بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ما أكثر الأساطير المنسوبة لدين الله و ما أكثر القصص المقتبسة من خرافات اليهود و المسيحيين التي أصبحت جزء لا يتجزأ من عقيدة أصحاب المذاهب لدرجة تكفير من أنكرها و كمثال فكرة عودة المسيح في آخر الزمان التي قام شيوخ الجهل و الظلمات بتكفير من أنكرها و وصفه بالردة
و حجتهم في ذلك إنكار ما ثبت من أحاديثهم المنسوبة للرسول بهتانا و زورا التي جعلوها فوق حجة القرآن حين قاموا بتحريف و تطويع نصوصه لغسل أدمغة الناس بأفكار معينة و من بينها فكرة عودة المسيح في آخر الزمان فكرة تقوم بالأساس على عدة مغالطات
أولها زعمهم بأن نزول المسيح علم للساعة بناء على تفسيرهم لهذا النص
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) سورة الزخرف
{ وإنه } أي عيسى { لعلم للساعة } تعلم بنزوله
و لا أدري صراحة كيف ستعلم الساعة التي قال عنها رب العزة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) سورة الأعراف
بنزول المسيح !؟
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
فهناك فرق بين علم الساعة و علم قرب الساعة الذي يبقى علم نسبي
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) سورة المعارج
سواء في زمن النبي موسى
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) سورة طه
أو في زمن النبي محمد
اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) سورة الشورى
أو عند إنشقاق القمر الذي يؤمن سلف المذاهب بوقوعه في زمن الرسول
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) سورة القمر
و بالتالي لا يمكن إعتبار نزول المسيح المزعوم علما للساعة لأن لا أحد حينها سيدرك موعدها الحقيقي و يبقى العلم الحقيقي و الوحيد للساعة هو القرآن
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
بما تحمل طياته من أنباءها
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) سورة الحج
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) سورة الأنعام
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
من المغالطات التي يعتمد عليها دعاة فكرة عودة المسيح في آخر الزمان تسليمهم بما جاء التراث المسيحي لتحديد عمر المسيح خلال حادثة الصلب أو بالأحرى محاولة الصلب
صلب المسيح
صلب المسيح حدث خلال الحقبة المسيحية فى القرن الأول الميلادى، على الأرجح بين عامي 30 و 33 للميلاد.
عمر صنفه البعض في مرحلة الشباب
و في غياب أي تأكيد قرآني على هذه الفكرة المبنية على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا و إنطلاقا من فكرة تزامن محاولة الصلب مع حادثة رفع المسيح التي تبنتها تفاسير السلف
وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت - فحصروه هنالك، فلما أحس بهم وأنه لامحالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم - قال لأصحابه: أيكم يُلقى عليه شبهي وهو رفيقي في الجنة؟ فانتدب لذلك شاب منهم فكأنه استصغره عن ذلك، فأعادها ثانية وثالثة، وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب، فقال: أنت هو ! وألقى اللّه عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، وفتحت روزنة من سقف البيت وأخذت عيسى عليه السلام سَنَةً من النوم فرفع إلى السماء وهو كذلك كما قال اللّه تعالى: { إذ قال اللّه يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي } الآية، فلما رفع خرج أولئك النفر، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه،
يرى البعض أن ذكر القرآن لكلام المسيح في كهولته
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) سورة أل عمران
التي تم تفسيرها على أنها مرحلة ما بعد الشباب و قبل الشيخوخة دليل على عودته لاحقا و كما سيتبين للجميع فهذه الحجة جد ضعيفة و هزيلة بل تنفدها حتى تفاسير السلف نفسها حين صنفت مرحلة الشباب كفترة من فترات مرحلة الكهولة
{ وَكَهْلًا } فَإِنَّهُ وَمُحْتَنَكًا فَوْق الْغُلُومَة وَدُون الشَّيْخُوخَة ,
و تبقى أبرز حججهم على الإطلاق هي إخبار القرآن بإيمان جميع أهل الكتاب بالمسيح قبل موته
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء
الذي يرى فيه العديد أكبر دليل على عودة المسيح لعدم تحقق هذه النبوءة على أرض الواقع إلى يومنا هذا في ظل وجود ملل كالملة اليهودية التي تنكر نبوءته
{ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } يعني قبل موت عيسى، يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدقون به إذا نزل لقتل الدجال، فتصير الملل كلها واحدة، وهي ملة الإسلام الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام.
