عدد الصلوات في كتاب الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



يعتقد العديد من الناس أن أوقات و عدد الصلوات لم تذكر في كتاب الله وقد حرص رجال الدين المذهبيين عبر العصور على إخفاء هذه الحقيقة و طمسها بأحاديث المعراج الخرافية التي تدعي أن الصلاة شرعت في السماوات العلى وتجنب قدر الإمكان الحديث عن صلوات ما قبل المعارج إن صح التعبير التي اعترف سلفهم بذكرها في كتاب الله
تفسير بن كثير
وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان: صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة، ثم نسخ في حق الأمة،
أسهبت كتب التراث في نقل العديد من الأحاديث المنسوبة للرسول محمد لتأكيد حجية الصلاة المذهبية و يبقى أشهرها على الإطلاق حديث صلوا كما رأيتموني أصلي الذي يعتبره أصحاب المذاهب أكبر حجة على أمر الرسول بأخذ الصلاة عن طريق التواتر العملي
صحيح البخاري
أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ 
رغم أن هذا الحديث لم يعطي أي تفاصيل عن كيفية و أوقات الصلاة التي كان يصليها الرسول و رغم أن الأمر فيه كان موجه لطائفة من المؤمنين فقط و لم يأتي كخطاب تشريعي عام لجميع المؤمنين في زمن البعثة فما بالك بمن جاء بعدها و الذين لم يروا بأم أعينهم كيفية أداء هذه الصلاة كما ينص الحديث الذي كان من المفترض أن يقول مخترعه صلوا كما سمعتم عني و ليس كما رأيتموني أصلي !
فالرسول محمد كان يصلي كما أمره ربه في القرآن و أول هذه الصلوات صلاة قيام الليل التي تعتبر من أول ما شرع في القرآن و التي توجه الأمر بأدائها للرسول نفسه في شخص المزمل
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)  سورة المزمل
و قد كانت في بداية الوحي عبارة عن صلاة مفتوحة تؤدى في مجال زمني متغير حسب الظروف يتراوح بين نص الليل و أدنى من ثلثه و ثلثه كما يتضح في الآية 20 من نفس السورة التي نزل فيها التخفيف و التفصيل النهائي لهذه الصلاة الذي يراعي ظروف العباد و تغير طول الليل حسب الفصول
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)  سورة المزمل
و قد حث الله على هذه الصلاة في كتابه في العديد من المواضع كصلاة ذات أهمية كبرى في حياة المسلم
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)  سورة الفرقان
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)  سورة الزمر
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)  سورة الذاريات
و قد أشير إليها في سورة الإسراء على أنها نافلة بمعنى زيادة في التقرب إلى الله حسب لغة القرآن التي تشير بالنافلة إلى الزيادة في الشيء كما جاء في مثال وهب الخالق يعقوب لإبراهيم كزيادة في الذرية على إسحاق
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)  سورة الأنبياء 
فصلاة قيام الليل هي عبارة عن زيادة على صلاتي النهار المتمثلتين في كل من صلاة الفجر و صلاة ثانية تمتد من دلوك الشمس إلى غسق الليل
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)  سورة الإسراء
و هنا نلاحظ إكتفاء الآيات بذكر ثلاث صلوات فقط رغم أن سورة الإسراء نزلت بعد حادثة المعراج المزعومة بصلواتها الخمسة الوهمية
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)  سورة الإسراء
فلا وجود لخمس صلوات لا قبل المعراج و لا من بعده و أساسا لا وجود لشيء إسمه المعراج في القرآن فقط الإسراء و سنجد في جل نصوص القرآن الأمر بأداء الصلاة أثناء ثلاث أوقات في اليوم و بنص لا يدعوا مجالا للشك في سورة هود و هنا أيضا جاء الأمر لشخص الرسول
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)  سورة هود
فالآية واضحة و صريحة حيث حددت وقتين للصلاة في النهار وصفتهما بطرفيه بالإضافة لصلاة الليل السالفة الذكر التي وصفت هنا بصلاة زلف الليل أي صلاة التقرب من الله كون كلمة زلفى تشير للإقتراب الشديد
 وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)  سورة ق
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)  سورة الزمر
صلاة الطرف الأول من النهار تسمى صلاة الفجر و صلاة الطرف الثاني تسمى صلاة العشاء و التي بالمناسبة جاءت كتسمية لوقت العشي و الغروب و ليس وقت ظلام الليل و أصلا تسمية العشاء مشتقة من العشي و قد أشارت مجموعة من الآيات إلى ضرورة تأدية الصلاة المتمثلة في ذكر الله و التسبيح  كما سبقت الإشارة في موضوع 
هل غفل القرآن عن ذكر تفاصيل الصلاة ؟
في وقت العشي 
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)  سورة الأنعام
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)  سورة الكهف
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)  سورة غافر
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)  سورة مريم
 قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)  سورة آل عمران
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)  سورة ص
و الذي يقابله وقت الفجر أي الصباح الباكر الذي وصفه  القران بالإبكار و الإشراق  وكذلك الغدو المرادف للذهاب 
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)  سورة سبأ
و الذي يشار به في لغة قوم الرسول إلى وقت الذهاب إلى الأشغال و الأعمال في الصباح الباكر
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)  سورة آل عمران
فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)  سورة المدثر
و كلما بحثنا في القرآن كلما وجدنا التأكيد على نفس وقتي الصباح الباكر و العشي بالإضافة لصلاة الليل
 وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)  سورة الإنسان 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)  سورة الأحزاب
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)  سورة الفتح
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)  سورة الأعراف
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15)  سورة الرعد
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)  سورة النور
و الملاحظ في الآية الأخيرة أن صلاتي طرفي النهار الفجر و العشاء تؤديان في المساجد في أوقات معينة عكس صلاة الليل التي تركها الخالق مفتوحة حسب ظروف المصلي كما سبقت الإشارة
 و لعل ذكر صلاتي طرفي النهار بالإسم في سورة النور التي تعد من أواخر ما أنزل من السور حسب سيرة المذاهب و تجاهل نفس الآية لوجود صلاة الظهر و الإكتفاء بذكر وقت الظهيرة لأكبر دليل على تطابق عدد الصلوات في جميع مراحل البعثة و التنزيل و بطلان الصلوات المذهبية المخترعة
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)  سورة النور
فهناك صلاة الفجر التي تؤدى قبل طلوع الشمس و صلاة العشاء التي تؤدى قبل غروبها بالإضافة لصلاة الليل التي يمكن تأديتها في أي وقت منه
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)   سورة طه
و هنا وجب التوقف عند مفهوم أطراف النهار حتى نكون منصفين و لا نغفل عن أي تشريع إلاهي لأن هذه الآية على خلاف كل الآيات القرآنية المتعلقة بالصلاة توحي بوجود أكثر من ثلاث صلوات في اليوم و تعطي بصيص من الأمل للمدافعين عن الصلاة الخماسية المذهبية لكن هذا الأمل سيتلاشى بسرعة كون الآية حددت هنا على الأقل خمسة أوقات في النهار وحده ! فهناك وقتي طرفي النهار قبل طلوع الشمس و قبل الغروب بالإضافة إلى أطراف النهار التي جاءت بصيغة الجمع مما يجعلها على الأقل ثلاثة أطراف 
طبعا هنا أول سؤال يتبادر إلى الدهن كيف يكون لليوم طرفين و في نفس الوقت ثلاثة أطراف !
ببساطة لأن كلمة طرفي في سورة هود جائت كمثنى لكلمة طَرَف 
لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)  سورة آل عمران
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)  سورة هود
بينما أطراف جائت كجمع لكلمة طَرْف
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)  سورة النمل
فبغض النظر عن معنى أطراف النهار الحقيقي في القرآن الذي ضاع كما ضاعت العديد من المفاهيم الأخرى بسبب التضليل اللغوي الذي تعرض له كتاب الله فالأكيد أن الأطراف هي أوقات من النهار خارجة عن نطاق أوقات العمل من المستحب الزيادة خلالها من ذكر الله دون أن تكون ملزمة مثل الأوقات الثلاثة المذكورة  و قد وصفت في آية أخرى بأدبار السجود أي أنها تكون بعد السجود أو ما يسميه المذهبيون بالصلوات المكتوبة التي تؤدى في المساجد
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)  سورة ق
و في الحقيقة لا توجد صلوات مكتوبة و لا أوقات للصلاة فالصلاة تركها الله مفتوحة للعباد مع التأكيد بالخصوص على وقتي الفجر و العشاء  بالإضافة لصلاة الليل و هذه الصلوات في حقيقة الأمر صلوات طويلة حيث تؤدى صلاة قيام الليل في فترة طويلة من الليل قد تمتد لساعات حسب القدرة كما سبقت الإشارة و كذلك صلاة الفجر التي تأدى في وقت شروق الشمس
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)  سورة ص
 أي من لحظة ظهور الضوء و بيان الخيط الأبيض من الأسود 
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)  سورة البقرة
حتى لحظة طلوع الشمس و ظهور قصرها في السماء 
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)  سورة ق
و هي فترة تمتد في الغالب ما بين 40-50 دقيقة  كما تمت الإشارة في موضوع
و هي نفس فترة صلاة العشاء أو طرف النهار الثاني التي يظهر نفس الموضوع أنها نفس فترة غروب الشمس التي تشير لإنطفاء ضوئها و ليس بالضرورة إختفاء قرصها و التي تبتدئ بدلوك الشمس أي إلتصاق قرصها في الأفق الغربي
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)  سورة الإسراء
و تنتهي مع غسق الليل ظلامه التام الذي يخفي الأشياء 
و قد قمت بوضع في نفس الموضوع موقع خاص لتحديد بداية و نهاية طرفي النهار و بالتالي مواقيت صلاتي الفجر و العشاء في مختلف بقاع العالم 
الذي يقوم بحساب مواقيت الساعة الزرقاء التي تبدأ مدة وجيزة بعد إختفاء قرص الشمس في المساء و تنتهي مع الليل و تبتدئ مع بيان الخيط الأبيض من الأسود من الفجر و تنتهي مدة وجيزة قبل طلوع الشمس و بالتالي فإن طرف النهار الأول يمتد من بداية الساعة الزرقاء حتى طلوع الشمس sunrise أما طرف النهار الثاني فيمتد من إختفاء قرص الشمس sunset إلى نهاية الساعة الزرقاء 
و للأسف قام أصحاب المذاهب الذين لم يتركوا شيئا في القرآن دون التلاعب بتغير توقيت بداية الفجر إلى حوالي ساعة و نصف قبل طلوع الشمس
و لأن هذه الأوقات لم ترق للبعض و أرادوا فرض صلوات أديانهم و مذاهبهم السابقة على الإسلام فإنهم قاموا يإختراع أحاديث تنهى عن الصلاة خلالها وطبعا مخترع هذا الحديث كان يظن أن معنى غروب الشمس في القرآن هو زوالها و إختفاء قرصها
مسند أحمد
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ قَالَ جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ ثُمَّ قَالَ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَتَكُونَ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ 
كأن الله سينهى و يمنع عباده من الصلاة في أي وقت من الأوقات
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)  سورة العلق
و قد ظلت صلاة العشاء تأدى في وقتها الصحيح المتزامن لما يسمى بصلاة المغرب حتى وقت قريب من زمن تدوين الأحاديث مما دفعهم لإختراع هذا الحديث الذي ينهى عنها 
صحيح البخاري
حدثنا أبو معمر هو عبد الله بن عمرو قال حدثنا عبد الوارث عن الحسين قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال حدثني عبد الله بن مغفل المزني  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب قال الأعراب وتقول هي العشاء 
فلماذا سيقال عن المغرب العشاء لو لم يكن هناك تزامن في الأوقات ؟
للاسف المسلمين أضاعوا الصلاة الحقيقية وأصبحوا يؤدون صلوات لم ينزل بها الله من سلطان