بعض التساؤلات بخصوص أسماء الحيوانات المذكورة في القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


تعتبر لغة القرآن من أبرز العوائق التي تعترض المؤمنين في فهم ودراسة كتاب ربهم رغم إصرار أصحاب المذاهب على العكس بادعائهم أن لغتنا الموروثة هي نفس لغة القرآن دفاعا عن أخطاء أسلافهم الذين لم يستطيعوا حفظ لغة كتاب الله على أحسن وجه
في هذا الموضوع سأتطرق لأحد أبرز أوجه المشكلة وبالضبط في تغيير سلف المذاهب للمعاني الأصلية للعديد من الكلمات القرآنية الحقيقة التي تتجلى بالأخص في تعريفهم لأسماء الحيوانات المذكورة في القرآن
لقد تم تلقين الناس عبر القرون لحقيقية خادعة تم إيهامهم من خلالها أن ما يسمى باللغة العربية بما تحتويه من مصطلحات لغوية كانت هي لغة قوم الرسول قرون طويلة قبل نزول القرآن وعلى سبيل المثال مصطلحي الحية والثعبان اللذان قام إبن عباس الذي زعم التراث أنه إبن عم الرسول محمد بتفسيرهما كالآتي
تفسير بن كثير
قال ابن عباس: { فألقى عصاه } فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها، مسرعة إلى فرعون، فلما رآها فرعون أنها قاصدة إليه اقتحم عن سريره، واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل، وقال قتادة: تحولت حية عظيمة مثل المدينة، قال السدي في قوله { فإذا هي ثعبان مبين } : الثعبان الذكر من الحيات، 
أول سؤال يطرح نفسه هنا هل إحتاج جيل المؤمنين الأوائل لمن يفسر لهم أوضح وأبسط مصطلحاتهم اللغوية ؟
لكن الأغرب من ذلك أن النص الوحيد الذي ذكرت فيها كلمة حية في القرآن
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) سورة طه
يوحي أن المقصود بها هو بعث الحياة في عصا موسى و ليس إسم حيوان من الزواحف مرادف للثعبان 
 فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)  سورة الأعراف
كما جاء في تفاسير السلف !
تفسير الجلالين
 { فألقاها فإذا هي حية  ثعبان عظيم
طبعا بسبب سوء فهم إبن عم الرسول المزعوم الذي لقب بترجمان القرآن
عبد الله بن عباس
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، صحابي جليل، وابن عم النبي محمد، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن،
و الذي لا أدري لمن ترجم القرآن ؟!
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إبراهيم
تحول إسم فصيلة الثعابين إلى فصيلة الحيات المصطلح الذي لم يكن له وجود قبل هذا التفسير العجيب ليقتصر إسم الثعبان على ذكور الفصيلة فقط...فإذا كان من وصف بحبر الأمة و فقيها وإمام التفسير بمثل هذا الجهل بلغة القرآن فماذا سنقول عن البقية ؟
و هو ما يتجلى بوضوح في المثال الموالي وتفسيرهم الغير المنطقي لكلمة الجمل في هذا النص
وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) سورة الأعراف
تفسير بن كثير
{ ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } هكذا قرأه الجمهور، وفسروه بأنه البعير، قال الحسن البصري: حتى يدخل البعير في خرق الإبرة هذا قول جمهور السلف منهم أبو العالية والضحاك وابن مسعود ورواه العوفي عن ابن عباس"". وقرأ ابن عباس: بضم الجيم وتشديد الميم: يعني الحبل الغليظ في خرق الإبرة. وهذا اختيار سعيد بن جبير، وفي رواية أنه قرأ: حتى يلج الجمل، يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ.
الذي كان غير موفق بالمرة على خلاف تفسير إبن العباس الذي كان هذه المرة أكثر منطقية وقربا للواقع لانطباق المثال المضروب على الحبل الغليظ أكثر من حيوان الإبل ؟! 
أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) سورة الغاشية
و للأسف سواء صدر الخطأ من ترجمان الأمة أو من غيره فمصيره أن يصير جزء لا يتجزأ مما أسموه بلغة العرب...المهم أن ينطق به أحد علمائهم المقدسين والبقية على الزمن
ودائما في سياق الأسماء المنسوبة لحيوان الإبل في كتاب الله وهذه المرة مع كلمة البعير التي ذكرت مرتين في سورة يوسف
وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) سورة يوسف
قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) سورة يوسف
و التي يمكن تفسيرها لو تجردنا من أفكارنا المسبقة على أكثر من وجه كيس الحبوب لكن بما أن مفسري السلف قرروا أن البعير من أسماء الإبل فقد أصبح جزء لا يتجزأ من مصطلحات ما يسمى بلغة العرب
مفهوم البعير
الجمع : أباعِرُ و أباعيرُ و أَبْعِرَة و بُعْران 
( الحيوان ) ما صلَح للركوب والحَمْل من الجِمال ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، يُطلَق على الجمل والنَّاقة ويقال للجمل والناقة : بَعِير 
و هو ما يحيلنا إلى إسم آخر للإبل التي نالت حصة الأسد في عدد أسماء الحيوانات المذكورة في القرآن وهذه المرة مع الناقة التي زعموا أنها أنثى الفصيلة والتي لم تذكر إلا في قصة صالح ومع إيماني بعدم وجود أسماء خاصة بذكور وإناث فصائل الحيوانات في لغة القرآن الأصلية وأن هذه الظاهرة إبتدأت مع تفاسير سلف المذاهب للقرآن وأن تسمية جنسي فصيلة الإبل الأصلية هي إبل و إبلة 
وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ (144) سورة الأنعام
فلدي بعض الملاحظات على قصة الناقة في القرآن أولها أن الله تعالى وصفها بالآية
 وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) سورة هود
أي أنها كانت بمثابة معجزة لثمود قوم صالح
وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)  سورة الإسراء
حيث تخبرنا النصوص أن الله تعالى قد آتاهم بالناقة كآية في إشارة واضحة إلى حيوان لم يكن متواجد في محيطهم الجغرافي فأتى به الله إليهم كدليل على صدق رسالة نبيهم صالح طبعا تفاسير السلف حاولت تحويل وجه الإعجاز إلى قصة خرافية تدعي خروج الناقة من صخرة كبيرة 
تفسير بن كثير
{ قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة اللّه لكم آية } ، أي قد جاءتكم حجة من اللّه على صدق ما جئتكم به، وكانوا هم الذين سألوا صالحاً أن يأتيهم بآية، واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم، وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها الكاتبة، فطلبوا منه أن يخرج لهم منها ناقة عشراء تمخض، فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق، لئن أجابهم اللّه إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه، فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم، قام صالح عليه السلام إلى صلاته ودعا اللّه عزَّ وجلَّ، فتحركت تلك الصخرة، ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء، يتحرك جنينها بين جنبيها، كما سألوا 
فهل يعقل أن يغفل القرآن عن ذكر هذه التفاصيل البالغة الأهمية في حالة حدوثها ويسرد لنا تفاصيل أقل أهمية كقسمة الماء بين قوم ثمود والناقة المرسلة إليهم !؟
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) سورة الشعراء
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) سورة القمر
و هو ما يحيلنا إلى سؤال آخر أليس الأبل أكثر حيوان يتحمل العطش لدرجة تمكنه من العيش بدون ماء لعدة أسابيع ؟ فلماذا هذه القسمة ؟ و لماذا إعتبر منع الناقة من شرب الماء في يوم شربها أذى لها ؟
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)  سورة القمر
وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)  سورة هود
فمن الواضح أن لا علاقة للناقة بحيوان الإبل وأنها كانت تحتاج لكميات كبيرة من الماء تعادل حاجة القوم وأنعامهم وصف ينطبق أكثر على ما يسمى حاليا بحيوان الفيل على سبيل المثال
الإسم الذي كان مصدره هو الآخر تفاسير و فهم السلف لسورة الفيل التي نسبت لها قصة أبرهة الخرافية  ومحاولة هدمه للكعبة وبغض النظر عن مختلف الدلائل العلمية التي تجعل من هذه الخرافة ضربا من الخيال فإن ما يثير الإنتباه هو إشارة بعض التفاسير بكلمة الفيل إلى ضعف الرأي و ليس لإسم فصيلة حيوانية
تفسير القرطبي
 { بأصحاب الفيل } وقال الأخفش : هذا لا يكون في الواحد، إنما يكون في الجمع. ورجل فيل الرأي، أي ضعيف الرأي. والجمع أفيال. ورجل فال؛ أي ضعيف الرأي، مخطئ الفراسة. وقد فال الرأي يفيل فيولة، وفيل رأيه تفييلا : أي ضعفه، فهو فيل الرأي.
مما يؤكد هنا أيضا أن لا علاقة للإسم بمعناه المتوارث 
و دائما في سياق الأسماء المنسوبة للإبل في القرآن 
مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ (103) سورة المائدة
تفسير بن كثير
فأما البحيرة فقال ابن عباس رضي اللّه عنهما: هي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن نظروا إلى الخامس، فإن كان ذكراً ذبحوه فأكله الرجال دون النساء، وإن كان أنثى جدعوا آذانها، فقالوا: هذه بحيرة
وقال محمد بن إسحاق: السائبة: هي الناقة إذا ولدت عشر إناث من الولد ليس بينهن ذكر سيبت فلم تركب ولم يجزّ وبرها ولم يحلب لبنها إلا لضيف.
طبعا عندما يتم نسب أحداث القرآن إلى بيئة صحراوية قاحلة فإن الخيارات تنعدم وهو ما يفسر كثرة الأسماء المنسوبة للإبل 
ونفس ما قيل على الإبل يقال على البقر
وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ (144) سورة الأنعام
فالمنطقي أن يطلق علي جنسيها بقر وبقرة لكن تطور اللغة ساهم في ظهور أسماء جديدة كالثور الذي أصبح يطلق على ذكور الفصيلة والعجل على صغارها
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) سورة الذاريات
وهنا سنجد أنفسنا من جديد أمام أحد الأسئلة المحيرة لو أراد قوما ما تجسيد خالق السماوات والأرض في هيئة حيوان ذهبي عظيم هل سيختاروا أكبر وأعظم هيئة ممكنة لهذا الحيوان أم شكله في الصغر ! 
فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)  سورة طه
فهل أشار القرآن بالعجل إلى صغير البقر أم أننا ورثنا هذا التعريف من اليهود الذين سعوا لإخفاء هوية الحيوان الذي قام أسلافهم بعبادته من دون الله ؟ فلنتفكر قليلا ما هو الحيوان الذي إشتهر تحريمه عند اليهود و ما سبب تحريمه و كراهيته ؟ بدون شك سنجد على رأس القائمة ما يسمى حاليا بالخنزير فمن يدري فقد يكون سبب تحريمه الحقيقي هو فتنته لبني إسرائيل وعبادتهم له في وقت من الأوقات وحتى تسمية العجل المشتقة من فعل عجل
قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) سورة طه
الذي يشير إلى العجلة والسرعة يوحي بذلك وبتحريم السلف لما أحل الله
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) سورة هود
و هنا أود التوقف عند هذا النص الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) سورة المائدة
فهل المقصود بالفعل أقوام مسخت في شكل حيوانات أم صفات ذميمة للذين كفروا من بني إسرائيل ؟ هل كانت حيوانات القرود والخنازير تدخل على الرسول محمد مدعية الإيمان !؟ و هو ما دفع العديد من الباحثين إلى إنكار مسخ المخاطبين في النص والزعم بأن نعث القرآن لهم بالقردة والخنازير مجرد وصف وتشبيه مجازي
فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) سورة الأعراف
و هذا غير صحيح لأن النصوص قالت بوضوح كونوا قردة وجعلنا منهم القردة والخنازير على خلاف النصوص التي قامت بتشبيه الكفار ببعض أصناف الحيوانات
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ (176) سورة الأعراف
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ (5) سورة الجمعة
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) سورة الأعراف
فهل القرد إسم حيوان أم مجرد وصف ؟ هل الخنزير إسم حيوان أم وصف لكل ما هو كريه ؟ هل لحم الخنزير لحم حيوان أم وصف للحم الكريه أو لجزء معين من الجسد لا يجوز أكله ؟ وحتى لو سلمنا أن الخنزير وصف لأحد الحيوانات من الذي يضمن لنا أنه نفس الحيوان الملقب بالخنزير حاليا ؟
من منا لم يسمع بقصة النبي سليمان مع النملة الناطقة 
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) سورة النمل
التي بنيت عليها أسطورة كلام و فهم سليمان للغة الحيوانات والحشرات أسطورة أخرى مبنية على تفاسير السلف الظنية وللأسف لا يزال البعض يرددها ويحاول أن يجعل منها إعجاز رغم أن العلم الحديث أثبت عدم وجود أحبال صوتية لحشرة النمل 
فكيف علم نبي الله سليمان قولها ! هل عن طريق حاسة الشم ! هل القصة تتحدث أصلا عن أحد أصناف الحشرات ؟ هل كان النبي سلميان مشهورا لدى الحشرات ؟ ونفس ما قيل على النملة يقال على الهدهد الذي توحي أوصافه أنه مخلوق عاقل و مكلف
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) سورة النمل
ولمزيد من التفاصيل عن هوية النملة والهدهد يمكن العودة لموضوع
تصحيح بعض الأفكار المغلوطة في قصة النبي سليمان
فيجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا لغتنا الحالية مجرد لغة مستحدثة تعكس فهم سلف المذاهب لكتاب بغير لغتهم أناس كانوا يجهلون حتى هوية الحيوانات المذكورة في القرآن فكيف يعقل أن يكونوا عشيرة الرسول المخاطبين في نصوصه !؟ فإلى متى سيستمر التضليل التاريخي على حساب كتاب ودين الله ؟ فإدعاء إنتماء سلف المذاهب لبيئة الرسول محمد من أكبر الأكاذيب التي شهدها التاريخ لإعطاء قدسية كاذبة لأناس ورثوا كتاب الله ممن كان قبلهم من المؤمنين الذين تم محو آثارهم وآثار لغتهم من التاريخ