بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هل هناك إسلام من دون سنة ؟ القرآن بدون حديث وتفاسير وأسباب نزول الخ مجرد كتاب طلاسم وأخبار وقصص مبعثرة بدون معنى يستحيل من خلالها إقامة أي نوع من أنواع الدين والشريعة...هكذا يحاول السلفيون ومنتقدي الإسلام على حد سواء إقناع أمة القرآن حتى يلبسوا عليهم دين كتب السنة...فإذا كان موقف أصحاب المذاهب متفهما فتبقى علامة الاستفهام الكبرى على الحرص الشديد لمنتقدي الإسلام على الوقوف في صف من يدعو لقمعهم وقطع رقابهم إن كانوا من المرتدين...ضد من يدعو للدفاع عن حقهم في الحرية والحياة ؟ فحتى لو افترضنا حجية الدين السلفي فالمنطق والمصلحة يفرضان تأييد الطرف المساند على حساب العدو فما بالك لو كان الطرف المساند هو صاحب الحق !
في هذا المقال سأتطرق لأحد النماذج النقدية لمنهج إنكار السنة التي تم فيها طرح مجموعة من الأسئلة والملاحظات بهدف إثبات استحالة الاعتماد على القرآن كمصدر تشريع وحيد في الإسلام
وكعادة الدعاية المنتقدة للإسلام القائمة بالأساس على النقد الهدام فقد كانت المغالطة هي عنوانها الأبرز بهدف استغلال جهل العباد ونقص معلوماتهم في الموضوع وأول مغالطة محاولة إظهار فكر إنكار السنة والحديث بشكل مطلق كردة فعل على موجة نقد الإسلام التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية لتصويره كتبرير وترقيع أكثر منه فكر مبني على قناعات ثابتة...حيث تستشعر من كلام صاحب الطرح أن الأمر مرتبط بتأثير برنامجه على العالم الإسلامي رغم تطرق برنامجه منذ حلقاته الأولى لموضوع القرآنيين
في هذا المقال سأتطرق لأحد النماذج النقدية لمنهج إنكار السنة التي تم فيها طرح مجموعة من الأسئلة والملاحظات بهدف إثبات استحالة الاعتماد على القرآن كمصدر تشريع وحيد في الإسلام
وكعادة الدعاية المنتقدة للإسلام القائمة بالأساس على النقد الهدام فقد كانت المغالطة هي عنوانها الأبرز بهدف استغلال جهل العباد ونقص معلوماتهم في الموضوع وأول مغالطة محاولة إظهار فكر إنكار السنة والحديث بشكل مطلق كردة فعل على موجة نقد الإسلام التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية لتصويره كتبرير وترقيع أكثر منه فكر مبني على قناعات ثابتة...حيث تستشعر من كلام صاحب الطرح أن الأمر مرتبط بتأثير برنامجه على العالم الإسلامي رغم تطرق برنامجه منذ حلقاته الأولى لموضوع القرآنيين
في دليل مبين على قدم الظاهرة التي تعود نشأة أحدث تياراتها المعاصرة إلى ثمينينات القرن الماضي...وإن صادف انتشارها في العقدين الأخيرين شيوع ظاهرة نقد الإسلام فإن ذلك يعود بالأساس لتطور وسائل الإعلام والاتصال وظهور عصر النت الذي سمح للتيارات المهمشة بنشر أفكارها وإعلاء أصواتها
ثاني مغالطة اتخاذ ما وصفه بإبهام القرآن كحجة على ضرورة الأحاديث والتفاسير وهو ادعاء خاطئ ومرفوض علميا ومنطقيا لأن إبهام النص الديني لا يعني بالضرورة صحة التفاسير المنسوبة إليه بل وجب التأكد أولا من خلال النص نفسه من صحة وحجية هذا التفسير...فحتى لو افترضنا جدلا إبهام الغالبية الساحقة من القرآن فيبقى اعتماد الجزء المبين من نصوصه إن جاز التعبير أقرب بكثير لحقيقية الدين الإسلامي مما جاء في التفاسير والأحاديث إن ثبت تعارضها مع صريح الكتاب...وعندما نجد التأكيد القاطع في النصوص على أن القرآن هو نفسه التفسير
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) سورة الفرقان
وأنه كتاب مبين
تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) سورة النمل
ومفصل
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا (114) سورة الأَنعام
وآيات بينات
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) سورة الحج
بل وتبيان وتفصيل لكل شيء
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ (111) سورة يوسف
فلم يعد هناك مجال للزعم بحاجته لمصدر ديني آخر بل يمكن اعتبار ما يسمى بالسنة النبوية هرطقة وتكذيب لصريح القرآن وبالتالي حتى لو سلمنا بصحة دعوى إبهام القرآن فيجب نقد الدين الإسلامي بناء على دعوى بيان وتفصيل نصه الوحيد وليس اتخاذ الأمر ذريعة لننسب للقرآن والإسلام ما يتعارض مع مبادئه الأساسية جملة وتفصيلا
ثالثا اللجوء لمغالطة رجل القش التي يعتمد عليها غالبا عند الرغبة في التضليل بحصر هوية منكري السنة في المؤمنين منهم بجزء من الموروث بهدف تجاهل وإقصاء الفئة المنكرة للسنة بشكل كلي ومطلق لجعل الثوابت السنية كما يسمى بالعبادات المتواترة والأركان الخمسة الخ حكما على النص القرآني وفي نفس الوقت تعميم تناقض مذهب المؤمنين بها على فكر إنكار السنة بصفة عامة...بل قام باستعمال هذه الخدعة حتى مع من استشهد بأسمائهم في بداية الحلقة من خلال سؤالهم عن الدليل من القرآن عن أشياء لا يؤمنون بها من الأساس كتحريم صلاة الحائض
ثالثا اللجوء لمغالطة رجل القش التي يعتمد عليها غالبا عند الرغبة في التضليل بحصر هوية منكري السنة في المؤمنين منهم بجزء من الموروث بهدف تجاهل وإقصاء الفئة المنكرة للسنة بشكل كلي ومطلق لجعل الثوابت السنية كما يسمى بالعبادات المتواترة والأركان الخمسة الخ حكما على النص القرآني وفي نفس الوقت تعميم تناقض مذهب المؤمنين بها على فكر إنكار السنة بصفة عامة...بل قام باستعمال هذه الخدعة حتى مع من استشهد بأسمائهم في بداية الحلقة من خلال سؤالهم عن الدليل من القرآن عن أشياء لا يؤمنون بها من الأساس كتحريم صلاة الحائض
بل لما قاموا بتحريمه من أشياء كمسألة الختان
والهدف ذر الرماد في العيون عن السؤال الأولى بالطرح وهو هل يمكن التخلي عن الثوابت المذهبية وإقامة الأحكام والعبادات بشكل مختلف انطلاقا من نصوص القرآن لوحدها ؟ فالسؤال الحقيقي ليس هو كم عدد أركان الإسلام في القرآن بل هناك أصلا شيء اسمه أركان للإسلام ؟ فبدل إخضاع مفهوم الدين الإسلامي لمنطق القرآن يتم إخضاع القرآن لمعايير نفس الموروث الذي يتبرأ منه منكري السنة الحقيقيين كنقد تجاهل القرآن لذكر بعض التفاصيل كأسماء الأشخاص والأماكن وتواريخ الأحداث الواردة في نصوصه كأن القرآن كتاب تاريخ وجغرافيا وأنساب وليس كتاب دين وهداية هدفه الأساسي دعوة الناس إلى إقامة دين الله في الأرض ؟!
والهدف بطبيعة الحال إيهام الناس بغموض النصوص في حالة عدم ذكر الهوية الكاملة للأشخاص المذكورين فيها كأن معرفة هوية زيد الكاملة مثلا ستضيف شيئا على العبرة المستخلصة من القصة أو الحكم الناتج عنها
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا (37) سورة الأحزاب
فسواء كان أبي لهب عم الرسول أو شخص آخر فيبقى ذكره في القرآن
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) سورة المسد
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) سورة المسد
مجرد وصف لحال الإنسان الكافر الذي تكرر في العديد من المواضع بتفاصيل وصيغ مختلفة في كل نص
فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) سورة الزمر
فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) سورة الزمر
بما سيستفيد المؤمن دينيا وعقائديا من معرفة نسب أنبياء مثل نوح وهود وصالح أو أسماء آبائهم وأزواجهم أو عدد أبنائهم وإخوانهم ؟ أو معرفة صحابة النبي إبراهيم إن جاز الوصف ؟
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة
فبماذا يتخلف الأمر مع النبي محمد إذن ؟ ويا ليت المعلومات الواردة في كتب السيرة والحديث كانت قريبة شيئا ما من الحقيقة وواقع النصوص ولم تنسب النبي محمد لبني هاشم التسمية اليهودية الخالصة الواردة في نصوص التناخ والتي تعني أبناء الله
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ (18) سورة المائدة
وبدل كشف مثل هذه الحقائق البالغة الأهمية وفضح تعارض هذه الكتب مع حقيقة القرآن قام بسؤال منكري السنة من أتيتيم بنسب بني هاشم كأنه لا يعمل بورود في نصوص كتابه المقدس
سفر أخبار الأيام الجزء 1
34 بَنُو هَاشِمَ الْجَزُونِيُّ يُونَاثَانُ بْنُ شَاجَايَ الْهَرَارِيُِّ
ومع ذلك قام بتجاهل الأمر كأنه لا يعلم حتى لا يقف حجر عثرة في طريق دعايته التضليلية
يزعم أن النبي محمد حسب نصوص القرآن مجرد شخصية مجهولة ذكرت باقتضاب وإيجاز استنادا على النصوص الأربعة التي ورد فيها اسم محمد
متجاهلا أن السبب الحقيقي لندرة ذكر اسمه هو مخاطبة القرآن له بشكل مباشر في الغالبية الساحقة من النصوص التي لم تفرط في شيء من صفاته الحميدة
يزعم أن النبي محمد حسب نصوص القرآن مجرد شخصية مجهولة ذكرت باقتضاب وإيجاز استنادا على النصوص الأربعة التي ورد فيها اسم محمد
متجاهلا أن السبب الحقيقي لندرة ذكر اسمه هو مخاطبة القرآن له بشكل مباشر في الغالبية الساحقة من النصوص التي لم تفرط في شيء من صفاته الحميدة
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (159) سورة آل عمران
وعيوبه البشرية
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) سورة الحجر
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) سورة يونس
بل حتى من أخطائه
عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) سورة التوبة
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) سورة عبس
وتفاصيل حياته المرتبطة بالدعوة
قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ (16) سورة يونس
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) سورة الإسراء
يسأل عن طبيعة ما أوحي إلى النبي محمد وعن كيفية نزوله كأن ذلك سيغير شئيا من محتوى الوحي نفسه والحجة العلمية والمنطقية القائمة في نصوصه
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) سورة البقرة
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
يسأل من الذي أكد للنبي محمد أن الله هو من أوحى إليه القرآن كأن التأكيد لم يأتي ممن تلقوا نفس الوحي
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) سورة طه
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) سورة الشعراء
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) سورة الرعد
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) سورة يونس
يسألون عن ديانة النبي محمد قبل الإسلام كأن كتب السيرة والحديث قد أعطت الإجابة الشافية ولم تترك الأمر للظن والتخمين ؟
صحيح البخاري
تقول عائشة رضي الله عنها: "ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ
يتعبد لمن ؟؟؟
على خلاف نصوص القرآن التي كانت صريحة في عدم إيمان النبي محمد قبل البعثة
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
على خلاف نصوص القرآن التي كانت صريحة في عدم إيمان النبي محمد قبل البعثة
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
واتباعه لعبادة قومه الوثنية لأن النهي لا يكون إلا لما قام به الإنسان
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) سورة غافر
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) سورة غافر
ثم تم طرح بعض الأمثلة لإثبات غموض نصوص القرآن أو بالأحرى بعض النصوص المقتطعة من سياقها كقول
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ (152) سورة آل عمران
الذي زعم ضبابتيه وحاجته للعودة للتفاسير
لفهم معاني ألفاظ مثل تحسونهم التي تدل على القتل حسب هذه الأخيرة
{ ولقد صدقكم الله وعده } إياكم بالنصر { إذ تحسونهم } تقتلونهم
كأنه لا يمكن البحث عن المعنى الحقيقي للكلمة من خلال مختلف استعمالاتها في كتاب الله
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ (52) سورة آل عمران
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ (87) سورة يوسف
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) سورة مريم
التي جاءت لتأكد نفس المعنى المتعارف لفعل أحس الدال على الإحساس بالشيء وشعور المؤمنين بجيش الكفار الذي يؤيده تنازع المؤمنين في أمر القتال وانصرافهم من أرض المعركة كما تؤكد تتمة السياق التي لم يقم بعرضها
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) سورة آل عمران
ونفس الأسلوب كرره مع الجزء المقتطع
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) سورة آل عمران
الذي زعم قابليته للتفسير بأكثر من وجه كأنه لا يوجد شيء اسمه دراسة السياق الذي يؤكد ارتباطه بنفس أحداث النص السالف الذكر
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) سورة آل عمران
ويبقى نص سورة الحجرات الذي قام بالتفريق بين مفهوم الإيمان والإسلام من أبرز الأمثلة التي استشهد بها لإثبات استحالة التمييز بينهما من دون العودة إلى اجتهادات المفسرين الذين للمفارقة اعترف بتضارب أقوالهم في المسألة ومع ذلك جعل منها حجة على من لا يؤمن بها !
والهدف إيهام المشاهد بتضارب قول الرحمن في تحديد الفرق بين الإيمان والإسلام وتحديد هوية المؤمنين بتعريفهم تارة بالذين آمنوا بالله ورسوله حق الإيمان ليعود ويصف في آخر السياق نفس الأعراب المرتابين الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم بالمؤمنين !
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ (17) سورة الحجرات
والهدف إيهام المشاهد بتضارب قول الرحمن في تحديد الفرق بين الإيمان والإسلام وتحديد هوية المؤمنين بتعريفهم تارة بالذين آمنوا بالله ورسوله حق الإيمان ليعود ويصف في آخر السياق نفس الأعراب المرتابين الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم بالمؤمنين !
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ (17) سورة الحجرات
وأن الإسلام نقيض طاعة الله ورسوله وأن الحل الوحيد هو العودة للتفاسير التي عرفت الإسلام على حد وصفه بالاستسلام خوفا من القتل والسبي
{ ولكن قولوا أسلمنا } : أي استسلمنا خوف القتل والسبي
طبعا عندما تعرض النصوص بهذه الطريقة فقد تبدو للوهلة الأولى متناقضة لمن انساق وراء ظاهر الجزء المعروض من النص ولم ينتبه للمعطيات التي تم تجاهلها في نفس السياق وأبرزها جملة الشرط إن كنتم صادقين
بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) سورة الحجرات
بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) سورة الحجرات
التي تقلب المعنى رأسا على عقب وتنفي قطعية إيمان الأعراب وتجعله مجرد احتمال مشروط بالصدق الصفة التي اقترنت بالإيمان في الجملة التي قامت بتعريف الإيمان الحقيقي
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) سورة الحجرات
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) سورة الحجرات
وبما أن الأعراب لم يكونوا صادقين مع الرسول
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا (14) سورة الحجرات
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا (14) سورة الحجرات
فإنهم لم يكونوا مؤمنين بالمعنى الفعلي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ (136) سورة النساء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ (136) سورة النساء
وهو ما يخلص بنا إلى معنى واحد للإيمان الحقيقي المتمثل في الإيمان الصادق المؤدي حتما إلى العمل الصالح
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) سورة الحجرات
التعريف الذي تكرر في اكثر من موضع قرآني
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (4) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) سورة الأَنْفال
ولو تأملنا جيدا في قول
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا (14) سورة الحجرات
سنجده لا ينفي طاعة الله والرسول بل على العكس قول لا يلتكم من أعملكم شيئا توحي بطاعتهم لله ورسوله رغم عدم ترسخ الإيمان في قلوبهم وأن الحديث هنا مرتبط بالجانب العملي للإسلام المتمثل في طاعة الله ورسوله في ما أنزله من أحكام ونواهي...وحتى لو افترضنا جدالا صحة التعريف السلفي للإسلام في الآية فإنه يلزم في جميع الأحوال طاعة الله ورسوله ويثبت بطلان زعم صاحب الطرح بتعارض مفهوم الإسلام مع طاعة الله والرسول في ظاهر الآية والذي يتجلى بوضوح أن هدفه ليس محاولة فهم النصوص أو منهج منكري السنة بل إثبات استحالة إقامة الإسلام من دون السنة وإلزامها على كل من ينكرها ولو باللجوء للمغالطة والزعم بإيمان كل من ينكر السنة بالعبادات السنية المتواترة وبالصلاة الخماسية والموروثة حتى يتنسى له مطالبتهم بها من القرآن
كأنه لا يعلم بوجود فئة من القرآنيين تصلي ثلاثة صلوات بناء على نفس النص القرآني الذي اعترف بأمره بثلاثة صلوات يومية
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) سورة هود
وكأنه لم يسبق له التطرق إليهم في حلقات سابقة بل ويذكرهم بالاسم ويؤكد على اعتمادهم المطلق على القرآن في المسألة وانكارهم لصلاة الجمعة وتفاصيل الصلاة الموروثة كعدد الركعات والسجدات ؟
وكأن السلفيين لم يعترفوا بأنفسهم بحجية هذه المواقيت في القرآن والتي زعموا نسخها برواية المعراج ؟
وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان: صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة، ثم نسخ في حق الأمة،
فالحرص الشديد لمنتقدي الإسلام على إلباس القرآن والإسلام ثوب السنة يثبت بما لا يدع مجالا للشك حاجتهم الماسة إليها للطعن في دين الله وأنه من الصعب انتقاد ظاهر كتاب الله بشكل مباشر دون الاعتماد على الروايات وأنه خلافا لما يزعمون فإن القرآن ليس بنفس قبح السنة وأن ليس القرآنيون من يقومون بتجميل النص القرآني بل منتقدي الإسلام من يسعون لتقبيحه بواسطة الموروث وأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم عندما يزعمون أن السنة جزء لا يتجزأ من الإسلام والدليل عدم اقترابهم وتجرؤهم في يوم من الأيام على الخوض في موضوع متناقضات الحديث مع القرآن عكس ما يصفونه بمتناقضات القرآن التي خصصوا لها الحلقات الطوال...لكن في بعض الحالات ينقلب السحر على الساحر وفي خضم سعيهم لإثبات محدودية القرآن من دون الحديث فإنهم يعترفون بدون شعور بحجية القرآن ويشهدون بعصمته ومصدره الإلهي كما هو الشأن بالنسبة لسؤال صاحب الطرح التعجيزي عن الدليل من القرآن الذي وصلنا على احتوائه على نفس محتوى القرآن الأصلي زاعما عدم ذكر القرآن لعدد السور وترتيبها الخ
بسبب جهله أو تجاهله لعلم العدديات الذي لا يشهد فحسب بحجية العدد الحالي للسور وصحة ترتيبها
بل يشهد حتى بصحة عدد الكلمات
ولا يدع مجالا للشك في مصداقية النسخة الحالية من القرآن ويضع صاحب الطرح في موقف حرج لاعترافه الغير مباشر بعصمة القرآن من خلال تأكيده على عدم وجود أي سبب منطقي يمنع من قاموا بالتجرؤ والتلاعب بالحديث على قيام نفس الشيء مع القرآن لتسخيره لأهدافهم السياسية بل أن القرآن أولى بالتلاعب لتأثيره ومكانته الخاصة في قلوب المؤمنين
والحقيقة أن موقف منتقدي الإسلام اتجاه القرآنيين لا يكشف فحسب عدم جديتهم ومصداقيتهم في تقصي الحقيقة بل يكشف بالخصوص زيف الدعاية الرخيصة التي يلجأ إليها بعض السلفيين بالزعم بعمالة القرآنيين لأعداء الإسلام واتخاذهم من إنكار السنة مجرد مقدمة لإنكار القرآن نفسه والطعن في نصوصه الادعاء الذي لو كان صحيحا كما يزعمون لوجدنا دعما مطلقا من المنابر المعادية للإسلام للفكر القرآني وحرص شديد على تصويره في ثوب الإسلام الحقيقي وتصوير قراءاته على أنها القراءة الصحيحة التي قرأها الرسول لا أن يتم الحرص على حصر الإسلام في الفكر السلفي ووصف منكريه بالترقيع والهرطقة
ويبقى السؤال الصعب الموجه لكل مدافع عن الموروث لو كان في السيرة والأحاديث والتفاسير السنية خير للدين الإسلامي هل كنا سنجد كل هذا الحرص من طرف أعدائه على إلصاقها بشتى الطرق بدين الله العظيم والرفض الشديد لفصلها عنه ؟
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم