بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أين يقع بيت الله الحرام ؟ سؤال لم يتصور أشد المؤمنين ريبة أنه سيطرحه على نفسه في يوم من الأيام لتسليم الجميع بثبات موقعه الحالي في جنوب الحجاز لكن مرت الأيام وانقشعت غشاوة التراث وانكشف المستور وأصبح تكذيب موقع كعبة جنوب الحجاز من المسلمات عند العديد ممن أنكروا تراث المذاهب
وبدأ البحث عن كعبة القرآن بشكل محتشم من طرف أناس معدودين على رؤوس الأصابع محدودي الإمكانيات لكن لكل شيء بداية
وشأنه شأن كل بحث علمي خصوصا في بدايته فلا بدأ أن يقع الاختلاف وتطرح العديد من الآراء والنظريات خصوصا عند تدبر كتاب يصعب تحديد ملامحه الجغرافية كالقرآن فظهرت آراء مختلفة بخصوص مكان أرض الأنبياء المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
التي يقع بها بيت الله الحرام المبارك
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) سورة آل عمران
وتبقى أول خطوة يجب القيام بها في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود هي توحيد الآراء قدر المستطاع وتقليص مجال البحث قدر الإمكان من خلال عرض النظريات المطروحة على كتاب الله في المقام الأول والتخلص من كل ما يخالف النصوص ويلبي الرغبات السياسية والقومية للبعض وهنا أخص بالذكر مصدر أحد أشهر هذه النظريات التي تزعم أن الأرض المباركة للأنبياء تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية
فلو ألقينا نظرة على جل النظريات المطروحة سنجدها منحصرة في منطق الهلال الخصيب
و ما جاورها كأرض سيناء وشمال الحجاز الذي كان يطلق عليه في الماضي بلاد العرب الحجرية أو الصخرية Arabia petraea
لكن مؤخرا بدأت تنمو فكرة أخرى تنفي جميع هذه النظريات وتزعم وقوع مسرح جل الأحداث وقصص الأنبياء في جنوب الجزيرة العربية لكن ما يجهله العديد ممن يتبنون هذه النظرية أن هذه الأخيرة تحركها فكرة سياسية تهدف لنفي انتماء بني إسرائيل لأرض الشام والزعم بأن موطنهم الحقيقي هو أرض اليمن وأن هدف أصحاب هذه النظرية لم يكن البحث عن موقع الكعبة القرآنية ولا حتى التشكيك في كعبة جنوب الحجاز بقدر ما كان هدفهم نفي صلة لليهود (بني إسرائيل في معتقدهم) بأرض فلسطين
لكن البعض سقط في الفخ وصدق الفكرة وجعلها أساس أبحاثه معتمدا على تشابه مناخ المنطقة مع أوصاف القرآن الجغرافية ليجعلوا من جنوب الجزيرة العربية مسرحا لجميع أحداث وقصص الأنبياء بما في ذلك مصر القرآن
وقبل عرض هذه النظرية على نصوص القرآن تعالوا نلقي نظرة على نوعية الدلائل التي يستند عليها أصحابها
م تورد "التوراة"، في نصّها العبري المعتمد، أي عبارة تؤكد أن القدس هي أورشليم لا بل على العكس. حين تصف التوراة مكاناً معيّناً تسميه "قدس"- دون الألف واللام للتعريف- وتعني به جبل. وطبقاً لهذا الوصف التوراتي، يكون المقصود من كلمة "قدس"، جبل "قدس"، بلدة ريفية تعرف اليوم كمعقل للحركة الناصرية في محافظة تعز جنوبي اليمن.
أصلا تسمية القدس تسمية عربية لاحقة ولا علاقة لها بالتسمية اليهودية أورشاليم الذي تعني أور سلام أي مدينة السلام
يرى المؤرخ فاضل الربيعي أنّ اللغة الرسمية لإسرائيل تشكّلت، في الأصل، من لهجات يمنية، قائلاً إنّ "اللغة الرسمية اليوم في إسرائيل تُسمّى العبرية الصنعانية نسبة إلى صنعاء أو العبرية السبئية".
كلام غير موثق وبعيد عن الواقع فالجميع يعلم أن العبرية اليهودية أصلها من العراق وبالضبط من الآرمية الأشورية
وعن كلمة "صهيون"، يقول ديب إنّها وردت في التوراة برسم "صيّون" وليس صهيون، لأنّ الهاء فعل لهجة عربية. بُدّلت الياء إلى هاء ويُقصد بها مدينة سيئون اليمنية في محافظة حضرموت الشرقية، كبرى محافظات البلاد.
وهنا لا أدري لماذا لم يعتبروا سيون السويسرية هي صهيون ما دام تشابه الأسماء هو المعيار ؟
يذكر فرج الله ديب المزيد من أسماء الأماكن اليمنية الواردة في التوراة، في مقدّمتها تلك التي ترتبط بشكل وثيق بالتراث اليهودي كمدينة "حبرون" التي دُفن فيها النبي إبراهيم، شمال شرق عدن في منطقة الواحدي.
فـ"آزال" و"حضرموت" هما اسمان لاثنين من أبناء النبي نوح، و"آزال" هو اسم عاصمة اليمن حتى القرن السادس الميلادي. كما أن ابراهيم رحل من "أور قاصديم"، أي من بلاد بني قاصد، وهي اليوم منطقة "يافع السفلى" في محافظة لحج الجنوبية، إلى "مصر"، وهي منطقة بين مدينتي "يريم" و"إب" وسط اليمن. وهذا يعني أيضاً أنّ "مصر" المذكورة في التوراة ليست هي الدولة العربية الحالية إذ تناسى الفكر الغربي، بحسب ديب، أن مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التاريخي بلاد القبط وليس "مصراييم".
و تبقى أبرز ملاحظة في هذه الأبحاث هي الغياب الشبه كلي للدليل القرآني والاكتفاء بأسماء ونصوص التناخ اليهودي لأنه كما أسلفت فهدف هذه النظرية بالأساس هو نفي انتماء اليهود لأرض فلسطين وليس البحث عن مكان الكعبة المفقود
والمفارقة أنهم جعلوا مرجعتيهم الأولى في هذا البحث كتب اليهود الذين يتهمونهم بالكذب وتزييف الحقائق والتاريخ ؟!
ويبقى السؤال المطروح لكل من يعتقد بصحة هذه النظرية بناء على تشابه بعض الأسماء أين أسماء بكة مكة يثرب حنين بدر في جنوب الجزيرة العربية ؟
بدر (عمان)
منطقة بدر إحدى مناطق أمانة عمان الكبرى التي تشكل لواء قصبة عمان التابع لمحافظة العاصمة
يثرب (الرقة)
يثرب قرية سورية تتبع ناحية مركز الرقة في منطقة مركز الرقة في محافظة الرقة.
القريتين
مدينة القريتين مدينة تتبع محافظة حمص على تخوم البادية السورية
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) سورة الزخرف
ورغم ذلك لا يمكن اعتبار تشابه الأسماء دليلا قاطعا على ارتباط المواقع المذكورة في الشام بمسرح أحداث القصص القرآني لأنه يمكن بسهولة تسمية مناطق وبقع أرضية معينة بنفس أسماء وثقافة أقوام آخرين وخير مثال حمل غزاة القارة العجوز أسماء مدنهم و بلدانهم وثقافتهم إلى قارة أمريكا...وخير مثال تسمية فيلادلفيا التي تعود لأحد مدن الشام القديمة
وبدأ البحث عن كعبة القرآن بشكل محتشم من طرف أناس معدودين على رؤوس الأصابع محدودي الإمكانيات لكن لكل شيء بداية
وشأنه شأن كل بحث علمي خصوصا في بدايته فلا بدأ أن يقع الاختلاف وتطرح العديد من الآراء والنظريات خصوصا عند تدبر كتاب يصعب تحديد ملامحه الجغرافية كالقرآن فظهرت آراء مختلفة بخصوص مكان أرض الأنبياء المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء
التي يقع بها بيت الله الحرام المبارك
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) سورة آل عمران
وتبقى أول خطوة يجب القيام بها في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود هي توحيد الآراء قدر المستطاع وتقليص مجال البحث قدر الإمكان من خلال عرض النظريات المطروحة على كتاب الله في المقام الأول والتخلص من كل ما يخالف النصوص ويلبي الرغبات السياسية والقومية للبعض وهنا أخص بالذكر مصدر أحد أشهر هذه النظريات التي تزعم أن الأرض المباركة للأنبياء تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية
فلو ألقينا نظرة على جل النظريات المطروحة سنجدها منحصرة في منطق الهلال الخصيب
لكن البعض سقط في الفخ وصدق الفكرة وجعلها أساس أبحاثه معتمدا على تشابه مناخ المنطقة مع أوصاف القرآن الجغرافية ليجعلوا من جنوب الجزيرة العربية مسرحا لجميع أحداث وقصص الأنبياء بما في ذلك مصر القرآن
وقبل عرض هذه النظرية على نصوص القرآن تعالوا نلقي نظرة على نوعية الدلائل التي يستند عليها أصحابها
م تورد "التوراة"، في نصّها العبري المعتمد، أي عبارة تؤكد أن القدس هي أورشليم لا بل على العكس. حين تصف التوراة مكاناً معيّناً تسميه "قدس"- دون الألف واللام للتعريف- وتعني به جبل. وطبقاً لهذا الوصف التوراتي، يكون المقصود من كلمة "قدس"، جبل "قدس"، بلدة ريفية تعرف اليوم كمعقل للحركة الناصرية في محافظة تعز جنوبي اليمن.
