هل يعارض القرآن فكرة تطور الأحياء ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



تعد نظرية التطور من أكثر النظريات العلمية رفضا في طرف الأوساط الدينية نظرا لتعارضها الشديد مع جل قصص الخلق المطروحة دينيا التي تتفق جلها تقريبا على بداية نشأة البشر من آدم و زوجته حواء  و طبعا هذا يخالف صريح العلم فإن كانت نظرية التطور لم تثبت بعد بشكل قاطع و لا يزال هناك بعض الإختلافات بين العلماء حول الكيفية التي تطور بها الأحياء فعلم الحفريات في المقابل أثبت وجود العديد من الفصائل البشرية التي سبقت فصيلتنا بمئات الألاف من السنين أخرها بشر النياندرتال
 و حتى فصليتنا التي حدد العلماء عمرها بحوالي مائتي ألف عام ظلت فصيلة بدائية و شبه حيوانية حتى حوالي ثمانين ألف عام الأخيرة مما ينفي إنبثاقها من شخص عاقل كآدم الديانات السماوية
و لإستحالة تعارض العلم مع كلام الله المتمثل في القرآن فمن الواجب التأكد من المعاني الحقيقية لبعض آيات الخلق و معرفة هل بالفعل تتعارض مع نظرية التطور كما زعم مفسروا المذاهب أم أنها تؤيد فكرة تطور الأحياء و بالتالي تصدق العلم الحديث ؟
 و تبقى أبرز الآيات التي يستشهد بها معارضوا نظرية التطور هي آيات خلق البشر من نفس واحدة و خلق زوجها منها و هنا أستغرب تناقض هؤلاء مع أنفسهم فهم يدعون أن كل البشر الحالي خلق من نفس واحدة هي نفس نوح عليه السلام مستشهدين بالآية
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)  سورة الصافات 
فبغض النظر هل المقصود هنا بقاء ذرية نوح من بين ذرية قومه أو من بين ذرية كل البشر فإيمانهم بأن نوح هو أب البشرية الحالية كافي لينطبق عليه وصف النفس الواحدة بعدما أهلكت ذرية باقي البشر في عصره و بما أنهم قبلوا هذا المنطق مع نوح فما الذي يمنع حدوثه مع آدم أو أي شخص أخر فلا يوجد ما ينفي خلقنا من نفس واحدة و فناء ذرية باقي الأنفس المتواجدة في عصره و بالتالي لا يوجد ما ينفي وجود بشر قبل النفس الواحدة وقد عرضت قناة ناشوينال جيوغرافيك برنامج يروي تجربة قام بها علماء أمريكيين عن طريق فحص الحمض النووي لجل أجناس الأرض توصلوا من خلاله أن جميع البشر الحالي منبثق من شخص عاش إفريقيا قبل حوالي ثمانين ألف عام نفس العمر الذي قدر فيه العلماء بداية تطور البشر فهل يكون هو آدم أو شخصا آخر الله أعلم الأكيد أن هذه التجربة لم تنفي لا نظرية التطور و لا إنبثاق البشر الحالي من نفس واحدة كما جاء في القرآن و شرحت الأمور بطريقة علمية و منطقية مقبولة 
الشيء الأكيد أنها نسفت خرافات المسيحية و اليهودية و المذاهب التي تدعي أن بداية البشر و خلق آدم كانت قبل حوالي ستة ألاف عام تقريبا ؟
بالإضافة لذكر مختلف الآيات لخلق البشر من نفس واحدة فإنها أكدت أيضا خلق زوج هذه النفس منها
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)  سورة النساء
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)  سورة الزمر
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)  سورة الأعراف
و إنطلاقا من هذه الآيات إعتقد العديد بناء على أفكار و معتقدات مسبقة لديهم أن هذا الزوج قد خلق من جسد النفس الأولى أو بالأحرى من ضلعها كما صورت لنا كتب التراث و الأديان المحرفة
لكن الحقيقة أن وصف خلق الزوج من النفس الواحدة لا يعني ذلك بتاتا خلقه من جسدها  بل أنه خلق من نفس فصيلتها أو نفس قومها لأننا لو طبقنا نفس تفسيرهم و رؤيتهم للأشياء على هاتين الآيتين
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)  سورة الشورى
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)  سورة النحل
سنصدم بحقيقة تخالف المنطق و العقل حيث ستصير النساء مخلوقات من أجساد الرجال ؟ فعندما نريد تفسير عبارة قرآنية فوجب التأكد من صحة هذا التفسير في  جميع الآيات و ليس تطبيقه على بعض الآيات التي تلائم أهوائنا ثم نصطدم بكارثة تكون حجة ضد القرآن فالآيتين تذكران لنا أن من آيات الله خلقه لأزواجنا من نفس فصيلتنا و شكلنا و ليس من جسدنا و هو خطاب موجه لكل من الرجال و النساء على حد سواء مما يؤكد أن تعبير لخلق زوج النفس الأولى منها يشير لخلقه من نفس فصيلتها و ليس من جسدها و هذا مثال مشابه
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)  سورة الجمعة
أي من نفس قومهم و ليس من أجسادهم ! 
فإذا إعتمدنا في تفسير نصوص القرآن على لسان القرآن الأصلي فلن نجد آية واحدة تؤكد خلق أدم من العدم و زوجه من جسده فهذه كلها تفسيرات و محاولات للي عنق الآيات لتطابق ما جاء في أساطير التراث لذلك قاموا أيضا بتغير بعض المفاهيم القرآنية كربط الطين بالتراب لإثبات آن أدم هو نفسه البشر الأول المخلوق من طين 
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)  سورة ص
و بوصف أخر خلق من الصلصل 
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)  سورة الحجر
بينما في حقيقة الأمر وصف البشر هنا لا يخص لا آدم و لا أي بشر من قبله بل يخص جنسنا البشري كفصيلة كما جاء في الآية
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)  سورة الفرقان
آدم مجرد ممثل للبشرية إصطفاه الله تعالى لتسجد له الملائكة و يأتي من ذريته الأنبياء 
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)  سورة آل عمران
و سيتجلى بوضوح وجود مراحل و مخلوقات تناسلية قبل مرحلة آدم أو ما يسمى بنفخ الروح و التي للإشارة ليست هي المسؤولة عن الحياة بل النفس 
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)  سورة السجدة
فالطين كان مجرد اللبنة الأولى من الخلق ثم تلته مجموعة مخلوقات تكاثرت عن طريق التناسل من الماء المهين أي عن طريق التوالد و أخيرا مرحلة التسوية و إصطفاء أدم لتنفخ فيه الروح و هذه الأخيرة لا علاقة لها بالذات البشري أي النفس المسؤولة عن الحياة و الموت و الشعور كما توضح العديد من الآيات
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)  سورة الزمر
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)  سورة الأنعام
أما الروح فهي أمر من الله 
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)  سورة الإسراء
و هي أمر نفخه الله في أدم أحدث تغيرا في طبيعته و طبيعة ذريته المختارة 
و قد شبه الله تعالى هذه المراحل بنمو النبات و الأشجار من الأرض
اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)  سورة نوح
و هو الوصف الأدق لفكرة التطور
و عودة إلى الطين و الذي أوهمنا التراث على أنه عبارة عن خليط لكل من الماء و تراب الأرض متجاهلين الآية السالفة الذكر
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)  سورة السجدة
التي تؤكد بوضوح أن أول مرحلة في خلق الإنسان كانت من طين و التي جعلوا منها بتفسيراتهم الخاطئة المرحلة الثانية بعد التراب 
بينما في حقيقية الأمر نجد ان الطين هو نفسه الصلصال الشبيه بالفخار و الذي وصف  أيضا بالحمإ في إشارة لحرارته المرتفعة 
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)  سورة ص
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)  سورة الحجر
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)  سورة الرحمان
و هو الذي كان يوقد عليه فرعون النار
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)  سور القصص
و هو نفسه السجل المنضود الذي أهلك به رب العالمين قوم لوط
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)  سورة الذاريات
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)  سورة هود
فهل هذه الأوصاف تنطبق على خليط الماء و تراب الأرض أم على مادة مشتعلة محترقة كالكبريت ؟
و قد أشارت نصوص التوراة إلى أن الحجارة التي نزلت قوم لوط كانت حجارة كبريتية
سفر التكوين إصحاح 19
23  وَاذْ اشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الارْضِ دَخَلَ لُوطٌ الَى صُوغَرَ 24  فَامْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتا وَنَارا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. 
فمن الأقرب للواقع أن تهلك المدينة بحجارة كبريتية مشتعلة بالنار أم بخليط الماء و التراب المتصلب على حد زعم تفاسيرهم و قد فسر العديد من الباحثين المعاصرين عذاب قوم لوط بإنفجار بركاني لتشابه تفاصيل الحادثة مع مع تفاصيل دمار مدينة بومباي الإيطالية 
وعثر على مناطق بها جثث متحجرة حيث حل الغبار البركانى الذي يمكن أن نعتبره إسمنت طبيعى محل الخلايا الحية الرطبة وشكل أشكال البشر والحيوانات عندما قضى عليها الموت متأثرة بالهواء الكبريتى السام
و معلوم أن الكبريت يتواجد بغزارة في الأماكن البركانية
يوجد الكبريت بكميات كبيرة على حالة منفردة خصوصا في الأماكن البركانية نتيجة لتفاعل غازى كبريتيد الهدروجين وثاني أكسيد الكبريت اللذان يتصاعدان ضمن الغازات الأخرى
و ليس غريبا أن نجد الفراعنة هم أول من إستخدمه كما جاء في القرآن الكريم
عرف الكبريت منذ أقدم العصور وذلك لانة يوجد في الطبيعة على هيئة حرة طليقة ومتبلورة، وقد استخدم المصريون القدماء الكبريت في تبيض الأقمشة وفي بعض الصناعات الأخرى منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد
و ليس غريبا أيضا أن يكون أحد أكبر المعادن المتواجدة في جسم الإنسان فعلى الأقل هناك رابط و دليل علمي يثبت خلقنا من الكبريت عكس الطين بمفهومه الترابي و الذي جعل العديد من المشككين في كتاب الله يعتبرون عدم تواجده في جسم الإنسان دليل على خطأ القرآن
الكبريت ثالث أكبر معدن في جسم الإنسان، ويحتوي الجسم على 14 غرام منه إنه مكون في كل خلية
 فإذا كان الطين حسب القران هو الكبريت فما محل التراب من الإعراب ؟ الشيء الأكيد أن مجموعة من الآيات أشارت إلى كونه تراب الأرض
يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)  سورة النحل
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)  سورة ق 
ولكن  يبقى السؤال المطروح هو تراب الأرض هو نفسه تراب الخلق أم كان هناك تلاعب في تشكيل تراب الخلق و تحويله من تَرَاب إلى تُرَاب ليطابق نفس مفهوم تراب الأرض و بالتالي ربط هذا الأخير بالطين ؟ خصوصا أن المصاحف الأولى كانت غير مشكلة و أمكن التلاعب بتشكيل و لفظ بعض الأسماء عندما تم إضافة التشكيل في العصر العباسي كما سبق الإشارة في موضوع
سيقول البعض أن هذا مجرد إحتمال لا دليل عليه ؟ لكن لو عدنا إلى آيات القرآن و بالظبط كلمة تَرَائب التي صنفها القرآن من ضمن مراحل الخلق التناسلي سنجدها قريبة لفظيا من كلمة تَرَاب و توحي أن التَرَائب جمع لتَرَاب و ليس لتُرَاب
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)  سورة الطارق
و الحقيقة المزعجة لهؤلاء هي إنعدام ربط التراب مع الطين و لا مع الخلق الأولي في أي أية من آيات القرآن فكل الآيات التي ذكرت التراب قامت بربطه و جعله مرحلة من مراحل الخلق التناسلي كالنطفة و العلقة و المضغة ألخ
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)  سورة الكهف
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)  سورة فاطر
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)  سورة غافر
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)  سورة الحج
فكل ما قاموا به من مجهودات و لي عنق الآيات و تغير المفاهيم كان سببه آية واحدة ذكرت خلق آدم من التراب
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)  سورة آل عمران
و نظرا لعدم ذكر القرآن لخلق آدم من طين فقد حاولوا إيهام الناس أن الطين هو نفسه التراب المختلط مع الماء و أن هذا الأخير يدخل في مراحل الخلق الأولي بينما في الحقيقة تشبيه خلق عيسى بخلق آدم في هذه الآية يثبت عكس ذلك فعيسى ولد مثل بقية البشر عن طريق مراحل التناسل المعروفة تراب نطفة علقة مضغة ألخ في بطن أمه ثم خرج طفلا و لم يخلق كهيئة بشر من طين ثم نفخت فيه الحياة ليستيقظ فجأة و يجد نفسه رجلا كاملا في سن الشباب كما صورت لنا الأحاديث الخرافية
فآدم خلق بنفس طريقة خلق بقية البشر و من خلال تأكيد  الآية على تشابه الخلق بينهما فقد يكون آدم قد خلق بنفس طريقة عيسى المعجزة أي بدون إتصال جنسي لكن الشيء الأكيد أنه خرج من رحم إمرأة مثله مثل باقي البشر و جاء من سلالة تطورية
فلا وجود في القرآن لخلق مباشر بل كل شيء خلق أطوارا
مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)  سورة نوح