البيت الحرام يقع في الأرض المباركة و ليس خارجها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



من سنن الله تعالى في خلقه إختياره لرسل من البشر لإيصال كلامه و وصاياه للناس لهداية البشرية عبر العصور إلى سواء السبيل
يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)  سورة الأعراف
و من سننه أيضا أنه إختار لهم أرضا خاصة شهدت نشأة و تطور رسالاته و التي لم تنقطع فيها في يوم من الأيام بركة الوحي حتى ختمها برسالة القرآن لذلك سماها القرآن بالأرض المباركة و لمزيد من التفاصيل يمكن الإطلاع على موضوع
و لعل من أكثر الأشياء غرابة و تناقضا في سيرة مخترعي المذاهب إدعاء أن البيت الحرام الذي شهد بعثة أعظم الأنبياء كإبراهيم و إسماعيل و محمد و عرف أبرز محطتين في تاريخ الرسالات السماوية مع نشأة ملة إبراهيم و بداية أول وحي مكتوب 
 إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)  سورة الأعلى
و ختمها بالقرآن الذي أكمل نفس الملة
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)  سورة نوح
 يقع في أرض غير تلك التي بارك فيها للعالمين !
فالأرض المباركة هي التي وعد الله تعالى موسى و قومه و أمرهم بالتوجه إليها بعد الخروج من مصر
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)  سورة الأعراف
و هي الأرض التي كان يستعمل الملك سليمان الرياح للتوجه إليها
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)  سورة الأنبياء
و بطبيعة الحال هي الأرض التي أمر الله نبياه إبراهيم و لوط بالهجرة إليها
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)  سورة العنكبوت
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)  سورة الأنبياء
و كما سنرى فجل الديانات و المذاهب متفقة على أنها أرض الشام حيث سنجد إجماعا تاما لجميع مفسري السلف على هذه الحقيقة
سواء بالنسبة لهوية لأرض المباركة التي توجه إليها موسى و قومه
تفسير بن كثير
وعن الحسن البصري وقتادة في قوله: { مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها } يعني الشام،
تفسير الجلالين
{ وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون } بالاستعباد، وهم بنو إسرائيل { مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها } بالماء والشجر، صفة للأرض وهي الشام
تفسير الطبري
{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْم الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } قَالَ : الشَّأْم . * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ فُرَات الْقَزَّاز , قَالَ : سَمِعْت الْحَسَن يَقُول , فَذَكَرَ نَحْوه. * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا قَبِيصَة , عَنْ سُفْيَان , عَنْ فُرَات الْقَزَّاز , عَنْ الْحَسَن : الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا , قَالَ : الشَّأْم 
{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْم الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } هِيَ أَرْض الشَّأْم
تفسير القرطبي
{ في مشارق الأرض ومغاربها } ثم حذف { في } فنصب. والظاهر أنهم ورثوا أرض القبط. فهما نصب على المفعول الصريح؛ يقال : ورثت المال وأورثته المال؛ فلما تعدى الفعل بالهمزة نصب مفعولين. والأرض هي أرض الشأم ومصر
أو الأرض المباركة التي كان يتجه إليها سليمان
تفسير بن كثير
{ ولسليمان الريح عاصفة } أي وسخرنا لسليمان الريح العاصفة { تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها } يعني أرض الشام
تفسير الجلالين
{ و } سخرنا { لسليمان الريح عاصفة } وفي آية أخرى: رخاء، أي شديدة الهبوب وخفيفته حسب إرادته { تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها } وهي الشام
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلِسُلَيْمَان الرِّيح عَاصِفَة تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { وَ } سَخَّرْنَا { لِسُلَيْمَان } بْن دَاوُد { الرِّيح عَاصِفَة } وَعُصُوفهَا : شِدَّة هُبُوبهَا ; { تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } يَقُول : تَجْرِي الرِّيح بِأَمْرِ سُلَيْمَان { إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } يَعْنِي : إِلَى الشَّام ; وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ تَجْرِي بِسُلَيْمَان وَأَصْحَابه إِلَى حَيْثُ شَاءَ سُلَيْمَان , ثُمَّ تَعُود بِهِ إِلَى مَنْزِله بِالشَّامِ , فَلِذَلِكَ قِيلَ : { إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا }
تفسير القرطبي
{ ولسليمان الريح } برفع الحاء على القطع مما قبله؛ والمعنى ولسليمان تسخير الريح؛ ابتداء وخبر. { تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها } يعني الشام يروي أنها كانت تجري به وبأصحابه إلى حيث أراد، ثم ترده إلى الشام. 
