بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عندما كتب الله تعالى على عباده مختلف العبادات فقد خص كل واحدة منها بتوقيت معين حتى تعود بالفائدة و النفع اللذان شرعت من أجلهما في المقابل عندما يتغير ميقاتها و تصبح في غير موعدها الصحيح فإن ذلك يعود بالعكس في بعض الأحيان
و لعل عبادة الصيام خير مثال على ذلك حين يجبر سكان بعض المناطق على صيام أكثر من 22 ساعة في اليوم فعلى ما يبدو أن واضع المواقيت الحالية كان يظن أن حدود العالم لا تتعدى منطقة الشرق الأوسط و ما جاورهما !؟
و يبقى أول مشكل يطرح نفسه هو موعد شهر رمضان نفسه الذي يسبب تجوله عبر الفصول عناء و مشقة كبيرة و أضرار صحية للصائم خصوص في فصل الصيف و بالأخص في المناطق القريبة من القطبين التي يعد فيها الصيام الهلاك بعينه
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة
و الأغرب من ذلك أن حتى الطريقة التي تم إختيارها لتحديد مواعيد بداية الشهر ونهايته لا تخلوا من المشاكل و العناء و الإختلاف من جراء صعوبة رؤية الهلال في ليلته الأولى بسبب تداخل عدة عوامل مناخية و الذي لا يساهم في تحديد بداية الشهر فحسب بل حتى نهايته و صراحة لا أدري ما الحكمة في إختراع هذه الطريقة المعقدة في وقت نجد العديد من التقويمات القمرية القديمة تبدأ حساب دورة القمر عند إكتمال البدر الذي يستحيل الإختلاف في موعده
لكن يبقى السؤال المطروح هل كان قوم الرسول يعتمدون أصلا على القمر في تحديد مواعيد الشهور ؟ الجواب في هذا الموضوع
أكذوبة التقويم الهجري
الذي تطرقت فيه بأدق التفصيل إلى حقيقية إنتماء الشهور القرآنية للتقويم الشمسي و إلى طريقة غسل أصحاب المذاهب لعقول الناس لدرجة جعلهم يسلمون أن عبارة من شهد منكم الشهر تعني من رأى من منكم الهلال أو القمر ! لكن لو إعتمدنا على النص القرآني فسنجده يربط التقويم القمري بوحدة السنة فقط
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة يونس
عكس الشهور التي إرتبطت بوحدة العام الشمسي
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
و يكفي تحديد إسم مدينة الإقامة للحصول على الوقت الدقيق لموعد دخول الليل
فعلى ما يبدو فقد إضطر أصحاب المذاهب لتقصير مدة الصيام لصعوبتها أثناء أيام فصل الصيف الطويلة فأصبح موعد أفول قرص الشمس رمز لبداية الليل رغم مخالفة ذلك للمنطق و الواقع
و لعل عبادة الصيام خير مثال على ذلك حين يجبر سكان بعض المناطق على صيام أكثر من 22 ساعة في اليوم فعلى ما يبدو أن واضع المواقيت الحالية كان يظن أن حدود العالم لا تتعدى منطقة الشرق الأوسط و ما جاورهما !؟
و يبقى أول مشكل يطرح نفسه هو موعد شهر رمضان نفسه الذي يسبب تجوله عبر الفصول عناء و مشقة كبيرة و أضرار صحية للصائم خصوص في فصل الصيف و بالأخص في المناطق القريبة من القطبين التي يعد فيها الصيام الهلاك بعينه
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة
و الأغرب من ذلك أن حتى الطريقة التي تم إختيارها لتحديد مواعيد بداية الشهر ونهايته لا تخلوا من المشاكل و العناء و الإختلاف من جراء صعوبة رؤية الهلال في ليلته الأولى بسبب تداخل عدة عوامل مناخية و الذي لا يساهم في تحديد بداية الشهر فحسب بل حتى نهايته و صراحة لا أدري ما الحكمة في إختراع هذه الطريقة المعقدة في وقت نجد العديد من التقويمات القمرية القديمة تبدأ حساب دورة القمر عند إكتمال البدر الذي يستحيل الإختلاف في موعده
لكن يبقى السؤال المطروح هل كان قوم الرسول يعتمدون أصلا على القمر في تحديد مواعيد الشهور ؟ الجواب في هذا الموضوع
أكذوبة التقويم الهجري
الذي تطرقت فيه بأدق التفصيل إلى حقيقية إنتماء الشهور القرآنية للتقويم الشمسي و إلى طريقة غسل أصحاب المذاهب لعقول الناس لدرجة جعلهم يسلمون أن عبارة من شهد منكم الشهر تعني من رأى من منكم الهلال أو القمر ! لكن لو إعتمدنا على النص القرآني فسنجده يربط التقويم القمري بوحدة السنة فقط
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة يونس
عكس الشهور التي إرتبطت بوحدة العام الشمسي
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
و بالتالي فإن شهر رمضان هو الآخر شهر ثابت في فصل معين لا يتغير مع مرور الزمن لكن يبقى السؤال متى يكون موعده ؟
عندما نلقي نظرة في مختلف الفصول و مراحل العام سنجد تبيانا واضحا بين مختلف مناطق العالم سواء من ناحية المناخ أو طول الليل و النهار حيث يتزامن فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي مع فصل الصيف في نصفها الجنوبي و العكس الصحيح بإستثناء فترتي الإنقلاب الربيعي و الخريفي حيث يعتدل المناخ و طول الليل و النهار في جل بقاع الأرض تقريبا و تبقى هذه الفترة هي الأنسب للصيام و بما أن بما أن القرآن قد ربط بين تحريم صيد البر بموعد الاشهر الحرم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) سورة المائدة
فإننا نستنتج هنا تزامن هذه الأخيرة مع فصل الربيع الذي تتكاثر فيه أغلب الحيوانات فلم يعد هنالك من خيار سوى موعد الإنقلاب الخريفي في أواخر شهر شتنبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و في أواخر شهر مارس في نصفها الجنوبي لأن الشهور تبقى مجرد تقسيم للعام و الفصول و لا يعقل أن يتزامن شهر رمضان مع فصل الخريف في مناطق معينة و يحل في فصل الربيع في مناطق أخرى حقيقة سبق الإشارة إليها في موضوع
مواقيت الشهور الحقيقية
و الذي تمت الإشارة فيه أيضا إلى حقيقة أصول الشهور العربية الثابتة بين الفصول كما يتجلى بوضوح في تسمية بعضها التي تشير إلى كل من فصلي الربيع و الشتاء و الغريب أننا نلمس مصادفة عجيبة عند مقارنة ترتيب الشهور العربية بالشهور الميلادية حيث نجد كل من شهر رمضان و شهر شتنبر اللذان يتزامنان مع موعد الإنقلاب الخريفي في نفس الترتيب التاسع ! فهل تبقى مجرد مصادفة أم آثار و دليل على تزامنهما في الأصل مع نفس الفترة الزمنية ؟
هناك بعض الآراء تزعم أن موعد رمضان الحقيقي هو فصل الشتاء عندما تبلغ الليالي أقصى طولها مستندين على فكرة إرتباط نزول الوحي على الأنبياء بليلة القدر و بالتالي بشهر رمضان من خلال إعتمادهم على نص الآية
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) سورة الدخان
و هو تدبر في محله فالبفعل هذه الآية توحي أن جميع الأحداث الدينية العظمية قد حدثت في هذه الليلة المباركة لكن ما لم يوفقوا فيه هو ربطهم بين ليلة القدر و فصل الشتاء حين زعموا أن عبارتي المزمل و المدثر تشيران إلى برودة الطقس
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) سورة المدثر
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) سورة المزمل
و بما أن سياق السورتين يوحي أنهما نزلتا في أوائل القرآن فلم يعد هنالك مجال للشك بأن موعد رمضان هو فصل الشتاء
لكن المشكلة هنا أنهم إعتمدوا على نفس تفسير سلف المذاهب لكلمتي المدثر و المزمل الذي لا يدعمه أي دليل قرآني صريح فيكف وثقوا في تفاسير أصحاب المذاهب التي يرفضونها في الغالب بإستثناء هذه النقطة بالذات ؟ فمن الواضح أن وصفي المزمل و المدثر وصفان ملازمان للرسول محمد و ليس مجرد وصف لحظي يصف شعوره بالبرد لحظة نزول القرآن
نفس الشيء يتكرر مع قصة موسى حينما إعتمدوا على تفسير سلف المذاهب لكملة تصطلون التي ذكرت في قصة لقاء موسى مع ربه التي من المفترض أنها حدثت في ليلة القدر أيضا
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) سورة النمل
{ أو آتيكم منها بشهاب قبس لعلكم تصطلون} أي تستدفئون به
{ لعلكم تصطلون } والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها: تستدفئون من البرد.
رغم أن معنى الكلمة يقبل إحتمال الإنارة بشهاب النار أيضا بل و يبقى هذا الأخير هو الإحتمال الأقرب للواقع كون الآيات توحي أن موسى و أهله ضلوا الطريق و كانوا يبحثون عن الهداية إليها
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) سورة طه
لَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) سورة القصص
و يبقى المثال الأكثر وضوحا و الذي لا يقبل الجدل هو معياد مولد المسيح عيسى بن مريم الذي تزامن مع موعد إثمار النخيل
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) سورة مريم
الذي يكون غالبا في فصل الخريف و هو ما يتوافق مع نظرية تزامن رمضان مع الإنقلاب الخريفي لكن هنا في المقابل لم يعتمدوا على هذا المعطى القرآني الواضح و إعتبروا ذلك مجرد معجزة ربانية لا علاقة لها بموعد الفصول و إعتمدوا على موعد إحتفال المسيحيين بميلاد المسيح في فصل الشتاء الذي يشكك فيه حتى المسيحيون أنفسهم كدليل على تزامن ولادته مع فصل الشتاء فمنذ متى نترك بين القرآن و نعتمد على أكاذيب المسيحية التي تجهل حتى إسم المسيح الحقيقي و تفاصيل ولادته ؟ خصوصا عند الإطلاع على الأصول الوثنية لتاريخ 25 ديسمبر في العديد من الديانات القديمة
على العموم إدعاء وقوع شهر رمضان في فصل الشتاء غير منطقي حيث سنجد بعض المناطق لا يتجاوز فيها طول النهار خلال هذه الفترة ساعتين من الزمن ! و يبقى موعد رمضان الأكثر قربا للمنطق و الواقع القرآني هو موعد الإنقلاب الخريفي
فتغيير سلف المذاهب لموعد رمضان و جعله متجولا بين الفصول هو من دفعهم في الغالب إلى تغيير حتى موعد الإفطار الحقيقي الذي يتزامن مع حلول الليل و الظلام
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة
و قد سبق التوضيح في هذا الموضوع
مواقيت الليل و النهار كما جاءت في كتاب الله
أن الليل وصف للمرحلة اليومية التي تحجب أثناءها رؤية الأشياء عن عين الإنسان
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) سورة الليل
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) سورة الأنعام
و هو وصف لا ينطبق على موعود أفول قرص الشمس الذي يفطر عنده أغلبية أتباع المذاهب و لا على موعد غياب الشفق الأحمر الذي يفطر عنده الشيعة بل تعقب هاتين المرحلتين مرحلة تسمى بالساعة الزرقاء تسمح بإبصار الأشياء حتى لحظة حلول الظلام التام
الساعة الزرقاء
لشروق بساعة وبعد الغروب بساعة حيث لا يكون هناك ضوء كامل ولا ظلمة كاملة، وتتلون السماء في هذه الأوقات باللون الأزرق والذي ليس بداكن ولا فاتح ولهذا سميت بالساعة الزرقاء. وتعتبر هذه الفترة الزمنية مميزة للتصوير بسبب روعة الألوان الموجودة في الصورة
و هذا موقع خاص بتحديد مواقيت هذه الظاهرة في مختلف بقاع العالم لمن يريد أن يفطر في الميعاد الذي حدده رب العالمين للعباد
مواقيت الساعة الزرقاء في مختلف بقاع العالمعندما نلقي نظرة في مختلف الفصول و مراحل العام سنجد تبيانا واضحا بين مختلف مناطق العالم سواء من ناحية المناخ أو طول الليل و النهار حيث يتزامن فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي مع فصل الصيف في نصفها الجنوبي و العكس الصحيح بإستثناء فترتي الإنقلاب الربيعي و الخريفي حيث يعتدل المناخ و طول الليل و النهار في جل بقاع الأرض تقريبا و تبقى هذه الفترة هي الأنسب للصيام و بما أن بما أن القرآن قد ربط بين تحريم صيد البر بموعد الاشهر الحرم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) سورة المائدة
فإننا نستنتج هنا تزامن هذه الأخيرة مع فصل الربيع الذي تتكاثر فيه أغلب الحيوانات فلم يعد هنالك من خيار سوى موعد الإنقلاب الخريفي في أواخر شهر شتنبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و في أواخر شهر مارس في نصفها الجنوبي لأن الشهور تبقى مجرد تقسيم للعام و الفصول و لا يعقل أن يتزامن شهر رمضان مع فصل الخريف في مناطق معينة و يحل في فصل الربيع في مناطق أخرى حقيقة سبق الإشارة إليها في موضوع
مواقيت الشهور الحقيقية
و الذي تمت الإشارة فيه أيضا إلى حقيقة أصول الشهور العربية الثابتة بين الفصول كما يتجلى بوضوح في تسمية بعضها التي تشير إلى كل من فصلي الربيع و الشتاء و الغريب أننا نلمس مصادفة عجيبة عند مقارنة ترتيب الشهور العربية بالشهور الميلادية حيث نجد كل من شهر رمضان و شهر شتنبر اللذان يتزامنان مع موعد الإنقلاب الخريفي في نفس الترتيب التاسع ! فهل تبقى مجرد مصادفة أم آثار و دليل على تزامنهما في الأصل مع نفس الفترة الزمنية ؟
هناك بعض الآراء تزعم أن موعد رمضان الحقيقي هو فصل الشتاء عندما تبلغ الليالي أقصى طولها مستندين على فكرة إرتباط نزول الوحي على الأنبياء بليلة القدر و بالتالي بشهر رمضان من خلال إعتمادهم على نص الآية
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) سورة الدخان
و هو تدبر في محله فالبفعل هذه الآية توحي أن جميع الأحداث الدينية العظمية قد حدثت في هذه الليلة المباركة لكن ما لم يوفقوا فيه هو ربطهم بين ليلة القدر و فصل الشتاء حين زعموا أن عبارتي المزمل و المدثر تشيران إلى برودة الطقس
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) سورة المدثر
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) سورة المزمل
و بما أن سياق السورتين يوحي أنهما نزلتا في أوائل القرآن فلم يعد هنالك مجال للشك بأن موعد رمضان هو فصل الشتاء
لكن المشكلة هنا أنهم إعتمدوا على نفس تفسير سلف المذاهب لكلمتي المدثر و المزمل الذي لا يدعمه أي دليل قرآني صريح فيكف وثقوا في تفاسير أصحاب المذاهب التي يرفضونها في الغالب بإستثناء هذه النقطة بالذات ؟ فمن الواضح أن وصفي المزمل و المدثر وصفان ملازمان للرسول محمد و ليس مجرد وصف لحظي يصف شعوره بالبرد لحظة نزول القرآن
نفس الشيء يتكرر مع قصة موسى حينما إعتمدوا على تفسير سلف المذاهب لكملة تصطلون التي ذكرت في قصة لقاء موسى مع ربه التي من المفترض أنها حدثت في ليلة القدر أيضا
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) سورة النمل
تفسير بن كثير
تفسير الجلالين
رغم أن معنى الكلمة يقبل إحتمال الإنارة بشهاب النار أيضا بل و يبقى هذا الأخير هو الإحتمال الأقرب للواقع كون الآيات توحي أن موسى و أهله ضلوا الطريق و كانوا يبحثون عن الهداية إليها
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) سورة طه
لَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) سورة القصص
و يبقى المثال الأكثر وضوحا و الذي لا يقبل الجدل هو معياد مولد المسيح عيسى بن مريم الذي تزامن مع موعد إثمار النخيل
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) سورة مريم
الذي يكون غالبا في فصل الخريف و هو ما يتوافق مع نظرية تزامن رمضان مع الإنقلاب الخريفي لكن هنا في المقابل لم يعتمدوا على هذا المعطى القرآني الواضح و إعتبروا ذلك مجرد معجزة ربانية لا علاقة لها بموعد الفصول و إعتمدوا على موعد إحتفال المسيحيين بميلاد المسيح في فصل الشتاء الذي يشكك فيه حتى المسيحيون أنفسهم كدليل على تزامن ولادته مع فصل الشتاء فمنذ متى نترك بين القرآن و نعتمد على أكاذيب المسيحية التي تجهل حتى إسم المسيح الحقيقي و تفاصيل ولادته ؟ خصوصا عند الإطلاع على الأصول الوثنية لتاريخ 25 ديسمبر في العديد من الديانات القديمة
فتغيير سلف المذاهب لموعد رمضان و جعله متجولا بين الفصول هو من دفعهم في الغالب إلى تغيير حتى موعد الإفطار الحقيقي الذي يتزامن مع حلول الليل و الظلام
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة
و قد سبق التوضيح في هذا الموضوع
مواقيت الليل و النهار كما جاءت في كتاب الله
أن الليل وصف للمرحلة اليومية التي تحجب أثناءها رؤية الأشياء عن عين الإنسان
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) سورة الليل
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) سورة الأنعام
و هو وصف لا ينطبق على موعود أفول قرص الشمس الذي يفطر عنده أغلبية أتباع المذاهب و لا على موعد غياب الشفق الأحمر الذي يفطر عنده الشيعة بل تعقب هاتين المرحلتين مرحلة تسمى بالساعة الزرقاء تسمح بإبصار الأشياء حتى لحظة حلول الظلام التام
الساعة الزرقاء
لشروق بساعة وبعد الغروب بساعة حيث لا يكون هناك ضوء كامل ولا ظلمة كاملة، وتتلون السماء في هذه الأوقات باللون الأزرق والذي ليس بداكن ولا فاتح ولهذا سميت بالساعة الزرقاء. وتعتبر هذه الفترة الزمنية مميزة للتصوير بسبب روعة الألوان الموجودة في الصورة
و هذا موقع خاص بتحديد مواقيت هذه الظاهرة في مختلف بقاع العالم لمن يريد أن يفطر في الميعاد الذي حدده رب العالمين للعباد
و يكفي تحديد إسم مدينة الإقامة للحصول على الوقت الدقيق لموعد دخول الليل
فعلى ما يبدو فقد إضطر أصحاب المذاهب لتقصير مدة الصيام لصعوبتها أثناء أيام فصل الصيف الطويلة فأصبح موعد أفول قرص الشمس رمز لبداية الليل رغم مخالفة ذلك للمنطق و الواقع
رطبا جنيا = الموز
ردحذفالموز من فصيلة النخل
الموز هو النخل ذات الأكمام
https://baca-mecca.blogspot.com/2021/10/blog-post_23.html
شهر رمضان = فصل الخريف
ردحذفhttps://baca-mecca.blogspot.com/2021/07/blog-post_14.html