بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من أبرز مميزات القرآن التي تظهر صيغته الإلهية مقارنة ببقية الكتب الدينية دقته الشديدة في تبليغ المعلومة والتمييز بين الأشياء الذي جعله منفردا بالعديد من الحقائق الحصرية الغائبة عن شخصيات وقصص الأنبياء في باقي المرويات الدينية لكن في نفس الوقت تبقى هذه الميزة سلاح ذو حدين إن أسيء استعمالها وإخضاعها للموروث البشري الذي تنتج عنه في الغالب نتائج عكسية بعيدة كل البعد عن حقائق النصوص وكمثال الزعم بعدم وجود قوم لعيسى بن مريم
من بلاغة القرآن: عيسى عليه السلام ليس له قوم!
حتى عندما تحدث القرآن عن السيدة مريم أم المسيح نسبها إلى قومها.. قال تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]. ولكن المسيح لم يُنسب لأي قوم في القرآن.
ولكن لماذا سيدنا عيسى ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟؟ وماذا سيحدث لو أن سيدنا عيسى قال لنبي إسرائيل: يا قوم؟؟ أو أن القرآن قال: لقد أرسلنا عيسى إلى قومه.. مثل بقية الأنبياء (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ).. (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ)... ماذا سيحدث؟ وماذا سيحدث لو أن أحداً أخطأ أثناء كتابة القرآن أو حرف القرآن وكتب كلمة (قوم) مع اسم (عيسى) ؟؟
إن نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه، فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد.. وكذلك فإن الابن ينتمي لنفس القبيلة أو القوم أو البلد... فسيدنا نوح ينتمي لأب من قومه ولذلك نُسب إليهم، وسيدنا إبراهيم ينتمي لأبيه آزر من قومه فنُسب إلى قومه... وهكذا.. وهنا نتساءل: لمن ينتمي سيدنا المسيح؟ طبعاً لا ينتمي لأي قوم لأنه وُلد يمعجزة وجاء إلى الدنيا من غير أب!! ولذلك من الخطأ أن يقول المسيح لبني إسرائيل: يا قوم!! وكان لابد أن يناديهم بقوله: يا بني إسرائيل.. وهذا ما فعله القرآن.. ولا توجد ولا آية واحدة تشذّ عن هذه القاعدة.
بناء على عدم ذكر القرآن لانتماء عيسى بن مريم لقوم معينين عكس باقي الأنبياء
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (83) سورة الأَنعام
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) سورة الفرقان
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) سورة الصافات
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ (59) وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ (65) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ (73) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ (80) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ (85) سورة الأعراف
وبالأخص مخاطبته للقوم الذين أرسل إليهم بتسميتهم (بني إسرائيل)
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (49) سورة آل عمران
بدل وصفهم بقومه
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (72) سورة المائدة
الاختلاف الذي يتجلى بالأخص في سياق سورة الصف الذي خوطب فيه بنو إسرائيل بعبارة يا قوم على لسان موسى عكس عيسى بن مريم الذي خاطبهم بتسميتهم الفعلية
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ (6) سورة الصف
وبالأخص مخاطبته للقوم الذين أرسل إليهم بتسميتهم (بني إسرائيل)
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (49) سورة آل عمران
بدل وصفهم بقومه
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (72) سورة المائدة
الاختلاف الذي يتجلى بالأخص في سياق سورة الصف الذي خوطب فيه بنو إسرائيل بعبارة يا قوم على لسان موسى عكس عيسى بن مريم الذي خاطبهم بتسميتهم الفعلية
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ (6) سورة الصف
ولأن رجال الدين المذهبيين ينطلقون في الغالب من أفكار تراثهم الديني المسبقة والمسلمة كنشأة وانتماء عيسى بن مريم لبني إسرائيل وفي نفس الوقت لعادات آبائهم الموروثة بعدم نسب الأبناء لعائلات وأقوام الأمهات فقد قام صاحب البحث بإلغاء باقي الاحتمالات والتسليم بحتمية عدم وجود قوم لعيسى وتغاضى عن تأكيد القرآن على نسبه لأمه من خلال ذكره لأمر الملائكة لمريم بتسمية ولدها بابن مريم
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (45) سورة آل عمران
التسمية التي لم تتكرر عبثا في القرآن 23 مرة
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (45) سورة آل عمران
التسمية التي لم تتكرر عبثا في القرآن 23 مرة
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) سورة الزخرف
وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (87) سورة البقرة
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (72) سورة المائدة
بل لتأكيد نسب المسيح عيسى لمريم ابنت عمران
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ (157) سورة النساء
الأمر الذي كان مخالفا لتقاليد المجتمعات القديمة التي دفعت مؤلفي الأناجيل المسيحية لاختراع شخصية يوسف النجار لنسب المسيح لنسل النبي داوود عن طريق الأب لتصديق نبوءات العهد القديم حول المسيح
متى إصحاح 1
1 كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2 إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 6 وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 16 وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.
لعدم اعترافهم بنسب الأم نفس المنطق الذي دفع صاحب البحث للزعم بعدم وجود قوم للمسيح رغم تأكيد نص سورة الأنعام على انتماء المسيح لذرية النبي نوح
وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ (85) سورة الأَنعام
الذي لا يدع مجالا للشك في نسب المسيح في المنطق القرآني لنسل آباء والدته مريم وبالتالي فمن البديهي أن ينسب أيضا لآبائها وأهلها المقربين من قومها
متى إصحاح 1
1 كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2 إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 6 وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 16 وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.
لعدم اعترافهم بنسب الأم نفس المنطق الذي دفع صاحب البحث للزعم بعدم وجود قوم للمسيح رغم تأكيد نص سورة الأنعام على انتماء المسيح لذرية النبي نوح
وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ (85) سورة الأَنعام
الذي لا يدع مجالا للشك في نسب المسيح في المنطق القرآني لنسل آباء والدته مريم وبالتالي فمن البديهي أن ينسب أيضا لآبائها وأهلها المقربين من قومها
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) سورة مريم
فلو كان القرآن من صنع البشر لسقط مؤلفه في نفس خطأ الأناجيل المسيحية التي تعاملت مع الأمر بثقافة زمانها ولنسب المسيح لعمران أو اخترع زوج وهمي لمريم أو اقتبس شخصية يوسف النجار نفسها وسمى المسيح بابن يوسف بدل ابن مريم
لوقا إصحاح 4
22 وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»
يوحنا إصحاح 1
45 فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».
يوحنا إصحاح 6
42 وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»
ولتمت صياغة قصة البشارة بالمولود بشكل مختلف كليا
لوقا إصحاح 4
22 وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»
يوحنا إصحاح 1
45 فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».
يوحنا إصحاح 6
42 وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»
ولتمت صياغة قصة البشارة بالمولود بشكل مختلف كليا
متى إصحاح 1
20 وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21 فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
لكن هذه ليست النقطة الوحيدة التي أغفلها صاحب البحث الذي تجاهل الحقيقة الأهم وعدم ارتباط القومية من الأساس بالقرابة العرقية وارتباطها بالأخص بالمعاشرة والصحبة كما يتجلى بوضوح في قصة النبي لوط الذي نشأ في قوم إبراهيم
وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ (16) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ (24) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي (26) سورة العنْكبوت
والذي لم يعاشر قوم الفاحشة إلا بعد هجرته إلى الأرض المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
وحتى لا يلتبس الأمر على البعض لوجود أبحاث تزعم وقوع أحداث قصة النبي لوط مع قوم الفاحشة قبل هجرته مع إبراهيم فيكفي العودة لسياق سورة الأنبياء الذي أكد هجرتهما في فتوة النبي إبراهيم
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
للتأكد من حدوث هلاك قوم الفاحشة بعد عدة عقود في زمن شيخوخة إبراهيم
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا (72) سورة هود
وشيخوخة زوجة لوط
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) سورة الصافات
المدة التي كانت كفيلة لاكتسابه صفة القومية والأخوة للقوم الذين هاجر إليهم
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) سورة ق
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) سورة الحج
وتبقى القرابة الوحيدة المحتملة معهم هي زواجه من إحدى نسائهم
إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ (81) سورة هود
وهو ما يلغي كليا فكرة ارتباط القومية بالنسل والعرق ويؤكد انتماء ابن مريم لنفس قوم والدته
والذي لم يعاشر قوم الفاحشة إلا بعد هجرته إلى الأرض المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
وحتى لا يلتبس الأمر على البعض لوجود أبحاث تزعم وقوع أحداث قصة النبي لوط مع قوم الفاحشة قبل هجرته مع إبراهيم فيكفي العودة لسياق سورة الأنبياء الذي أكد هجرتهما في فتوة النبي إبراهيم
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
للتأكد من حدوث هلاك قوم الفاحشة بعد عدة عقود في زمن شيخوخة إبراهيم
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا (72) سورة هود
وشيخوخة زوجة لوط
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) سورة الصافات
المدة التي كانت كفيلة لاكتسابه صفة القومية والأخوة للقوم الذين هاجر إليهم
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) سورة ق
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) سورة الحج
وتبقى القرابة الوحيدة المحتملة معهم هي زواجه من إحدى نسائهم
إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ (81) سورة هود
وهو ما يلغي كليا فكرة ارتباط القومية بالنسل والعرق ويؤكد انتماء ابن مريم لنفس قوم والدته
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) سورة مريم
بغض النظر عن قرابته العرقية منهم ويضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يكون المسيح بالفعل من بني إسرائيل وأن هناك سبب وتفسير منطقي لعدم وصفهم بقومه أو أن يكون العكس هو الصحيح وأن فكرة انتمائه لبني إسرائيل مجرد خطأ مقتبس من التراث اليهودي المسيحي
لكن على ضوء المستجدات الأخيرة في بحثنا عن هوية شخص إسرائيل
هوية إسرائيل الحقيقية
الذي توحي كل المؤشرات القرآنية أنه هو نفسه عمران المعمر
هوية إسرائيل الحقيقية
الذي توحي كل المؤشرات القرآنية أنه هو نفسه عمران المعمر
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) سورة يس
وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ (11) سورة فاطر
والد مريم
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا (12) سورة التحريم
فلم يعد من خيار سوى التسليم والاعتراف بانتماء عيسى بن مريم لبني إسرائيل والبحث عن السبب الحقيقي لعدم وصفهم بقومه والذي قد يكون أبسط بكثير مما نتصور فقط يجب الانتباه للتفاصيل التي أغفلها صاحب البحث عندما زعم أن قوم موسى هم ذات القوم الذين خاطبهم عيسى بن مريم وهذا قول مجانب للصواب لأن بني إسرائيل في زمن النبي موسى كانوا عبارة عن قوم واحد عند خروجهم من مصر
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) سورة الصافات
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) سورة الدخان
قبل أن يتفرقوا إلى أمم وأقوام مختلفة
وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ (168) سورة الأَعراف
وبالتالي إن كان المسيح قد نشأ في أحد هذه الأقوام فمن الطبيعي والبديهي أن لا ينسب لبقية الأقوام الإسرائيلية وأن لا ينادي عموم بني إسرائيل بعبارة يا قوم نفس الحالة التي تكررت مع النبي محمد الذي توحي كل المؤشرات القرآنية إلى انتمائه لبني إسرائيل بواسطة قومه المنحدرين من قوم موسى ( من كفروا برسالته)
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) سورة القصص
والذين ظلت ذريتهم في شك منها حتى لحظة نزول القرآن
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110) سورة هود
والذين ظلت طائفة منهم محتفظة بكتابه
وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) سورة الأَنعام
لكن مع ذلك فقد كان النبي محمد يخاطب باقي الطوائف الإسرائيلية من أهل الكتاب بتسمية بني إسرائيل وليس بعبارة يا قوم
سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ (211) سورة البقرة
الاختلاف الذي نلمسه حتى في الأناجيل المسيحية التي اعتبرت اليهود والسامريين قومين مختلفين رغم انتمائهما معا لبني إسرائيل
يوحنا إصحاح 4
9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ
وهنا تكمن دقة الرواية القرآنية وتمييزها لأدق التفاصيل التي يغفل عنها رواة نفس القصص من البشر كذكر انتماء النبي زكريا كفيل مريم
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا (37) سورة آل عمران
لآل يعقوب في حقيقة الأمر
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) سورة مريم
وهو ما قد يكشف لنا هوية قوم المسيح وأمه الحقيقية وانتماءه لأحد أقوام بني يعقوب في حقيقة الأمر بحكم نشأته فيهم ومعاشرته لهم كما سبق التوضيح في مثال النبي لوط مع قوم الفاحشة...فلنتفكر قليلا لماذا سيكفل شخص من آل يعقوب بنت إسرائيل لو لم يكن من أهل والدتها ؟ وهو ما يعززه نص سورة آل عمران الذي يؤكد انحدار آل عمران من آل إبراهيم وإذا علمنا أن عمران هو نفسه إسرائيل ابن النبي نوح كما تم التوضيح في مقال
والذي ينفي انتمائه لذرية إبراهيم فيبقى الرابط الوحيد المحتمل لآل عمران بآل إبراهيم (بواسطة يعقوب) هو زوجة عمران نفسها
إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) سورة آل عمران
التخالط بين الذريتين الذي ليس من الصدفة أن يذكر في سورة مريم بالذات
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) سورة مريم
إذن حسب المعطيات التي بين أيدينا فإن عيسى بن مريم ينتمي نسلا لكل من بني إسرائيل وبني يعقوب وقوما لآل يعقوب فقط وبالتالي فمن الطبيعي أن لا يصف بني إسرائيل بقومه
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
تعليقات
إرسال تعليق