أصلا تسمية القدس تسمية عربية لاحقة ولا علاقة لها بالتسمية اليهودية أورشاليم الذي تعني أور سلام أي مدينة السلام
يرى المؤرخ فاضل الربيعي أنّ اللغة الرسمية لإسرائيل تشكّلت، في الأصل، من لهجات يمنية، قائلاً إنّ "اللغة الرسمية اليوم في إسرائيل تُسمّى العبرية الصنعانية نسبة إلى صنعاء أو العبرية السبئية".
كلام غير موثق وبعيد عن الواقع فالجميع يعلم أن العبرية اليهودية أصلها من العراق وبالضبط من الآرمية الأشورية
وعن كلمة "صهيون"، يقول ديب إنّها وردت في التوراة برسم "صيّون" وليس صهيون، لأنّ الهاء فعل لهجة عربية. بُدّلت الياء إلى هاء ويُقصد بها مدينة سيئون اليمنية في محافظة حضرموت الشرقية، كبرى محافظات البلاد.
وهنا لا أدري لماذا لم يعتبروا سيون السويسرية هي صهيون ما دام تشابه الأسماء هو المعيار ؟
يذكر فرج الله ديب المزيد من أسماء الأماكن اليمنية الواردة في التوراة، في مقدّمتها تلك التي ترتبط بشكل وثيق بالتراث اليهودي كمدينة "حبرون" التي دُفن فيها النبي إبراهيم، شمال شرق عدن في منطقة الواحدي.
فـ"آزال" و"حضرموت" هما اسمان لاثنين من أبناء النبي نوح، و"آزال" هو اسم عاصمة اليمن حتى القرن السادس الميلادي. كما أن ابراهيم رحل من "أور قاصديم"، أي من بلاد بني قاصد، وهي اليوم منطقة "يافع السفلى" في محافظة لحج الجنوبية، إلى "مصر"، وهي منطقة بين مدينتي "يريم" و"إب" وسط اليمن. وهذا يعني أيضاً أنّ "مصر" المذكورة في التوراة ليست هي الدولة العربية الحالية إذ تناسى الفكر الغربي، بحسب ديب، أن مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التاريخي بلاد القبط وليس "مصراييم".
و تبقى أبرز ملاحظة في هذه الأبحاث هي الغياب الشبه كلي للدليل القرآني والاكتفاء بأسماء ونصوص التناخ اليهودي لأنه كما أسلفت فهدف هذه النظرية بالأساس هو نفي انتماء اليهود لأرض فلسطين وليس البحث عن مكان الكعبة المفقود
والمفارقة أنهم جعلوا مرجعتيهم الأولى في هذا البحث كتب اليهود الذين يتهمونهم بالكذب وتزييف الحقائق والتاريخ ؟!
ويبقى السؤال المطروح لكل من يعتقد بصحة هذه النظرية بناء على تشابه بعض الأسماء أين أسماء بكة مكة يثرب حنين بدر في جنوب الجزيرة العربية ؟
بدر (عمان)
منطقة بدر إحدى مناطق أمانة عمان الكبرى التي تشكل لواء قصبة عمان التابع لمحافظة العاصمة
يثرب (الرقة)
يثرب قرية سورية تتبع ناحية مركز الرقة في منطقة مركز الرقة في محافظة الرقة.
القريتين
مدينة القريتين مدينة تتبع محافظة حمص على تخوم البادية السورية
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) سورة الزخرف
ورغم ذلك لا يمكن اعتبار تشابه الأسماء دليلا قاطعا على ارتباط المواقع المذكورة في الشام بمسرح أحداث القصص القرآني لأنه يمكن بسهولة تسمية مناطق وبقع أرضية معينة بنفس أسماء وثقافة أقوام آخرين وخير مثال حمل غزاة القارة العجوز أسماء مدنهم و بلدانهم وثقافتهم إلى قارة أمريكا...وخير مثال تسمية فيلادلفيا التي تعود لأحد مدن الشام القديمة
فحتى لو سلمنا بوجود أسماء عبرية مذكورة في العهد القديم في جنوب الجزيرة العربية فلا يمكن اعتبار ذلك دليلا حقيقيا على أنها أرض الأنبياء المباركة فقد تكون مجرد أرض استقرت بها طائفة من اليهود في فترة زمنية معينة فأطلقوا على بعض أراضيها أسماء مقتبسة من كتبهم
نأتي الآن إلى صلب الموضوع والعيوب التي تعتري هذه النظرية من الناحية القرآنية وتنفي أن يكون جنوب الحجاز أرض الأنبياء المذكورة في نصوص القرآن ومن أبرزها مشكلة البحر الذي غرق فيه جنود فرعون فلنتفكر قليلا كم كان عدد أفراد بني إسرائيل الذين جاوزا البحر ؟ أكيد سيكونون بالمئات على أقل تقدير والدليل أنه تم تقسيمهم إلى 12 سبطا
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) سورة الأعراف
فلا أظن أن موسى فجر 12 عين لعشرات الأفراد فقط وما اختياره لسبعين رجلا كممثلين لأخيار القوم
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) سورة الأعراف
الذي كان أغلبه فاسقين كما توضح العديد من النصوص
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) سورة يونس
إلا دليل إضافي على أنهم كانوا بالمئات وإذا قمنا بعد العائلات والنساء والأطفال فسنتجاوز الألف بسهولة ودائما أتحدث حسب أقل تقدير ممكن...فلا أعتقد أن فرعون عاند كل هذا العناد ووقف في وجه كل هذه الخوارق من أجل عشرات من العبيد ؟! وهو ما يحيلنا إلى السؤال التالي كم كان عدد جنود فرعون الذين اعتبروا هذا العدد شرذمة قليلة ؟
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) سورة الشعراء
أكيد سيكنون بالآلاف إن لم يكونوا بعشرات الآلاف الدليل أنه تم تجميعهم من عدة مدن فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
لنجد أنفسنا أمام السؤال الصعب لو سلمنا بوقوع مصر في جنوب الجزيرة العربية أين غرق هذا الجيش الهائل ؟ في أي نهر أو بحيرة ؟ هل توجد في المنطقة بحيرة عرضها مئات الأمتار ؟ باستثناء إذا كانت مصر هي الحبشة !
هناك معلومة قرآنية أخرى تنفي هذه الفرضية وهي ذكر قتال المؤمنين للروم في القرآن
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) سورة الروم
معلومة قرآنية تم طمسها بتغيير تشكيل كل من غَلَبَتِ الرُّومُ إلى غُلِبَتِ الرُّومُ و سَيُغْلِبَونَ إلى سَيَغْلِبُونَ لكنهم نسوا تغيير تشكيل غَلَبِهِمْ التي تشير لانتصار الروم في المعركة الأولى إلى غُلْبِهِمْ
و يبقى السؤال المطروح هنا هل وصلت الإمبراطورية الرومانية في يوم من الأيام إلى جنوب الجزيرة العربية ؟ وهذه الخريطة تجسد أقصى حدود توسع الإمبراطورية
من بين أهم الدلائل التي تنفي هذه الفرضية أيضا لغة القرآن نفسها القريبة من لغات الشمال السامية المليئة بالكلمات الآرامية والسريانية لدرجة استعمال القرآن لمصطلح بعل للإشارة للزوج
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) سورة الصافات
شأنه شأن إيل الاسم السامي الذي يشار به إلى الله والذي نجده في أسماء العديد من الأنبياء كإسماع إيل و إل ياسين
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) سورة الصافات
عكس الخط المسند الذي كان شائعا في جنوب الجزيرة العربية المختلف بشكل كبير عن الخطأ القرآني
نأتي الآن إلى صلب الموضوع والعيوب التي تعتري هذه النظرية من الناحية القرآنية وتنفي أن يكون جنوب الحجاز أرض الأنبياء المذكورة في نصوص القرآن ومن أبرزها مشكلة البحر الذي غرق فيه جنود فرعون فلنتفكر قليلا كم كان عدد أفراد بني إسرائيل الذين جاوزا البحر ؟ أكيد سيكونون بالمئات على أقل تقدير والدليل أنه تم تقسيمهم إلى 12 سبطا
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) سورة الأعراف
فلا أظن أن موسى فجر 12 عين لعشرات الأفراد فقط وما اختياره لسبعين رجلا كممثلين لأخيار القوم
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) سورة الأعراف
الذي كان أغلبه فاسقين كما توضح العديد من النصوص
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) سورة يونس
إلا دليل إضافي على أنهم كانوا بالمئات وإذا قمنا بعد العائلات والنساء والأطفال فسنتجاوز الألف بسهولة ودائما أتحدث حسب أقل تقدير ممكن...فلا أعتقد أن فرعون عاند كل هذا العناد ووقف في وجه كل هذه الخوارق من أجل عشرات من العبيد ؟! وهو ما يحيلنا إلى السؤال التالي كم كان عدد جنود فرعون الذين اعتبروا هذا العدد شرذمة قليلة ؟
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) سورة الشعراء
أكيد سيكنون بالآلاف إن لم يكونوا بعشرات الآلاف الدليل أنه تم تجميعهم من عدة مدن فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
لنجد أنفسنا أمام السؤال الصعب لو سلمنا بوقوع مصر في جنوب الجزيرة العربية أين غرق هذا الجيش الهائل ؟ في أي نهر أو بحيرة ؟ هل توجد في المنطقة بحيرة عرضها مئات الأمتار ؟ باستثناء إذا كانت مصر هي الحبشة !
هناك معلومة قرآنية أخرى تنفي هذه الفرضية وهي ذكر قتال المؤمنين للروم في القرآن
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) سورة الروم
معلومة قرآنية تم طمسها بتغيير تشكيل كل من غَلَبَتِ الرُّومُ إلى غُلِبَتِ الرُّومُ و سَيُغْلِبَونَ إلى سَيَغْلِبُونَ لكنهم نسوا تغيير تشكيل غَلَبِهِمْ التي تشير لانتصار الروم في المعركة الأولى إلى غُلْبِهِمْ
و يبقى السؤال المطروح هنا هل وصلت الإمبراطورية الرومانية في يوم من الأيام إلى جنوب الجزيرة العربية ؟ وهذه الخريطة تجسد أقصى حدود توسع الإمبراطورية
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) سورة هود
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) سورة البقرة
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) سورة النساء
المصطلح المتداول بالخصوص في بلاد الشام ولقب به أحد أشهر آلهة المنطقةوَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) سورة الصافات
بعل أحد الأله في بلاد الشام وآسيا الصغرى، وفي اللغات السامية تأتي على شكل لقب أو تأتي كاسم نكرة ويستدل من أنها تعني: السيد أو الملك،"[1]إلا أن نصوص أوغاريت تبين أن (بعل) المقصود فيها إله محدد الصفات هو هداد، لكنها تورد كلمة بعل أيضًا كاسم نكرة بمعنى سيد، كقولهم بعلكم بمعنى سيدكم،ويؤنث كقولهم (بعلة بت) سيدة البيت
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) سورة الصافات
إل أو إيل حسب اللغة القديمة في السامية وترجمته في العادة إله و(بالعبرية: אל): كلمة سامية شمالية غربية وأيضا اسم يترجم إلى إله أو الله
فلا أرى أي شيء يدعم هذه النظرية قرآنيا اللهم أسماء بعض المناطق التي تم نسبها لجنوب الجزيرة العربية كمنطقة الأحقاق التي بعث فيها النبي هود
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) سورة الأحقاق
و التي لا يوجد أي دليل حقيقي على أنها نفس المنطقة المذكورة في القرآن وتبقى أشهر هذه المناطق على الإطلاق مملكة سبأ
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) سورة سبأ
و التي كما تظهر الآيات فإنها لا تنتمي أصلا للأرض المباركة للأنبياء و للقرى المنتمية إليها
فيجب الكف عن دعم النظريات التي لا تتماشى مع حقيقة النص القرآني والبعيدة كل البعد عن البحث العلمي المحايد ولنتوحد على رأي واحد إن أردنا الوصول للهدف الأسمى في يوم من الأيام
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) سورة الأحقاق
و التي لا يوجد أي دليل حقيقي على أنها نفس المنطقة المذكورة في القرآن وتبقى أشهر هذه المناطق على الإطلاق مملكة سبأ
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) سورة سبأ
و التي كما تظهر الآيات فإنها لا تنتمي أصلا للأرض المباركة للأنبياء و للقرى المنتمية إليها
فيجب الكف عن دعم النظريات التي لا تتماشى مع حقيقة النص القرآني والبعيدة كل البعد عن البحث العلمي المحايد ولنتوحد على رأي واحد إن أردنا الوصول للهدف الأسمى في يوم من الأيام
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم