تساؤلات عن حياة الرسول محمد ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


مهما حاول الإنسان التخلص من الأفكار التي نشأ عليها فإن تأثيرها يضل حاضرا في نظرته و تحليله للأشياء و للأسف هذا حالنا مع تراث المذاهب الذي مهما حاولنا التخلص منه فإننا نصطدم في كل مرة بحقيقة جديدة تثبت أننا لازلنا تحت تأثير أفكاره
من الحقائق الثابتة التي لن يختلف عليها إثنان أن الرسول محمد كان يتيما و كيف يمكن التشكيك في ذلك و القرآن يقول بصريح العبارة
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)  سورة الضحى
و حتى إن كان هناك تشكيك في الرواية الرسمية التي جاءت في سيرة المذاهب و في تفاصيل و هوية والدي الرسول فيبقى التصور العام مجمع على وفاة والدي الرسول محمد في صغره في غياب أي سبب منطقي يدعونا للشك في ذلك و بالأحرى هذا ما كنا نعتقده لأن نصوص القرآن تبقى بحر لا متناهي من المعلومات القيمة 
من أبرز مميزات النص القرآني دقته الشديدة في الخطاب ميزة سبقت الإشارة إليها في أكثر من موضوع و ساهمت في كشف العديد من الحقائق فكما سبق التوضيح في مقال 
أسباب تنوع الخطاب القرآني
فليس من العبث و الفراغ أن يتنوع الخطاب القرآني بين نواهي و أوامر تشريعية مقتصرة على فئة من المؤمنين تنفي إرتباط أو قيام الرسول ببعض الأفعال
وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) سورة الأنعام
و أخرى تختص شخص الرسول بالخطاب و تربطه بوضوح بحوادث و أفعال معينة 
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) سورة الأنعام
و لعل أبرز مثال على هذا التنوع سياق آيات الحكمة في سورة الإسراء
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) سورة الإسراء
خطاب إستثنى الرسول من عدة نواهي كالزنا 
 وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) سورة الإسراء
و قتل النفس التي حرم الله
 وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) سورة الإسراء 
و قتل الأولاد خشية الفقر
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) سورة الإسراء
و أكل مال اليتيم و عدم الوفاء بالعهد
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) سورة الإسراء
و الغش في الميزان
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) سورة الإسراء
مما يؤكد عدم قيام النبي و إرتباطه بهذه الأفعال في يوم من الأيام على خلاف بقية النواهي التي ذكرت في السياق و كمثال 
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) سورة الإسراء
حين أمر النبي بعدم قول ما ليس به علم و بالفعل سنجد التأكيد القرآني على تحدثه و إعتماده على أقوال الغير المبنية على الظن بخصوص خبر أصحاب الكهف
فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) سورة الكهف
و هو ما يحيلنا إلى السؤال التالي لماذا أمر الله رسوله الكريم  بالإحسان لوالديه و عدم نهرهما عند الكبر ؟
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء
شيء غريب إذا علمنا أن والدي الرسول قد توفيا في صغره و هنا لا مجال لنسب صفة الوالدين لمن قام بتبني الرسول لأن صفة الوالد تقتصر على الإنجاب 
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)  سورة البلد
عكس صفة الأب الشاملة لكل من ساهم في التربية
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) سورة آل عمران
و يبقى السؤال المطروح هنا لماذا سيأمر الله تعالى رسوله الكريم بعدم نهر والديه اللذان توفيا منذ مدة طويلة عند كبرهما الذي لن يبلغاه في يوم الأيام !؟ ألم يكن الأجدر هنا ضرب المثل بعموم المؤمنين عوض تخصيص الخطاب لشخص الرسول الغير معني بهذا الأمر ؟ لنجد أنفسنا أمام السؤال التالي هل بالفعل توفي والدي الرسول في صغره ؟ ماذا لو أسأنا مفهوم اليتم في لغة القرآن ؟
في الحقيقية لو بحثنا في مختلف النصوص القرآنية فلن نجد أي تأكيد على أن مفهوم اليتم هو موت الوالدين في الصغر و الذي يشار به بالخصوص إلى موت الأب في لغتنا الموروثة  فالحقيقة الوحيدة التي يمكن إستخلاصها من النصوص أن اليتم هو وصف لفقدان أحد الوالدين أو كلاهما لسبب من الأسباب كالطلاق أو تخلي الوالدين أو الضياع ألخ
لكن هذا ليس موضوعنا حاليا بل حقيقة موت والدي الرسول من عدمه التي تفتح المجال أمام العديد من الإحتمالات و التي قد نجد الإشارة الوحيدة التي قد تعطينا فكرة و لو صغيرة عنها  في نفس السياق الذي ذكر فيه  يتم الرسول
 أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)  سورة الضحى
و بالضبط في إخباره بضلال الرسول عن السبيل الذي يمكن تفسيره على وجهين كما جاء في هذه التفاسير
تفسير بن كثير
 وقوله تعالى: { ووجدك ضالاً فهدى } كقوله: { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } الآية، ومنهم من قال: إن المراد بهذا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ضلّ في شعاب مكّة وهو صغير ثم رجع، وقيل: إنه ضل وهو مع عمه في طريق الشام وكان راكباً ناقة في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل فنفخ إبليس نفخة ذهب منها إلى الحبشة، ثم عدل بالراحلة إلى الطريق، 
و صراحة من جد المستبعد أن يشير القرآن لقصة تيه الرسول في شعاب قريته ! أو حتى في رحلته للشام بل لتيه دام لسنوات طويلة ظل فيه الرسول بعيد عن قريته الأم حيث يوجد والديه الحقيقيان اللذان لم ينعم عليه ربه بلقائهما إلا بعد بعثته و ظهور حقيقة رسالته
يخبرنا القرآن أن الرسول محمد نشأ و ترعرع في قرية الأميين 
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)  سورة الجمعة
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)  سورة يونس
في قوم لم يسبق لهم أن عرفوا ثقافة الرسل و الكتب السماوية
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)  سورة سبأ
لكنه لم يخبرنا أنه ولد في هذه القرية أو أنه من نسلهم
فمن يدري قد يكون الرسول من أهل الكتاب قبل أن يضطر والديه للتخلي عنه في طفولته لسبب من الأسباب كخوفهم عليه من كيد الذين كفروا من أهل الكتاب بعدما ظهرت عليه علامات النبوءة المذكورة في كتبهم 
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) سورة الأنعام
فقاموا بإرساله إلى قرية الأميين حيث لن يعرفه أحد حتى أنعم عليه الله بإخباره لهوية أهله ووالديه بعد بعثته المباركة
و كمثال مشابه وصف القرآن لأصحاب قرية الفاحشة التي أنذرها النبي لوط بأنهم قومه
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) سورة الأعراف
بل وصفهم بإخوانه
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) سورة ق
رغم أنه لم يولد في قريتهم و لم ينحدر من نسلهم بل جاء إليهم مهاجرا من قرية النبي إبراهيم
 فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) سورة العنكبوت
و قد إكتسب هذه الصفة لعيشه سنوات طويلة بينهم وإحتمال زواجه من أحد نسائهم  نفس الشيء في حالة النبي محمد إن صحت هذه الفرضية 
قد يرى البعض في هذا الطرح تعارض مع وصف محمد بالنبي الأمي
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) سورة الأعراف
لكن الحقيقة أن الأمية وصف مرتبط بجهل علم الكتب السماوية وليس بالقومية والدليل وصف القرآن لكل من جهل علم الكتاب من الذين هادوا بالأمية
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)  سورة البقرة
و هو وصف ينطبق على النبي محمد الذي كان يجهل كل شيء عن علم الكتاب
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)  سورة العنكبوت
مما يؤكد أنه لم يتذكر شيئا عن هوية وملة الديه الحقيقية 
وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء
مما يحيلنا إلى السؤال التالي ما هي ديانة الرسول قبل بعثته و تلقيه الوحي ؟
من الأسئلة المحيرة  بقيت بدون جواب مقنع و التي تم حلها عن طريقة سياسية الترقيع و الروايات العاطفية كإدعاء أنه كان على ملة إبراهيم مع أن القرآن يقول بالحرف
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)  سورة الشورى
في تأكيد صريح على عدم إيمان محمد و عدم إتباعه لملة إبراهيم التي لو كان عليها بالفعل لما كانت هنالك حاجة لأمره بإتباعها
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)  سورة النحل
مما يوحي بإتباعه لملة قومه الشركية قبل بعثته المباركة و هو ما توحيه لنا نفس آيات الحكمة التي قامت بنهيه و تحذيره مرتين في بداية و نهاية سياقها من الشرك بالله
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) سورة الإسراء
وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) سورة الإسراء
نهي تكرر في أكثر من نص قرآني
وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) سورة القصص
و هو ما يضع مخترعي سيرة المذاهب في موقف حرج و يفضح جهلهم الكبير إن لم نقل الكلي بتفاصيل حياة الرسول أسئلة تستحق التأمل و التفكير و تفتح المجال لمزيد من الأبحاث و تدعوا لإعادة كتابة التاريخ الي تلاعبت به أيدي الظالمين