بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يعد الشهر من أهم وحدات القياس التي يستعملها الإنسان لقياس الزمن و قد إختصها الله سبحانه و تعالى بمكانة بالغة الأهمية إن لم تكن الأهم بين جميع وحدات القياس نظرا لدورها الكبير في تحديد المواسم و أوقات مختلف العبادات و الأحكام
و قد سخر الله تعالى وحدة الشهر لتسهيل مأمورية البشر في حساب الزمن من خلال تقسيم و تفصيل العام إلى مراحل زمنية مختلفة و قد أظهر القرآن حقيقية إرتباط وحدة العام بالشهور بوضوح من خلال هذا النص
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
الذي يخبرنا بأن العام يتكون من 12 شهرا منها أربعة حرم كان يحلها الكفار في أعوام معينة و يحرمونها في أعوام أخرى
و تهدف وحدة قياس الشهر إلى تمييز مختلف مراحل العام الزمنية و ذلك من خلال تقسيمه إلى فترات زمنية مرتبطة في الغالب بظواهر طبيعية معينة و كمثال الأشهر الحرم التي يتزامن توقيتها مع موسم تكاثر الحيوانات البرية كما توحي النصوص القرآنية التي حرمت صيدها أثناء هذه الفترة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة
على خلاف صيد البحر
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) سورة المائدة
مما يؤكد أن تحريم صيد البر ليس مجرد طقس ديني بل يهدف لحماية الثروات البرية و من هنا نستنتج أن الشهور لا تقوم بتقسيم للعام فحسب بل حتى المواسم و الفصول و هو ما نلمسه حتى في أسماء ما يسمى بالشهور العربية التي توحي أسماء بعضها أنها أن في الأصل كانت ترمز لفصول معينة
الشهور الهجرية
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الآخر: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة النطق.
6. جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
فهل يعقل أن يطلق على الشهور المتجولة بين الفصول أسماء هذه الأخيرة فقط لكونها صادفت موعدها لحظة تسميتها ؟ فبغض النظر عن التلاعب الذي طال أسماء هذه الشهور سواء من ناحية الترتيب أو الأسماء أو حتى معاني الأسماء فقد ظل آثار ثباتها بين الفصول حاضرا و نلمسه بوضوح في تسمية كل من جمادى الأول و الآخر التي تشير لأول شهرين من فصل الشتاء بالإضافة لتسمية كل ربيع الأول و الآخر التي تشير لأول شهرين من فصل الربيع و اللذان يصادف ترتيبهما الثالث و الرابع في العام الهجري ترتيب كل شهري مارس أبريل أول شهرين من فصل الربيع في ترتيب العام الميلادي فهل هذه مجرد صدف ؟
فالمنطقي و الطبيعي أن تكون الشهور الإثني عشر تقسيم للفصول الأربعة بمعنى أن كل فصل يتألف من ثلاثة أشهر و عندما نلقي نظرة على مختلف التقويمات الزمنية المعتمدة نجدها لا تحترم هذا المعيار بدأ من التقويمات القمرية التي تعتمد ما يسمى بالشهور القمرية و التي لا يدعمها أي دليل قرآني بل على العكس كل الإشارات القرآنية تنفي وجود علاقة بين الشهور و وحدة قياس السنة المرتبطة بالحساب القمري
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة يونس
كما سبق التوضيح بأدق التفاصيل في هذا موضوع
أكذوبة التقويم الهجري
و حتى التقويمات التي تعتمد الحساب الشمسي نجدها متباينة فيما بينها في مواعيد الشهور التي تأتي في الغالب متباينة عن مواعيد بداية و نهاية الفصول و على رأسها التقويم الميلادي الأكثر تداولا و شهرة
لكن لو تدبرنا هذه الآية جيدا
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) سورة التوبة
سنجدها تؤكد على وجود تقويم واحد للبشرية جمعاء سنه الله تعالى يوم خلق السماوات و الأرض مما يؤكد أن عدة هذه الشهور تعتمد على ظواهر كونية معينة يسهل على البشر تمييزها في كل زمان و مكان و في نفس الوقت مرتبطة بحركة الشمس
مسار الشمس
مسار الشمس هو الطريق الذي تتحرك فيه الشمس عبر السماء، حيث تبدو الشمس كأنها تدور في سماء الأرض، مع أن ما يحدث في الواقع هو أن الأرض تدور حول الشمس. وتتحرك الشمس في دائرة من الكرة السماوية يقسمها نصفين. والكوكبات الثلاث عشرة الواقعة ضمن هذا الدائرة (مسار الشمس) تُسمَّى "الأبراج السماوية"، وتسمى المنطقة التي تغطّيها هذه الأبراج بـ"دائرة البروج"
و تبقى الأبراج الفلكية الظاهرة الطبيعية الوحيدة المقترنة بمسار الشمس و ليس صدفة أن عدتها 12 برج سماوي
برج فلكي
الأبراج الفلكية هي تقسيمات دائرة البروج أو مسار الشمس باثنی عشر قسم سماوي، وما يُميّز الأبراج عن الكوكبات أن الكوكبات هي تقسيمات وضعی لتحديد خارطة کل السماء مع اجرامها، و هي تجمعات لنجوم مرئية بالعين المجردة، و الأبراج هي تقسیمات لدائرة التي تمر فيها الشمس والقمر والكواكب الثمانية. وعدد الأبراج علی دائرة البروج 12 برجاً، وهي تغطي جزءاً منها. تحمل الأبراج أسماء حيوانات وأشياء وشخصيات دينية وأسطورية. وتسمى في القرآن الكريم بالبروج. لکل منها 30 درجة قوسیة علي مسار الشمس، والشمس تمر برج واحد في شهر شمسي ویسمي الشهور الشمسي في التقویم الهجریة الشمسیة بهذا البروج الاثنی عشریة.
و ليس صدفة أن بداية و نهاية بعضها يتزامن مع بداية و نهاية الفصول الأربعة فهذه الأبراج الإثنى عشر تقوم بتقسيم الفصول بشكل دقيق قبل تقسيمها للعام و هو ما يتوافق مع مبدأ النظام الذي وضعه الله تعالى للإنسان لحساب الزمن
و تبقى الشهور في حقيقة الأمر مجرد أوصاف لمراحل العام الشمسي المناخية يتم تحديد أوقاتها بدقة بناء على ظواهر فكلية ثابتة و هنا وجب التنبيه لنقطة بالغة الأهمية ألا و هي إنعكاس المناخ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي فعندما يحل فصل الربيع في شمالها يعم الخريف في جنوبها و عندما يكون الشتاء في شمالها تشتد الحرارة في جنوبها و العكس صحيح فالمنطقي و الطبيعي أن تنعكس الأشهر الإثنى عشر هي الأخرى بين نصفي الكرة الأرضية فلا يعقل أن تتزامن الأشهر الحرم على سبيل المثال في جنوب الكرة الأرضية مع توقيتها في نصفها الشمالي فتأتي خارج شهور تكاثر الحيوانات البرية ؟ نفس الشيء ينطبق على رمضان و بقية الشهور فمنطق العام هو نفس منطق اليوم فعلى سبيل المثال هل يجوز أن يصلي جميع سكان العالم صلاة الفجر في نفس توقيت منطقة الحرم ؟ بطبيعة الحال لا ففصول العام مثل أوقات اليوم تبقى خاضعة لحركة الأرض بالنسبة للشمس التي تحدد كلا من مواعيد الشهور و ساعات النهار بالنسبة لكل منطقة فوق سطح الأرض و بالتالي يجب أن تكون أوقاتها ثابتة في كل واحدة منها
لكن مفهوم الشهر في القرآن لا ينحصر على مراحل العام الشمسي فقط و هنا وجب التنبيه إلى نقطة بالغة الأهمية و خطأ كبير يرتكبه أصحاب المذاهب عندما يقومون بالخلط بين شهور العام و بين الشهور التشريعية الخاصة بالأحكام و الكفارات و التي ليست لها مواعيد معينة و على سبيل المثال عدة الأرامل التي تبتدئ مباشرة بعد وفاة الزوج
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) سورة البقرة
حيث نلاحظ هنا مدى دقة الحساب القرآني بإضافته لعشرة أيام إلى الأشهر الأربعة مما يؤكد حرصه الشديد على إحترام عدة أيام معينة فلو كانت الأشهر هنا موسمية و متغيرة في عدتها كما هو الشأن بالنسبة لحساب أصحاب المذاهب الذي يعتمد على الشهور القمرية مما يحدث تبيان في عدة الأيام لما كان هنالك داعي لذكر عشرة أيام بالضبط بل كان الأجدر تحديد العدة بالأيام و ليس بالأشهر و قول يتربصن بأنفسهن 130 يوما
و يتألف الشهر التشريعي من 30 يوم و هو ما نلمسه بوضوح في هذا النص
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) سورة المجادلة
الذي ساوى بين إطعام ستين مسيكن و صيام شهرين متتاليين أي بمعدل إطعام مسكين مقابل صيام يوم واحد لتكفير عن عقوبة الظهار و بالتالي وجب إحترام هذه العدة في جميع حالات الشهور التشريعية و على سبيل المثال عدة النساء اللتي يئسن من المحيض
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق
فحان الوقت لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة لأننا عندما نعود بالزمن إلى عصر نزول القرآن سنجد أن جل طوائف أهل الكتاب من الذين هادوا و النصارى و المؤمنين كانوا يعتمدون نفس التقويم بنفس مواعيد الأشهر الحرم كما توضح نصوص سورة التوبة
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
لأنه خلافا لما سعى تاريخ أصحاب المذاهب المزيف إقناعنا به بأن كفار الجزيرة العربية الوثنيين هم من كانوا يحلون الأشهر الحرم فإن سياق هذه النصوص يؤكد العكس و أن الخطاب كان موجها لكفار اليهود و النصارى مما يؤكد إعتمادهم حينها على نفس تقويم المؤمنين فلا يمكن التلاعب بالأشهر الحرم و هي غير موجودة أصلا كما هو الشأن في تقويماتهم الحالية التي إخترعت لاحقا
و للأسف سار أتباع رسالة محمد على نفس الدرب و إخترعوا لهم تقويم جديد لم يحترم أبسط معايير الحساب القرآني الذي أكد تتابع الأشهر الحرم الأربعة بنص صريح و واضح في سورة التوبة حين أعطى الله تعالى للمشركين مهلة أربعة أشهر متتالية
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) سورة التوبة
و التي تؤكد النصوص الموالية أنها نفسها الأشهر الحرم التي شرعها رب العالمين للعباد
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) سورة التوبة
لكن أصحاب المذاهب الذين لم يتركوا تشريعا قرآني واحد إلا و تلاعبوا به و سعوا لمخالفته جعلوا ثلاثة منها فقط متتالية هي ذو القعدة و ذو الحجة و محرم
1. محرّم 2. صفر 3. ربيع الأول 4. ربيع الآخر 5. جمادى الأولى 6. جمادى الآخر 7. رجب 8. شعبان 9. رمضان 10. شوال 11. ذو القعدة 12. ذو الحجة
فكيف يمكن الوثوق بهم بعد كل هذا سواء فيما يتعلق بتحديد موعد شهور العام أو في تحديد عدة الشهور التشريعية ؟
و قد سخر الله تعالى وحدة الشهر لتسهيل مأمورية البشر في حساب الزمن من خلال تقسيم و تفصيل العام إلى مراحل زمنية مختلفة و قد أظهر القرآن حقيقية إرتباط وحدة العام بالشهور بوضوح من خلال هذا النص
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
الذي يخبرنا بأن العام يتكون من 12 شهرا منها أربعة حرم كان يحلها الكفار في أعوام معينة و يحرمونها في أعوام أخرى
و تهدف وحدة قياس الشهر إلى تمييز مختلف مراحل العام الزمنية و ذلك من خلال تقسيمه إلى فترات زمنية مرتبطة في الغالب بظواهر طبيعية معينة و كمثال الأشهر الحرم التي يتزامن توقيتها مع موسم تكاثر الحيوانات البرية كما توحي النصوص القرآنية التي حرمت صيدها أثناء هذه الفترة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة
على خلاف صيد البحر
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) سورة المائدة
مما يؤكد أن تحريم صيد البر ليس مجرد طقس ديني بل يهدف لحماية الثروات البرية و من هنا نستنتج أن الشهور لا تقوم بتقسيم للعام فحسب بل حتى المواسم و الفصول و هو ما نلمسه حتى في أسماء ما يسمى بالشهور العربية التي توحي أسماء بعضها أنها أن في الأصل كانت ترمز لفصول معينة
الشهور الهجرية
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الآخر: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة النطق.
6. جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
فهل يعقل أن يطلق على الشهور المتجولة بين الفصول أسماء هذه الأخيرة فقط لكونها صادفت موعدها لحظة تسميتها ؟ فبغض النظر عن التلاعب الذي طال أسماء هذه الشهور سواء من ناحية الترتيب أو الأسماء أو حتى معاني الأسماء فقد ظل آثار ثباتها بين الفصول حاضرا و نلمسه بوضوح في تسمية كل من جمادى الأول و الآخر التي تشير لأول شهرين من فصل الشتاء بالإضافة لتسمية كل ربيع الأول و الآخر التي تشير لأول شهرين من فصل الربيع و اللذان يصادف ترتيبهما الثالث و الرابع في العام الهجري ترتيب كل شهري مارس أبريل أول شهرين من فصل الربيع في ترتيب العام الميلادي فهل هذه مجرد صدف ؟
فالمنطقي و الطبيعي أن تكون الشهور الإثني عشر تقسيم للفصول الأربعة بمعنى أن كل فصل يتألف من ثلاثة أشهر و عندما نلقي نظرة على مختلف التقويمات الزمنية المعتمدة نجدها لا تحترم هذا المعيار بدأ من التقويمات القمرية التي تعتمد ما يسمى بالشهور القمرية و التي لا يدعمها أي دليل قرآني بل على العكس كل الإشارات القرآنية تنفي وجود علاقة بين الشهور و وحدة قياس السنة المرتبطة بالحساب القمري
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة يونس
كما سبق التوضيح بأدق التفاصيل في هذا موضوع
أكذوبة التقويم الهجري
و حتى التقويمات التي تعتمد الحساب الشمسي نجدها متباينة فيما بينها في مواعيد الشهور التي تأتي في الغالب متباينة عن مواعيد بداية و نهاية الفصول و على رأسها التقويم الميلادي الأكثر تداولا و شهرة
لكن لو تدبرنا هذه الآية جيدا
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) سورة التوبة
سنجدها تؤكد على وجود تقويم واحد للبشرية جمعاء سنه الله تعالى يوم خلق السماوات و الأرض مما يؤكد أن عدة هذه الشهور تعتمد على ظواهر كونية معينة يسهل على البشر تمييزها في كل زمان و مكان و في نفس الوقت مرتبطة بحركة الشمس
مسار الشمس
مسار الشمس هو الطريق الذي تتحرك فيه الشمس عبر السماء، حيث تبدو الشمس كأنها تدور في سماء الأرض، مع أن ما يحدث في الواقع هو أن الأرض تدور حول الشمس. وتتحرك الشمس في دائرة من الكرة السماوية يقسمها نصفين. والكوكبات الثلاث عشرة الواقعة ضمن هذا الدائرة (مسار الشمس) تُسمَّى "الأبراج السماوية"، وتسمى المنطقة التي تغطّيها هذه الأبراج بـ"دائرة البروج"
و تبقى الأبراج الفلكية الظاهرة الطبيعية الوحيدة المقترنة بمسار الشمس و ليس صدفة أن عدتها 12 برج سماوي
برج فلكي
الأبراج الفلكية هي تقسيمات دائرة البروج أو مسار الشمس باثنی عشر قسم سماوي، وما يُميّز الأبراج عن الكوكبات أن الكوكبات هي تقسيمات وضعی لتحديد خارطة کل السماء مع اجرامها، و هي تجمعات لنجوم مرئية بالعين المجردة، و الأبراج هي تقسیمات لدائرة التي تمر فيها الشمس والقمر والكواكب الثمانية. وعدد الأبراج علی دائرة البروج 12 برجاً، وهي تغطي جزءاً منها. تحمل الأبراج أسماء حيوانات وأشياء وشخصيات دينية وأسطورية. وتسمى في القرآن الكريم بالبروج. لکل منها 30 درجة قوسیة علي مسار الشمس، والشمس تمر برج واحد في شهر شمسي ویسمي الشهور الشمسي في التقویم الهجریة الشمسیة بهذا البروج الاثنی عشریة.
و ليس صدفة أن بداية و نهاية بعضها يتزامن مع بداية و نهاية الفصول الأربعة فهذه الأبراج الإثنى عشر تقوم بتقسيم الفصول بشكل دقيق قبل تقسيمها للعام و هو ما يتوافق مع مبدأ النظام الذي وضعه الله تعالى للإنسان لحساب الزمن
و تبقى الشهور في حقيقة الأمر مجرد أوصاف لمراحل العام الشمسي المناخية يتم تحديد أوقاتها بدقة بناء على ظواهر فكلية ثابتة و هنا وجب التنبيه لنقطة بالغة الأهمية ألا و هي إنعكاس المناخ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي فعندما يحل فصل الربيع في شمالها يعم الخريف في جنوبها و عندما يكون الشتاء في شمالها تشتد الحرارة في جنوبها و العكس صحيح فالمنطقي و الطبيعي أن تنعكس الأشهر الإثنى عشر هي الأخرى بين نصفي الكرة الأرضية فلا يعقل أن تتزامن الأشهر الحرم على سبيل المثال في جنوب الكرة الأرضية مع توقيتها في نصفها الشمالي فتأتي خارج شهور تكاثر الحيوانات البرية ؟ نفس الشيء ينطبق على رمضان و بقية الشهور فمنطق العام هو نفس منطق اليوم فعلى سبيل المثال هل يجوز أن يصلي جميع سكان العالم صلاة الفجر في نفس توقيت منطقة الحرم ؟ بطبيعة الحال لا ففصول العام مثل أوقات اليوم تبقى خاضعة لحركة الأرض بالنسبة للشمس التي تحدد كلا من مواعيد الشهور و ساعات النهار بالنسبة لكل منطقة فوق سطح الأرض و بالتالي يجب أن تكون أوقاتها ثابتة في كل واحدة منها
لكن مفهوم الشهر في القرآن لا ينحصر على مراحل العام الشمسي فقط و هنا وجب التنبيه إلى نقطة بالغة الأهمية و خطأ كبير يرتكبه أصحاب المذاهب عندما يقومون بالخلط بين شهور العام و بين الشهور التشريعية الخاصة بالأحكام و الكفارات و التي ليست لها مواعيد معينة و على سبيل المثال عدة الأرامل التي تبتدئ مباشرة بعد وفاة الزوج
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) سورة البقرة
حيث نلاحظ هنا مدى دقة الحساب القرآني بإضافته لعشرة أيام إلى الأشهر الأربعة مما يؤكد حرصه الشديد على إحترام عدة أيام معينة فلو كانت الأشهر هنا موسمية و متغيرة في عدتها كما هو الشأن بالنسبة لحساب أصحاب المذاهب الذي يعتمد على الشهور القمرية مما يحدث تبيان في عدة الأيام لما كان هنالك داعي لذكر عشرة أيام بالضبط بل كان الأجدر تحديد العدة بالأيام و ليس بالأشهر و قول يتربصن بأنفسهن 130 يوما
و يتألف الشهر التشريعي من 30 يوم و هو ما نلمسه بوضوح في هذا النص
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) سورة المجادلة
الذي ساوى بين إطعام ستين مسيكن و صيام شهرين متتاليين أي بمعدل إطعام مسكين مقابل صيام يوم واحد لتكفير عن عقوبة الظهار و بالتالي وجب إحترام هذه العدة في جميع حالات الشهور التشريعية و على سبيل المثال عدة النساء اللتي يئسن من المحيض
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق
فحان الوقت لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة لأننا عندما نعود بالزمن إلى عصر نزول القرآن سنجد أن جل طوائف أهل الكتاب من الذين هادوا و النصارى و المؤمنين كانوا يعتمدون نفس التقويم بنفس مواعيد الأشهر الحرم كما توضح نصوص سورة التوبة
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة
لأنه خلافا لما سعى تاريخ أصحاب المذاهب المزيف إقناعنا به بأن كفار الجزيرة العربية الوثنيين هم من كانوا يحلون الأشهر الحرم فإن سياق هذه النصوص يؤكد العكس و أن الخطاب كان موجها لكفار اليهود و النصارى مما يؤكد إعتمادهم حينها على نفس تقويم المؤمنين فلا يمكن التلاعب بالأشهر الحرم و هي غير موجودة أصلا كما هو الشأن في تقويماتهم الحالية التي إخترعت لاحقا
و للأسف سار أتباع رسالة محمد على نفس الدرب و إخترعوا لهم تقويم جديد لم يحترم أبسط معايير الحساب القرآني الذي أكد تتابع الأشهر الحرم الأربعة بنص صريح و واضح في سورة التوبة حين أعطى الله تعالى للمشركين مهلة أربعة أشهر متتالية
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) سورة التوبة
و التي تؤكد النصوص الموالية أنها نفسها الأشهر الحرم التي شرعها رب العالمين للعباد
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) سورة التوبة
لكن أصحاب المذاهب الذين لم يتركوا تشريعا قرآني واحد إلا و تلاعبوا به و سعوا لمخالفته جعلوا ثلاثة منها فقط متتالية هي ذو القعدة و ذو الحجة و محرم
1. محرّم 2. صفر 3. ربيع الأول 4. ربيع الآخر 5. جمادى الأولى 6. جمادى الآخر 7. رجب 8. شعبان 9. رمضان 10. شوال 11. ذو القعدة 12. ذو الحجة
فكيف يمكن الوثوق بهم بعد كل هذا سواء فيما يتعلق بتحديد موعد شهور العام أو في تحديد عدة الشهور التشريعية ؟
السلام عليكم
ردحذفيعني يا اخي متى تبدأ الأشهر الحرم
هل يوجد وقت محدد أما عندما ترى الحيوانات تتكاثر حينها تبدأ؟ ؟
الاشهر الحرم التي تبداء فيها تزاوج الحيوانات هي قسمين القسم الاول في شمال الكرة الارضية والتي تبداء من نهاية شهر يناير وتنتهي مع دخول شهر إبريل. اما القسم الثاني في جنوب الكرة الارضيه والتي تبداء من شهر سبتمبر وحتى نهاية شهر نوفمبر
حذفالا يوجد اسم للاخ الذي كتب هذا المقال لنبحث عن مصداقيته
ردحذفالمصداقية تتحرى من الأفكار والمعلومات المعروضة وليس من أسماء الأشخاص
حذفشكرا لصاحب المقال لقد تأكد لي ظني من حتمية تتابع الاشھر الحرم بمقالتك ھذة..
ردحذفكلام جد منطقي لاكن كيف نعرف الاشهر الحرم المتابعة؟ممكن سردها من فضلك موازين بالاشهر الشمسية
ردحذفالأشهر الحرم هي أشهر تزاوج الحياوانات و تكاثرها و تكون في مارس أفريل ماي جوان.
حذفسلام , يعني ان السنة تبدأ بالربيع الاول في مارس وهل حساب الشهر من بدر الى بدر او من الهلال الى المحاق
ردحذفاشكرك احسنت اخي هذاهومايجهله المسلمين
ردحذفعجبني تفكيرك لكن لم تنتبه لشيء ان الارض مسطحة بدليل القران
ردحذفاذا امكنك ابحث فيها ربما وفي الاشهر الحرم ربما تاتينا بافكار انقى
لا يا أخي الأرض ليس مسطحة لا من القرآن ولا من خارجه وقد سبق لي التطرق للموضوع بالتفصيل في مقال
حذفhttps://onlycoran.blogspot.com/2020/12/blog-post.html
وشكرا على مرورك الكريم