بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بالنسبة للمؤمنين بالديانات التوحيدية فالأمر بسيط الأصل هو عبادة الله الأوحد منذ خلقه لآدم و تعدد الآلهة مجرد حالة شاذة من صنع الشيطان لإبعاد الإنسان عن نور الرحمن و قد ظلت هذه القناعة سائدة و مسيطرة حتى وقت قريب في غياب أي دليل أو سبب منطقي يدعوا للتشكيك في ذلك إلى أن طل علينا عصر التنقيب و الحفريات و الأبحاث التاريخية ليقدم لنا سيناريو جديد يضع تاريخ و مصداقية الأديان الإبراهيمية على المحك
بالنسبة للعلم الحديث الذي جعل المعتقد الديني من آخر أولوياته فالأصل هو الوثنية و ثقافة تعدد الآلهة و التوحيد مجرد حالة شاذة إخترعت في زمن متأخر من طرف شعب مضطهد رغم الغموض و الإختلاف الكبير حول أصل و نشأة اليهود أنفسهم خارج الروايات اليهودية مما يطرح علامة إستفهام كبيرة حول مصداقية و فعالية الأبحاث التاريخية في تحديد التاريخ الحقيقي لنشأة الأديان لكن مثل هذه المعطيات لا تمثل عائقا للباحثين الذين يرون في وثنية أغلب و أقدم حضارات العالم الدليل القاطع على أن التوحيد الذي ظهر في فترات قليلة و متأخرة على يد جماعات صغيرة في مناطق محدودة يبقى مجرد هرطقة و حالة شاذة أصبحت هي القاعدة مع مرور الزمن لكن يبقى السؤال المطروح لهؤلاء ما هو أصل الدين ؟ من أين جاءت فكرة عبادة الإنسان لقوة أو قوى أعظم منه ؟ لماذا نجد أنفسنا أينما حللنا و إرتحلنا في هذه الأرض أمام شكل من أشكال العبادة و رواية مختلفة عن خلق العالم و نشأة الإنسان و باقي المخلوقات التي تتفق جميعها في مساهمة يد القوى العليا في ذلك قوى تستلزم العبادة و الطاعة هذه ليست صدفة بل دليل قطاع على إنبثاق جميع هذه الأديان من فكرة و ديانة واحدة
الباحثون الذين لا يعترفون سوى بلغة الدليل العلمي يرون أن نشأة الأديان تزامنت مع نشأة أول حضارة بشرية في بلاد الرافضين على يد السومريين لكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون تقديم أي دليل مادي على نقل السومريين لفكرة العبادة و الأديان إلى سكان القارتين الأمريكيتين الذين لم يخترعوا نفس فكرة الأديان بالصدفة مما يؤكد أن فكرة الدين و العبادة أقدم بكثير مما نتصور و أنها إنتقلت لمختلف قارات العالم في وقت جد متقدم قبل مرحلة ما يسمى بالتاريخ الموثق و ظهور الحضارات المتعارفة و يبقى السؤال الحقيقي ما هي طبيعة أول ديانة ظهرت على وجه الأرض ؟ هل كانت توحيدية أم وثنية ؟ و هنا تتوقف لغة و حجية الدليل المادي و تتجلى محدوديتها و ندخل في عالم الغيب و النظريات
فالعلم الحديث لم يثبت أي شيء في حقيقة الأمر مجرد فرضيات و تخمينات لإعطاء تفسيرات لأفكار مسبقة من أناس لادينيين يريدون إثبات فكرة أن الدين من إختراع البشر كزعمهم بإنبثاق جميع الأديان الإبراهيمية من جماعة من اليهود المجهولي المصدر قرروا في وقت من الأوقات توحيد آلهتهم في إله واحد و حجتهم في ذلك وجود عدة نقاط مشتركة بين ما يسمى بالأديان الإبراهيمية و بعض الأساطير الوثنية و بالأخص الحضارة السومرية مهد الحضرات كذكرها بأن الملائكة مجرد إقتباس لآلهة السومريين المتمثلة في شكل بشر بأجنحة
المرسلة إلى الأرض من طرف الإله أنو الإله الأكبر للسومريين لخلق الحياة و البشر و تعليمهم و هدايتهم بإختصار نفس أوصاف و دور الملائكة في الكتب السماوية
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (1) سورة فاطر
لكن هل أتى بالفعل هؤلاء الباحثون بشيء جديد و إكتشاف باهر سيغير نظرة الناس للأديان أم أن افكارهم المسبقة جعلت على أبصارهم غشاوة فمنعتهم من رؤية أبسط الحقائق و أن ما يعتبرونه سبقا علميا قد ذكر في القرآن منذ قرون طويلة و أن هذا الأخير جاء بالذات للنهي عن الظاهرة السلبية
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) سورة آل عمران
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) سورة الأنبياء
فعبادة السومريين لمخلوقات شبيهة بالملائكة لا يعد دليلا على إنبثاق فكرة الملائكة من الأساطير السومرية فقد يكون العكس هو الصحيح خصوصا إذا أخذنا بالحسبان أن ترجمة الألواح السومرية
تبقى مجرد إجتهادات لفك شفرة لغة ميتة منذ عدة قرون قد تصيب و قد تخطئ لكن الشيء الأكيد أنها تبقى متأثرة بثقافة و فكر حقبة أصحابها الزمنية كما هو الشأن بالنسبة لجل الترجمات الدينية عبر التاريخ حيث تم تصوير هذه المخلوقات المجنحة كمخلوقات فضائية جاءت من كوكب آخر لإستغلال خيراته فقامت بخلق مخلوق هجين يحمل جيناتها و جينات البشر البدائي لتوفير اليد العاملة
أنوناكي
الانوناكي وتعني بالغة السومرية ( الخمسون الذين هبطوا من السماء إلى الأرض ) في الاساطير السومرية هم كائنات غير بشرية جاؤوا من الفضاء وبالتحديد من كوكب اسمه نيبيرو أعتقد السومريون إنه موجود بين المريخ وزحل. هبطت هذه الكائنات على الأرض قبل 445 ألف سنة وجالوا شواطئ الخليج العربي في منطقة دلتا نهري دجلة والفرات. وقاموا في فترة ما بخلق البشر ليعملوا في الأرض.
رغم أن تسمية الهابطون من السماء إلى الارض أو القادمون من السماء قد تنطبق على الملائكة أنفسهم
وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا (26) سورة النجم
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر
و بالتالي فلا يمكننا الثقة في مثل هذه الترجمة والتفاسير بشكل مطلق لكن الشيء الأكيد سواء تعلق الأمر بالملائكة أو الآلهة المجنحة فيبقى هناك إله أكبر و أعظم و أوحد فوق الجميع
أنو
أنو هو إله السماء في حضارة بلاد ما بين النهرين، وهو من حيث الأهمية يقع في المرتبة الأولى عند السومريين والبابليين، وقد نعت بأبي الالهة. وكان يعتقد أن مقره في السماء العليا،
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) سورة الملك
طبعا الهدف هنا ليس الزعم ان الله تعالى له مقر خاص في السماء
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) سورة الزخرف
بل توضيح تقارب أوصاف الله مع أوصاف مع كبير الآلهة في جل الحضارات القديمة و أقربها على الإطلاق الميثولوجيا الكنعانية
إل
إل أحد الآلهة حسب الميثولوجيا الكنعانية القديمة ، وهو الإله الأعلى وخالق البشر وكل المخلوقات كما تظهر في ألواح أوغاريت ومكتشفات المكتبة الملكية في القصر الملكي في إبلا . و إل أو إيل حسب اللغة القديمة في السامية وترجمته في العادة إله و(بالعبرية: אל): كلمة سامية شمالية غربية وأيضا اسم يترجم إلى إله أو الله أو يترك بدون ترجمة حسب السياق .
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) سورة الصافات
طبعا هذه المعتقدات تعود لآلاف السنين قبل الميلاد و تتشابه بشكل كبير مع ثقافة مجتمع الأديان الإبراهمية كعبادة الإله بعل الذي جعلت عبادته فوق عبادة الله أو إيل في وقت من الأوقات
بعل
وبعل أهم إله لدى الكنعانيين. وكانوا يعتبرونه الإله المحارب، لهذا صوروه مسلحاً. وكان الفينيقيون يعتبرونه إله الشمس، وقد نقلوا معهم عبادته لقرطاج بشمال أفريقيا حيث أطلقوا عليه الإله بعل هامون. ومن آلهتهم أيضًا عشتار وبلوخ وأدونيس. وكان بعل إله الزوابع والأمطار والخصوبة، وورد اسمه في التناخ وفي القرآن <أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين>.
