بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا شك أننا نشهد في زمننا الحالي ثورة دينية لم يسبق لها مثيل فتحت أبواب البحث القرآني التي ظلت مرصودة لعدة قرون على مصراعيها و كشفت النقاب عن العديد من الحقائق التي لم تكن لتخطر ببال أشد الناس ريبة فأصبحت المفاهيم الموروثة لكل جملة بل لكل كلمة في القرآن محل النقد و التشكيك لكن على الرغم من ذلك لا تزال العديد من المفاهيم المغلوطة عالقة في عقول الناس
من أهم المصطلحات القرآنية التي لم تنل حقها من التدبر مصطلح الزنا الذي تم تعريفه بالعلاقة الجنسية خارج إطار الزواج و للأسف سقط أغلب الباحثين الجدد في الفخ و سلموا بهذا المفهوم دون إعطائه حقه من التدبر و البحث
وصف القرآن في مختلف آياته العلاقات الجنسية المحرمة بالفواحش
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) سورة الأنعام
و من بينها الزنا بطبيعة الحال
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) سورة الإسراء
لكن هذا غير كافي للجزم بأن المعنى المتوارث للزنا هو المقصود في نصوص القرآن خصوصا إذا أعطينا هذه الآية حقها من التدبر
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
و التي تظهر مدى تخبط تفاسير السلف و تضارب آرائهم بسبب تعريفهم المغلوط للزنا و هذه أمثلة
هذا خبر من اللّه تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أومشركة، أي لا يطاوعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية أو مشركة لا ترى حرمة ذلك، وكذلك { الزانية لا ينكحها إلا زانٍ} أي عاص بزناه { أو مشرك} لا يعتقد تحريمه، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: ليس هذا بالنكاح إنما هو الجماع لا يزني بها إلا زان أو مشرك
حاول هنا بعض المفسرين اللعب على الكلمات بتحريف معنى كلمة النكاح و نسبها للجماع الجنسي رغم مخالفة ذلك لصريح لغة القرآن التي حصرت مفهوم الكلمة في الزواج حتى في حالة عدم دخول الزوج على زوجته
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) سورة الأحزاب
على خلاف الجماع الجنسي التي وصف بالإتيان
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) سورة الأعراف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) سورة البقرة
و بالتالي فلا علاقة لنكاح الزناة في نص الآية بالجماع الجنسي
{ الزَّانِي لَا يَنْكِح إِلَّا زَانِيَة أَوْ مُشْرِكَة وَالزَّانِيَة وَلَا يَنْكِحهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } . اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي بَعْض مَنْ اسْتَأْذَنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِكَاح نِسْوَة كُنَّ مَعْرُوفَات بِالزِّنَا مِنْ أَهْل الشِّرْك , وَكُنَّ أَصْحَاب رَايَات , يُكْرِينَ أَنْفُسهنَّ , فَأَنْزَلَ اللَّه تَحْرِيمهنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ : الزَّانِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَتَزَوَّج إِلَّا زَانِيَة أَوْ مُشْرِكَة , لِأَنَّهُنَّ كَذَلِكَ ; وَالزَّانِيَة مِنَ أُولَئِكَ الْبَغَايَا لَا يَنْكِحهَا إِلَّا زَانٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ الْمُشْرِكِينَ أَوْ مُشْرِك مِثْلهَا ; لِأَنَّهُنَّ كُنَّ مُشْرِكَات . { وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } فَحَرَّمَ اللَّه نِكَاحهنَّ فِي قَوْل أَهْل هَذِهِ الْمَقَالَة بِهَذِهِ الْآيَة
قصة كذابة بطبيعة الحال كجل تفاسير السلف التي حاولت حصر مختلف أحكام القرآن في حالات و أشخاص معينين حيث يتجلى بوضوح في نص الآية التي قامت بالفصل بين الزانيات و المشركات
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
إختلاف عقيدة الزانيات عن عقيدة المشركات مما ينفي حصر الحكم على فئة من المشركات و أصلا لا يجوز وصف تزوج شخص غير زاني بإمرأة زانية على أنه زنا
{ الزاني لا ينكح } يتزوج { إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك } أي المناسب لكل منهما ما ذكر { وحرم ذلك } أي نكاح الزواني { على المؤمنين } الأخيار،
يعد هذا التفسير كارثة بكل ما تحمله الكلمة معنى حيث جعل من الزنا صفة دائمة ملازمة لأصحابها تمنعهم من الزواج من بقية المؤمنين حتى و لو تابوا ! و هنا تطفو على السطح معضلة أخرى و هي إمكانية زنا أحد المؤمنين الأخيار بين قوسين في الخفاء و بالتالي يسقط حكم عدم نكاح الزناة لغير الزناة !
فكل هذا التخبط و اللامنطقية ما هو إلا نتاج محاولة يائسة لتوفيق النص مع مفهوم الزنا المتعارف لدى المفسرين رغم أن كل شيء في هذه الآيات يوحي بالعكس
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
و أن الزنا هو نوع من النكاح أي نوع من الزواج و ليس إرتكاب فاحشة ممارسة الجنس خارج إطار الزواج كما هو متعارف حاليا
فالمعنى الحقيقي لقوله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زاني أو مشرك أن زواج الزنا لا يتحقق إلا إذا كان طرفاه زانيان سواء تعلق الأمر بالزناة المؤمنين أو المشركين الذين لم تصفهم الآية بالزناة كون الزنا غير محرم لديهم من الأساس و لا تقع عليهم عقوبته التي إختصها الله تعالى بالمؤمنين فقط
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) سورة النور
و بطبيعة الحال المقصود بمقولة وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ زواج الزناة ببعضهم و ليس ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الذي لم يأتي ذكره أصلا في السياق
فما هو الزواج المحرم لدى المؤمنين يا ترى ؟ الجواب في نصوص القرآن التي لم تترك شيئا إلا و قامت بتبيانه سواء طال الزمن أو قصر
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
فقط يجب التخلص من أفكار الموروث المعششة في عقول الناس و ستتضح الرؤية جيدا
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) سورة الإسراء
وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) سورة النساء
حيث سنجد التفصيل الكامل لجميع أنواع زواج المحارم في آيات سورة النساء التي عندما نقارنها بنص الآية
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) سورة النساء
يتجلى بوضوح أن الزنا ما هو في حقيقة الأمر سوى زواج المحارم
فلنتفكر قليلا لو كان الزنا مجرد وصف للعلاقات الجنسية المحرمة هل كان سيصنف في العديد من الآيات مع أكبر الكبائر و الآثام و يجعل الإقلاع عنه أحد أهم شروط الإسلام أكثر حتى من الشذوذ الجنسي !
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) سورة الفرقان
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) سورة الممتحنة
لو كان الزنا هو المقصود في هذه الآيات كما ذهب جل المفسرين
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) سورة الطلاق
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) سورة النساء
ألم يكن من الأحرى ذكره بالإسم
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ تَزْنِي مِنْكُنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَزْنِينَ
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ زَنَيْنَ
فكل هذه المعطيات توحي أن الزنا هو زواج المحارم و أن لا علاقة له بالممارسات الجنسية المحرمة و الله تعالى أعلم
من أهم المصطلحات القرآنية التي لم تنل حقها من التدبر مصطلح الزنا الذي تم تعريفه بالعلاقة الجنسية خارج إطار الزواج و للأسف سقط أغلب الباحثين الجدد في الفخ و سلموا بهذا المفهوم دون إعطائه حقه من التدبر و البحث
وصف القرآن في مختلف آياته العلاقات الجنسية المحرمة بالفواحش
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) سورة الأنعام
و من بينها الزنا بطبيعة الحال
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) سورة الإسراء
لكن هذا غير كافي للجزم بأن المعنى المتوارث للزنا هو المقصود في نصوص القرآن خصوصا إذا أعطينا هذه الآية حقها من التدبر
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
و التي تظهر مدى تخبط تفاسير السلف و تضارب آرائهم بسبب تعريفهم المغلوط للزنا و هذه أمثلة
تفسير بن كثير
حاول هنا بعض المفسرين اللعب على الكلمات بتحريف معنى كلمة النكاح و نسبها للجماع الجنسي رغم مخالفة ذلك لصريح لغة القرآن التي حصرت مفهوم الكلمة في الزواج حتى في حالة عدم دخول الزوج على زوجته
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) سورة الأحزاب
على خلاف الجماع الجنسي التي وصف بالإتيان
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) سورة الأعراف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) سورة البقرة
و بالتالي فلا علاقة لنكاح الزناة في نص الآية بالجماع الجنسي
تفسير الطبري
قصة كذابة بطبيعة الحال كجل تفاسير السلف التي حاولت حصر مختلف أحكام القرآن في حالات و أشخاص معينين حيث يتجلى بوضوح في نص الآية التي قامت بالفصل بين الزانيات و المشركات
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
إختلاف عقيدة الزانيات عن عقيدة المشركات مما ينفي حصر الحكم على فئة من المشركات و أصلا لا يجوز وصف تزوج شخص غير زاني بإمرأة زانية على أنه زنا
تفسير الجلالين
يعد هذا التفسير كارثة بكل ما تحمله الكلمة معنى حيث جعل من الزنا صفة دائمة ملازمة لأصحابها تمنعهم من الزواج من بقية المؤمنين حتى و لو تابوا ! و هنا تطفو على السطح معضلة أخرى و هي إمكانية زنا أحد المؤمنين الأخيار بين قوسين في الخفاء و بالتالي يسقط حكم عدم نكاح الزناة لغير الزناة !
فكل هذا التخبط و اللامنطقية ما هو إلا نتاج محاولة يائسة لتوفيق النص مع مفهوم الزنا المتعارف لدى المفسرين رغم أن كل شيء في هذه الآيات يوحي بالعكس
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
و أن الزنا هو نوع من النكاح أي نوع من الزواج و ليس إرتكاب فاحشة ممارسة الجنس خارج إطار الزواج كما هو متعارف حاليا
فالمعنى الحقيقي لقوله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زاني أو مشرك أن زواج الزنا لا يتحقق إلا إذا كان طرفاه زانيان سواء تعلق الأمر بالزناة المؤمنين أو المشركين الذين لم تصفهم الآية بالزناة كون الزنا غير محرم لديهم من الأساس و لا تقع عليهم عقوبته التي إختصها الله تعالى بالمؤمنين فقط
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) سورة النور
و بطبيعة الحال المقصود بمقولة وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ زواج الزناة ببعضهم و ليس ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الذي لم يأتي ذكره أصلا في السياق
فما هو الزواج المحرم لدى المؤمنين يا ترى ؟ الجواب في نصوص القرآن التي لم تترك شيئا إلا و قامت بتبيانه سواء طال الزمن أو قصر
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
فقط يجب التخلص من أفكار الموروث المعششة في عقول الناس و ستتضح الرؤية جيدا
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) سورة الإسراء
وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) سورة النساء
حيث سنجد التفصيل الكامل لجميع أنواع زواج المحارم في آيات سورة النساء التي عندما نقارنها بنص الآية
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) سورة النساء
يتجلى بوضوح أن الزنا ما هو في حقيقة الأمر سوى زواج المحارم
فلنتفكر قليلا لو كان الزنا مجرد وصف للعلاقات الجنسية المحرمة هل كان سيصنف في العديد من الآيات مع أكبر الكبائر و الآثام و يجعل الإقلاع عنه أحد أهم شروط الإسلام أكثر حتى من الشذوذ الجنسي !
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) سورة الفرقان
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) سورة الممتحنة
لو كان الزنا هو المقصود في هذه الآيات كما ذهب جل المفسرين
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) سورة الطلاق
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) سورة النساء
ألم يكن من الأحرى ذكره بالإسم
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ تَزْنِي مِنْكُنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَزْنِينَ
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ زَنَيْنَ
فكل هذه المعطيات توحي أن الزنا هو زواج المحارم و أن لا علاقة له بالممارسات الجنسية المحرمة و الله تعالى أعلم
بل الزنا هو مضاجعة الرجل للمرأة أمام انظار الناس حتى ولو كانت زوجته.والزنا يعاقب عليه شريطة أن يدلي الشهود بشهادتهم لواقعة الزنا وأن يكون عددهم أربعة فأكثر . أما ما يتم في الخفاء خارج إطار الزواج فهو بغاء بدليل قوله تعالى على لسان مريم (وما كنت بغيا).والله تعالى أعلم.
ردحذفما هو الدليل من النصوص القرآنية ؟ لأنني لا أرى هنا سوى ترديد لأحد القراءات المروج لها إعلاميا
حذفأرجو منكم أن تقوموا بتفكيك فيديوهات د.مجد خلف حول موضوع الزنا في شكل سلسلة حلقات إن أمكن، ولكم جزيل الشكر
ردحذفعنوان الرابط:https://www.youtube.com/watch?v=WCenYpBYHw4
سأنظر في الأمر بإذن الله بعد الاطلاع على المقطع
حذفوشكرا على الاهتمام الاقتراح
حسب تعريفكم للزنا والذي هو إما نكاح المحارم، أو نكاح المشرك، هل يشترط في حال وقوعه إشهاد أربع شهود أو لا حاجة لذلك، أرجو التوضيح، تحياتي
ردحذفلم أقل أنا الزنا هو نكاح المشرك بل أن المشرك لا يوصف بالزاني عند نكاح المحارم لأنه غير محرم في دينه عكس المؤمن
حذفالزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ 👈وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
يحتاج لأربعة شهود على العلاقات الجنسية المحرمة وليس على عقد زواج موثق بالكتابة والشهود
والله تعالى أعلم
كنت أقصد بالزنا بالنسبة لنكاح المشرك هو نكاح المؤمن لمشركة أو نكاح المؤمنة لمشرك ، يعني أن الذي يوصف بالزاني هو المؤمن أو المؤمنة وليس المشرك... بارك الله فيك على التوضيح، وشكرا
حذفهل يمكن اعتبار الخيانة الزوجية من ضمن الزنا أم من ضمن الفاحشة المحرمة؟
حذفالزنا وصف للزواج المحرم وليس للخيانة الزوجية
حذفوالله تعالى أعلم
وجدت من يعرف الزنا بأنه الجنس العلني وهو إقامة علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة مع شرط وجود أربع شهود وبالتالي وجب عليهما الحد مائة جلدة، أما إذا كان الجنس غير علنيا فهو يدخل في مسمى الفاحشة ولا حد عليهما، كما هو موجود في هذا الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=-96kcIwmQAc
ردحذفأرجو منكم التعليق،تحياتي
أعلم جيدا هذا التعريف الذي لا أساس له في النصوص التي لم تذكر أصلا وجوب الشهداء في حالة الزنا فيكفي الاطلاع على تعريف صاحبة المقطع للنكاح على أنه العلاقة الجنسية اعتمادا على ما أسمته بلسان العرب الذي ما هو في حقيقة الأمر سوى لسان قراءة السلف المذهبي للكلمات القرآنية لإدراك بعدها عن المعاني الحقيقة في كتاب الله
حذفيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا 👈نَكَحْتُمُ👉 الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ 👈قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (49) سورة الأحزاب
والتي تجعل من نكاح الزناة
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
نوع من الزواج وليس نوع من الجماع
والله تعالى أعلم
تحية طيبة
سلام الله عليك، أجدك قد شططت قليلا هنا أخي الكريم، فأحكام كتاب الله لم تنزل بميقات عصرها، وليست بجامدة، فإن حرمت ممارسة، فهذه الممارسة يعلم الله تعالى باستمرارها.
ردحذفوفي عصرنا الحالي، ومن قبله بمئات السنين وزواج المحرمات هو ممنوع في جل الكرة الأرضية تقريبا، يمكن أن تحدث علاقات محرمة بين أفراد العائلة لكن تكون سرية لا يفصح عنها، وإن تم الإفصاح ولم يتم العقاب القانوني، فلا توجد دولة تشرع زواج قانوني لذلك...
وإن قلنا أن هناك بعض الثقافات التي تسمح بنكاح زوجات سابقات للأب أو الإبن، فلا يعقل أن يضع لها الله سبحانه عقوبة كررها كثيرا في كتابه وكرر التحذير منها، فلكي تكرر ويتم التأكيد فلابد من أنها ممارسة منتشرة أو يوجد لها جمهور وأتباع... فالله سبحانه مثلا لم يقر(حسب فهمي) عقوبة للمثلية الجنسية، على الرغم من أنها أكيد منتشرة أكثر بكثير من زواج أخ بأخته...
ليس لي فهم خاص بآية نكاح الزاني والمشرك، لكني أذهب مذهب شحرور غفر الله له، في إعتبار الزنا هو الفاحشة العلنية والتي في عصرنا الحالي هي البورن والله تعالى أعلى وأعلم.
(ملحوظة حاولت أن أسجل بإيميلي على المدونة كي أتابع تعليقاتي وردودك ولم أستطع)
وعليكم السلام
حذفلا يوجد شيء اسمه حكم جامد أو متحرك الهدف من الأحكام والعقوبات القرآنية هو الإصلاح في الأرض والنهي عن الفساد وليس استمراره في كل زمان ومكان...فإن نجحت العقوبة في إنهاء أحد مظاهر الفساد فإن ذلك يحسب لكتاب الله لا عليه وإن اصررنا على تعميم كل ما ورد فيه
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) سورة الأحزاب
فسندخل في متاهات لا حصر لها كما سأوضح بإذن الله في المقال المقبل
لو لم يكن زواج المحارم شائعا في مجتمع البعثة الذي لا نعلم لا مكانه ولا زمانه الحقيقي
تساؤلات بخصوص حقبة الأنبياء الزمنية ؟
http://onlycoran.blogspot.com/2021/07/blog-post_21.html
ولا كم امتدت هذه الممارسات من بعده
https://www.youm7.com/story/2019/2/6/%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%81%D8%B9%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%89-%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A9-%D9%81%D9%89/4131075
لما نزلت مثل هذه النصوص
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ...(23) سورة النساء
التي لولاها لربما كان زواج الأقارب شيء طبيعي في مجتمعنا المعاصر
وحتى لو افترضنا خطئي في هذا الطرح فإن ذلك لا يثبت بالضرورة صحة فرضية محمد شحرور التي تحوي أكثر من خطأ ولا يلزمك باتباع أية نظرية دون اقتناع تام وإحاطة كاملة بجميع جوانب الموضوع
لا أدري ما المشكلة في الإيميل لكنني أعدك بالنظر في الأمر بإذن الله
ردحذفبارك الله فيك ولك وعليك
لم أقسم الأحكام إلى جامدة ومتغيرة، بل نفيت عنها الجمود لأوكد إستمراريتها إلى أن يرث الله الأرض...
مثال نساء النبي، هو مثال خاص ف حكمه خاص لنساء النبي(وأرجو أن نكون متفقين على أن نساءه هنا تعني إناثه، سواء زوجاته، أو زوجاته وبنته) لكن باقي الأحكام ف هي عامة.
أرى أنك تتحامل قليلا في رفضك للرجل، أتفق أن شحرور له أخطاء، وعنده مشاكل، لكن أرى أنه أصاب كما أخطئ.
بالنسبة لتفصيل محرمات النكاح"حرمت عليكم...." فأرى إنها تثبيت وإضافة، تثبيت تحريم نكاح الرحم(أخت أم خالة عمه ) واضافة الرضاعة وزوج الأب وزوج الإبن الخ.
لكني أرى "وأنا هنا فقط للتشاور، لأننا في وقت صعب، والباحث عن الحقيقة ونور الله، يحب"أو أحب أنا" أن يمتحن ما توصل إليه، كي يقر في قلبي الحق ويزهق الباطل، لا كي أجادل أو أساجل" صعوبة ما توصلت إلية، فيمكن أن أزيدك حجة، في كتاب الله أغلب العقوبات هي ماتهدد المجتمع ككل وهناك شبه شرط كونها فعل يعرف علانية(قتل،سرقة،الخ) ولم أجد على حد علمي عقوبة على شيء سري، فهل سمعت أخي، عن علاقة جنسية بين أخ واخته او ابن وام وأب وابنه، علنيه؟ وعليها ٤ شهود بالغين عاقلين؟
أخي الكريم أرجوا أن تركز معي قليلا وأن لا تحاسب طرحي بما جاء في غيره
حذفأولا أنا لم أتحامل على الشخص ولم أعمم نقدي على جميع أفكاره...بل نقدت فكرة وحيدة من بينها
ثانيا أنا لم أشر إلى العلاقات الجنسية بين المحارم بل إلى زواج المحارم الذي من الواضح أنه كان عادة متفشية وعلنية وبالأخص في مجتمع المشركين كما كان الشأن مع ملوك أرض النيل
ثالثا أنا أدعي لزوم الشهود في عقوبة الزنا لعدم ورود الأمر في سياق الحديث عن العقوبة لكنك أسقطت على فكرة المقال أحد حجج نظرية شحرور التي لا يوجد عليها أي دليل
فأعيد وأكرر النصوص تتحدث عن النكاح
إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ 👈مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (49) سورة الأحزاب
وليس عن الإتيان
فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ (222) سورة البقرة
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ (55) سورة النمل
فلا يجب الخلط بين المصلحين كما فعل محمد شحرور
https://www.youtube.com/watch?v=CcdKURczu7o&t=1s&ab_channel=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9Alnassirya
فما هو النكاح المحرم في القرآن ؟
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ 👈وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
سؤال هل هذا الحكم يسري على زمان ومكان ؟
فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (282) سورة البقرة
هل أحكام ملك اليمين سارية على كل زمان ومكان ؟ فكما أسلفت فلا يجب إلزام نصوص وأحكام القرآن بقواعد معينة دون التحقق التام من الأمر
بالنسبة لسؤالك بخصوص مفهوم نساء النبي فلا أستطيع الجزم بدلالتها على غير الأزواج لعدم وجود نص صريح على ذلك
والله تعالى أعلم
تحية طيبة
طب لما يكون دا معني الزني اي الدليل علي تحريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج
ردحذف"الزاني لا ينكحُ الا زانية أو مشركة" أود ان الفت النظر إلى أن اللا هنا لا النافية وليست ناهية والمضارع مرفوع وليس مجزوما فأنا ارى ان تحريك المصاحف للحاء تحريك صحيح أي أن الجملة جملة إخبارية وليس فيها اية نواهي أو اوامر.
ردحذف(مثال من القرآن عن لا الناهية مع الغائب "فلا يسرفْ في القتل" مع سكون على الفاء.)
نعم اللا نافية ولم أقل عكس ذلك لعدم إمكانية نكاح الزاني لغير الزانية والعكس صحيح ولو كانت ناهية لما كانت هناك حاجة لإضافة معلومة تحريم الأمر على المؤمنين
حذفالزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ 👈وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) سورة النور
والله تعالى أعلم
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ فالإتيان أو فالنكاح؟ هل تسمى زاني إذا أتيتها دون أن تنكحها؟
ردحذفالمقصود بالآية النكاح بطبيعة الحال لأنه لا داعي لذكر وتخصيص اتيان الامهات لتحريم الاتيان في جميع الحالات
حذفأستاذ ممكن أن تفسر لي الآية (من لم يحكم بما أنزل الله فهم الكافرون ) هل هي لها علاقة بفصل الدين عن السياسة ؟
ردحذفبطبيعة الحال وتخص بالذكر من يقومون بتحريف معاني النصوص لتبديل الأحكام الربانية...على الأقل من يرفضون الدين علنا موقفهم واضح...عكس من يلبسون ثوب المتدينين لخداع الناس وإقناعهم باسم الإسلام على اتباع ما يدعو لنبذ الدين
حذفلو أخذنا بقول ان الزنا هو نكاح المحارم
ردحذفسنقف جاهلين لمعنى الآيات التالية
{والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين (6) والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين (7) ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين (8) والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين (9)}
على ماذا تنص شهادة الزوج؟ وعلى ماذا تشهد الزوجة أربعة شهادات؟
ما دخل رمي المحصنات بجريمة الزنا سياق سورة النور قام بتفصيل مختلف العقوبات الجنسية كما تم التوضيح في مقال
حذفhttps://onlycoran.blogspot.com/2016/10/blog-post_68.html
والله تعالى أعلم