هل هناك إسلام خارج رسالة القرآن ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


هل هناك إسلام خارج رسالة القرآن ؟ سؤال قد يبدو غريبا بالنسبة لغالبية الناس بسبب عملية غسيل الدماغ التي مارسها أصحاب المذاهب منذ قرون و التي حصرت مفهوم الإسلام في رسالة القرآن و نبوءة محمد الذي لقب من جراء هذا الفكر برسول الإسلام مما جعل مجرد التفكير في وجود إسلام خارج إطار الرسالة المحمدية ضربا من العبث و الهرطقة
رغم أن الهرطقة الحقيقية هي محاولة حصر علاقة الإسلام بين العبد و ربه في إتباع شخص أو كتاب معين
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) سورة البقرة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) سورة البقرة
فالنصوص واضحة و صريحة في وجود مسلمين في كل من الذين هادوا و النصارى و الصابئين و هنا وجب الأخذ بعين الإعتبار جملة الشرط مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ و الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صَالِحًا التي تنفي إسلام جميع المؤمنين برسالة القرآن و نبوءة الرسول محمد و تؤكد في نفس الوقت أن الإسلام الحقيقي عبارة عن علاقة إلتزام و طاعة و إخلاص بين العبد و ربه 
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (29) سورة الأعراف
أكثر منه إتباع لرسالة و نبي معين لكن بقدر ما يفتح هذا المفهوم المجال لإسلام الغير المؤمنين برسالة القرآن بقدر ما يفتح المجال لبعض الآراء المغلوطة كإدعاء أن أغلب أهل الأرض مسلمين
أو الزعم أن مجرد الإيمان بنبوءة محمد يغني عن العمل برسالة القرآن 
و في الحقيقية هناك آراء مختلفة في هذا الشأن منها من ذهب حتى لجعل الوثنيين و الملحدين في مصاف المسلمين ! لكن يبقى القاسم المشترك بين أغلبها هو سوء تعريف مفهوم العمل الصالح 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا (62) سورة البقرة
الذي يتمثل في نظرها في إتفاق أغلب البشر على نبذ أعمال الشر كالقتل و السرقة و الغش و شهادة الزور ألخ 
رغم أن مسألة تعرف و تحديد الخير و الشر تبقى نسبية و مختلفة حسب ثقافة و معتقدات الأمم و الشعوب شأنها شأن تعريف الإله الخالق 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (62) سورة البقرة
الذي سواء إختلف تعريفه عن إله الإسلام أو لم يختلف كما هو الشأن في ما يسمى بالأديان الإبراهيمية فتبقى كلمة الفصل في طبيعة و صفات هذا الإله و مدى مطابقتها لصفاته في القرآن
فهل الإيمان بإله الهندوس أو المسيحيين المتجسد في ثلاث أقانيم
 وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ (171) سورة النساء
هو نفس الإيمان بالإله المذكور بصفاته و أسماءه الحسنى في القرآن ؟
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأعراف
كيف يكون إله البوذيين الأقرب لفكرة الطبيعة الخلاقة هو نفس إله القرآن السميع العليم البصير القدير ؟ فالإيمان بمثل هذه الآلهة في ظل العلم بحجية إله الإسلام يعد كفر
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ (73) سورة المائدة
 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (72) سورة المائدة 
و شرك برب العالمين
وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) سورة التوبة
و حتى لو درسنا الملل التي تدعي ظاهريا الإيمان بنفس إله إبراهيم فسنجدها أبعد ما يكون عن ذلك بنسبها لله العديد من الصفات البشرية المخالفة لصفاته المنفردة كالغيرة 
سفر الخروج إصحاح 34
14  فَانَّكَ لا تَسْجُدُ لالَهٍ اخَرَ لانَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. الَهٌ غَيُورٌ هُوَ. 
و الحزن و الندم 
سفر التكوين إصحاح 6
5 وَرَاى الرَّبُّ انَّ شَرَّ الانْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الارْضِ وَانَّ كُلَّ تَصَوُّرِ افْكَارِ قَلْبِهِ انَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ.
و معاقبة الناس الناس بغير ذنوبها 
سفر العدد إصحاح 14
18 الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لا يُبْرِئُ. بَل يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلى الأَبْنَاءِ إِلى الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ. 
و الأمثلة كثيرة و بالتالي لا يجوز وصف وتصوير الإيمان بمختلف النسخ المشوهة لله في الأديان البشرية على أنه إيمان بنفس الإله المنزل للقرآن و نفس الشيء يقال على الإيمان باليوم الآخر
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (62) سورة البقرة
هل صورة الآخرة في ملل من يؤمن بها هو نفس تعريفها في النص القرآني المبني على العدل المطلق 
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) سورة الأنبياء
أم أنه إيمان مبني على عوامل أخرى كالعرق و القومية و الواسطة 
صحيح البخاري
  اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ
لإنقاذ من حق عليه كلمة العذاب
 أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) سورة الزمر
فالإيمان بآخرة اليهود و المسيحيين و أصحاب المذاهب التي تقوم على الشفاعة و حمل ذنوب الغير
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) سورة الكهف
 يعد تكذيب و كفر بصورة الآخرة الحقيقية المذكورة في القرآن و كيف لا يعد كفرا و هو يجعل المجرمين كالمسلمين 
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) سورة القلم
عندما يجعل عاقبة قتل المدنيين الأبرياء الذي توعد الله تعالى مقترفه بالخلود في نار جهنم
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (94) سورة النساء
مفتاح للخلود في أعلى درجات جنة الجنس مع عشرات الحوريات
فالإيمان بالنسخة الحقيقية للآخرة له دور مؤثر في أعمال الإنسان الدنيوية
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) سورة الكهف
و في تعريف المفهوم الصحيح للعمل الصالح الذي لا يكتمل إسلام المرأ من دونه و هنا نصل لبيت القصيد و أهم معيار إعتمد عليه دعاة فكرة إسلام جل أمم الأرض و حكمها بنفس حكم الله الذي ينص على نبذ الأخلاق و الأعمال السيئة و كأبرز مثال إتفاق جل شعوب العالم على كراهية قتل النفس الإنسانية و ضرورة معاقبة و محاربة مقترفها لكنها في المقابل تختلف في السبل المعتمدة هل وجب الرد على القتل بالقتل ؟ أو بعقوبة أقل قسوة ؟ أو بالعفو و من يملك سلطة العفو و العقاب ؟ و كيف السبيل لتحقيق العدالة ألخ و هنا تتجلى بوضوح حاجة البشر لحكم الله الفاصل للحسم في المسألة 
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) سورة الإسراء
حكم وصف تاركه بالظلم 
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) سورة المائدة
فكيف يمكننا إذن وصف من يدعو لإلغاء عقوبة الإعدام بالعمل بحكم الله ؟ كيف يمكن الزعم بإسلام و حكم أغلب أمم الأرض بحكم الله و أغلب دول العالم في طريقها للتخلي عن الحكم التنفيذي لعقوبة الإعدام
هذا ما يسمى بالتعدي على دين الله خصوصا عندما يصدر ذلك من دول تزعم الحكم بشريعة الخالق ثم تتبع أهواء من يحاولون إيهام الناس أنهم أرحم و أرفق بالناس من الرحمن رحمة تلغي العدالة و حق المظلومين في عقاب المعتدين رحمة ترفق بالمجرمين و تتركهم يعتون في الأرض فسادا على حساب الأبرياء 
هكذا يلبس الشيطان الحق بالباطل و يوهم الإنسان أن الحكم بغير ما أنزل الله أرحم للناس من حكم الله مثلما يوهمه أن الربا مجرد تجارة تعود بالنفع على جميع الأطراف
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) سورة البقرة
فلا أدري في أي تصنيف وضع دعاة فكرة إسلام و حكم جل أمم الأرض بحكم الله الدول التي تبيح الربا ؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) سورة البقرة
لكن الشيطان لا يكتفي بدفع الإنسان لعدم الحكم بما أنزل الله بل يجعله ينسب هذا الحكم لرب العزة 
و ما أكثر العقوبات و الأحكام المنسوب لشرع الله بهتانا و زروا في شريعة اليهود و المسيحين و أصحاب المذاهب رجم حرق قتل لأتفه الأسباب 
سفر العدد إصحاح 15
32 وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ33 فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ 34 فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35 فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 

الناس تدين جرائم داعش و إسرائيل دون ان تدرك أنها مباركة من نصوصهم المقدسة 
هل عندما تقوم الجماعات الإرهابية المنتسبة للإسلام بذبح الغير مسلمين هل تعتبر ذلك إرهابا و إجراما غير مبرر أم تطبيق لأمر الرسول المزعوم ؟
صحيح البخاري 
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
هل عندما يقتل اليهود المدنيين و الأطفال الفلسطينيين يعتبرون ذلك وحشية و حقارة أم حربا مقدسة لنصرة دين الله و شعبه المختار ؟
سفر صاموئيل الأول إصحاح 15
2  هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3  فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً». 
فاليهودي يعتبر قتل الأطفال الغير اليهود في سبيل نصرة دولة إسرائيل واجب ديني و إيمانا بإله العهد القديم الدموي
سفر الخروج إصحاح 15
3  الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ. 
سفر أرمياء إصحاح 48
10  مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ. 
و عملا صالحا في سبيل الآخرة حسب الملة  اليهودية التي يعتبر فيها تفضيل الله لشعب اليهود على بقية الشعوب كتفضيل الإنسان على الحيوان فكيف يكمن تصنيف من يعبدون هذا الإله البشع سواء تعلق الأمر باليهود أو المسيحيين بالمسلمين ؟!
فمفهوم العمل الصالح يبقى مفهوم نسبي متغير حسب ثقافة و معتقدات الشعوب فبعض الممارسات التي تبدو جرائم لا تغتفر في بعض المجتمعات تعد أمر طبيعي في أخرى لذلك كان لزاما إنزال شريعة إلهية تحسم في الأمر و تحدد للناس مفهوم الخير و الشر من منظور خالق العباد الذي يبقى هو الأساس في إقامة الميزان في الدنيا و الآخرة 
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) سورة الحديد
و هنا أتساءل ما الجدوى من إنزال الكتاب و الميزان و كل هذه القوانين إذا كان مجرد الإيمان بالنبي محمد يغني عن الحكم بها من إخلال إتباع و تطبيق شريعة القرآن ؟ و بالأخص في غياب نسخ التوراة و الإنجيل  الحقيقية التي تحمل أحكام الله في زمننا الحالي كما سبق التوضيح في موضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
للأسف بعض الآراء تستند على النصوص التي تحيل طائفة من الذين كفروا بهذه الكتب في زمن الرسول إلى الحكم بها 
 وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) سورة المائدة
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) سورة المائدة
دون الأخذ بعين الإعتبار بسقوط حجة الإكتفاء بالحكم بهذه الكتب بعد ضياعها و لا بعدم إعفاء الأمر بالحكم بالتوراة و الإنجيل من الحكم برسالة القرآن المصدقة والمهيمنة عليهما 
 وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ (43) سورة المائدة
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (48) سورة المائدة
فدعوة القرآن لأهل الكتاب لإقامة كتبهم و الحكم بها ما هو في حقيقة الأمر إلا دعوى لإتباع رسالة القرآن المصدقة لهما
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) سورة المائدة
 ماذا أنزل على أهل الكتاب ؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ (47) سورة النساء
ألا يؤكد هذا النص إرتباط إقامة التوراة و الإنجيل بإقامة القرآن
 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68) سورة المائدة
أليس إتباع النبي الأمي و ليس مجرد الإيمان به من إقامة التوراة و الإنجيل ؟
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) سورة الأعراف 
أليس إتباع الرسول يمكن في إتباع ما بلغ من رسالة ؟ هل الغاية من إرسال الرسل هو دعوة الناس للإيمان بنبوءتهم أم دعوتهم للعمل بما جاؤوا به من أحكام ؟ فما الفائدة من الإيمان بالنبي محمد إذا لم يعمل الناس بما جاء به من قوانين و شرائع ؟ فالغاية هي الرسالة و ليس الرسول و ما أنزل الله تعالى رسالته الخاتمة إلا ليكمل دين أهل الكتاب
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) سورة المائدة
لا أن يترك لهم الخيرة للبقاء على نسخهم الناقصة و ليظهر دينه الكامل على جميع الأديان البشرية 
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) سورة التوبة
فواجبنا كمسلمين هو تبليغ و إقناع العالم برسالة و قوانين الإسلام و أن لا يدفعنا فشلنا لحد الساعة في تحقيق هذا الهدف إلى محاولة أسلمت العالم بهتانا و زورا لكن في نفس الوقت هذا لا يعطينا الحق في تكفير بقية الأمم في ظل تشويه الرسالة و النسخة المعروضة عليهم من الإسلام 

تعليقات