و هو ما يبدو منطقيا للوهلة الأولى لكن تبقى مشكلة هذا الطرح في تعريف أهل الكتاب الذي لا ينطبق في زمننا الحالي سوى على أتباع رسالة القرآن و في غياب التوراة و الإنجيل الحقيقيان كما سبق التوضيح في موضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
فلا يجوز وصف أتباع ما يسمى بالكتاب المقدس المليء بالفواحش والجرائم بأهل الكتاب ؟
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68) سورة المائدة
و يبقى اليهود و المسيحيين الحاليين مجرد أميين لا يعلمون الكتاب و لو إدعوا العكس
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (79) سورة البقرة
و بالتالي لا ينطبق عليهم قوله تعالى
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء
و هو ما يحيلنا إلى الحقبة الزمنية التي كان فيها المسيح شهيدا على أهل الكتاب
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) سورة المائدة
نص صريح يؤكد عدم شهادة المسيح على أهل الكتاب بعد وفاته و رفعه
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (55) سورة آل عمران
مما يحصر الخطاب في من عاصره من أهل الكتاب بطبيعة الحال لكن يبقى الإشكال في قول
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (159) سورة النساء
عندما أوهم مفسري السلف أن المقصود هو موت المسيح و ليس موت من عاصره و كفر به من أهل الكتاب إدعاء ستكذبه نفس التفاسير المتعارضة فيما بينها بشكل شبه دائما
{ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به } بعيسى قبل موت صاحب الكتاب لأن كل من نزل به الموت لم تخرج نفسه حتى يتبين له الحق من الباطل في دينه. قال ابن عباس في الآية: لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى
و يبقى هذا القول مجرد تأكيد لما هو معلوم في كتاب الله الذي أخبر في أكثر من موضع بإيمان الكفار لحظة الموت بصدق رسالة أنبياءهم المعاصرين
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) سورة غافر
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) سورة يونس
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) سورة المؤمنون
هذا ما يحدث عندما يتم عكس الحقائق القرآنية لتدعيم أساطير لم ينزل بها الله من سلطان كإدعاء رفع المسيح بجسده رغم تأكيد النصوص على حدوث الرفع بعد الوفاة
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (55) سورة آل عمران
مصطلح يستعمل قرآنيا للإشارة لإنفصال النفس عن الجسد سواء بشكل جزئي في حالة النوم أو بشكل تام في حالة الموت
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) سورة الزمر
و الذي لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد برفع جسد الإنسان إلى السماء أو إلى مكان آخر كما كان الشأن بالنسبة للنبي إدريس
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) سورة مريم
طبعا هناك من يرى في إكتفاء القرآن بذكر وفاة المسيح و عدم تأكيد موته قبل رفعه
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (55) سورة آل عمران
دليلا على عدم موت المسيح لكن دعنا نكن واقعيين و منطقيين أليس هذا إتباع للظن الذي لا يغني من الحق شيئا ألم يستعمل القرآن مصطلح الوفاة للإشارة إلى الموت في سياقات مشابهة ؟
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) سورة غافر
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ (50) سورة الأنفال
فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) سورة غافر
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ (46) سورة يونس
أليس الإحتمال الأقرب للصواب هو موت المسيح عند إستوفاء أجله فوق هذه الأرض
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (117) سورة المائدة
فكيف سيرفع المسيح بجسده و هو متوفي ؟ فحتى لو سلمنا بعدم موت المسيح فبالتأكيد أن جسده لم يرفع و بقي في حالة غيبوبة أو نوم عميق سينتهي مع عودة نفسه إلى جسده أو بعثها في جسد آخر كما تزعم العقيدة الأحمدية لكن هذا أمر جد مستبعد في غياب أي دليل قرآني يدعمه خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار جميع أوجه الرفع في كتاب الله
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ (83) سورة الأنعام
كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) سورة يوسف
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (253) سورة البقرة
فهل رفع الله تعالى عيسى بن مريم بجسده ليجلسه بجانبه كما يزعم التراث المسيحي أم رفعه درجات على الذين كفروا به عندما توفاه و منعهم من قتله و صلبه
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) سورة النساء
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) سورة آل عمران
فكل النصوص توحي بأن الحكم و الفصل في إختلاف الناس حول المسيح سيكون في الآخرة و ليس في الحياة الدنيا كما تزعم كتب التراث التي تبنت نفس أسطورة عودة المسيح التي وضعت القرآن الذي أكد ختم النبوءة مع بعثة الرسول محمد
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) سورة الأحزاب
محل تناقض كبير عندما زعمت عودة المسيح لينبئ الناس بعد خاتم النبيين !؟ و للأسف لازلت شيوخ المذاهب يدافعون بإستماتة على هذا الفكر الذي كان وراء ظهور عدة هرطقات و أنبياء كذبة و على رأسهم الهرطقة الأحمدية التي ينتقدها أصحاب المذاهب ليل نهار رغم مسؤولية أحاديثهم و تفاسيرهم الكبرى في نشأتها
فحان الوقت لكشف زيف أساطير المهدي المنتظر و عودة المسيح و الكف عن إنتظار مخلص قد يأتي أو قد لا يأتي و الإيمان بأن الخلاص الحقيقي يوجد بين أيدينا إذا قررنا الحكم بكتاب الله فمسؤولية نشر الإسلام و توحيد الأمم تقع على أكتاف أتباع رسالة القرآن و ليس على أكتاف مخلص مزعوم قد يأتي ليقتل الدجال أو قد يكون هو نفسه الدجال
أولها زعمهم بأن نزول المسيح علم للساعة بناء على تفسيرهم لهذا النص
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) سورة الزخرف
تفسير الجلالين
و لا أدري صراحة كيف ستعلم الساعة التي قال عنها رب العزة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) سورة الأعراف
بنزول المسيح !؟
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
فهناك فرق بين علم الساعة و علم قرب الساعة الذي يبقى علم نسبي
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) سورة المعارج
سواء في زمن النبي موسى
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) سورة طه
أو في زمن النبي محمد
اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) سورة الشورى
أو عند إنشقاق القمر الذي يؤمن سلف المذاهب بوقوعه في زمن الرسول
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) سورة القمر
و بالتالي لا يمكن إعتبار نزول المسيح المزعوم علما للساعة لأن لا أحد حينها سيدرك موعدها الحقيقي و يبقى العلم الحقيقي و الوحيد للساعة هو القرآن
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
بما تحمل طياته من أنباءها
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) سورة الحج
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) سورة الأنعام
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا (61) سورة الزخرف
من المغالطات التي يعتمد عليها دعاة فكرة عودة المسيح في آخر الزمان تسليمهم بما جاء التراث المسيحي لتحديد عمر المسيح خلال حادثة الصلب أو بالأحرى محاولة الصلب
صلب المسيح
صلب المسيح حدث خلال الحقبة المسيحية فى القرن الأول الميلادى، على الأرجح بين عامي 30 و 33 للميلاد.
عمر صنفه البعض في مرحلة الشباب
و في غياب أي تأكيد قرآني على هذه الفكرة المبنية على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا و إنطلاقا من فكرة تزامن محاولة الصلب مع حادثة رفع المسيح التي تبنتها تفاسير السلف
تفسير بن كثير
يرى البعض أن ذكر القرآن لكلام المسيح في كهولته
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) سورة أل عمران
التي تم تفسيرها على أنها مرحلة ما بعد الشباب و قبل الشيخوخة دليل على عودته لاحقا و كما سيتبين للجميع فهذه الحجة جد ضعيفة و هزيلة بل تنفدها حتى تفاسير السلف نفسها حين صنفت مرحلة الشباب كفترة من فترات مرحلة الكهولة
تفسير بن كثير
و تبقى أبرز حججهم على الإطلاق هي إخبار القرآن بإيمان جميع أهل الكتاب بالمسيح قبل موته
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء
الذي يرى فيه العديد أكبر دليل على عودة المسيح لعدم تحقق هذه النبوءة على أرض الواقع إلى يومنا هذا في ظل وجود ملل كالملة اليهودية التي تنكر نبوءته
تفسير بن كثير
و هو ما يبدو منطقيا للوهلة الأولى لكن تبقى مشكلة هذا الطرح في تعريف أهل الكتاب الذي لا ينطبق في زمننا الحالي سوى على أتباع رسالة القرآن و في غياب التوراة و الإنجيل الحقيقيان كما سبق التوضيح في موضوع
هل هناك توراة و إنجيل في عصرنا الحالي ؟
فلا يجوز وصف أتباع ما يسمى بالكتاب المقدس المليء بالفواحش والجرائم بأهل الكتاب ؟
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68) سورة المائدة
و يبقى اليهود و المسيحيين الحاليين مجرد أميين لا يعلمون الكتاب و لو إدعوا العكس
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (79) سورة البقرة
و بالتالي لا ينطبق عليهم قوله تعالى
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء
و هو ما يحيلنا إلى الحقبة الزمنية التي كان فيها المسيح شهيدا على أهل الكتاب
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) سورة المائدة
نص صريح يؤكد عدم شهادة المسيح على أهل الكتاب بعد وفاته و رفعه
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (55) سورة آل عمران
مما يحصر الخطاب في من عاصره من أهل الكتاب بطبيعة الحال لكن يبقى الإشكال في قول
