حجاب المرأة ليس من الإسلام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحجاب ذلك اللبس الذي أصبح فريضة دينية عند أصحاب المذاهب و رمز للإسلام في مختلف أنحاء العالم هل يعمل الناس فقط مصدره الحقيقي ؟ و أن شأنه شأن الغالبية الساحقة من أحكام و شرائع أصحاب المذاهب تم دسه و نسبه لدين الله إنطلاقا من تقاليد أديان أخرى
عندما تنظر المجتمعات الغربية إلى الحجاب فإنها لا ترى فيه سوى ذلك الوجه القبيح للدين الإسلامي و رمز لتخلفه و إضطهاده للمرأة دون أن تدرك أنه وليد الديانة المسيحية في الأصل فأول من فرض على المرأة تغطية الرأس بنص صريح هم المسيحيون
كورونثوس 1 إصحاح 11
3  وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4  كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5  وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ6  إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ7  فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ8  لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9  وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ10  لِهَذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.
فبغض النظر عن إنتقاص هذا النص الشديد من شأن المرأة و جعلها مخلوق ثانوي خلق فقط من أجل الرجل فقد جعل تغطية شعرها أثناء الصلاة و العبادات واجب ديني لا مناص منه و يتجلى ذلك بوضوح في لبس الراهبات
و حتى في صورهم الإفتراضية لمريم العذراء
و رغم عدم وجود نصوص صريحة في العهد القديم بخصوص زي الحجاب فقد قام رجال الدين اليهود بتبني نفس الفكر و تحريم كشف المرأة المتزوجة لشعرها في الأماكن العمومية و لدى عموم النساء أثناء الصلاة من خلال إجتهاداتهم الشخصية المبنية على بعض نصوص التلموذ
فلا غرابة أن ينتقل نفس الفكر إلى التراث المذهبي المنتسب للإسلام الذي إستقى غالبية أفكاره من التراث اليهودي المسيحي
و طبعا كان لزاما إيجاد حجية لهذا التشريع في نصوص القرآن من خلال تحريف المعنى اللغوي للكلمات و قد وجدوا ضالتهم في بعض الآيات كتلك التي تأمر بخفض الجلباب 
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)  سورة الأحزاب
و لا أدري صراحة ما علاقة خفض الجلابيب بتغطية الرأس ؟ و حتى لو سلمنا لهم أن الآية تشير لتغطية الشعر يبقى هذا التشريع حكما خاصا خاضع لظروف معينة عندما تكون المرأة المؤمنة عرضة للتحرش الجنسي في المجتمعات أو البلدان الغير إسلامية كما هو الشأن في الفترة الزمنية التي نزلت فيها هذه السورة عندما كان المؤمنون في بلاد المهجر
وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)  سورة الأحزاب
 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)  سورة الأحزاب 
و هو ما يتجلى بوضوح في قوله تعالى ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ الذي يؤكد أن الغاية من هذا التشريع لم يكن ستر عورة المرأة بقدر ما كان إظهار هوية المرأة المؤمنة حتى لا تكون عرضة للتحرش و بالتالي فإن هذا الحكم لا ينطبق بطبيعة الحال على المجتمعات الإسلامية و هنا أخص بالذكر المجتمعات الإسلامية الحقيقية و ليس من ينتسب للإسلام بالإسم فقط مثلما لا ينطبق على المرأة داخل بيتها أو في بيوت المؤمنين
ثم هل تحتاج المرأة المؤمنة إلى تغطيتها شعرها أو رأسها كاملا حتى تظهر هويتها الإسلامية ؟ فبإستطاعة المسلمين لو أرادوا الإتفاق على زي خاص بالمرأة المؤمنة تعرف به أينما حلت و إرتحلت دون الحاجة لتغطية الرأس كما هو الحال بالنسبة للعديد من الديانات فهل يحتاج البوذيون لتغطية رؤوسهم لإظهار هويتهم للعالم ؟
في الحقيقية حاول أصحاب المذاهب إستخراج حكم تغطية الرأس من عدة آيات 
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)  سورة الأحزاب
رغم أن الأمر في بعضها جاء مقتصرا على نساء النبي
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)  سورة الأحزاب
و كما نلاحظ هنا أيضا أنه لم يأتي قط ذكر تغطية الرأس أو الوجه ولكنهم قاموا بإسقاط منطقهم على النصوص و مفهومهم الشخصي للتبرج و الحجاب
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)  سورة الأحزاب 
الذي لم يكن عبارة عن لباس و إنما دعوة للمؤمنين بعدم الجلوس مع نساء النبي في بيته و مخاطبتهم من مكان لا يتيح لهم رؤيتهن و هنا أيضا يتبين أنه حكم خاص بشخص النبي 
 لكن تبقى أكثر آية يستشهد بها دعاة فريضة تغطية الرأس هي الآية 31 من سورة النور
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)  سورة النور
و الغريب فعلا أن أكثر آية يعتمدون عليها لإثبات إدعاءتهم هي أكثر آية تثبت إفتراءهم على الله تعالى و إتباعهم للظن و الأهواء الشخصية 
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)  سورة النحل
لأننا لو قمنا بتحليل بسيط لما جاء فيها سنجدها أولا تنفي نفيا قاطعا وجود فريضة النقاب المتمثلة في التغطية الكلية للوجه و اليدين و الرجلين 
و إلا ما فائدة مطالبة الرجال بغض الأبصار ؟!
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)  سورة النور
ثم ما هي الزينة الظاهرة من المرأة التي يجوز لها كشفها عند لبس النقاب ؟!  وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا فهذا التشريع يعد كذب صريح و تجاهل لبين أوامر الله في وضح النهار
و أتساءل هنا كيف سيعجب النبي حسن النساء في مجتمع كله منقب  ؟!
لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)  سورة الأحزاب
يعني ضحك على الذقون و طغيان و إستغلال لجهل الناس بكتاب ربهم للإسف
أما بالنسبة لمن يكتفون بالمطالبة بتغطية الشعر فقط فالآية تفضح كذبهم كذلك كونها أمرت بتغطية الجيب و ليس الشعر وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ الذي لا علاقة له برأس الإنسان لا من بعيد و لا من قريب و من كلف نفسه قليلا من الجهد للبحث في نصوص القرآن سيدرك هذه الحقيقة
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)  سورة القصص
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)  سورة النمل
فهناك إحتمالان لا ثالث لهما إما أن يكون المقصود بالجيب صدر الإنسان أو أن يكون هو جانب البطن كما هو الحال بالنسبة للتعريف الحالي للجيب في لباسنا المعاصر
ففريضتي الحجاب و النقاب إختراع مذهبي يهدف للسيطرة على المرأة و تكمن خطورته في إقصاءه لكل من لم يلتزم به و حصر التدين في اللباس فأصبح يرى للمرأة التي لا ترتديه على أنها غير ملتزمة دينيا و حتى كافرة أو عاهرة عند المتشددين و كلما زاد إنتشاره و كلما زادت هذه القناعة و زاد هذا الإقصاء رغم أن الغالبية الساحقة ممن يرتدين الحجاب لا علاقة لهن بالدين أصلا و عدد كبير منهن يرتكبن أكبر الفواحش حيث أصبح الحجاب رمزا للرياء و خداع المجتمع شأنه شأن اللحية بالنسبة للرجال 
فلنحارب هذه البدع التي لم ينزل بها الله من سلطان و التي لا تهدف سوى لزرع الفتنة و التفرقة بين الناس في المجتمعات فأي تشريع لم يتنزل به الله فهو من عند الشيطان هدفه إبعاد الناس عن جوهر دينهم و ليس العكس