إشكالية الديانتين اليهودية و المسيحية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


كثيرا ما نسمع مصطلح الديانات السماوية أو الديانات الإبراهيمية مصطلح غريب و بعيد كل البعد عن المنطق و الواقع الذي يحتم أن الله تعالى أنزل إلى البشر دينا واحدا فقط على لسان أنبياءه المرسلين و ليس مجموعة أديان مختلفة و متفرقة
و للأسف نجح التراث اليهودي المسيحي في ترسيخ هذه الفكرة الخاطئة في أدهان الناس بما فيهم أتباع رسالة القرآن الذي يعتقد السواد الأعظم منهم أن الدين الإسلامي نشأ مع بعثة الرسول محمد كيف لا و قد تلقينهم عبر مجموعة من الروايات المنسوبة للرسول محمد أن هذا الأخير هو من جاء بالدين الإسلامي
صحيح مسلم
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ 
كيف لا و كبار شيوخ المذاهب الذين يتلقون عنهم ثقافتهم الدينية يقرون بعظمة لسانهم بإنزال الله لشرائع و أديان مختلفة بأيدي رسله
فأصبح الإعتقاد السائد أن النبي موسى جاء بديانة خاصة ببني إسرائيل تدعى اليهودية و أن المسيح بن مريم جاء بديانة جديدة تدعى النصرانية أو المسيحية و أن النبي محمد هو من جاء بالإسلام
 يؤمن المسلمون أن الإسلام آخر الرسالات السماوية وأنه ناسخ لما قبله من الديانات
لكن عند العودة للنصوص القرآنية نكتشف حقيقة مغايرة كليا و أن الدين الوحيد الذي دعى له جميع الأنبياء بدون إستثناء هو الإسلام
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)  سورة البقرة
بما فيهم من وصفوا بأنبياء اليهودية و النصرانية
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)  سورة يونس
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)  سورة آل عمران
مثلما يخبرنا بدعوتهم جميعا لنفس الشريعة
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَىأَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)  سورة الشورى
كما سبق التوضيح في موضوع
هل أنزل الله شريعة واحدة أم عدة شرائع ؟
مما يجعل المؤمن المسلم برسالة القرآن على يقين بأنه على صراط الله المستقيم الذي صار عليه جميع الأنبياء و أتباعهم الصالحين متبعا لدينه الأوحد الواضح المعالم و أن بقية الأديان التي تدعي عبادة إله إبراهيم تبقى مجرد فرق كافرة منشقة عن دين الله الحق
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)  سورة آل عمران
و من بين هذه الأديان الديانتين اليهودية و المسيحية اللتان من التسمية فقط تتجلى بشريتهما و إنتسابهما لأشخاص معينين
بالنسبة للمعتقد المسيحي فقد شرع الله ديانتين و أقام مع الناس عهدين العهد القديم المتمثل في الديانة اليهودية التي كانت حكرا على بني إسرائيل و العهد الجديد الذي جاء بشريعة جديدة عامة على كل شعوب الأرض لكن هذا الإدعاء لا تجسده النصوص المسيحية على أرض الواقع حين تؤكد أن المسيح جاء ليكمل نفس شريعة من سبقه من أنبياء 
إنجيل متى إصحاح 5
17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
نص صريح لا يقبل الجدل يؤكد تطور نفس الشريعة و ليس تعويضها بشريعة و دين جديد و هو ما تؤكده نصوص الأناجيل المسيحية التي لم تذكر قط دعوة المسيح لديانة جديدة تدعى المسيحية تسمية لم تظهر للوجود إلا بعد موت المسيح على يد رسله المزعومين
أعمال الرسل إصحاح 11
25 ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 26 فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً. 
و التي لم تكن تسمية لديانة جديدة و إنما إسم خاص لتمييز أتباع المسيح و الذي لا يختلف في شيء عن تسمية أتباع المسيح في القرآن الذين لقبوا بالنصارى لنصرتهم للمسيح و دينه الإسلامي
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)  سورة آل عمران
و ليس لإتباعهم لديانة تدعى النصرانية و بالتالي فلا وجود لما يسمى بالديانة النصرانية أو الديانة المسيحية التي يدعي ملايير البشر إتباعها و الذين يتبعون في حقيقة الأمر دين مجهول الهوية 
لكن لو أخذنا الأمور من الناحية العملية و المنطقية فسنخلص إلى حقيقة إتباع المسيحيين بجميع مذاهبهم لنفس ديانة و شريعة المسيح الذي كان يهوديا حسب نصوص أناجيلهم الرسمية التي توضح أنه نشأ على شريعة أبويه اليهودية
إنجيل لوقا إصحاح 2
39 وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ.40 وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.41 وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 
و مر من جميع الطقوس اليهودية
إنجيل لوقا إصحاح 2
21 وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. 22 وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24 وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.
ففي حقيقة الأمر المسيحية ليست ديانة مستقلة بل مجرد إمتداد للديانة اليهودية التي وجب البحث عن جذورها و تفاصيل نشأتها في نصوص العهد القديم اليهودي ؟
و المفاجئة أننا لن نجد هنا أيضا أي شيء عن ديانة تدعى اليهودية و لا عن الشعب اليهودي الذي لم يشر إليه قط في الأسفار المنسوبة للنبي موسى و لا التي من بعده و الذي لم يظهر للوجود إلا في الأسفار المتأخرة التي تروي حقبة إنقسام دولة إسرائيل إلى دولتين و ظهور دولة يهودا الجنوبية 
و هو ما تأكده المراجع التاريخية التي تخبرنا أن مصطلح اليهود كان مرتبط بالقومية في بادئ الأمر قبل أن يتحول لمصطلح ديني لاحقا في مرحلة متاخرة عن مرحلة الأنبياء
يهودية
اليهودية من المصطلحات التي تسبب اختلافا في دلالتها. يشير اليهود إلى عقيدتهم باسم التوراة ( أي القانون، أو الشريعة ). ظهر المصطلح للمرة الأولى في العصر الهيليني تمييزا بين عقائد وممارسات اليهود، والعبادات الموجودة في الشرق الأدنى.وأول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق يوسيفوس فلافيوس، وذلك بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس. فالمصطلحان بدءا اسمين جغرافيين قبل أن يشيرا إلى النسقين العقائديين.
يرى الدارسون أن "اليهودية" كمصطلح لا يشير إلى النسق الديني للعبرانيين قبل تدوين العهد القديم أثناء الهجرة الأولى إلى بابل 578 ق.م.، أي بعد موسى بمئات السنين،
هنا أيضا يتجلى بوضوح أن لا وجود للديانة اليهودية و أن كل من المسيحيين و اليهود يتبعون عقيدة التوراة لكن هل يجوز وصف التوراة بالعقيدة أو الديانة ؟ الكتب السماوية مجرد وسيلة لإيصال دين الله للبشر الذي بالتأكيد لم يبدأ مع رسالة النبي موسى كما توضح نصوص العهد القديم نفسها التي تؤكد وراثة نفس الديانة من آل يعقوب 
سفر التثنية إصحاح 33
1  وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2  فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3  فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ. 4  بِنَامُوسٍ أَوْصَانَا مُوسَى مِيرَاثاً لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. 
و عندما نتحدث عن آل يعقوب فإننا نتحدث عن دين النبي إبراهيم 
سفر الخروج إصحاح 2 
4  ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَامْسِكْ بِذَنَبِهَا» (فَمَدَّ يَدَهُ وَامْسَكَ بِهِ فَصَارَتْ عَصا فِي يَدِهِ) 5  «لِكَيْ يُصَدِّقُوا انَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ الَهُ ابَائِهِمْ الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالَهُ اسْحَاقَ وَالَهُ يَعْقُوبَ». 
و الدليل نسب العديد من الشرائع اليهودية لهذا الأخير
سفر التكوين إصحاح 17
7 وَاقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ عَهْدا ابَدِيّا لاكُونَ الَها لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8 وَاعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ ارْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ ارْضِ كَنْعَانَ مِلْكا ابَدِيّا. وَاكُونُ الَهَهُمْ». 9 وَقَالَ اللهُ لابْرَاهِيمَ: «وَامَّا انْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي انْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ. 10 هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11 فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12 ابْنَ ثَمَانِيَةِ ايَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي اجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13 يُخْتَنُ خِتَانا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدا ابَدِيّا. 14 وَامَّا الذَّكَرُ الاغْلَفُ الَّذِي لا يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. انَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي». 
سفر اللاويين إصحاح 12
1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2 «قُلْ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: اذَا حَبِلَتِ امْرَاةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرا تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ ايَّامٍ. كَمَا فِي ايَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ.
و هو ما يؤكد أن كل من اليهود و المسيحيين يتبعون فعليا و عمليا ديانة إبراهيم التي نسيت نصوصهم أن تخبرهم هذه هوية و إسم هذه الديانة مما يطرح أكثر من علامة إستفهام ؟ اليهود يزعمون أنهم أبناء و ورثة النبي إبراهيم و بالتالي فإنهم حاموا شريعته لكن في نفس الوقت لا يعملون شيئا عن دين هذه الأخير ! الذي بطبيعة الحال لم يكن لا يهوديا و لا مسيحيا
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)  سورة آل عمران نفس الملاحظة بالنسبة للسامريين 

الذين يؤكدون أنهم أصحاب العقيدة الإسرائيلية الصحيحة و أن اليهود مجرد طائفة منشقة عنها لكن الحقيقة أن لا وجود لما يسمى بالعقيدة الإسرائيلية أو اليعقوبية جميع الطرق تؤدي لعقيدة و ملة النبي إبراهيم الذي لم يذكر أي نص ديني بإستثناء القرآن حقيقية و هويتها بشكل مفصل و واضح المعالم
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)  سورة الحج
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)  سورة البقرة
فعلميا و فعليا جميع الملل المنتسبة لملة إبراهيم تبقى مللا مسلمة في الأصل قبل إنشقاقها عن الدين الإسلامي الحنيف حقيقة يؤكدها المنصفون من أتباع هذه الملل سواء المسيحيون منهم بإعترافهم بدعوة المسيح للدين الإسلامي
أو بعض اليهود الذين يعترفون بأن الإسلام هو دين نوح و ذريته كما جاء في القرآن
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)  سورة يونس
و بتواجد طوائف مسلمة قبل بعثة النبي محمد
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)  سورة القصص
حقيقة بالغة الأهمية ستغير رؤية أتباع هذه الملل و حتى رؤية اللادينيين و اللاأدريين التائهين بين كثرة الأديان و الإختلافات بينها حين يدركون وحدانية رسالة و ديانة الأنبياء و أن الإختلافات تعود بالأساس لتدخل أيادي البشر لكن دعاة و شيوخ المذاهب ظلوا غارقين طوال هذه القرون في تمجيد شخص محمد دون بقية الأنبياء إلا من رحم الله و في ترسيخ مغالطة أن الإسلام دين نبي واحد كالبوذية و الزرادشتية ألخ حقيقية تتجلى بوضوح في نظرة الآخرين للإسلام و إعتقاد السواد الأعظم من المجتمعات المسيحية أن المسلمين لا يؤمنون بالمسيح ؟!
فأصحاب المذاهب يدعون أنهم مسلمون لكنهم من الناحية العملية محمديون لا يعرفون إلا إسلام محمد لا يدعون الناس إلا للدين المحمدي المتمثل بالخصوص في ما جاء في رواياتهم و لا يصفون أنفسهم و أتباعهم إلا بأمة محمد و قد أشركوا بالله عندما حشروا إسم محمد في ما أسموه بكلمة التوحيد التي يستلزم أن تكون خالصة لله 
حصروا مفهوم الإسلام في النطق بشاهدتي لا إله محمد رسول الله حين جعلوها شرط إعتناق الدين الإسلامي ضاربين بعرض الحائط شاهدة الإسلام الحقيقية التي أمرنا الله أن نقنع بها الغير مسلمين
وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)   سورة البقرة
ملة إبراهيم و ليس ملة محمد
 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)  سورة البقرة
لا نفرق بين أحد منهم و ليس أن ندعي أن أمة محمد خير من البقية
فكيف سنقنع الناس بأن ديننا هو دين جميع الأنبياء و نحن نفصل بين دين و أمة خاتم النبيين عن بقية الأنبياء  تماما مثل ما فعل المسيحيون و اليهود فحان الوقت لتصحيح هذا الخطأ الجسيم الذي يقف حجر عثرة في إظهار الوجه الحقيقي للإسلام و نعلن بأعلى صوتنا في كل مكان أننا أتباع إبراهيم الحقيقيين و أننا أتباع موسى و عيسى و جميع الأنبياء بدون إستثناء

تعليقات