هل قام القرآن بالتمييز بين المسلم و الغير مسلم في القصاص ؟


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من التهم الخطيرة التي إتهم بها الإسلام بهتانا و زورا إسترخاصه لدماء الغير مسلمين و حتى إن كان عدد كبير من رجال الدين المذهبيين قد إتفقوا على تحريم قتل الغير مسلم المعاهد فإنهم لم يعطوا لنفسه نفس قيمة النفس المؤمنة حيث ذهب أغلبهم إلى أن قاتل الكافر المتعمد لا يخلد في نار جهنم و الأهم من ذلك لا يعاقب بالإعدام في الحياة الدنيا و أن عقوبته هي دفع الدية إلى أهله
و طبعا عند قراءة مثل هذه النصوص التي تجاهلت عقوبة الغير مؤمن تزداد هذه القناعة
 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)  سورة النساء
و يتساءل المرأ ماذا عن غير المؤمن ؟ لكن يبقى السؤال الأهم هل القراءة المتعارفة  لهذا النص هي القراءة الصحيحة ؟
مشكلتنا أننا ورثنا طريقة تفسير خاطئة لنصوص القرآن تأخذ الحقيقية من آية أو آيتين و تتجاهل السياق كليا فتتغير معاني بعض الكلمات  مما يترتب عن ذلك سوء فهم للنصوص و و تفسيرها في بعض الأحيان بعكس المعنى المراد منها و كمثال حصر مفهوم الإيمان في الجانب العقائدي و تجاهل جانبه السلوكي في المعاملات بين الناس الذي يبقى هو المفهوم العام و الشامل للإيمان كما يوضح هذا الموضوع
الذي يظهر حقيقية أن وصف المؤمن بصفة عامة ينطبق على كل من يحقق للأخرين مبدأ الأمن و الأمان بغض النظر عن عقيدته
و شأنها شأن جميع الصفات الحميدة سنجد أسمى و أكمل تجليتها في رب العزة سبحانه و تعالى
 هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)  سورة الحشر
و هو وصف حير مفسري السلف المشبعين بفكرة الإيمان العقائدي و جعلهم يتضاربون في الأقوال 
تفسير بن كثير
{ المؤمن} قال ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم، وقال قتادة: أمن بقوله أنه حق. وقال ابن زيد: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به، 
تفسير الجلالين
{ المؤمن } المصدق رسله بخلق المعجزة لهم
تفسير الطبري
{ الْمُؤْمِن } أَمَّنَ بِقَوْلِهِ إنَّهُ حَقّ . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { الْمُؤْمِن } أَمَّنَ بِقَوْلِهِ إنَّهُ حَقّ . 26281 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جُوَيْبِر عَنْ الضَّحَّاك { الْمُؤْمِن } قَالَ : الْمُصَدِّق . 26282 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله { الْمُؤْمِن }قَالَ : الْمُؤْمِن : الْمُصَدِّق الْمُوقِن , آمَنَ النَّاس بِرَبِّهِمْ فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ , وَآمَنَ الرَّبّ الْكَرِيم لَهُمْ بِإِيمَانِهِمْ صَدَّقَهُمْ أَنْ يُسَمَّى بِذَلِكَ الِاسْم . وَقَوْله : { الْمُؤْمِن } يَعْنِي بِالْمُؤْمِنِ : الَّذِي يُؤَمِّن خَلْقه مِنْ ظُلْمه .
و لعل التفسير الأقرب للمنطق هو التفسير الأخير الذي فسر وصف الله بالمؤمن بإعطائه الأمان لعباده و هو ما يتجلى أيضا في نص الآية 
  وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)  سورة التوبة
التي تبين بوضوح الفرق بين الإيمان العقائدي المتمثل في تصديق حقيقة معينة كالتصديق بالله و بين الإيمان للأشخاص بمعنى الثقة فيهم و بالأخص المؤمنين منهم حيث يجلي هنا مبدأ الثقة بين الطرفين المبني على الأمان و الثقة في الآخر 
فالإيمان في حقيقة الأمر يشمل كل علاقة طيبة يقوم بها الشخص تجعل الآخرين يؤمنون له و يشعرون بالأمان و الثقة فيه كالصدق و الوفاء بالعهود و حفظ الأمانة و الكلم الطيب ألخ
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)  سورة آل عمران
و الملفت أن عدم الإيمان إرتبط في أكثر من آية بنكث العهود 
 أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)  سورة البقرة
 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)  سورة الأنفالفالغير مؤمن هو من ينقض عهده و لا يتقي الناس شره حتى لو كان مؤمنا عقائديا و كيف يكون مؤمنا بالله أصلا حق الإيمان ثم يقوم بمثل هذه التصرفات ؟
كان هذا التوضيح ضروري قبل العودة لسياق نصوص دية قتل المؤمن الخطأ في سورة النساء التي ساقوم بتحليلها إنطلاقا من بداية السياق
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)  سورة النساء 
الذي يقص لنا حرب المسلمين مع المنافقين الذين كانوا ينقسمون إلى فئتين فئة نهى الله عن قتالها كونها ألقت السلم إلى المؤمنين و فئة تظهر السلم ظاهريا لكنها تبطن بالعداء للمؤمنين و تسعى لقتالهم كلما سنحت لها الفرصة لكن ما يهمنا هنا هو ربط الآيات للإيمان التعاملي يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ بوقف الأيدي عن القتال و إلقاء السلم فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ - فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ و هنا يتجلى بوضوح أن سبب الأمر بقتال المنافقين ليس عقائدي بل سلوكي في المقابل نجد نهي و تحريم واضح عن قتال المؤمنين منهم و عندما تصف الآيات فئة من المنافقين بالإيمان فهي لا تعني الإيمان المطلق لهم بل تصف جانب من الإيمان يقتصر عند هؤلاء المنافقين في السلم و عدم الرغبة في القتال المرتبط بسياق الحرب و سنجد نفس السياق مرتبط بآيتي الدية الموالية 
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)  سورة النساء
مما يوحي بإرتباط أحكامها بالإيمان التعاملي و ليس العقائدي و الدليل أنها تحدثت عن دية قتل مؤمنين ينتمون لنفس الأقوام التي ذكرت في الآيات السابقة 
 يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا (91)  سورة النساء  
فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ (92)  سورة النساء 
إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (90)  سورة النساء 
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (92)  سورة النساء
مما يؤكد أنها تتحدث عن حالات قتل المؤمنين بالخطا أثناء هذه الحروب و هنا لا يتعلق الأمر بالمؤمنين عقائديا بل المؤمنين بمعنى من أعلن السلم و الأمان و لم يرفع سيفه ضد المسلمين ممن ينتمون للأقوام المذكورة و ما يزيد في تأكيد ذلك أننا عندما نكمل السياق و ننتقل للآية الموالية بعد توعد قاتل نفس هؤلاء المؤمنين المسالمين بالخلود في نار جهنم نجد الدعوة مرة أخرى لتجنب قتلهم أثناء الحروب 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)  سورة النساء
فلو كان المقصود من هذه الآية هو النهي عن الإكراه في الدين فقط كما ذهب أغلبية المفسرين لإكتفت بقول لا تقاتلوا من ألقى إليكم السلم لكن الحقيقة أنها قامت بالنهي عن الكذب بوصف المؤمنين سلوكيا
 بأنهم ليسوا مؤمنين أي ليسوا مسالمين فقط لأنهم ينتمون لقوم يحاربون المسلمين كما يفعل الإرهابيون حاليا عندما يقتلون الأبرياء الذين ينتمون للدول المعادية للمسلمين و يعتبرون ذلك جهاد !
و حتى لو طبقنا منطق الإيمان العقائدي على الآية
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)  سورة النساء
فسنجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة حيث سنجدها  تحرم على المسلم قتل المسلم عمدا حتى لو كان من قوم عدو فماذا لو وجد نفسه مجبرا على قتله أثناء الحرب للدفاع عن نفسه ؟ ماذا لو نشبت حرب بين دولتين مسلمتين؟ فهذه أمور تحدث
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)  سورة الحجرات 
فعندما حدد الله تعالى عقوبة قتل النفس المتعمد
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)  سورة الإسراء
فلم يذكر هوية القتيل و لم يجعلها حكرا على عقيدة معينة لأن الناس عند الله سواسية إلى يوم الحساب الذي سيتكفل فيه بعقاب الكفار و لا يحق لأحد لعب دور الإله و قتل الناس بسبب عقائدهم فهذا النص هو القاعدة العامة التي تأمر بإعدام كل من قتل نفسا بغير نفس سواء كانت مسلمة أو غير المسلمة أما آيات الدية فهي تخص فقط القتل الخطأ أثناء الحروب و تطبق على المسلم و الغير مسلم
فهؤلاء الشياطين الذين قلبوا أوامر الله رأسا على عقب جعلوا من الجريمة التي تفتح أبواب الخلود في نار جهنم سبيل للفوز بالجنة و يا خسارة من صدقهم و رمى كتاب الله وراء ظهره

تعليقات