سبب كثرة آيات القتال في القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


كثيرا ما نسمع من منتقدي و كارهي الدين الإسلامي مقولة القرآن هو مصدر عنف و إرهاب المسلمين و حجتهم في ذلك إحتواءه على العديد من الآيات التي تدعوا للقتل و القتال فيقومون بإقتطاع مجموعة من النصوص من سياقها و عرضها مجتمعة ليقولوا للناس أنظروا حقيقة هذا الدين و هذا الكتاب الذي كان شغل كاتبه الشاغل هو دعوة أتباعه للقتال و إراقة الدماء
و في الحقيقية سنجد هذه الطريقة في الدعاية السيئة للدين الإسلامي تقوم على عاملين أساسيين الإعتماد في قراءة آيات القتال على تفاسير السلف المذهبي التي قامت بتشويه أحكام الله بالإضافة لإستغلال جهل أغلب أتباع رسالة القرآن بكتاب ربهم و حقيقية أن آيات القتال على كثرتها لا تشكل سوى جزء بسيط من محتوى كتاب مليء بالآيات التي تدعوا لمكارم الأخلاق و الإصلاح بين الناس و أن سبب كثرة الحروب يعود بالأساس لعدوان الكفار المتواصل و سعيهم الحثيث للقضاء على دين الله أثناء فترة البعثة المحمدية
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)  سورة البقرة
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)  سورة الأنفال
و ليس العكس كما يروج أعداء الحقيقة
لكن مع ذلك يبقى هناك سؤال مطروح لماذا أعطى الله تعالى كل هذه الأهمية للقتال بفرضه على رسوله الخاتم و أتباعه و جعل تفاصيل حروبهم جزء لا يتجزأ من القرآن ؟
الحقيقية التي لا يريد أن يستوعبها البعض أن الحرب تبقى جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان حقيقية علمها لنا التاريخ و الحاضر اللذان يشهدان على عدم توقف آلة الحرب البشرية في أي فترة من فترات تعمير الإنسان فوق الأرض 
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  سورة البقرة
فمن الطبيعي أن تحضى بكل هذا الكم من الإهتمام و التفصيل في دستور الله للبشر و العكس هو الذي كان سيبدو غريبا و أن يترك الله تعالى عباده دون أن يرشدهم لكيفية التعامل أثناء الحروب و تجنيبهم الظلم و العدوان و الإفساد في الأرض
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)  سورة النساء
و الأهم من هذا كله إرشادهم إلى طريق السلام
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)  سورة المائدة
الذي سيساهم في التغلب على الحرب نفسها و نشر السلام فوق الأرض
بالنسبة لمنقدي الإسلام تبقى آيات القتال مجرد دعوة مجانية للحرب و تبرير لجرائم محمد و أتباعه لكن  بالنسبة للمؤمنين و الباحثين الموضوعيين تبقى هذه النصوص عبارة عن أمثلة  و دروس تحيط بجميع الجوانب و الأحكام المتعلقة بالحرب في كل زمان و مكان
دروس تعلمنا أن أفضل وسيلة لتجنب الحروب هي إرهاب العدو من خلال توفير و إظهار أعتى أنواع الأسلحة و حشد أقوى الجيوش 
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)  سورة الأنفال
و ليس عن طريق إرهاب العدو بقتل الأبرياء و المدنيين الذي أصبح ملازما لدين الله بغير وجه حق دين الله الذي أظهر لنا بوضوح كيفية التعامل مع المدنيين و الأفراد المسالمين عند خوض الحروب
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)  سورة النساء
دين الله الذي حرم و توعد من قتل مؤمنا واحدا بمعنى قتل شخصا مسالما أثناء الحروب بالخلود في نار جهنم 
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)   سورة النساء
و جعل دية لقتله بالخطأ 
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)  سورة النساء
و لمزيد من التفاصيل يمكن العودة لموضوع
هل قام القرآن بالتمييز بين المسلم و الغير مسلم في القصاص ؟
الإسلام الذي علمنا متى نقاتل 
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)  سورة الحج
و من نقاتل
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)  سورة البقرة
و من أجل من نقاتل
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)  سورة النساء
و متى نكف أيدنا
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)  سورة البقرة
و متى ندعو للسلم
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)  سورة الأنفال
و متى لا ندعو له
  فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)  سورة محمد
و على خلاف ما يدعيه المبطلون فإن العلو هنا لا علاقة بالقوة العسكرية بل بالعلو في المرتبة عند الله تعالى
وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)  سورة آل عمران
و أن عدم الدعوة للسلم يعود بالأساس لعدم رغبة العدو فيه عكس المثال السابق
و من أحكام الحرب البالغة الأهمية في القرآن تفصيله للحالات التي لا يجوز فيها نصرة المؤمنين و التي تراوحت بين عدم الإلتزام بالدفاع على المؤمنين في البلدان الغير مسلمة إلا في حالة تعرضهم للإضطهاد الديني و بين تحريم الدفاع عليهم في الدول التي يربطها ميثاق و عهد سلام مع المؤمنين
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)  سورة الأنفال
مما يوضح الأهمية الكبرى التي تحظى بها العهود و المواثيق في دين الله لدرجة جعلها فوق نصرة المؤمنين و هو ما نسلمه بوضوح في العديد من النصوص و أبرزها هذا الحكم
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)  سورة الأنفال
الذي يلزم المؤمنين بإخبار العدو بإلغاء العهد قبل قتاله في حالة إستشعار خيانة أحد الأقوام المعاهدة و ليس نكثه مباشرة و الغدر بالعدو كما يفعل المجرمون 
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)  سورة الأنفال
و سنجد في طيات القرآن المزيد من التفاصيل عن العهود و كيفية التصرف عند نكثها بالبراءة من ناكثيها قبل قتالهم
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)  سورة التوبة
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)  سورة التوبة
و ضرورة الإستقامة لمن إلتزم بها
إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)  سورة التوبة
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)  سورة التوبة
 و بطبيعة الحال لا يمكن لكتاب الله أن يغفل أحد أهم جوانب الحرب الإنسانية ألا و هي حكم الأسرى حيث جعل لهم دين الله خيارين لا ثالث لهما إما فدائهم بأسرى المؤمنين أو المن عليهم بإطلاق سراحهم بدون مقابل
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)  سورة محمد
مع الدعوة لحسن معاملتهم
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)  سورة الإنسان
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)  سورة الأنفال
فعندما نطلع على مجموع هذه الأحكام و ما تحمله من عدل و مراعاة و إحترام للنفس البشرية ثم نجدها غائبة عن أكثر الأمم تحضرا و مراعاة للحقوق الإنسان في زمن  الدعوة لحقوق الإنسان فإن ذلك لا يزيد سوى في تأييد ضرورة وجود أحكام و تفاصيل الحرب في خاتم الرسالات و حاجة البشرية إليها في كل زمان و مكان 

تعليقات