هل أمر القرآن بعبادة جبريل ؟ الجزء الثاني

  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ



اعتقد العديد من الناس أن زمن الشرك العلني قد ولى بدون رجعة وأنه لم يتبقى من مظاهر الشرك  سوى ما خطت أيدي البشر من كتب وأحكام منسوبة لله ورسوله على الأقل بالنسبة لأتباع الرسالة المحمدية...فإذا بنا نفاجئ بدعوى جديدة تدعوا الناس للعودة لزمن الأرباب 
قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ (164) سورة الأَنعام
واتخذاهم وسطاء لعبادة الله
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) سورة الزمر
لكن اللوم لا يقع فقط على صاحب الادعاء فحسب بل على كل من سارع في التصديق والترويج لهذه الفكرة الشديدة الخطورة دون التأكد من مصداقيتها بدراسة الكتاب الذي أمر بتدبره 
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) سورة ص
ليل نهار
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) سورة الإسراء
والذي يشير كل شيء في نصوصه إلى بطلان هذه العقيدة الفاسدة وبطلان القراءات المعتمدة  كما رأينا في الجزء الأول من الموضوع
وكما سيتضح في الأمثلة الموالية كمحاولة تمييز صاحب الطرح بين مصطلح عباد الله ومصطلح عبادي الذي نسبه لجبريل الذي اعتبره الرب المتحدث بصيغة المتكلم في نصوص القرآن
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) سورة الزخرف
ومصطلح عبدنا
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (23) سورة البقرة
اللذان تمت نسبتهما لما وصفه بعباد الملأ الأعلى الذي زعم أنه المجلس الاستشاري للملائكة المتحدثين حسب اعتقاده في جل النصوص القرآنية التي وردت بصيغة الجمع استنادا على بعض النصوص
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) سورة مريم
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) سورة الصافات
ليخرجنا بتقسيمة مفادها أن جميع البشر هم عباد الله سواء كانوا مؤمنين أو كفار وهذا صحيح...لكن لا يرقى من عباد الله لمرتبة عباد جبريل إلا من آمن بشريعة جبريل المتمثلة في الرسائل السماوية التي أنزلها كالتوراة والإنجيل والقرآن ولا يرقى من عباد الله وجبريل لمرتبة عباد الملأ الأعلى إلا الأنبياء !
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) سورة ص
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) سورة ص
وبالتالي من يرفض عبادة جبريل والملأ الأعلى فإنه يضع نفسه في نفس مرتبة الكفار والقتلة والمجرمين !
ورغم التعارض الواضح بين هذه القراءة وصريح النصوص وحتمية وجود عباد غير مؤمنين في ظل تخصيص الخطاب للمؤمنين من عباد الرب المتحدث في النصوص
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ (31) سورة إِبراهيم
وعباد غير صالحين في ظل تخصيص الخطاب للعباد الصالحين
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) سورة الأنبياء
إلا أن إصرار صاحب البحث عن على فكرته دفعه للزعم بأن مفهوم الصلاح هو إفهام الناس حقيقة الشريعة وليس فقط العمل بها الذي قام باختزاله في العبادة التي أصبحت لا تكفي حسب هذه القراءة للصلاح ولوراثة الأرض ! لكن كيف السبيل لنسب العبودية لجبريل في مثل قول
اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سورة سبأ
الذي وصف فيه الرب المتحدث عبدة إبليس الغير شاكرين
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) سورة يس
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) سورة الأَعراف 
 بمصطلح عبادي ؟
ونفس الملاحظة مع من وصفهم بعباد الملأ الأعلى الذين لا حاجة لذكر إيمانهم
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) سورة الصافات
وتقواهم
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) سورة مريم
لو كان المقصود بمصطلح عبادنا الأنبياء المتقين المؤمنين الذين لا يوجد منهم مقتصدون فما بالك بالظالمين ؟
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) سورة فاطر
وانطلاقا من هذه القراءة الخاطئة تم نفي نبوءة النبي زكريا
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (58) سورة مريم
والزعم بوجود أنواع من النبوءة والرسالة لتثبيت فكرة لا أساس لها...وعندما وصل الأمر للنبي محمد الذي خوطب بالصيغ الثلاثة زعم أنه كان عبدا لجبريل ملتزما بأفضل شريعة ممكنة في زمانه حتى قبل بعثته المباركة ليفسر وصفه بعبارة عبده عند لقائه الأول مع الرب
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) سورة النجم
رغم تأكيد القرآن على انتماءه قبل البعثة للأميين الضالين
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) سورة الجمعة
الغافلين 
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) سورة يس
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف
وليس لمسلمي أهل الكتاب الملتزمين بالشريعة الإلهية
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) سورة القصص
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) سورة يونس
والأغرب من ذلك أنه استشهد بنفس النص الذي لم يكتفي بنفي التزام محمد قبل البعثة بالشريعة المسطورة في الكتاب بل قام بنفي حتى إيمانه...ليدعي نبوءته حتى قبل بعثته بالرسالة استنادا على ذكر مصطلح عبادنا الذي يشير في حقيقة الأمر إلى كل عبد مهتدي بالقرآن وليس فقط للنبي محمد 
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) سورة الشورى
ففي مثل هذه الأبحاث يتم التركيز على اختلاف وتنوع صيغ الخطاب القرآني لإقناع الناس باختلافها في المعنى أيضا بوضع معايير لا أساس لها لخدمة الفكرة المبتغاة مسبقا كما هو الشأن قولي
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) سورة ق
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) سورة آل عمران
الذي زعم عدم حديثهما عن نفس الرب بحجة ورود حرف أن الذي يفيد عدم تدخل الله في مسألة تعذيب الكفار ! عكس الرب في سياق سورة ق الذي أمر بإلقائهم في نار جهنم
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) سورة ق
حيث تحدى صاحب البحث بالإتيان بما يدرك مسبقا بعدم وجوده وبنص يقول...ما الله بظلام للعبيد بدل وأن الله بظلام للعبيد...لكن ما لم يدركه أن لا حاجة أصلا للإتيان بطلبه التعجيزي في ظل بيان هوية الرب الذي يرد إليه علم الساعة من سياق نفس النصوص التي استشهد بها على ربوبية جبريل
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ (47) سورة فصلت
لشهادة نصوص أخرى على أنه الله المنفرد بعلم الساعة
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) سورة الأحزاب
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) سورة الأَعراف
ونفس الأسلوب يتكرر في جل قراءاته ليقنع المشاهد باختلاف مدة اليوم عند الرب
وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) سورة الحج
عن مدة اليوم عند الله
مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) سورة المعارج 
رغم عدم حديث سياق سورة المعارج من الأساس عن مدة اليوم عند الله بل عن مدة عروج الملائكة إلى الله المدة التي تختلف حسب طبيعة المخلوقات والأشياء
اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) سورة السجدة
ورغم بيان أن الرب المقصود في الجزء الذي لم يعرضه من الآية هو الله الذي يعد اليوم عنده أي في عذاب جهنم التي يستعجل بها المجرمون كألف سنة في الأرض
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) سورة الحج
ونفس الأسلوب يتكرر مع ما وصفه بوجه الرب جبريل المقابل لهلاك من في الأرض فقط
وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) سورة الرحمن
عكس وجه الله المقابل لهلاك من السماوات والأرض
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) سورة القصص
دون أن بتلفت هنا أيضا إلى حقيقة أن الرب المقصود في السورة المخصصة للرحمن والتي تحمل اسمه هو الرحمن وليس جبريل ؟! 
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) سورة الرحمن
وأن عدم ذكر فناء من في السماوات مقابل وجه الرحمن لا ينفي الأمر وإنما يدخل في إطار تنوع الخطاب القرآني والأمثلة المضروبة في نصوصه كما يتجلى في حالات مشابهة
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) سورة الشورى
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) سورة العنْكبوت
دون أن يعني ذلك إعجاز الكفار لله في السماء في النص الأول بحجة عدم ذكر الأرض ! لكن للأسف هناك من يستغل هذا التنوع للحياد عن المعنى الحقيقي للنصوص وإيهام الناس بوجود رب معبود غير الله تعالى كما فعل صاحب البحث مع المثالين المضروبين لوصف كلمات الله حيث اعتبر ذكر بحر واحد ومثله مقارنة بكلمات الرب
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) سورة الكهف
دليلا على محدودية قدرات الرب مقارنة بقدرات الله التي قورنت كلماته بالبحر ومعه سبعة أبحر
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) سورة لقمان
 طبعا لو اعتمدنا نفس المنطق فسيفهم مثل هذا القول
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) سورة هود
على قدرة البشر على الإتيان بأقل من عشر سور من القرآن وعن تنزيل قرآن ثاني لا يمكن الإتيان بسورة واحدة منه !
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) سورة يونس
كما زعم أن كلمات الرب تنفد
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي (109) سورة الكهف
عكس كلمات الله التي لا تنفد 
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ (27) سورة لقمان
وهنا تكمن خطورة مثل هذه القراءات التي قد يضل ظاهرها ويوحي بصحة وحجية الطرح في بعض الحالات لمن ليس لديه الاطلاع الكافي على مختلف نصوص القرآن...رغم عدم نفي النص الأخير لإمكانية نفاد كلمات الله في حقيقة الأمر ولا تأكيد النص الأول على إمكانية نفادها بل مجرد تنوع في التعبير عن غزارة كلمات الله مقارنة بخليقته ونستطيع تشبيه قول قبل أن تنفد كلمات ربي بقول
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ (117) سورة المؤمنون
التي قد يوحي ظاهره بجواز عبادة آلهة أخرى في حالة وجود برهان على ألوهيتها وبالتالي إمكانية وجود هذا البرهان لعدم نفي وجوده في سياق الآية...لكن المطلع على باقي نصوص القرآن سيدرك استحالة الإتيان به لعدم وجود هذه الآلهة على أرض الواقع
ثم انتقل صاحب البحث لأحد اخطر أوجه من وصفه بعبادة جبريل والمتمثلة في استجابته لجزء من دعاء البشر استنادا للنصوص التي أمرت بدعاء الرب دون الانتباه إلى إيحاء سياق نفس النصوص التي استشهد بها والذي لم يظهره للمشاهدين على أنه الله العزيز الحكيم
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) سورة غافر
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) سورة الأَعراف
ليسقط في الشرك الأعظم المنهى عنه قرآنيا
ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) سورة الحج
حيث زعم استجابة جبريل للدعاء في حالة واحدة فقط وهي أن يكون الدعاء لنصرة دين الله ضد من يمنع نشره ويضطهد أتباعه وأن لا يكون من أجل مصالح دنيوية بناء على دعوة الأنبياء المضطهدين على ما وصفه بالرب جبريل
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) سورة القمر
ولكثرة النصوص التي ذكر فيها دعاء الرب فقد حاول أن يسقط عليها نفس مفهوم الاضطهاد العقائدي كقول 
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) سورة الروم
حيث زعم بدون أدنى دليل أن الضر هو الاضطهاد العقائدي وليس الضر بصفة عامة وأن الرحمة هي الرسائل السماوية أو بيان الكتاب وليس الاستجابة لدعائهم وكشف الضر وأن الشرك هو رفضهم لهذه الرسالة وتشبثهم بشرائع البشر وليس الشرك بالله ودعاء آلهة أخرى من دونه...رغم حديث الآية في حقيقة الأمر عن حال مشركي البعثة الذين لم يكونوا مؤمنين بربوبية جبريل من الأساس كما سبق التوضيح في الجزء السابق والذين كانوا يدعون الله وحده في حالات الخوف ثم يعودون لدعاء شركائهم عند الاستجابة لدعائهم كما سيتجلى بوضوح في سياقات أخرى أكثر تفصيلا
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) سورة العنْكبوت
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) سورة الأَنعام
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (23) سورة يونس
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) سورة الإسراء
ولا علاقة للأمر بالاضطهاد الديني ولا بجبريل لأن مشكلة مثل هذه الأبحاث هي عدم أخذها بعين الاعتبار سياق الأحداث المرتبطة بالنصوص ولا هوية الأقوام المخاطبة فيها فبمجرد أن يقرأ قول
إِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) سورة الزمر
حتى يقوم بتعميمه على كافة البشر في كل زمان ومكان ويدعي أن المقصود به جحود الإنسان بالملأ الأعلى الذي عرفه بمجلس الملائكة بعد استجابتهم لدعائه
 دون أن يدرك أن الإنسان المقصود في نص الآية هم مشركين البعثة كما يتضح في سياق نفس السورة 
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) سورة الزمر
والذين كانت جريمتهم الحقيقية للمفارقة هي عبادة الملائكة بالذات
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ (20) سورة الزخرف 
ودعائهم
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) سورة الأَعراف
وأن العكس هو الصحيح وأنهم كانوا يدعون الله وحده لحظة الضر
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ (67) سورة الإسراء
ليعدوا إلى عبادة الملائكة عند الاستجابة لهم
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) سورة العنْكبوت
العبادة التي سيتبرأ منها الملائكة يوم القيامة مؤكدين أن كل من يدعي عبادتهم فهو يعبد شياطين الجن في حقيقية الأمر 
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) سورة سبأ
ونفس القراءة الخاطئة كررها في جل النصوص التي استشهد بها...النصوص تخاطب بوضوح مشركي قوم محمد من عبدة من وصفهم بالملأ الأعلى وتأكد استجابة الله تعالى لكل كرب وتلومهم على دعوة الملائكة بدله في ساعة الفرج
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) سورة الأَنعام
لكن صاحب البحث عكس الآية وجعلها تدعو لعدم دعاء الله إلا في حالات معينة منها حالات الخوف الشديد ودعاء جبريل والملائكة في باقي الأمور تماما مثلما كان يفعل مجرمي قوم محمد 
بحجة أننا نقل أدبنا مع الله عندما ندعوه مباشرة لأمورنا الدنيوية التي لا تليق بجلاله وأن علينا دعوة جبريل أو الملائكة الوسطاء لتحقيقها تماما مثلما كان يفعل قوم الرسول
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) سورة الزمر
والأعجب من ذلك أنه زعم تدخل الله في البحر بالذات أكثر من غيره بدل الالتفات للاحتمال الأكثر قربا للواقع والنصوص وأن السبب الحقيقي لربط الضر وخطر الموت بالبحر هو مخاطبة القرآن لمجتمع من البحارة في المقام الأول
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) سورة النحل
لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد بل قام بحصر صيغة دعاء الله في قول الحمد لله رب العالمين بناء على قول
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) سورة غافر
رغم ثبوت جواز دعائه بغيره
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) سورة يونس 
كأن مشركي البعثة الأميين الوثنيين الذين وصفوا في القرآن بالذين لا يعلمون كانوا يدعون الله بنفس الصيغة المذكورة في القرآن عندما كان يستجيب لهم وينجيهم إلى البر ؟
كما زعم وجود اسمين فقط لله هما الله والرحمن رغم تأكيد القرآن على العكس بحجة أن صيغة لله أو له لا تشير لأسماء الله بل إلى الأسماء التي تعود له بشكل غير مباشر ! لكن المعضلة هنا أنه لم يلاحظ تصنيف اسم الله مع الأسماء الحسنى التي وصفت بأنها له في سورة الحشر ؟
هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سورة الحشر
هكذا يتم تعقيد أبسط وأوضح الحقائق القرآنية باختلاق قواعد ما أنزل الله بها من سلطان للترويج لحقائق لا تمت بصلة لواقع النصوص كقول
قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (110) سورة الإسراء
الذي يشير ظاهره بكل وضوح إلى المعنى الآتي...سواء دعوتم الله أو دعوتم الرحمن فكلاهما من أسماء الله الحسنى...بمعنى أن الأسماء الحسنى في السياق تعود على الله والرحمن كون الأسماء المعرفة في لغة القرآن لا تشير بالضرورة إلى العموم كما سبق التوضيح في أكثر من مناسبة بل إلى هوية الأسماء أو الأشياء الواردة في السياق....لكن صاحب البحث كان له رأي آخر حيث زعم أن المقصود بالأسماء الحسنى ما وصفه بالأسماء الغير المباشرة لله من دون الله والرحمن ليصير المعنى كالآتي...سواء دعوتم الله أو دعوتم الرحمن فله الأسماء الغير المباشرة ! أما بخصوص سبب ذكر إسمي الله والرحمن بالذات فقد يعود لكثرة تداولهما في المجتمع المخاطب في نصوص القرآن كما يتجلى في النصوص المتحدثة عن قوم محمد الذين كانوا لا يدرون على ما يبدو من أسماء الله سوى الله
وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا (4) سورة الكهف
والرحمن
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) سورة الأنبياء
وحتى يقنع الناس بصحة ومصداقية الطرح قام بعرض نسخ من المخطوطات القديمة ادعى ذكرها للفظ إسميه
وليس لفظ أسمائه 
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأَعراف
لكن ما لم يخبر به الناس أن ألف المد كانت قليلة الاستعمال في النسخة الغير مشكلة من القرآن وأنها لم تضف في العديد من الكلمات إلا بعد إضافة التشكيل في المصاحف حيث كانت تكتب كلمات مثل ملائكة إسماعيل جاهلين حجارة كالآتي ملئكة اسمعيل جهلين حجرة وبالتالي فلا عجب أن يكتب لفظ اسمئه بدون ألف مد
وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (180) سورة الأَعراف
القول الذي يشير بكل وضوح من خلال سياق وظاهر النص إلى أسماء الله بصيغة الجمع وليس...ولله الأسماء الغير مباشرة فادعوه بها وذروا الذي يلحدون في إسميه المباشرين ! فبأي منطق يتتم مقارنة الإلحاد في إسمي الله المباشرين بدعائه بأسمائه الغير مباشرة ؟ فلا غرابة بعد ذلك أن يتم الزعم بأن أسماء الله في قول
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) سورة الأَعراف
هي هدف الدعاء وليس وسيلة للوصول إليه بحجة ارتباط الدعاء بحرف الجر في بعض المواضع
يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) سورة ص
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) سورة الإسراء
كأنه لا يوجد شيء في القرآن اسمه تنوع دلالات اللفظ وتنوع الألفاظ للإشارة إلى نفس الدلالة تقريبا
 وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ (8) سورة الزمر
وبعد أن زعم في ما سبق أن الرب لا يدخل الناس للنار إلا من خلال الحكم بعدل الله عاد ليدعي تنجية الله للناس من عذاب الرب المبني على العمل بعدله ! من خلال قراءته لقول
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) سورة الطور
ليسقط في قمة التناقض...لأنه إن كان حكم الرب المبني على عدل الله قد أسفر على دخلوهم للنار فلا يحق لله أن ينقذهم منها وإلا سيصير ظالما ومناقضا لحكمه وإن كان تدخله بهدف إحلال العدل فإن ذلك يعني ظلم حكم الرب المبني على عدل الله ! لكن ما لم يظهره للمشاهدين هو ذكر نفس السياق لتنجية الرب لهم قبل ذكر تنجية الله
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) سورة الطور
وهو ما يثب بما لا يدع مجالا للشك وجود رب واحد للعالمين هو الله العزيز الحكيم والذي ينسب له العذاب في جميع الأحوال
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ (40) سورة الأَنعام 
وتبقى المشكلة الكبرى في مثل هذه الأبحاث أنها في سبيل نقد الموروث تدعو الناس لما هو أسوء منه الموروث يدعو لاتباع كتب دون كتاب الله وصاحب البحث يدعو لاتخاذ أرباب دون الله...الموروث يدعي عدم بيان
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) سورة الشعراء
وتيسير كتاب الله
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
وأنه يحتاج للشرح والتوضيح وصاحب البحث يدعي أسوء من ذلك بجعله للقرآن كتابا مشفرا لم يستطع أحد فك شفرته طيلة القرون الماضية حتى فكها باكتشافه لمعاني فواتح السور
والذي كرر نفس خطأ الأولين باعتبارها ووصفها بالحروف المقطعة رغم كتابتها بشكل متصل على شكل كلمات
حم (1) عسق (2) سورة الشورى
وليس بشكل منفصل ومتقطع
ح م ع س ق
والتي زعم أنها لغة جبريل التي قام بفك ضغطها في سياق السور التي وردت فيها ليبقى السؤال المطروح هل تحتوي لغة جبريل على نفس حروف لغة البشر كالحاء والميم والعين الخ ؟ ولماذا لم يقم كفار البعثة بالاعتراض على الأمر مثلما فعلوا مع أوجه أخرى من القرآن
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) سورة الفرقان
ويقوم الناس بالسؤال عن الأمر مثلما سألوا عن مختلف الأشياء
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) سورة الإسراء
لو كانت فواتح السور بالفعل عبارة عن حروف مشفرة ومبهمة بالنسبة إليهم ؟ ولتثبيت الفكرة قام باختراع اصطلاح جديد لكلمة كذلك التي زعم دلالتها على ترجمة ما لا يدركه الإنسان من حقائق غيبية إلى صيغة مفهومة للبشر من خلال ما اكتفى به من نصوص
وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة
والتي على الرغم من دلالتها على تبيان الله للناس من خلال لغة البشر
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إِبراهيم
إلا أنه أصر على عدم تبيان كلام الرحمن إلا بعد ترجمته بواسطة جبريل...وعندما اصطدم بمثل هذه النصوص 
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) سورة البقرة
التي تؤكد دلالة لفظ كذلك على التشابه بين الأشياء زعم انتماء قول الذين لا يعلمون لغيب الماضي المجهول للمخاطبين في القرآن وأنه لم يكن نسخة حرفية لقول اليهود والنصارى دون أن يدرك أن المقصود بالذين لا يعلمون هم أنفسهم أميي قوم الرسول محمد
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) سورة الجاثية
وليس من قبلهم من الأمم كما يتجلى بوضوح في تتمة نفس السياق
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) سورة البقرة
كل هذا ليقنع الناس أنه الراسخ في العلم المقصود في قول
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) سورة آل عمران
الذي هداه الله لفك شفيرة القرآن المزعومة وعبادة ما وصفه بالرب جبريل...رغم نفي النص الذي استشهد به علم الراسخين في العلم من الأساس بتأويل القرآن 
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا (7) سورة آل عمران
لأن هناك فرق كبير بين معنى التأويل الذي يشير إلى العلم بحقيقة الأنباء الغيبية المذكورة في القرآن وبين مفهوم البيان
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) سورة الحج
الخلط الذي من المستغرب أن يصدر من باحث منتمي لمدرسة اللاترادف القائمة بالأساس على مبدأ عدم دلالة الألفاظ المختلفة على نفس المعنى...والذي تم التخلي عنه في سبيل إقناع المشاهد أن معنى إحكام الآيات هو تشفيرها وضغطها قبل تفصيلها على لسان جبريل
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) سورة هود
وليس العكس 
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) سورة الحج
ليصير المعنى كالآتي...فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يشفر آياته ؟!
سأكتفي بهذا القدر نظرا لطول السلسلة وكثرة الأفكار المطروحة فيها وأترك ما تبقى للجزء الثالث بحول الله
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
يتبع بإذن الله

تعليقات