قصة آدم بين أساطير الأديان و حقيقة القرآن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


تعتبر قصة آدم من أشهر القصص الدينية على الإطلاق قصة تجاوزت نطاق ما يسمى بالديانات الإبراهيمية لنجدها حاضرة بقوة في حضارات وثنية كالألواح السومرية و لو إختلفت المسميات و التفاصيل فالفكرة تبقى واحدة 
و في ظل إختلاف الروايات بين الأديان و المذاهب بخصوص هذه القصة الذي إن دل على شيء فإنما يدل على دخول الإجتهادات البشرية على معظمها و أخضها طابع فلكلوري يمزج بين فكرة النص الأصلية و المعتقدات المعاصرة لكتاب اللحظة فإن مصدرنا الوحيد الذي نثق فيه ثقة كلية هو القرآن الكريم و بالتالي فهو الوحيد الذي نستطيع أن نأخذ منه الحقيقية خالصة لكن شريطة إتباع صريح النصوص و ليس إعتبار إتخاذ تفاسير المذاهب كبديل عن حقيقة النص القرآني 
فقد يبدو للبعض أن معرفة تفاصيل القصة غير ذات أهمية كبرى لكن لا يمكن تصور مدى أهمية هذه القصة و كيف خلق سوء فهمها حاجز و هوة كبيرة بين الدين و العلم و أخص هنا بالذكر فكرة التطور و وجود بشر قبل آدم 
و إذا أدرنا تلخيص الفكرة العامة المتوارثة عند غالبية الأديان فستبدأ بخلق الله المباشر لآدم من تراب الأرض في الجنة ثم خلق زوجته من ضلعه لتسكن إليه فعاشا سعيدين في الجنة إلى أن أغراهما الشيطان فأكلا من الشجرة التي نهاهما ربهما عن الأكل منها مما إستلزم طردهما من الجنة  
قد يبدو للبعض عدم وجود إختلاف كبير عن ما جاء في نصوص القرآن من خلال قراءته السطحية له لكن الحقيقة أن هذا الأخير أعطى مجموعة حقائق و معلومات لو تمت دراستها بعيدا عن المنطق المتوارث ستأخذ القصة صيغة واقعية مختلفة كثيرا عن الوصف الأسطوري الخرافي المتعارف و أولها 
آدم لم يكن أول البشر
حقيقة إنفرد بها القصص القرآني عن باقي الروايات و ينكرها للأسف أصحاب الذاهب لمخالفتها لأحاديثهم الكاذبة رغم عدم وجود أي نص قرآني يؤكد أن الله تعالى قد خلق آدم من العدم بل على العكس هناك نبأ صريح عن وجود جيل بشري قبل آدم كان يسفك الدماء و يفسد في الأرض
ففي البدأ أخبر الله ملائكته أنه سيخلق مخلوق بشري من طين
 إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)  سورة ص
ذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)  سورة السجدة
 و عند إكتمال مراحل خلقه بالتسوية ونفخ الروح سيكون لزاما عليهم السجود له أي الخضوع له 
 ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)  سورة السجدة
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)  سورة ص
و طبعا عند إكتمال هذه العملية التي قد تصل مدتها إلى ملايين السنين إقترب وقت تنفيذ أمر السجود كما جاء في نص الآية
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  سورة البقرة
التي نخلص منها بثلاث ملاحظات أولها أن الله أخبر ملائكته أنه سيجعل في الأرض خليفة أي الإنسان إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً 
الثانية أنه سيخلف الملائكة المخاطبين أنفسهم في الحكم على الأرض كونهم أقحموا أنفسهم في المقارنة وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ و هذا هو المقصود من السجود و الخضوع أي أنهم سيصبحون تحت حكمه و سلطته فوق هذه الأرض 
الثالثة و الأهم إعتراض الملائكة على هذا الأمر و تعجبهم من تفضيل الله عليهم لمخلوق يسفك الدماء و يفسد في الأرض قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ و هذا الحكم لا يمكن أن يصدر إلا بعد معاينة لأفعال و جرائم هذا المخلوق مما يؤكد تواجده منذ فترة طويلة قبل هذا الحوار طبعا هنا لم يجد مفسري السلف من حل سوى إدعاء أن الملائكة تعلم الغيب أو أن الله أطلعهم عليه رغم أن النصوص تؤكد العكس قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
عيش آدم في الجنة جاء عن إستحقاق
وسط هذا الإعتراض كان لزاما على هذا البشر الذي إصطفاه الله تعالى لخلافة للملائكة فوق الأرض إثبات أحقيته بهذه المكانة و هو ما تم بالفعل من خلال تفوقه عليهم من خلال سرعة تعلمه
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)  سورة البقرة
لكن المشكل أن النظرة و الفهم السطحي لهذه النصوص جعلت البعض يتهم الله تعالى بالغش و التحيز لآدم من خلال إخباره بالأسماء و إخفائها عن الملائكة حتى أننا نجد البعض قد صور القصة بمعلم أخرج جميع تلاميذه من القسم و إحتفظ بتلميذه المفضل ليخبره بأجوبة الإمتحان !
لكن مشكلة هؤلاء هي عدم تمييز الفرق الشاسع بين الإخبار و التعليم و أن هذا الأخير يكون وليد تجربة المخلوقات في الحياة و ليس بالضرورة التلقين و الإخبار المباشر و كمثال صريح على ذلك نص الآيات
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)  سورة العلق
بطبيعة الحال تعليم للإنسان هنا ليس تعليم مباشر بل عبارة عن تسخير للظروف المحيطة بالإنسان و قدراته الخلقية لتسخير القلم الذي لا يزال يتعلم به إلا يومنا هذا
فالله تعالى لم يميز بين الإنسان و الملائكة بل أتاح لهم نفس الوسائل و الظروف التي سمحت للإنسان بالتفوق عليهم بفضل قدراته الخلقية التي يتميز بها عن بقية المخلوقات و هذا التعلم كان وليد مدة طويلة قد تعود لأجيال قبل آدم منذ إكتمال خلق و تسوية و تصوير هذا البشر
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) سورة الأعراف
حيث إكتمل هذا التعليم في شخص آدم و ما ورثه من علم من أسلافه و تجاربه في الحياة مما ينفي كليا فكرة المخلوق الطيني المباشر المتعلم لجميع علوم الكون في رمشة عين 
حقيقة خلق آدم و زوجته
و تبقى أسطورة خلق آدم المباشر من الأرض وخلق زوجته من ضلعه أكبر مشكلة تعترض مختلف الأديان بإستثناء القرآن الذي لم يذكر هذا الإدعاء مطلقا و قد سبق و تطرقت لهذه النقطة في موضوع
هل يعارض القرآن نظرية التطور
فخلقنا من نفس واحدة لا يعني بالضرورة عدم إنحدارها من سلالة بشرية قبلها و خلق زوجها منها لا يعني في لغة القرآن خلقه من جسدها بل من نفس قومها أو فصيلتها و هذه أمثلة مشابهة تظهر هذه الحقيقية
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)  سورة الشورى
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)  سورة النحل
 الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)  سورة الجمعة
فآدم خلق في الأرض و ليس في الجنة شأنه شأن زوجته اللذان أمرهما ربهما بالسكن فيها لاحقا بعد تفوق آدم على الملائكة في الإختبار و خضوعهم و سجودهم له
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)  سورة البقرة
لكن يبقى السؤال أين توجد هذه الجنة  في السماء أم في الأرض ؟
جنة آدم توجد في الأرض
على خلاف النقاط السالفة الذكر فسنجد القرآن هنا يصدق نصوص العهد القديم في إنتماء الجنة التي دخلها آدم و زوجته لأرضنا الحالية فالله جعل آدم خليفة في الأرض و ليس في جنة الخلد التي توجد في السماء
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)  سورة الذاريات
كما زعم تراث المذاهب الذي بكل غرابة عندما يخالف التراث اليهودي المسيحي القرآن نجده يصدقه و عندما يصدق القرآن فنجده يكذبه !؟ فلو كان آدم متواجد في جنة الخلد و النعيم لما وعده إبليس بالخلد و الملك ؟
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)  سورة طه
فالجنة التي أخرج منها آدم كانت متواجدة فوق هذه الأرض و ليس خارجها و كانت جنة ظرفية مرتبطة بطاعة آدم و زوجته و أبنائهم
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)  سورة طه
فكانت أول تبعات هذه المعصية العري
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)  سورة البقرة
و هنا بدأ يندثر نعيم و خير الجنة رغم تواجد آدم و زوجته في نفس المكان فليس بالضرورة أنهما طردا من مكان معين فقد يكون المكان نفسه هو من فقد صفة الجنة و تحول لمكان للشقاء و العداء بين البشر بسبب تبعات الأكل من هذه الشجرة
قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)  سورة الأعراف
فالمكان هو الأرض و الهبوط كان من المرتبة و النعيم المفقود و الخروج كان من النعيم بحد ذاته و ليس بالضرورة من مكان معين
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)  سورة البقرة
فقبل الخطيئة كان آدم و ذريته مهيئون للعيش في الجنة بسلام و سعادة و أكلهما من الشجرة كان بمثابة التحول الذي ترتب عنه تحول درا المقام إلى دار شقاء و يبقى السؤال المطروح لمن يدعي أن الجنة المقصودة في قصة آدم هي جنة الخلد الموعودة كيف يسمح الله للشيطان بدخولها ؟
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)  سورة الأعراف
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)  سورة الأعراف
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)  سورة الأعراف
ما هي طبيعة الشجرة التي أكل منها آدم ؟
يعد هذا السؤال من أكبر الغيبيات التي يصعب تفسيرها فأغلبية التفاسير التقليدية تشير إلى أنها شجرة ثمار لكن هذا لا يفسر التغيير الفيزيولوجي في طبيعة آدم و وزجته الذي جعلهما ينظران لجسدهما بشكل مختلف
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)  سورة الأعراف
وقد  ذهبت بعض التفاسير الحديثة إلى أن الشجرة مجرد تعبير عن فصيل من البشر مختلف مارس معه آدم و زوجته الجنس ألخ من الإجتهادات لكن بغض النظر عن صحة هذه الأقوال من عدمها و التي تحتاج لبحث معمق و طويل فإن هذه الشجرة كانت هي حجر الأساس و اللبنة الأولى في مخطط إبليس لإغواء بني آدم و إخراجهم من النعيم الذي كانوا فيه لدفهم للعداوة
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)  سورة البقرة
و تبقى قصة آدم عند تخليصها من الخرافات و الأساطير المنسوبة إليها قصة منطقية لا تخالف في شيء ما خلص إليه علم الأحياء و بالأخص تاريخ جنسنا البشري 

تعليقات