مما ينفي نظرية نشأة و إقتباس الأديان الإبراهيمية من اليهودية المقتبسة بدورها من الحضارة البابلية لاحقا خلال ما يسمى بالسبي البابلي الذي يعتمد عليه في تدعيم هذه النظرية رغم عدم توثيقه تاريخيا
من الدلائل المعتمدة أيضا لنسب الأديان الإبراهيمية للأساطير السومرية ذكر هذه الأخيرة لقصتي آدم و نوح لكن السؤال الذي لن لم يطرحه هؤلاء على أنفسهم من أين جاء اليهود بقصص بقية الأنبياء الذين يعدون بالعشرات و الذين لا يمتون بصلة لحضارة بلاد الرافدين و على سبيل المثال النبي إبراهيم و زوجته الملقبة بسارة
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) سورة الذاريات
اللذان قدسا كآلهة عند الهندوس قرون طويلة قبل الزمن الذي قدر فيه السبي البابلي
براهما
يطلق عليه اسم "سانجهيانج"، واسمه بالسنسكريتية: (UTPETI) وهو الخالق، حسب معتقدهم، لذلك نسجوا حوله أسطورة تدور حول عملية الخلق. أنه " الخالق مانح الحياة، سيد الآلهة،
ساراسواتي
سَرَسْوَتِيِ (सरस्वती) هي لا تنتمى إلى الإلهات الهندوسية. وهي إلهة الكلام والعلم والتعليم.
نفس التشابه بين قصة مريم و إبنها المسيح مع مايا و إبنها بودا
قصة ولادة بودا
بعد عشرة أشهر، في يوم اكتمال القمر فيشاكا (مايو)، توجهت مايا في رحلة لزيارة والديها. في طريقها شاهدت بستان جميل من لومبيني. فخرجت فترة من الوقت لكسر السفر فبدأت بالتجول ثم جاءت تحت شجرة سال كبيرة. و ما إن وصلت هناك حتى شعرت بآلام الولادة. فأمسكت بأحد فروع شجرة السال فأنجبت الطفل Siddhattha.
عندما ولدت الطفل ويقال أن ديفاس الوصي أربعة (شاتور-Mahabrahmas) استقبلته في شبكة الذهبي، والحمامة السماوية من السماء تغسل له. حين ولدت، وبلغ الصبي على الفور على الأرض واستغرق سبع خطوات نحو الشمال وزمجر كالأسد لينطق - "أنا سيد العالم".
فمن الأقرب للمنطق و الواقع أن تجتمع قصص حضارات و شعوب متباعدة جغرافية و ثقافيا في نفس الديانة أم أن تنحدر جميع هذه الحضارات من نفس الحضارة و الديانة
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) سورة المؤمنون
قبل أن تتفرق لاحقا
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) سورة المؤمنون
المؤرخين يرون في ورود قصتي آدم و نوح في الألواح السومرية دليلا على إنبثاق الديانات الإبراهيمية من هذه الأخيرة لكن لو إنطلاقنا من الواقع القرآني فإن الديانة السومرية تبقى مجرد إنحراف عن ديانة ما قبل الطوفان
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) سورة هود
تبنت نفس القصص التي كانت متعارفة لدى أغلب الأمم التي إنحرفت عن الديانة الأم
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) سورة الصافات
و كمثال صريح قوم عاد الذين كانوا على علم تام بقصة نوح
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ (69) سورة الأعراف
فلو بحثنا في روايات جل الحضرات القديمة سنجدها تتبنى قصة الطوفان في شكل من الأشكال
الطوفان الحكاية التي يؤمن بها البشر من العرب إلى الإسكيمو
ربما لا توجد رواية أو حكاية أو أسطورة أكثر شيوعاً في الثقافات والحضارات والأديان المختلفة مثل رواية الطوفان. فعلى سبيل المثال، أحصى الباحث والمؤلف النمساوي هانز شيندلر بيلامي (1901-1982) أكثر من 500 أسطورة عن الطوفان، في جميع أنحاء العالم، تنوعت بين حكايات دينية وأساطير تاريخية وتراث شعبي. وكان لمعظم الحضارات القديمة، كما في الصين وبابل وويلز وروسيا والهند وأمريكا وهاواي، والدول الاسكندنافية وسومطرة وبيرو، نسختها الخاصة من قصة الطوفان الهائل الذي أغرق الأرض
مما يؤكد إنحدارها جميعا من نفس المصدر و نشأتها جميعا بعد حادثة الطوفان
فجل الأدلة المعتمدة في نظرية إنبثاق التوحيد من التعددية تبقى مجرد فرضيات قابلة للإحتماليين معا و على سبيل المثال إذا كان البعض يرى في تقديم الذبائح في الأديان الإبراهيمية
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) سورة الحج
مجرد إقتباس و تعديل لتقديم القرابين البشرية في الأديان الوثنية فقد يكون العكس هو الصحيح و أن الأديان الوثنية قامت بتشويه هذه العادة المترسخة من أيام آدم
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ (27) سورة المائدة
مثلما قامت بتشويه ديانة التوحيد الأصلية
و تبقى أقوى حججهم على الإطلاق وجود إشارات وثنية في نصوص ما يسمى بالديانات الإبراهيمية تؤكد إقتباس هذه الأخيرة من أسطورة الأنوناكي السومرية و أبرز مثال هذا النص المنقول حرفيا من الألواح السومرية
سفر التكوين إصحاح 6
1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَا النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الارْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 انَّ ابْنَاءَ اللهِ رَاوا بَنَاتِ النَّاسِ انَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لانْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
الذي يتحدث عن زواج أبناء الله أو بالأحرى أبناء الإله أنو ببنات الناس أي بنات البشر نص أحدث جدلا كبيرا و إختلاف شديدا و لا يزال و رغم العديد من محاولات الترقيع فالحقيقية تبقى ظاهرة للعيان
النفيليم
لو كان «ابناء الله» هؤلاء مجرد بشر، لنشأ السؤال: لماذا كان نسلهم ‹ذا شهرة› اكثر من نسل الاشرار او نسل نوح الامين؟ ولنشأ ايضا هذا السؤال: لماذا يُذكر زواجهم ببنات الناس كشيء مميز؟ فالزواج وإنجاب الاولاد كانا يحدثان قبل ذلك الوقت بأكثر من ٥٠٠,١ سنة.
خصوصا بعد إكتشاف الألواح السومرية
فمثل هذه النصوص
مزمور 82
1 مَزْمُورٌ لآسَافَ اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي. 2 حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْراً وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3 اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4 نَجُّوا الْمَِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. 5 لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6 أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7 لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.
تطرح مشكلة كبيرة و إحراج شديد كبير الآلهة يخاطب أبناءه الآلهة و يخبرهم أنهم سيموتون مثل البشر مما يطرح أكثر من علامة إستفهام في حقيقية الأمر و يثبت بوضوح تأثير الأساطير البابلية على النصوص اليهودية لكن هل يعد هذا سبب كافي لرمي جميع النصوص الدينية في سلة واحدة و إتهام القرآن الذي أسهب في الخطاب التوحيدي الرادع لأي شكل من أشكال الشرك
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) سورة النساء
خصوصا عندما تخبرنا نصوصه بإلتجاء طائفة من الذين هادوا في زمن النبي بعد تخليها عن التوراة الحقيقية المصدقة للقرآن إلى وحي الشياطين الذي أنزل ببابل بالذات
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُوَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
فهل تبقى مجرد صدفة أم دليل صريح على أن ما يسمى بالعهد القديم مجرد خليط من بقايا التوراة الحقيقية و ما أوحي في بلاد بابل من أساطيرها المبنية على قصص شيطانية تهدف بالأساس للتشكيك في دين الله الأوحد و لمزيد من التفاصيل يمكن العودة لموضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
