمد، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن
طبعا هناك من سيرفض الفكرة خصوصا ممن يؤمنون بإعجاز لغة القرآن ويرون فيها دعوة للتخلي عن اللغة التي اختارها الرحمن لتبليغ خاتم رسالته وأن القرآن يجب أن يفهم ويقرأ بلغته الأم وأن الأولية لتعلم هذه الأخيرة وليس البحث عن بديل لن يساهم سوى في الحياد عنها...لكن ما يجهله هؤلاء أن أفضل وأنجع وسيلة لتعلم أية لغة على وجه الأرض هي المواظبة على قراءة ودراسة ترجماتها وأن ترجمة الكلمات القرآنية المبهمة والقليلة الاستعمال في لغتنا الحالية لن يساهم سوى في تعلم وإتقان الناس للغة القرآن وتشجيع أكبر عدد ممكن منهم على تدبر كتاب الله الأمر الذي لا أعتقد أنه سيأثر بشكل كبير في الجانب الإعجازي للقرآن إن كان هنالك إعجاز من الأساس
 في ظل اقتصار الترجمة على المعاني وحرصها على عدم تغيير الأسلوب اللغوي قدر الإمكان...لأننا شئنا أم أبينا اعترفنا أم أنكرنا فمهما بلغت دقة وغزارة الخطاب القرآني فسيظل محصورا ومحكوما بلغة قوم الرسول التي ستظل أقل دقة وبلاغة من اللغات الحديثة الأكثر تطورا وخير مثال المعاني المشتركة في اللفظ كمصطلح الظن الذي كان يشار به في لغة مجتمع البعثة إلى الشك 
إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) سورة الجاثية
وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (36) سورة يونس
وفي نفس الوقت إلى اليقين
أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) سورة المطففين
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) سورة البقرة
ومع مرور الوقت نشأ مصطلح الاعتقاد كبديل عن ظن اليقين لزيادة الدقة واقتصر مصطلح الظن على مفهوم الشك وبالتالي ستصير النصوص في حالة ترجمتها إلى لغتنا الحديثة كالتالي
أَلَا يَعْتَقِدُ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ
الَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
والأمثلة كثيرة
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) سورة الشمس
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) سورة النجم
فَلَا تَمْدَحُوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
الأمر الذي لن يسهل فحسب مأمورية القراء بل سيجنبهم الالتباس والشك في وجود تناقض في القرآن كما هو الشأن بالنسبة لكلمة مؤمن التي أصبح لها عدة اصطلاحات في لغتنا الحديثة
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ (61) سورة التوبة
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيَأْمَنُ لِلْمَأْمُونِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
والتي سيساعد اعتمادها في ترجمة القرآن على فهم العديد الحقائق المغيبة وتصحيح العديد من المغالطات التي توحي بتناقض القرآن
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي (9) سورة الحجرات
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً (92) سورة النساء
وَمَا كَانَ لِمُسَالِمِِ أَنْ يَقْتُلَ مُسَالِمََا إِلَّا خَطَأً
وتقوم عليها أكبر الشبهات الموجهة ضد الإسلام والقرآن
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء
وَمَنْ يَقْتُلْ مُسَالِمََا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
شأنها شأن العديد من الكلمات التي تم تغيير معناها الأصلي من طرف السلف فأصبحت تعرف في لغتنا الحديثة بشكل مخالف لحقيقتها في النص القرآني
فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ (31) سورة المائدة
فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَحْفِرُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ
لكن ما يجهله أغلب الناس أن المصاحف الحالية ما هي في حقيقة الأمر سوى نسخ مترجمة ومعدلة مما يسمى بمصحف عثمان الذي يكفي الاطلاع على مخطوطته
لإدراك الاختلاف الشاسع والتغييرات العديدة التي طالت لفظ وخط العديد من الكلمات القرآنية عند إضافة التشكيل
ولقد اتينا موسى تسع ايت بينت فسل بنى اسريل اذ جاهم  (101) سورة الإسراء
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ (101) سورة الإسراء
فعندما تتم إضافة ألف المد 
قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ (52) سورة آل عمران
حيث لم تكن موجودة
قال الحوريون نحن انصار الله (52) سورة آل عمرن
مع العلم أنها كانت موجودة في كلمات معينة
قال الحوريون نحن انصار الله (52) سورة آل عمرن
وعندما يتم استبدال الواو 
واقيموا الصلوه واتوا الزكوه (43) سورة البقرة
بالألف 
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (43) سورة البقرة
واستبدال الياء
ويعلمه الكتب والحكمه والتوريه والانحيل () سورة آل عمران
بالألف
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) سورة آل عمران
وعندما تتم إضافة الهمزة في كلمات
إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ (94) سورة الأَعراف
لم تكن موجودة فيها من الأساس
الا احدنا اهلها بالباسا والصرا (94) سورة الأعراف
فإن ذلك لم يعد تشكيل بهدف توضيح الألفاظ وتسهيل قراءة الكلمات بل تغيير لألفاظ الكلمات التي لا ندرك في حقيقة الأمر نطقها الأصلي والحقيقي في ما يسمى بمصحف العثمان لأن نفس النساخ الذين قرروا إضافة الألف على اسم ملئكة ليصير ملائكة هم من قرروا أيضا إضافة الهمزة عليها بدل كتابتها ملايكة أو ملاتكة أو ملانكة والذين قرروا كتابة شهر بدل سهر و قرآن بدل فرآن وزينة بدل رنته الخ
