موقف القرآن من العبودية و السبي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


هل شرع القرآن العبودية و السبي ؟ هذا ما ذهب إليه السواد الأعظم من مفسري المذاهب عبر العصور و لا يزال يؤكده أحدث علمائهم في المقابل هناك فئة إصلاحية جديدة لم تستصغ مثل هذه الأمور التي لم تعد مقبولة في مجتمعنا الحالي فحاولت إعطاء  تفاسير عصرية لملك اليمين 
لكن ما يهمنا هو معرفة حقيقة النصوص القرآنية كما أنزلت بنظرة حيادية و منصفة و ليس السقوط في فخ التزيين حتى تتماشى النصوص مع منطقنا المعاصر على حساب حقيقة كتاب الله
الشيء الأكيد أن القرآن أقر وذكر بوضوح وجود عبيد لدى المؤمنين في زمن البعثة
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) سورة النور 
 وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ (221) سورة البقرة
حيث أشار  النص الأول بوضوح إلى انتماء هؤلاء العبيد والإماء إلى ملك المؤمنين باستعماله لمصطلحي عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ 
لكن هل نحن متأكدون من إدراك المعنى الحقيقي للعبودية في القرآن ؟
هل هناك نص يحرم بشكل قطعي عبودية البشر للبشر ؟ المثال السالف الذكر يؤكد العكس
فمعنى العبودية في لسان القرآن هي تمليك النفس لشخص أخر والالتزام بحكمه وأوامره في إطار معين وهي درجات وأبرز مثال الملك على البلاد حيث يصبح جميع رعايا هذه البلاد تحت أوامر ملكها 
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) سورة النمل 
وبطبيعة الحال يعتبر جميع رعايا البلاد عبيدا لهذا الملك أو الملكة 
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) سورة ص
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) سورة النمل 
نص صريح يؤكد تسخير الله للملك سليمان عبيد من الجن والإنس والطير بالإضافة للريح
فكل من ملك نفسه لشخص ما سواء في وظيفة أو مهمة معينة يصبح تلقائيا عبدا له في إطارها كما هو الشأن مع النبي يوسف الذي كان عبدا لسيده في مصر والذي كان يلقبه بالرب
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)  سورة يوسف
فالربوبية ليست صفة محصورة في الخالق شأنها شأن الملك بل يمكن أن تنطبق على مخلوقاته أيضا تماما مثلما لا يوجد ما يحرم عبادة المخلوقات أو السجود لها (الخضوع)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا (100)  سورة يوسف
 إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)  سورة ص
المشكلة هي عندما يتم التعدي على ملك وربوبية الله تعالى بإشراك شركاء له في الصفات التي ينفرد بملكها وبالأخص في الألوهية
 قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) سورة الكهف
فيقوم الإنسان بتمليك نفسه لإله أخر يطيعه من دون الله وينتظر منه الخير والرزق من دون الله
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)  سورة العنكبوت
فليس العيب في السجود وعبادة غير الله لكن المشكلة في السجود لهم من دون الله 
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ (79) سورة آل عمران
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ (24) سورة النمل
بمعنى السجود لهم وعبادتهم مكان الله
 يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)  سورة يوسف
فالمشكلة كلها في العبادة العقائدية لغير الله وليس في عبادة غير الله في أمور دنيوية سخر الله ملكها لبعض عباده 
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ (26) سورة آل عمران
و من بينها ملك اليمين و الذي يعني التملك مع العهد استنادا على مفهوم اليمين في لسان القرآن الذي يشير للمواثيق و العهود 
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا (91) سورة النحل
و هنا يجب التمييز بين الملك المطلق الغير المشروط الذي يبيح للمالك فعل ما يريد بمملوكه والذي يكون في غالب الأحيان عن طريق الغصب والذي يمثل العبودية في أسوء مظاهرها التي تلغي إنسانية العبد 
وبين ملك اليمين المشروط بعهد يلزم الطرفين بشروط معينة والتي وإن لم تذكر تفاصيلها في القرآن فمن الواضح أنها عبارة عن ضمانات تحمي حقوق الشخص المملوك و بعبارة أدق إنسانيته
فالمرجح و الأقرب للواقع أن ملك اليمين كان عبارة عن عقد تملك يكون بالتراضي بين الأغنياء و الفقراء
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)  سورة النحل
 يوجب تكفل الأغنياء بالفقراء وعدم استغلالهم و بيعهم مقابل خدمتهم وطاعتهم و ليس كما تم الترويج له بأن ملك يمين هو اغتصاب البشر من بلدانهم و أهلهم ليتحولوا لأداة جنسية تلبي رغبات أسيادها فلا أدري أي عهد و أي يمين في هذا ؟ 
و الدليل على أنها عملية اغتصاب واستغلال جنسي في المقام الأول هو تحريم أصحاب المذاهب على نسائهم نكاح ما ملكت أيمانهن رغم إباحته قرآنيا بنص صريح
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) سورة النور
و هنا يتبين الاختلاف الجوهري بين منطق القرآن الذي جعل نكاح ملك اليمين في نفس مرتبة نكاح الأزواج بالنسبة لكل من الرجل والمرأة و بين من ينظر لنكاح ملك اليمين نظرة الفاحشة التي لا يرضها لنسائه
فيستحيل أن يأمر الله تعالى بالسبي و هو يدعوا لفك الرقاب في كل مناسبة و بالتالي يستحيل أن يأمر بالسبي أثناء الحروب و هو ما يتجلى بوضوح في قول
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) سورة محمد
فإذا كان القرآن قد وضع للمؤمنين خيارين لا ثالث لهما بالنسبة للمقاتلين الرجال الذين رفعوا سيوفهم ضدهم وقتلوا إخوانهم في الحرب إما بفدائهم بأسرى المؤمنين أو المن عليهم بإطلاق سراحهم و بالتالي لم يفرض عليهم العبودية فكيف سيفرضها على المدنيين منهم من رجال وشيوخ ونساء وأطفال فإن كان هناك أمر بالسبي أثناء الحروب فليعطونا الدليل من النصوص ؟
ويبقى الدليل الأبرز على نفي ارتباط ملك اليمين بالسبي نص سورة النساء
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)  سورة النساء
الذي يبين من جهة أن لملك اليمين أهل وعائلة يتم استشارتها قبل الزواج منهن مما يؤكد أنهم ليسوا سبايا حروب استقدموا من بلاد أخرى....ومن جهة أخرى وجوب عقد النكاح مع ملك اليمين مما أدى بالمفسرين إلى اختراع مصطلح جديد يدعى نكاح ملك اليمين يحل من خلاله إتيانهن بدون عقد مع أن الأمور جد واضحة في لغة القرآن التي تؤكد اقتصار مصطلح النكاح على الزواج بنص أوضح من الشمس
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (49) سورة الأحزاب
وبتعريف العلاقات الجنسية بمصطلح الإتيان
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) سورة النمل
فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ (222) سورة النساء
عوض ذلك اكتفوا بظاهر قول
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)  سورة المؤمنون
أو بالأحرى قاموا بتحريف معنى الزوج في القرآن بتحويله من المذكر إلى المؤنث فاخترعوا مصطلح الزوجة للإشارة للمرأة التي تم الدخول عليها بعقد النكاح ليستثنوا ملك اليمين من المعادلة ؟
فالقرآن أشار إلى الزوجة بمصطلح امرأة
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) سورة الأعراف
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) سورة هود
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ  (40) سورة آل عمران
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي (35) سورة آل عمران
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا (30)  سورة يوسف
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (11) سورة التحريم
وإلى الزوج بمصطلح بعل
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا (72) سورة هود
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا (128) سورة النساء
وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا (228)  سورة البقرة
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ (31) سورة النور
أما الزوج فيطلق على كلا الجنسين سواء تعلق الأمر بالمرأة
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90) سورة الأنبياء 
أو الرجل
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (1) سورة المجادلة
حسب السياق و لا يوجد له مؤنث في لسان القرآن و يشار به إلى المثيل  من الجنس الآخر
 و لا علاقة له بعقد النكاح بل للمثيل في المرتبة و الوضعية الاجتماعية وهو ما يتجلى بوضوح في قول
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ (50) سورة الأحزاب
فإن كان مصطلح الزوج يعني الزوجة  فلم يكن هناك داعي لذكر تحليل الأزواج و اشتراط إتيانهن أجورهن فمعنى الأزواج هنا هو مثيلات الرسول  في المجتمع سواء نكحهن أم لم ينكحهن عكس ملك اليمين الأقل منه مرتبة 
فلا وجود لعبودية الإكراه في الإسلام وقد سعى هذا الأخير لمحاربة هذه الظاهرة وجميع أنواع العبودية الظالمة  بنصوص واضحة تدعوا لفك الرقاب في كل مناسبة سواء تعلق الأمر بالصدقات
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (60) سورة التوبة
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ  (177) سورة البقرة
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)  سورة البلد
أو الكفارات
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا (3) سورة المجادلة
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (89) سورة المائدة
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (92)  سورة النساء
وقد وضع القرآن مشروع صريح للقضاء على الفقر و العبودية لو طبقها المسلمون لكانوا من أغنى و أرقى الأمم لكن جشع البشر وتسخيرهم الدين لخدمة رغباتهم و شهواتهم وقف حجر عثرة أمام تحقيق ذلك
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم