علامات الساعة أم علامات هلاك قوم الرسول ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من منا لم يسمع بعلامات الساعة و ظواهرها الخارقة المعلنة لقرب قيام الساعة و هلاك من في السماوات الأرض عشرات الروايات تروي لنا أدق التفاصيل ظهور الدجال خروج الداية  يأجوج و مأجوج  الدخان ألخ التي أصبحت جزء لا يتجزأ من معتقداتنا و ثوابتنا الدينية
و قد ساهم ورود بعضها في نصوص القرآن في تثبيت هذه القناعة 
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) سورة الدخان
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) سورة الكهف
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل
لكن يبقى السؤال الحقيقي هل هذه النصوص تتحدث بالفعل عن أحداث معلنة عن قرب نهاية العالم أم عن أحداث مستقبلية لا تمت لها بصلة ؟ 
الحقيقة أننا لو تأملنا في ما يسمى بعلامات الساعة سواء في القرآن أو في نصوص الملل الأخرى سنجدها مجرد نبوءات مستقبلية سابقة لقيام الساعة الذي يبقى قرب موعد حدوثها من عدمه مجرد قرب نسبي قد يدوم لملايين السنين بالنسبة للبشر 
 إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) سورة السجدة
و لعل أبرز مثال على ذلك عدم ظهور ما يسمى بعلامات الساعة الكبرى رغم مرور عشرات القرون عن أولى علامتها الصغرى في معتقد أصحاب المذاهب المتمثلة في بعثة الرسول محمد نفس المعتقد الذي زعم إنشقاق القمر في نفس الحقبة الزمنية 
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) سورة القمر
و بالتالي فإن البداية الحقيقية لما إصطلح عليه في فقه المذاهب بآخر الزمان كانت عند بعثة الرسول محمد كما يؤكد هذا النص
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) سورة محمد
الذي بغض النظر عن مفهوم كلمة أشراط التي لم تذكر سوى مرة وحيدة في القرآن فقد كان الملهم لإختراع عشرات إن لم نقل مئات الأحاديث التي تتحدث عن آخر الزمان و التي تبتدئ غالبيتها بمقولة لا تقوم الساعة حتى ...و هو ما يتجلى في مختلف التفاسير المذهبية
تفسير بن كثير
{ فقد جاء أشراطها } أي أمارات اقترابها، 
تفسير القرطبي
{ فقد جاء أشراطها } أي أماراتها وعلاماتها. وكانوا قد قرؤوا في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، فبعثه من أشراطها وأدلتها،
و هنا أتساءل من الذين قرأوا في كتبهم ؟!
تفسير الجلالين
{ فهل ينظرون } ما ينتظرون، أي كفار مكة { إلا الساعة أن تأتيهم } بدل اشتمال من الساعة، أي ليس الأمر إلا أن تأتيهم { بغتة } فجأة { فقد جاء أشرطها } علاماتها: منها النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان
و يبقى أكثر ما يثير الإنتباه في التفسير الأخيرة هو تأكيده على تزامن عذاب الدخان مع البعثة المحمدية مخالفا لأغلب الآراء المذهبية التي زعمت أنه أحد علامات الساعة الكبرى المستقبلية رغم تأكيد القرآن الواضح على حلوله بقوم الرسول
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) سورة الدخان
الذين وصفوا رسولهم بالمتعلم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ (103) سورة النحل
و المجنون
 وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) سورة الحجر
و تأكيده على وقوع هذا الحدث في حياة الرسول من خلال تخصيص الخطاب و الأمر بالإرتقاب لشخص الرسول
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)  سورة الدخان
فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)  سورة الدخان
و هو ما تؤكده بعض الآراء المذهبية لكن بصورة مختلفة 
تفسير بن كثير
 { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } إن قريشاً لما أبطأت عن الإسلام واستعصت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم من الجهد والجوع، حتى أكلوا العظام والميتة، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء، فلا يرون إلا الدخان، وفي رواية: فجعل الرجل ينظر إلى السماء، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد،
حيث أصبح الدخان مجرد هلوسة سببها المجاعة التي لا نجد لها أي أثر علمي سوى في مخيلة هؤلاء المرقعين رغم تأكيد النص القرآني على إتيان السماء للدخان مما دفع البعض الآخر ممن وجدوا أنفسهم في حيرة بسبب إختلاف و تعارض الروايات إلى إختراع حل وسط يدعي وجود عذابي دخان الأول في زمن الرسول و الثاني قبيل الآخرة لكن يبقى الرأي الغالب هو نسب الدخان لما يسمى لما يسمى بأحداث آخر الزمان
و لمزيد من التفاصيل بخصوص عذاب الدخان يمكن العودة لمقال
مصير قرية الرسول محمد
الذي بالإضافة لتأكيده على حدوث هذا العذاب على أرض الواقع في زمن تنزيل القرآن 
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) سورة الدخان
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) سورة المؤمنون
إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) سورة الدخان
وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) سورة المؤمنون

فقد أشار إلى حقيقة أكثر خطورة بتأكيده على هلاك كفار قوم الرسول بعد عودتهم لذنوبهم عند كشف عذاب الدخان
 يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) سورة الدخان
 حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) سورة المؤمنون

و على الرغم من محاولات سلف المذاهب طمس هذه الحقيقية و نسب البطشة الكبرى لغزو بدر التي لم يهلك فيها حسب رواياتهم سوى 70 فرد من بين آلاف المشركين المقاتلين و القاعدين !
تفسير الجلالين
اذكر { يوم نبطش البطشة الكبرى } هو يوم بدر { إنا منتقمون } منهم والبطش الأخذ بقوة .
فتبقى العديد من النصوص القرآنية شاهدة على هلاك قوم الرسول المرتقب
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) سورة محمد
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) سورة الطور
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) سورة فصلت
الذي لم يتم تأكيد حدوثه في حياة النبي
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) سورة غافر
الشيء الأكيد أنه يدخل في إطار وعد الله 
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) سورة النمل
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) سورة يس
الذي تم تلخيصه في أغلب التفاسير المذهبية في عذاب الآخرة
تفسير بن كثير
يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم: { متى هذا الوعد } ، كما قال تعالى: { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } ، قال اللّه عزَّ وجلَّ: { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون } أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة، وهذه واللّه أعلم (نفخة الفزع) ينفخ في الصور نفخة الفزع،
تفسير الجلالين
{ ويقولون متى هذا الوعد } بالبعث { إن كنتم صادقين } فيه .
و هنا يقع الإشكال و تتم إساءة قراءة بعض النصوص و النبوءات كمفهوم الوعد الحق في قصة خروج يأجوج و مأجوج الذي تم التسليم بأنه موعد الساعة و تجاهل وعد الله بإهلاك كفار قوم الرسول في الحياة الدنيا
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) سورة الأنبياء
خروج لا ينفع معه إيمان مشركي البعثة كما كان الشأن مع أسلافهم
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) سورة الأعراف
شانه شأن خروج الدابة
إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل
الذي يعلن وقوع قول الله بمعنى حكم الله بناء على مفهوم القول في لغة القرآن
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) سورة الأنعام
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) سورة ق
على الظالمين بالكفر و الخزي
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) سورة النمل
و يصنف كلاهما في إطار الآيات التي لا ينفع معها إيمان الكافرين
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) سورة الأنعام
تراث المذاهب أوهم الناس أن هذا الخطاب موجه لكفار آخر الزمان لكن سياق و حقيقة النصوص تثبت العكس و أن المخاطبين هم قوم الرسول الذين كانوا غافلين قبل نزول القرآن عن دراسة الكتب السماوية
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) سورة يس
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سورة سبأ
أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) سورة الأنعام
فمن المخاطبون في قصة يأجوج و مأجوج أناس آخر الزمان أم مشركي البعثة متعددي الآلهة ؟
 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) سورة الأنبياء
نفس الملاحظة بالنسبة لسياق خروج الدابة الذي يخاطب كفار قوم الرسول الذين كانوا يدبرون عند تلاوته للقرآن
إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل
اللذان يوحي ذكر القرآن لخروجها من الأرض
ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) سورة الروم
بوجود حياة في باطنها و هو ما يتماشى مع نظرية عيش يأجوج و مأجوج في باطن الأرض و خروجهم منها و التي تم عرضها بالإضافة لنظريات أخرى في مقال
رحلة ذو القرنين
فترابط الأحداث و قربها الزمني من بعضها البعض يؤكد وقوع ظواهر طبيعية في زمن البعثة المحمدية ساهمت في دك سد ذو القرنيين و خروج يأجوج مأجوج
 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) سورة الكهف
الذي صاحبه خروج الداية أيضا قبل أن تؤدي نفس الأحداث لاحقا إلى الهلاك النهائي لقوم الرسول و الله تعالى أعلم
و مرة أخرى يقودنا النص القرآني إلى نفس النتيجة التي تؤكد حدوث عملية قرصنة كبرى لتاريخ الأنبياء لم تترك لنا سوى حقيقة مشوهة جعلت ملايين البشر يعيشون على وهم إنتظار ظواهر حدثت منذ قرون طويلة 

تعليقات

  1. لماذا قرن إقتراب الساعة بإنشقاق القمر و ما هي أشراط الساعة قرآنيا حيث جاء في آيات عدة أنها مخفية و تأتي بغتة بل قد ذكر أن هناك إحتماليات أن تأتيهم الساعة بدون العذاب الدنوي و مسألة أخىى ما هي دلائل النبوة في القرآن هل لك مقال عنها كشهادة بني إسرائيل و مطابقة القرآن للتوراة و الانجيل و في آيات يتحدث االله عن البصائر و بينات فما الفرق بينهم و ما هو القرآن و الذكر و الكتاب و تفصيل الكتاب و غيرها

    ردحذف
  2. في الحقيقة لم اخصص مقال بعينه للحديث عن دلائل النبوءة لكن تسجد الإشارة لبعضها بشكل مباشر أو غير مباشر في مختلف المقالات وهذه بعضها
    هل بالفعل يحتوي القرآن على قصص خرافية ؟
    http://onlycoran.blogspot.com/2019/09/blog-post_15.html
    الإعجاز العلمي في القرآن حقيقة أم وهم ؟
    http://onlycoran.blogspot.com/2017/08/blog-post_25.html
    هل يحتاج القرآن للإعجاز العلمي ليثبت مصدره الإلهي ؟
    http://onlycoran.blogspot.com/2016/05/blog-post_28.html
    هل هناك آيات عددية في القرآن ؟
    http://onlycoran.blogspot.com/2017/07/blog-post_31.html
    إيمان علماء بني إسرائيل ومطابقة القرآن للتوراة الإنجيل ونبوءات سورة الروم وفتح بكة الخ تبقى آيات لمن عاصرها وليس للأزمنة اللاحقة التي غاب فيها توثيق هذه الأحداث
    مسألة اقتراب الساعة مسألة نسبية
    إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) سورة المعارج
    وقد يمتد الأمد بين أشراط الساعة بمعنى الأنباء المتنبأ عنها في الكتب السماوية التي يستحيل قيام الساعة دون حدوثها كبعثة النبي الامي..وبين قيامها لآلاف أو ملايين السنين
    ستجد وجهة نظري بخصوص الفرق بين القرآن والكتاب والذكر الخ
    هل هناك ترادف في القرآن ؟
    http://onlycoran.blogspot.com/2018/01/blog-post_29.html

    ردحذف
  3. تحية طيبة الأخ مسلم
    هل يأجوج و مأجوج معلوم أمرهم أم أنها تعتبر غيبيات بالنسبة لنا ؟
    كيف لنا أن نعرفهم من يكونوا و ما هي حقيقتهم.. و هل هناك آيات في القرآن تتحدث عن وجود حياة في باطن الأرض أم أن يأجوج و مأجوج فقط كانوا موجودين فيها ؟

    ردحذف
    الردود
    1. تحية طيبة أخي الفاضل
      لو كان أمرهم معلوم لما اختلفنا في هويتهم يأجوج ومأجوج من الأنباء الغيبية لمجتمع البعثة التي جاء تأويلها في زمانهم فأدركوا حقيقتهم مثلما يمكن أن ندركها بسبب من الأسباب إن أراد علام الغيوب

      حذف
  4. مرحبا أخي الكريم
    لدي سؤال حول مفهوم كلمة "الساعة" التي ذكرت بأل التعريف ٣٥ مرة في القرآن، ترى هل هي فعلاً الحدث الذي سيتسبب بنهاية الحياة على الأرض أم أنها فقط ساعة العذاب الموعودة لكفار و مشكري البعثة وقتها؛ لا سيما و أن هناك عدد من الآيات التي تربط عذاب قوم الرسول مع الساعة كالآيات:
    ٤٠ سورة الأنعام / ١٠٧ سورة يوسف / ٧٥ سورة مريم.. و غيرها آيات أخرى

    ردحذف
    الردود
    1. تحية طيبة أخي الفاضل
      ذكر الساعة كاحتمال ثاني إلى جانب العذاب الموعود يوحي بالفعل بحديث الرحمن عن موعد نهاية الحياة في الأرض
      يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً (187) سورة الأَعراف
      ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى

      حذف
    2. حسناً فهمت عليك أخي الكريم
      بقي سؤال حول يوم القيامة.. هل هو نهاية الحياة على الأرض أم نهاية الكون و الوجود كله

      حذف
  5. يجب التمييز بين يوم قيامة الأموات وبين صعقهم في الساعة التي لا تشمل بالضرورة كل ما في السماوات
    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ 👈إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ (68) سورة الزمر
    التي أصلا تبقى تسمية نسبية للجزء المرئي من الكون بالنسبة لأهل الأرض والتي تمثل جزء يسير من الكون فما بالك بالزعم بهلاك الكون الشاسع في رمشة عين
    ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى

    ردحذف

إرسال تعليق