وجهة نظري بخصوص صلب المسيح

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من أكثر الأشياء التي يؤخذها المسيحيون على القرآن عدم إسهابه في تفصيل قصة صلب المسيح فتراهم يرددون في كل مناسبة مقولة كيف تأمروننا بالإيمان و التصديق بنص واحد مبهم يقبل التفسير بأكثر من وجه و نترك عشرات التفاصيل الدقيقة عن صلب المسيح في الأناجيل المتعارفة مسيحيا طبعا هم ينطلقون من معتقدهم الخاص الذي جعل من الصلب أساس العقيدة المسيحية نفسها لكنه في الدين الإسلامي يبقى مجرد حادث من بين عشرات الحوادث المبهرة في حياة المسيح 
و يبقى وجه الإعتراض بالخصوص في عدم ذكر القرآن لأية تفاصيل عن هوية الشبيه و كيفية إلقاء الشبه التي نجد أدق تفاصيلها في تفاسير التراث التي نصبت نفسها مفصلة لكل ما لم يذكره القرآن بدون وجه حق
مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ (111) سورة الأنعام
تفسير بن كثير
 وكان من خبر اليهود عليهم لعائن اللّه وسخطه وغضبه وعقابه، أنه لما بعث اللّه عيسى ابن مريم بالبينات والهدى، حسدوه على ما آتاه اللّه تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات، التي كان يبرىء بها الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ويصور من الطين طائراً ثم ينفخ فيه فيكون طائراً يشاهد طيرانه بإذن اللّه عزَّ وجلَّ إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه اللّه بها أجراها على يديه ومع هذا كذبوه وخالفوه، وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم، حتى جعل نبي اللّه عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلده، بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام، ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان وكان رجلاً مشركاً من عبدة الكواكب، وكان يقال لأهل ملته اليونان، وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلاً يفتن الناس ويضلهم ويفسد على الملك رعاياه، فغضب الملك من هذا وكتب إلى نائبه بالمقدس أن يحتاط على هذا المذكور، وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ويكف أذاه عن الناس، فلما وصل الكتاب امتثل والي بيت المقدس ذلك وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام وهو في جماعة من أصحابه اثني عشر أو ثلاثة عشر وقيل سبعة عشر نفراً - وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت - فحصروه هنالك، فلما أحس بهم وأنه لامحالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم - قال لأصحابه: أيكم يُلقى عليه شبهي وهو رفيقي في الجنة؟ فانتدب لذلك شاب منهم فكأنه استصغره عن ذلك، فأعادها ثانية وثالثة، وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب، فقال: أنت هو ! وألقى اللّه عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، وفتحت روزنة من سقف البيت وأخذت عيسى عليه السلام سَنَةً من النوم فرفع إلى السماء وهو كذلك كما قال اللّه تعالى: { إذ قال اللّه يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي } الآية، فلما رفع خرج أولئك النفر، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه، وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك، وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك، لجهلهم وقلة عقلهم، ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه، وأما الباقون فإنهم ظنوا - كما ظن اليهود - أن المصلوب هو المسيح ابن مريم، حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت، ويقال إنه خاطبها واللّه أعلم، وهذا كله من امتحان اللّه عباده لما له في ذلك من الحكمة البالغة، وقد أوضح اللّه الأمر وجلاه وبينه وأظهره في القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله الكريم، المؤيد المعجزات والبينات والدلائل الواضحات، فقال تعالى وهو أصدق القائلين: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } أي رأوا شهبه فظنوه إياه ولهذا قال: { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } يعني ذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ومن سلّمه إليهم من جهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال. ولهذا قال: { وما قتلوه يقيناً } أي وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين
طبعا لو إنطلقنا من هذه المنطق و تأكيد القرآن على أنه تفصيل لكل شيء و أن حادثة إلقاء الشبه التي رفع بعدها المسيح مباشرة حدثت بعد إكتمال نصوص الإنجيل الذي أنزل عليه
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ (46) سورة المائدة
و أن أغلبية اليهود و المسيحين قد خدعوا فيستلزم أن نجد تفصيل دقيق لهذه الحادثة في نصوص القرآن لإزالة اللبس و كشف الحقيقة الغائبة عن أهل الكتاب لعدة قرون لكن لو إنطلقنا من منظور قرآني صرف جاء ليقص على بني إسرائيل أكثر ما كانوا فيه يختلفون
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) سورة النمل
فسيلتزم أن نجد في هذا النص
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) سورة النساء
التفصيل الكافي لحقيقة كان تدركها الغالبية الساحقة من المؤمنين الحق من نصارى بني إسرائيل
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) سورة النمل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) سورة الصف
حقيقة كانت واضحة بالنسبة لكل من قرأ هذا النص في زمن الرسول 
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
لكن يبقى الإشكال في تغير المصطلحات اللغوية مع مرور الزمن و إعطائها مفاهيم مغايرة عن معناها الأصلي و كمثال مفهوم الصلب الذي تم تفسيره على أنه تعليق جسد الإنسان على جسم معين إنطلاقا من قراءة و فهم سلف المذاهب لهذا النص
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (157) سورة النساء
حين قاموا بالتركيز على معلومة نفي صلب المسيح و أغفلوا القول الفصل
 وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) سورة النساء
فلو كان مفهوم الصلب هنا هو التعليق على الصليب و وجه الإختلاف كان بالإساس في هوية من علق على الصليب ألم يكن الأجدر تأكيد عدم صعود المسيح على الصليب بقول
 وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا صَلَبُوهُ يَقِينًا (157) سورة النساء
فقوله تعالى وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا يوحي أن الإختلاف و الشك كان في موت المسيح من عدمه و ليس في تعليقه على الصليب و هو ما يحيلنا إلى السؤال التالي هل قام بالقرآن بنفي تعليق المسيح على الصليب أم نفي موته عليه ؟ و هل مفهوم الصلب في لغة القرآن يشير إلى التعليق على الصليب أو للموت عليه ؟ الشيء الأكيد أن القرآن لم يذكر مصطلح الصليب من الأساس و إكتفى بوصف الصلب كحالة تعذيب حتى الموت 
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) سورة يوسف
على أجسام معينة كالنخل
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) سورة الأعراف
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) سورة طه
مما يوحي أن مصطلح الصليب إخترع و أطلق لاحقا على الجسم الذي تتم عليه عملية الصلب إنطلاقا من فكرة أن مفهوم الصلب هو التعليق 
أما لو إنطلقنا من فرضية عدم تحقق الصلب إلا بموت الشخص المصلوب مثلما لا تتحقق صفة الغرق إلا بموت الغريق
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ (54) سورة الأنفال
فإن ذلك يفتح المجال لإحتمالية تعليق و تعذيب المسيح و في نفس الوقت ينفي رواية الشبيه المزعوم الذي أخذ مكانه 
فلنتفكر قليلا هل يعقل أن يخطئ جميع من حضروا حادثة الصلب في هوية المصلوب ؟ و لو قام الله تعالى بالفعل بإلقاء شبه المسيح على شخص آخر ألا يجدر به أن يخبرنا في كتابه المبين بهذا التفصيل البالغ الأهمية الغائب عن نصوص الإنجيل الأصلي ؟ من الشبيه ؟ و كيف تمت العملية ؟
في المقابل لو تم بالفعل تعليق المسيح و تعذيبه حتى بلوغه مرحلة فقدان الوعي و ظهور علامات الموت دون تحققه فعليا فإن ذلك ينفي تحقق الصلب و يتوافق مع قوله تعالى و ما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم موته و ليس شخصه 
و بطبيعة الحال عندما إعتقدوا بموته قاموا بإنزاله و ربما حتى دفنه فقام و شفي ثم رفعه الله إليه فظن البعض أنه قام من بين الأموات فظل الإختلاف قائما بين فئة آمنت بعدم موت المسيح و أنه فقد وعيه فقط و فئة أخرى إعتقدت العكس و تبنت فكرة موت المسيح و ظلت في شكها من قلتها للمسيح ؟ و فئة ثالثة آمنت  بكل من نبوءة و موت و قيامة المسيح أحد أسس العقيدة المسيحية لاحقا فجاء القرآن ليحكم بينهم و يفصل بـتأكيده على عدم موته و صلبه 
من المغالطات التاريخية التي إرتطبت بقصة صلب المسيح أكثر من إرتباط مفهوم الصلب الحديث بها دعوى موته على يد الرومان رغم تأكيد القرآن الصريح على أن محاولة القتل و الصلب كانت على يد الذين هادوا 
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) سورة النساء
و إذا درسنا النصوص القرآنية بعمق سنجد عدة دلائل توحي ببعثة المسيح قبل زمن الرومان كما سبق التوضيح في أكثر من موضوع
هل بالفعل مريم العذراء و مريم أخت النبي هارون شخصيتين مختلفتين ؟
عيسى بن مريم أم يسوع الناصري ؟
مع العلم أن عقوبة الصلب كانت سارية المفعول منذ زمن موسى و قومه الإسرائيليين 
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) سورة الشعراء
و بقيت سارية المفعول بالإضافة لنفس العقوبات المصاحبة لها حتى زمن النبي محمد في المجتمع الإسرائيلي الذي بعث فيه
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) سورة المائدة
فلا غرابة إذن أن يلجأ إليها الإسرائيليون في زمن المسيح بل الأغرب هو إدعاء العكس
و بعيدا عن ما تم تلقيننا إياه فكل ما لدينا هو نص قرآني ينفي موت المسيح صلبا دون أن ينفي بشكل قاطع تعليق و تعذيب المسيح في ظل غياب كلي لقصة الشبيه سواء في نصوص القرآن و في أي مصدر تاريخي مما يؤكد أنها من وحي خيال مفسري السلف فلماذا إذن نلزم أنفسنا بالتسليم بهذه الرواية الخرافية المنعدمة المصدر و الحقيقة واضحة في كتاب الله الذي جاء ليبين للسابقين ما إختلفوا فيه
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) سورة النحل
و الله تعالى أعلم 

تعليقات