الإعجاز العلمي في القرآن حقيقة أم وهم ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


هل هناك إعجاز علمي في القرآن ؟ هل فعلا أثبت تطور العلم معجزة الكتاب الذي جاء به محمد منذ قرون أم الأمر مجرد وهم  وكذب لطمأنة أتباع رسالة القرآن ؟ هل بالفعل تحتوي نصوص القرآن على آيات وإشارات علمية ثبت صدق رسالة القرآن أم أن الأمر مجرد هرطقات وخزعبلات من رجال الدين للضحك على عقول الناس ؟
من بين جميع الأوصاف التي أطلقها أعداء ومنتقدي الإسلام على ما يسمى بالإعجاز العلمي نجد أكثرها إثارة للإنتباه وصفه بالإزعاج العلمي وصف يعبر بدقة عن مدى الإزعاج الذي تسببه لهم فكرة الإعجاز العلمي بمجرد وجودها والتي إن ثبت صدقها وصحتها فستكون بمثابة الضربة القاضية لكل مشكك في رسالة القرآن لذلك نجدهم أحرص الناس على إثبات خرافتها وكذب دعاتها مستغلين هفواتهم المتكررة لقتل الفكرة في مهدها
فما يقوم به دعاة الإعجاز العلمي في حقيقة الأمر يسيء لدين الله أكثر مما يخدمه لأنهم وضعوا أنفسهم أمام مجموعة من المتناقضات أبرزها مخالفة فكرة الإعجاز العلمي في حد ذاتها لدين المذاهب التي ينتمي إليه أغلب الإعجازيين والذي يحرم تفسير نصوص القرآن والسنة بشكل مخالف لما ذهب إليه ما يسمونه بالسلف الصالح نقطة يستحيل أن تمر مرور الكرام على النقاد المتصيدين لكل كبيرة وصغيرة
وكمثال ما يسمى بإعجاز جريان الشمس
 المبني على ما جاء قوله تعالى
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) سورة يس
والذي يخالف بشكل صريح تفاسير الأولين
تفسير بن كثير
{ والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } وروى البخاري أيضاً عن أبي ذر رضي اللّه عنه، قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قوله تبارك وتعالى: { والشمس تجري لمستقر لها } قال صلى اللّه عليه وسلم: (مستقرها تحت العرش)، وعنه قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد حين غربت الشمس، فقال صلى اللّه عليه وسلم: (يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس)؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال صلى اللّه عليه وسلم: فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عزَّ وجلَّ، فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها وذلك مستقرها
المثيرة لسخرية وإستهزاء الأعداء 
فيجب التوقف عن الرقص على الحبل والثبات على رأي واحد إما الإلتزام بدين وأقوال السلف أو التخلي ونبذ تفاسيرهم وأحاديثهم المسيئة للإسلام لا أن نتجاهلها متى نشاء وندعي إعجازها متى يتماشى ذلك مع أهوائنا 
إزدواجية نلمسها أيضا في موقف الإعجازيين من العلم الغربي نفسه المعيار الأساسي الذي تقوم عليه فكرة الإعجاز العلمي المتراوح بين القبول والتكذيب عندما يتعلق بما يخالف النصوص كما هو الشأن بالنسبة لفكرة تطور الأحياء المخالف لصريح الأحاديث المنسوبة للرسول
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: خلق الله آدم في صورته وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن 
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع 
من أوجه الإعتراض التي يطرحها منتقدي الإعجازيين أيضا شيوع نفس ظاهرة الإدعاء بوجود نصوص علمية معجزة في أغلب ديانات العالم رغم إختلاف طبيعة الآلهة المنزلة لهذه النصوص
لكن مشكلة هؤلاء أنهم ينطلقون من منطقهم اللاديني الملغي لإحتمالية أن تكون جميع أديان الأرض منبثقة من نفس الإله ونفس الرسالة قبل أن يتم تحريفها لاحقا وبالتالي فمن الطبيعي أن نجد فيها شيئا من الحقيقة وأن لا يجد المؤمن أية مشكلة في قبول إعجازاتها وبالأخص الديانات القريبة من المعتقد الإسلامي كاليهودية والمسيحية شريطة خضوعها لمعايير علمية دقيقية ثبت صحتها 
لكن تبقى أسوء ظاهرة في ما يسمى بالإعجاز العلمي هي تحريف معاني الكلمات القرآنية حتى تتماشى مع مع المستجدات العلمية والتي نجدها للأسف في أغلب الإعجازات المروج لها والتي صارت مادة دسمة لمنتقدي الإعجاز سواء بإختراع معاني جديدة للكلمات القرآنية كتفسير مصطلح البنان على أنه بصمة اليد
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) سورة القيامة
دون تكليف النفس بالبحث عن المعاني الحقيقي للكلمة في بقية المواضع القرآنية الذي لا يمت بصلة لبصمة اليد
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) سورة الأنفال
أو بإعتماد المعاني المستحدثة لبعض الكلمات القرآنية المغايرة لمعانيها الأصلية في لغة قوم الرسول كمصطلح الذرة 
أسلوب يستحيل أن يمر مر الكرام على أعداء الإسلام الذين يترقبون ويتصيدون كل صغيرة وكبيرة لإستخدامه ضد فكرة الإعجاز بصفة خاصة وضد الإسلام بصفة عامة
 
ويبقى الطريف في الأمر هو إعتماد نفس هؤلاء على المصطلحات العلمية الحديثة كتعريف النجوم بالشموس عوض الإعتماد على معناها الحقيقي بالنسبة لمنطق ولغة قوم الرسول التي نزل بها القرآن الذي يشير إلى كل جسم مضيء في السماء
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ (5) سورة الملك
بما في ذلك النيازك
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) سورة النجم
 حتى يتسنى لهم ضرب القرآن وإتهامه بمعارضة العلم
وبطبيعة الحال لا يمكن أن تمر مثل هذه الهفوات و الإزدواجية في الخطاب مرور الكرام مثلما لا يكفي التركيز على تحريف الإعجازيين لبعض الكلمات القرآنية لنفي تنبأ القرآن بالحقائق العلمية السابقة لزمانه فيكفي أن يصح تنبأ واحد لتثبيت فكرة الإعجاز وعلى سبيل مثال وصف القرآن للقمر بالنور المنعكس للشمس 
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5) سورة يونس
والذي لا يكفي الزعم به دون تقديم دليل ملموس من النصوص القرآنية كما يفعل الإعجازيون
بل يجب إثبات أن مفهوم الضياء في لغة القرآن هو مصدر النور كالنار أو البرق وأن مفهوم النور هو الشعاع المنبثق من مصدر الإنارة كما يتجلى بوضوح في هذين النصين
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (20) سورة البقرة
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) سورة البقرة
نفس الشيء بالنسبة لقول
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ (29) سورة الشورى
الذي يخبر بوجود دواب في السماوات وبطبيعة الحال عندما نتحدث عن الدواب فإننا نتحدث عن مخلوقات تعيش في أراضي منتمية لسماوات كوكب الأرض حقيقية كانت مجهولة في زمن البعثة المحمدية التي كانت تعتبر النجوم مجرد مصابيح مضيئة يجهل حجمها الحقيقي المرتبط بالمسافات الفاصلة بينها وبين الأرض التي كانت غير معلومات لدى مجتمع الرسول محمد
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) سورة الواقعة
 ومن لديه شك في ذلك مع عليه سوى العودة لمفهوم الدابة في لغة القرآن
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) سورة النور
 التي يؤكد بما لا يدع مجال للشك اقتصار وصف الدابة على المخلوقات التي تتشمى على سطح الأرض
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ (38) سورة الأنعام 
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ (49) سورة النحل
وهو ما لا يؤكد علم القرآن بوجود أراضي فحسب بل حتى إحتواء بعضها على الحياة مثل الأرض وهو ما تؤيده آخر المستجدات العلمية
فكما نلاحظ في هذه الأمثلة فلا يمكن لمنتقدي الإعجاز الإختباء دوما وراء حجة مطاطية الكلمات القرآنية وأن إصرارهم على نفي وضوح بعضها كما هو الشأن بالنسبة لمعنى الصعود في السماء في قوله تعالى 
 وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (125) سورة الأنعام
والإختباء وراء تفاسير سلف المذاهب المحصورة في ثقافة عصرها سيجعلهم في نفس مصاف الإعجازيين المحرفين 
لأن هناك فرق شاسع بين محاولة بلوغ الشيء
 لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ (14) سورة الرعد
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (37) سورة غافر
وبين الصعود فيه
 وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (125) سورة الأنعام
وبالتالي لو كان المقصود بالمثل القرآني محاولة الكافر بلوغ السماء لجاء النص كالآتي
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ إِلَى السَّمَاءِ (125) سورة الأنعام
أو
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَمَنْ يُرِيدُ بُلُوغَ السَّمَاءِ (125) سورة الأنعام
في المقابل هناك من بحث عن تفسير منطقي للصعود في السماء ينفي إعجازه بالزعم أنه مجرد وصف لتجربة بشرية معاشة عند الصعود للجبال دون أن يسال نفسه لماذا لم يضرب كاتب القرآن المثال بالصعود للجبال ؟
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي الجِبَال (125) سورة الأنعام
من أهم الملاحظات التي يطرحها منتقدي الإعجاز العلمي قولهم لو كان صاحب القرآن على علم بما نسب له الإعجازيون من نبوءات علمية لماذا لم يشر إليها ويخبر الناس بإحتواء كتابه على مجموعة من الحقائق العلمية التي ستكتشف لاحقا 
لكن مشكلة هذا القول أنه يضع أصحابه في موقف حرج أولا بإظهاره لجهلهم أو بالأحرى تجاهلهم لوعد الله تعالى للعباد بأنه سيري عباده آياته البينات مستقبلا
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) سورة فصلت
وبإقامتهم الحجة على أنفسهم من خلال إعطاءهم بدون شعور حجية للإعجاز العلمي في حالة تنبؤ القرآن به كما هو الشأن في قوله تعالى
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا (93) سورة النمل
والملفت في هذا النص أنه جاء في نفس سياق قوله تعالى
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (88) سورة النمل
الذي يشير بوضوح إلى حركة الجبال رغم ثباتها بالنسبة لنظر الإنسان الذي يثبت في نفس الوقت حركية الأرض طبعا المشككون حاولوا نسب هذا الوصف لأحداث يوم القيامة باللجوء إلى بقية السياق رغم أن الخطاب جاء متنوعا بين أوصاف الدنيا والآخرة
حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) سورة النمل
واللجوء لذكر القرآن لسير الجبال يوم القيامة
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) سورة الكهف
دون الأخذ بعين الإعتبار بقية النصوص التفصيلية التي توحي بأن هذا السير سيكون سير محسوس للإنسان سيساهم في دك هذه الجبال
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) سورة المزمل
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) سورة النبأ
وسيتم في رمشة عين
وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ(77) سورة النحل
 وبالتالي لا علاقة له بالمرور الوصف الخاص بتكرار نفس الظاهرة وعلى سبيل المثال مرور قوم الرسول المتكرر على قرية لوط 
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) سورة الصافات
أو مرور السحاب نفسه
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (88) سورة النمل
الذي وصف بصنيعة الله المتقنة عكس سير الجبال يوم القيامة الذي سيكون بمثابة تدمير لكن تبقى المشكلة الكبرى لمنكري هذه الآية البينة أنه حتى لو إفترضنا جدلا أنها تخص أحداث الساعة فإن ذلك لا ينفي إعجاز النص وعلم منزل القرآن بخضوع الإنسان لجاذبية الأرض التي حتى في حال حركتها ستظل الجبال ثابتة بالنسبة لنظر الإنسان
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ (88) سورة النمل
 فسبحان الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله
 فلا يمكن إنكار آيات الله العلمية في القرآن مهما حاول المدلسون ومهما تعددت هفوات الإعجازيين ويبقى دور المؤمنين هو تنقية هذا الكنز الثمين من جميع الإعجازات المزيفة أو المشكوك فيها التي جعل منها البعض وسيلة لكسب لقمة العيش على حساب دين الله وبالأخص التخلي التام عن ما يسمى بإعجاز السنة