حكم القتل في القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


تعد جريمة قتل النفس المتعمد من أعظم الجرائم ليس في الدين الإسلامي فحسب بل في جل الأديان و القوانين البشرية و تكاد تكون من النقاط القليلة التي خلاف عليها في جل الملل و الدساتير البشرية لكن أعداء و منقدي الإسلام كان لهم رأي آخر كعادتهم و يرون أن الإسلام قد شرع القتل بشتى أنواعه تحت غطاء القتل بالحق
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)  سورة الأنعام
الذي يبيح العديد من حالات القتل و بالتالي فإن الإسلام قد خرق أحد أهم وصايا الله العشر حسب الملتين اليهودية و المسيحية و المتمثلة في وصية لا تقتل 
و عند الإطلاع على نصوص و تفاسير سلف المذاهب
تفسير بن كثير
{ ولا تقتلوا النفس التي حرم اللّه إلا بالحق } ، وهذا مما نص تبارك وتعالى على النهي عنه تأكيداً وإلا فهو داخل في النهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا اللّه وأني رسول اللّه إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة
تفسير الجلالين
{ ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق } كالقود وحد الردة ورجم المحصن 
نجد بالفعل أن الباب مفتوح لتشريع القتل في العديد من الحالات حسب الإجتهاد و بالأخص في تعريف التارك لدينه المفارق للجماعة الذي يمكن أن يشمل التارك للصلاة و لصلاة الجماعة
صحيح مسلم
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ
أو التارك لصلاة الجمعة
موطأ مالك 
وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ مَالِك لَا أَدْرِي أَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا عِلَّةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ 
و الممتنع عن الزكاة كما كان الشأن في حروب الردة و الإمتناع عن الحج في حالة الإستطاعة
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
و في حالة شتم الرسول و إنكار أو التشكيك في ثوابت الدين و ما أكثرها عند اصحاب المذاهب بداية بإنكار مذاهبهم و تكذيب فتاوى أئمتهم المقدسة و الأمثلة كثيرة
و عندما نجد هذا الكم الهائل من الإحتمالات فقط في حالة قتل النفس المسلمة فماذا سنقول عن قتل النفس الغير مسلمة ؟
صحيح البخاري 
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
فلا يوجد أسوء من إرتكاب الجرائم التي نهى عنها الله تعالى و توعد مقترفيها بأشد العذاب فما بالك بمن يشرع هذه الجرائم تحت غطاء الدين و ينسبها لله تعالى و رسله
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)  سورة الأعراف
ليضيف على جرمه الأول جريمة الكذب و الإفتراء على رب العالمين
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)  سورة الأنعام
لكن لو إعتمدنا و إكتفينا بنصوص القرآن فسنجد التفسير الوحيد لعبارة قتل النفس بالحق هو قتل النفس بالنفس بمعنى قتل النفس بسبب قتلها لنفس أخرى بتعمد
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)  سورة المائدة
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)  سورة المائدة
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)  سورة الكهف 
حيث إعتبر النبي موسى في الآية الأخيرة قتل النفس بغير نفس شيئا نكرا
طبعا هناك من سيعتبر هذه الشرائع خاصة ببني إسرائيل و برسالة التوراة رغم أن القرآن نزل مصدقا لشرائع التوراة
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)  سورة آل عمران
لكن المشكلة أن القرآن لم ينسخ و يشرع القتل في أي حكم جديد و ظل يحكم بنفس مبدأ 
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)  سورة النحل
و بالتالي يستحيل أن يعاقب شخصا بما لم يقترفه فيأمر بقتله بسبب إرتكابه لفاحشة جنسية أو تركه لدين الله ألخ حقيقة تتجلى بوضوح في نص هذه الآية التشريعية التي قامت بتبيان و تفصيل معنى القتل بالحق
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)  سورة الإسراء
المقتصر على قتل قاتل النفس ظلما و عدوانا مما ينفي جواز القتل في باقي الحالات التي ذكرت في السنة المنسوبة للرسول محمد
و من أوجه القتل بالحق قتل المقاتلين المعتدين أثناء الحروب
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)  سورة البقرة
و هنا أيضا يقتصر حكم القتل و القتال على الذين يقاتلون و يقتلون المؤمنين في الحروب و حتى إن تم قتل مقاتل لم يقتل مؤمنا فإن نيته كان قتل المؤمنين و لو لم يقتل لفعل ذلك بالتأكيد و بالتالي يعتبر ذلك دفاعا عن النفس و في نفس الوقت أمرت النصوص بالتوقف عن القتال مباشرة عند توقف قتال و عدوان المعتدين
 فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)  سورة البقرة
و سيتجلى مبدأ النفس بالنفس بوضوح في هذه الآية
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)  سورة المائدة
التي وضعت عدة عقوبات متفاوتة لجريمة محاربة الله و رسوله كل حسب جرمه تطبيقا لمبدأ المعاقبة بالمثل و لم تأمر بمعاقبتهم جميع بالقتل و بطبيعة الحال لم يشرع القتل إلا ضد من قام بالمثل
و يبقى تشريع القتل بالحق في الدين الإسلامي مجرد إستثناء يهدف بالأساس إلى جانب تحقيق العدل بين العباد إلى منع القتل فوق الأرض من خلال قتل و ردع القتلة و منعهم من إرتكاب المزيد من الجرائم تشريع عادل و مبرر يدافع عن حق الإنسان في الحياة و يتوافق مع القوانين البشرية في جميع العصور و المجتمعات و تبقى المشكلة في من إعترض على حكم القتل بالحق إنتقادا للإسلام بغير وجه حق و إنتصارا لأديانهم الأرضية
  و على سبيل المثال الملة اليهودية التي جعلت حكم لا تقتل من وصايا الله العشر التي لا يجب خرقها في أي حل من الأحوال
سفر الخروج إصحاح 20
1  ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: 2 «انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3 لا يَكُنْ لَكَ الِهَةٌ اخْرَى امَامِي. 4 لا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالا مَنْحُوتا وَلا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الارْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الارْضِ. 5 لا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ لانِّي انَا الرَّبَّ الَهَكَ الَهٌ غَيُورٌ افْتَقِدُ ذُنُوبَ الابَاءِ فِي الابْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ 6 وَاصْنَعُ احْسَانا الَى الُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. 7 لا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ الَهِكَ بَاطِلا لانَّ الرَّبَّ لا يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلا. 8 اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. 9 سِتَّةَ ايَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ 10 وَامَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ الَهِكَ. لا تَصْنَعْ عَمَلا مَا انْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَامَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ ابْوَابِكَ 11 لانْ فِي سِتَّةِ ايَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالارْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. 12 اكْرِمْ ابَاكَ وَامَّكَ لِتَطُولَ ايَّامُكَ عَلَى الارْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ الَهُكَ. 13 لا تَقْتُلْ. 14 لا تَزْنِ. 15 لا تَسْرِقْ. 16 لا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17 لا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لا تَشْتَهِ امْرَاةَ قَرِيبِكَ وَلا عَبْدَهُ وَلا امَتَهُ وَلا ثَوْرَهُ وَلا حِمَارَهُ وَلا شَيْئا مِمَّا لِقَرِيبِكَ». 
لكننا على أرض الواقع سنجد تشريع للقتل و إستباحة غير إعتيادية للدماء في العديد من النصوص اليهودية التي لا مجال لذكرها جميعا و لأتفه الأسباب
سفر التثنية إصحاح 21
18 «إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا19 يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20 وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21 فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ. 
سفر الخروج إصحاح 21
15  وَمَنْ ضَرَبَ ابَاهُ اوْ امَّهُ يُقْتَلُ قَتْلا16  وَمَنْ سَرِقَ انْسَانا وَبَاعَهُ اوْ وُجِدَ فِي يَدِهِ يُقْتَلُ قَتْلا. 17 وَمَنْ شَتَمَ ابَاهُ اوْ امَّهُ يُقْتَلُ قَتْلا. 
سفر العدد إصحاح 15
32 وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ33 فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ 34 فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35 فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ»
سفر اللاويين إصحاح 20
27 «وَاذَا كَانَ فِي رَجُلٍ اوِ امْرَاةٍ جَانٌّ اوْ تَابِعَةٌ فَانَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».
سفر حزقيال إصحاح 9
4  وَقَالَ لَهُ: [اعْبُرْ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ, وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا». 5  وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: [اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6  اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.
جرائم بشعة لم يسلم منها حتى الأطفال الرضع و في الأخير يدعون أن شريعتهم تقوم على مبدأ لا تقتل ! أليس هذا تناقض صارخ مع الوصايا العشر المزعومة التي لم تضع أي إستثناء للقتل عكس الوصايا العشر الحقيقية المذكورة في القرآن
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)  سورة الأنعام
التي تسير في تناغم تام مع بقية النصوص القرآنية
أما المسيحيون فتبقى طامتهم أكبر حين زعموا أن ملتهم قد نسخت جميع شرائع القتل الموجودة في العهد القديم التي كانت مجرد أحكام ظرفية خاصة بحقبة زمنية معينة بإستثناء الوصايا العشر الصالحة لكل زمان و مكان حسب وصفهم مع أنهم خرقوا وصية تقديس يوم السبت ؟ و رغم إعتراف أناجيلهم الحرفي بالعكس و أن أحكام العهد القديم بقية سارية المفعول
إنجيل متى إصحاح 5
17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.
ليبقى السؤال المطروح هنا لماذا فرض الله الوصايا العشر بما فيها وصية لا تقتل على شعوب غير كاملة ألزمها بعدة أحكام تدعوا للقتل ؟ ألم يكن الأجدر إنتظار بعثة المسيح لجعل الوصايا العشر جزء من الشريعة النهائية حتى تتماشى هذه الأخيرة مع وصية لا تقتل ؟
لكن يبقى المشكل الكبير في المنطق المسيحي الذي يدعوا للسلم المبالغ فيه لدرجة رفض الدفاع عن النفس
إنجيل لوقا إصحاح 6
27 «لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ 28 بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. 29 مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. 30 وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. 
أنه لا يتماشى مع واقع العالم الذي نعيش فيه و لا يستطيع حماية الناس من الظلم و العدوان
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)  سورة النساء
فهل سينفع مبدأ إعطاء الخد الثاني لحماية الناس من الظلم العدوان و الإجرام ماذا سيفعل المسيحي في حالة قدوم عدو خارجي يريد إحتلال بلده و إغتصاب خيراتها و قتل أبنائها ؟ ماذا سيفعل المسيحي إن قابل مجرمين يريدون قتل و إغتصاب أفراد عائلته هل سيطبق وصية لا تقتل و يعطيهم الخد الثاني و يحكم على أفراد عائلته الأبرياء بالهلاك ؟ فرفض قتل القتلة شبيه بمن يساهم في قتل الأبرياء 
و التاريخ و الحاضر يثبت عجز المسيحية في تطبيق هذا المنطق المخالف للفطرة الإنسانية بل سنجد أن أكبر الجرائم التي إرتكبت في العالم منذ ظهور المسيحية كانت على أيدي المسيحيين
و مع ذلك يقوم المسيحيون بإلقاء اللوم على القرآن بسبب كثرة آيات القتل و القتال عكس أناجيلهم الخالية من أي أمر بالقتل دون أن يدركوا أن ذلك يعتبر ثغرة و نقطة ضعف كبيرة في ملتهم التي أظهرت بذلك محدوديتها و عدم معالجتها لأحد أهم الظواهر الملازمة للإنسان على مر العصور و المتمثلة في ظاهرتي القتل و الحرب اللتان تركتا و تم حل مشكلتهما بكل إستخفاف بالدعوة للتسامح و حب و مباركة الأعداء المجرمين ! على عكس كتاب الله الكامل المفصل الذي لم يترك كبيرة و لا صغيرة في أحكام الحرب و القتل إلا و تطرق و لها كما سبق التوضيح هذا الموضوع
سبب كثرة آيات القتال في القرآن
و عندما تسأل المسيحيين عن كيفية الدفاع عن النفس في حالة العدوان تلمس في أجوبتهم الحيرة و الإرتباك و يغيب الإقناع وسط تبريرات لا تمت للمنطق و الواقع بصلة و كمثال قولهم أن الله يختار من عنده الحكام ليحكموا بالعدل بين الناس و عندما تذكرهم بجرائم نفس هؤلاء الحكام يتبرأون منهم و يدعون أنهم لا يمثلون المسيحية
هذا هو دين الله الكامل المفصل الذي جعله حكما للبشر في كل زمان و مكان لكن عندما يتم إستغلاله بطريقة عكسية و قلب مفاهيم أحكامه و نسب الجريمة لله فإنه يتحول لدين نقمة و مصدر نفور الناس كما هو الشأن حاليا لذلك أصبحنا في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تطهير هذا الدين العظيم من شريعة القتل و الإجرام 

تعليقات