لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


يدعي المدافعون عن الموروث عدم وجود تناقض بين القرآن والسنة وأن التناقض ما هو إلا نتاج الفهم القاصر لمن يعتمد على قراءته الشخصية للنصوص ويحيد عن فهم من يصفونهم بعلماء التفسير المختصين في اللغة والشريعة...لكن ما يجهله عدد كبير منهم أن لب المشكلة في التفاسير نفسها التي لا تناقض صريح القرآن فحسب بل تناقض حتى بعضها البعض في العديد من المواضع والبداية من فكرة السنة نفسها المناقضة لتصريح القرآن بتبيان الكتاب لكل شيء في الدين
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
طبعا رغم الوضوح الشديد لقول الرحمن المسير 
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
فلا بد من المرور من وساطة البشر لفهم كلام الله المبين ! فماذا سيحدث هنا ؟ هل سنجد حلا لهذا التناقض أم سنكتشف أن تفاسير السلف نفسها هي أول من نفى حجية ما يسمى بالسنة النبوية بتأكيدها على عدم حاجة المؤمنين لغير القرآن في أمور الدين والشريعة ؟ 
تفسير الجلالين
{ ونزلنا عليك الكتاب } القرآن { تبيانا } بيانا { لكل شيء } يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة
تفسير الطبري
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء } يَقُول : نَزَلَ عَلَيْك يَا مُحَمَّد هَذَا الْقُرْآن بَيَانًا لِكُلِّ مَا بِالنَّاسِ إِلَيْهِ الْحَاجَة مِنْ مَعْرِفَة الْحَلَال وَالْحَرَام وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب .
تفسير بن كثير
{ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء } فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وكل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم،
المؤمنون بالأحاديث يزعمون تنبأ النبي محمد بحال منكري السنة في زمننا المعاصر
سنن الترمذي
أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ،
لكن ما يغفلون عنه هو احتمالية اختراع هذا الحديث بعد قرون من وفاة النبي محمد لإيهام الناس بإدانته لمنكري السنة المعاصرين لزمن كتابته ودون أن يدركوا أن أول من قام بإدانتهم هم كبار مفسريهم مثلما تدين تفاسيرهم نفس الحديث وجميع الأقوال المؤيدة لفكرة وجود وحي تشريعي غير القرآن
والحقيقة أن مثل هذه التناقضات تبدو كنتاج طبيعي للتطور الذي عرفته صناعة الدين السني فربما كان المشروع في البداية مقتصرا على فكرة تفسير القرآن ومحاولة التوفيق بين معاني النصوص مع أفكار معينة وهو ما دفع المفسرين إلى الالتزام بحرفية وظاهر بعض النصوص والاعتراف بعدم الحاجة لمصدر ثاني للتشريع الفكرة التي ظاهرت لاحقا على ما يبدو وألزمت حشوها في نصوص القرآن من طرف نفس المفسرين الذين قاموا بنفيها سابقا كما هو الشأن بالنسبة لتفسيرهم لمصطلح الحكمة بالسنة
تفسير الجلالين
{ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله } القرآن { والحكمة } السنة
تفسير الطبري
وَيَعْنِي بِالْحِكْمَةِ : مَا أُوحِيَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْكَام دِين اللَّه , وَلَمْ يَنْزِل بِهِ قُرْآن , وَذَلِكَ السُّنَّة .
تفسير بن كثير
{ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات اللّه والحكمة } أي واعملن بما ينزل اللّه تبارك وتعالى على رسوله صلى اللّه عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنّة
والذي أسقطهم في تناقض مع اصطلاحهم السابق لنفس الكلمة
تفسير الجلالين
{ ويعلمهم الكتاب } القرآن { والحكمة } ما فيه من الأحكام
فطالما لم تدعو الحاجة للحياد عن حرفية النصوص فقد التزم سلف المذاهب بصريح القرآن لكن بمجرد أن قاموا بفرض أفكارهم وأحكامهم على كتاب الله المبين كما هو الشأن مع نكاح الصغيرة
تفسير بن كثير
يقول تعالى مبيناً لعدة الآيسة، وهي التي قد انقطع عنها المحيض لكبرها، أنها { ثلاثة أشهر} عوضاً عن الثلاثة قروء في حق من تحيض، وكذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض، أن عدتهن كعدة الآيسة ثلاثة أشهر، ولهذا قال تعالى: { واللائي لم يحضن} .
حتى اختل التوزان وتجلى الخلل وظهرت التناقضات الصارخة بين تفاسيرهم وأقوالهم المنسوبة للرسول
تفسير بن كثير
{ حتى إذا بلغوا النكاح } قال مجاهد: يعني الحلم، قال الجمهور من العلماء: البلوغ في الغلام تارة يكون بالحلم، وهو أن يرى في منامه ما ينزل به الماء الدافق الذي يكون منه الولد، وعن علي: قال حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (لا يُتْمَ بعد احتلام، ولا صُمَات يومٍ إلى الليل) وفي الحديث الآخر عن عائشة وغيرها من الصحابة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحلم - أو يستكمل خمس عشرة سنة - وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق)، وأخذوا ذلك من الحديث الثابت في الصحيحن عن ابن عمر قال: عُرِضتُ على النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحد وأنا ابن اربع عشرة فلم يجزني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني، فقال عمر بن عبد العزيز لما بلغه هذا الحديث: إن هذا الفرق بين الصغير والكبير،
والمفارقة في هذه الأقوال المنسوبة للرسول محمد هو اعترافه واعتراف عائشة نفسها بزواجهما ودخوله عليها والقلم مرفوع عنها حسب ما جاء في روايات أخرى
صحيح البخاري
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا
 وتشبيهه لفعلته بنكاح النائمة أو المجنونة ! لكن الحقيقة أنها مجرد أقوال البشر المتناقضة في ما بينها
لكن تبقى المشكلة الكبرى في التفاسير السلفية للقرآن هي اعتمادها على كتب اليهود والمسيحيين المليئة بالتناقضات من الأساس وفرض قصصه وتعاليمه على صريح القرآن دون أية مراعاة للاختلافات الظاهرة بينهما وعلى سبيل المثال اقتباس فكرة نجاة أولاد نوح الثلاثة من دون بقية البشر
سفر التكوين إصحاح 7
13 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَاةُ نُوحٍ وَثَلاثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ الَى الْفُلْكِ.
سفر التكوين إصحاح 9
19 هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الارْضِ.
والذين ذكروا في التفاسير بنفس أسمائهم الواردة في العهد القديم
تفسير بن كثير
 {وجعلنا ذريته هم الباقين } قال ابن عباس: لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام، وقال قتادة: الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام، وقد روى الترمذي عن سمرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى: { وجعلنا ذريته هم الباقين } قال: سام وحام ويافث، وروى الإمام أحمد، عن سمرة رضي اللّه عنه أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم" "أخرجه الإمام أحمد ورواه الترمذي في السنن"
الفكرة المتعارضة جملة وتفصيلا مع ظاهر بقية النصوص التي استحال معها نفي وجود طائفة من المؤمنين من دون أهل نوح المعاصرين
تفسير بن كثير
{ وأهلك إلا من سبق عليه القول } أي واحمل فيها أهلك وهم أهل بيته وقرابته، { إلا من سبق عليه القول } منهم من لم يؤمن باللّه، فكان منهم ابنه يام الذي انعزل وحده، وامرأة نوح وكانت كافرة باللّه ورسوله، وقوله: { ومن آمن } أي من قومك، { وما آمن معه إلا قليل } أي نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، فعن ابن عباس: كانوا ثمانين نفساً منهم نساؤهم، وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفساً، وقيل كانوا عشرة، واللّه أعلم.
