أكذوبة ظلم الإسلام للمرأة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


تعد أسطوانة ظلم الإسلام للمرأة التي لا يسأم أعداء ومنتقدي الإسلام من ترديدها من المواضيع المفضلة لكل من يسعى للطعن والتشكيك في رسالة النبي محمد لكثرة النصوص الدينية المؤيدة لهذه التهمة الشنيعة وقد نجحوا للأسف بشكل كبير في ترسيخ هذه المغالطة الكبرى في أدهان أغلب الغير مسلمين وحتى بعض المسلمين
وعندما أصف تهمة ظلم الإسلام للمرأة بالمغالطة الكبرى فليس من باب التكذيب العاطفي بل بناء على معطيات صريحة في نصوص القرآن أولها وضعية المرأة وحقوقها في مجتمع البعثة المحمدية ونظرة المجتمع لها آنذاك الذي كان يعتبرها أقل من الحيوان
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) سورة النحل
فلكي يصح إتهام ظلم الرسالة المحمدية للمرأة فيستلزم أن تسلبها هذه الأخيرة حقوق وامتيازات كانت متوفرة لها من قبل أما أن يتم اعتبار ما جاء به القرآن من أحكام يصب جلها في صالح المرأة مقارنة بقوانين وأعراف المجتمع قبل نزوله ظلما للنساء فهذا هو أم الكذب والتدليس فأضعف الإيمان أن يتهم الإسلام بعدم إنصاف المرأة وليس بظلمها لو إنطلقنا من منظور البعض الذي يبقى هدفهم الوحيد هو إثبات تمييز وعنصرية تعاليم الإسلام إتجاه المرأة لكن ما لم يستوعبه هؤلاء برؤيتهم السطحية للاشياء أن معيار التفضيل الحقيقي عند الله تعالى لا يمت بصلة للإمتيازات الدنياوية التي فضلها بها الرجال على النساء حسب إعتقادهم
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) سورة النساء
والتي لا تقتصر على التفضيل بين الرجال والنساء بل تشمل عدة شرائح من المجتمع
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) سورة النحل
بل بالتقوى والعمل الصالح الذي لا يميز جنس 
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
أو نسب
قَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) سورة الزخرف
 أو الوضعية الإجتماعية لأصحابه
 قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) سورة الشعراء
وتبقى أهم ميزة في النصوص القرآنية عدم تمييزها بين جنسي الذكر والأنثى إلا بالأعمال
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ (195) سورة آل عمران
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) سورة النساء
عكس بقية النصوص الدينية والتي للمفارقة نجد أشدها إنتقاصا وإحتقارا لجنس الأنثى عند من يتهمون الإسلام ليل نهار باحتقارها
كورونثوس 1 إصحاح 11
3 وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4 كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6 إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.  
أو تلك المنتسبة للإسلام المهينة الأنثى والتي تعد السبب الرئيسي لمشكلة الإسلام مع المرأة والتي وصلت لدرجة شيطنة الأنثى كجنس
صحيح مسلم
إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ
صحيح البخاري
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ
صحيح مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ 
صحيح البخاري
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ
وبالتالي حتى لو افترضنا وجود مشكلة للقرآن مع المرأة فإنها ليست مشكلة عنصرية تستهدف الإنتقاص منها كجنس بل على العكس
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) سورة النحل
وتبقى مشكلة من يتهمون الإسلام بظلم المرأة وهضم حقوقها أنهم يحاسبون ظاهر الأحكام القرآنية التي نزلت لمعالجة مجتمع بدائي مريض بعيون وقوانين مجتمع القرن 21 التي لم يصل إليها الإنسان إلا بعد قرون من الصراع المرير وبالتالي فمن غير المنصف ومن غير المنطقي أن نطالب القرآن بتغيير نمط عيش ترسخ لآلاف السنين في ظرف جيل واحد أصلا المرأة لم تكن مهيئة حينها للمساواة وتحمل نفس مسؤولية الرجل الذي كان مسؤولا على النفقة 
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34) سورة النساء
وكأبرز مثال مشكلة كفل يتامى الأرامل اللاتي لم يكن لديهن حل سوى قبول التعددية لحماية أبناءهن من التشرد فجاء القرآن لمعالجة مثل هذه الحالات ورفع مظاهر الظلم والإستغلال المرتبطة بها والتي فرضتها ظروف المجتمع آنذاك 
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) سورة النساء
ولم يأتي بعصا سحرية تغني جميع أرامل جيل النبي محمد وتحد من ظاهرة تعدد الزوجات في رمشة عين وكما يتضح في النص فالناس كانت تستفي النبي في أشياء كانت مألوفة لديهم وليس كما يوهم ويصور بعض المخادعين أن النبي محمد هو من جاء بالتعددية الزوجية رغم أن العكس هو الصحيح وأن القرآن وضع لها ضوابط أخلاقية تلزم المؤمنين بعدم تجاوز أربعة أزواج في حالة عدم القدرة الإقساط في اليتامى والإكتفاء بواحدة في حالة عدم القدرة على العدل بين الأزواج
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) سورة النساء
ليعود في سياق متأخر ليؤكد عدم إمكانية العدل بين النساء
وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ (129) سورة النساء
فالإنسان المنصف والمتدبر سيدرك أن في تأكيد الرحمن 
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) سورة النساء
على إستحالة العدل بين الأزواج دعوة صريحة للإكتفاء بزوجة واحدة
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) سورة النساء
وأن عدم تحريمه للتعددية بشكل مباشر وصريح يعود لمراعاته لظروف مجتمع البعثة المؤقتة وأن هدف الأحكام القرآنية المتعلقة بالأمر كانت بمثابة تمهيد الطريق لإصلاح المجتمع وإنهاء ظاهرة التعددية كما هو الشأن بالنسبة للعبودية والفقر ألخ لكن أصحاب الشهوات كان لهم رأي آخر ولم يستوعبوا من قول الرحمن سوى
 فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (3) سورة النساء
فجعلوا من التعددية التي كانت مجرد وسيلة لرعاية يتامى الآرامل فريضة دينية للمتعة الجنسية لكن يبقى أسوء ما في الأمر هو فرض شيوخ المذاهب على المرأة قبول التعددية الزوجية ونهيهم لها عن طلب الطلاق في حالة عدم رغبتها في ذلك 
رغم عدم وجود أي حكم قرآني يلزم المرأة بقبول التعددية أما مسألة إشتراط المرأة رفض التعددية في عقد الزواج الذي يبقى من حقوقها المشروعة فغير مطروح بالمرة مثلما لا يمكن قبول أن تكون العصمة بيد المرأة وحجتهم في ذلك إكتفاء القرآن بذكر تطليق الرجال للنساء وليس العكس
وهنا أيضا تم التعامل مع أحكام مرتبطة بظروف فرضت نفسها وجعلت العصمة بيد الرجال على أنها أحكام عامة في كل زمان ومكان رغم عدم وجود أي نص صريح يحرم جعل العصمة بيد النساء 
البعض يرى في نصوص مثل 
وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ (20) سورة النساء
 فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً (24) سورة النساء
دعوة لإستغلال النساء والإستمتاع بهن جنسيا لفترة معينة تحت إطار الزواج كما هو الشأن في ما يسمى بزواج المتعة المنتشر بالخصوص في المذهب الشيعي الذي لو أراد القرآن الإشارة إليه كما يزعم المبطلون لوجدنا نصوص تدعوا لإحترام مدة وعدة هذا النوع من النكاح كما هو الشأن في الحالات المشابهة
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ (1) سورة الطلاق
حيث تم تصوير أحكام أنزلت خصيصا لحماية حقوق المرأة ورفع الظلم عنها في مجتمع البعثة على أنها ظلم لها فالناس لا ترى في النصوص سوى عبارة إستبدال الأزواج رغم عدم أمر القرآن بذلك وقول استبدلوا ما طاب لكم النساء...والذي يبقى مجرد وصف لتطليق إمراة للزواج بأخرى والذي لا يستطيع القرآن تحريمه والدخول في خصوصيات الأزواج والحكم على الرجال بالعيش مع ما كرهوا من نساء كما هو الشأن في المسيحية
إنجيل متى إصحاح 5
32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. 
خصوصا إذا كانوا يعانون من أذى نساءهم 
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) سورة التحريم
 لكنه في المقال قدم لهم النصيحة التالية
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) سورة النساء
و أمرهم في حالة قيامهم بذلك بمراعاة حقوق النساء  
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) سورة النساء
وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ (24) سورة النساء
هكذا يتم عكس معاني وأهداف النصوص القرآنية التي لو نزلت في زمننا الحالي لما جعلت شهادة النساء بنصف شهادة الرجال
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (282) سورة البقرة
لعدم وجود علة ضلال المرأة أثناء الشهادة كما كان الشأن في زمن البعثة المحمدية فمجرد إرتباط الحكم بعلة ضلال المرأة أثناء الشهادة ينفي عمومه على كل زمان ومكان وليس كما يزعم المبطلون بشعاراتهم الرنانة كيف يجعل القرآن شهادة الدكتورة المثقفة بنصف شهادة رجل سفيه لا يفقه القراءة والكتابة ... لكن يأبى رجال الدين المذهبيين إلا أن يؤكدوا إتهامات أعداء الإسلام تشبثا بتفاسير وفتاوى أسلافهم المعادية للمرأة وتبريرها بمثل هذه السخافات

ويبقى أكثر مثال يستشهد به منتقدي وأعداء الإسلام هو دعوة القرآن الصريحة لضرب المرأة
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) سورة النساء
الذي دفع البعض إلى إختراع معاني جديدة لمصطلح الضرب
وهنا أيضا يتم التركيز على مصطلح الضرب وتصوير النص على أنه دعوة مطلقة للرجل لضرب زوجته متى يشاء وكلما رفضت الإنصياع لأوامره رغم ربط النص الواضح للضرب الذي جاء كخيار أخير بعد فشل كل محاوالات النهي بعدم حفظ الغيب بمعنى عدم حفظ أسرار البيت الزوجي
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا (34) سورة النساء
كما حدث للنبي مع بعض أزواجه
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) سورة التحريم
والذي قال عنه رب العزة
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) سورة التحريم
إذن حالة الضرب تبقى مجرد عقاب تأديبي مرتبط بحالة واحدة فقط ويأتي كخيار أخير مع ترك الباب مفتوح للإحتكام في حالة رفض المرأة للأمر
مما ينفي جعل الضرب فريضة ملزمة للمؤمنات وأنه مجرد أمر مرتبط بالثقافة السائدة آنذاك
فكما سبق التوضيح في مقال
هل القرآن صالح لكل زمان و مكان ؟
فالقرآن ليس مجرد نص قوانين وأحكام بل تجسيد لهذه القوانين والأحكام في شكل أمثلة من مجتمع البعثة المحمدية يمكن للإقتداء بها كما جاءت في النصوص أو تعديلها في حالة تغير ظروف المجتمعات كتغير وضعية المرأة واشتراكها في القوامة والله تعالى أعلم
فخلاصة القول أن القرآن لم يظلم ويهضم حقوق المرأة بل تشبث رجال الدين المذهبين بالحكم اللفظي للنصوص وتجاهل العلل المرتبطة به هو من ظلم المرأة بالإضافة للأحكام التي أضيفت في الأحاديث المنسوبة للرسول وما يسمى بالناسخ والمنسوخ التي ألغت على سبيل المثال حق الارملة في البقاء في بيت زوجها لمدة حول كامل
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ (240) سورة البقرة
بإدعاء نسخ هذا الحكم بقول
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (234) سورة البقرة
والذي للعجب العجاب نزل قبله ! والذي لا علاقة بالحكم الأول بل بعدة الارملة قبل الزواج من رجل آخر
فحان وقت التصحيح ووقف الظلم الذي سلط على رقاب النساء طيلة القرون الماضية