ما هي قرية الرسول محمد الحقيقية ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


علمنا تراث المذاهب أن نسلم بأن الرسول محمد قد ولد و بعث في قرية المسجد الحرام لكن عند العودة لنصوص القرآن و ترك أفكار الموروث جانبا سنجد أنفسنا أمام واقع  مختلف كليا عن هذه الفكرة يوحي  ببعثة الرسول و نشاته في قرية أخرى
و قد قمت بتعزيز هذه الحقيقة  بمجموعة من الدلائل في موضوع
هل الرسول من بكة أم من قرية أخرى ؟
بالإضافة لهذا الموضوع
مصير قرية الرسول محمد
 الذي يبين النهاية المأساوية لكفار هذه القرية 
و مع ذلك بقيت هويتها غامضة في النصوص فهل يعقل أن يغفل القرآن الذي أعطى أدق التفاصيل عن قرى الأنبياء السابقين من أسماء و أوصاف عن قرية خاتمهم ؟ أم أن هناك إشارات قرآنية تفصح عن هويتها لم نعطيها حقها من التدبر ؟
في بعض الأحيان نلمس الحقيقة في أصغر التفاصيل و من بين التفاصيل التي أثارت إنتباهي إقتران قوم الرسول محمد في نصوص القرآن بنبي الله موسى من دون غيره من الأنبياء و بنص صريح
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)  سورة القصص
صحيح أن قوم الرسول لم يأتيهم نذير من قبله أي لم يبعث منهم رسول يقيم الحجة عليهم كما توضح الآيات لكن ذلك لا يمنع إنحذارهم من قوم آخرين قوم كفروا بكتاب موسى 
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)  سورة الإسراء
و هو ما تعززه نصوص ما قبل الهجرة التي كانت موجهة بالخصوص لقوم الرسول الأميين بتركيزها الكبير على نبي الله موسى أكثر شخصية ذكرت في القرآن 136 مرة و على أدق تفاصيل قصته أكثر قصة تكررت في نصوص القرآن و إقتصار الحديث أثناء هذه الفترة على كتاب موسى الذي كفر به أسلاف قوم الرسول
 وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)  سورة الأحقاق

 أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)  سورة هود
 و لمزيد من التفاصيل يمكن العودة لموضوع
قرآن بني إسرائيل
و سنلاحظ من خلال النصوص و لجوء قوم الرسول في فترة من الفترات لكتاب موسى
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)  سورة الأنعام
حضور هذا الأخير في بيئة و محيط قرية الرسول حتى لحظة نزول القرآن 
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)  سورة الفرقان
كإرث ديني يثبت مرور النبي موسى و قومه في المنطقة في وقت من الأوقات
و بما أن القرآن يخبرنا بإقتران النبي موسى بمحيط قرية محمد في الماضي فوجب الإنتقال و البحث عنها في سيرة موسى نفسها لعل و عسى نجد دليلا أو إشارة تساعدنا على تحديد هويتها
و بالفعل فقد إرتبطت قرية محمد بموقعين جغرافيين واضحين في سيرة نبي الله موسى أولهما جبل سيناء الذي وعده الله تعالى لبني إسرائيل 
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)  سورة طه
و كلم فيه نبيه موسى 
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)  سورة مريم
و الذي كان يوصف بالنسبة لقوم الرسول بالغربي في إشارة واضحة لوقوعه غرب قريتهم
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)  سورة القصص
بالإضافة لقرية مدين التي هرب إليها موسى بعد خروجه من مصر 
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)سورة القصص
و التي ذكر القرآن أنها كانت بالإضافة لقرية لوط بمثابة إمام مبين لقوم الرسول
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)  سورة الحجر
أي مثال واضح و ظاهر للعيان بناء على مفهوم كلمة إمام في لسان القرآن التي تشير للمثال كجعل إبراهيم مثالا يقتدى به للناس
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)  سورة البقرة
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)  سورة الممتحنة
و هو ما يتجلى هنا أيضا
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)  سورة الفرقان
فإذا فإذا كان إعتبار قرية لوط إمام و مثال واضح لقوم الرسول شيء طبيعي و منطقي
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)  سورة الفرقان
نظرا لقربها الشديد منهم و مرورهم الدائم عليها
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)  سورة الصافات
فإن إعتباره في المقابل قرية مدين مثال مبين و واضح لقوم الرسول يطرح بعض التساؤلات  
أولها وجوب أن تكون جد قريبة منهم بنفس قرب قرية لوط حتى يتسنى لهم رؤيتها بإستمرار
و أن تكون بطريق يداومون المرور عليه مثل قرية لوط  حتى يتسنى لهم المرور عليها بإستمرار 
 وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76)  سورة الحجر
فالسبيل المقيم هو الطريق المقيم بمعنى الطريق الذي يداومون المرور عليه كون كلمة مقيم تشير للمداومة على الشيء مثل المداومة على الصلاة
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)  سورة إبراهيم
فالقرآن أخبرنا أن قرية مدين تعد مثال واضح لقوم الرسول و أخبرنا في نفس الوقت أنها تبعد عن قرية لوط 
وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)  سورة هود
بنفس بعد هذه الأخيرة عن قرية محمد التي وصف قومها بالظالمين 
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)  سورة هود
و هو وصف لازمهم في أكثر من آية حتى لا يعتقد البعض أن المقصود بالظالمين قوم لوط
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)  سورة الأنعام
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)  سورة القصص
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)  سورة الأحقاق
لكن في المقابل لم يذكر لنا مرور قوم الرسول الدائم على مدين و أنها بسبيل مقيم بالنسبة إليهم مثل قرية لوط فكيف ستكون مثالا واضحا يا ترى ؟
لو قمنا بمقارنة بسيطة بين خطاب شعيب لقومه و محمد لقومه بلسان القرآن سنجدهما قد إستعملا نفس عبارة ما قوم لوط منك ببعيد وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ كأنهما يخطبان قومان ينتميان لنفس المكان الجغرافي و نفس القرية ؟
فلنتفكر قليلا كيف ستكون قرية مدين بمثابة مثال واضح لقوم الرسول من دون أن تكون بسبيل مقيم مثل قرية لوط إلا إذا كانت هي نفسها قريتهم التي إستقروا فيها بعد هلاك قوم شعيب
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)  سورة الأحقاق
فعن أية مساكن يتحدث القرآن هنا يا ترى ؟ هل مساكن عاد و ثمود ؟ 
 وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)  سورة العنكبوت
بطبيعة الحال لا فقد بقيت خاوية و مخربة  سوء تعلق الأمر بعاد 
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)  سورة الأحقاق
أو بثمود
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)  سورة النمل
نفس الشيء بالنسبة لقوم لوط
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)  سورة الفرقان
فالقرية الوحيدة من القرى المجاورة لقرية الرسول التي ذكر القرآن هلاك قومها في الماضي و في نفس الوقت لم يذكر بقاء مساكنها خالية و خربة هي قرية مدين و الدليل أنها سكنت بعد زمن شعيب عند بعثة نبي الله موسى 
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)  سورة القصص
فلو تدبرنا هذه الآيات جيدا 
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)  سورة القصص
سنستنج ما يلي 
إخبار القرآن بنشأة قرون أخرى بمعنى أقوام أخرى
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)  سورة يونس
في نفس المنطقة بعد زمن موسى و من بينهم قوم محمد الذين كانوا على علم تام برسالة و كتاب موسى من خلال بقاء قصته كجزء من تراث المنطقة 
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)  سورة الأنعام
فكل المؤشرات توحي أن مدين هي قرية الرسول الحقيقية فقط ساكنتها هي من تغيرت و ربما حتى إسم القرية فتغير أسماء المدن أمر شائع و طبيعي
و ما يزيد في تأكيد هذه النظرية تطابق حتى طريقة عذاب قوم شعيب 
فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)  سورة الشعراء
مع عذاب قوم الرسول
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)  سورة الطور
حيث أهلك كلاهما بالسحاب البركاني المركوم مما يوحي أن القرآن يتحدث عن نفس المنطقة التي كانت عرضة لنفس الظاهرة البركانية  بين الفينة و الأخرى كما سبقت الإشارة في موضوع
سبب هلاك قرى الأنبياء المذكورة في القرآن
فهل قرية الرسول محمد هي مدين ؟ نظرية جد قريبة من الحقيقة وجب أخذها بجدية في سبيل البحث الدائم عن المكان الحقيقي لأرض البعثة المحمدية و بالأخص مكان المسجد الحرام

تعليقات