إشكالية أخذ الغنائم في القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


من أكبر الشبهات التي يطرحها منتقدي الإسلام و القرآن دعوة هذا الأخير في العديد من المواضع إلى أخذ الغنائم من الأعداء الذي يرون فيه دعوة للسرق و النهب وأن لا علاقة لذلك بمبدأ الدفاع عن النفس الذي يقتصر على رد عدوان الظالمين دون الحاجة للسطو على ممتلكاتهم
فما قصة أخذ الغنائم التي ذكرت في عدة مواضع قرآنية ؟ هل يعقل أن يكون النبي محمد مجرد قرصان في ثوب رجل دين كانت غاية حروبه هي جمع الغنائم ونهب الأقوام المجاورة كما يروج أعداء ومنتقدي الإسلام ؟ ألا توجد نصوص قرآنية صريحة توحي أن الغاية من حروب النبي محمد هي أخذ الغنائم ؟
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ (15) سورة الفتح
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) سورة الفتح
بطبيعة الحال من إكتفى بقراءة مثل هذه النصوص سيخلص إلى نفس القناعة التي يروج لها منتقدي الإسلام لكن في بعض الأحيان تكون المظاهر خادعة خصوصا عندما يلجأ البعض لأسلوب الإصطفائية بالإكتفاء ببعض النصوص وتجاهل كل ما يعارض نظرته للأشياء كأمر الله البين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) سورة النساء
نص صريح يحرم قتال الأقوم المسالمة لنهب أموالهم ويذكرهم أنه هذا التصرف الضال كان من عاداتهم السابقة قبل أن يمن الله عليهم بنعمة الإيمان والإسلام
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) سورة آل عمران
وهو ما ينفي بشدة تهمة القرصنة التي ألصقها أعداء الإسلام بالنبي محمد وأتباعه بدون وجه حق ويربط أخذ الغنائم بالأقوم المعتدية فقط
إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91) سورة النساء
لكن مع ذلك يبقى السؤال مطروحا لماذا أعطى القرآن كل هذه الأهمية لغنائم الحروب ؟ فإذا كانت غاية حروب الإسلام هي الدفاع عن النفس والدين فقط وكف العدوان لماذا أخذ غنائم المعتدين ؟
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى (7) سورة الحشر
ولماذا إعطاء الخمس لله ورسوله ؟
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (41) سورة الأنفال
هل الله في حاجة للأموال ؟ وهل هدف الرسول جمع الأموال والإغتناء أم تبليغ وحي الرحمن ؟
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) سورة الأنعام
مشكلة آراء منتقدي الإسلام السطحية أنها ترى بعين واحدة فبما أن القرآن أمر بأخذ غنائم الحروب فإن هدف الدعوة المحمدية كان ماديا دون أن يسألوا أنفسهم ولو للحظة لماذا لا نجد حسا ولا أثر للدعوة إلى أخذ غنائم الكفار المعادين للإسلام قبل إنتقالهم من مرحلة الجدال والتكذيب
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) سورة فصلت
إلى مرحلة الحرب والعدوان ؟
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ  (40) سورة الحج
التي إبتدأت بطرد الرسول 
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13) سورة محمد
والمؤمنين من بلدانهم وبيوتهم
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ (41) سورة النحل
مما خلف حالة من الفقر والحاجة لدى غالبية المؤمنين المهاجرين
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) سورة الحشر
فمن الطبيعي أن يستعيدوا مالهم المسلوب ممن قاموا بنهبه منهم في شكل غنائم وهو ما يفسر تخصيصها في القرآن للفقراء من دون الأغنياء
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُو (7) سورة الحشر
وليس لشخص محمد كما يزعم المبطلون لأن صفة الرسول تشير في حقيقة الأمر إلى حكم النبي محمد برسالة الرحمن
 وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (49) سورة المائدة
 وبالتالي فالمعنى الحقيقي لإتيان الغنائم لله ورسوله هو تسخيرها لحكم الله ورسوله
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) سورة الأحزاب
في الكتاب
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (41) سورة الأنفال
لنجد أنفسنا أمام سؤال آخر أين تذهب البقية ؟ من الأشياء التي يغفل عنها العديد أن الحروب من أكثر الاشياء تكلفة على وجه الأرض وأن مجرد الإعداد لها يتطلب ميزانية كبرى
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) سورة الأنفال
ولو أضفنا على ذلك النفقة على الجنود وإطعام الدواب وعلاج الجرحى وتوقف التجارة ومصادر الرزق ألخ فإن الأمر يحتاج لأموال طائلة ومصدر رزق إضافي عن مساهمة المؤمنين الأغنياء
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (10) سورة الحديد
مما يفسر الأهمية الكبرى التي كانت تكتسيها الغنائم لتغطية حاجيات المؤمنين الحربية المتواصلة مع أعدائهم في حرب لم يشعلوا فتيلها 
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) سورة الحج
ولم يسعوا لإستمرارها
وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا (217) سورة البقرة
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ (64) سورة المائدة
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (61) سورة الأنفال
ومع ذلك يبقى اللوم والخطأ من منظور أعداء الحقيقة على الرسول محمد وأتباعه قطاع الطرق على حد وصفهم !
فكما سبق التوضيح في مقال
سبب كثرة آيات القتال في القرآن
فإن إسهاب القرآن في ذكر نصوص القتال ليس من أجل الدعوة إليه بل لتفصيل قوانين الحرب للمؤمنين ومن بين هذه القوانين مشروعية أخذ الغنائم من الأعداء المعتدين فكما هو الشان في جل الحروب فهناك دائما تعويض مادي يؤدى من الأطراف المعتدية عند الهزيمة كما كان حدث مع ألمانيا وحلفاءها بعد الحرب العالمية الثانية فلا أدري لماذا لم يعتبر ذلك قرصنة أو قطع طريق ؟ مع العلم أن الإسلام الحقيقي المتمثل في القرآن ولا شيء غيره كان السباق في زمانه للنهي عن أخذ الغنائم البشرية بأمره بالمن على أسرى الحروب بإطلاق سراحهم بدون مقابل في حالة عدم فدائهم بأسرى المؤمنين
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) سورة محمد
في زمن كانت في غنائم الحرب البشرية مصدر فخر عند بقية المجتمعات والأديان البشرية المنحرفة بل حتى تلك المنسوبة لدين الرحمن 
سفر التثنية إصحاح 20
10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12 وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 
بل حتى الأمم التي جاءت بعد رسالة القرآن إتبعت نفس النهج بل ونسبت هذه الجريمة الشنعاء لله ورسوله في سيرة وأحاديث العار التي حان الوقت لفضحها والتخلص منها وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام الذي لم يأتي سوى للإصلاح في الأرض ونبذ المظالم وليس العكس
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) سورة آل عمران