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (159) سورة النساء
عندما أوهم مفسري السلف أن المقصود هو موت المسيح و ليس موت من عاصره و كفر به من أهل الكتاب إدعاء ستكذبه نفس التفاسير المتعارضة فيما بينها بشكل شبه دائما
تفسير بن كثير
و يبقى هذا القول مجرد تأكيد لما هو معلوم في كتاب الله الذي أخبر في أكثر من موضع بإيمان الكفار لحظة الموت بصدق رسالة أنبياءهم المعاصرين
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) سورة غافر
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) سورة يونس
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) سورة المؤمنون
هذا ما يحدث عندما يتم عكس الحقائق القرآنية لتدعيم أساطير لم ينزل بها الله من سلطان كإدعاء رفع المسيح بجسده رغم تأكيد النصوص على حدوث الرفع بعد الوفاة
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (55) سورة آل عمران
مصطلح يستعمل قرآنيا للإشارة لإنفصال النفس عن الجسد سواء بشكل جزئي في حالة النوم أو بشكل تام في حالة الموت
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) سورة الزمر
و الذي لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد برفع جسد الإنسان إلى السماء أو إلى مكان آخر كما كان الشأن بالنسبة للنبي إدريس
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) سورة مريم
طبعا هناك من يرى في إكتفاء القرآن بذكر وفاة المسيح و عدم تأكيد موته قبل رفعه
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (55) سورة آل عمران
دليلا على عدم موت المسيح لكن دعنا نكن واقعيين و منطقيين أليس هذا إتباع للظن الذي لا يغني من الحق شيئا ألم يستعمل القرآن مصطلح الوفاة للإشارة إلى الموت في سياقات مشابهة ؟
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) سورة غافر
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ (50) سورة الأنفال
فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) سورة غافر
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ (46) سورة يونس
أليس الإحتمال الأقرب للصواب هو موت المسيح عند إستوفاء أجله فوق هذه الأرض
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (117) سورة المائدة
فكيف سيرفع المسيح بجسده و هو متوفي ؟ فحتى لو سلمنا بعدم موت المسيح فبالتأكيد أن جسده لم يرفع و بقي في حالة غيبوبة أو نوم عميق سينتهي مع عودة نفسه إلى جسده أو بعثها في جسد آخر كما تزعم العقيدة الأحمدية لكن هذا أمر جد مستبعد في غياب أي دليل قرآني يدعمه خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار جميع أوجه الرفع في كتاب الله
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ (83) سورة الأنعام
كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) سورة يوسف
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (253) سورة البقرة
فهل رفع الله تعالى عيسى بن مريم بجسده ليجلسه بجانبه كما يزعم التراث المسيحي أم رفعه درجات على الذين كفروا به عندما توفاه و منعهم من قتله و صلبه
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) سورة النساء
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) سورة آل عمران
فكل النصوص توحي بأن الحكم و الفصل في إختلاف الناس حول المسيح سيكون في الآخرة و ليس في الحياة الدنيا كما تزعم كتب التراث التي تبنت نفس أسطورة عودة المسيح التي وضعت القرآن الذي أكد ختم النبوءة مع بعثة الرسول محمد
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) سورة الأحزاب
محل تناقض كبير عندما زعمت عودة المسيح لينبئ الناس بعد خاتم النبيين !؟ و للأسف لازلت شيوخ المذاهب يدافعون بإستماتة على هذا الفكر الذي كان وراء ظهور عدة هرطقات و أنبياء كذبة و على رأسهم الهرطقة الأحمدية التي ينتقدها أصحاب المذاهب ليل نهار رغم مسؤولية أحاديثهم و تفاسيرهم الكبرى في نشأتها
فحان الوقت لكشف زيف أساطير المهدي المنتظر و عودة المسيح و الكف عن إنتظار مخلص قد يأتي أو قد لا يأتي و الإيمان بأن الخلاص الحقيقي يوجد بين أيدينا إذا قررنا الحكم بكتاب الله فمسؤولية نشر الإسلام و توحيد الأمم تقع على أكتاف أتباع رسالة القرآن و ليس على أكتاف مخلص مزعوم قد يأتي ليقتل الدجال أو قد يكون هو نفسه الدجال
أخي مسلم مرحباً كيف الحال
ردحذفهل لديك اطلاع على كثرة الزلازل والبراكين التي تحدث في الآونة الأخيرة بسبب الكوكب العاشر أو ما يعرف بكوكب إكس.. والذي يدعي الكثير من أتباع المذاهب أنه هو نفسه الطارق وأن نهاية العالم ستكون في العام 2025 عندما يصل الطارق إلى أقرب نقطة لكوكب الأرض..
ما رأيك فيما يُشاع حول ذلك
تحية طيبة أخي الكريم
حذفكوكب إكس مجرد خرافة لا أساس لها على أرض الواقع والمفارقة في من يروج لها من أتباع الأديان أنها مستمدة من الفرضية اللادينية للأنوناكي التي تدعي خلق الإنسان من طرف أهل كوكب آخر