بل وصل الأمر إلى الزعم بنجاة وهلاك زوجة نوح في نفس التفسير !
تفسير الجلالين
فيحملهما في السفينة { وأهلك } أي زوجته وأولاده { إلا من سبق عليه القول } أي منهم بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة { ومن آمن وما آمن معه إلا قليل } قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل : جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء.
الذي يعود بالأساس لمحاولة تفسير الشيء
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) سورة التحريم
بنقيضه
سفر التكوين إصحاح 7
13 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَاةُ نُوحٍ وَثَلاثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ الَى الْفُلْكِ.
بل حتى اسم (كنعان) ابن نوح الغريق الغائب عن الرواية اليهودية تم اقتباسه من اسم حفيده في هذه الأخيرة
سفر التكوين إصحاح 9
18 وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاما وَحَاما وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ ابُو كَنْعَانَ.
وكلما تعمقنا في دراسة ومقارنة نصوص كتاب الله مع المرويات البشرية المنسوبة لدين الله العظيم كلما لسمنا حجم الاختلافات التي يصل بعضها لدرجة التعارض كما هو الشأن مع تعريف السلف للمؤلفة قلوبهم
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة التوبة
بالمتألفين بواسطة المال
تفسير الجلالين
{ والمؤلفة قلوبهم } ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام،
تفسير بن كثير
ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات ممن يليه أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد.
تفسير القرطبي
{ والمؤلفة قلوبهم} لا ذكر للمؤلفة قلوبهم في التنزيل في غير قسم الصدقات، وهم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام، يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم.
تفسير الطبري
{ وَالْمُؤَلَّفَة قُلُوبهمْ } وَهُمْ قَوْم كَانُوا يَأْتُونَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ أَسْلَمُوا , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْضَخ لَهُمْ مِنْ الصَّدَقَات , فَإِذَا أَعْطَاهُمْ مِنْ الصَّدَقَات فَأَصَابُوا مِنْهَا خَيْرًا قَالُوا : هَذَا دِين صَالِح ! وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ , عَابُوهُ وَتَرَكُوهُ.
الاصطلاح المعاكس لفظا ومعنى ومنطقا مع صريح القرآن الذي نفى نفيا قاطعا فكرة تأليف القلوب بالمال
هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) سورة الأَنْفال
نفس الشيء بالنسبة لتعريفهم لملك اليمين بسبايا الحروب
تفسير بن كثير
{ إلا ما ملكت أيمانكم } يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن
تفسير الجلالين
{ إلا ما ملكت أيمانكم } من الإماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء
تفسير الطبري
{ وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } يَقُول : كُلّ اِمْرَأَة لَهَا زَوْج فَهِيَ عَلَيْك حَرَام إِلَّا أَمَة مَلَكْتهَا وَلَهَا زَوْج بِأَرْضِ الْحَرْب , فَهِيَ لَك حَلَال إِذَا اِسْتَبْرَأْتهَا 
الذي يصطدم بدعوة القرآن في نفس السياق إلى استئذان أهل ملك اليمين قبل نكاحهم
فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ (25) سورة النساء
وهو ما ينفي نفيا قاطعا استقدامهم كغنائم بشرية من بلاد العدو والذي لم يجدوا له من سبيل سوى نسب مصطلح الأهل لموالي العبيد لتوضيح كلام الله المبين الذي على الرغم من بيانه فإنه يحتاج للشرح والتوضيح حسب منطق السلف بدل القول مباشرة فانكحوهن بإذن مواليهن !؟
تفسير الجلالين
( فانكحوهن بإذن أهلهن ) مواليهن
تفسير بن كثير
{ ‏فانكحوهن بإذن أهلهن ‏} ‏ فدل على أن السيد هو ولي أمته لا تزوج إلا بإذنه 
تفسير الطبري
{ فَانْكِحُوهُنَّ } فَتَزَوَّجُوهُنَّ , وَبِقَوْلِهِ : { بِإِذْنِ أَهْلهنَّ } بِإِذْنِ أَرْبَابهنَّ وَأَمْرهمْ إِيَّاكُمْ بِنِكَاحِهِنَّ وَرِضَاهُمْ 
وعندما لا تنفع التفاسير السلفية في حل الإشكال وطمس التناقض بين صريح النصوص والأحكام السلفية يأتي دور الناسخ والمنسوخ للزعم بنسخ الشيء 
صحيح البخاري
أَمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ
لنقيضه
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) سورة يونس 
ولعل أشهر مثال على هذه الظاهرة ما أسموه بآية السيف التي نسخت على حد زعمهم جميع أحكام المودة والتسامح مع الكفار والمشركين الواردة في باقي سور القرآن
آية السيف
فى حين لم ترد كلمة "السيف" فى القرآن ولو لمرة واحدة، أطلق المفسرون السيف على الآية الخامسة من سورة التوبة، ناسخين بها كل آيات الصفح والعفو والتسامح والسلام الواردة بالقرآن الكريم. قال ابن كثير: وهذه الآية الكريمة هى آية السيف، ونزلت ناسخة لجميع الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين، آمرة بقتالهم
ومن بينها نص سورة المائدة
وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) سورة المائدة
تفسير الجلالين
{ فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين } وهذا منسوخ بآيه السيف
تفسير الطبري
{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ } وَكَانَ قَتَادَة يَقُول : هَذِهِ مَنْسُوخَة , وَيَقُول : نَسَخَتْهَا آيَة بَرَاءَة : { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر }
لكن المشكلة هنا أنهم نسوا إعلان اكتمال الدين في بداية نفس السورة
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا  (3) سورة المائدة
ليضعوا القرآن محل تناقض بإعلانه لاكتمال الدين في سورة المائدة ليعود وينسخ نفس الدين المكتمل حسب زعمهم في سورة التوبة ! 
يقولون لولا السنة وأئمتها من جهابذة اللغة الذين وضحوا كلام الله
تفسير الجلالين
{ قد أفلح } حذفت منه اللام لطول الكلام { مَنْ زكَّاها } طهرها من الذنوب
تفسير الجلالين
{ في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم } لا تمدحوها على سبيل الإعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن
لبدى القرآن متناقضا في العديد من المواضع 
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) سورة الشمس
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) سورة النجم
بتوضيحهم على سبيل المثال للمعاني المشتركة في نفس اللفظ كما هو الشأن مع المعنى الغير عقائدي لكلمة مؤمن
هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ (23) سورة الحشر
تفسير بن كثير
{ المؤمن } قال ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم
لكن ما الفائدة من تبيان اختلاف معاني الألفاظ المشتركة في بعض المواضع ثم الحياد عن المعنى المراد في مواضع أخرى كما هو الشأن بالنسبة لنفس المصلح الذي أشير به إلى الأفراد المأمونين (المسالمين) من الأقوام المحاربة للمؤمنين عقائديا في سياق سورة النساء
فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ (91) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا (94) سورة النساء
والذي تم نسبه للإيمان العقائدي
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء 
تفسير بن كثير
{ ومن يقتل مؤمناً متعمداً } الآية، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم والآيات والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً فمن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء)، وفي حديث آخر: (لزوال الدنيا أهون عند اللّه من قتل رجل مسلم)، وفي الحديث الآخر: (لو اجتمع أهل السموات والأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم اللّه في النار)، وفي الحديث الآخر: (من أعان على قتل المسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه)
فما الفائدة من إزالة اللبس وإظهار عدم تناقض القرآن في بعض المواضع ثم صناعة التناقض في مواضع أخرى ؟
 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً (92) سورة النساء 
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ (9) سورة الحجرات
تناقض نلمسه حتى في تفاسيرهم التي من جهة تحرم قتل المؤمن عقائديا بشكل مطلق ثم تعود لتبيح قتله في حالات معينة
تفسير بن كثير
يقول تعالى: ليس لمؤمن أن يقتل أخاه المؤمن بوجه من الوجوه، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا اللّه، وأني رسول اللّه، إلا بأحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة)
أمثلة تجسد بوضوح مقولة لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وتثبت تناقض كل ما أضافته أيدي البشر في دين وكتاب الله بما في ذلك تشكيل القرآن الذي لم يخرج عن القاعدة ولن أتحدث هنا عن الاختلافات بين المصاحف سواء في النطق أو في المعنى التي وجد لها سلف المذاهب الحل  في ما أسموه بالأحرف السبعة...بل سأضرب المثل بأبسط وأوضح مثال في فاتحة سورة الروم 
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم 
التي لو اعتمدنا تشكيلها الحالي المتطابق في جل القراءات المشهورة فسيصير المعنى كالآتي
هُزِمَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ نَصْرِهِمْ سَيَنْتَصِرُونَ (3) سورة الروم 
على خلاف لو تم تشكيلها كالآتي
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غُلْبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم 
هُزِمَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ هَزِيمَتِهِمْ سَيَنْتَصِرُونَ (3) سورة الروم 
أو
غَلَبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبُونَ (3) سورة الروم 
انْتَصَرَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ نَصْرِهِمْ سَيُهْزَمُونَ (3) سورة الروم 
طبعا هنا لا مجال لإنكار وجود خطأ وتناقض صارخ في التشكيل الحالي لنص سورة الروم في المصاحف ...لكن مع ذلك فالخطأ بالضرورة في فهم وقراءة منكري السنة والغير مسلمين...وحتما لا تناقض في القراءة الموروثة !
هذه فقط أمثلة بسيطة على التناقضات الناتجة عن تحريف معاني الكلمات القرآنية فما بالك لو قمنا بمقارنة محتوى الوحي الثاني المزعوم بصريح كتاب الله الذي وضع أصحاب التراث في العديد من المواقف الصعبة وكمثال أمره بتعذيب الإماء بنصف عذاب المتزوجات من الأحرار
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ (25) سورة النساء
المناقض لعقوبة الإعدام رجما المخصصة للحرائر المتزوجات في كتب الحديث التي يستحيل تنصيفها ! والذي لم تترك لهم من مجال سوى تكذيب صريح النص الذي ربط العقوبة بالإحصان بمعنى الزواج
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ (25) سورة النساء
تفسير الجلالين
( فإن أتين بفاحشة ) زنا ( فعليهن نصف ما على المحصنات ) الحرائر الأبكار إذا زنين ( من العذاب ) الحد فيجلدن خمسين ويغربن نصف سنة ويقاس عليهن العبيد ولم يجعل الإحصان شرطا لوجوب الحد لإفادة أنه لا رجم عليهن أصل
والذي اعترف به جمهور من وصفوهم بالعلماء واعترفوا بإشكاله بل واعترفوا بخط أيديهم بعدم توافق ما يصفونه بالأحاديث النبوية مع مفهوم القرآن وبجعلهم للحديث فوق القرآن
تفسير بن كثير
{ ‏ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات‏ } والآية الكريمة سياقها في الفتيات المؤمنات، فتعين أن المراد بقوله‏:‏ ‏ { ‏فإذا أحصن‏} ‏ أي تزوجن كما فسره ابن عباس وغيره‏.‏ وعلى كل من القولين إشكال على مذهب الجمهور، وذلك أنهم يقولون‏:‏ أن الأمة إذا زنت فعليها خمسون جلدة سواء كانت مسلمة أو كافرة، مزوجة أو بكراً، مع أن مفهوم الآية يقتضي أنه لا حد لغير المحصنة من الإماء، وقد اختلفت أجوبتهم عن ذلك، فأما الجمهور فقالوا‏:‏ المنطوق مقدم على المفهوم، وقد وردت أحاديث عامة في إقامة الحد على الإماء فقدمناها على مفهوم الآية
مع أن المنطق ينفي تعارض المنطوق مع المفهوم في حالة صحتهما وصدورهما من نفس المصدر
ونفس الحالة تتكرر في أغلب ما تمت إضافته على دين الله كما يسمى بحد الردة الذي لا يخرج عن القاعدة لتعارضه الواضح وضوح الشمس مع أحد المبادئ الأساسية للدين الإسلامي المتمثل في عدم الإكراه في الدين
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256) سورة البقرة
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) سورة يونس
شأنه شأن فكرة إكراه الغير المسلمين على اعتناق الإسلام 
صحيح البخاري
وعَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنْهَما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ
فإن كان الأمر قد حسم بالنسبة للأوائل بحل الناسخ والمنسوخ أو تخصيص الحكم لأهل الكتاب في حالة دفعهم للجزية
تفسير الطبري
{ لَا إكْرَاه فِي الدِّين } قَالَ : كَانَتْ الْعَرَب لَيْسَ لَهَا دِين , فَكُرِهُوا عَلَى الدِّين بِالسَّيْفِ , قَالَ , وَلَا يُكْرَه الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى وَالْمَجُوس إذَا أُعْطُوا الْجِزْيَة 
{ لَا إكْرَاه فِي الدِّين قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْد مِنْ الْغَيّ } قَالَ : وَذَلِك لَمَّا دَخَلَ النَّاس فِي الْإِسْلَام , وَأَعْطَى أَهْل الْكِتَاب الْجِزْيَة . وَقَالَ آخَرُونَ : هَذِهِ الْآيَة مَنْسُوخَة , وَإِنَّمَا نَزَلَتْ قَبْل أَنْ يُفْرَض الْقِتَال 
فالأمر صار أكثر تعقيدا لخلفهم في زمننا المعاصر المنتمين لعصر الضعف 
آية السيف
ونزلت - في قول الجمهور - ناسخة لجميع الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين ، آمرة بقتالهم . وقال بعض أهل العلم : ليست آية السيف ناسخة لتلك الآيات ، ولكن الأحوال تختلف ؛ فإذا قوي المسلمون وصارت لهم قوة استعملوا آية السيف ، وما جاء في معناها ، وقاتلوا جميع الكفار ، وإذا ضعف المسلمون ولم يقووا على قتال الجميع : فلا بأس أن يقاتلوا بحسب قدرتهم ، ويكفوا عمن كف عنهم ، فيكون الأمر بحسب المصلحة والنظر في العواقب . و هذا القول هو الراجح .
الذي الزمهم بإيجاد حلول جديدة تتماشى مع الوضعية الحالية الرافضة لفكرة الإكراه في الدين
حيث اعتبر حدة الردة في نظر البعض مجرد عقوبة وليس نوعا من الإكراه متناسين أن الغاية الأساسية من العقوبات بالإضافة لتحقيق العدل هي الردع والمنع...وبما أننا في صدد الحديث عن عقوبة غير مرتبطة بالمظالم بين الأفراد فيبقى الهدف الوحيد من حد الردة هو إرهاب الناس من فكرة الارتداد عن الدين في أقصى تجليات الإكراه في العقيدة...البعض الآخر جعل من حد الردة حد للتحريض على الإسلام ومنهم من جعله حد لمعاقبة دعوة المؤمنين للكفر كأن من ارتد سيقوم بالضرورة بالتحريض على الإسلام و الدعوة لأديان أخرى ؟ حيث لم يكتفوا بتحريف صريح القرآن بل اضطروا لتحريف الأحاديث نفسها التي عجزت عن توضيح أوضح الكلام وذكر من حرض على الدين فاقتلوه أو من فتن المؤمنين على على دينهم فاقتلوه...وتسمية العقوبة بحد التحريض أو حد الفتنة لتجنيب المرتد الذي لم يقم بالتحريض وفتنة المؤمنين عن دينهم أو حتى بالجهر بردته أن يموت ظلما بسبب سوء تعبير ما يؤمنون به من أحاديث
القرآن يؤكد
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) سورة الزمر
لكن الأحاديث تنفي وتدعي العكس بل تعطي الضوء الأخضر لإنقاذ من حق عليه كلمة العذاب
صحيح البخاري
 وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ
القرآن يؤكد عدم جدوى الإيمان بدون العمل الصالح
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (158) سورة الأَنعام
لكن الأحاديث لها رأي آخر
صحيح مسلم
فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَ شَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَ شَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ : نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَلَا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ، أَوْ إِلَى الشَّجَرِ مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَ أُخَيْضِرُ، وَ مَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ، قَالَ : فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَ لَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ،
وعلى ذكر حديث الشافعة...يخبرنا رب العزة في كتابه المبين أن للشمس عمر وأجل محدود
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) سورة الزمر
سينتهي مع حلول الساعة وتكوير الشمس
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) سورة التكوير
وجمعها مع القمر
يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) سورة القيامة
قبل بعثة الناس يوم القيامة والحساب الذي ستشرق فيه الأرض بنور ربها
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) سورة الزمر
وليس بنور الشمس التي لن يكون لها وجود في الدار الآخرة
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) سورة الإِنْسان
لكن حسب الأحاديث فستسمر الشمس في الوجود بعد قيامة الأموات وحلول وقت الحساب في أرض المحشر
صحيح البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً ثُمَّ قَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ
وعلى ذكر أرض المحشر...الرحمن يؤكد في كتابه المفصل تدمير الأرض الحالية 
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) سورة الفجر
وتبديلها بأرض أخرى يوم البعث
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) سورة إِبراهيم
لكن بالنسبة لكتب الحديث فسنحشر في نفس هذه الأرض وبالضبط في أرض الشام
مسند أحمد
 ثُمَّ قَالَ هَاهُنَا تُحْشَرُونَ هَاهُنَا تُحْشَرُونَ هَاهُنَا تُحْشَرُونَ ثَلَاثًا رُكْبَانًا وَمُشَاةً وَعَلَى وُجُوهِكُمْ تُوفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمْ الْفِدَامُ أَوَّلُ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ إِلَى هَاهُنَا تُحْشَرُونَ‏.‏
قبل أن ننتقل لجنة كتب التراث التي لا تمت بصلة لأنعم الحياة الدنيا حسب مخترع الحديث
صحيح البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ
الذي ربما كان يقرأ كتابا 
كورنثوس 1 إصحاح 2
9  بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».
غير الذي نقرأه
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (25) سورة البقرة
والذي ناقض حتى رواية المعراج التي ادعت إطلاع النبي محمد على جنة الخلد وعلمه بمن سيدخل الجنة والنار
صحيح البخاري
عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ
مكذبا قول الله ونبي القرآن
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) سورة الأَحقاف
ومع كل ذلك فمنكري السنة هم السفهاء المعاندين الذين يجادلون بغير علم...وحتما لا تناقض في دين الترثيين !
هذه فقط أمثلة بسيطة ولو حاولنا عد تناقضات دين الروايات المنسوبة للإسلام سواء بين نصوصها وعقائدها أو بينها وبين صريح القرآن فلن نحصيها بل سنلمسها حتى في طريقة الدعوة لدين التراث القائمة على تزكية الآباء
والسلف التسمية التي للمفارقة لم تطلق إلا على آل فرعون في كتاب الله
فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56) سورة الزخرف
والذين قالوا أيضا للحق لما جاءهم
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) سورة يونس
ومع ذلك يصر المدافعون عن التراث على اعتماد نفس الحجة التي ذمها القرآن في أكثر من مناسبة
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) سورة الزخرف
وتجاهل المعيار الذي وضعه الرحمن لتمييز كلام الله عن كلام البشر
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
ومع ذلك فلا اختلاف في دين التراثيين !
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم

تعليقات