و بطبيعة الحال الأرض التي هاجر إليها إبراهيم و ولوط
تفسير بن كثير
يقول تعالى مخبراً عن إبراهيم، أنه سلمه اللّه من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم، مهاجراً إلى بلاد الشام إلى الأرض المقدسة منها
تفسير الجلالين
{ ونجيناه ولوطاً } ابن أخيه هاران من العراق { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } بكثرة الأنهار والأشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم .
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَنَجَّيْنَا إِبْرَاهِيم وَلُوطًا مِنْ أَعْدَائِهِمَا نُمْرُود وَقَوْمه مِنْ أَرْض الْعِرَاق , { إِلَى الْأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } وَهِيَ أَرْض الشَّام
أليس هذا إعلان صريح بأن الأرض التي إختارها الله لبعثة أنبيائه هي أرض الشام و ليس جنوب الحجاز لماذا لم يستعمل سلميان الريح لتوجه إلى جنوب الحجاز و الحج إلى ما يسمونه حاليا بمكة ؟ لماذا لم يأمر رب العالمين موسى و بني إسرائيل بالتوجه لمكة الحجاز عوض أرض الشام لماذا يأمر إبراهيم بالتوجه إلى الشام ثم الحجاز لينشأ كعبة سيتجاهلها جل الأنبياء و أتباعهم حتى ظهور خاتم النبيين؟ فلماذا لم يترك لمحمد مهمة إقامة الحج إذا !
فجنوب الحجاز مغيب تماما في تاريخ الأديان و حتى عند الإطلاع على الآيات القرآنية فإننا لا نجد لا حس و لا أثر لهجرة ثانية و لا لزوجة ثانية لإبراهيم فهناك هجرة وحيدة لا غير كانت إلى أرض مباركة واحدة و ليس إثنتين فوصف الأرض المباركة مغيب تماما عن مكة الحجاز حتى عند مفسري المذاهب أنفسهم بإستثناء هذا التفسير
تفسير القرطبي
{ ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} يريد نجينا إبراهيم ولوطا إلى أرض الشام وكانا بالعراق. وكان { إبراهيم} عليه السلام عمه؛ قال ابن عباس. وقيل : لها مباركة لكثرة خصبها وثمارها وأنهارها؛ ولأنها معادن الأنبياء. والبركة ثبوت الخير، ومنه برك البعير إذا لزم مكانه فلم يبرح. وقال ابن عباس : الأرض المباركة مكة. وقيل : بيت المقدس؛ لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء
و بطيعة الحال هذا التفسير سيضع صاحبه بسرعة في موقف حرج عندما سيجبره على إثبات وجود قرية لوط على مرأى العين من ما يسمونه حاليا بمكة لأن الآيات تؤكد أن إبراهيم في مقره بالأرض المباركة كان يرى بالعين المجردة قرية لوط المجاورة عندما أشار إليها الملائكة 
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)  سورة العنكبوت
فهذه التفاسير مجرد ترقيعات و محاولة للتوفيق بين مستجدات العصر و ما جاء في القرآن و نجدها متغيرة عند كل مستجد جديد و مليئة بالتناقضات و اللامنطق و في حقيقة الأمر نسب الأرض المباركة  لأرض الشام مجرد نقل لما جاء في توراة اليهود و تصورهم لأرض الأنبياء حسب سيرتهم المحرفة التي إكتفت بذكر أنبياء بني إسرائيل 
لكن لو إعتمدنا على القصص القرآني فسنجد وصف هذه الأرض ينطبق أكثر على  جنوب الشام  و بالخصوص الأردن و أقصى شمال الحجاز حيث توجد بقايا مباني قوم ثمود أصحاب الحجر و مدين المجاورة لمصر حسب وصف التوراة و القرآن 
فالبيت الحرام وصف بنفس وصف الأرض التي هاجر إليها إبراهيم و لوط على أنه مبارك للعالمين
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)  سورة آل عمران
مما يؤكد إنتمائه لنفس الأرض المباركة و بالضبط بوادي غير ذي زراع
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)   سورة إبراهيم
و هنا وجد المدافعون عن البيت الحالي ضالتهم ظنا منهم أنها حجة على تواجد البيت في الصحراء لكن الواقع وحتى القصص القرآني يؤكد  أن حتى الأراضي الغير صحراوية تحتوي على مناطق غير صالحة للزارعة و كمثال المناطق الصخرية مع العلم أن ذلك لا يمنع وجود ثمار و زرع بالمناطق المجاورة و كمثال الطبيعة التي عاش فيها قوم ثمود
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)  سورة الشعراء 
فحسب الوصف القرآني فإن ثمود كانوا يعيشون في الأردن و أقصى شمال الحجاز و رغم أن هذه المناطق أصبحت جلها صحراوية في عصرنا الحالي بسبب ظاهرة التسحر لكنها قبل قرون كانت أراضي زراعية تتخللها مناطق صخرية نحث من خلالها الثموديون عدة مباني في الصخور
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)  سورة الفجر
فتعريف الأرض التي هاجر إليها إبراهيم و لوط ب (ال) يؤكد على وحدانية الوصف و عدم تواجد أرض مباركة أخرى للعالمين
و ما لا يعلمه جل المسلمين و حتى الغير المسلمين أن كتاب العهد القديم لليهود الذي يشمل بعض بقايا التوراة قد ذكر بالحرف تواجد البيت الحرام في الأرض التي هاجر إليها إبراهيم و لوط و طبعا علماء السنة على مر العصور الذين درسوا كل كبيرة في كتب اليهود لدرجة أننا نجد الأحاديث تطابق نصوصها أكثر من مطابقتها للقرآن و الذين لم يتركوا أية إشارة أو تلميح بخصوص الرسول محمد و البيت الحرام إلا و أشاروا إليها غفلوا كلهم أو بالأحرى تجاهلوا الآيات التالية 
سفر التكوين الإصحاح 12
1  وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ2 فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً3 وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ». 4 فَذَهَبَ ابْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ ابْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. 5 فَاخَذَ ابْرَامُ سَارَايَ امْرَاتَهُ وَلُوطا ابْنَ اخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. 6 وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ. 7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. 8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. 
نفس ما ذكر في القرآن هجرة إبراهيم مع لوط إلى الأرض المباركة إلى مكان ستتبرك فيه جميع أمم الأرض في وصف دقيق للحج و أن هذه الأرض ستكون لذريته
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)  سورة الحج
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)  سورة إبراهيم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)  سورة البقرة
و هناك إستقر إبراهيم قرب بيت إيل أي بيت الله فإيل هو أحد أسماء الله باللغات السامية القديمة 
  إل أو إيل حسب اللغة القديمة في السامية وترجمته في العادة إله و(بالعبرية: אל): كلمة سامية شمالية غربية وأيضا اسم يترجم إلى إله أو الله 
و الدليل وجود إسم إيل في أسماء العديد من الأنبياء و الملائكة كجبر ئيل  ميكا ئيل  إسمع ئيل إسرا ئيل و بشكل واضح في إسم النبي إلياس الذي يعد إسمه في الحقيقة تصغير لإل ياسين
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)  سورة الصافات
و الغريب أن قوم إل ياسين كانوا يعبدون بعل كشريك لله أو إيل مما يطابق الحفريات التي تؤكد أن الله تحت مسمى إل و بعل إلهين عبدا معا في كنعان أحد أسماء الشام القديمة
إل أحد الآلهة حسب الميثولوجيا الكنعانية القديمة، وهو الإله الأعلى وخالق البشر وكل المخلوقات كما تظهر في ألواح أوغاريت ومكتشفات المكتبة الملكية في القصر الملكي في إبلا .
فالكنعانيون رغم  شركهم كانوا يؤمنون بأن الله هو من خلقهم و خلق الكون بجميع مخلوقاته نفس معتقد المخاطبين في القرآن
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)  سورة الزخرف
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)  سورة الزمر
إذا نحن أمام نفس الثقافة الدينية تقريبا التي تجعل لله شركاء لتقرب منه
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)  سورة الزمر
و بعل كان أحد هؤلاء الشركاء حسب الكنعانيين
بعل أحد الألهة في بلاد الشام وآسيا الصغرى، وفي اللغات السامية تأتي على شكل لقب أو تأتي كاسم نكرة ويستدل من أنها تعني: السيد أو الملك، إلا أن نصوص أوغاريت تبين أن (بعل) المقصود فيها إله محدد الصفات هو هداد، لكنها تورد كلمة بعل أيضًا كاسم نكرة بمعنى سيد، كقولهم بعلكم بمعنى سيدكم،ويؤنث كقولهم (بعلة بت) سيدة البيت
فبعل لا ينحصر فقط في كونه أحد آلهة المنطقة بل يشمل لقب سيد البيت أو الزوج و هو نفس المفهوم الذي أعطي لهما في لغة القرآن و يتجلى ذلك بوضوح من خلال العديد من النصوص
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)  سورة هود
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)  سورة البقرة
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)  سورة النساء
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)  سورة النور
فمن خلال هوية المخاطبين في القرآن نلمس بوضوح مكان البيت الحرام الجغرافي الحقيقي الذي وصف كذلك في القرآن على أنه بيت الله أي بيت إيل كما جاء في العهد القديم
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)  سورة البقرة
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)  سورة الحج
فهل ما يدعون حاليا أنه البيت الحرام هو نفسه الذي إستقر به إبراهيم و وصفه القرآن بمقام إبراهيم ؟
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)  سورة البقرة
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
أم أن مقام إبراهيم الذي كان يتخذه الناس مصلى في عصره هو هذا القفص الصغير !