دين المرتزقة و قطاع الطرق ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


عندما تتوجه أحد أسهم النقد والإتهام للمعتقد الإسلامي المتعارف لدى أغلب الناس أو أحد جوانبه السلبية تقام الدنيا و لا تقعد من أصحاب المذاهب و تقوم حمالات كبرى من الإحتجاج و الإعتراض التي تصل للعدوانية في بعض الأحيان لكن عندما يصدر نفس الإتهام و الإفتراء من أئمة هذه المذاهب يعم الصمت و التجاهل التام و تبدأ المحاولات السخيفة لتبرير ما لا يمكن تبريره
من التهم المحيطة بالدين الإسلامي وصفه بدين المرتزقة و أن النبي محمد و أتباعه كانوا مجرد عصابة من قطاع الطرق كان همهم الوحيد إرهاب و قتل الناس لنهب أموالهم و إستغلال نسائهم و أطفالهم و بغض النظر عن بعد هذه الفكرة عن واقع النصوص و تجاهل أصحابها للعديد من الحقائق القرآنية التي تثبت عكسها فإننا لا نستطيع تجاهل حقيقة أن هذه التهم لم تأتي من عبث و أنها مستمدة من نصوص و تشريعات فعلية لا يزال يرددها و يعتبرها أصحاب المذاهب جزء لا يتجزأ من الدين
فعندما يتهم الإسلام بقطع طريق القوافل فإن ذلك لم يأتي من فراغ بل من سيرة و أحاديث كاذبة إتهمت الرسول بقطع قوافل قريش لنهب أموالهم مع أن القرآن أمر بعدم قطع الطريق و أخذ الأسرى و الغنائم خارج إطار الحرب و توعد بوضوح مقترفي مثل هذه الأفعال
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)  سورة الأنفال
 و عندما يوصف النبي محمد و أتباعه بجرمي حروب فليس من فراغ بل سببه أحاديث العار
صحيح البخاري
قََدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ
صحيح البخاري 
فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَسَرَ الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ  فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا مُحَمَّدٌ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَالْخَمِيسُ يَعْنِي الْجَيْشَ قَالَ فَأَصَبْنَاهَا فَجُمِعَ السَّبْيُ فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ قَالَ اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ قَالَ ادْعُوهُ بِهَا فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا قَالَ فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا أَصْدَقَهَا قَالَ نَفْسَهَا أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا
فلو غيرنا أسماء الأماكن و الأشخاص في مثل هذه الروايات لأجمع كل من قرأها على أنها تتحدث عن عصابة من المجرمين هوايتهم المفضلة القتل و النهب و إستعمال المرأة كسلعة ليس لها مشاعر لأنه لا يوجد عقل سليم سيقبل زواج إمرأة عن طيب خاطر بقاتل زوجها و أبيها و أخيها كما جاء في روايات أخرى يوم عرسها بعد مدة وجيزة من ذلك مثلما لن يقبل أن يصبح شخص شهواني يقرر الزواج من إمرأة بمجرد رؤيتها و إعجابه بجمالها قدوة للإنسانية جمعاء ! شخص يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته و يعتبر عتق رقبة إمراة قام هو بنفسه بوضع قيود العبودية على عنقها منا عليها و يجعله صدقة لها ضربا بعرض الحائط حكم ربه في الكتاب
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)  سورة النساء 
و طبعا لم يعد هنالك أهل ليأخذ منهم الإذن فقد تم ذبحهم عن بكرة أبيهم أما العدة فحدث و لا حرج
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)  سورة البقرة
و هناك العديد من الروايات المماثلة في البشاعة ألبست رسول الله لباس زعماء المافيا و مع ذلك نرى مئات الألاف من أتباع المذاهب يخرجون في المظاهرات للدفاع عن هذه الشخصية الوهمية مرددين مقولة فداك يا رسول الله بأبي و أمي بدون وعي و لا قراءة لكتبهم الدينية و لا يعلمون أنهم يدافعون عن شخصية إجرامية تكرس على ما تعيشه الشعوب التابعة لهذه المذاهب الفاسدة من تخلف 
و بطبيعة الحال من الأشياء المألوفة عند رؤساء العصابات و زعماء الحرب الإستعانة بالمرتزقة أثناء الحروب
تفسير الطبري
{ وَالْمُؤَلَّفَة قُلُوبهمْ } وَهُمْ قَوْم كَانُوا يَأْتُونَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ أَسْلَمُوا , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْضَخ لَهُمْ مِنْ الصَّدَقَات , فَإِذَا أَعْطَاهُمْ مِنْ الصَّدَقَات فَأَصَابُوا مِنْهَا خَيْرًا قَالُوا : هَذَا دِين صَالِح ! وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ , عَابُوهُ وَتَرَكُوهُ.
تفسير القرطبي
{ والمؤلفة قلوبهم } لا ذكر للمؤلفة قلوبهم في التنزيل في غير قسم الصدقات، وهم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام، يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم. قال الزهري : المؤلفة من أسلم من يهودي أو نصراني وإن كان غنيا. وقال بعض المتأخرين : اختلف في صفتهم، فقيل : هم صنف من الكفار يعطون ليتألفوا على الإسلام، وكانوا لا يسلمون بالقهر والسيف، ولكن يسلمون بالعطاء والإحسان. وقيل : هم قوم أسلموا في الظاهر ولم تستيقن قلوبهم، فيعطون ليتمكن الإسلام في صدورهم. وقيل : هم قوم من عظماء المشركين لهم أتباع يعطون ليتألفوا أتباعهم على الإسلام. قال : وهذه الأقوال متقاربة 
تفاسير لا زل يؤيدها شيوخ المذاهب إلى يومنا هذا

هكذا تم تصوير دين الله دين على مقاس فكر الغزاة و سلاطين الحرب الذي يقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة و عدو عدوي صديقي 
هكذا تم تصوير النبي الكريم الذي كان على خلق عظيم
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)  سورة القلم
 أنه كان يدفع المال للمجرمين لإقناعهم بالدخول في الإسلام أو بالأحرى الزيادة من تعداد جيوشه و أنه كان يدفع المال للأعداء لإتقاء شرهم كما يفعل الجبناء !؟
يبرر شيوخ المذاهب زكاة الرشوة على أنها دعوة بواسطة المال لتحبيب الكفار في إعتناق الإسلام و يزعمون أن هؤلاء الكفار الذين لم يدفعهم لإعتناق الإسلام سوى المال و المصالح سيدفعون أضعاف ذلك لاحقا عند إيتاءهم للزكاة

ليرد عليهم القرآن بمثال و لا أبلغ و لا أوضح عن حقيقة هؤلاء
وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)  سورة التوبة
  ففي بعض الأحيان يتساءل المرأ هل درس هؤلاء (العلماء) و سلفهم الذين جعلوا في مرتبة الأنبياء كتاب الله  في يوم من الأيام ؟ كيف لا و السياق الذي إستخرجوا منه تفسيرهم العجيب للمؤلفة قلوبهم يخاطب بالذات من وصفوهم بالمؤلفة قلوبهم
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)  سورة التوبة
وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)  سورة التوبة
و يؤكد أن الصدقات ليست لهم بل للمؤلفة قلوبهم الحقيقيين !
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)  سورة التوبة
مفارقة عجيبة تثبت قلبهم و عكسهم لمعاني النصوص بالأخص عندما الإطلاع على مفارقة أخرى لا تقل غرابة عن سابقتها و أن آخر شيء يؤلف بين قلوب المؤمنين هو المال !
وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)  سورة الأنفال
فالمؤلفة قلوبهم هم من ضحوا بأموالهم و فقروا في سبيل الله و رسوله و تألفوا من حوله و ليس العكس
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)  سورة الحشر
وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)  سورة الأنفال
من بين صفات المرتزقة المشهورة أيضا إنعدام المبادئ و تغير القناعات حسب الظروف و نوعية الخصوص منطق يتجسد بوضوح في آراء شيوخ المذاهب 
آية السيف
ما الآية الخامسة وهي قوله تعالى : ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فيطلق عليها العلماء " آية السيف " 
قال ابن كثير رحمه الله : " وَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ هِيَ آيَةُ السَّيْفِ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/ 99) .
ونزلت - في قول الجمهور - ناسخة لجميع الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين ، آمرة بقتالهم . وقال بعض أهل العلم : ليست آية السيف ناسخة لتلك الآيات ، ولكن الأحوال تختلف ؛ فإذا قوي المسلمون وصارت لهم قوة استعملوا آية السيف ، وما جاء في معناها ، وقاتلوا جميع الكفار ، وإذا ضعف المسلمون ولم يقووا على قتال الجميع : فلا بأس أن يقاتلوا بحسب قدرتهم ، ويكفوا عمن كف عنهم ، فيكون الأمر بحسب المصلحة والنظر في العواقب . و هذا القول هو الراجح .
فبغض النظر عن عدم وجود ما يسمى بجهاد الطلب في شريعة القرآن كما سبق التوضيح في أكثر من موضوع
أكذوبة الدعوة إلى الإسلام بالسيف
أكذوبة جهاد الطلب
فيبقى هذا المنطق بعيد كل البعد عن منطق الجهاد في القرآن الذي يقوم بالأساس على عدم خشية الأعداء و عدم التلون حسب المصالح
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)  سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) سورة المائدة
و التضحية بالغالي و النفيس في سبيل نصرة دين الله
لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)  سورة التوبة
ولكن هذا هو حال مرتزقة الأديان 
و لتكتمل الصورة كليا لم يفوت أعداء الدين الفرصة دون نسب جريمة الإستغلال الجنسي للأطفال لشريعة الله سبحانه و تعالى عما يصفون و كالعادة كانت أفضل طريقة هي نسب ذلك لرسول الله الدرع الواقي لفواحشهم من خلال إتهامه بالزواج من عائشة و عمرها ستة أعوام و إتيانها جنسيا في سن التاسعة بالإضافة لتحريف كلام عن مواضعه كما سبقت الإشارة في موضوع
هل أباح القرآن نكاح الصغيرة ؟
فهل هذا هو دين الله الذي إرتضاه لعباده الصالحين و وعد متبعيه بتمكينهم في الأرض ؟
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)  سورة النور
أم دين الشهوات و الرذائل الذي جعل متبعيه في ذيل الأمم ؟ 
ألم يحن الوقت للإنسلاخ من دين الإجرام و الإعتراف بمكمن الداء و الخلل عوض محاولة إلصاقه في الأخرين و الضحك على النفس بنظرية المؤامرة و عدم الإعتراف بحقيقة أن أكبر مؤامرة عرفها الإسلام هي نشأة المذاهب المنتسبة إليه

تعليقات