فلا يجب السقوط في فخ مثل هذه الدعايات اللادينية و التسليم بما جاء فيها دون بحث علمي دقيق و للأسف يبقى علماء و باحثي ما يسمى بأمة الإسلام في شبه غيبوبة رغم توفر الإمكانيات المادية للقيام بأبحاث مماثلة لإثبات تطابق النصوص القرآنية مع الحقيقية العلمية و التاريخية
فحتى إشعار آخر و حتى يثبت العكس كل الدلائل المنطقية تؤكد أن التوحيد هو الأصل و أن الآلهة الثانوية أو أنصاف الآلهة تبقى مجرد ظواهر شركية أضيفت مع مرور الزمن
بالنسبة للعلم الحديث الذي جعل المعتقد الديني من آخر أولوياته فالأصل هو الوثنية و ثقافة تعدد الآلهة و التوحيد مجرد حالة شاذة إخترعت في زمن متأخر من طرف شعب مضطهد رغم الغموض و الإختلاف الكبير حول أصل و نشأة اليهود أنفسهم خارج الروايات اليهودية مما يطرح علامة إستفهام كبيرة حول مصداقية و فعالية الأبحاث التاريخية في تحديد التاريخ الحقيقي لنشأة الأديان لكن مثل هذه المعطيات لا تمثل عائقا للباحثين الذين يرون في وثنية أغلب و أقدم حضارات العالم الدليل القاطع على أن التوحيد الذي ظهر في فترات قليلة و متأخرة على يد جماعات صغيرة في مناطق محدودة يبقى مجرد هرطقة و حالة شاذة أصبحت هي القاعدة مع مرور الزمن لكن يبقى السؤال المطروح لهؤلاء ما هو أصل الدين ؟ من أين جاءت فكرة عبادة الإنسان لقوة أو قوى أعظم منه ؟ لماذا نجد أنفسنا أينما حللنا و إرتحلنا في هذه الأرض أمام شكل من أشكال العبادة و رواية مختلفة عن خلق العالم و نشأة الإنسان و باقي المخلوقات التي تتفق جميعها في مساهمة يد القوى العليا في ذلك قوى تستلزم العبادة و الطاعة هذه ليست صدفة بل دليل قطاع على إنبثاق جميع هذه الأديان من فكرة و ديانة واحدة
الباحثون الذين لا يعترفون سوى بلغة الدليل العلمي يرون أن نشأة الأديان تزامنت مع نشأة أول حضارة بشرية في بلاد الرافضين على يد السومريين لكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون تقديم أي دليل مادي على نقل السومريين لفكرة العبادة و الأديان إلى سكان القارتين الأمريكيتين الذين لم يخترعوا نفس فكرة الأديان بالصدفة مما يؤكد أن فكرة الدين و العبادة أقدم بكثير مما نتصور و أنها إنتقلت لمختلف قارات العالم في وقت جد متقدم قبل مرحلة ما يسمى بالتاريخ الموثق و ظهور الحضارات المتعارفة و يبقى السؤال الحقيقي ما هي طبيعة أول ديانة ظهرت على وجه الأرض ؟ هل كانت توحيدية أم وثنية ؟ و هنا تتوقف لغة و حجية الدليل المادي و تتجلى محدوديتها و ندخل في عالم الغيب و النظريات
فالعلم الحديث لم يثبت أي شيء في حقيقة الأمر مجرد فرضيات و تخمينات لإعطاء تفسيرات لأفكار مسبقة من أناس لادينيين يريدون إثبات فكرة أن الدين من إختراع البشر كزعمهم بإنبثاق جميع الأديان الإبراهيمية من جماعة من اليهود المجهولي المصدر قرروا في وقت من الأوقات توحيد آلهتهم في إله واحد و حجتهم في ذلك وجود عدة نقاط مشتركة بين ما يسمى بالأديان الإبراهيمية و بعض الأساطير الوثنية و بالأخص الحضارة السومرية مهد الحضرات كذكرها بأن الملائكة مجرد إقتباس لآلهة السومريين المتمثلة في شكل بشر بأجنحة
المرسلة إلى الأرض من طرف الإله أنو الإله الأكبر للسومريين لخلق الحياة و البشر و تعليمهم و هدايتهم بإختصار نفس أوصاف و دور الملائكة في الكتب السماوية
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (1) سورة فاطر
لكن هل أتى بالفعل هؤلاء الباحثون بشيء جديد و إكتشاف باهر سيغير نظرة الناس للأديان أم أن افكارهم المسبقة جعلت على أبصارهم غشاوة فمنعتهم من رؤية أبسط الحقائق و أن ما يعتبرونه سبقا علميا قد ذكر في القرآن منذ قرون طويلة و أن هذا الأخير جاء بالذات للنهي عن الظاهرة السلبية
