قصة آدم بين الأديان الإبراهيمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


خلافا لأغلب أديان ومعتقدات العالم تتميز الأديان المنسوبة للنبي إبراهيم بتبنيها لنفس المعتقد بإيمانها بنفس الإله ونفس القصص والشخصيات تقريبا بغض النظر عن إختلافها في التفاصيل مما يسهل شيئا ما الحوار الديني بين أتباعها مقارنة ببقية الأديان والمعتقدات
عندما نقوم بمقارنة نصوص القرآن الكتاب الرسمي للمؤمنين برسالة النبي محمد وما يسمى بالكتاب المقدس الذي يتبناه اليهود والمسيحيين على حد سواء فإننا نجد عشرات الأحكام المتشابهة والقصص المشتركة التي تشكل أساس الحوار الديني بين الأطراف الثلاثة لكن من النادر أن تجتمع كلمة الفصل والحسم بين الشرائع الثلاثة في نفس القصة
الناس ترى في قصة آدم مجرد قصة من بين عشرات القصص الدينية لكن الحقيقة أنها تختزل في طياتها التصور العام لثوابت ومبادئ الديانات الثلاثة كعقيدة الصلب والفداء التي تعد أساس العقيدة المسيحية المرتبطة بما يسمى بالخطيئة الأصلية لآدم وحواء التي تزعم موت روح الإنسان بسببها بناء على قول
سفر التكوين إصحاح 2
16 وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 17 وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ».
 وحمله لخطيئة أبويه أبا عن جدا وأن الحل الوحيد للخلاص منها هو قبول فداء الله لنفسه بموته المزعوم على الصليب 
فبغض النظر عن عدم منطقية فكرة معاقبة الإنسان وحمله لخطيئة لم يقترفها وعدم عدل معاقبة ملايين البشر الذين عاشوا قبل يسوع الناصري فتبقى المشكلة الأساسية لهذه العقيدة المزيفة أنها بنيت على مغالطة كبرى بتوهم مخترعيها بخطيئة آدم وزوجته عند أكلهما للشجرة
سفر التكوين إصحاح 3
5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
المشكلة هنا أنه لا يمكننا إعتبار أكل آدم وزوجته من الشجرة خطيئة لسبب بسيط أنهما لم يكونا عارفين لمفهوم الخير والشر قبل أكلهما منها وبطبيعة الحال إذا لم تكن هنالك خطيئة تستلزم العقاب والفداء فلا حاجة لنزول الرب ليموت على الصليب 
هناك مشكلة أخرى تفضح المعتقد المسيحي وتؤكد تحريفه للنصوص اليهودية حين زعم أن أجرة الخطيئة في حق الله هي الموت
رومية إصحاح 6
22 وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. 23 لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
وهو ما أضطر خالق السماوات والأرض حسب إعتقادهم للتجسد والموت على الصليب مكان الإنسان لتتوافق رحمته مع عدالته لكن هنا أيضا تخبرنا نصوص سفر التكوين بحقيقة مغايرة كليا وبمعاقبة الإنسان على أكله من الشجرة بطريقة مختلفة لا تستلزم الموت
سفر التكوين إصحاح 3
16 وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17 وَقَالَ لِادَمَ: «لانَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَاتِكَ وَاكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي اوْصَيْتُكَ قَائِلا: لا تَاكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ. 
السؤال المطروح هنا لكل مسيحي عاقل ألا يفترض أن تتوقف آلام الحمل عند النساء اللاتي آمن بصلب وفداء المسيح المزعوم وتتوقف أتعاب العمل اليومي عند الرجال الذين آمنوا بصلب وفداء المسيح المزعوم ؟ ألا يدل ذلك على أبدية عقوبة أكل الشجرة وعدم إلغاءها بفداء المسيح المزعوم ؟
فمهما حاول رجال الدين المسيحيين التلاعب بالنصوص فلن يستطيعوا إخفاء حقيقة عدم موت آدم سواء من الناحية الجسدية أو الروحية مجرد كذبة بريئة من إله اليهود لمنع الإنسان من معرفة الخير والشر
سفر التكوين إصحاح 3
 4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
خشية أن يدفعه علمه الجديد لمعرفة مكان شجرة الخلد 
سفر التكوين إصحاح 3
22  وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَالْانَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَاخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ايْضا وَيَاكُلُ وَيَحْيَا الَى الابَدِ».   
