أوقات اليوم في القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من الأشياء الملفتة للنظر في نصوص القرآن كثرة الأسماء إلى تشير إلى مختلف فترات اليوم و نظرا لإرتباط أغلبها بمواعيد العبادات و بالأخص فريضة الصلاة فيستلزم تحديد وقت كل واحد منها بشكل دقيق و عدم التسليم بمفاهيمها المتعارفة المأخوذة من مورث أثبت جهله و معارضته للحقيقة القرآنية في أكثر من مناسبة
و في مثل هذه الأبحاث يجب الإنطلاق من الثوابت و الأشياء الأكثر وضوحا و بالنسبة لمواقيت اليوم فيجب أولا تحديد مواقيت بداية و نهاية كل من الليل و النهار التي سبق التطرق إليها بأدق التفاصيل في موضوع 
مواقيت الليل و النهار كما جاءت في كتاب الله
مواقيت يسهل تحديدها إذا تجردنا من تراث المذاهب المختلف فيها بين إختفاء قرص الشمس و إختفاء الحمرة الشرقية ألخ أوقات تبتدئ عند القدرة على إبصار الأشياء بالنسبة للنهار
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا (67)  سورة يونس
و تنتهي عند عدم القدرة على إبصارها و العكس صحيح بالنسبة لمواقيت الليل الذي جاء كوصف للفترة اليومية التي تغشى فيها الأشياء عن نظر الإنسان
 وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) سورة الليل
فترة تنتهي عند القدرة على إبصار و تمييز الفرق بين اللونين الأسود و الأبيض 
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (187) سورة البقرة
و قد سميت هذه الظاهرة بطلوع أو مطلع الفجر  
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) سورة القدر 
بمعنى ظهور و بيان وقت الفجر بناء على مفهوم الطلوع في لغة القرآن الذي يشير لبيان و ظهور الأشياء
  وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (38) سورة القصص
 قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) سورة الصافات
من هنا نستنتج أن الفجر هو أول أوقات النهار الذي يبتدئ ببيان ما حول الإنسان من أشياء بسبب إنعكاس أشعة الشمس على الغلاف الجوي الذي يتسبب في تحول لونه تدريجيا من الأسود إلى الأزرق و ينتهي مع طلوع و ظهور قرص الشمس و إكتمال إضاءتها للأرض
و هو ما تؤكده النصوص التي وصفت الصلاة التي تؤدى في فترة ما قبل طلوع الشمس
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) سورة ق
 بصلاة الفجر
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ (58) سورة النور
و قد أطلقت على نفس هذه الفترة تسمية الصبح أو الصباح المشتقة من فعل أصبح الذي يشار به إلى إنقلاب الأحوال 
  وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (103) سورة أل عمران
في إشارة لفترة تغير الليل إلى النهار 
 يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ (13) سورة فاطر
التي تبتدئ بظهور الضوء و تنتهي بمطلع الشمس و ليس بزوال الشمس كما هو متعارف في موروثنا اللغوي و قد إقترن هذا المصطلح بالأخص بهلاك الأقوام الكافرة
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) سورة الصافات
في إشارة لتغيير حال هذه الأقوام عند حلول العذاب من النعيم إلى العذاب
  و من بينها قصة النبي لوط
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) سورة هود
التي وصفت فيها نفس فترة الفجر و الصبح بالإشراق
وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) سورة الحجر
 فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) سورة الحجر
في إشارة لفترة إنتشار أشعة الشمس على الأرض 
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا (69)  سورة الزمر
التي تبتدئ مع ظهور الضوء و تكتمل مع طلوع الشمس و إكتمال وقت الصلاة
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) سورة ق
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) سورة ص
و سنجد في نفس قصة لوط تعريفا آخر لنفس هذه الفترة 
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)  سورة القمر  
ألا و هو البكرة و جمعها إبكار كما جاء في قصة النبي زكريا حين إستعمل القرآن المصطلحين معا للإشارة إلى نفس التوقيت
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) سورة آل عمران
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) سورة مريم
و نبقى دائما في إطار قصة النبي لوط و هذه المرة مع وقت السحر
 إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) سورة القمر
الذي قام سلف المذاهب بنسبه لآخر الليل رغم أن نجاة أهل لوط تمت فعليا عند عدم إلتفاتهم 
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) سورة هود
لحظة حلول العذاب بقومهم التي تزامنت مع وقت الصبح بطبيعة الحال مما يؤكد أن السحر إسم من أسماء نفس توقيت الصبح حقيقة تؤكدها النصوص القرآنية التي ذكرت السحر و جمعه أسحار بشكل منفصل عن وقت الليل
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) سورة الذاريات
نفس وقت الإستغفار أثناء صلاة البكرة 
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) سورة آل عمران
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) سورة غافر
 و دائما في إطار أسماء وقت الصبح الذي وصف أيضا بالغدو 
فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)  سورة القلم
إسم مشتق من فعل غدا بمعنى ذهب
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ (12)  سورة سبأ
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ (121)  سورة آل عمران
في إشارة لتوقيت الذهاب إلى الأشغال الذي يتزامن مع فترة الصبح و جمعه غداة
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا (46) سورة غافر
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (52) سورة الأنعام
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (28) سورة الكهف
يقابله وقت العشي كلمة مشتقة من فعل عشى الذي يشير إلى ترك الأشياء كترك الإنسان لذكر الله
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) سورة الزخرف
في إشارة لوقت ترك الأشغال و الأعمال و العودة إلى البيوت و مفرد كلمة عشي هي عشاء التي كما نرى تتزامن في النصوص مع وقت العودة للبيوت
وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) سورة يوسف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ (58) سورة النور
و هنا يتجلى بوضوح مدى جهل سلف المذاهب بلغة القرآن المبني على تفاسيرهم العشوائية التي بالإضافة لجعلها من مفرد كلمة عشي إسم لوقت من أوقات الليل قامت بنسب وقت العشي للفترة الممتدة من زوال الشمس إلى حلول الليل 
تفسير الجلالين
{ وسبِّح } صل متلبساً { بحمد ربك بالعشي } وهو من بعد الزوال 
تفسير الطبري
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك } يَقُول : وَصَلِّ بِالشُّكْرِ مِنْك لِرَبِّك { بِالْعَشِيِّ } وَذَلِكَ مِنْ زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل
في محاولة يائسة للتوفيق بين أوقات الصلاة في القرآن و الموروث 
تفسير الجلالين
{ أقم الصلاة لدلوك الشمس } أي من وقت زوالها { إلى غسق الليل } إقبال ظلمته أي الظهر والعصر والمغرب والعشاء
ترقيعات تنفيها تفاسير نفس التراث التي تؤكد أن المعنى الحقيقي لدوك الشمس هو إختفاء قرصها في الأفق 
تفسير الطبري
{ لِدُلُوكِ الشَّمْس } . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْوَقْت الَّذِي عَنَاهُ اللَّه بِدُلُوكِ الشَّمْس , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ وَقْت غُرُوبهَا 
المعلن لبداية وقت العشي 
تفسير بن كثير
 { وسبح بحمد ربك بالعشي } أي في أواخر النهار وأوائل الليل
الذي ينتهي مع حلول الظلام التام 
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) سورة الإسراء
المتم لغروب الشمس بمعنى إختفاء آخر أشعتها 
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) سورة ق
و ليس كما هو متعارف في موروثنا اللغوي أن غروب الشمس هو إختفاء قرصها
و قد أعطى القرآن لنفس فترة العشاء المقابلة لفترة الغدو و البكرة تسمية أخرى هي الأصيل و جمعها آصال 
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) سورة النور
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) سورة الأحزاب
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) سورة الإنسان
فخلاصة القول أن لغة قوم الرسول إختصت مرحلة الإنتقال من الليل إلى النهار التي تبتدئ بظهور أول أشعة الشمس حتى طلوع قرصها بالأسماء التالية فجر صبح إِشراق سحر بكرة غدوة و مرحلة الإنتقال من النهار إلى الليل التي تبتدئ مع بداية غياب قرص الشمس في الأفق حتى إختفاء آخر أشعة الشمس بكل من العشاء و الأصيل و توصف هاتين الفترتين بالساعة الزرقاء
الساعة الزرقاء
و يصطلح عليهما قرآنيا بطرفي النهار
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ (114) سورة هود
و يطلق على الفترة الزمنية الفاصلة بينهما بوقت الظهيرة 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ (58) سورة النور
موروثنا اللغوي نسب هذه التسمية لوقت منتصف النهار عند إرتفاع الشمس في كبد السماء رغم كون إسم الظهيرة المشتق من فعل ظهر يشير بوضوح إلى فترة ظهور قرص الشمس التي تمتد من طلوعها حتى دلوكها و هو ما يتجلى أيضا في هذا النص 
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) سورة الروم
الذي يوحي بتقسيم اليوم في مجتمع البعثة المحمدية إلى أربعة أوقات أساسية ثلاثة منها في فترة النهار بالإضافة للمساء أحد أوصاف فترة الليل الذي وصفت أيضا بالبيات 
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا (9) سورة الزمر
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) سورة الفرقان 
الذين يقابله وقت الضحى
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) سورة الضحى
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) سورة النازعات 
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) سورة الإعراف
الذي يطلق على نفس فترة الظهيرة التي ترتفع خلالها درجة الحرارة بسبب إنتشار أشعة الشمس عند ظهور قرصها 
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) سورة الشمس
إسم مشتق من فعل ضحى الذي يشير إلى الحر
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) سورة طه
أتمنى أن أكون قد وفقت في إعطاء التعريف الصحيح لمختلف أوقات اليوم المذكورة في القرآن بعيدا عن التعريف الخاطئ للعديد منها المبني على تفاسير السلف العشوائية التي لا أدري على أي معيار إعتمدت لجعل العصر وقت من أوقات اليوم ؟
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) سورة العصر
خصوصا أن أصل التسمية 
قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا (36) سورة يوسف
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) سورة يوسف
لا يمت بصلة للتوقيت الذي نسبت إليه و يوحي أن العصر هو وقت نزول المطر و إغاثة الناس
وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) سورة النبأ
و الله تعالى أعلم

تعليقات

  1. لقد اخطاءت فالاسحار هو ماقبل الفجر ولا جدال ولا شك ثم الفجر ثم الصبح ثم الشروق ثم الضحى ثم الظهر والظهيره
    ثم العصر ثم ماقبل الغروب ثم الغروب ثم الخط الفاصل المغرب ثم بدايه العتمه العشاء ثم قطع الليل الى الاسحار ثم الفجر
    فالفجر رسول الصبح والعصر رسول المساء
    نهار ومساء
    ليل وعشاء
    سحر وقبل العصر
    ضحى وليل ( عشاء )

    ردحذف
    الردود
    1. عندما تقل أخطأت فقدم الأدلة على ذلك من النصوص القرآنية التي لا يعترف بغيرها وناقش ما تم عرضه منها في المقال ولا تستعرض مسلمات موروثك البشري التي تدعي أن لا شك وجدال فيها وهي أصلا محل الجدال والنقاش

      حذف
  2. سحر فجر صبح شروق ضحى ظهر ظهيره عصر مساء ماقبل الغروب غروب مغرب عتمه او عشيه او عشاء قطع ليل أسحار فجر فالسحر قبل الفجر
    حتى فى السنه الشريفه تجد الفجر لاتصلى بعده والعصر لا تصلى بعده
    والمغرب هو الحد الفاصل بين نهايه المساء وبداية الليل ولا خلاف ولاشك ولا ريب

    ردحذف
  3. والأصل عدم التهجم على التفاسير لأنها قد تكون اجتهادات نفس اجتهادك وهم أقرب للصواب لأنهم اقدم منا وكانوا يستخدمون مصطلحات اوقات اليوم أكثر منا كونهم لم يعرفوا الساعات

    ردحذف
    الردود
    1. انتقادي للتفاسير لا يقتصر على مسألة أوقات اليوم بل يعود لقناعة ثابتة بعدم مصداقيتها وجهل قائليها بعد أبحاث طويلة ومتعمقة ومقارنة بينها وبين مختلف نصوص القرآن
      https://onlycoran.blogspot.com/2020/02/blog-post_92.html
      ويبقى النص القرآني هو الحكم والمعيار وليس السبق الزمني الذي لا يثبت في أي حال من الأحوال أهلية ومصداقية الإدعاء وإلا لكان أولى اعتماد الكتاب المقدس بدل القرآن في قصص الأنبياء...وأعتقد أنني قدمت ما يكفي من الأدلة من النصوص القرآنية وليس من أفكار مسبقة مستمدة من نفس الموروث الديني واللغوي المناقض للقرآن

      حذف

إرسال تعليق