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) سورة آل عمران
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) سورة الأنبياء
فعبادة السومريين لمخلوقات شبيهة بالملائكة لا يعد دليلا على إنبثاق فكرة الملائكة من الأساطير السومرية فقد يكون العكس هو الصحيح خصوصا إذا أخذنا بالحسبان أن ترجمة الألواح السومرية
تبقى مجرد إجتهادات لفك شفرة لغة ميتة منذ عدة قرون قد تصيب و قد تخطئ لكن الشيء الأكيد أنها تبقى متأثرة بثقافة و فكر حقبة أصحابها الزمنية كما هو الشأن بالنسبة لجل الترجمات الدينية عبر التاريخ حيث تم تصوير هذه المخلوقات المجنحة كمخلوقات فضائية جاءت من كوكب آخر لإستغلال خيراته فقامت بخلق مخلوق هجين يحمل جيناتها و جينات البشر البدائي لتوفير اليد العاملة
أنوناكي
الانوناكي وتعني بالغة السومرية ( الخمسون الذين هبطوا من السماء إلى الأرض ) في الاساطير السومرية هم كائنات غير بشرية جاؤوا من الفضاء وبالتحديد من كوكب اسمه نيبيرو أعتقد السومريون إنه موجود بين المريخ وزحل. هبطت هذه الكائنات على الأرض قبل 445 ألف سنة وجالوا شواطئ الخليج العربي في منطقة دلتا نهري دجلة والفرات. وقاموا في فترة ما بخلق البشر ليعملوا في الأرض.
رغم أن تسمية الهابطون من السماء إلى الارض أو القادمون من السماء قد تنطبق على الملائكة أنفسهم
وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا (26) سورة النجم
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر
و بالتالي فلا يمكننا الثقة في مثل هذه الترجمة والتفاسير بشكل مطلق لكن الشيء الأكيد سواء تعلق الأمر بالملائكة أو الآلهة المجنحة فيبقى هناك إله أكبر و أعظم و أوحد فوق الجميع
أنو
أنو هو إله السماء في حضارة بلاد ما بين النهرين، وهو من حيث الأهمية يقع في المرتبة الأولى عند السومريين والبابليين، وقد نعت بأبي الالهة. وكان يعتقد أن مقره في السماء العليا،
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) سورة الملك
طبعا الهدف هنا ليس الزعم ان الله تعالى له مقر خاص في السماء
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) سورة الزخرف
بل توضيح تقارب أوصاف الله مع أوصاف مع كبير الآلهة في جل الحضارات القديمة و أقربها على الإطلاق الميثولوجيا الكنعانية
إل
إل أحد الآلهة حسب الميثولوجيا الكنعانية القديمة ، وهو الإله الأعلى وخالق البشر وكل المخلوقات كما تظهر في ألواح أوغاريت ومكتشفات المكتبة الملكية في القصر الملكي في إبلا . و إل أو إيل حسب اللغة القديمة في السامية وترجمته في العادة إله و(بالعبرية: אל): كلمة سامية شمالية غربية وأيضا اسم يترجم إلى إله أو الله أو يترك بدون ترجمة حسب السياق .
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) سورة الصافات
طبعا هذه المعتقدات تعود لآلاف السنين قبل الميلاد و تتشابه بشكل كبير مع ثقافة مجتمع الأديان الإبراهمية كعبادة الإله بعل الذي جعلت عبادته فوق عبادة الله أو إيل في وقت من الأوقات
بعل
وبعل أهم إله لدى الكنعانيين. وكانوا يعتبرونه الإله المحارب، لهذا صوروه مسلحاً. وكان الفينيقيون يعتبرونه إله الشمس، وقد نقلوا معهم عبادته لقرطاج بشمال أفريقيا حيث أطلقوا عليه الإله بعل هامون. ومن آلهتهم أيضًا عشتار وبلوخ وأدونيس. وكان بعل إله الزوابع والأمطار والخصوبة، وورد اسمه في التناخ وفي القرآن <أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين>.
مما ينفي نظرية نشأة و إقتباس الأديان الإبراهيمية من اليهودية المقتبسة بدورها من الحضارة البابلية لاحقا خلال ما يسمى بالسبي البابلي الذي يعتمد عليه في تدعيم هذه النظرية رغم عدم توثيقه تاريخيا
من الدلائل المعتمدة أيضا لنسب الأديان الإبراهيمية للأساطير السومرية ذكر هذه الأخيرة لقصتي آدم و نوح لكن السؤال الذي لن لم يطرحه هؤلاء على أنفسهم من أين جاء اليهود بقصص بقية الأنبياء الذين يعدون بالعشرات و الذين لا يمتون بصلة لحضارة بلاد الرافدين و على سبيل المثال النبي إبراهيم و زوجته الملقبة بسارة
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) سورة الذاريات
اللذان قدسا كآلهة عند الهندوس قرون طويلة قبل الزمن الذي قدر فيه السبي البابلي
براهما
يطلق عليه اسم "سانجهيانج"، واسمه بالسنسكريتية: (UTPETI) وهو الخالق، حسب معتقدهم، لذلك نسجوا حوله أسطورة تدور حول عملية الخلق. أنه " الخالق مانح الحياة، سيد الآلهة،
ساراسواتي
سَرَسْوَتِيِ (सरस्वती) هي لا تنتمى إلى الإلهات الهندوسية. وهي إلهة الكلام والعلم والتعليم.
نفس التشابه بين قصة مريم و إبنها المسيح مع مايا و إبنها بودا
قصة ولادة بودا
بعد عشرة أشهر، في يوم اكتمال القمر فيشاكا (مايو)، توجهت مايا في رحلة لزيارة والديها. في طريقها شاهدت بستان جميل من لومبيني. فخرجت فترة من الوقت لكسر السفر فبدأت بالتجول ثم جاءت تحت شجرة سال كبيرة. و ما إن وصلت هناك حتى شعرت بآلام الولادة. فأمسكت بأحد فروع شجرة السال فأنجبت الطفل Siddhattha.
عندما ولدت الطفل ويقال أن ديفاس الوصي أربعة (شاتور-Mahabrahmas) استقبلته في شبكة الذهبي، والحمامة السماوية من السماء تغسل له. حين ولدت، وبلغ الصبي على الفور على الأرض واستغرق سبع خطوات نحو الشمال وزمجر كالأسد لينطق - "أنا سيد العالم".
فمن الأقرب للمنطق و الواقع أن تجتمع قصص حضارات و شعوب متباعدة جغرافية و ثقافيا في نفس الديانة أم أن تنحدر جميع هذه الحضارات من نفس الحضارة و الديانة
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) سورة المؤمنون
قبل أن تتفرق لاحقا
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) سورة المؤمنون
المؤرخين يرون في ورود قصتي آدم و نوح في الألواح السومرية دليلا على إنبثاق الديانات الإبراهيمية من هذه الأخيرة لكن لو إنطلاقنا من الواقع القرآني فإن الديانة السومرية تبقى مجرد إنحراف عن ديانة ما قبل الطوفان
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) سورة هود
تبنت نفس القصص التي كانت متعارفة لدى أغلب الأمم التي إنحرفت عن الديانة الأم
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) سورة الصافات
و كمثال صريح قوم عاد الذين كانوا على علم تام بقصة نوح
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ (69) سورة الأعراف
فلو بحثنا في روايات جل الحضرات القديمة سنجدها تتبنى قصة الطوفان في شكل من الأشكال
الطوفان الحكاية التي يؤمن بها البشر من العرب إلى الإسكيمو
ربما لا توجد رواية أو حكاية أو أسطورة أكثر شيوعاً في الثقافات والحضارات والأديان المختلفة مثل رواية الطوفان. فعلى سبيل المثال، أحصى الباحث والمؤلف النمساوي هانز شيندلر بيلامي (1901-1982) أكثر من 500 أسطورة عن الطوفان، في جميع أنحاء العالم، تنوعت بين حكايات دينية وأساطير تاريخية وتراث شعبي. وكان لمعظم الحضارات القديمة، كما في الصين وبابل وويلز وروسيا والهند وأمريكا وهاواي، والدول الاسكندنافية وسومطرة وبيرو، نسختها الخاصة من قصة الطوفان الهائل الذي أغرق الأرض
مما يؤكد إنحدارها جميعا من نفس المصدر و نشأتها جميعا بعد حادثة الطوفان
فجل الأدلة المعتمدة في نظرية إنبثاق التوحيد من التعددية تبقى مجرد فرضيات قابلة للإحتماليين معا و على سبيل المثال إذا كان البعض يرى في تقديم الذبائح في الأديان الإبراهيمية
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) سورة الحج
مجرد إقتباس و تعديل لتقديم القرابين البشرية في الأديان الوثنية فقد يكون العكس هو الصحيح و أن الأديان الوثنية قامت بتشويه هذه العادة المترسخة من أيام آدم
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ (27) سورة المائدة
مثلما قامت بتشويه ديانة التوحيد الأصلية
و تبقى أقوى حججهم على الإطلاق وجود إشارات وثنية في نصوص ما يسمى بالديانات الإبراهيمية تؤكد إقتباس هذه الأخيرة من أسطورة الأنوناكي السومرية و أبرز مثال هذا النص المنقول حرفيا من الألواح السومرية
سفر التكوين إصحاح 6
1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَا النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الارْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 انَّ ابْنَاءَ اللهِ رَاوا بَنَاتِ النَّاسِ انَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لانْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
الذي يتحدث عن زواج أبناء الله أو بالأحرى أبناء الإله أنو ببنات الناس أي بنات البشر نص أحدث جدلا كبيرا و إختلاف شديدا و لا يزال و رغم العديد من محاولات الترقيع فالحقيقية تبقى ظاهرة للعيان
النفيليم
لو كان «ابناء الله» هؤلاء مجرد بشر، لنشأ السؤال: لماذا كان نسلهم ‹ذا شهرة› اكثر من نسل الاشرار او نسل نوح الامين؟ ولنشأ ايضا هذا السؤال: لماذا يُذكر زواجهم ببنات الناس كشيء مميز؟ فالزواج وإنجاب الاولاد كانا يحدثان قبل ذلك الوقت بأكثر من ٥٠٠,١ سنة.
خصوصا بعد إكتشاف الألواح السومرية
فمثل هذه النصوص
مزمور 82
1 مَزْمُورٌ لآسَافَ اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي. 2 حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْراً وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3 اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4 نَجُّوا الْمَِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. 5 لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6 أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7 لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.
تطرح مشكلة كبيرة و إحراج شديد كبير الآلهة يخاطب أبناءه الآلهة و يخبرهم أنهم سيموتون مثل البشر مما يطرح أكثر من علامة إستفهام في حقيقية الأمر و يثبت بوضوح تأثير الأساطير البابلية على النصوص اليهودية لكن هل يعد هذا سبب كافي لرمي جميع النصوص الدينية في سلة واحدة و إتهام القرآن الذي أسهب في الخطاب التوحيدي الرادع لأي شكل من أشكال الشرك
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) سورة النساء
خصوصا عندما تخبرنا نصوصه بإلتجاء طائفة من الذين هادوا في زمن النبي بعد تخليها عن التوراة الحقيقية المصدقة للقرآن إلى وحي الشياطين الذي أنزل ببابل بالذات
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُوَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) سورة البقرة
فهل تبقى مجرد صدفة أم دليل صريح على أن ما يسمى بالعهد القديم مجرد خليط من بقايا التوراة الحقيقية و ما أوحي في بلاد بابل من أساطيرها المبنية على قصص شيطانية تهدف بالأساس للتشكيك في دين الله الأوحد و لمزيد من التفاصيل يمكن العودة لموضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
فلا يجب السقوط في فخ مثل هذه الدعايات اللادينية و التسليم بما جاء فيها دون بحث علمي دقيق و للأسف يبقى علماء و باحثي ما يسمى بأمة الإسلام في شبه غيبوبة رغم توفر الإمكانيات المادية للقيام بأبحاث مماثلة لإثبات تطابق النصوص القرآنية مع الحقيقية العلمية و التاريخية
فحتى إشعار آخر و حتى يثبت العكس كل الدلائل المنطقية تؤكد أن التوحيد هو الأصل و أن الآلهة الثانوية أو أنصاف الآلهة تبقى مجرد ظواهر شركية أضيفت مع مرور الزمن
شكرا جزيلا لك
ردحذفلا شكر على واجب أخي الكريمة وارتباطا بالموضوع
حذفتساؤلات بخصوص حقبة الأنبياء الزمنية ؟
http://onlycoran.blogspot.com/2021/06/blog-post_18.html
لا اله الا الله الحق المبين
ردحذف