لقد نجحوا في إقناع الناس بأن لفظ الكلمات القرآنية لم يتغير عند إضافة التشكيل الذي لم يضف إلا لتسهيل الأمر على القراء وأن ألفاظ الكلمات كانت معلومة عند السلف حتى بدون تشكيلها وأن حرف الحاء كان يقرأ في نفس الوقت حاء وخاء وجيم لكن الحقيقة أنه مجرد ادعاء لا دليل عليه لنفي ترجمة القرآن وتغير ألفاظه تفنده الاختلافات الملموسة بين المصاحف الموروثة
سورة الزخرف
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية ورش : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
والتي توحي بشكل كبير بتطابق لفظ الكلمات قبل إضافة التشكيل الذي لم تتم إضافته إلا لزيادة الدقة والتمييز بين المعاني المشتركة في نفس اللفظ في لغة جد بدائية ولنا من الألفاظ المنبثقة من حرف الحاء فقط عدة أمثلة
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) سورة المدثر
وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (15) سورة محمد
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) سورة المسد
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ (21) سورة الحشر
وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) سورة آل عمران
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) سورة التكوير
هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ (116) سورة النحل
يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) سورة إِبراهيم
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) سورة الرحمن
فعندما يتم اختراع حرفي الخاء والجين ووضعهما مكان الحاء فإن ذلك لم يعد ترجمة بل تغيير للغة وحتى بالنسبة للحركات عندما ينطق حرف الحاء الذي كان له في الأصل لفظ واحد بألفاظ مختلفة حا حو حي الخ
معطيات قد تدفع البعض ممن يؤمنون بعصمة وإعجاز خط القرآن بالدعوة إلى تخلي عن المصاحف الحالية والمطالبة بالعودة إلى اللغة التي كتب بها مصحف عثمان الشخصية الغير موثقة من الأساس سواء قرآنيا أو تاريخيا دون أن يدركوا أن ما يصفونه بمصحف عثمان قد يكون بدوره مجرد نسخة مترجمة تجسد اختيارات النساخ الذين قاموا بكتابتها والذين اختار بعضهم على سبيل المثال كتابة اسم إسرائيل برسم اسرايل
والبعض الآخر برسم اسريل
ليبقى السؤال المطروح لو كان مصحف عثمان قد كتب بنفس اللغة التي نزل بها القرآن وبإشراف من عاصروا النبي محمد كما يزعم الموروث لماذا اختلفوا في لفظ أحد أكثر الأسماء التي تكررت في نصوص كتاب الله والتي كانوا يسمعونها ليل نهار في تلاوة الرسول عليهم للقرآن ؟
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ (51) سورة العنْكبوت
اختلافات وصلت إلى حد الاختلاف في استعمال المفرد أو الجمع
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ (25) سورة الأَنعام
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) سورة يونس
بل وصلت إلى حد الاختلاف في استعمال المذكر والمؤنث 
فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) سورة آل عمران
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) سورة فاطر
الاختلافات التي لا يزال أغلب الناس يعتقدون أنها من وحي الرحمن ويسعون لإدراك دلالتها دون القدرة على التوصل إلى الفهم اليقين الذي يفترض أن يتم توارثه في من يصفون أنفسهم بأمة التواتر
والأمثلة عديدة
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) سورة هود
وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) سورة هود
لنجد أنفسنا أمام السؤال الصعب والمحير هل كان القرآن الأول مكتوبا أصلا بما يتعارف بالخط العربي ؟ ماذا لو كان مكتوبا بحروف وأبجدية مختلفة ؟ فلتفكر قليلا لماذا سيكون هنالك اختلاف في زيادة تاء التأنيث في فعل أخذ لو كان الأمر مجرد اقتباس من نص مكتوب بنفس الخط أو كتابة للفظ معلوم لدى القوم ؟ لماذا نجد اختلاف في رسم الحروف بين النساخ ؟
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) سورة الدخان 
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) سورة الصافات
فلو كان الأمر مجرد أخطاء إملائية ناتجة عن السهو أو سوء كتابة للحروف لأمكن تقبل الفكرة لكن عندما نجد اختلاف حول نسخ ولفظ الحروف والكلمات فإن ذلك يوحي بنسبة كبيرة بأننا أمام ترجمة لاحقة للقرآن وليس أمام النص الأصلي الذي لا ندري إلى أي حقبة يعود ولا بأي لسان وخط تمت كتابته في حقيقة الأمر...وحتى لو سلمنا بكتابته بنفس خط مصحف عثمان فإن لا ينفي تغير رسم العديد من الكلمات وتغيير ألفاظها بناء على لهجات النساخ
معطيات تدعو لإعادة النظر في عصمة ما يسمى بمصحف عثمان والمصاحف اللاحقة وتفتح الباب على مصراعيه لتصحيح ما تم توارثه من أخطاء وترجمة ما أبهم واستشكل من ألفاظ لتسهيل مأمورية القراء مع الاحتفاظ بمختلف المصاحف كإرث تاريخي يمكن العودة إليه في أي وقت من الأوقات عند الشك والاختلاف مثلما نعود حاليا لمصحف عثمان لكشف وتصحيح أخطاء المصاحف المشكلة
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات

  1. تحيه طيبه استاذنا واخي الحبيبي مسلم ☘️.... صدقت واحسنت في كل بيّنه تفضلت بها وحدث فلا حرج للذين يتفكرون

    ردحذف
  2. بحث يرتقي الى كنز معرفي 🌻

    ردحذف

إرسال تعليق