بطبيعة الحال من تحركه دوافع قومية وعاطفية سيغض الطرف عن هذه الحقائق الصارخة ويقبل تبريرات وترقيعات رجال الدين المسيحيين أما من يسعى وراء الحقيقة ويرجو رحمة ربه فسيسارع في ترك هذا الدين البشري ويتأسف على ما أضاع من عمره في الدفاع عليه ليجد نفسه أمام خيارين إما إعتناق اليهودية والبقاء على نفس الرسالة والإكتفاء بالعهد القديم أو الإبحار في نصوص القرآن التي تعطي تصورا مختلفا عن فكرة الإله والعدالة
تبتدئ رواية سفر التكوين بخلق الله للإنسان على صورته كآخر حلقة من الخليقة ليحكم عليها
سفر التكوين إصحاح 1
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ». 
وهو نفس تصور القرآن تقريبا اللهم إذا إستثنينا فكرة خلق الإنسان على صورة وشبه الله 
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) سورة الشورى
سبحانه و تعالى عما يصفون علوا كبيرا
ثم تخبرنا الرواية عن طريقة خلق أول إنسان على وجه البسيطة 
سفر التكوين إصحاح 2
7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً. 
التي أحدثت شرخا كبير بين العلم والدين عندما اكتشف انحدار البشر من سلسلة تطورية حيوانية طويلة عكس القرآن الذي لم يعطي أية تفاصيل عن كيفية خلق آدم بل على العكس لو تأملنا في قول الملائكة المعترض لإستخلاف الإنسان لها على حكم الأرض
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) سورة البقرة
فسيتجلى بوضوح إنحدار آدم من سلالة كانت تسفك الدماء وتفسد في الأرض وهو يؤيد فكرة تطور الأحياء التي تعززها عدة نصوص من أوضحها 
مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) سورة نوح
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) سورة نوح
ثم تروي لنا النسخة اليهودية إسكان الله لآدم في الجنة التي خلافا لما جاء في القرآن فقد تمت الإشارة لشجرتين متميزتين
سفر التكوين إصحاح 2
8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الالَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقا وَوَضَعَ هُنَاكَ ادَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. 9 وَانْبَتَ الرَّبُّ الالَهُ مِنَ الارْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلاكْلِ وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
ونهيه عن أكل شجرة معرفة الخير والشر المسببة للموت حسب ما جاء في هذا النص
سفر التكوين إصحاح 2
16 وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 17 وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ».
من أوجه خرافة هذه القصة أيضا فكرة خلق المرأة من ضلع الرجل في جنة عدن
سفر التكوين إصحاح 2
21 فَاوْقَعَ الرَّبُّ الالَهُ سُبَاتا عَلَى ادَمَ فَنَامَ فَاخَذَ وَاحِدَةً مِنْ اضْلاعِهِ وَمَلَا مَكَانَهَا لَحْما. 22 وَبَنَى الرَّبُّ الالَهُ الضِّلْعَ الَّتِي اخَذَهَا مِنْ ادَمَ امْرَاةً وَاحْضَرَهَا الَى ادَمَ. 23 فَقَالَ ادَمُ: «هَذِهِ الْانَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَاةً لانَّهَا مِنِ امْرِءٍ اخِذَتْ». 
وهو ما يتعارض أيضا مع صريح القرآن الذي أخبر بسكن آدم وزوجه للجنة معا في نفس الوقت
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا (35) سورة البقرة
وشمول خطاب النهي الإلهي لهما معا 
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) سورة البقرة
من أوجه الإختلاف أيضا بين القصتين إخبار الله تعالى لآدم في القرآن بأن عاقبة الأكل من الشجرة هو الخروج من الجنة
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) سورة طه
عكس سفر التكوين الذي زعم بموت آدم في حالة أكله من الشجرة حسب القول المنسوب لله في نصوصه كما سبقت الإشارة
وهنا يدخل إبليس المشهد وعندما نتحدث عن الشيطان فإننا نتحدث عن القرآن بالخصوص الذي أشار إليه بشكل صريح
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) سورة طه
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) سورة الأعراف 
أما نصوص سفر التكوين فلم تذكر لنا سوى حيوان الحية الذي لا يوجد أي دليل على أنه إبليس
سفر التكوين إصحاح 3
1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ احْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الالَهُ
ليبقى أهم سؤال هنا من الصادق الله أم الشطيان ؟ في القرآن أخبر الله تعالى آدم أنه في حالة إستجابته للشيطان وأكله من الشجرة سيخرج من الجنة وهذا ما حدث بالفعل 
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا (27) سورة الأعراف
في المقابل كان وعد الشيطان لآدم بالملك و الخلد مجرد كذب لإغواءه و دفعه لمعصية الرحمن
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) سورة طه
و هي نفس طريقته مع بني آدم
 وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ (22) سورة إبراهيم
لكن في سفر التكوين تم قلب الأمور رأسا على عقب حين تم تصوير الله كالأب المخادع الذي يلجئ للكذب على أبناءه بتهديدهم من بعبع الموت ليخفي عليهم حقيقة معينة
سفر التكوين إصحاح 3
وَكَانَتِ الْحَيَّةُ احْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الالَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْاةِ: «احَقّا قَالَ اللهُ لا تَاكُلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2 فَقَالَتِ الْمَرْاةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَاكُلُ 3 وَامَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لا تَاكُلا مِنْهُ وَلا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
عكس الشيطان الذي كان صادقا في كل كلمة قالها إبتداء بكشفه لكذبة عدم موت آدم عند أكله من الشجرة
سفر التكوين إصحاح 3
6 فَرَاتِ الْمَرْاةُ انَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلاكْلِ وَانَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَانَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَاخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَاكَلَتْ وَاعْطَتْ رَجُلَهَا ايْضا مَعَهَا فَاكَلَ. 7 فَانْفَتَحَتْ اعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا انَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا اوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لانْفُسِهِمَا مَازِرَ.
وعدم رغبة الله في معرفتهما للحقيقة 
سفر التكوين إصحاح 3
22  وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْانَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَاخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ايْضا وَيَاكُلُ وَيَحْيَا الَى الابَدِ».   
لكن تبقى المصيبة الأكبر هي إمتداد هذه القصص لتمس حتى نصوص القرآن التي تبقى نفس نصوص التوراة الأصلية حين زعمت أن عدم رغبة الله في معرفة الإنسان للخير والشر يعود لخوفه من إكتشاف الإنسان لشجرة الخلد وهو ما يؤيد قول الشيطان 
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) سورة طه
لأن أكله من شجرة معرفة الخير والشر سيدفعه حتما لإكتشاف وأكل شجرة الخلد فكيف كانت ردة فعل الإله العادل يا ترى
سفر التكوين إصحاح 3
14 فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْحَيَّةِ: «لانَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ انْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَابا تَاكُلِينَ كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكِ
فإذا كان من الممكن تقبل عقاب الحية بغض النظر عن خرافة هذا العقاب ومخالفته الصريحة للعقل والمنطق والعلم وعدم عدالة معاقبة جنس برمته بسبب تصرف فرد واحد مما يوحي مرة أخرى بان المقصود ليس إبليس ففي المقابل لا يمكن تقبل عقاب الله لآدم وزوجته 
سفر التكوين إصحاح 3
16 وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17 وَقَالَ لِادَمَ: «لانَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَاتِكَ وَاكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي اوْصَيْتُكَ قَائِلا: لا تَاكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ. 
على ذنب اقترفاه دون معرفتهما للخير والشر اللذان لم يكتسباهما إلا  بعد أكلهما من الشجرة !
ثم جاء قرار الطرد من الجنة لا لشيء سوى خوف الإله من إكتشاف الإنسان لشجرة الخلد مما اضطره لجعل حراسة على الشجرة 
24  فَطَرَدَ الانْسَانَ وَاقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.
فخلاصة القول في قصة آدم اليهودية أن الله خلق الإنسان عبارة عبد آلي مطيع لا يستطيع تمييز الخير والشر دوره الوحيد خدمة جنة الله المفضلة 
سفر التكوين إصحاح 2
5 كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الارْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لانَّ الرَّبَّ الالَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ امْطَرَ عَلَى الارْضِ وَلا كَانَ انْسَانٌ لِيَعْمَلَ الارْضَ. 6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الارْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الارْضِ.7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً.  
ولما عصى خالقه وأكل من الشجرة التي نهاه عنها وصارت له إرادة وقدرة على التمييز خشي الإله من أكل الإنسان لشجرة الخلد وأن يصير بنفس صفات و قدرات إلهه أو بالأحرى آلهته ؟!
سفر التكوين إصحاح 3
22  وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَالْانَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَاخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ايْضا وَيَاكُلُ وَيَحْيَا الَى الابَدِ».   
نص شيطاني هدفه الأساسي تمجيد وتبرئة إبليس و تجاهل كل ما قام به من جرائم بداية من عصيانه لله ورفضه للسجود لآدم لدوافع عنصرية 
ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) سورة الأعراف
الذي نتجت عنه بقية الأحداث بدل ذلك تم تصوير الشيطان كمنقذ للبشرية بفتحه لأعينها عن إستغلال وإستعباد الإله الظالم لها بالإضافة للعديد من الآثار الشيطانية التي دست لتوحي للناس بإقتباس ما نسب للنبي موسى من كتاب من أساطير الوثنيين المتعددي الآلهة وبالأخص أساطير بلاد الرافدين فكل من قرأ عبارة الإنسان صار كواحد منا سيخلص أن الخطاب كان موجها لآلهة غير الإله المتحدث في بقية النصوص وأنه لو أراد التحدث عن نفسه بصيغة الجمع لقال الإنسان صار مثلنا وسنجد العديد من النصوص المماثلة
مزمور 82
1 مَزْمُورٌ لآسَافَ اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي. 2 حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْراً وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3 اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4 نَجُّوا الْمَِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. 5 لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6 أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7 لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ. 
سفر التكوين إصحاح 6
1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَا النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الارْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 انَّ ابْنَاءَ اللهِ رَاوا بَنَاتِ النَّاسِ انَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لانْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 
و هو ما يفسر الصفات البشرية المنسوبة لله في العهد القديم التي لا نجدها إلا لدى آلهة الوثنية كالكذب والخوف و الندم 
سفر التكوين إصحاح 6
5 وَرَاى الرَّبُّ انَّ شَرَّ الانْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الارْضِ وَانَّ كُلَّ تَصَوُّرِ افْكَارِ قَلْبِهِ انَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «امْحُو عَنْ وَجْهِ الارْضِ الانْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الانْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لانِّي حَزِنْتُ انِّي عَمِلْتُهُمْ». 8 وَامَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ اتَتْ امَامِي لانَّ الارْضَ امْتَلَاتْ ظُلْما مِنْهُمْ. فَهَا انَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الارْضِ. 17 فَهَا انَا اتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الارْضِ لِاهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الارْضِ يَمُوتُ. 18 وَلَكِنْ اقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ انْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَاتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 
الفكرة المقتبسة من ندم آلهة بلاد الرافضيين على خلقها للإنسان ولجوءها للطوفان لمحوه من على وجه الأرض و تنجيتها لزيوسودرا و عائلته لتكوين جيل جديد من البشر
الذين لم يخلقوا في الأصل إلا لخدمتها و إراحة الآلهة 
إنوما إليش
اللوح السادس فلما انتهى مردوخ من سماع حديث الآلهة حفزه قلبه لخلق مبدع فأسرّ لايا بما يعتمل في نفسه وأطلعه على ما عقد عليه العزم: "سأخلق دماءً وعظاما منها سأشكل "لالو" وسيكون اسمه الإنسان نعم، سوف أخلق لالو الإنسان وسنفرض عليه خدمة الآلهة، فيخلدون للراحة ثمّ أعمد إلى تنظيم أمور الآلهة كلهم عظيم ، 
والغريب أننا نجد في الإصحاح الأول من سفر التكوين 
سفر التكوين إصحاح 1 
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. 31 وَرَاى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَاذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما سَادِسا.
ذكر لخلق الإنسان كفصيلة مكونة من عدة أفراد مثل الرواية البابلية على صورة وشبه الله أحد التفاصيل المذكورة أيضا في قصص بلاد الرافدين في اليوم السادس من الخلق قبل إستراحته المزعومة في اليوم السابع
سفر التكوين إصحاح 2
2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.
ليعود ويخلق آدم بشكل منفرد لاحقا كأول إنسان مما يوحي بدمج روايتين مختلفتين لقصة الخلق في نفس النصوص 
فإنطلاقا من هذه النصوص التي تلمح بإمكانية أن يصير الإنسان مثل الآلهة وأن الفرق الوحيد بينه وبينها هو المعرفة والقدرة على الخلود
سفر التكوين إصحاح 3

22  وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَالْانَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَاخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ايْضا وَيَاكُلُ وَيَحْيَا الَى الابَدِ».   
بدأ الترويج لنظريات تزعم خلق الإنسان بواسطة مخلوقات فضائية لخمدتها فلما صارت له إرادة و تمرد عليها تم طرده من جنتها الأرضية ومحاولة إبادته بواسطة الطوفان وأن من هذه الأحداث إنبثقت جميع الديانات الإبراهيمية 
وبالأخص عندما يتم إيهام الناس بإقتباس القرآن من العهد القديم رغم الإختلاف الشاسع بينهما في جميع جوانب القصة فبسبب مثل هذه القصص ألحد أغلب اليهود و المسيحيين في المجتمعات الغربية وعوض توضيح النسخة الحقيقية من هذه القصص في كتاب الله الحقيقي يأبى شيوخ المذاهب إلا أن ينسبوا نفس هذه القصص السخيفة لدين الله وكتابه العظيم
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: خلق الله آدم في صورته وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن 
صحيح البخاري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء