مفهوم المحكم والمتشابه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


في غياب أي دليل مادي على حجية ما يسمى بالسنة في كتاب الله لجأ أتباعها إلى تحريف ولي عنق العديد من النصوص القرآنية ليثبتوا دعوة القرآن لإتباعها وبالرغم من حرصهم الشديد على ترسيخ هذه المفاهيم الخاطئة في عقول الناس إلا أنها ستبدوا مكشوفة لمن درس كتاب الله حق الدراسة اللهم إذا إستثنينا نص وحيد في القرآن كله يوحي شيء ما بإتباع كهنوتهم المزعوم حين وجدوا في قوله تعالى 
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (7) سورة آل عمران
حلا و مخرجا لتأكيد القرآن في العديد من نصوصه على بيان و تفصيل آياته 
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (16) سورة الحج
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا (114) سورة الأنعام
حين قاموا بحصر هذه الأخيرة في المحكم من نصوصه الذي تم تفسيره بالنصوص الداعية للتوحيد ونبذ الشرك وآيات البشرى والوعيد والآيات الكونية ألخ وكل ما يبدو واضحا لعموم الناس
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
و نسب كل ما تم لبسه بسنتهم المفترات لحكم المتشابه الذي يستلزم رده لأهل العلم 
 وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا (7) سورة آل عمران
تفسير بن كثير
ومنهم من يقف على قوله تعالى: { والراسخون في العلم } وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول، وقالوا الخطاب بما لا يفهم بعيد، وقد روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذي يعلمون تأويله، وقال مجاهد: والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به، 
رغم أن بعضهم ذهب إلى أنه لا يعلم تأويله إلا الله 
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا (7) سورة آل عمران
تفسير الجلالين
( وما يعلم تأويله ) تفسيره ( إلا الله ) وحده
و هو منطق غريب وعجيب يعبر بالملموس على مدى تخبط وتضارب هذه التفاسير وبعدها عن حقيقة النص القرآني بزعمها جعل الله لكتابه الخاتم الذي جعله حجة على البشر إلى يوم القيامة كتاب لا يفهمه سواه ؟! مما دفع بالبعض إلى إيجاد حل وسط بين وضوح النص الذي يؤكد اقتصار علم تأويل القرآن على منزله وبين دعوة المنطق التي تفرض فهم الناس ولو بشكل متفاوت لكتاب الله
تفسير بن كثير
{ وما يعلم تأويله إلا اللّه } اختلف القراء في الوقف ههنا، فقيل على الجلالة كما تقدم عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال: التفسير على أربعة أنحاء، فتفسير لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه 
و هنا أتساءل ما الحكمة في تنزيل جزء من القرآن لن يفهمه أحد من البشر ؟! كما لا تخفى كارثة حصر فهم جزء من القرآن على العرب فقط وبطبيعة الحال يبقى الجزء الأكبر من المتشابه في حكم ما يفهمه الرسول و أولوا العلم أي بعبارة أدق سلف المذاهب وعندما نتحدث عن سلف المذاهب فإننا نتحدث عن ما يسمى بكتب الفقه و كل ما نسب للرسول وأصحابه الوهميين من أحكام وروايات كاذبة 
للأسف سقط أغلب البحاثين الجدد بما فيهم منكري السنة في نفس الخطأ عندما قاموا بتقسيم القرآن إلى نصوص بينة ميسرة للجميع وأخرى مبهمة لا يمكن فهمها دون عرضها على ما أسموه بالآيات المحكمات و هو منطق سليم وصحيح لو إنطلقنا من منظورنا الحالي للنصوص القرآنية الذي يستحيل معه إدراك معاني بعض النصوص دون العودة لنصوص أخرى أكثر بينا و تفصيلا وهو نفس النهج الذي دعوت إليه للأمانة 
النهج السليم لفهم نصوص القرآن
لكن ما لم يضعه هؤلاء في حسبانهم أن قوم الرسول الذين نزل القرآن بلغتهم الأم وكانوا على دراية تامة بمعنى كل كلمة مذكورة في نصوصه و بحقيقة كل سياق مذكور في طياته لم يكن لديهم أي إشكال في فهم وإدراك أي نص من نصوصه فعلى سبيل المثال هل كان المخاطبون في كتاب الله يجهلون أحداث قصة الغار
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) سورة التوبة
هل كانوا في حاجة مثلنا للعودة لسياقات أخرى لإدراك تفاصيل هذه الحادثة ؟
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) سورة التوبة
بطبيعة الحال لا و هو ما ينفي وجود إبهام وشبهة في بعض النصوص القرآنية بالنسبة لمجتمع البعثة المحمدية 
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (7) سورة آل عمران
  أصلا مصطلح الشبهة كان وليد التفسير والفهم الخاطئ لهذا النص لأننا لو إعتمدنا على مفهوم المتشابه في لغة القرآن الخالصة الذي يشير إلى التشابه بين شيئين مختلفين
 كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) سورة البقرة
فسنجد أنفسنا أمام ثلاث إحتمالات 
إما أن يكون المقصود بالآيات المتشابهات آيات قرآنية تشبه بعضها البعض
تفسير بن كثير
 قال مجاهد: يعني القرآن كله متشابه مثاني، وقال قتادة: الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف، وقال الضحاك: { مثاني } ترديد القول ليفهموا عن ربهم تبارك وتعالى، وقال عبد الرحمن بن زيد: { مثاني } مردَّد، ردد موسى وصالح وهود والأنبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن في أمكنة كثيرة، وقال ابن عباس: { مثاني } أي القرآن يشبه بعضه بعضاً، ويُرَدُّ بعضه على بعض،
كما جاء في تفسير السلف لقول 
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (23) سورة الزمر
الإحتمال الثاني أن يكون المقصود بالتشابه تشابه آيات القرآن بسابقاتها من كتب الله السماوية 
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) سورة الأعلى
ما دام مصطلح الكتاب يشير في بعض السياقات لجميع الكتب السماوية 
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (31) سورة فاطر
و في كلتا الحالتين لا أرى كيف ستكون هذه الآيات فتنة للناس بل على العكس تكرار الشيء مع الحفاظ على تطابقه لا يزيد سوى في بيان صحته وتأكيد مصدره الإلهي 
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) سورة الشعراء 
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
و هنا يمكن فهم هذا القول على وجهان عدم وجود إختلاف بين نصوص القرآن أو بينها وبين نصوص بقية الكتب السماوية
في المقابل هناك إحتمال ثالث أن يكون المقصود بالآيات المتشابهات ما تشابه من القرآن مع غير الكتب السماوية الفرضية التي أخرجها الباحثون من حساباتهم والتي أراها أقرب للصواب لعدة إعتبارات 
فلنتفكر قليلا لماذا ستكون بعض آيات القرآن فتنة للناس إن لم تكن متشابهة مع نصوص أخرى تدعو للكفر و التكذيب 
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ (7) سورة آل عمران
فعلى سبيل المثال عندما يجد الإنسان تشابه بين بعض القصص القرآنية و نصوص اليهود والمسيحيين كالمثال المضروب للنبي سليمان في القرآن
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) سورة ص
المطابق لما جاء في نصوص العهد القديم
سفر صاموئيل إصحاح 12
1  فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. 2  وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. 3  وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعاً. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. 4  فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». 5  فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدّاً، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذَلِكَ، 6  وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». 7  فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ 8  وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَلِيلاً كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. 9  لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. 
مع بعض التفاصيل الإضافية التي تزعم إرتكاب داوود للفاحشة مع زوجة الغير
سفر صاموئيل إصحاح 11
2 وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. 3 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟» 4 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
 و قتله العمد لزوجها ولو بشكل غير مباشر ليسرقها منه
سفر صاموئيل إصحاح 11
14  وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15  وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ».
فقد ينتابه الشك بخصوص مصادر القرآن
طبعا من في قلبه مرض سيتبع ما تشابه من القرآن مع هذه القصة المقززة لينسبها لكتاب الله
تفسير الطبري
فَاطَّلَعَ مِنْ الْكُوَّة , فَرَأَى اِمْرَأَة تَغْتَسِل , فَنَزَلَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمِحْرَاب , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَتْهُ , فَسَأَلَهَا عَنْ زَوْجهَا وَعَنْ شَأْنهَا , فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ زَوْجهَا غَائِب , فَكَتَبَ إِلَى أَمِير تِلْكَ السَّرِيَّة أَنْ يُؤَمِّرهُ عَلَى السَّرَايَا لِيَهْلِك زَوْجهَا ,
و الأمثلة كثيرة على مثل هذه التفاسير والروايات التي يلقبها البعض بالإسرائيليات والتي صارت مع مرور الوقت وتطور العلم حجة على القرآن جاعلة إياه في مصاف الكتب المتعارضة مع العلم رغم براءته من مثل هذه الأخطاء
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (1) سورة النساء
تفسير بن كثير
{ وخلق منها زوجها } وهي حواء عليها السلام، خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليه وأنست إليه.
سفر التكوين إصحاح 2
21 فَاوْقَعَ الرَّبُّ الالَهُ سُبَاتا عَلَى ادَمَ فَنَامَ فَاخَذَ وَاحِدَةً مِنْ اضْلاعِهِ وَمَلَا مَكَانَهَا لَحْما. 22 وَبَنَى الرَّبُّ الالَهُ الضِّلْعَ الَّتِي اخَذَهَا مِنْ ادَمَ امْرَاةً وَاحْضَرَهَا الَى ادَمَ. 23 فَقَالَ ادَمُ: «هَذِهِ الْانَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَاةً لانَّهَا مِنِ امْرِءٍ اخِذَتْ».
و قد كان هذا هو الهدف الأسمى للشيطان عندما كان يلقي في أمنية الأنبياء السابقين
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) سورة الحج
المعلومة القرآنية التي تم تشويهها بزعم السلف بوحي الشيطان لأنبياء الله ! و التي تم التطرق إليها بالتفصيل في مقال
حقيقة إلقاء الشيطان في أمنية الأنبياء
فمعنى إلقاء الشيطان في أمنية الأنبياء هو منعه من تحققها بإيمان جميع الناس
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) سورة القصص
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) سورة يونس
و من أساليبه الفعالة حرصه الدائم على صناعة وحي مزيف وفي نفس الوقت شبيه بوحي الله الحقيقي
 فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (79) سورة البقرة
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) سورة آل عمران
في بعض النقاط لإدخال الشك والريبة في قلوب الناس فيصير هناك نصين متوازيان أحدهما يحمل أحكام الله البينة و الثاني يحمل نفس القصص والأحكام تقريبا لكل بشكل مشوه يفقدها مصداقيتها ويجعلها نقمة للناس
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ (7) سورة آل عمران
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) سورة الحج
فينزل الله في كل مرة كتاب جديد محكم الآيات 
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) سورة هود
ليحكم به آياته وكتبه السابقة بتصديقه لما جاء فيها
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) سورة المائدة بخصوص ما و و لإنهاء الجدل حول ما إختلف فيه بينها وبين كتب الشيطان
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) سورة النحل
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) سورة النمل
 التي لم يؤمن أتباعها إلا بالجزء القرآني المتشابهة مع كتبهم
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ (7) سورة آل عمران
و هنا يتجلى بوضوح مفهوم إتباع المتشابه وإنكار المحكم حيث يقتصر إيمان الكفار على ما تشابه من القرآن مع كتبهم أو معتقداتهم حسب إعتقادهم و ينكرون البقية 
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ (36) سورة الرعد
عكس المؤمنين الحق الذين يؤمنون بكل ما جاء في القرآن 
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) سورة آل عمران
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) سورة الحج
الذي يعد بالنسبة إليهم كتبا كله محكم لبيان ووضوح آياته المطابقة لما جاء في كتبهم السابقة
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) سورة العنكبوت
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) سورة سبأ
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) سورة الإسراء
وفي نفس الوقت كله متشابه لتشابه و تطابق أحكامه و قصصه و وصاياه مع ما جاء في كتبهم
مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) سورة فصلت
التي صارت للأسف مفقودة في زمننا الحالي كما تم التوضيح في مقال
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
مما يصعب مأمورية المؤمن أكثر من أي وقت مضى في تقصي الحقيقية خارج نصوص القرآن 
هناك نوع آخر من المتشابه لا يقل خطورة عن إتباع ما جاء في كتب الشياطين و المتمثل في إستغلال تشابه بعض النصوص القرآنية مع بعض الأحداث لنسب هذه الأخيرة لكتاب الله و لعل أبرز مثال على هذه الظاهرة نبوءة زوال دولة إسرائيل الشهيرة التي صارت على لسان العديد من الباحثين و رجال الدين 
و التي إن تبث خطأها ستصير حجة على كتاب الله بسبب تهور بعض بائعي الأوهام وهذا ما يسمى بمحاولة تأويل نصوص القرآن الذي أشار إليه الرحمن في قوله تعالى
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ (7) سورة آل عمران
بمعنى محاولة إدراك حقيقة بعض الأحداث قبل وقوعها كما سبق التوضيح في مقال 
التأويل ليس هو التفسير
الذي تم التطرق فيه بالتفصيل للمعنى الحقيقي للتأويل
و قد ذم الله تعالى هذا التصرف لإعتماده الظن الذي لا يغني من الحق شيئا في غياب المعطيات العلمية الكاملة
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا (7) سورة آل عمران
من بين الأمثلة السلبية لإتباع المتشابه ربط بعض الأحداث عند وقوعها ببعض النصوص القرآنية لإعطائها شرعية دينية 
و تصوير الإجرام على أنه نصر وتحقيق لنبوءة ربانية مما يسيء لدين الله بطبيعة الحال و يصرف عنه العديد من الناس 
فبإختصار المتشابه هو كل ما تشابه مع محتوى القرآن والذي يجب توخي الحذر في التعامل معه والمحكم هو كل حقيقة قرآنية ثابتة فندعوا الله أن يحكم لنا جميع آيات كتابه العظيم