تصوري لموقع المسجد الحرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


أين يقع بيت الله الحرام ؟ سؤال لم يتصور أشد المسلمين ريبة أنه سيطرحه على نفسه في يوم من الأيام لتسلمينا المطلق بأنه نفس كعبة جنوب الحجاز لكن مرت الأيام و إنقشعت غشاوة التراث الكاذب و ظهر المستور و أصبح تكذيب موقع كعبة جنوب الحجاز من المسلمات عند العديد ممن أنكروا تاريخ و تراث  المذاهب 
و بطبيعة الحال بدأ البحث عن كعبة القرآن و لو بطريقة محتشمة من أناس معدودي الأصابع لا يتوفرون لا على أبسط الإمكانيات لتحقيق هدفهم لكن لكل شيء بداية 
و شأن كل بحث علمي خصوصا في بداياته تكثر الآراء و النظريات و يقع الإختلاف خصوصا عند تدبر كتاب مثل القرآن الذي يصعب تحديد موقع أحداثه الجغرافي
في هذا الموضوع سأقوم بعرض وجهة نظري الخاصة بخصوص موقع موقع المسجد الحرام التي جاءت كمحصلة لعدة أبحاث و التي أتمنى أن تساهم في و لو بجزء بسيط في تحديد موقع الحرم البكي في يوم من الأيام و لو كانت خاطئة
هذا البحث سيكون مبني بالإساس على نظرية أن قرية مدين هي نفسها قرية النبي محمد التي عاش و بعث فيها قبل هجرته و فتحه و إستقراره في بكة لاحقا و يمكن العودة إليها في موضوع
ما هي قرية الرسول محمد الحقيقية ؟
إذن فمن الطبيعي أن تكون بداية البحث من قرية مدين و موقعها الجغرافي في الخرائط القديمة و التي تتفق جميعها على وقوعها في مكان ساحلي قرب مصر في أقصى شمال الحجاز
نفس المنطقة تقريبا التي نسب لها علم الآثار موقع قرية مدين قرب الساحل الشرقي لخليج العقبة
مدائن شعيب
و هو ما يتماشى مع الوصف القرآني الذي يؤكد قرب قرية الرسول من الساحل و إعتماد قومها على صيد و لباس البحر
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)  سورة العنكبوت
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)  سورة الأنعام
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)  سورة النحل
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)  سورة لقمان
من المعلومات التي ذكرها القرآن أيضا وقوع طور سيناء الذي كلم فيه رب العزة نبيه موسى غرب قرية الرسول حيث كان يصفه سكانها بالغربي
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)  سورة القصص
مما يوحي أنه يقع في الضفة الغربية من البحر المقابلة لقرية الرسول على بعد مسافة تسمح لهم برؤيته و هو وصف ينطبق على ضفتي خليج العقبة 
و هو ما يعززه هذا النص القرآني
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)  سورة طه
الذي يؤكد قرب جبل سيناء من البحر الذي تم فيه نسف عجل بني إسرائيل بعد نزول موسى منه
لكن دعنا نعود قليلا إلى الوراء و بالضبط إلى قصة موسى و هروبه من المصريين الذي يتم تصويره دوما على أنه كان نوع من التيه في الصحراء لكن الحقيقة أن موسى كان يدرك وجهته جيدا
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)  سورة القصص
و الملاحظ في نص الآية أنها لم تذكر وسيلة تنقل موسى و بالتالي فمن المحتمل أن يكون قد توجه لمدين بواسطة رحلة بحرية و سآتي لذكر سبب تأيدي لهذه الفرضية لاحقا
و طبعا بعض إستقراره في مدين لمدة معينة و تزوجه من إحدى نساءها و عند قضاء أجل الحجج التي عاهد صهره عليها
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)  سورة القصص
سار بأهله إلى الضفة الغربية من خليج العقبة بحثا عن مكان يستقر فيه في المنطقة و هنا وجب توضيح حقيقة مفهوم السير في لسان القرآن الذي يشير للتنقل عبر البحر أيضا 
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)  سورة يونس
و قد توجه موسى إلى شبه جزيرة سيناء بتقدير و وحي إلهي في حقيقة الأمر
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)  سورة طه
ليجد نفسه قرب طور سيناء
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)  سورة مريم
و بعد عدوته لمصر و تحريره لبني إسرائيل من قبضة فرعون كان لزاما أن يمر بأحد خليجي شبه جزيرة سيناء حتى تتطابق القصة مع الوصف القرآني كما سبق التوضيح في موضوع
أين تقع مصر القرآن ؟
و هنا أود توضيح سبب تأيدي لفرضية سفر موسى عبر البحر في رحلته الأولى إلى مدين حيث سنجد أنفسنا أمام سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا توجه موسى و قومه نحو بحر لا يستطيعون المرور منه أصلا ! فلنركز قليلا على هاتين الآيتين
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)  سورة الشعراء
فشكوى بني إسرائيل لم تكن بخصوص عدم قدرتهم على عبور البحر بل من خوفهم من أن يلحق بهم المصريون مما يؤكد توفرهم على وسيلة تمكنهم من المرور و أن مشكلتهم هنا كانت في مباغتة فرعون و جنوده لهم قبل قدوم السفن أو قبل موعد إنطلاقها و بالتالي فلم يعد هناك مجال للإبحار 
فالمنطقي أن البحر الذي توجه إليه موسى و قومه هو خليج السويس الذي عبر منه أول مرة إلى مدين ليتوجهوا في رحلة بحرية لكن هذه المرة إلى شرق خليج العقبة حيث يقع طور سيناء الذي وعدهم ربهم
 يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)  سورة طه
قبل أن يباغتهم المصريون و يضطروهم للمرور عبر البحر
فلو لم يرد موسى التنقل إلى جبل سيناء عن طريق البحر لماذا توجه إليه إذن ؟ كان بإمكانه المرور من الشمال 
و هنا إضطر بنو إسرائيل إلى المرور عبر خليج السويس و التوجه للجبل من الغرب و قطع شبه جزيرة سيناء كاملة
و قد عانى بنو إسرائيل خلال هذه الرحلة من الجوع و العطش و الحر 
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)  سورة البقرة
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)  سورة البقرة
و هي أوصاف تنطبق على مناخ شبه جزيرة سيناء للإشارة
و بعد تلقي موسى للكتاب و إكمال مهمته بطور سيناء أمره ربه بالدخول إلى قرية بكة التي وصفت بالأرض المقدسة
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)  سورة المائدة
حيث يتجلى بوضوح في هذه الآيات أن الأرض المقدسة كانت وصف لقرية محصنة و لا أظن أن هنالك قرية فوق هذه الأرض أقدس من قرية البيت الحرام و لا الوادي الذي تنتمي إليه
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)  سورة إبراهيم
الذي يقع فيه طور سيناء
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)  سورة النازعات
و بالتالي نستنج أن قرية بكة بدورها تقع في ضفة خليج العقبة الغربية أو قريبة منها و هو ما تؤكده آيات تحليل صيد البحر لسكان الحرم
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)  سورة المائدة
كما يؤكده قربها الجغرافي من قرية لوط لدرجة تسمح برؤيتها بالعين المجردة كما كان الشأن عندما أشار إليها ملائكة الرحمن عند إخبارهم نبي الله إبراهيم بقرب هلاكها
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31)  سورة العنكبوت
و المرجح أن هذه الأخيرة تقع في الضفة الشرقية من خليج العقبة بجوار قرية الرسول محمد في سبيل مقيم 
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76)  سورة الحجر
 بمعنى طريق كانوا يداومون المرور عليه
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)  سورة الصافات
و الغريب أننا نجد في التوراة السامرية إشارة واضحة إلى قرب قرية بكة الشديد من مصر
the Book of Genesis (25:18), which describes how the descendants of Ishmæl “settled in the area from Havilah to Shur, near the eastern border of Egypt, as you go toward Ashur.”[167] The phrase ‘as you go’ is b-ḵ-h in Hebrew[168] and bākā in Samaritan
فهل تبقى مجرد مصادفة ؟
الشيء الأكيد أن وصف الوادي غير ذي زرع الذي توجد به بكة القرآن
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)  سورة إبراهيم
 ينطبق على أودية شبه جزيرة سيناء الصخرية
و حتى عند الإطلاع على جغرافيا المنطقة التي عاش فيها موسى نجدها تتوافق مع جغرافيا شبه جزيرة سيناء و بالضبط وصف مجمع البحرين
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)  سورة الكهف 
الذي ينطبق على مجمع خليجي السويس و العقبة
و حتى تكتمل الصورة أكثر فيجب الإشارة إلى معلومة بالغة الأهمية و أن رغم كون وادي بكة غير ذي زرع إلا أن جبل الطور كانت تكتسيه غابة من شجر الزيتون
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20)  سورة المؤمنون
و قد سبق التوضيح في هذا الموضوع
مفهوم الشجرة في القرآن
إلى أن لفظ الشجرة يشار به إلى الغابة أيضا 
فالمعطيات التي بين أيدنا حاليا هي كالآتي
الضفة الغربية لخليج العقبة
وادي غير ذي زرع
جبل تكتسيه غابة من الزيتون
قرية أو بالأحررى بقايا قرية تعود آثارها لآلاف السنين
إذا إجتمعت كلها في مكان واحد فأكيد أننا لسنا بعيدين عن مكان البيت 
أتمنى أن أكون قد وفقت في إعطاء صورة قريبة من موقع الوادي المقدس و بكة القرآن الحقيقيان و أتمنى أن يساهم هذا البحث و لو بجزء بسيط في تبيان الحقيقة في يوم الأيام ونسأل الله التوفيق و أن يرشدنا في يوم من الأيام إلى بيته الحرام

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم هناك مكان في شمال الجزائر ينطبق عليه الوصف القرآني لبكة 100 %
    مع الوجود المادي للكعبة

    ردحذف

إرسال تعليق