مقارنة بين فريضة الحج في القرآن و الموروث


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من أكثر الحيل التي يستعملها أصحاب المذاهب لخداع من ينكرها و يتشبث بكتاب الله وحده و لتبرير حجية هذه المذاهب هو المطالبة بالدليل من القرآن على تفاصيل مختلف العبادات المتوارثة من صلاة و زكاة و حج و للأسف نجد العديد من الناس يسقطون في هذا الفخ فيجبرون على الإيمان على الأقل بستنهم الفعلية المتواترة أبا عن جد على حد زعمهم و من إحدى هذه العبادات فريضة الحج 
لن أدخل في موضوع تغيير مكان الكعبة و الحج فقد سبق التطرق إليه في أكثر من مناسبة فهدف هذا الموضوع بالأساس هو مقارنة تفاصيل و شعائر الحج الحالية بنصوص القرآن لتبيان مدى  قربها أو بعدها التام عنها
أول سؤال يطرح نفسه هو ما مفهوم الحج ؟ و هل يكون للبيت الحرام أم للمسجد الحرام و ما الفرق بينهما ؟
يعتقد عدد كبير من الناس أن المسجد الحرام هو دار العبادة المحيطة بالكعبة الحالية إن جاز وصفها كذلك
لكن الحقيقية القرآنية تؤكد أن المسجد الحرام هو وصف لكل القرية المحرمة التي يقع فيها البيت الحرام 
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)  سورة البقرة
فالمقصود هنا بحضور المسجد الحرام هو حضور القرية المحرمة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)  سورة البقرة
و المقصود بإخراج أهل المسجد الحرام هو إخراج أهل بكة و ليس إخراج أهل دار عبادة أحد المعابد ! و لمزيد من التفاصيل يمكن العودة لموضوع
و الآيات كانت واضحة في هذه النقطة فالحج يكون للبيت و ليس للمسجد 
 إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)  سورة البقرة 
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)  سورة الحج 
و هنا بيت القصيد فالطواف بالبيت هو أساس عقيدة الحج و يتمثل بالدخول إلى البيت الحرام و ليس الدوران حوله و قد حرص أصحاب المذاهب على تغيير مفهوم الطواف في لغة القرآن إلى الدوران لإقناع الناس بطقوس حجهم الكاذبة حتى أننا لا نجد في القرآن كله أي ذكر لعبارة الطواف حول ؟ و لو عدنا لمختلف الآيات التي ذكرت كلمة طواف و مشتقاتها سنجدها ترمز للدخول و الزيارة 
مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)  سورة الواقعة
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)  سورة الرعد
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)  سورة النور
يستأذنوهم للدخول عليهم و ليس للدوران حولهم !
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)  سورة النور
دخل عليها داخل أو زارها زائر بلسان لغتنا الحالية و ليس دار حولها دائر !
فالطواف بالبيت هو الدخول للبيت هذا أمر بديهي و واضح وضوح الشمس
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
لذلك أمر الله نبياه إبراهيم و إسماعيل بتطهيره
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)  سورة الحج 
للطائفين و القائمين و الركع السجود و ليس للأشباح و لذلك سمي بالبيت المعمور
وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)  سورة الطور
لعمارة الناس له و ليس كما يدعون أن الآية تتحدث عن بيت في السماء تعمره الملائكة و من هنا يتبين أن فريضة الحج الحالية فريضة باطلة من الأساس لأنها أغفلت أهم ركن على الأطلاق ألا و هو الدخول للبيت و كيف سيدخل ألاف الحجاج إلى ذلك المكعب الصغير ! الذي كان مجرد معبد و رمز لطقوس زرادشتية قديمة نسبت إليه كعبة الرحمن بهتانا و زورا حيث كان هذا المبنى متواجد بكثرة في الجزيرة العربية
و أصله بلاد فارس معقل الديانة الزرادشتية  وهذه كعبة زرادشت بإيران
و أصل العباسيين الذين إخترعوا الشكل الحالي للكعبة بالإضافة لمختلف العبادات و المعتقدات الزرادشتية الأصل كخرافة المعراج و الصلوات الخمس و الأركان الخمس و بما أن نفس العباسيين هم من وضعوا أسس لغتنا الحالية فقد أطلقوا إسم المكعب على الشكل المربع الأوجه ليتطابق شكل معبدهم الزرادشتي الأصل مع وصف الكعبة مؤنت كعب لكن لو رجعنا لوصف الكعب في القرآن سنجده يرمز للشكل النصف دائري مثل كعبي الرجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)  سورة المائدة
و هو ما ينطبق على مساجد الأمويين الأولى
مما يؤكد إقتباسهم من الكعبة الأصلية أو من مساجد من قبلهم من المؤمنين التي إقتبست بدورها من الكعبة الحقيقية 
نأتي الآن إلى أركان الحج الأخرى 
من عجائب حج أصحاب المذاهب أنه جعل أهم مناسكه و المتمثل بالوقوف بعرفة خارج حدود الحرم ! حتى أن مكان الجبل سمي بالمشعر الحلال ؟ لكن يبقى السؤال المطروح ما هو عرفات من المنظور القرآني 
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)  سورة البقرة
فسر أصحاب المذاهب الإبتغاء من فضل الله في الآية بالتجارة 
تفسير الجلالين
{ ليس عليكم جناح } في { أن تبتغوا } تطلبوا { فضلا } رزقا { من ربكم } بالتجارة في الحج نزل ردا لكراهيتهم ذلك{ فإذا أفضتم } دفعتم { من عرفات } بعد الوقوف بها 
و أنا أوافقهم في هذه النقطة أولا كون هذه العبارة إستعملت في أكثر من موضع للإشارة إلى كسب الرزق من التجارة
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)  سورة الجمعة
ثانيا كون عبارة ليس عليكم جناح أي بمعنى ليس عليكم إثم تستعمل غالبا في القرآن لتخفيف و إباحة فعل ما يرتاب فيه الناس و لكن يبقى السؤال المحير ما علاقة عرفة بالتجارة ؟ و لماذا ربطت الآية بينهما ؟
ماذا لو قمنا بعرض هذه الآية 
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)  سورة البقرة
على آية و مثال مشابه في السياق إستعملت فيه نفس العبارات لتفصيل أحد الرخص 
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)  سورة النساء
ثم نقوم بالمقارنة
 فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ = لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تُتَاجِرُوا
  فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ = فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَإِذَا قَضَيْتُمُ تِجَارَتَكُمْ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ = فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ
 فسنجد هنا أن كل المؤشرات توحي أن الإفاضة من عرفات جاءت كتعبير عن الإنتهاء من التجارة و بالضبط الخروج من مكان أو سوق في بكة خاص بالتجارة يدعى عرفات ! فلو صدق هذا الإستنتاج فيمكن إضافة عرفات إلى يوم الجمعة كعبادة أخرى مستوحاة من أحد العادات التجارية  !
و دائما في إطار نفس السياق سننتقل إلى أحد الشعائر المشهورة عند أصحاب المذاهب ألا و هي الصفا و المروة اللتان تمت نسبتهما لجبلين بالمنطقة يتم السعي بينهما في فريضة تعد من ثوابت و أسس الحج و هنا يطرح السؤال كيف يقول الله تعالى فلا جناح على الحاج الطواف بهما أي لا إثم عليه في فعل ذلك !
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)  سورة البقرة
طبعا لإيجاد مخرج إخترع لنا أصحاب المذاهب قصة تفيد كراهية المسلمين فعل ذلك بسبب إحتوائها على أصنام كان يطوف عليها مشركي مكة

تفسير الجلالين
( إن الصفا والمروة ) جبلان بمكة ( من شعائر الله ) أعلام دينه جمع شعيرة ( فمن حج البيت أو اعتمر ) أي تلبس بالحج أو العمرة وأصلهما القصد والزيارة ( فلا جناح عليه ) إثم عليه ( أن يطوف ) فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء ( بهما ) بأن يسعى بينهما سبعا ، نزلت لما كره المسلمون ذلك لأن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما ،
لكن يبقى السؤال ألم تكن الكعبة نفسها تحتوي على الأصنام قبل تدميرها بعد فتح مكة كما جاءت في سيرتهم فلماذا لم يشعل لهم  الطواف بها حرجا ؟ و لماذا لم يدمروا أصنام الصفا و المروة كما فعلوا مع أصنام الكعبة  ؟ و أصلا المسلمين لم يحجوا إلا بعد فتح مكة فكيف يكرهون شيئا لم يقوموا به لحظة نزول سورة البقرة التي من المفترض أن أنها نزلت قبل فتحهم لمكة ؟ يعني مجرد ترقيع و إختراع لإخفاء حقيقة أن الصفا و المروة مجرد ذبائح و قرابين مثلها مثل بقية الذبائح التي تقدم في الحج
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)  سورة البقرة
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)  سورة الحج
رخص الله تعالى الطواف بهما بالبيت أي الدخول بهما إليه كما تمت الإشارة في بداية الموضوع حول  مفهوم الطواف للأكل منهما وقت الطعام و أخبر في نفس الوقت أن من تطوع بهما كاملين كصدقة للفقراء دون الدخول بها إلى البيت فإن الله شاكر عليم
فأصحاب المذاهب لم يكتفوا بجعل الرخص الإلهية شعائر مبتدعة بل جعلوا كل واحدة منها في جبل و موقع جغرافي يضطر الحاج مجبرا على قطع مسافات طويلة للتوجه إليه و للقيام بطقوس لم ينزل الله من سلطان و كأن كل هذا العناء لم يكفهم فقاموا بحصر هذه الشعائر  في وقت قصير محدود مما يؤدي إلى التزاحم و الحوادث بين الناس مما يحول فريضة الحج من عبادة يسيرة فيها منافع للناس إلى عبادة شاقة فيها أضرار و هلاك للناس في بعض الأحيان 
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)  سورة الحج
فهذه الآيات لخصت لنا مفهوم الحج زيارة البيت ذكر الله تعالى و شكره على نعمه من خلال إطعام الفقراء و المساكين
نأتي الآن لمواقيت الحج و هنا سنرى العجب العجاب و كيف تحولت أشهر معلومات و هي الأشهر الحرم الأربعة 
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)  سورة البقرة
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)  سورة التوبة
إلى أيام معدودات و بالضبط العشرة أيام الأولى من ذي الحجة يزدحم فيه حجاج العالم لأداء عدة شعائر مكانية في مواقيت ضيقة و محدودة ! فالأشهر الحرم في حقيقة الأمر هي أربعة أشهر متتالية و الدليل أن الله تعالى جعلها عد عكسي لقتال المشركين الذين نكثوا العهود في سورة التوبة
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)  سورة التوبة
 فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)  سورة التوبة
و قد جعلها الله وحدة قياس زمنية متصلة لا فرق بين أشهرها لدرجة أنه سماها بالشهر الحرام 
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)  سورة المائدة
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)  سورة المائدة
لكن أصحاب المذاهب أصروا على تفريقها سواء من خلال تخصيص واحد منها فقط للحج بجميع شرائعه و كذلك بفصلها عن بعضها و فصل رجب رجب عن بقية الشهور و قد إضطرهم ذلك إلى إنكار مفهوم الأشهر الحرم في سورة التوبة و محاولة تحريف ما هو واضح وضوح الشمس
تفسير بن كثير
اختلف المفسرون في المراد بالأشهر الحرم ههنا ما هي؟ فذهب ابن جرير إلى أنها المذكورة في قوله تعالى: { منها أربعة حرم ذلك الدين القيم} الآية، ولكن قال ابن جرير: آخر الأشهر الحرم في حقهم المحرم، وفيه نظر، والذي يظهر من حيث السياق ما ذهب إليه ابن عباس وهو قول مجاهد وقتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو الأرجح في رواية العوفي عنه، أن المراد بها أشهر التسيير الأربعة المنصوص عليها بقوله: { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} 
 فهناك إصرار غريب على تغير و تبديل كل ما ذكر في القرآن كأن مشرعي هذه المذاهب كانوا يتلقون وحيا خاص من الشيطان ؟ بل حتى توقيت الأشهر الحرم الذي حرم فيه صيد البر لتزامنه مع فصل التكاثر مما يدل على أن هذه الأشهر شمسية تخضع للفصول تم تحويله إلى التقويم القمري الذي يعارض التقويم الشمسي جملة و تفصيلها و لمزيد من التفاصيل بخصوص هذه النطقة يمكن العودة لموضوع
أكذوبة التقويم الهجري
فماذا بقي للناس من حجهم ؟ مكان البيت ضاع و عوض ببيت يرمز للعبادات الزرادشتية لا يحق للحاج دخوله و لا عمارته ! مواقيت الحج ضاعت ؟ بل حتى سكينة و أمن الحج ضاعت و أصبح فريضة كلها طقوس تزيد من إضطراب و قلق الحجاج بل تلحق بهم الأذى الذي يصل إلى الموت في العديد من الأحيان
دعوتي للناس هي ترك هذه العبادة الكاذبة و عدم تضيع وقتهم و جهدهم و أموالهم في طقوس كلها تقديس للحجر و لأصنام زرادشتية و فرعونية
و حتى هندوسية
و عدم المساهمة في إستمرار هذه الطقوس الشيطانية المجهولة المصدر و التي ما أنزل الله بها من سلطان خصوصا أن الله تعالى قد أعطانا الرخصة في حال عدم الإستطاعة إلى البيت سبيلا أي عدم الإستطاعة إليه طريقا 
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
فحان الوقت لفضح هذا الحج الكاذب و المطالبة المشروعة بالبحث عن حج الله الحقيقي 

تعليقات

  1. نقضت الحج الموروث ولم تعط البديل المنطقي

    ردحذف

إرسال تعليق